Telegram Web Link
#صحح_مسارك_يا_طالب_العلم (2):

علمت ٲن بعض زملائي طلبة العلم يقولون ٳذا نصحتهم ـ مع قبولهم النصيحة ـ بٲن لا يختلفوا، قالوا: { لا بد من الاختلاف؛ لٳنه سنة الله } مستدلين بآية سورة هود.

يا ٲخي:
هل تعلم لماذا ٲنت تطلب العلم ؟
ولماذا تدرس بالتدرج على ٲيدي العلماء ؟
ولماذا اشترط ٲهل العلم في مفسر القرآن ٲن يكون عالما بعلوم العربية ؟
كل ذلك من ٲجل ٲن لا يُساءَ فهم القرآن فيُغلطَ في تفسيره.

انظر معي قوله تعالى: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ } لا تعني ٲن الله خلق الناس للاختلاف ! بل تعني: ٲن الله خلقهم لرحمته المذكورة في قوله: ( إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ) وهو استثناء منقطع، والقاعدة في مثل هذا تقول: ٲن ضمير ( خَلَقَهُمْ ۗ ) يعود ٳلى ٲقرب مذكور سبقه وهو الرحمة وليس الاختلاف الذي مرّ بعيداً ، ثم ٳن الاختلاف هنا اختلاف ٲهل الملل وليس ٲهل الملة الواحدة، وانظر معي هذه التفاسير.

ﺃﺧﺮﺝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﻋﻦ اﻟﻀﺤﺎﻙ {ﻭﻟﻮ ﺷﺎء ﺭﺑﻚ ﻟﺠﻌﻞ اﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﺔ ﻭاﺣﺪﺓ} ﻗﺎﻝ: ﺃﻫﻞ ﺩﻳﻦ ﻭاﺣﺪ ﺃﻫﻞ ﺿﻼﻟﺔ ﺃﻭ ﺃﻫﻞ ﻫﺪﻯ. ﻭﺃﺧﺮﺝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ {ﻭﻻ ﻳﺰاﻟﻮﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﻴﻦ} ﻗﺎﻝ: ﺃﻫﻞ اﻟﺤﻖ ﻭﺃﻫﻞ اﻟﺒﺎﻃﻞ {ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺭﺑﻚ} ﻗﺎﻝ: ﺃﻫﻞ اﻟﺤﻖ {ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺧﻠﻘﻬﻢ} ﻗﺎﻝ: ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ. ﻭﺃﺧﺮﺝ اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻭﺃﺑﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ {ﻭﻻ ﻳﺰاﻟﻮﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﻴﻦ} ﻗﺎﻝ: ﺃﻫﻞ اﻟﺒﺎﻃﻞ {ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺭﺑﻚ} ﻗﺎﻝ: ﺃﻫﻞ اﻟﺤﻖ {ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺧﻠﻘﻬﻢ} ﻗﺎﻝ: ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ.

وٲما ما ﺃﺧﺮﺝ اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻭاﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﻭﺃﺑﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻋﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ ﻗﺎﻝ: اﻟﻨﺎﺱ ﻣﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻳﺎﻥ ﺷﺘﻰ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺭﺑﻚ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ {ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺧﻠﻘﻬﻢ} ﻗﺎﻝ: ﻟﻻﺧﺘﻼﻑ.

فمعنى كلام الحسن البصري هنا: ٲي ٳذا اختلف الناس في دياناتهم واختلفوا بها، فاختلف ٲنت عنهم بالدين الحق والجماعة والرحمة.

فصحح مسارك يا ٲخي ـ جزاك الله خيراً ـ وٳن كانت لديك بعض الٲسئلة حول الآية ٲو نقاش فيها، فٲنا ٲحيلك ٳلى ما يلبي طلبك في تفسير القرطبي رحمه الله فعد له ـ جزاك الله خيراً ـ.

فصحح مسارك واعلم ٲن الله ذم الاختلاف وٲمر بالجماعة فقد روى النسائي وغيره ﻋﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﺪﺭﺩاء - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -:" ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎلـﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺄﻛﻞ اﻟﺬﺋﺐ اﻟﻘﺎﺻﻴﺔ [ ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: اﻟﺸﺎﺫﺓ] ". وروى ٲحمد ﻋﻦ اﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺑﺸﻴﺮ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -:" الـﺟﻤﺎﻋﺔ ﺭﺣﻤﺔ، ﻭاﻟﻔﺮﻗﺔ ﻋﺬاﺏ ". وروى الحاكم بسند حسن بطرقه ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ - ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -: " ﻳﺪ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ الـﺟﻤﺎﻋﺔ , ﻓﺎﺗﺒﻌﻮا اﻟﺴﻮاﺩ اﻷﻋﻈﻢ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺷﺬ ﺷﺬ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ ". وغيرها كثيرة في ذا الباب.

واعلم بٲن تعدد الآراء وتدافع الٲقول من ٲجل الوصول للحق لا يعتبر اختلافا مذموما ٳذ كان قصد الجميع ذلك، بل فيه من ٳظهار الخفايا وتوضيح المشكل وبيان المبهم ومزيد ٳثبات وتحرٍ، بكل ذلك تتم الفائدة وتكون الرحمة، فٳذا داهم هذا الجو الحقد والتباغض والطعن وسوء الٲدب وعدم احترام كبير السن والعلم والمقام، فاعلم بٲن المسار انحرف، والقصد قد اعوج ونحى غير نحوه الٲصل وهو الاختلاف المذموم، فما اختُلف فيه فجمع ليس كمن فرّق، وفقني الله وٳياك.

وٲعده / حمدي الوصابي
سرور الكفار باهتمام المسلمين بكرة القدم

لا ريب أنّ أعداء الإسلام -مِن دول الكفر- يُسرّون بما تُوليه الدّولُ الإسلاميّة مِن اهتمام بالغٍ بالمباريات الرياضيّة، وتشجيع ماديّ ومعنويّ لها، وإنفاق الأموال الطّائلة في بناء الملاعب الضّخمة، والاعتزاز الكبير باستضافة كأس العالم لكرة القدم، والاستعداد لذلك، وهو عينُ السّفه؛ إذ تنفقُ الأموال على اللعب، وتُعطّل كثير مِن المصالح .

مقال: كرة القدم
س: ما حكم حب اللاعب الكافر لأجل إتقانه للعب، لا لأجل دينه؟ وما حكم لبس البدل الرياضية التي عليها أسماء أو شعارات لأندية أجنبية خالية من الصلبان، أو ما يرمز لديانات الكفار؟



ج: الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، أما بعد؛ فمن المعلوم أن محبة اللاعب الكافر لدينه كفرٌ، أما محبته لإتقانه اللعب، أي لعب الكرة أو غيرها من الألعاب، فهذا قبيح ومذموم؛ لأنه ناشئ من تعظيم هذا النوع من اللعب، والتعلق به، كالمولع بلعبة كرة القدم، ومعلوم أن تعظيم الأشياء تابع لتصور العقل للأشياء، فالعقل الصحيح يدرك الأشياء على ما هي عليه عظيمةً أو حقيرةً، ولا سيما العقل المستنير بهدى الله، فينزل كل شيء منها منزلته، وأما العقل الفاسد فهو على ضد ذلك، فهو يعظم الحقير، ويتعلق به، بل يغلو فيه؛ لأنه يراه عظيما، شخصا كان أو عملا، وإذا كان من المعلوم لدى أهل العقول أن اللعب ضدُّ الجد، فهو باطل لا يحتفي به إلا الناقصون، ولذا كان من شأن الصبيان والصغار، ولهذا لم يذكر اللعب في القرآن إلا في سياق الذم: (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ)، (إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ)، وجعل تعالى اللعب من شأن الكافرين والمنافقين، قال تعالى: (أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ)، وقال تعالى عن المنافقين: (إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلُعَبُ)، ومن القبيح في العقل والدين الإغراقُ في اللعب الباطل وتعظيمُ اللعب واللاعبين.

وينبغي أن يعلم أن محبة الكافر لمهارته في اللعب يتضمن أمرين كلاهما منكرٌ؛ الأول: الإغراق في محبة اللعب الحبَّ الذي يفضي إلى قدر من العبودية لغير الله، كما في الحديث: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم). الثاني: ضعف البراء من الكافر أو غيابُه، والغالب أنه يغلو فيه، كما يظهر ذلك من منافحته عنه، ومعاملته له قولا وفعلا حفاوة وتكريما، عند لقائه، أو فوزه باللعب. فهنالك يختفي كل أثر للبراء والبغض في الله، فهذا الحب وذلك البغض لا يجتمعان، بل لو صح البغض في الله لاضمحل ما يتميز به هذا الكافر من مهارة في لعبه، بل نقول: لو صح الإعجاب بهذا اللاعب الكافر لكان الكفار أصحاب المبتكرات النافعة للبشرية أحقَّ منه بالإعجاب، فمن المعلوم أن اللعب كله باطلٌ لا يعود منه نفع عام ولا خاص إلا على اللاعب نفسه لما يكسبه من مال أو شهرة، وغيره خاسرون، فعلم مما تقدم أنه لا يجوز الإعجاب باللاعب الكافر ومحبته لمهارته في اللعب. وكذلك لا يجوز لبس الملابس الرياضية التي عليها أسماءٌ وشعارات لأندية البلدان الكافرة، ولو كانت خالية من الصلبان وغيرها من شعاراتهم الدينية؛ لأن لبس هذه الملابس يتضمن قدرا من الولاء والإعجاب بأصحاب تلك الأندية، والواجب على المسلم أن يرتفع بما أكرمه الله به من الإسلام عن التعلق بالتافه والإعجاب بالكافرين، وعليه أن يحمد الله على نعمه، ويقول: الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



قال ذلك:



عبدالرحمن بن ناصر البراك



حرر في 15شعبان1435هـ
💬 " إنَّ أصْلَ (كُرَةِ القَدَمِ) وَثَنيٌّ يُوْنَانِيٌّ،
ونَشْرُهَا بَيْنَ المُسْلِمِيْنَ نَصْرَانيٌّ صَلِيبيٌّ،
وتَطرِيقُهَا إلى العَالَمِ يَهُودِيٌّ عَالَمِيٌّ، فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ؟!
هَذَا هُوَ أصْلُ تَطرِيقِهَا،
أمَّا حَقِيقَةُ ثِمَارِهَا: فظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ!
وهِيَ الحَقِيْقَةَ المُخْزِيَةَ في بِلادِ المُسْلِمِيْنَ ".

الشيخ د. ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي
📙 حقيقة كرة القدم ص ١٦٣
" فَحَسْبُكَ هَذِهِ الْمُهَاتِرَاتُ، واللقاءاتُ، والمبارَيَاتُ ومَا يَحْصُلُ فِيهَا مِنْ قَتْلِ للأوقاتِ، وضَبَاعِ للطاقاتِ، وهَدْرِ للأمْوَالِ

فِي غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مَسَالِكَ مَاسِخَةٍ لَا بِقِي مِنْ الهوية الإسلامية!

فَمِنْ ذَلِكَ : حُبُّ ويُغضّ لِغَيْرِ الله، ووَلاءٌ وعَدَاءٌ لا لله، وَصَدُّ عَنْ ذِكْرِ الله،

فَلا أُخُوَّةَ بَيْنَهم إلا مَا سَئَتْهُ الرِّياضَةُ، ولا ثَقَافَةَ لَهُم إِلا مَا أَمْلَتْهُ الصَّحَافَةُ!

ومَعَ هَذَا أَيْضًا : نَعَرَاتٌ جَاهِلِيَّةٌ ، وصَبْحَاتٌ صِبيانية، وحَرَكَاتٌ خَرْقاءُ،

وقَبْلَ هَذَا وَبَعْدَهُ : تَصفيق وتضفير، وهَمْز وغَمْز، وسَب وَلَعْنُ ...بَله صَعْقٌ ومَوْتُ عِنْدَ بَعْضِهِم !

ومَهُمَا يَكُنْ مِنْ أَمْرٍ؛
فَلَا شَكٍّ أنَّ كُرَةَ القَدَمِ قَدْ أَصْبَحَتْ بَعْدَ هَذَا المنحى الخطير : مَذْهَبًا فِكْريًا،
ورُبَّما طَاغُوتًا عَصْرِيًّا عِنْدَ بَعْضِهِم.

فإِنَّا، وَنَحْنُ لا نَشُكُ طَرْفَةَ عَيْنٍ : أَنَّ كُرَةَ القَدَمِ قَدْ غَدَتْ مَنْبَعَ الضَّلالَةِ، ومَنْجَمَ الجَهَالَةِ ؛ فَمِنْها نشأت سَحَائِبُ الغَوَايَةِ، وَإِلَيْهَا تُقَادُ خَبَائِتُ العماية!

***

🔶️ كَانَ مِنْ جَادَّةِ القَوْلِ أَنْ نَقِفَ مَعَ خَطَلِ وخَطَرِ مَا تُفَرِزُه ( كُرَةُ القَدَمِ ) ؛
كَيْ نَكْشِفَ حَقِيقَة مُوْلَمةً أَحْسِبُها قَدْ تَخْفَى عَلَى عَامَّةِ عُشَّاقِ (كُرَةِ القَدَمِ)؛
بَـلْ بَعْضٍ طُلابِ العِلْمِ، وَهِيَ مَا كُنَّ مَا كُنَّا نَخْشَاهُ وَنَتَوَفَّاهُ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ!

فَأَقُولُ : إِنَّ (كُرَةَ القَدَمِ) قَدْ أَخَذَتْ مَنْحَى خَطِيرًا (جِدًا!) في سَنَوَاتِها الأخيرة،
وذلِكَ فِيمَا اكْتَتَفَها مِنَ مُحَرَّمَاتٍ كَثِيرَة؛ كَمَا سَيَأْتِي ذِكْرُهَا إِنْ شَاءَ اللَّهِ تعالى،

ومِنْ هُنَا كَانَ حَقًّا عَلَيْنَا أَنْ نَحْكُمَ عَلى كُرَةِ القَدَمِ اليَوْمَ بِأَنَّهَا :
مَذْهَبٌ فِكْرِي، ورُبَّما طَاغُوتُ عَصْرِيٌّ عِنْدَ بَعْضِهِم !
💬 فأما كولها مذهبًا فكريا :

فَيُوَضُحُه : أَنَّ ظُهُورَ المَذاهِبِ الفِكْرِيَّةِ البَاطِلَةِ عَلَى مَرَّ النَّارِيخِ الإِسْلامِي كَانَتْ كَثِيرَةً جِدًّا لا يَجْمَعُها زَمَانٌ ولا مَكانٌ؛
إلا أَنَّهَا مَعَ كَثْرَتِها الكاثِرَةِ لَمْ تَزَلْ والله الحَمْدُ فِي زَوَالٍ وَانْدِراس،

فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا مَا جَمَعَ ثَلَاثَةَ أَمُورٍ، وَهِيَ باختصار :

الأول : وُجُودُ أَنْصَارٍ ، وأَعْوَانٍ (ورُبَّمَا كَانُوا أَهْلَ عِلْمٍ فِي الجُمْلَةِ!) مّمنْ هُمْ يَدٌ في نَشْرِ، وَنَصْرِ مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ البَاطِلِ .

الثاني : وُجُودُ كُتُبِ حَافِظَةٍ هَذِهِ الْأَفْكَارِ البَاطِلَةِ .

الثالث : وُجُودُ أتباع هذه الأفكارِ سَوَاءٌ كَانُوا دُوَلاً، أو جَمَاعَاتٍ، أَو أَفْرَادًا .

فإِذَا عُلِمَ هَذَا، فَلَا تَثْرِيْبَ حِينَئِذٍ أَنْ تَتَبَوَّا (كُرَةُ القَدَمِ) هَذِهِ الأَيَامَ مَنْزِلاً مِنْ مَنَازِلِ المَذَاهِبِ الفِكريَّةِ دُونَ شَكٍّ،

وذَلِكَ لِما يلي :

أولاً : أَنَّ أَعْوَانَهَا وَأَنْصَارَها هَذِهِ الأَيامُ لَمْ يَشْهِدِ النَّارِيْحُ لَهُ نَظيرًا،

فَحَسْبُكَ أنَّهُم أكْثَرُ حُكّامِ، ومَشَاهِيرِ بِلادِ الدُّنْيَا،
كَمَا أَنَّهَا لَمْ تَسْلَمْ مِنْ أَحْكَامِ بَعْضٍ المُنتَسِيْنَ العِلْمِ؛ لِمَنْ سَخَّرُوا فَتَاوَاهُمْ فِي الْبَاسِ (كُرَةِ القَدَمِ ) تَوْبًا شَرْعِيًّا !

ثانيا : أن قنواتِها الإعلامية، وكتبها الرِّياضِيَّةَ مَا يَفُوقُ الحَضرَ،
فَانظُرْ مثلاً : ( التلفاز)، والمذياع، والصَّحافة، والجرائد، والمَجَلاتِ؛ كَيْفَ وَهِيَ تَنْفُحُ صَباحَ مَسَاءَ فِي تَرْويجِ، وَتَزْيِنِ (كُرَةَ القَدَمِ)؟!

ثالثًا : أنَّ اتْبَاعَها، ومُشَاهِدِيها ما يَعْجَبُ مِنْهُ الإِنْسَانُ العَاقِلُ؛
حَتَّى إِنَّكَ لَوْ أَقْسَمْتَ : أَنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ الأَرْضِ أَتْبَاعٌ وهُوَاةٌ لهَا؛ لَمَا أَثمْتَ أَو حَنثت!

فَعِنْدَ هَذَا لا تَعْجَبْ إِذَا قِيلَ : إِنَّ ( كُرَةَ القَدَمِ) أَصْبَحَتْ مَذْهَبًا فِكْرِيًّا !

***


💬 أما كونها طَاغُونَا عَصْرِيًّا عِنْدَ بَعْضهم :

فَيُوَضْحُه :
أَنَّ الطَّاغُوتَ هُوَ كَمَا عَرَّفَهُ ابنُ القَيمِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِ إعْلامِ الْمُوَفِّعِينَ» لابنِ القَيِّمِ (٥٣/١) :
" أَنَّهُ كُلُّ مَا تَجَاوَزَ بِهِ الْعَبْدُ حَدَّهِ مِنْ مَعْبُودٍ، أو متبوع، أو مُطَاع ".

- ثمَّ قَالَ : فَهَذِهِ طَوَاغِيتُ العَالَمِ : إِذا تَأمَّلْتَها، وَتَأمَّلْتَ أَحْوَالَ النَّاسِ مَعَها رَأَيْتَ أَكْثَرَهُم أَعْرَضَ عَنْ عِبَادَةِ اللهِ تَعَالَى إلى عِبَادَةِ الطَّاغُوتِ، وَعَنْ طَاعَةِ الله، ومُتَابَعَةِ رَسُوْلِهِ ﷺ إلى طَاعَةِ الطَّاغُوتِ وَمُتابَعَتِهِ ، انْتَهَى .

- ومِنْ خِلالِ هَذَا يَتَّضِحُ لَنَا أَنَّ كُرَةَ القَدَمِ هَذِهِ الأَيَّامَ :
قَدْ تَجَاوَزَ بَعْضُ النَّاسِ بِهَا الحَدَّ تَجَاوُزًا الْبَسَها ثَوْبَ الجَاهِلِيَّةِ، وكَسَاهَا سِرْبالا مِنْ جَرَبٍ؛
فَغَدَتْ عِندَئِذٍ طَاغُوْنَا عَصْرِيًّا بِاسْمِ الرِّيَاضَةِ!

- وهَلْ بَعْدَ هَذَا يَشُكُ ذُو لُبِّ حَصِيفٍ مَا يَجْرِي، وَيَتَجَارَى هَذِهِ الأَيامَ فِي كُرَةِ القَدَمِ مِنْ :
حُبُّ وبُغْض ، ووَلاءِ وعَدَاءِ، وَنَصْرٍ وغُلْبٍ، وَسَبِّ وَلَعْن، وهَمْز ولمزِ فِي غَيْرِ ذَلِكَ
مِمَّا هُوَ مِنْ مَسَالِكِ العُبُودِيَّةِ لِغَيْرِ اللَّهُ تَعَالَى؟!

- بَلْ لا أُبَالِغُ إِذَا قُلْتُ : إِنَّ كُرَةَ القَدَمِ قَدِ ارْتَسَمَتْ فيها مِنْ مَعَانِي الطَّاغُوتِيَّةِ مَا يَتَضَاءَلُ عَنْدَها كَثِيرٌ مِنَ الطَّوَاغِيْتِ الَّتِي عُرِفَتْ فِي غَابِرِ الْأَزْمَانِ!
" عَدُوٌّ لَمنْ عَادَتْ وسِلْمٌ لأَهْلِها
وَمَنْ قَرَّبَتْ لَيْلَى أَحَبُّ وأَقْرَبا

نَعمْ؛ هَذِهِ القُلُوبُ قَدِ ارْتَكَسَتْ في عُبُودِيَّاتٍ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ، فَهِيَ تُوَالِي كُلَّ مَنْ يُوصِلُها إلى شَهَوَاتِها ولَذَّاتِها ...

فَكَانَ مِنْ تِلْكُمُ القُلُوبِ المَيِّنَةِ لا كُلَّها :

أَوْلَئِكَ النَّفَرُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا كُرَةَ القَدَمِ إِلَهاً مِنْ دُونِ اللَّهِ،
فَعَلَيْهَا يُوَالُوْنَ، ومِنْ أَجْلِها يُعَادُونَ،
فَقَدْ أَحَبُّوها أكْثَرَ مِنْ حُبهِم الله، وَرَسُولِهِ، وَالْمُؤْمِنِينَ،
كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ امَنوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شدِيدُ الْعَذَابِ ﴾ [البقرة ١٦٥] .

وَقَدْ يَظُنُّ مَنْ لَا عِلْمَ لَهُ اليَوْمَ بَوَاقِعِ (كُرَةِ القَدَمِ) :
أَنَّ هَذَا الكَلامَ تَهَجُمٌ، ورجم بالغَيْبِ عَلَيْها ، واسْتِخْفَافُ بها ".

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


- فَتَامَّلُ يَا رَعَاكَ الله؛ إلى وَاقِعِ (كُرَةِ القَدَمِ) هَذِهِ الأَيامَ،

وَلا تَلْتَفِتْ بَعْدَ هَذَا إِلى مَرْضَى القُلُوبِ، وَسَمَاسِرةِ الإِعْلامِ، وسَدَنَةِ الرِّيَاضَةِ،
وَمَا يَلْقُونَه مِـنْ نَفَتَاتٍ مَسْمُومة، وتَصَارِيفِ الأفلامِ الشَّاقَّة في قُلُوبِ سَائِمَةِ الرِّياضِيِّينَ أَخادِيدَ لا بواكي لها !

ومَعَ هَذَا فَإِنَّ كُرَةَ القَدَمِ) لَمْ تَنْفَرِدْ بِهَذَا وَذَاكَ ؛
بَلْ هِيَ إِحْدَى الْمُوْبِقَاتِ الثلاثَةِ، وثَالِثَةُ الأثافِي الَّتِي أَفْسَدَتْ الدِّينَ والدُّنْيَا عَلى أَكْثَرِ أَبْنَاءِ الْمُسْلِمِينَ هَذِهِ الأيام (بَعْدَ الشِّرْكِ!) .
وهي باختصار:
الغناء بجميع صوره...
القنوات الإعلامية ....
الألعاب الرياضية لا سيما كرة القدم. ..
هل يصلح لطالب العلم مشاهدة كأس العالم ؟!
اجاب الشيخ عبدالرحمن البراك اجابه مختصرة قيّمة 👆
قال الشيخ الدكتور ذياب بن سعد ال حمدان الغامدي:

قَائِمَةُ مَحَاذِيْرِ (كُرَةِ القَدَمِ))

المخطورُ الأوَّلُ : ضَيَاعُ مَفهُوْمِ الوَلاءِ، والبَرَاءِ .

المَحْظُورُ الثَّاني : الحب، والبُغْضُ الغَيْرِ الله .

المَحْظُورُ الثالث : التَّشَبهُ بالكُفَّارِ .

المَحْظُورُ الرَّابِعُ : إِحْيَاءُ دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ، والعَصَبِيَّاتِ القَوْمِيَّةِ .

المخطُورُ الخامس: القتال، والسَّبَابُ .

المَحْظُورُ السَّادِسُ : العُنْفِ، والشَّغَبِ .

المخطورُ السَّابِعُ : تَحْكِيمُ القَوَانِينِ الوَضْعِيَّة .

المَحْظُورُ النَّامِنُ : الرَّهَانُ على الفَرِيقِ الفَائِزِ .

المحْظُورُ التَّاسِعُ : كَشْفُ العَوْرَاتُ .

المَحْظُورُ العَاشِرُ : نَظرُ النِّسَاءِ إِلى عَوْرَاتِ اللاعِبِينَ .

المَحْظُورُ الحَادِي عَشَرَ : عَدَمُ ذِكْرِ الله تَعَالَى، وَالصَّلاةِ والسَّلامِ على رَسُولِهِ .

المَحْظُورُ الثَّانِي عَشَرَ : تَرْكُ صَلاةِ الجُمْعَةِ، والجماعات في المَسْجِدِ .

المَحْظُورُ الثَّالِثُ عَشَرَ : هَدْرُ الأَمْوَالِ، وَضَيَاعُها .

المَحْظُورُ الرَّابِعُ عَشَرَ قَتْلُ الأَوْقَاتِ، وضَيَاعُها .

المَحْظُورُ الخَامِسُ عَشَرَ : الرَّقْصُ، والتصفيق، والتصفير، والهتافات .

المخطورُ السَّادِسُ عَشَرَ : الغِيْبَةُ .

المَحْظُورُ السَّابِعُ عَشَرَ : السُّخْرِيَّةُ، وَالاسْتِهْزَاءُ .

المخظُورُ الثَّامِنُ عَشَرَ : الظَّنُ السُّوءُ .

المَحْفُورُ التَّاسِعُ عَشَرَ : الهَمْزُ، والأَمْرُ بِالمُسْلِمِين .

المَحْظُورُ العِشْرُونَ : التبختر، والخيلاء، والعُجْبُ .

المخطورُ الحادي والعُشْرُونَ : التَّنَابُرُ بالأَلْقَابِ .

المَحْظُورُ الثَّانِي والعُشْرُونَ : التهَاوُنُ بالتَّصْوِيرِ .

المَحْظُورُ الثَّالِثُ والعُشْرُونَ : الإِعَانَةُ على الإِثْمِ، والعُدْوَانِ .

المَحْظُورُ الرَّابع والعُشْرُونَ : تَرْوِيعُ، وَتَخْوِيفُ المُسْلِمِ .

المَحْظُورُ الخَامِسُ والعُشْرُونَ : التَّشْجِيْعُ، وَالتَّحْرِيضُ بِالبَاطِلُ .

المَحْظُورُ السَّادِسُ والعُشْرُونَ : المُبَالَغَةُ في الإطراء، والثَّنَاءِ المَذْمُومِ على اللاعِبِينَ .

المَحْظُورُ السَّابِعُ والعُشْرُونَ : تَقْدِيمُ المَفْضُولِ على الفَاضِل .

المخطورُ الثَّامِنُ والعُشْرُونَ : غِشُ النَّاشِئَةِ .

المَحْظُورُ التَّاسِعُ والعُشْرُونَ : تَعطِيلُ فَرْضِيَّةِ الجِهَادِ لَدَى الشَّبابِ المُسْلِمِ .

المَحْظُورُ الثَّلاثُونَ : تَخْدِيرُ الْمُسْلِمِينَ عَنْ قَضَايَاهَا .

المَحْظُورُ الحَادِي والثلاثونَ : تَمرِيرُ مُخَطَّطَاتِ أَعْدَاءِ الإِسْلامِ .

المَحْظُورُ الثَّانِي والثلاثُونَ : سَفَرُ المُسْلِمِ إلى بِلادِ الكُفْرِ دُونَ عُدْرٍ .

المَحْظُورُ الثَّالِثُ والثَّلاثُونَ : دُخُولُ الكُفَّارِ جَزِيرَةَ العَرَبِ .

المَحْظُورُ الرَّابع والثلاثُونَ : تَوْلِيَةُ الكُفَّارِ على المُسْلِمِينَ .

المَحْظُورُ الخَامِسُ والثَّلَاثُونَ : مُمَارَسَةُ احْتِرَافِ اللَّعِبِ، وَالْخَاذُها حِرْفَةً .

المَحْظُورُ السَّادِسُ والثَّلَاثُونَ : مُشَارَكَةُ النِّسَاءِ فِي (كُرَةِ القَدَمِ) .

المَحْظُورُ السَّابِعُ والثَّلاثُونَ : التَّدْلِيكُ، و(المَسَاج) الْمُحَرَّمَانِ .

المَحْظُورُ الثَّامِنُ والثَّلَاثُونَ : جَهَالَةُ اللاعِبِينَ .

المَحْظُورُ التَّاسِعُ والثَّلاثُونَ : الجَهْلُ بَعَدَدِ الإِصَابَاتِ .

المَحْظُورُ الأَرْبَعُونَ : السِّحْرُ والشَّعْوَذَةُ .

المَحْظُورُ الحَادِي والأَرْبَعُونَ : ضَرْبُ الخُدُودِ، وَشَقُ الجُيُوبِ .
قَالَ ابنُ الجَـــوزِيّ رحِمَــہ الله:

«معشـــَر المُسلمِيـــن: تَحصّنوا مِن عَذابِ النّار وَخفّفُــــوا عَلىٰ ظُهورِكُم ثِقل الأَوزَارِ بِكثـــرَةِ الصّلاةِ علىٰ النّبــﮯّ المُختَار».

📚[بُستانُ الوَاعظِينَ (٢٨٧)].
📖  *فِي ظِلَالِ آيَةٍ |* ⁦7️⃣⁩⁦1️⃣
▪️ *بيتٌ مُبَارَكٌ وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ*

قال ﷻ : *{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}* [سورة آل عمران: 96 - 97]

📑 يخبرُ ﷻ عن شرفِ هذا البيتِ الحرامِ، وأنه أولُ بيتٍ وضعه اللهُ للناسِ، يتعبدون فيه لربِّهم فتُغفر أوزارُهم، وتقال عثارُهم، ويحصلُ لهم به من الطاعاتِ والقرباتِ ما ينالون به رضى ربِّهم والفوزَ بثوابِه والنجاةَ من عقابِه، ولهذا قال: *{مُبَارَكًا}* أي: فيه البركةُ الكثيرةُ في المنافعِ الدينيةِ والدنيويةِ كما قال ﷻ : *{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}* [سورة الحج: 28]

والمرادُ بالأوليةِ أنه أولُ بيتٍ وضعه اللهُ لعبادتِه فى الأرضِ، وقيل المرادُ بها كونه أولاً فى الوضعِ وفى البناءِ، ورووا فى ذلك آثاراً.

*فعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ: «أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ؟»*، *قالَ: «المَسْجِدُ الحَرَامُ. قُلتُ: «ثُمَّ أَيٌّ؟ قالَ: «ثُمَّ المَسْجِدُ الأقْصَى»*، *قُلتُ: «كَمْ كانَ بيْنَهُمَا؟» قالَ: «أَرْبَعُونَ»، ثُمَّ قالَ: «حَيْثُما أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ، والأرْضُ لكَ مَسْجِدٌ»* [متفق عليه].

وقد وصفَ اللهُ ﷻ البيتَ الحرامَ بخمسِ صفاتٍ:
︎أحدها: كونه أسبقَ بيوتِ العالمِ وُضِع في الأرضِ.
︎الثاني: أنّه مباركٌ، والبركةُ كثرةُ الخيرِ ودوامُه، وليس في بيوتِ العالمِ أبركُ منه ولا أكثرُ خيراً ولا أدومُ ولا أنفعُ للخلائقِ.
︎الثالث: أنه هدى، ووصْفُه بالمصدرِ نفسِه مبالغةٌ، حتى كأنّه نفسُ الهدى.
︎الرابع: ما تضمن منَ الآياتِ البيناتِ التي تزيدُ على أربعين آيةً.
︎الخامس: الأمنُ الحاصلُ لداخلِه.

وفي وصفِه بهذه الصفاتِ دون إيجاب قصده ما يبعثُ النفوسَ على حجّه وإن شطت بالزائرين الديارُ وتناءت بهم الأقطارُ، ثم أتبع ذلك بصريح الوجوبِ المؤكد بتلك التأكيداتِ، وهذا يدل على الاعتناءِ منه ﷻ لهذا البيتِ العظيمِ، والتنويه بذكرِه، والتعظيمِ لشأنِه، والرفعةِ من قَدرِه، ولو لم يكن له شرفٌ إلا إضافته إيّاه إلى نفسِه بقولِه *{وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}* [سورة الحج: 26]
لكفى بهذه الإضافةِ فضلاً وشرفاً، وهذه الإضافةُ هي التي أقبلت بقلوبِ العالمين إليه، وسلبت نفوسَهم حباً له وشوقاً إلى رؤيتِه، فهذه المثابةُ للمحبين يثوبون إليه ولا يقضون منه وطرًا أبدًا، كلما ازدادوا له زيارةً ازدادوا له حباً وإليه اشتياقاً، فلا الوصالُ يشفيهم ولا البعادُ يسليهم.

🍃
*الإدارة العامة للوعظ والإرشاد | قسم الدعوة الإلكترونية | غزة - فلسطين*
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
(قالَ عليٌّ -رضيَ اللهُ عنهُ-: الخطُّ الحسَنُ يزيدُ الحقَّ وضوحًا.
وقالَ: حُسْنُ الخَطِّ إحدَى البلاغتَيْنِ ).


#المصدر: ديوان المعاني، لأبي هلالٍ العسكريِّ، 2/86.
انتظرونا ... في الدورة البرامجية الشتوية #خير_أمة
🎙️ عبر أثير ومنصات إذاعة القرآن الكريم 98.6FM:
🎧 من برامجنا الجديدة ::
#حكمة_عمر
📍🎙 لمتابعة منصات إذاعتنا:
🌐 البث عبر الموقع الإلكتروني:
http://radio.garden/listen/quran-radio-fm-98-6/7YMbg-6T
🌐 البث عبر تطبيق التيلجرام:
https://www.tg-me.com/palwakfg?livestream=9858a9d269cb44933b
https://www.tg-me.com/quranradiofm?livestream=cc80b98ff4cbd05ee6
📱 عبر الفيس بوك: إذاعة القرآن الكريم من غزة https://www.facebook.com/QuranradioFM
📸 عبر انستقرام: https://www.instagram.com/QuranradioFM
♻️ #إذاعة_القرآن_الكريم_من_غزة
"منهاج حياة"
صوت الحق ورسالة السماء
تركت لِرَحْمَةِ الرَّحْمنِ نفسي
فما لي دون رحمته رجاء

لقد قصرت في عَمَلي طَويلاً
وقَدْ أخْطَأْتُ والدُّنْيا ابْتِلاء

فإن يعفو بفَضل مِنه أنْجو
وإلاّ فالحِسابُ هوَ الشَّقاء

إلهي والحياء يذيب نفسي
إذا أدعوك ذَوَّبَني الحَياء

أنا الإنسان في ظلمي وعجزي
وأنتَ اللهُ تَفْعَلُ ماتشاء !
نحن في استراليا نفتقد دور التربية الإسلامية في كثير من المناطق، وقد قررنا أن ننشئ حضانة لتعليم أطفال المسلمين، وتكلفتها عالية.
وعندما سألنا الناس المعونة عرض علينا بعضهم أن يدفع لنا زكاة أمواله لو كان ذلك يصلح.
فهل يجوز لنا أن نأخذها ونضعها في هذا البناء وتجهيزاته؟

- نعم، يجوز هذا، وهو من سبيل الله تعالى المذكور في آية الصدقات: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سيبل الله..}.
بهذا فسره جمع من المتقدمين وارتضاه واختاره كثير من المتأخرين.
وله حظٌّ من النظر كبير.

وإذا كان القصد من الجهاد هو إعلاء كلمة الله تعالى، وأن إعلاء كلمة الله تعالى كما يكون بالقتال يكون أيضًا بالدعوة إلى الله تعالى ونشر دينه والمحافظة على دين المسلمين لا سيما في مثل هذه البلاد فيكون كلًّا الأمرين جهادًا.

روى الإمام أحمد وغيره عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم».

ولا تخطئ عين الناظر رؤية الحرب على الإسلام عن طريق الغزو الفكري والعقدي من أعدائه وهي حرب منظمة مدعومة مع انتشار الجهل في أبناء الإسلام مما يوجب على المسلمين الإعداد والتخطيط لمواجهة هذا العدوان بمثل أدواته أو أنكى.

وما كان يذهب إليه أئمة أهل الإسلام في عصوره العظمى من أنَّ في سبيل الله في هذه الآية هو الغزو والقتال ويجب أن تصرف إليه الزكاة قد تغير بما هو معلوم للكافة من أن الحروب في الدول  الإسلامية حديثًا قد أصبحت لها وزارات خاصة بها ولها بنود مالية، ويبقى الجهاد بالدعوة بلا مساعدة ولا عون في كثير من هذه الدول.

إن دخول الدعوة إلى الله تعالى وما يعين عليها ويدعم أعمالها في معنى {وفي سبيل الله} في آية الصدقات والحالة هذه مشروع حسن طيب بل واجب لازم متعين.

على أن يعمل بهذا الأمر في بابه وظرفه وعند الحاجة إليه ما لم يغن عنه غيره.
والله أعلم.
.

قال شيخنا ٲحمد الجوهري بعد جوابه هذا:
[كتبت هذا الجواب - بحمد الله تعالى - بعد استقراء لما كتب في المسألة قديمًا وحديثًا وأوليت قرارات المجامع الفقهية في ذلك العناية البالغة، فإنها نازلة من النوازل، والنتائج فيها مختلفة عما اعتاده كثير من الناس في هذا الشأن.
والله من وراء القصد.]
.
المنتحر

تخيّل نفسك تأتي ربك سبحانه وتعالى يوم القيامة مسودّ الوجه، مزرقّ العينين، تدلّى لسانك على صدرك، يسيل ريقك مثل الدم..
لماذا؟
جاءك الموت وأنت تشرب الخمر، ولم تدرك التوبة من شربها.
.
تخيل نفسك تأتي ربك سبحانه وتعالى ولهبُ النار يخرج من فمك ومن أذنيك ومن أنفك ومن عينيك ويملأ بطنك.
لماذا؟
جاءك الموت وأنت تأكل الحرام، لم تدرك التوبة من أكله.
.
تخيل نفسك تأتي ربك سبحانه وتعالى يوم القيامة لا تملك نفسك ولا تتحكم في أعضائك كأنك مخبول أو مجنون.
لماذا؟
- جاءك الموت وأنت تأكل الربا، لم تدرك التوبة من المعاملة به.
.
تخيلتَ كلّ هذا؟!
تصورتَه بالفعل؟!
هل هو شيء صعب؟!
.
اعلم أن الذي يقتل نفسه (المنتحر) أسوأ حالًا من هؤلاء جميعًا..

القتل أكبر الكبائر وأعظم الذُّنُوب وأشد الآثام - بعد الشرك بالله عز وجل - وهُوَ أغلظها جميعًا.

وقاتل نفسه ليس بعيدًا من هذا.
.
قتل النفس الواحدة كقتل جميع الناس كما قال الله سبحانه وتعالى: {من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا}.
من قتل نفسًا محرّمة يصلى النار بقتلها كما يصلاها لو قتل الناس جميعًا.

وقاتل نفسه ليس بعيدًا عن ذلك.
.
ولن يزال المؤمن في فسحة من دينه ، ما لم يصب دمًا حرامًا.
ولزوال الدنيا أهون على الله مِن قتل مؤمن بغير حق.

وقاتل نفسه ليس بعيدًا عن ذلك.
.
لا تتهاون بهذه الجريمة أخي الكريم فتهلك نفسك.
ولا تهوِّنوها على الناس يا عباد الله  فيصيبكم من إثمها ولابد.
.
#كبسولات_فقهية
#الجنايات
.
#شرح_المختصر_الصغير (٧):

كيفية التخليل:

من سنن الوضوء ﺗﺨﻠﻴﻞ ﺃﺻﺎﺑﻊ اﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﻭاﻟﻴﺪﻳﻦ ﻟﺨﺒﺮ ﻟﻘﻴﻂ ﺑﻦ ﺻﺒﺮﺓ رضي الله عنه وفيه: "وخلل بين الأصابع.

ﻭاﻟﺘﺨﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺃﺻﺎﺑﻊ اﻟﻴﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﺘﺸﺒﻴﻚ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ وله ثلاث كيفيات:

الأولى:
ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﺑﻄﻦ اﻟﻴﺴﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ اﻟﻴﻤﻨﻰ في تخليل اليد اليمنى ويجعل بطن اليمنى على ظهر اليسرى في تخليلها.
وهذه الكيفية أولى.

الثانية:
أن يجعل ظهر اليسرى على ظهر اليمنى في تخليلها وكذلك في اليد اليسرى.

الثالثة:
أن يجعل بطن اليسرى على بطن اليمنى في تخليلها وكذلك في تخليل اليسرى.
لكن الأولى اجتناب هذه الكيفية لأنها قد تفعل على سبيل العادة فينبغي أن تخالف عبادته عادته.

وﻓﻲ تخليل ﺃﺻﺎﺑﻊ اﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺨﻨﺼﺮ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻴﻤﻨﻰ لأجل التيامن في الطهور ﻭﻳﺨﺘﻢ ﺑﺨﻨﺼﺮ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻴﺴﺮﻯ، ﻭﻳﺨﻠﻞ ﺑﺨﻨﺼﺮ ﻳﺪﻩ اﻟﻴﺴﺮﻯ ﻣﻦ ﺃﺳﻔﻞ اﻟﺮﺟﻠﻴﻦ كما يقولون: يخلل بخنصر من خنصر إلى خنصر.

وإنما اختيرت الخنصر لأنها صغيرة يمكن إدخالها بين الأصابع وكانت من اليد اليسرى لأنه المناسب فلربما كان هناك قذر على أسفل القدم.

#سعيد_الجابري

#برنامج_التأهيل_الفقهي
2025/07/09 02:47:27
Back to Top
HTML Embed Code: