Telegram Web Link
﴿وَلِتَستَبينَ سَبيلُ المُجرِمينَ﴾

الذين يتصدون لبيان الباطل ويبينون زيفه وبطلانه، ويحذّرونه المؤمنين منه؛ يقومون بعمل عظيم، وهو من أفضل ما عُبد الله به، فمن مقاصد القرآن العظيمة: ﴿وَلِتَستَبينَ سَبيلُ المُجرِمينَ﴾.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " فإن بيان العلم والدين عند الاشتباه والالتباس على الناس أفضل ما عُبد الله -عز وجل- به، {هُوَ ٱلَّذِیۤ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِینِ ٱلۡحَقِّ لِیُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّینِ كُلِّهِۦۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِیدࣰا}. الرد على السبكي (٦٧٨/٢ ).
◉ انشر الخير ما استطعت إلى ذلك سبيلًا

برسالة عامة، أو حالة واتس، أو تغريدة، أو كلمة، أو نصيحة.. لا تحتقرن شيئًا من ذلك.

ـ أخبرني أحدهم أن شخصًا ما وضع حالة واتس فيها دلالة على فضل ذكرٍ معين من أحد السنابات الدعوية.
يقول: فأثّر فيّ كلامه، ورغّبني في هذا الذكر فواظبت عليه منذ سنوات عديدة، ولاحظت فرقًا كبيرًا في حياتي وبركة، والذي وضعها لا يعلم مدى تأثيرها عليّ إلى اليوم.

ـ آخر نشر مقطعًا دعويًا عابرًا لأحد العلماء فسمعه شخصًا آخر فأُعجب بطرح هذا العالِم فحدثني أن هذا المقطع اليسير كان سببًا لاتصاله الكبير بعد ذلك بتراث هذا العالم ودروسه ومحاضراته.
لك أن تتخيل أن هذا كله في ميزان الشخص الأول الذي كان سببًا في ذلك ..
ـ آخر لا يملك شيئًا من المال، ولكنه نشر كلمة في الحث على كفالة الأيتام وفضلها فوقعت بيد محسن غني فتبنّى مشروعًا كاملًا في ذلك.

ما أجمل أن نستحضر مثل هذه المعاني، ولا نحتقر من المعروف والدعوة شيئًا، فكم من زهرة في قلوب غيرك كانت بذرتها كلمة منك لم تلق لها بالًا.
يوم القيامة سيتفاجأ الكثير بأعمال لم يعملوها تكون في ميزان حسناتهم ببركة دلالتهم على الخير ونشرهم له، فالبعض قد يجد في ميزانه أعماله علماء ودعاة وأشخاصًا كانوا مشعل خير ونبراس هدى ببركة كلمة نشرها، أو كان واسطة في نشرها .

ومع انفجار وسائل التواصل وانتشار التقنية لم يعد هناك عذر لأحد، فالباب مفتوح وطرق الدعوة ونشر الخير لا تعد ولا تحصى، ففي السابق كان الكثير يحجم عن الدعوة والإرشاد ونشر الخير بحجة قلة العلم والمعرفة، نعم قد لا تكون عندك القدرة على الإلقاء والتحضير والتعليم، لا تستلم وتقف مكتوف الأيدي، وتذر المطيَّ بلا سنام، وعليك أن تضرب بسهمك في ميادين الخير فلا شيء يمنعك من تحويل هذه المواد النافعة والمقاطع الجيدة لأهلك وأصحابك ومعارفك، خاصة مع هذا الكم الهائل من المواد النافعة والمتنوعة في اليوتيوب ومواقع التواصل.

ولذا فإن من الغنيمة الباردة التعاون في تقريب هذه المواد للناس وإرشادهم والانتقاء لهم ما يفيدهم فيكون المرء شريك للملقي في الأجر.

ولعل كلمة يسمعها أحد بسبب دلالتك وإرشادتك تكون سببًا لسعادتك في الدارين ورضوان الله عليك.

ولا يصدنّك يا طالب العلم الشيطان عن مثل هذا الأمور بحجة أنه يستطيعها كل أحد، وأنت أنت للمعضلات ..
وتذكّر دومًا أن المقصد الذي ينبغي أن لا يغيب عنك هو أن يرضى الله عنك، إذا غرست هذا المعنى في قلبك فستتغير اهتماماتك من جذورها، وتعلم أن أنفع شيء لك هو ما قرّبك إلى ربك، وأثقل ميزان حسناتك، وعلمت أن نشر المحكمات بين الناس وتثبيتها فيهم، كتعليم التوحيد والعقيدة الصحيحة، واتباع السنة، والحثِّ على الأذكار الثابتة وقراءة القرآن والمواظبة عليه، وتعظيم قدر الصلاة وبر الوالدين في نفوس المسلمين؛ من أنفع ما ينبغي أن يعتني به طالب العلم ويحرص على إيصاله إليهم، فبهذا يُحفظ الإسلام وتُرسى دعائمه.
◉ لمن أراد قفزة علمية في علم المناسك

حديث جابر في صفة حج النبي ﷺ من أعظم أحاديث الإسلام، وهو العمدة في باب الحج، قال عنه ابن عبدالبر: " إنه أكمل حديث روي في الحج وأتمُّه وأحسنه مساقًا". التمهيد ( ٢٦٣/٩)، وقال عنه النووي: " هو حديث عظيم مشتمل على جمل من الفوائد ونفائس مهمات القواعد". شرح النووي على صحيح مسلم (٤٢٠/٧).

وقد كثُرت شروح حديث جابر وتنوعت، وكلها نافعة وفيها خير عظيم، ومن أحسن هذه الشروح ترتيبًا وأغزرها فائدة وأعظمها نفعًا شرح الشيخ المبارك عبدالله بن صالح الفوزان، فقد شرح هذا الحديث شرحًا بديعًا أتى على جُمل مسائله وفوائده، وأتبع ذلك بفرائد ولطائف لم تُذكر في الحديث حتى يعم النفع وتعظم الفائدة، فالشيخ حفظه الله قد لخّص كثيرًا من كتب الحج وأودع خلاصتها في هذا الشرح المبارك، ولذا نصيحتي لمن أراد قفزة علمية في باب المناسك أن يقرأ هذا الشرح بتأمّل ويعطيه حظه من النظر؛ ويتدارسه مع من حوله من طلاب العلم، فمن فعل ذلك فسيحصّل علمًا وفيرًا في باب المناسك بإذن الله.
جزى الله الشيخ عبدالله خير الجزاء، وبارك في علمه، وتقبّل منه، ونفع بعلومه الإسلام والمسلمين

ويسرني أن أضع هذا الكتاب المبارك بين يديك..
◉ إضاءة 💡

لا تحزن على تأخر إجابة دعواتك، وعليك أن تستبشر خيرًا بهذا التأخير، لأنه اختيار الحكيم سبحانه، ولأن الإجابات المتأخرة تكون عظيمة جدًا، وما تأخرت إلا بسبب عظمتها، ولعل في هذا التأخير تهيئة من الله لك، ليتمم فضله عليك..

وأيقن أن إلحاحك في السَحَر، ودمعاتك الحارة، ودعواتك في عمرتك، وابتهالاتك في أوقات الإجابة ومناجاتك، ستجدها كلها أمامك..

وكم من شخص صُبّ عليه الخير صبًا ولا يدري ما سببه، وما سببه إلا دعوة غفل عنها صاحبها، ولم يغفل عنها ربُّه الكريم سبحانه، وخبَّأها له في حينها المناسب..
◉ أخصر الطرق إلى الهدى والعلم المأمول

أولى الناس بالحق وإصابة طريق النبوة من بنى علمه على الكتاب والسنة واستقراء آثار الصحابة والتابعين، وغاص في معانيها ومدلولاتها قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " فمن بنى الكلام في العلم-الأصول والفروع- على الكتاب والسنة والآثار المأثورة عن السابقين فقد أصاب طريق النبوة". مجموع الفتاوى (١٠/ ٣٦٣).

والعناية بفقه الصحابة وعلومهم من أعظم أسباب الهدى والاجتماع والبعد عن الفتن، قال ابن تيمية: " ومن استقرأ أحوال العالم في جميع الفرق تبين له أنه لم يكن طائفة قط أعظم اتفاقًا على الهدى وأبعد عن الفتنة والتفرق والاختلاف من أصحاب رسول الله الذين هم خير الخلق بشهادة الله بذلك إذ يقول تعالى: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾
منهاج السنة النبوية (٣٦٤/٦).
لمن أراد أن يختصر طريق التربية 🍃
أصل الخير وفصله 🌿🌿

العلم والإيمان أعظم ما ينبغي أن تصرف فيهما الأعمار، وهما أعظم المطالب وأشرفها، قال ابن تيمية:" فإن الخير كلَّه، أصلَه وفصلَه، منحصرٌ في العلم والإيمان".
اقتضاء الصراط المستقيم (٣٧٢/١)
وقال ابن القيم: " وما أوتي عبد بعد الإيمان أفضل من الفهم عن الله ورسوله، وذلك فضل الله يوتيه من يشاء". الداء والدواء (٣٣٨)

اللهم إنا نسألك المقامات العالية في العلم والإيمان، ومُنّ علينا يا ربنا بالفهم عنك وعن رسولك ﷺ، واجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا، وسبيلًا إلى رضوانك.
زاد المسلم في السير إلى الله . 🌨🌨

التربية الإيمانية هي الرصيد الرابح وزاد المسلم في سيره إلى ربه وهي: الارتقاء بالأحوال الإيمانية للمسلمين وتغذية شجرة الإيمان في قلوبهم.
وكما أن الطعام غذاء البدن فكذلك الإيمان والعمل الصالح هما غذاء الروح فبهما تكون النجاة يوم القيامة.
وفي هذا العصر الذي كثُرت فيه الشهوات وتيسرت سبلها تزداد أهمية العناية بالبناء الإيماني لأنه السلاح القويم في مواجهة سيل الشهوات والشبهات الجارف.

والعبادة في زمن الفتن شأنها عظيم وفضلها كبير، والعبد المسدد إذا رأى تهاون الناس بأمر الله وتفريطهم به زاده ذلك ثباتًا على الحق وحرصًا عليه وتشبثًا به.
ومن الكتب الجميلة في ذلك كتاب: أربعون مجلسًا في التربية الإيمانية.

والكتاب عبارة عن وقفات تربوية وإيمانية مختصرة وعرض جميل لعمل اليوم والليلة الذي ينبغي للمسلم العناية به والحرص عليه، مع ذكر فضائل العمل وثوابه من الكتاب والسنة.
والكتاب يصلح أن يكون منهجًا ذاتيًا لبناء النفس إيمانيًا، وخطة للمعلم والمعلمة في المدارس.
وهو على هيئة مجالس، ومناسب لقراءته في المسجد ومع الأهل وفي حلقات المذاكرة في المجالس واللقاءات.

وهذا رابط مختصر لتحميل الكتاب ..

https://www.alukah.net/books/files/book_11060/bookfile/40majlsan.pdf

https://www.tg-me.com/t_hssan
العبد الموفّق حقًا 💡💡

أعظم ضروب التوفيق؛ أن يوفِّقك الله إلى باب الافتقار، ويدلّك عليه، ويُبصّرك بمعانيه، ويجعلك تشهد فقرك في صغير الأمور وكبيرها، قال السعدي: " الموفق منهم ـ أي من العباد ـ الذي لا يزال يشاهد فقره في كل حال من أمور دينه ودنياه، ويتضرع له، ويسأله أن لا يكله إلى نفسه طرفة عين، وأن يعينه على جميع أموره، ويستصحب هذا المعنى في كل وقت، فهذا أحرى بالإعانة التامة من ربه وإلهه" تفسير السعدي (٦٨٧).

وباب الافتقار هو أقصر طريق موصل إلى الله، وقد نقل ابن تيمية في مجموع الفتاوى ( ١٠٨/١٠) عن سهل التستري قوله : "ليس بين العبد وبين ربه طريق أقرب إليه من الافتقار".

وقال ابن تيمية: "وَالْعَبْد مُفْتقِر دَائمًا إلَى التوَكُّلِ على اللَّه وَالِاسْتعَانَة بِهِ كَما هُوَ مُفْتَقِرٌ إلَى عِبَادتِه؛ فَلَا بُدَّ أَنْ يَشْهد دَائِمًا فَقْرَهُ إلَى اللَّهِ وَحَاجَتَه فِي أَنْ يَكُون مَعْبُودًا لَهُ وَأَنْ يَكُونَ مُعِينًا لَهُ؛ فَلَا حَوْل وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ وَلَا مَلجَأَ مِنْ اللَّهِ إلَّا إلَيْهِ" مجموع الفتاوى ( ٥٦/١).

ومن جميل ما يُذكر في هذا المقام ما قاله ابن القيم في مدارج السالكين (٥١/٢) عن بعض العارفين أنه قال: "دخلت على الله من أبواب الطّاعات كلِّها، فما دخلت من بابٍ إلّا رأيت عليه الزِّحام فلم أتمكَّن من الدُّخول، حتّى جئت باب الذُّلِّ والافتقار، فإذا هو أقرب بابٍ إليه وأوسعه، ولا مزاحم فيه ولا معوِّق، فما هو إلَّا أن وضعتُ قدمي في عَتَبته فإذا هو قد أخذ بيدي وأدخلني عليه".

فنصيحتي لنفسي ولجميع من يقرأ كلامي أن نربي أنفسنا على هذا الأصل العظيم الذي هو لبُّ العبودية، ونراجع حالنا معه، ونتعلّم كيف نفتقر إلى ربنا في صغير الأمور وكبيرها، ونسأل الله قبل ذلك أن يعيننا على هذا الافتقار، ويفتح علينا فيه، ويجعلنا من أفقر خلقه إليه سبحانه، وأغناهم به.
الطريق إلى التوكل على الله (جنة الدنيا ومستراحها)

مقام التوكل مقام من أعلى مقامات الدين، وما من مقام أجمع لعلم القلب وعمله من التوكل على الله، ومن نعمة الله على عبده أن يرشده إلى العناية بهذا المقام، ويعينه على التحقق به، فهو جنة العابدين ومستراح العارفين. وهو سبب لكفاية العبد من أمور الدين والدنيا، قال الله: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
وحقيقة التوكل: هو تفويض الأمر إلى الله ثقة بحسن تدبيره، ولذا فسّر بعض الصحابة والتابعين التوكل بأنه حسن الظن بالله والثقة به ..
والتفويض " هو روح التوكل ولبّه وحقيقته، وهو إلقاء العبد أموره كلها إلى الله، وإنزالها به طلبًا واختيارًا، لا كرهًا واضطرارًا". كما قال ابن القيم في المدارج.
وكلما قوي توحيد العبد وقويت مقتضيات الربوبية في القلب قوي التوكل وصح، فمن أيقن أن الله هو القابض الباسط المانع المعطي المحيي المميت، وحده الذي بيده ملكوت كل شيء، كان ذلك سببًا في تعلقه بربّه وتفويض الأمور إليه..

وفي عصر الماديات تضخم جانب الأسباب عند الناس وتعلقوا به حتى خُذلوا من قِبلها، علمًا بأن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل، بل هو من تمامه، ولكن الخلل هو في الركون إليها، والاعتماد عليها والتعلّق بها.

ومن هنا أنبّه نفسي وإخواني على هذا المقام الإيماني العظيم، وأن نحرص على تحقيقه والسعي إليه، فالتوكل من أعظم أسباب الفوز بالجنة والقرب من الله جل وعلا، ومن أعظم أسباب الحياة الطيبة.

وجميل أن يستعين المرء على ذلك بالدعاء فقد كان من دعاء سعيد بن جبير : (اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك، وحسن الظن بك). السير ( ٣٢٥/٤).

ومن الكتب اللطيفة في في ذلك كتاب لفضيلة الدكتور عبدالله الكنهل، عنوانه: الطريق إلى التوكل على الله. تكلم فيه عن هذه العبادة العظيمة وفضلها، وسبيل تحقيقها، وشيء من ثمراتها في الدنيا والآخرة.

اقرأه بتأنٍ وتأمّل، وتدارسه مع من حولك، فستحمد العاقبة بإذن الله.

وها هو الكتاب بين يديك 👇🏼👇🏼
فائدة جليلة في سؤال الهداية 🌿🌿

من أكثر الأدعية التي جاءت في الكتاب والسنة؛ أدعية سؤال الله الهداية، وبعض الناس يتبادر إلى ذهنه هذا السؤال ألا وهو:

أن المؤمنين قد هداهم الله، فما حاجتهم إلى سؤال الله الهداية، والإكثار من ذلك؟

وقد أجاب ابن تيمية عن ذلك بإجابة وافية، فتح الله عليه بها، وجميل بنا أن نتأمل في إجابته لهذا السؤال، فمن استحضر المعاني التي نبّه عليه شيخ الإسلام في إجابته سيكون سؤاله للهداية مختلفًا، وسيفتح له أبوابًا من الخير بإذن الله، قال رحمه الله:
" وَالْمَقْصُود هُنَا أَن كل عبد فَهُوَ مفتقر دَائِمًا إِلَى حُصُول هَذِه الْهِدَايَة، وَأما سُؤال من يَقُول فقد هدَاهُم إِلَى الْإِيمَان، فَلَا حَاجَة إِلَى الْهدى، وَجَوَاب من يُجيب بِأَن الْمَطْلُوب دوَام الْهدى؛ فَكَلَام من لم يعرف حَقِيقَة حَال الْأَسْبَاب وَمَا أَمر بِهِ، فَإِن الصِّرَاط الْمُسْتَقيم أَن تفعل فِي كل وَقت مَا أمرت بِهِ فِي ذَلِك الْوَقْت من علم وَعمل، وَلَا تفعل مَا نهيت عَنهُ، وَهَذَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي كل وَقت إِلَى أَن يعلم مَا أَمر بِهِ فِي ذَلِك الْوَقْت، وَمَا نهى عَنهُ، وَإِلَى أَن يحصل لَهُ إِرَادَة جازمة لفعل الْمَأْمُور وَكَرَاهَة جازمة لترك الْمَحْظُور، وَهَذَا الْعلم الْمفصل والإرادة المفصلة لَا يتَصَوَّر أَن تحصل للْعَبد فِي وَقت وَاحِد، بل فِي كل وَقت يحْتَاج أَن يَجْعَل الله فِي قلبه من الْعُلُوم والإرادات مَا يهدى بِهِ فِي ذَلِك الْوَقْت، نعم حصل لَهُ هدى مُجمل فَإِن الْقُرْآن حق، وَدين الْإِسْلَام حق، وَالرَّسُول وَنَحْو ذَلِك، وَلَكِن هَذَا الْهدى الْمُجْمل لَا يُعينهُ إِن لم يحصل لَهُ هدى مفصل فِي كل مَا يَأْتِيهِ ويدبره من الجزئيات الَّتِي يحار فِي كثير مِنْهَا أَكثر عقول الْخلق، ويغلب الْهوى أَكثر الْخلق لغَلَبَة الشُّبُهَات والشهوات على النُّفُوس"
جامع الرسائل ( ١/٩٩).


إذن فالحاصل من كلام الشيخ أن طلب الهداية يتضمن أمورًا:

1️⃣ العلم بالحق إجمالاً وتفصيلًا.
2️⃣ إرادة الحق إرادة جازمة.
3️⃣ تيسير أسباب القدرة عليه.
4️⃣ ثم بعد ذلك الثبات عليه.
وهذه الأمور يحتاحها كل شخص في كل وقت، ولا يستغني عنها طرفة عين.

فهل عرفنا الآن لماذا أمرنا ربنا بهذا الدعاء العظيم( اهدنا الصراط المستقيم)، واختاره لنا في كل ركعة من ركعات صلواتنا ؟
أنفع الدعاء وأعظمه 🌿
2024/09/20 22:54:13
Back to Top
HTML Embed Code: