Telegram Web Link
دعونا نَتَّفِق..

أنّنا مَرَرنا بحالات ضَعف، أذنَبنا، أخطأنا، قَصَّرنا، ابتَعَدنا، تاهت بنا الطّريق وتَعَثَّرت الخُطى، لكن؛ ما كان يُنقذنا بعدَ رحمةِ الله، صَديقٌ صَدوق، إن رأى منَّا الخطأ لا يُخرجنا من دائرة البشر، ولا يُلبسنا ثوب العِصمة، بل يَحتوينا، ويقف معنا كأننا أحسن منه، يُلهِمُنا التّحسين، يُذكّرنا بقيمتنا .. يجلس معك، يأتي إليك، يَذكُرُ لكَ محاسن قلبك وجمالية روحك، يَمُدّ لك يده وقلبه، ولا يُشعرك بالغُربة، أو أنك من شياطين البشر!!

هؤلاء «العُملة النادرة» و«الورقة الرّابحة» وهم قليل! وربّما يُغنيك الواحد عن الألف، ما إن تراه تفرح، ولا يخلو سجودٌ من اسمه، كم نحتاج إلى احتواء المُبتَعِد، وتوجيه المخطئ، عوضًا عن السخرية منه، و الاستهزاء به، والتّقليل من قدره، كأنّه منبوذ، وكأنّ خُطاك لا تَميل! لا تُخاطبه بصيغة أنّك [ملتزم]!

لا يا صديقي، أنت مستور فقط!
وإنّما نُحاول الالتزام والاتّزان.

نُحاول مَعًا.
واجعَلني يا رَبّ..

جابرًا لخواطر النّاس، غارسًا أمَلًا، راضيًا بما قَسَمتَ لي، مُنفِقًا مِمّا رَزَقتَني، مُعطِيًا مِمّا وَهَبتَني، مِعطاءً مِمّا آتَيتَني، ناظرًا لِمَا أملِكَ، غاضًّا عمّا ليسَ لي، قاسِمًا بيني وإخوَتي، مُدرِكًا عظيم مَهَمّتي، مُتِمًّا ذاتَ يومٍ رسالتي ..

هو لِلَّه .. بِيَدي.
"حين أصبِحَ أُمًّا..

سأكون القلب الذي يسكن إليه أطفالي مِن تعبِ الحياة ..
لن اجعلهم يبحثون عن قلوبٍ أخرى ليطمئنوا، فتُستنزف مشاعِرهُم..،
بل سأحتضنهم كل ليلية وأخبِرهم أني أُحبهم كثيرًا..
وأني أثق بهم وبِأحلامهُم الجميلة.. سأدعمهم؛ لن أجعلهم يبكون في الليل لأن لا احد يؤمن بِهم..
ولن أجعلهم يعيشون ايامهُمَّ في قلقٍ دائم من كل شيء..
لن أُنشإهُمّ على شعور الخوف منّي، من العالم، مِن الناس، فيمشوا في الحياة بقلبًا خائف، وعقلًا متردد.. بل سأخلق فيهم القوة والشجاعة..
ولن أبخل عليهم بالحُب والحَنان.. ولن أنسى أن خير الأمور الوسط
فلا أميل كل الميل، ولا أقسىٰ فيبتعدوا..

سأعلِمهُم أن من كان مع اللهَ كان كل شيئًا معهُ، و أن من صاحب القراءنَ فلن يشقىٰ..

"أود حين أموت عن الدنيا، لا اموت في قلب صِغاري فيكونون هم عملي الذي لا ينقطع "وولدًا صالح يدعو لهُ"..").

-روضة خالد
إحدى الطالبات : " كُنت طالعة مع صاحباتي نوكل برّا، والمصاري اللي أنا عاملة حسابي فيهُم طلعوا ما بكفُّوا غير حق الوجبة..
واكتشفت هالشي بعد ما دفعت حق الوجبة، يعني هيك صُرت بقدرش أروِّح عالبيت لأنّه ما معي حق الترويحة.

ميِّلت على صاحبيتي بهمسلها :
" معك تعطيني أروِّح اليوم، وبُكرة أكيد بكونوا عندك "
" طبعاً ولك معي، هسّا بعطيكِ "
(وحكتها بنفس الهمس).

بس كانوا البنات متجمعين، لقيتها بتطول مصاري وبتحكيلي :
" بضللك عليّ 4 دنانير ، وشكراً كثير وهيهُم "
وأنا أصلاً ما بدي منها شي، بس فهمت حركتها اللي عملتها بإنها ما تحرجني قُدّام البنات.

- مَر على هالقصّة فترة منيحة، ولحد هسّا أثرها فيّي ".

تذكَّرت مقولة "محمّد راتب النَّابلسي" بس حكى :
" إنّ مِن حياء المُؤمن أنّهُ لا يُحرج أحداً، لا يُخجله، ولا يضعهُ في زاويةٍ ضيِّقة " 💙
يجد الإنسان..

مَشَقّةً في لفظ الحُبّ في «شقيقته»، أو صعوبةً في البَوح فيه، فتجده يُعَبّر عنه بالعمل والحرص، بأن يكون الرُّكن الآمن لها، وعلى أهمّية الأمر إلّا أنه لا يُغني عن لفظ الاهتمام، ليست «كلمة الحُبّ» شرطًا، إنما ما يُعَبّر عنها، بالقول والفعل، ولم أجد أعذَب من كلمةٍ طَيّبةٍ في القلب وقت حاجتها

ولا أجمل من جلسةٍ خاليةٍ من المشتّتات، تسألها «كيف حالك» «مرتاحة» «محتاجة شيء» لتجد أنّ قلبها يسبق لسانها، والمكان كلّه يشارك الحديث، حتّى صَوتَ الصّمت يُسمَع! كم نحتاج إلى ما يجعلنا «أحسن»

يجمع الله بالحُبّ أشتات القلوب، بُح بكلمةٍ كتمتها، واسنِد كتفها، وخذ يدها إليك، وارفِق بها ما استطعت، ورافِق زوجها بِرًا بها، واحتضن أطفالها حُبًّا لها، دُنياك زائلة، فلا تَبنِ جدارًا بينكما، ولا تضع حواجزَ عبور، الله يرقُب قلبك وقولك، وروحك لا تنفصل مهما فَصَلت الظروف

طمئنها، لتَسنِد روحها إليك، وتضع رأسها على كتفٍ لا يميل، لتجد فيك السّنَد، حتى وإن تزوَّجَت، تبقى تنتظر منك ابتسامة اللقاء، ودفء الذكريات، وحرارة الترابط، وحنين الأيام الخالية، تبقى تَحِنّ زيارتك، وجلستك، وهمستك

وتُطوى المسافة لِمَن صَدَق ♥️
‏"إننا نتعافَى بالله، ونقوى بالله، ونطمئن بالله، إننا لا حولَ لنا ولا قوة إلا بالله، لسنا لأحد إنّا لله وإنّا إليه راجعون."♥️
بعد حين من معاشرة من تحب، ستلحظ تأثيراتِه اللغويةَ عليك، وستتوقف باسمًا أمام عباراته ولوازمه الكلامية التي صرتَ تُرددها غيرَ قاصد ولا واعٍ، وستجد لغتك قد تشربت قدرًا من أساليبه لم يكن فيها من قبل، وامتزج بها كأن لم تخلُ منه فيما مضى، وفي أغلب الأحوال لن ينتبه لهذا التأثير أحد غيرك.

حين تنتبه للأمر لا تَفزع، فليس فيه ما يُفزع، ولا تحاول تغيير لغتك الجديدة ولا تحرجْ منها، فهي أثر لطيف من آثار الحب، يزيدك جمالًا.

- عبد الرحمن الطويل.
و رافِق صادقًا ..
ذاك الذي يحتضن فيكَ كُلّ ألمٍ وضَعف، تغاضى عن اختياراتك المثالية قليلًا وفتّش عن الصِّدق فقط، إن وجدت صديقًا صادقًا فهو صِدِّيقُ رحلتك و وَتدُ قَلبك الثابت، أولئك يُحبّهم الله، يستند إليهم الضّعيف فيستأسِد.♥️
فكما أن الحب رزق ، أصدقاء القلب كذلك رزق وقربهم منّا نعمة عظيمة إن شحّت الأشيـاء من حولنا يبقون هم حسنتنا الوحيدة. " ♥️
- هو أنا لو دخلت الإسلام ممكن تتجوزني؟
= ممكن.

- بتتكلم بجد؟
= أيوه

كان شاب من قرية مصرية بسيطة جدًا وأهله ناس فقراء لكن كان كل حلمهم يشوفوه حاجة؛ هو مقصرش فعلاً وحاول بكل جـهده يـرد لـيهم تعبهم بالـنجاح والإجتهاد ، بـس مـش دايمًا الظروف بتكون في صالح الشخص لكن من المؤكد إن تدابير ربنا عظيمة وأكيد كل شئ بيحصلنا خير عشان هو رحيم.

جاله منحة دراسية في أمريكا لإنه كان ممتاز جدًا لكنه رضى بظروفه ومـقالش لأهله ولـما أهله سـمعوا الـخبر مـن صحابه شجعهوه وباعوا قيراط الأرض اللي عايشين منه.
كل ده عشان ميقصروش معاه!

بيقول:
محبتش أضيَّع تعبهم في تربيتي وأتخلى عن أخلاقي ومبادئ ديني لمجرد أكون متحضِّر زي صحابي الأجانب.
في وقت فراغي يا إما أحفظ قرآن أو أكلم أبويا وأمي يا كنت بقعد أسمع دروس دينية؛ وفـي مرة ركبت الأسانسير وفـجأة لاقيت بنت ركبت معايا .. مبصتش عليها بـصراحة وغضيت بصري رغم إن شيطاني كان بيقولي:
" ما تبص ياعم ودلع نفسك وبعد كدا أبقى أقعد أستغفرلك شوية "
بس كنت بغلبه على قد ما أقدر وقدر أستطاعتي، مش بقول إنـي شيخ بـس بحاول أرضي ربنا ومـش عاوز أنسى أصلي وإني كنت في يوم فلاح واتربيت على إيد ناس غلابة.

الغريب في الأمر إنها مكنتش مرة وخلاص والبنت دي ركبت مـعايا كذا مـرة وبرضو كنت بحط راسي في الأرض أو بقعد ألعب في موبايلي وفي مرة خرجت عن سكوتها وقالت كلام فيما معناه:
" أنت مش بتبص عليا ليه؟ أنا واخدة لقب مـلكة جمال قبل كدا وأي حد بيشوفني بيصاب بالإنبهار وبيحاول يكلمني بأي طريقة "
وقفت معاها ما يُقارب نص ساعة وشرحتلها إني مسلم وإن ديننا بيأمرنا بغض البصر حفاظًا على النفس وعلى المرأة وإن البنت عندنا جوهرة مش سلعة كله يبص عليها زي ما يحب وبأي نظرة حتى لو كانت شهوة!

فجأة لاقيتها بتقولي " هو أنا لو دخلت دينك تتجوزني؟ "
ياحلاوة ياولاد؟

دي فرصة ولا في الأحلام!
فعلاً وافقت اتجوزها وخدت الجنسية الأمريكية ولإن مركزها ومكانتها كانت كبيرة اشتغلت في أحسن الاماكن.
هي التزمت جدًا وكمان قدرت أعوض أهلي عن أي تعب.

مكنتش مُتخيل إن ربنا يرزقني بكل ده لمجرد بس إني أغض بصري!

مجاش في بالي غير قول الله تعالى" ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب "

ربنا يقر عيونكم بعوض ينسيكم حزن الدنيا وكدرها ♥️.

وتذكر أنه من يتق الله يجعل له مخرجا ♥️

#واقعية
#عزة_العمروسي
تَعجَزُ عن الكلام ساعةً، فَيُلهِمُكَ الدُّعاء، تُحبَس الدَّعوات في صدرك فلا تنطق حرفًا، فيؤتيكَ راحة الرَّجاء، ينعقد لسانك عن لفظ ما خبَّأتَ بقلبك، فيُعطيك سِرّ النِّداء، تقول يا رَبّ فتقرَعُ بصَدقَكَ أبواب السَّماء..

أرأيت؟ في كل حالٍ لا يَترُكُك وَحدَك.
‏"البار بأمه هو نفسهُ الحنون على أختهُ وهو نفسهُ الرفيقُ بزوجته الإنسان لا يتجزأ “💙
لطالما كنت شخصاً عفوياً مرحاً أتصرف على طبيعتي المُطلقة وأعيش الحياة على توقيت قلبي البسيط الذي لم يكره أحداً، أعامل الناس بمقدار النقاء الموجود بداخلي، وبأطياف الطفولة التي ما أزال محافظاً عليها رغم رحلة الحياة المُرهقة ..

أمر بشخص عابس فأسأله بتلقائية : " مين مزعلك؟" أثني المديح على أناقة أحدهم، أسلم على الناس من حولي بكل تلقائية، أتفوه بكلمات لطيفة ليس لي فيها أي مصالح خفية، أقول أشياء طريفة بريئة ولو كانت ساذجة في بعض الأحيان ..

ولكنني في كل مرة اكتشف أنني في حرب كبيرة مع هذه العفوية التي تعتريني، وأنني سأظل أدفع ضريبة هذا الأمر طالما أعيش في هذا المجتمع السخيف، المجتمع الذي يحتم عليّ أن آوي إلى الصمت بدلاً من الضحك بعفوية الأطفال ..

#أسامة_الشجراوي
‏إنَّما هيّ
أنفاسٌ تُعد..
11:11

في بنت إجت عالصيدليَّة مع أبوها، فبتحكيلي :
" بدّي لو سمحتِ هاي الأدوية "
(وقعدت تحكيلي الاسم العلمي للدوا لمّا تنسى اسمه التجاري، أو تحكيلي لشو بستخدم لمّا تنسى حتّى اسمه العلمي).
وكُل هاد هي بتحكيه، يعني أبوها ما حكى شيء مِن لمّا دخلوا.

فبس جبتلها كُل الأدوية زي ما طلبت، حكتلها :
" تفضلي زميلة "
(حكيت هيك عأساس محدِّش غير اللي دارِس صيدلة أو طب رح يعرَف الأسماء العلمية للأدوية).
قامت حكتلي :
" أنا مش دارسة أصلاً تخصُّص طبي..
بس حفظت هاي الأدوية، ولشو بتُستخدم، وشو أسمائها العِلميَّة زي اسمي عشان هُمّة لبابا "

وأبوها بحكيلنا :
" نوَّارتي هاي، الله يرضى عليها ".

- وبصراحة بصراحة!..
أنا بصَف الإنسان اللي حكى :
" مَن لهُ بنت واحدة فليكتُب في دفتر العائلة أنّ لديهِ عشرةُ أبناء، وأنا مسؤولٌ عن كلامي " ♥️
ما أشدّ حُبّنا لِما نُحِب!

لا نعرف في الحُبّ مُواربة، ولا يَشوبُ الحُبّ في قلوبنا مَيل، نحن إن أحبَبنا صَدَقنا، وأخلَصنا، وخَلُصنا، وحَرِصنا، وغِرنا، وارتَوَينا، واحتَوينا الضَّعفَ ليَقوى، والقوّة لتَنبُت.. وإنّ سُكّان الفؤاد، لَيُحَفّون بدُعاء الغيب، ويُظَلّلون بعين الحرص، ويُرافَقون في كلّ سُجود..
"إيّاكِ وإخبارُها أن ملابسها جميلة، لا تُخبِريها"

عبارة جعلتني في حَيرة، لماذا علي ألا أُخبرها أليست عبارة كهذه إن صُوِّبت لأذن إحداهن ستفرح قلبها؟

كُنت في الجامعة مع زميلة لي نتحدث ونتبادل الأحاديث توقفنا عندما رأينا زميلتنا آتية بثوب أدهشتني النقشة التي تزينه، إبتسمتُ بدهشة حينها وقلتُ انظُري ما أجمل ثوبها!
ردّت بسرعة وهمَست "إيّاكِ وإخبارها أن ملابسها جميلة، لا تُخبِريها"،

أتت وألقت السلام ثم إستأذنتنا وذهبتْ وأنا كما قيل لي لم أُبدي إعجابي أبدًا!

في البداية تفاجأتُ ثم علِمتُ السبب؛ الثوب لا يليق أبدًا بفتاة مُحجّبة، كانت تفاصيل جسدها معلومة كاملة من خلاله وكأن النقش رُسِم على جسدها لا على ثوبها حتى أن النقشة المُلفتة من كل هذا البعد!

كانت هي أول سبب جعل زميلتي تطلب مني السكوت عما كُنتُ سأقوله في وقت غَفلتي، سألَتني عمّا إن كنتُ فهِمتُ سبب قولها هذا فأخبرتها بكوني فهِمتُ

قالت لي"شجّعيها عندما ترتدي فضفاضًا، شجعيها عندما يكون لباسها يليق بحجابها"

زميلة كهذه كانت مُناسبة لأن أجعلها رفيقة لي تُعلمني وتوقظني من غفلتي وتجعلني أعتاد وأحبّ ما يرضاهُ الله منا💙
و اذكُر دائمًا..

مَن عَلَّمَك، أدَّبَك، أفهَمَك.. مَن غَيَّر دواخلك، وغرس الثوابت فيك، مَن جَعَلك تبحث عن الهدف وتركض خلف غايتك، من رسم المبادئ حُبًا والأخلاق قُرْبًا، وجَعَل منك إنسانًا على قَيد العمل، مَن وَقَفَ معك حين لانَت سواعد الآخرين والتَفَتَتَ عنكَ وجوههم.

#تمكين
أعظمُ دَرسٍ على الإنسان تَعَلُمه دائماً..

عِندما يَضعُك الله في تجربة صَعبة تَظنُ بأنّكَ لن تنجو مِنها. كل ما قَد تحتاجهُ أحياناً هوَ ليسَ أن ترى كل شيء بوضوح و أن تنتظر حتى يفسر لك الله لِمَ وضعك هُنا. و إنما تحتاجُ بصيرة قوية، وقفزة إيمان تجعلك تدرك بأنَّ الله لا يُرتِب لَنا إلا الخَير. و في الوقت الذي تَطلبُ بِه معجزة لتخرجك مما أنت به، تَذكر أنَّ هذه الحياة مُعجزة. وماتراهُ
ماهوَ إلا شيء بَسيط في تَدبير الله.

لأنَّ الإنسان يستطيع أن يمشي على الغيم إن قَدرَ اللهُ لهُ ذلك.... 🤍🕊

فرانسوا داراني
يقول أحدهم
ذهبت إلى المسجد ذات يومٍ لأصلي العصر ، صليت خلف الإمام وعندما إنتهت الصلاة ذهبتُ إلى رُكنٍ في المسجد لأردد أذكار المساء ..
وضعت هاتفي أمامي وأخذت أقرأ منه،،
وقعت عيني على طفلٍ في عُمر العشر سنوات، يدخل من باب المسجد ويلتفت يمينًا ويسارًا
ثم جاء إليّ وقال بصوت يرتعد ..
هل جاء الشيخ ؟!
- أي شيخ
= الشيخ الذي يُحفظ الأطفال

لم أكن أعلم أن هناك مُعلم هنا ، فهمست له وأنا أبتسم لأنتزع الخوف الذي يسكن وجهه :
لا لم يأتي بعد .. إجلس بجانبي

جلس الطفل، وفتح مُصحفهُ وأخذ يُقلب في صفحاته ، فـ همّمتُ لأقول له في أي سورة تحفظ يافتى ؟!
فقطع ذلك صوته الذي كان يرتعد من الخوف وهو يقول :
يا عمي ، هل لك أن تُقرأني مرة أو أكثر حتىٰ أحفظ السورة جيدًا ، فـ والدي يئس من قله تركيزي وضعف حيلتي.. ودائمًا يشتكي من ذلك حتى أصبحت أستحي أن أطلب منه أن يُحفظّني القُرآن ..
وعندما أذهب إلى شيخي واخطئ في التلاوة يغضب مني..وأنا لا أُجيد القراءة جيدًا فبعض الكلمات تشُق عليّ ..

إبتسمت للطفل وأخذت منه المصحف وهمست له :
إقترب يا حبيب عمك .. وبدأت أُرتل وهو يرتل خلفي ،،
وبعد ربع ساعة طلبت منهُ أن يُسَمِع ذلك بمفرده فلم يستطع ، تذكرت شيخي عندما قال لي ذات يومٍ :
إذا وجدت صعوبة في الحفظ فـ إفهم الآيات أولًا ثم حاول الحفظ ثانية.. فـ حفظ الآيات بمثابة قفلٍ لباب ضخم يفصل بينك وبين الجنة
حاول فتح هذا القفل بأي مفتاح على قدر إستطاعتك.. وسيُفتح الباب

نظرت إلى الطفل ثانية وهو يضغط على إصبعهِ من الخجل فـ تبسمت وهمست له :
دعك من الحفظ يا فتى .. هل تعرف ماذا تعني هذه الآيات وماذا يقصد بها الله !
أخذتُ أشرح للفتى الآيات حتى انتهيت من الشرح
ورددت السورة مرتين وهو يردد خلفي
ثم طلبت منه أن يقولها بمفردهِ .. فقال بعض الآيات وعندما يشق عليه قول آية أو لا يتذكرها
يبتسم ويقول لي : هل أخبرك بقصتها؟

وبعد عدة محاولات حفظ الطفل السورة ، حفظها ك حفظه لسورة الإخلاص ..

جاء الشيخ وجاءت الأطفال فـ استأذن الطفل مني ليذهب إليه ، فـ قولت له يا فتى هل أخبرك بشيء تضعه نصب عينيك!؟
إبتسم وقال لي أجل ..

مسكت يّد الطفل وقبلتها ثم قُلت :
سيأتي يومًا يُقال لك : يافلان هلُمَ ..
فـ تذهب ، فـ تسمع ضجيج حفظه القرآن ..
ويُطلب منك أن تُرتل ، والله وملائكتهُ سيستمعون إليك..
ألا تشتاق لترتل أمام الله ويقول لك رتل سورة كذا!!!

ثم ربت على كتفه وهمست له بعبارات وددتُ لو قالها أحد لي منذُ الصغر ..

-‏ أنت الآن تُعدُ وتُجهز لتُرتل أمام الله فلا تمل ولا تكل ولا تيأس ولا تشتكي من ضعف حيلتك ..
فكل عالم تاركًا للقرآن جاهل..
ستكبر وتكون حاملًا لكتاب الله وستكون مميزًا في الدنيا عندما تكون إمامًا بالناس .. يرتعد صوتك خشوعًا أثناء تلاوتك
وستجد نفسك في الآخرة مميزًا ومُكرمًا أمام السفرة الكرام البررة
وحق القرآن ليكرمنّ الله أهل القرآن ، فـ القرآن كلامه ، و ما أحب الله أحدًا كحبه لأهل القرآن..
وواللهِ لن يُعذّب الله بالنار لسانًا تلا القرآن ، ولا قلبًا وعاه، ولا أذنًا سَمِعته، ولا عينًا نظرت إلى آياته ..
هنيئًا لك زهرة شبابك التي نشأت في ظل آيات الله...
وقبّلت رأسه ثم قلت له :

الآن إذهب إلى شيخك ورتل وكأنك تُرتل في ظل عرش الرحمٰن والله يستمع إليك .. أنا أثق أنك تستطيع .

- ذهب الطفلُ إلى شيخه ، وكنت آراه كل يومٍ وأُحَفِظّه في المسجد حتى يأتي شيخه ، وبعد شهرين ودعتهُ
لإنني إنتقلت إلى سكنٍ أخر ، ولم أره منذ هذا اليوم وعلمتُ بعدها أن شيخه أيضًا إنتقل ليُحفظ في مسجدٍ أخر ..

- ‏وبعد سبع سنواتٍ خرجت من عملي وركبت السيارة فوقف السائق أمام مسجد لنُصلي المغرب ..
دخلت المسجد وذهبت لأصلي حتىٰ رأيت شابًا وجههُ ك قطعة من القمر يُردد :

( سَوُّوا صُفُوفَكُمْ, فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاةِ)

كانت ملامح الشاب ملامحٌ أعرفها جيدًا لكنني لا أتذكر أين رأيته.. كان صوته ك صوت الكروان ،صوتُ يتنفس في صدر يعقوب ليعطيه الأمل ، ويبثُ البشرىٰ في قلب أم موسى بعودة طفلها .. صوتٌ يبُشر زكريا بيحيى ..

لو كنا خارج الصلاة لطلبتُ منه أن يكثر في التلاوة لأسمعه فتلاوتهِ كانت بمثابة الدواء إلى قلبي .. ف اكتفيت أن أذكر إسمه في سجودي وقلت اللهم زدهُ ..

انتهت الصلاة وجلست لأردد أذكار ما بعد الصلاة حتى رأيت الشاب يجلس أمامي ويُقبّل رأسي ويقول :
سأشهد لك يوم القيامة أمام الله أنك كُنت سبب ما أنا عليه الآن ..
فـ هممتُ لأقول له من أنت يا فتىٰ!؟
فقطع ذلك صوته الذي كان يبتسم من شدة الفرحة وهو يقول :
يا عمي ، هل لك أن تُقرأني مرة أو أكثر حتىٰ أحفظ السورة جيدًا ، فـ والدي يئس من قلة تركيزي وضعف حيلتي..

وابتسم وعيناه تذرف الدمع ، ثم قال هل تذكرتني الآن ! ثم قام وأحتضنني .. وقال:
لقد ختمت القُرآن وأخذتُ الإجازة والآن أصبحت أنا المُحفظ ..
هنيئًا لك يا عمي تاج الكرامة ، عاملتني بحبٍ وإحتضنت قلبي بلطف قلبك ،وجعلت القُرآن أحب الأشياء إلي دون أن تشعر بذلك ، كنت آتي إليك ضعيفًا فترمم ضعف حيلتي ..
فهنيئًا لك الجنان بأجر ما حفظت وأجر من أُحفظ

ياعمي ..
شكرًا لأنك وثقت بي عندما أقر الجميع أنني لا أستط

وقبّل الشاب رأسي وذهب إلى الأطفال ليُحفّظهم
اللهم اجعلنى وذريتي وإياكم من أهل القرآن♥️
2024/11/05 16:21:53
Back to Top
HTML Embed Code: