حتى نكون في هذه العشر من الفائزين.

من أعظم الاستعداد لمواسم الطاعات؛ أن تكثر من سؤال الله الإعانة على الطاعة فيها والعبادة، فمن هذه اللحظة لا يفتر لسانك عن الدعاء، بأن يجعلك الله من أسعد عباده ببركات أيام العشر وخيراتها وأنوارها..

فو الله لا قيمة للخطط الشخصية ولا التفرغ ولا رسم الجداول إذا لم يعنك الله ويشرح صدرك للطاعة والعبادة..

فالسر كله في عون الله للعبد، وهذا العون لا يُستجلب إلا بالافتقار والانطراح بين يدي الله وسؤاله الإعانة والسداد ..

و(معونة الله) إذا رُزقها العبد فقد أخذ بمجامع الفلاح والسعادة، وإذا أرسل الله معونته لأحد فلا تسل عن شيء بعدها.

وكثير من النفوس تشتكي من ضعف النشاط في مواسم الخيرات وعدم الاستمرار على عمل الطاعات والعبادات، وعلاج ذلك يكون باستمطار عون الله، فالعبادة مهما كانت لاتكون إلا بإعانة الله لك، وكلما زادت المعونة ارتقى العبد في سلّم العبادة، ومن هنا نعلم شدة الحاجة لقول الله: ( إياك نعبد وإياك نستعين ).
وجاء عن مُعَاذٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُول اللَّه ﷺ، أَخَذَ بِيَدِهِ وَقالَ: يَا مُعَاذُ واللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ، ثُمَّ أُوصِيكَ يَا مُعاذُ لاَ تَدَعنَّ في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ تَقُولُ: اللَّهُم أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ، وحُسنِ عِبَادتِك.
وعن أبي هريرة أَنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قال: أتُحِبُّونَ أنْ تَجْتَهِدُوا في الدعاءِ؟ قولوا اللهمَّ أَعِنَّا على شُكْرِكَ، وذكرِكَ، و حُسْنِ عِبادَتِكَ. قال ابن القيم : " فجمع ﷺ بين الذكر والشكر، كما جمع سبحانه وتعالى بينهما في قوله تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) فالذكر والشكر جماع السعادة والفلاح ، .. وأنفع الدعاء طلب العون على مرضاته، وأفضل المواهب إسعاف العبد بهذا المطلوب، وجميع الأدعية المأثورة مدارها على هذا، وعلى دفع ما يضادّه، وعلى تكميله، وتيسير أسبابه".
وقال ابن تيمية: " تأملت في أنفع الدعاء؛ فإذا هو سؤال الله العون على مرضاته".

ما رأيكم أن نبدأ من هذه اللحظة، ونطبق وصية النبي ﷺ المباركة لمعاذ، ونجعل هذا الدعاء وردًا ثابتًا لنا دبر كل صلاة، وفي كل حين، أجزم أننا إن فعلنا ذلك فسنرى من ألطاف الله ومعونته ما يُدهش الألباب، ستخف علينا الطاعات، وستستجد عندنا عبادات لم نحسب له حسابًا، فالله إن تقربت منه شبراً تقرب منك ذراعًا، وإذا أعطاك أدهشك.

ويسرني أن أضع بين يديكم هذه الكلمة، وعنوانها: القوة في مواسم العبادة، ذكرت فيها بعض المعالم والإشارات حول هذا الموضوع..

أسأل الله أن ينفع ويبارك بها، ويجعلها حجة لنا لا علينا..

https://youtu.be/AIwCnOji-ms?si=TYzmE3ZvSdY-5fXK
في رحاب اسم الله الواسع 🌨️🌨️

من أعظم ما يعين الإنسان على التوازن في هذه الحياة ويعطيه القوة في السير ويعينه على الانتاج والبذل والنجاح؛ المرونة وامتصاص الصدمات، والنهوض بعد الفشل والإخفاق.

فهذه من أعظم الصفات التي ينبغي أن يتحلّى بها المؤمن، ومن وفّقه الله إليها فلن يخيب، لأن صاحب هذه الحال محسن الظن بالله، ويملك روحًا متفائلة، يتحطم على صخرتها اليأس، وما رأيت أحدًا تحلّى بهذه الروح إلا عوّضه الله خيرًا عظيمًا.

وعلى الضد من ذلك؛ ليس هناك شعورٌ أسوأ وأخطر على الإنسان من شعور أنه لم يعد هناك فائدة، وأن الأمور قد انتهت، وأن الليل قد أغطش، والدنيا قد أغلقت أبوابها في وجهه، وأن الحياة لم يعد لها قيمة، ولا تستحق أن نحياها.

فهذا الشعور خطير وكارثي، ومن أعظم ما يفرح به الشيطان، لأنه نابع من الجهل العظيم بالله وباسمه الواسع، وفيه سوء ظن بالله، ﴿الشَّيطانُ يَعِدُكُمُ الفَقرَ وَيَأمُرُكُم بِالفَحشاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَغفِرَةً مِنهُ وَفَضلًا وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ﴾

فالمؤمن الصادق لا ينبغي له أن ينتابه هذا الشعور البائس أبدًا أبدًا.

فالله كريم سبحانه، بلحظة واحدة يفتح عليك أبواب فضله ورحمته، وبقوله (كن) يتغير كل شيء لصالحك، وربك قدير لا يعجزه شيء، كريم لا يخيّب من قصده، فلماذا هذا الشعور؟

ولعل من أسباب هذا الشعور طريقة التفكير، فالإنسان قد حصر تفكيره في أمر محدد، وعلّق عليه آماله وآناط به أثقاله، وضيّق على نفسه، ولو وسّع خيارات الحياة، لوجد أن خياراتها كثيرة جدًا جدًا.

ومن طبيعة الحياة أنها لا تقف على شيء واحد ألبتة، إذا فات فاتت السعادة، لا تقف على زوج، ولا على وظيفة، ولا على عمل، ولا على طريقة، فالحياة واسعة بجمالها وفرصها وخيارتها ، نعم وجميلة بحسن الظن بالله والثقة به سبحانه.
ولذا إذا اعتراك هذا الشعور؛ تأمَّل باسم الله الواسع، وسعة فضله وكرمه وجوده وإحسانه، سينقلك هذا الاسم من ضيق تفكيرك إلى سعة فضل الله وجوده، ومن ألم البؤس إلى نعيم الفرح بالله.

وجميل أن تنتبذ لك مكانًا قصيًا في ثلث الليل الآخر وأوقات الإجابة، وتتوسّل إلى الله باسمه الواسع أن يوسّع عليك وأن يختار لك ما فيه الخيرة، وأن يدبّر أمرك على أحسن تدبير.

أجزم وأحلف غير حانث أنك إن فعلت ذلك بصدق ويقين وثقة بالله سبحانه لترى من الله ما لم تحلم بعشر معشاره

أقبل وسترى ..

أقول قولي هذا بعدما رأيت طغيان المادية على الناس وحساب الأمور بحسابات دنيوية بحتة، مع غفلة شديدة عن تدبير الله سبحانه، وركون شديد للأسباب، حتى كادت تُعبد من دون الله.

ولذا كانت المعاني الإيمانية من التوكل على الله، والثقة بتدبيره، وحسن الظن به، والفرح به سبحانه؛ من أعظم أبواب السعادة والراحة والسكينة والطمأنينة النفسية.

ثق بربك وتوكل عليه

وللبيت رب يحميه

وهذه إطلالة لطيفة على بعض معاني هذه الاسم ، لعلّها تبصّرك بشيء من معانيه👇🏼👇🏼

https://youtu.be/kcjZLsGvzqA?si=g92_diB-0bE4X47u
النجاح بين طريقين 🌿
لتكون في هذه العشر من الفائزين 🌿
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
مفهومٌ يعينك على اغتنام هذه العشر 💡
اللهم يسّر لي جليسًا صالحًا 🤲🏼

في صحيح البخاري: أن عَلْقَمَةَ بن قيس النخعي لمّا ذهب إِلَى الشَّام دَخَلَ الْمَسْجِدَ وصلّى ركعتين و قَالَ: (اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا).

فاستجاب الله دعاءه، وساقَ اللهُ إليه الصحابيَ الكريم أَبا الدَّرْدَاءِ.. فجلس إليه وتعلُّم منه، ونهل من معين علمه وعقله، حتى أصبح علقمة ببركة صحبة أبي الدرداء من خير التابعين ومن كبار فقهاء الأمة.

وروى الترمذي والنسائي عن حريث بن قبيصة قال: قدمت المدينة فقلت : (اللهم يَسِّر لي جليساً صالحًا) قال: فجلست إلى أبي هريرة.

ونستفيد من هذين الأثرين:

ـ أن من أعظم أنواع الهدايات أن يهديك الله إلى جليس صالح، وعلامة هذا الجليس أن يُذكرُك بالله، وتتعلمُ منه أو تُعلّمه، وتتعاونان على البِر والخير، و تقوم من مجلسه وأنت تنوي خيرًا تفعلُه، ويعينك على معالي الأمور.

وقل مثل ذلك في الشيخ أو العالم، فإذا أراد الله بعبده خيرًا هداه في بداية طلبه للعلم إلى عالم أو شيخ مسدد يأخذ بيده في طريق العلم، ويفتح له ما استغلق منه، ويغرس فيه الأخلاق العالية والآداب الرفيعة، ويتعلّم من هديه وسمته قبل علمه. قال أيوب السختياني:" إن من سعادة الحَدَث والأعجميّ أن يوفقهما الله لعالمٍ مِنْ أهل السنة".

وكم رأينا أشخاصًا نالوا السعادة في علمهم ووفقهم الله بسبب صحبة العلماء العاملين، وآخرين ما زالوا يتخبطون في الضلالات والفتن بسبب ما تلقّوه في النشأة الأولى.

ـ تأمّل في نفسك وحالك، تجد أن كثيرًا من المفاهيم الطيبة والمعاني الحميدة، بل والأعمال الصالحة تسرّبت إليك من جلسة عابرة أو لقاء مع شخص مبارك، فانتفعت به، وأصبحت تتفيأ ظلال تلك الجلسة وذلك اللقاء طيلة عمرك، وعندي من ذلك قصصًا كثيرة لأشخاص تغيرت أحوالهم إلى الأفضل بسبب الجليس الصالح ومجالس العلماء النافعة.

فهل وعينا أثر ذلك وحرصنا عليه؟

ـ من يتحرّ الخيرَ يُعطه، ومن يطلب الجليس الصالح يجدْه، أخذنا ذلك من دعوات أولئك القوم ، فعلقمة وحريث بن قبيصة رحمهما الله لجؤوا إلى الله وسألوه الجليس الصالح فأكرمهم المولى بالجلوس إلى كبار الصحابة ومن يكون كأبي الدرداء وأبي هريرة علمًا وعملًا رضي الله عنهم.

وجميل بنا أن نحذوا حذو هؤلاء الكبار، ونسأل الله أن يوفقنا للجليس الصالح والعالم المسدد الذي يعيننا على طاعة الله ويقربنا إليه، ويدلنا إلى ما فيه صلاح ديننا ودنيانا، ونتعلم من أخلاقه وهديه.
Forwarded from ثلاثين ثانية
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
أعظم محفز || الشيخ: طلال الحسان
عن مروءة العلم أتحدّث 📚📚

كُتُب الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد من أنفع ما يقرأه الناس مهما اختلفت طبقاتهم، وتنوعت مشاربهم.

وشيخنا حفظه الله يقوم بجهد عظيم في بناء الأخلاق، والتنويه عليها، وحث الناس على الاتصاف بها، بل وتعبيد الطريق نحوها من خلال مؤلفاته المباركة وكتبه النافعة، وإشارته البديعة، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا.

ومن آخر ما صدر لشيخنا كتاب صغير في حجمه، كبير في نفعه ومادته وفوائده، إنه كتاب مروءة العلم.

فالعلم روحه الإخلاص وجماله إصلاح العمل، وزينته وحليته المروءة. فإذا اجتمع ذلك صار العلم زاكي الثمر عظيم النفع مبارك العوائد.
وما أعظم بركة المروءة إذا اقترنت بالعلم، وأحاطت به، وسيكون الشأن حينها كما قال المتنبي:
فإذا هما اجتمعا لنفس مِرةٍ
بلغت من العلياء كل مكان

وهذا الكتاب أتمنى أن يصل إلى يد كل طالب علم، خاصة المبتدئين منهم، فهذه المعاني إن غُرست فيهم في بداية طريق العلم؛ صححت لهم المسار، وسددت لهم الخطى، وأخذوا ينهلون من بركة عوائدها طيلة حياتهم، فإن كنت في مقتبل عمرك العلمي، وقد أوقع الله بين يديك هذا الكتاب فقد أراد الله بك خيرًا، لأن " أدب المرء عنوان سعادته وفلاحه، فما استجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب " كما قال ابن القيم.

وهذا الكتاب فيه نقول جميلة وغير مطروقة عن العلماء في باب المروءات وكيفية الارتقاء بها، وفيه من وصايا الحكماء وتجارب العقلاء وإرشادات العلماء وعبارات الأدباء مما يجعل من قارئها ذا عقل ومروءة إن كانت له أذن واعية، وممن يستفيد ويحسن استثمار العقول والتجارب.

وفيه أيضًا توظيف لهذه النقول العالية والأخبار النادرة وتنزيلها على واقع طالب العلم، وكيف يتمثلها في حياته؟ مع توجيهات مباركة تأخذ بيده نحو ما هو بصدده، كل ذلك بأسلوب أخَّاذ، ولغة عالية، ونَفَس هادئ يفوح حكمة وأدبًا .

والمؤلف قد تناول موضوع مروءة العلم من خلال عدة مسائل يطول بعضها ويقصر حسب ما يقتضيه المقام.
ألا وإن من أجلّ فصول هذا الكتاب وقد أخذ حيزًا كبيرًا من الحديث؛ فصل: مقومات المروءة، وهذا الفصل هو أهم ما في هذا الكتاب، فقد أودع الشيخ فيه خلاصات التجارب بأسلوب ماتع، يطوف بك ما بين قصة معبّرة وخبر نادر وإشارة ذكية، بأسلوب بديع وعرض مشوق، تود باسترسالك معه أن لا يقف.

والخلاصة أن هذا الكتاب فيه توجيهات مسددة لطالب العلم إن أخذ بها فقد أخذ بحظ وافر من الخير والأدب،والمعاني التي بثها في هذا الكتاب حقها أن تُعقد عليها الخناصر والبناصر ويُشدَّ عليها بمحزم من حديد.

وللشيخ كتاب موسّع سيصدر قريبًا تناول فيه مفهوم المروءة ومايتعلق بها بشيء من البسط والتفصيل عنوانه: فقه المروءات. ولعل هذا الكتاب الذي بين أيدينا كالمقدمة والتوطئة لذلك الكتاب الموسّع.


شكر الله للشيخ الدكتور محمد بن إبراهيم الحمد هذا الجهد العظيم، وهذا البذل الذي يبذله في سبيل الارتقاء بالمروءات والأخلاق، ونشر المكارم وقيم الخير ..
وأسأل الله أن يتقبل منه، وأن يرزقه التوفيق و السداد، وأن يبارك في جهوده، ويجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
إذا تكاثرت عليك الأدعية ، وتريد أدعية نبوية تجمع لك خيري الدنيا والآخرة مع بيان فضلها فدونك هذا المنشور 👆🏽👆🏽
👆🏽👆🏽

وهذا كتاب الجامع في الأدعية النبوية للدكتور عبداللطيف التويجري، من أفضل الكتب في هذا الباب، وقد رتّبه مؤلفه ترتيبًا بديعًا، جميل أن يكون مصاحبًا لك في يوم عرفة.

اقرأه بتأمل وحضور قلب، وستحمد العاقبة بإذن الله..
2024/06/18 11:40:45
Back to Top
HTML Embed Code: