Telegram Web Link
من وصايا الشيوخ 🍃🍂
وداعًا ✋🏼
كان يُفخِّم أصحابه 🌿🌿

خصال الإمام عبدالله بن المبارك كثيرة جدًا ،ومن الخصال التي وقفت عندها خصلة نقلها عنه أهل السير، وهي أنه " كان يفخِّمُ أصحابَه"!

وما أجلّها من خصلة!

فالثناء على الأصحاب والأقران، ونشر محاسنهم، وذكر ما تميزوا به من علم وفضل وخير؛ وتفخيمهم خاصة عند ما لايعرفهم ومن يجهل قدرهم؛ من أعظم خصال النبل والمروءة، وفيه دلالة عظيمة على سلامة الصدر ونقاء السريرة.

ويعظم الرجل في عينك إذا رأيته كثير الثناء والحفاوة بأصحابه وأصدقائه، ويعظم أكثر إذا كان ممن رفعه الله وحلّق في سماء النجاحات وكان محتفظًا بالود وصدق الإخاء، والتواصل مع رفاق البدايات، وكان صاحبهم القديم الذي لم تغيره رتوش الدنيا.
وعلى الضد من ذلك من كان كثير اللمز لهم من خلفهم، والتنقص والسخرية منهم، يظن أنه يرتفع بالحط من قدرهم، وما علِم أن ذلك يضعه هو. فإنما يُعرف نبل الرجل بثنائه على أقرانه.
وكانت العرب تعرف معادن الرجال بمثل هذا.
ولمّا وفد أوس بن حارثة وحاتم الطائي على الملك عمرو بن هند، سأل كل واحد منهما على انفراد:
أنت أفضل أم صاحبك؟
فقال حاتم: أبيت اللعن! أتسألني عن أوس وإن أحد ولده لأفضل مني..

ولمّا سأل أوسًا قال: أمثلي يفضل على حاتم؟ إنني أحدها، وحاتم أوحدها.
ففضلهم الملك على الوفود كلها

نعم، إنما يعرف النبل بمثل هذه المواقف.
إنما يُعرف النبل بمثل هذا 🌿🌿
ماذا لو استشعرنا ذلك 💡

ما أجمل أن تكون للعبد روح حساسة شفافة، تستنبط الهدايات التي تفضل الله بها عليه، ولا يكون غافلًا عن ذلك.

ولو تأملت في يومك لوجدت أنه حوى على سلسلة من الهدايات عظيمة.
والتفطن لذلك له فائدة كبيرة، وثمرته جليلة، وهذه الثمرة هي أن تشكر الله على تلك الهداية، وإذا شكرت الله زادك الله هداية وتوفيقًا، قال الله: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم).
وعلى ضد ذلك الغفلة ونسيان الشكر، فإنه من أسباب سلب الهداية، وهذا ما يسعى إليه الشيطان أن يجلبه إليك بخيله ورجله، فهو ينسيك النعم الموجودة المحيطة بك، ويصرف ذهنك إلى أمر ينقصك، ويحصر تفكيرك فيه، فتشعر بالحرمان والنقص .. فاحذر من هذا !

ـ هل استشعرت هداية الله لك في استيقاظك لصلاة الفجر وأنت في عافية وستر، وشكرته عليها، وغيرك منذ سنوات لم يدخل المسجد ؟

ـ هل استشعرت هداية الله لك في قراءتك للقرآن، وتنعمك به، وغيرك آخر عهده به محفوظ المدرسة؟

ـ هل استشعرت هداية الله لك في نفورك من المعصية، وانصراف ذهنك عنها، وانشغالك بما يحبه الله؟

ـ هل استشعرت ما من الله به عليك من بر بوالد، أو دلالة على خير، أو توجيه أو نفع إلى غير ذلك؟

اقتراح: اجلس مع نفسك جلسة خاصة، وتأمل ما منّ الله به عليك واكتبه، ستجد أنك ترفل في زحام من النعم والهدايات، قد نسج الشيطان حولها نسيجًا من الغفلة، حتى لا تشكرها، وتظن أنك مستحق لها ثم تسلبها أجارك الله ..

وختامًا: اجعل هجيراك بعد كل عمل صالح وفقك الله إليه (الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله).

قال نبي الله داود: يا رب، كيف أشكرك وشكري لك نعمة منك علي تستحق الشكر؟ فقال الله: الآن شكرتني يا داود!
طالب العلم المبهر حقًا

من أمارات سداد طالب العلم ونور بصيرته أن لا يغيب عن ذهنه أن المقصد من العلم الشرعي هو العمل به، وأن يحرص دومًا على كل ما يقربه إلى الله، قال موسى للخضر: (هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدًا). فأعظم نية للعلم، هي نية طلب الرشد والاهتداء.

وكثير من طلاب العلم وطالباته في بداية طلبهم تستهويهم كثرة المحفوظات واتساع المقروءات والتفنن في العلوم وسوق الأسانيد والإغراب ودقيق المسائل.

فإذا مضى زمن الشباب وأقبلت وفود المشيب والكهولة وكان هذا الطالب ممن أراد الله به خيرًا عرف أن أعظم مقصد للعلم هو العمل به، وحرص على إتقان عمل اليوم والليلة، وأن يطهّر باطنه مما يشينه عند الله.
فمثل هذا لن تبهره كثرة المحفوظات وسعة الإحاطة إذا لم يشفعها صاحبها بالعمل، ويظهر أثر هذا العلم على هديه وسمته في حياته.
وهذا المعنى كم كنت أتمنى أن ينشر في أوساط شداة العلم من المبتدئين خاصة، ويُغرس في أذهانهم هذا الأمر، وهو أن المقصد من العلم وطلبه هو الاهتداء والقرب من الله، نعم كثير منهم يعرفه نظريًا لكن لم يعشه واقعًا قلبيا.

فبركة العلم تُنزع أو تضعف إذا قُصد بالعلم إبهار الناس ونيل إعجابهم والظفر بثناءاتهم، ومن طلب العلم لله؛ فالقليل من العلم يكفيه.


أتدرون من الأحق بالغبطة والثناء والإعجاب؟

إن الأحق بالغبطة والإعجاب هو طالب العلم المتبع للسنة حذو القذة بالقذة، والذي يسابق المؤذن للمسجد، الحريص على سلامة قلبه من الأمراض والدغل، والذي يختم القرآن في أسبوع، والذي له نصيب من الصيام في أسبوعه وشهره، والذي له حظ طويل من قيام الليل.
ترى من كلامه وعباراته علاقة متينة بالله جل وعلا. هذا والله الذي يُغبط، وهذا هو النموذج الذي ينبغي أن يُشاع ويُحتذى.

نسأل الله أن يسلك بنا هذا السبيل ولا يحرمنا خير ما عنده لسوء ما عندنا وتفريطنا.. وأن لا يجعل حظنا من ذلك مجرد الحديث والدلالة. يا رب يا رب.

الخلاصة: جرّب أن تطلب العلم بنية الاهتداء، أي آية تسمعها أرعها سمعك وانظر ما أثرها على قلبك، أي حديث يصلك انظر كيف تستثمره في يومك .

اللهم اهدنا وسددنا، وألهمنا رشدنا وأعذنا شر أنفسنا، وارزقنا علمًا نافعًا مباركًا، يزيدنا منك قربًا ولك خشية.
إذا أردت الخير بحذافيره فالزمها 🌿
مرقاة العبودية وطريق الحرية 🍂

إذا أكثر العبد من دعاء الله، وطمع في رحمته، وافتقر إليه، وتضرع بين يديه لقضاء حاجاته ودفع ضروراته؛ تحرر من رق المخلوقين، وسمت نفسه، وقوي توحيده، وارتفع في مقام العبودية درجات، قال ابن تيمية: (وكلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته وحريته مما سواه).

مجموع
الفتاوى ( ١٨٢/٥).
البر المعنوي 🌿
👆🏽👆🏽
هذا تفريغ لكلمة النظر الحرام وخسارة الإيمان، التي في هذا الرابط

https://youtu.be/W7tEm7aEQyA?si=HF8tGQZsdwySrrdv

قام به أحد الإخوة الكرام، ونسّقه بهذا التنسيق الجميل، فجزاه الله عنا خيرًا وبارك فيه ، وأسال الله أن يطرح بهذه المادة البركة والنفع.
ملحظ مهم مغفول عنه 💡💡

"وأعلى المراتب … أن تجمع بين العبادة والاستعانة، ولننظر في حالنا الآن دائمًا نُغلّب جانب العبادة، تجد الإنسان يتوضأ، وليس في نفسه شعور أن يستعين الله على وضوئه، ويصلي وليس في نفسه شعور أن يستعين الله على الصلاة، وأنه إن لم يعنه لم يصلّ، وفي الحقيقة نحن في غفلة عن هذا، مع أن الاستعانة نفسها عبادة فإذا صليت مثلًا، وشعرت أنك تصلي لكن بمعونة الله، وأنه لولا معونته ما صليت، وأنك مفتقر أيضًا إلى الله أن يعينك حتى تصلي، وتتم الصلاة، حصلت عبادتين: الصلاة والاستعانة".

ابن عثيمين في كتاب شرح الأصول من علم الاصول ( ٢٠٠ )
فائدة على الطريق 🌿
الباب الذي لا يُغلق في وجه سائل 🌿
طالب العلم الباهر حقًا 🍂🍂
هذا الكتاب من الكتب التي قرأتها مرتين وانتفعت به، وفيه من المعاني التزكوية العظيمة والنقول والوقفات ما تقر به العين..

وبودّي أن يقرأه كل شخص، ويتأمل في معانيه..

فسينتفع ويتأثر به بإذن الله.

وقد كتبت عنه قديمًا هذا التعريف
👇🏼👇🏼
2024/10/02 12:34:39
Back to Top
HTML Embed Code: