ســبتمـــــــــبر الحــــــرية
صالح سحلول ... رحمه الله. .. 1984م
أهلاً بذكراك يا سبتمبر الخالد
سبتمبر الحرية سبتمبر الأمجاد
ما إن لمع ذات ليله نورك الصاعد
حتى شعرنا جميعاً أننا أسياد
فانطلقنا صبيحة فجرك الرائد
نهتف نُحَيِّي بزوغ الفجر والميلاد
نقول للظالم الغاشم وللفاسد
لا حكم فردي ولا استعمار ولا استبداد
نقول للحاكم الجلاد والحاقد
اذهب إلى غير رجعه أيها الجلاد
وقد مضينا نشارك جيشنا المارد
في حربه المستمره ضد الاستعباد
كما مضينا نواصل سيرنا الصامد
في كل ميدان رغم اعدائنا الأضداد
وكان في الحرب دافع شعبنا الماجد
غاية نبيلة وغايتهم هي الأحقاد
حتى انتصرنا وأصبح صفنا الواحد
يسعى إلى الخير والإنتاج والإعداد
والآن نسلِّم إليك يا جيلنا الصاعد
أكبر أمانه من الآباء إلى الأولاد
وعندما يا بني تصبح غداً والد
أمانتك أن تبلغها إلى الأحفاد
لا تستهينوا بهذا المكسب الخالد
المنبعث من دما الآباء والأجداد
لا تحسبوا أن مكسبنا أتى بارد
بلا ضحايا ولا ثوره ولا استشهاد
لقد دفعنا الثمن من كل بيت واحد
استشهدوا في الصحاري والجبل والواد
حتى انتصرنا على عهد الشقا البائد
كأننا والقدر كُنّا على ميعاد
فألف أهلاً بعيد الثوره الرَّاشد
شَرَّفْتَنَا بالقُدوم يا سيِّد الأعياد
صالح سحلول ... رحمه الله. .. 1984م
أهلاً بذكراك يا سبتمبر الخالد
سبتمبر الحرية سبتمبر الأمجاد
ما إن لمع ذات ليله نورك الصاعد
حتى شعرنا جميعاً أننا أسياد
فانطلقنا صبيحة فجرك الرائد
نهتف نُحَيِّي بزوغ الفجر والميلاد
نقول للظالم الغاشم وللفاسد
لا حكم فردي ولا استعمار ولا استبداد
نقول للحاكم الجلاد والحاقد
اذهب إلى غير رجعه أيها الجلاد
وقد مضينا نشارك جيشنا المارد
في حربه المستمره ضد الاستعباد
كما مضينا نواصل سيرنا الصامد
في كل ميدان رغم اعدائنا الأضداد
وكان في الحرب دافع شعبنا الماجد
غاية نبيلة وغايتهم هي الأحقاد
حتى انتصرنا وأصبح صفنا الواحد
يسعى إلى الخير والإنتاج والإعداد
والآن نسلِّم إليك يا جيلنا الصاعد
أكبر أمانه من الآباء إلى الأولاد
وعندما يا بني تصبح غداً والد
أمانتك أن تبلغها إلى الأحفاد
لا تستهينوا بهذا المكسب الخالد
المنبعث من دما الآباء والأجداد
لا تحسبوا أن مكسبنا أتى بارد
بلا ضحايا ولا ثوره ولا استشهاد
لقد دفعنا الثمن من كل بيت واحد
استشهدوا في الصحاري والجبل والواد
حتى انتصرنا على عهد الشقا البائد
كأننا والقدر كُنّا على ميعاد
فألف أهلاً بعيد الثوره الرَّاشد
شَرَّفْتَنَا بالقُدوم يا سيِّد الأعياد
تهنئه العيد الـ43 لثوره السادس والعشرين من سبتمبر المجيد:
أهلاً وسهلاً مرحباً مرحب مرادي
بمقدمك يا خير عيد
نهنئ الجيش البطل حارس بلادي
والأمن بالعيد السعيد
نهنئ أبناء اليمن حاضر وبادي
من حضرموت حتى زبيد
في مثل هذا يومنا ثارت بلادي
منذ أربعين عام أو تزيد
الله أكبر حين بشرنا المنادي
بمولد الفجر الجديد
وكانت الأفراح هي شربي وزادي
في ذلك اليوم الحميد
أقسمت أن أفديه بروحي والفؤادي
ودم قلبي والوريد
لأنه اليوم الذي حرر بلادي
من هيمنه أسره حميد
لأنه اليوم الذي أطلق قيادي
من ذلك السجن الشديد
وحطم أغلال ذلك العهد المبادي
وذلك الحكم الفريد
لكن أعداء اليمن أخبث أعادي
أرادوا أن نبقى عبيد
وحاربونا في الصحافه والروادي
وقوه النار والحديد
وكم ويا كم حاول الخصم المعادي
عوده حليمه من جديد
لكننا خضنا الحروب في كل وادي
وكل قمه يا حفيد
ثمان سنين ظلت رجاجيل المعادي
تواجه الموت المبيد
وما لنا أية فضل في خوض الجهادي
الفضل كله للشهيد
ذي رحبوا بالموت وفاءً للمبادئ
والحريه أكبر رصيد
واليوم نرى أولاد الشهيد صفر الأيادي
وعن سعادتهم بعيد
شلوا سعادتهم عيال مهدي وهادي
أعداء أيلول المجيد
وألقوا أبناء المدينه والبوادي
يعانوا الفقر الشديد
وكم نراهم جائعين جوع اقتصادي
لم يشبعوا حتى عصيد
أما الذين ملئوا الدنيا فسادي
هم كل متمصلح عنيد
لقد شرحت بعض الحقيقه شرح عادي
يا صاحب الرأي السديد
وأنا أريد وانته تريد يا بن بلادي
والله يفعل ما يريد
صالح سحلول .... رحمه الله. 26.9.2005
أهلاً وسهلاً مرحباً مرحب مرادي
بمقدمك يا خير عيد
نهنئ الجيش البطل حارس بلادي
والأمن بالعيد السعيد
نهنئ أبناء اليمن حاضر وبادي
من حضرموت حتى زبيد
في مثل هذا يومنا ثارت بلادي
منذ أربعين عام أو تزيد
الله أكبر حين بشرنا المنادي
بمولد الفجر الجديد
وكانت الأفراح هي شربي وزادي
في ذلك اليوم الحميد
أقسمت أن أفديه بروحي والفؤادي
ودم قلبي والوريد
لأنه اليوم الذي حرر بلادي
من هيمنه أسره حميد
لأنه اليوم الذي أطلق قيادي
من ذلك السجن الشديد
وحطم أغلال ذلك العهد المبادي
وذلك الحكم الفريد
لكن أعداء اليمن أخبث أعادي
أرادوا أن نبقى عبيد
وحاربونا في الصحافه والروادي
وقوه النار والحديد
وكم ويا كم حاول الخصم المعادي
عوده حليمه من جديد
لكننا خضنا الحروب في كل وادي
وكل قمه يا حفيد
ثمان سنين ظلت رجاجيل المعادي
تواجه الموت المبيد
وما لنا أية فضل في خوض الجهادي
الفضل كله للشهيد
ذي رحبوا بالموت وفاءً للمبادئ
والحريه أكبر رصيد
واليوم نرى أولاد الشهيد صفر الأيادي
وعن سعادتهم بعيد
شلوا سعادتهم عيال مهدي وهادي
أعداء أيلول المجيد
وألقوا أبناء المدينه والبوادي
يعانوا الفقر الشديد
وكم نراهم جائعين جوع اقتصادي
لم يشبعوا حتى عصيد
أما الذين ملئوا الدنيا فسادي
هم كل متمصلح عنيد
لقد شرحت بعض الحقيقه شرح عادي
يا صاحب الرأي السديد
وأنا أريد وانته تريد يا بن بلادي
والله يفعل ما يريد
صالح سحلول .... رحمه الله. 26.9.2005
وداعاً شاعر الثورة.. صالح سحلول
يا لها من حَياةٍ توزّعت على شاهق هاويتين، وتقسّمت على ذؤابة شُفرتين! ولَعَمري، أنها غايةٌ شريفةٌ تتقطّع دونها عزائم الشعراء وتشرئبّ صوب ضوئها أعناق الرجال .
وقد كانت حياةُ هذا الشاعر العاصف منذ بداياتها مرتقىً صعباً، واختياراً مُرَّاً، واختباراً قاسياً قساوةَ بيئته التي تَشرّب أجمل ما فيها ؛ كرمَ الروح، وشجاعةَ الموقف، وأضاف إليها رؤيةَ العصر ورؤيا الشاعر. إنه يلتفت الآن إلى ماضيه راضياً، ضاحكاً ! وقد أفنى معظم سنّي عمره المديد فـي اللهب المقدّس أي فـي مجمرة التغيير الهائلة الصاهرة التي غيّرت مجرى التاريخ، وأجْرت الأنهار الزاخرة بالجديد والأجد .
صالح سحلول، جبلٌ شعريٌّ مسلول فـي فضاء هذه البلاد، وعاصفةُ حريقٍ فـي ليل هذه الوهاد . ما أجمله الآن هانئاً راضياً عن رحلته المضنية الطويلة . هذا غبارُ معاركه وقد فتَّق براعمَ الأمل، فما كذب الحلم، وهذا لهبُ حرائقه وقد شقّق جدارَ الليل، فما كذب الضوء.. أيها الشاعر المقاتل.. هذا وطنُك يحيّيك، وهذا شعبُك يردّ التحيّة.. كبيرةً تبلغُ سماءَ أجنحتك، حارةً تندفق فـي حرارةِ قلبِك .
عندما تفرغ من قراءة هذا الديوان، ستكونُ قد قرأتَ عناوينَ نصفِ قرن فـي صراع التثوير والتغيير والتنوير فـي اليمن. وإذا كنت من جيلي الذي لم يعش معظم هذه العناوين، فإنك ستشعر بالتاريخ يجري فـي عروقك، وبالألم يندفع فـي قرارة قلبك .
ثمّة شاعرٌ يعيدُكَ إليك من شرود أيامك، ونسيان بداياتك. وإذا كان للأرض أن تحكي، وللجبال أن تروي قصّةَ شاعرٍ وثورة، شاعرٍ وشعب، شاعرٍ وقضية، فإن صالح سحلول يقف ذروةً ضخمةً متميزة على جبل الشعر الشعبي في اليمن .
صحيح أن ذُرىً أخرى تقف إلى جانبه، لكنّ طول تجربته، واتساع إهتماماته، ومدنيّة رسالته وتوزّعها على محاور كثيرة لم يطرقها غيرُه مثل محور المرأة مثلاً وهو الشاعر الطالع من أغوار البداوة، وأهوال العزلة فـي ريف اليمن.. كلُّ ذلك يُحسب لتجربته الفريدة الشهيرة .
إننا إزاء شاعرٍ نَذَرَ شعرَهُ كلّه بعد أن نذرَ حياته للوطن وقضاياه، ولستُ أقول ذلك من قبيل المبالغة، وخاصة أن صفحات الديوان بين يديك !
إنّ رأس هذا الشاعر كان مطلوباً فـي معظم جولات الصراع السياسي والإجتماعي والثقافـي فـي اليمن وخاصةً فـي ستينيات القرن العشرين، أي، بعد قيام الثورة اليمنية فـي السادس والعشرين من سبتمبر 1962م والرابع عشر من أكتوبر 1963.
إنّ هذا الديوان ليس مجرّد ديوان شعر فحسب، لقد كانت قصائدُهُ ذات يوم وزارة إعلامٍ كاملة بمحطاتها المرئية والمسموعة والمقروءة ! وفـي أحيان كثيرة كانت صواريخ حارقة فـي جبهات القتال دفاعاً عن الثورة والجمهورية .
كان الشاعر الكبير صالح سحلول وما يزال – محفوظاً إسماً وشعراً فـي ذاكرة اليمن وأبنائه منذ نصف قرن على الأقل حتى صارت قصائده أمثالاً سائرة عبر عشرات السنين .
* * *
قد تكونُ غربةُ الشاعر فـي وطنه أواخر ثلاثينيات القرن العشرين قادته إلى الخروج من اليمن وإلى غربة الحرب العالمية الثانية التي كانت ترجّ العالم حينها، فآثر الشاعر العودة إلى الوطن ويكون تأثير تلك الإطلالة على العالم التي دامت سنتين قد فعلت فعلها فـي روح وعقل الشاب الذي كان قد تجاوز لتوّه العشرين من عمره المديد . ولعلّ المقطوعة التالية كانت إحدى نتائج تلك الرحلة، وهي رسالة بعثها الشاعر مع الطير المسافر إلى الإمام يحيى:
بالله ياطير ياناشر إذا كنت عازم
صنعا مَقَرّ الإمام
قل له لقد اهلكَتْنا وانهكَتنا المظالم
ظلم الرعايا حرام
قد اكثر الناس باعوا مالهم بالغرايم
ومن هرب لا يلام
من باطل اهل المسابح والتّوز والعمايم
وبايعين الذمام
فالذيب ظالم ومن يسترعي الذيب ظالم
وكلنا فـي ظلام
إنّ بُرعم الشاعر هنا يُشرق بضوء الفجر القادم، وأحلام التغيير القادمة . ومن مطلع الأربعينيات إلى مطلع الستينيات، مرت سنواتٌ ثقيلةٌ بطيئة على الوطن والشاعر معاً، حتى أشرقت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 والرابع عشر من أكتوبر 1963.. فإذا بالشاعر يغدو صوت الثورة والتغيير .
الحمد لله تحرّرنا
جميعنا بعد ما ثرنا
ووحّد الله كلمتنا
من الحديدة إلى بيحان
بالله يالعاصمة صنعا
هل كان فيك الوفا يرعى
أو كانت الرجعية تسعى
لخيرنا أو صلاح الشان
هل كان فـي أرضنا دكتور
أو شبه قانون أو دستور
أو حق مشروع للجمهور
أو حكم للشعب أو سلطان
ما كانت إلا عبودية
وبربرية ووحشية
وشافعية وزيدية
وتفرقة فـي بني قحطان
ما كان فـي ارضنا تنظيم
ولا مدارس ولا تعليم
ما كان فيها سوى تحطيم
يحارب العلم والعرفان
ما كان فـي أرضنا معهد
ولا مصانع بها توجد
ولا طريق كان يتعبّد
ولا تطوّر ولا عمران
فعن جنوب أرضنا المحتل
لا بد من الانجليز يرحل
وينتهي من معه يعمل
من السلاطين والأعوان
يا لها من حَياةٍ توزّعت على شاهق هاويتين، وتقسّمت على ذؤابة شُفرتين! ولَعَمري، أنها غايةٌ شريفةٌ تتقطّع دونها عزائم الشعراء وتشرئبّ صوب ضوئها أعناق الرجال .
وقد كانت حياةُ هذا الشاعر العاصف منذ بداياتها مرتقىً صعباً، واختياراً مُرَّاً، واختباراً قاسياً قساوةَ بيئته التي تَشرّب أجمل ما فيها ؛ كرمَ الروح، وشجاعةَ الموقف، وأضاف إليها رؤيةَ العصر ورؤيا الشاعر. إنه يلتفت الآن إلى ماضيه راضياً، ضاحكاً ! وقد أفنى معظم سنّي عمره المديد فـي اللهب المقدّس أي فـي مجمرة التغيير الهائلة الصاهرة التي غيّرت مجرى التاريخ، وأجْرت الأنهار الزاخرة بالجديد والأجد .
صالح سحلول، جبلٌ شعريٌّ مسلول فـي فضاء هذه البلاد، وعاصفةُ حريقٍ فـي ليل هذه الوهاد . ما أجمله الآن هانئاً راضياً عن رحلته المضنية الطويلة . هذا غبارُ معاركه وقد فتَّق براعمَ الأمل، فما كذب الحلم، وهذا لهبُ حرائقه وقد شقّق جدارَ الليل، فما كذب الضوء.. أيها الشاعر المقاتل.. هذا وطنُك يحيّيك، وهذا شعبُك يردّ التحيّة.. كبيرةً تبلغُ سماءَ أجنحتك، حارةً تندفق فـي حرارةِ قلبِك .
عندما تفرغ من قراءة هذا الديوان، ستكونُ قد قرأتَ عناوينَ نصفِ قرن فـي صراع التثوير والتغيير والتنوير فـي اليمن. وإذا كنت من جيلي الذي لم يعش معظم هذه العناوين، فإنك ستشعر بالتاريخ يجري فـي عروقك، وبالألم يندفع فـي قرارة قلبك .
ثمّة شاعرٌ يعيدُكَ إليك من شرود أيامك، ونسيان بداياتك. وإذا كان للأرض أن تحكي، وللجبال أن تروي قصّةَ شاعرٍ وثورة، شاعرٍ وشعب، شاعرٍ وقضية، فإن صالح سحلول يقف ذروةً ضخمةً متميزة على جبل الشعر الشعبي في اليمن .
صحيح أن ذُرىً أخرى تقف إلى جانبه، لكنّ طول تجربته، واتساع إهتماماته، ومدنيّة رسالته وتوزّعها على محاور كثيرة لم يطرقها غيرُه مثل محور المرأة مثلاً وهو الشاعر الطالع من أغوار البداوة، وأهوال العزلة فـي ريف اليمن.. كلُّ ذلك يُحسب لتجربته الفريدة الشهيرة .
إننا إزاء شاعرٍ نَذَرَ شعرَهُ كلّه بعد أن نذرَ حياته للوطن وقضاياه، ولستُ أقول ذلك من قبيل المبالغة، وخاصة أن صفحات الديوان بين يديك !
إنّ رأس هذا الشاعر كان مطلوباً فـي معظم جولات الصراع السياسي والإجتماعي والثقافـي فـي اليمن وخاصةً فـي ستينيات القرن العشرين، أي، بعد قيام الثورة اليمنية فـي السادس والعشرين من سبتمبر 1962م والرابع عشر من أكتوبر 1963.
إنّ هذا الديوان ليس مجرّد ديوان شعر فحسب، لقد كانت قصائدُهُ ذات يوم وزارة إعلامٍ كاملة بمحطاتها المرئية والمسموعة والمقروءة ! وفـي أحيان كثيرة كانت صواريخ حارقة فـي جبهات القتال دفاعاً عن الثورة والجمهورية .
كان الشاعر الكبير صالح سحلول وما يزال – محفوظاً إسماً وشعراً فـي ذاكرة اليمن وأبنائه منذ نصف قرن على الأقل حتى صارت قصائده أمثالاً سائرة عبر عشرات السنين .
* * *
قد تكونُ غربةُ الشاعر فـي وطنه أواخر ثلاثينيات القرن العشرين قادته إلى الخروج من اليمن وإلى غربة الحرب العالمية الثانية التي كانت ترجّ العالم حينها، فآثر الشاعر العودة إلى الوطن ويكون تأثير تلك الإطلالة على العالم التي دامت سنتين قد فعلت فعلها فـي روح وعقل الشاب الذي كان قد تجاوز لتوّه العشرين من عمره المديد . ولعلّ المقطوعة التالية كانت إحدى نتائج تلك الرحلة، وهي رسالة بعثها الشاعر مع الطير المسافر إلى الإمام يحيى:
بالله ياطير ياناشر إذا كنت عازم
صنعا مَقَرّ الإمام
قل له لقد اهلكَتْنا وانهكَتنا المظالم
ظلم الرعايا حرام
قد اكثر الناس باعوا مالهم بالغرايم
ومن هرب لا يلام
من باطل اهل المسابح والتّوز والعمايم
وبايعين الذمام
فالذيب ظالم ومن يسترعي الذيب ظالم
وكلنا فـي ظلام
إنّ بُرعم الشاعر هنا يُشرق بضوء الفجر القادم، وأحلام التغيير القادمة . ومن مطلع الأربعينيات إلى مطلع الستينيات، مرت سنواتٌ ثقيلةٌ بطيئة على الوطن والشاعر معاً، حتى أشرقت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 والرابع عشر من أكتوبر 1963.. فإذا بالشاعر يغدو صوت الثورة والتغيير .
الحمد لله تحرّرنا
جميعنا بعد ما ثرنا
ووحّد الله كلمتنا
من الحديدة إلى بيحان
بالله يالعاصمة صنعا
هل كان فيك الوفا يرعى
أو كانت الرجعية تسعى
لخيرنا أو صلاح الشان
هل كان فـي أرضنا دكتور
أو شبه قانون أو دستور
أو حق مشروع للجمهور
أو حكم للشعب أو سلطان
ما كانت إلا عبودية
وبربرية ووحشية
وشافعية وزيدية
وتفرقة فـي بني قحطان
ما كان فـي ارضنا تنظيم
ولا مدارس ولا تعليم
ما كان فيها سوى تحطيم
يحارب العلم والعرفان
ما كان فـي أرضنا معهد
ولا مصانع بها توجد
ولا طريق كان يتعبّد
ولا تطوّر ولا عمران
فعن جنوب أرضنا المحتل
لا بد من الانجليز يرحل
وينتهي من معه يعمل
من السلاطين والأعوان
* * *
هكذا يعلن الشاعر مشروعه الحضاري ببساطةٍ حكيمة، فهو يتحدث عن الوحدة الوطنية والطبيب والقانون والدستور، والمدارس والتعليم، والمصنع، والطريق والتطور... الخ، كل ذلك فـي مقطوعة واحدة وفـي الأيام الأولى للثورة! بل يختمها بوجوب خروج المحتل الإنجليزي من جنوب الوطن .
ولعل مقطوعةً أخرى أن تكون أشهر ما قيل شعراً بعد الثورة مباشرة، ولقد ردّدها الخاص والعام، الرجال والنساء فـي كل أنحاء اليمن . لقد كانت فوّهات المدافع أهون لدى أعداء الثورة وأرحم بهم من أبياتٍ صارت أمثالاً على كل لسان.
يا شعبنا أرضك تريد انتباه
الرجعية قلّت حياها
تريد أن تسجد وراها الجباه
ما بانصلّي شي وراها
مهما تؤذن أو تقيم الصلاه
ملعون من صلّى معاها
يا شعب قل للبدر ما عاد نباه
يعزّ نفسه من هثاها
* * *
بل أنه فـي مقطوعة أخرى مبكرة أيضاً يُعلن أن الشعب أصبح جمهورياً من عدن حتى جُماعه، ولاحظ هنا أيها القارئ العزيز وحدوية الشاعر المبكّرة.
لماذا الرجعية تِذرف مدامع
على الإسلام منها يا ضياعه
متى الإسلام يسمح والشرائع
لحكم الفرد يلعب بالجماعه
وكم بثّوا دعايات فـي المسامع
حثالات الخيانة والخداعه
وصدّق بعض سذّجنا الخجائع
دعايات الأعادي والإشاعه
وأمّا الآن صار الشعب هاجع
مجمهر من عدن حتى جماعه
وبعد أشهُر تندلع ثورة الشطر الجنوبي من اليمن، من جبال ردفان فـي الرابع عشر من أكتوبر 1963، وإذا بالشاعر يغنِّي فرحته، مهدداً أعداء الوطن بأن الثورة ستمتد إلى المكلا ويافع وبيحان:
ردفان يا مشعل الحرية الثاني
من بعد مشعل ورمز الحرية غمدان
ثورة ستمتد من ردفاننا ساني
إلى المكلا إلى يافع إلى بيحان
وينتهي كل غاصب بالغصيباني
وكل خائن لشعبه والوطن قد خان
هذا شاعرٌ عاش غضبةَ كلّ طلقةِ مدفع، فـي جبال اليمن كلها، وتنفّس إصرار كل رصاصةٍ وقذيفةٍ تنطلق صوب المحتل الغاشم أو فـي معارك الدفاع عن الجمهورية. شاعرٌ يحمل بندقيته حقيقةً لا مجازاَ فهو ابنُ الريف المقاتل الشجاع، نبتت البندقية ثورةً بين ضلوعه قبل أن تنبتَ إعلانَ حربٍ على الظلم والظلام على كتفه.
* * *
كانت السنوات الأولى من عمر الثورة قاسيةً وصعبة. ولعلّ الشاعر الثائر أحسّ بثقل تكاليف معركة التغيير فـي اليمن، وخاصةً وأنه يقاتل على كل الجبهات السياسية والعسكرية والاجتماعية. هنا تصبح الآهةُ أغنيةً حزينة حائرة! ففي قصيدةٍ لافتةٍ يدرك الشاعر هول مهمته، وتبدو حيرته حزينة متسائلة قبل أن يختم بتعهده المعلن أن يكافح حتى النهاية.. جمهورية أو الموت .. ولا يخفي سخريته من الأسد البريطاني الذي مُرّغ فـي الوحل بحسب قصيدة الشاعر:
قال ابن سحلول يا عجب يا عجب
كم فـي بلادي من عجائب
تعبت وانهارت جميع العَصَبْ
واسهرت طرفـي والحواجب
كم بانلاقي فـي الطريق من نَصَبْ
كم بانحارب من رواسب
ما كنت بالحاجة لهذا التعب
لولا على الإنسان واجب
لازم نؤدي ما علينا وجب
مهما نواجه من مصاعب
والله ما أصبَحْت يوماً ذنب
لأي مستعمر وغاصب
لو يبذلوا لي وزن صنعا ذهب
أو يعمروا لي سدّ مارب
جمهورية أو موت والموت احب
من عيش فـي ظل الأجانب
أما أسد لندن طويل الشنب
ما عاد أفادته المخالب
أصبح يمرّغ نوعته فـي الخلب
ومخلبه فـي الأرض حانب
والشعب فـي أرض الجنوب انقلب
وحاصره من كل جانب
يعيش جبل ردفان ما دام هب
وشب نيران الحرائب
* * *
كانت جريمة إغتيال أبي الأحرار الشاعر القاضي محمد محمود الزبيري فـي إبريل 1965 فجيعةً هزّت اليمن واليمنيين بل الوطن العربي كله وقد أحسّ الشاعر سحلول أن رصاصات الغدر تلك والتي أودت بحياة ذلك الشاعر الكبير والمناضل التاريخي كانت موجهةً إليه وأنها أصابته فـي مقتل أيضاً، فاشتعل بالغضب ومشاعر الثأر العارمة،
يا بني شعبنا الأحرار هبّوا نقاتل
كل خاين ومتآمر ونهدم حِلاله
أين جا منعكم والقبيلة يا قبايل
والوفا والمروءة والشرف والرجاله
أين جات الشُرْف والكنيد أين الجرامل
أين راحت زواملكم ويا بال باله
ما يفيد حينما نبكي عليه كالأرامل
أو نقول ليتنا متنا جميعاً فدا له
فاحكموا فـي الزبيري يا (برط) حكم عادل
والغريم والغريمين ما يفيد اعتقاله
ما يفيد اليمن جاهل ولا ألف جاهل
بالزعيم الذي ما كان فينا مثاله
يا رجال الجناحين أنتم اهل الجمايل
من يريد الجماله حان وقت الجماله
ثَوّروا بالزبيري واقتلوا كل خامل
حاسبوا كل من يحيوا على الشعب عاله
إحرقوهم فإنا نعتبركم قنابل
أتركوهم على أيديكم يروحوا كلاله
ولعلّ ذلك الحادث الغادر والبشع قد عمّق لدى شاعرنا مشاعر ثورةٍ بدأت تتنامى بين جوانحه، وهي ضرورة الثورة الاجتماعية، أو ثورة الوعي أولاً وثانياً. أحسّ أن وطأة الجهل ما تزال جاثمةً على الصدور والعقول والأرواح، وأن رحلةً طويلةً من العناء فـي طريق التغيير والتنوير لا بدّ أن تبدأ بحماس وإدراك .
هكذا يعلن الشاعر مشروعه الحضاري ببساطةٍ حكيمة، فهو يتحدث عن الوحدة الوطنية والطبيب والقانون والدستور، والمدارس والتعليم، والمصنع، والطريق والتطور... الخ، كل ذلك فـي مقطوعة واحدة وفـي الأيام الأولى للثورة! بل يختمها بوجوب خروج المحتل الإنجليزي من جنوب الوطن .
ولعل مقطوعةً أخرى أن تكون أشهر ما قيل شعراً بعد الثورة مباشرة، ولقد ردّدها الخاص والعام، الرجال والنساء فـي كل أنحاء اليمن . لقد كانت فوّهات المدافع أهون لدى أعداء الثورة وأرحم بهم من أبياتٍ صارت أمثالاً على كل لسان.
يا شعبنا أرضك تريد انتباه
الرجعية قلّت حياها
تريد أن تسجد وراها الجباه
ما بانصلّي شي وراها
مهما تؤذن أو تقيم الصلاه
ملعون من صلّى معاها
يا شعب قل للبدر ما عاد نباه
يعزّ نفسه من هثاها
* * *
بل أنه فـي مقطوعة أخرى مبكرة أيضاً يُعلن أن الشعب أصبح جمهورياً من عدن حتى جُماعه، ولاحظ هنا أيها القارئ العزيز وحدوية الشاعر المبكّرة.
لماذا الرجعية تِذرف مدامع
على الإسلام منها يا ضياعه
متى الإسلام يسمح والشرائع
لحكم الفرد يلعب بالجماعه
وكم بثّوا دعايات فـي المسامع
حثالات الخيانة والخداعه
وصدّق بعض سذّجنا الخجائع
دعايات الأعادي والإشاعه
وأمّا الآن صار الشعب هاجع
مجمهر من عدن حتى جماعه
وبعد أشهُر تندلع ثورة الشطر الجنوبي من اليمن، من جبال ردفان فـي الرابع عشر من أكتوبر 1963، وإذا بالشاعر يغنِّي فرحته، مهدداً أعداء الوطن بأن الثورة ستمتد إلى المكلا ويافع وبيحان:
ردفان يا مشعل الحرية الثاني
من بعد مشعل ورمز الحرية غمدان
ثورة ستمتد من ردفاننا ساني
إلى المكلا إلى يافع إلى بيحان
وينتهي كل غاصب بالغصيباني
وكل خائن لشعبه والوطن قد خان
هذا شاعرٌ عاش غضبةَ كلّ طلقةِ مدفع، فـي جبال اليمن كلها، وتنفّس إصرار كل رصاصةٍ وقذيفةٍ تنطلق صوب المحتل الغاشم أو فـي معارك الدفاع عن الجمهورية. شاعرٌ يحمل بندقيته حقيقةً لا مجازاَ فهو ابنُ الريف المقاتل الشجاع، نبتت البندقية ثورةً بين ضلوعه قبل أن تنبتَ إعلانَ حربٍ على الظلم والظلام على كتفه.
* * *
كانت السنوات الأولى من عمر الثورة قاسيةً وصعبة. ولعلّ الشاعر الثائر أحسّ بثقل تكاليف معركة التغيير فـي اليمن، وخاصةً وأنه يقاتل على كل الجبهات السياسية والعسكرية والاجتماعية. هنا تصبح الآهةُ أغنيةً حزينة حائرة! ففي قصيدةٍ لافتةٍ يدرك الشاعر هول مهمته، وتبدو حيرته حزينة متسائلة قبل أن يختم بتعهده المعلن أن يكافح حتى النهاية.. جمهورية أو الموت .. ولا يخفي سخريته من الأسد البريطاني الذي مُرّغ فـي الوحل بحسب قصيدة الشاعر:
قال ابن سحلول يا عجب يا عجب
كم فـي بلادي من عجائب
تعبت وانهارت جميع العَصَبْ
واسهرت طرفـي والحواجب
كم بانلاقي فـي الطريق من نَصَبْ
كم بانحارب من رواسب
ما كنت بالحاجة لهذا التعب
لولا على الإنسان واجب
لازم نؤدي ما علينا وجب
مهما نواجه من مصاعب
والله ما أصبَحْت يوماً ذنب
لأي مستعمر وغاصب
لو يبذلوا لي وزن صنعا ذهب
أو يعمروا لي سدّ مارب
جمهورية أو موت والموت احب
من عيش فـي ظل الأجانب
أما أسد لندن طويل الشنب
ما عاد أفادته المخالب
أصبح يمرّغ نوعته فـي الخلب
ومخلبه فـي الأرض حانب
والشعب فـي أرض الجنوب انقلب
وحاصره من كل جانب
يعيش جبل ردفان ما دام هب
وشب نيران الحرائب
* * *
كانت جريمة إغتيال أبي الأحرار الشاعر القاضي محمد محمود الزبيري فـي إبريل 1965 فجيعةً هزّت اليمن واليمنيين بل الوطن العربي كله وقد أحسّ الشاعر سحلول أن رصاصات الغدر تلك والتي أودت بحياة ذلك الشاعر الكبير والمناضل التاريخي كانت موجهةً إليه وأنها أصابته فـي مقتل أيضاً، فاشتعل بالغضب ومشاعر الثأر العارمة،
يا بني شعبنا الأحرار هبّوا نقاتل
كل خاين ومتآمر ونهدم حِلاله
أين جا منعكم والقبيلة يا قبايل
والوفا والمروءة والشرف والرجاله
أين جات الشُرْف والكنيد أين الجرامل
أين راحت زواملكم ويا بال باله
ما يفيد حينما نبكي عليه كالأرامل
أو نقول ليتنا متنا جميعاً فدا له
فاحكموا فـي الزبيري يا (برط) حكم عادل
والغريم والغريمين ما يفيد اعتقاله
ما يفيد اليمن جاهل ولا ألف جاهل
بالزعيم الذي ما كان فينا مثاله
يا رجال الجناحين أنتم اهل الجمايل
من يريد الجماله حان وقت الجماله
ثَوّروا بالزبيري واقتلوا كل خامل
حاسبوا كل من يحيوا على الشعب عاله
إحرقوهم فإنا نعتبركم قنابل
أتركوهم على أيديكم يروحوا كلاله
ولعلّ ذلك الحادث الغادر والبشع قد عمّق لدى شاعرنا مشاعر ثورةٍ بدأت تتنامى بين جوانحه، وهي ضرورة الثورة الاجتماعية، أو ثورة الوعي أولاً وثانياً. أحسّ أن وطأة الجهل ما تزال جاثمةً على الصدور والعقول والأرواح، وأن رحلةً طويلةً من العناء فـي طريق التغيير والتنوير لا بدّ أن تبدأ بحماس وإدراك .
وهنا بدأ الشاعر رحلةً جديدةً، فـي مسارٍ مهم. هذا المسار شكّل محوراً مهمَّاً فـي شعره، وكانت السخرية، والتذكير بأحوال ما قبل الثورة هما شِراعَا حلم التغيير الاجتماعي المأمول:
يا بني الشعب هل من دوا يظهر
للعقول السقيمة وللأفكار
كنت يا شعبنا للطغاة متجر
كان ظهرك لهم مصنع الدولار
كل مولود منهم وله تختر
وأنت دكتورك الكاوية والنار
كنت يا شعب من خوفهم تسهر
بالهموم والغموم دائماً محتار
والأتاريك بالدمع تتنوّر
ثم يمسوا على دمعتك سُمّار
كأنّ دمعك عسل والدما سكّر
وأنينك وتر والبكا مزمار
بئس حكام ظلّت بنا تسخر
والشريعة بها أصبحوا تجار
طائرتنا الجمل والحمار موتر
والتركتر وبمباتنا الأثوار
زيتنا الماء وبترولنا الترتر
والمصانع معانا هي الأكيار
* * *
وفـي إطار مشروعه الاجتماعي ذاك فإنه كتب ببساطةٍ بليغةٍ نادرة:
ما هو يا رجعي ما تشتي
حانب لك فـي قالت قلتي
من ذي قال لك بانستفتي
ما بش معانا غير الثورة
يا رجعي قلّ الله عقلك
إرشح يا مجنون إرشح لك
جالس تتخبط فـي جهلك
مش عارف ما معنى الثورة
الثورة معناها إسعادك
وسعادة وهناء أولادك
واستثمار خيرات بلادك
والتعليم شعار الثورة
* * *
يبدو لي الشاعر سحلول فـي كثيرٍ من قصائده رساماً كاريكاتورياً نادراً ! وفـي قصائد أخرى تتجلى موهبة الحوار والرواية لديه أسلوباً بديعاً مؤثراً وخلاّقاً .
فـي القصيدة التالية تبدو مواهب شاعرنا الفريد – وفـي إطار مشروع الوعي الذي مشى فيه – نموذجاً فذّاً فـي القصيدة الاجتماعية السياسية الثورية .
هنا تتجلى روح الشاعر الجامحة نحو التغيير، الجانحة صوب كل الجوانب والزوايا بإلقاء الضوء وقراءة النوايا . إنّ الأبيات التالية من هذه القصيدة خلاصة شاعر ومشروع تنوير وبأسلوبٍ قريبٍ للنفس يدخل إلى القلب والضمير مُحاوراً، ساخراً، عاتباً، ناصحاً، مُحذِّراً، ولا أكاد أجدُ لها نظيراً فـي شعرنا العامي فـي اليمن، بساطةً وجمالاً، وأهدافاً،
لابد يا مخدوع أن أنصحك
عساك أن تعقل لعلّك
فإن أفضل حل هي وحدتك
مع جميع أبناء شعبك
فـي ظل حكمٍ شورويٍ مشترك
جمهورية ملكْي وملكك
أعداؤنا متربصين بي وبك
وقصدهم قتلي وقتلك
فاترك ذهبهم قبل أن يِذْهبك
وقبل أن تفنى وتهلك
نبقى سمك يا ذاك ياكل سمك
وخلفنا الصيّاد يضحك
يا مرتزق لا بارك الله لك
ولا أطال الله عمرك
تفتح بلادك للغزاة اعدمك
وخيّب آمالك وسعيك
مش هو وريثه من قفا جدّتك
أو ملك لك .... فصلك
* * *
الشعب ساهم فـي البناء واشترك
وانت جالس لك تصعلك
تتحمل القرعه على قصمتك
والبندقيّة فوق جنبك
واربع قفوع أو خمس فـي حوزتك
فـي قرعتك أو فـي مسبّك
تقتل وتنهب فـي الطريق اخوتك
وتعتدي أبناء جنسك
وتقعد أشهر لا الحياة تعرفك
ولا أنت تعرفها نعيتك!
* * *
يا مرتزق إعمل لمستقبلك
مستقبل أبناءك وأهلك
يا مرتزق حُمّا على لحيتك
أخزيتنا اخزى الله دقنك!
ما يعجبك شيئاً سوى بندقك
ولا سوى الطيار حقك
تريد تحني للطغاة جبهتك
ما أسخفك ما قلّ عقلك
إن كان حِبّاب الركب مطلبك
حبّب ركب واقدام أمّك!
لا بارك الله للذي علمّك
حِبّاب رُكَب من لا يحبّك
مش هو نبي مرسل ولا هو مَلَكْ
بل هو بشر مثلي ومثلك
تقول يا مولاي مملوك لك
أيضاً وخادم ترب نعْلك
وكنت ماصطّاك وما قدّرك
ترفع جبينك أو تحرّك
تصيح لو ما تنتفخ كليتك
مش ممكن انه يستجيب لك
وكنت ما تملك سوى شملتك
أو جَرْم له من عصر جدّك
قد هو دِفاك والفرش فـي مرقدك
تعطّفه تحتك وفوقك
وسمسرة ورده قديه فندقك
دهليز يشبه لحد قبرك
والمستبدّين يذبحوا نعجتك
وياكلو بِرّك وسمنك
فقامت الثورة لكي تِطْلقَك
من سجنك المظلم وقيدك
لا حول ما أشقاك وما أشقبك
يا للأسف من سوء حظك
تشتي يعود مولاك يستعبدك
حتى تشلّه فوق ظهرك
الله لا عادك ولا مهّلك
ما دام هذا القصد قصدك
يا بن اليمن بالله نستحلفك
إعرف صديقك من عدوك
كي لا تكرر يا أخي نكبتك
ولا تعود مأساة أرضك
* * *
إن مائدة هذا الشاعر الكبير عامرةٌ بما لذّ وطاب من فاكهة الشعر وغذاء الشعور، ولن تفي هذه النصوص المختارة فـي هذه الإشارات السريعة حقاً من فهم أو تأمل لتجربةٍ ثريّة وضخمة ومتنوعة لشاعرٍ لم يُدرس رغم شهرته الكبيرة التي نالها وسط هدير المدافع وصخب المواقف وأزيز الرصاص، وأدغال الكلام!
سبعون يوماً لقّنت أعداءنا درساً جديداً
لا تحزني يا جنة الدنيا ويا دنيا الخلود
أبشّرش يا أرضنا بالنصر والفوز الأكيد
فها هو الشعب من حضرموت حتى زبيد
شعارنا الجمهورية والنصر أو الموت المبيد
إن الحياة ما لم تكن حرّة فإن الموت عيد
نقسم بخالقنا وعزة من سقط منا شهيد
لن ننحرف يوماً ولا عن مبدأ الثورة نحيد
يا بني الشعب هل من دوا يظهر
للعقول السقيمة وللأفكار
كنت يا شعبنا للطغاة متجر
كان ظهرك لهم مصنع الدولار
كل مولود منهم وله تختر
وأنت دكتورك الكاوية والنار
كنت يا شعب من خوفهم تسهر
بالهموم والغموم دائماً محتار
والأتاريك بالدمع تتنوّر
ثم يمسوا على دمعتك سُمّار
كأنّ دمعك عسل والدما سكّر
وأنينك وتر والبكا مزمار
بئس حكام ظلّت بنا تسخر
والشريعة بها أصبحوا تجار
طائرتنا الجمل والحمار موتر
والتركتر وبمباتنا الأثوار
زيتنا الماء وبترولنا الترتر
والمصانع معانا هي الأكيار
* * *
وفـي إطار مشروعه الاجتماعي ذاك فإنه كتب ببساطةٍ بليغةٍ نادرة:
ما هو يا رجعي ما تشتي
حانب لك فـي قالت قلتي
من ذي قال لك بانستفتي
ما بش معانا غير الثورة
يا رجعي قلّ الله عقلك
إرشح يا مجنون إرشح لك
جالس تتخبط فـي جهلك
مش عارف ما معنى الثورة
الثورة معناها إسعادك
وسعادة وهناء أولادك
واستثمار خيرات بلادك
والتعليم شعار الثورة
* * *
يبدو لي الشاعر سحلول فـي كثيرٍ من قصائده رساماً كاريكاتورياً نادراً ! وفـي قصائد أخرى تتجلى موهبة الحوار والرواية لديه أسلوباً بديعاً مؤثراً وخلاّقاً .
فـي القصيدة التالية تبدو مواهب شاعرنا الفريد – وفـي إطار مشروع الوعي الذي مشى فيه – نموذجاً فذّاً فـي القصيدة الاجتماعية السياسية الثورية .
هنا تتجلى روح الشاعر الجامحة نحو التغيير، الجانحة صوب كل الجوانب والزوايا بإلقاء الضوء وقراءة النوايا . إنّ الأبيات التالية من هذه القصيدة خلاصة شاعر ومشروع تنوير وبأسلوبٍ قريبٍ للنفس يدخل إلى القلب والضمير مُحاوراً، ساخراً، عاتباً، ناصحاً، مُحذِّراً، ولا أكاد أجدُ لها نظيراً فـي شعرنا العامي فـي اليمن، بساطةً وجمالاً، وأهدافاً،
لابد يا مخدوع أن أنصحك
عساك أن تعقل لعلّك
فإن أفضل حل هي وحدتك
مع جميع أبناء شعبك
فـي ظل حكمٍ شورويٍ مشترك
جمهورية ملكْي وملكك
أعداؤنا متربصين بي وبك
وقصدهم قتلي وقتلك
فاترك ذهبهم قبل أن يِذْهبك
وقبل أن تفنى وتهلك
نبقى سمك يا ذاك ياكل سمك
وخلفنا الصيّاد يضحك
يا مرتزق لا بارك الله لك
ولا أطال الله عمرك
تفتح بلادك للغزاة اعدمك
وخيّب آمالك وسعيك
مش هو وريثه من قفا جدّتك
أو ملك لك .... فصلك
* * *
الشعب ساهم فـي البناء واشترك
وانت جالس لك تصعلك
تتحمل القرعه على قصمتك
والبندقيّة فوق جنبك
واربع قفوع أو خمس فـي حوزتك
فـي قرعتك أو فـي مسبّك
تقتل وتنهب فـي الطريق اخوتك
وتعتدي أبناء جنسك
وتقعد أشهر لا الحياة تعرفك
ولا أنت تعرفها نعيتك!
* * *
يا مرتزق إعمل لمستقبلك
مستقبل أبناءك وأهلك
يا مرتزق حُمّا على لحيتك
أخزيتنا اخزى الله دقنك!
ما يعجبك شيئاً سوى بندقك
ولا سوى الطيار حقك
تريد تحني للطغاة جبهتك
ما أسخفك ما قلّ عقلك
إن كان حِبّاب الركب مطلبك
حبّب ركب واقدام أمّك!
لا بارك الله للذي علمّك
حِبّاب رُكَب من لا يحبّك
مش هو نبي مرسل ولا هو مَلَكْ
بل هو بشر مثلي ومثلك
تقول يا مولاي مملوك لك
أيضاً وخادم ترب نعْلك
وكنت ماصطّاك وما قدّرك
ترفع جبينك أو تحرّك
تصيح لو ما تنتفخ كليتك
مش ممكن انه يستجيب لك
وكنت ما تملك سوى شملتك
أو جَرْم له من عصر جدّك
قد هو دِفاك والفرش فـي مرقدك
تعطّفه تحتك وفوقك
وسمسرة ورده قديه فندقك
دهليز يشبه لحد قبرك
والمستبدّين يذبحوا نعجتك
وياكلو بِرّك وسمنك
فقامت الثورة لكي تِطْلقَك
من سجنك المظلم وقيدك
لا حول ما أشقاك وما أشقبك
يا للأسف من سوء حظك
تشتي يعود مولاك يستعبدك
حتى تشلّه فوق ظهرك
الله لا عادك ولا مهّلك
ما دام هذا القصد قصدك
يا بن اليمن بالله نستحلفك
إعرف صديقك من عدوك
كي لا تكرر يا أخي نكبتك
ولا تعود مأساة أرضك
* * *
إن مائدة هذا الشاعر الكبير عامرةٌ بما لذّ وطاب من فاكهة الشعر وغذاء الشعور، ولن تفي هذه النصوص المختارة فـي هذه الإشارات السريعة حقاً من فهم أو تأمل لتجربةٍ ثريّة وضخمة ومتنوعة لشاعرٍ لم يُدرس رغم شهرته الكبيرة التي نالها وسط هدير المدافع وصخب المواقف وأزيز الرصاص، وأدغال الكلام!
سبعون يوماً لقّنت أعداءنا درساً جديداً
لا تحزني يا جنة الدنيا ويا دنيا الخلود
أبشّرش يا أرضنا بالنصر والفوز الأكيد
فها هو الشعب من حضرموت حتى زبيد
شعارنا الجمهورية والنصر أو الموت المبيد
إن الحياة ما لم تكن حرّة فإن الموت عيد
نقسم بخالقنا وعزة من سقط منا شهيد
لن ننحرف يوماً ولا عن مبدأ الثورة نحيد
يخاطب الشاعر بلاده .. لا تحزني يا جنة الدنيا ويحيّي الشعب الواحد فـي حصار السبعين يوماً من حضرموت حتى زبيد ويعلن شعار الجمهورية أو الموت!
وتنتصر الجمهورية، ويندحر الحصار، ويدخل الشاعر مع أحدهم فـي حوارٍ أغضبَهُ، وأحنقَه، فإذا به يستشيط شعراً هو إلى حِمم النار أقرب!
تأكد أيها الطاغي تأكد
بأنكْ لست تضعف لي عقيده
عليّا عار عوّر جدّي أحمد
إذا أصبحت أفعل ما تريده
ولن يرهبني السجن المؤبد
سأتحداه واتحدّى قيوده
قصفتوا كل مستشفى ومعبد
ودمّرتوا مصالحنا المفيده
وخلّيتو نقيل يسلح مبنّد
وقاسم فـي الطويل يحشد حشوده
وناجي ينسف الدرب المعبّد
ويقطع بين صنعا والحديده
. . . .
فإن المجد والفوز المؤكد
لنا والإنتصارات الأكيده
* * *
كان الشاعر فـي هذه المرحلة يعيش مأساة نكسة 5 يونيو 1967، وقد نتج عنها إنسحاب الجيش المصري من اليمن، وكذلك الحصار الذي ضُرب حول صنعاء لمدة سبعين يوماً، من قِبل أعداء الثورة والجمهورية، ورغم فرحة إعلان استقلال الشطر الجنوبي من الوطن فـي الخامس من نوفمبر 1967؛ إلا أن الشاعر أوجس خيفةً من تطرّفٍ إستشعره مبكِّراً:
الثوريه هي عمل مثمر وإخلاص نيّه
ليست صراع او خصام
لسنا بحاجة إلى الثورية الفوضويه
هذا هو آخر كلام
وكان قبل ذلك قد ودّع الإستعمار بقصيدةٍ ساخرة، أشار فيها إلى محاولات الدّس بين الإخوة وهي المحاولات التي كان الإستعمار البريطاني محترفاً فـي فنونها!
فاترك الدّس ياستعمار واخجل قليل
وارحل إلى غير رجعه حان وقت الرحيل
ما أنت بالمالك الشرعي ولا بالأصيل
ولا على هذه الدنيا وصي أو وكيل
قتلت كم من بطل ثائر وكم من نبيل
لكنك اليوم قد أصبحت أنت القتيل
هيا انصرف أيها الضيف اللئيم الثقيل!
* * *
وفـي سياقٍ آخر قريب، كانت قضية فلسطين ملء روح الشاعر الثائر المتمرد، هو يتأمل حال الأمة المنكوبة، وتكالب أعدائها عليها فـي مجلس الأمن وأروقة الأمم المتحدة..
يقول ابن سحلول بات طرفـي مسهّدا
ولي قلب يقطر دم من باطل اليهود
فلسطين يا طعنة بقلبي لها صدى
ويا جرح دامي مزّق القلب والكبود
فما فادنا فـي مجلس الأمن مقعدا
ولا نفعت الدعوى ولا نجحت الوفود
فيا مجلس الأمن الموقّر تأكدا
بأن السلام والأمن فـي الأرض لن يسود
ولن تهدأ الثورة ولا النار تخمدا
لحتّى نرى أرض العرب للعرب تعود
* * *
وفـي نصّ آخر، يطلب الشاعر بحزن أن تعذر فلسطينُ شعوبنا العربية! فالعيب كائنٌ فـي الحكومات العربية المتعاقبة المتقاعسة، وكأن الشاعر ومنذ ستينات القرن العشرين يرى بعين اليوم، ويتأمل بأحزان الشاعر العربي الذي لم يهدأ لحظةً واحدة، أو يشعر بهوانٍ أو تكاسل،.. ومرةً أخرى، يشير الشاعر إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة فـي نبوءةٍ لمستقبلِ علاقةٍ سلبية بهذا المجلس الذي لا يرى ولا يسمع، بل يُعطّل القرارات،
يا فلسطين أرض الجهاد اعذرينا
لا تلومي شعوبنا العربية
العيوب ليس فـي الشعوب ولكن
العيوب فـي دولهم المركزية
كارثة غاب مجلس الأمن عنها
والأمم والمحاكم الدولية
أيّ مجلس هذا وأيّ زمانٍ
أيّ إنسان وأي إنسانية؟
أيّ عربان تفرقوا وتخلّوا
عن فلسطين يا للأسف والأسيّة!
من المؤكد أن شاعراً مُرهف الحسّ، ذكيّ الفؤاد مثل شاعرنا الكبير لابد أنه شعر فـي لحظات وأوقات كثيرة بعَدَميّة المواقف، وأنه لا جدوى من السّير فـي طريق لا تبدو لها نهاية، وتحت قصفٍ راعد بلا غيمةٍ أو قطرة مطر.
نعم، ربما شعر الشاعر – وهو شديد الإحساس بما يراه ويسمعه ويعيشه – بلحظةِ إحباطٍ محزنة، لكنها وكما يبدو فـي سياق تأملات الشاعر، وحياته، لم تكن سوى تنهيدة ستصبح زفرةً بعد أيام أو أشهر! وسوف تغدو الزفرة صيحةً مجلجلة.. هكذا كان الشاعر الثائر منذ بداياته، وهكذا هو الآن..
قال ابن سحلول يا قلبي لما تغتم
تمسي حزيناً وتصبح دائماً مغموم
إيّاك أن تحترق يا قلبي الملهم
ما أنت إلا كمشعل يجهلوه القوم
كم قد نظمنا قصائدنا وكم يا كم
ولا فهم منطقي حاكم ولا محكوم
فاخرس إذاً ياللسان محجور تتكلم
ماذا يفيد الكلام إن لم يكن مفهوم
* * *
فـي مطلع السبعينات من القرن العشرين كانت اليمن بشطريها ساحةً لصراعٍ مريرٍ بين أبنائها، وكانت الحرب الباردة حاميةً فـي هذا الجزء من العالم، وخاصةً أن مجموعةً حالمةً فـي الشطر الجنوبي من الوطن بدأت فـي إجراءاتها الداخلية والخارجية صوب ذلك الحلم الذي كان بعيداً عن الواقع الإجتماعي، وكان ظنُّ هذه الفئة السياسية أنها ستختصر أزماناً فـي زمن قصير، وصولاً إلى التغيير السريع والآمال المعقودة، وكان العنف والتعجّل، وسيلتَيَ تلك الفترة المبكرة من سبعينيات القرن الماضي .
وكان الشاعر يرقُب تلك التجربة بإشفاق، ويتأمل أحوال الشطر الشمالي فـي نفس الوقت غير راضٍ عن هذه الأحوال البائسة اليائسة،
فِقسْمْ منّا إلى ركب الشعوب ينضم
وهو بربّه وبالحبل القوي معصوم
يريد يبني ويتطور ويتقدم
خطوة فخطوة بتفكير مُتَّزِن محكوم
وتنتصر الجمهورية، ويندحر الحصار، ويدخل الشاعر مع أحدهم فـي حوارٍ أغضبَهُ، وأحنقَه، فإذا به يستشيط شعراً هو إلى حِمم النار أقرب!
تأكد أيها الطاغي تأكد
بأنكْ لست تضعف لي عقيده
عليّا عار عوّر جدّي أحمد
إذا أصبحت أفعل ما تريده
ولن يرهبني السجن المؤبد
سأتحداه واتحدّى قيوده
قصفتوا كل مستشفى ومعبد
ودمّرتوا مصالحنا المفيده
وخلّيتو نقيل يسلح مبنّد
وقاسم فـي الطويل يحشد حشوده
وناجي ينسف الدرب المعبّد
ويقطع بين صنعا والحديده
. . . .
فإن المجد والفوز المؤكد
لنا والإنتصارات الأكيده
* * *
كان الشاعر فـي هذه المرحلة يعيش مأساة نكسة 5 يونيو 1967، وقد نتج عنها إنسحاب الجيش المصري من اليمن، وكذلك الحصار الذي ضُرب حول صنعاء لمدة سبعين يوماً، من قِبل أعداء الثورة والجمهورية، ورغم فرحة إعلان استقلال الشطر الجنوبي من الوطن فـي الخامس من نوفمبر 1967؛ إلا أن الشاعر أوجس خيفةً من تطرّفٍ إستشعره مبكِّراً:
الثوريه هي عمل مثمر وإخلاص نيّه
ليست صراع او خصام
لسنا بحاجة إلى الثورية الفوضويه
هذا هو آخر كلام
وكان قبل ذلك قد ودّع الإستعمار بقصيدةٍ ساخرة، أشار فيها إلى محاولات الدّس بين الإخوة وهي المحاولات التي كان الإستعمار البريطاني محترفاً فـي فنونها!
فاترك الدّس ياستعمار واخجل قليل
وارحل إلى غير رجعه حان وقت الرحيل
ما أنت بالمالك الشرعي ولا بالأصيل
ولا على هذه الدنيا وصي أو وكيل
قتلت كم من بطل ثائر وكم من نبيل
لكنك اليوم قد أصبحت أنت القتيل
هيا انصرف أيها الضيف اللئيم الثقيل!
* * *
وفـي سياقٍ آخر قريب، كانت قضية فلسطين ملء روح الشاعر الثائر المتمرد، هو يتأمل حال الأمة المنكوبة، وتكالب أعدائها عليها فـي مجلس الأمن وأروقة الأمم المتحدة..
يقول ابن سحلول بات طرفـي مسهّدا
ولي قلب يقطر دم من باطل اليهود
فلسطين يا طعنة بقلبي لها صدى
ويا جرح دامي مزّق القلب والكبود
فما فادنا فـي مجلس الأمن مقعدا
ولا نفعت الدعوى ولا نجحت الوفود
فيا مجلس الأمن الموقّر تأكدا
بأن السلام والأمن فـي الأرض لن يسود
ولن تهدأ الثورة ولا النار تخمدا
لحتّى نرى أرض العرب للعرب تعود
* * *
وفـي نصّ آخر، يطلب الشاعر بحزن أن تعذر فلسطينُ شعوبنا العربية! فالعيب كائنٌ فـي الحكومات العربية المتعاقبة المتقاعسة، وكأن الشاعر ومنذ ستينات القرن العشرين يرى بعين اليوم، ويتأمل بأحزان الشاعر العربي الذي لم يهدأ لحظةً واحدة، أو يشعر بهوانٍ أو تكاسل،.. ومرةً أخرى، يشير الشاعر إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة فـي نبوءةٍ لمستقبلِ علاقةٍ سلبية بهذا المجلس الذي لا يرى ولا يسمع، بل يُعطّل القرارات،
يا فلسطين أرض الجهاد اعذرينا
لا تلومي شعوبنا العربية
العيوب ليس فـي الشعوب ولكن
العيوب فـي دولهم المركزية
كارثة غاب مجلس الأمن عنها
والأمم والمحاكم الدولية
أيّ مجلس هذا وأيّ زمانٍ
أيّ إنسان وأي إنسانية؟
أيّ عربان تفرقوا وتخلّوا
عن فلسطين يا للأسف والأسيّة!
من المؤكد أن شاعراً مُرهف الحسّ، ذكيّ الفؤاد مثل شاعرنا الكبير لابد أنه شعر فـي لحظات وأوقات كثيرة بعَدَميّة المواقف، وأنه لا جدوى من السّير فـي طريق لا تبدو لها نهاية، وتحت قصفٍ راعد بلا غيمةٍ أو قطرة مطر.
نعم، ربما شعر الشاعر – وهو شديد الإحساس بما يراه ويسمعه ويعيشه – بلحظةِ إحباطٍ محزنة، لكنها وكما يبدو فـي سياق تأملات الشاعر، وحياته، لم تكن سوى تنهيدة ستصبح زفرةً بعد أيام أو أشهر! وسوف تغدو الزفرة صيحةً مجلجلة.. هكذا كان الشاعر الثائر منذ بداياته، وهكذا هو الآن..
قال ابن سحلول يا قلبي لما تغتم
تمسي حزيناً وتصبح دائماً مغموم
إيّاك أن تحترق يا قلبي الملهم
ما أنت إلا كمشعل يجهلوه القوم
كم قد نظمنا قصائدنا وكم يا كم
ولا فهم منطقي حاكم ولا محكوم
فاخرس إذاً ياللسان محجور تتكلم
ماذا يفيد الكلام إن لم يكن مفهوم
* * *
فـي مطلع السبعينات من القرن العشرين كانت اليمن بشطريها ساحةً لصراعٍ مريرٍ بين أبنائها، وكانت الحرب الباردة حاميةً فـي هذا الجزء من العالم، وخاصةً أن مجموعةً حالمةً فـي الشطر الجنوبي من الوطن بدأت فـي إجراءاتها الداخلية والخارجية صوب ذلك الحلم الذي كان بعيداً عن الواقع الإجتماعي، وكان ظنُّ هذه الفئة السياسية أنها ستختصر أزماناً فـي زمن قصير، وصولاً إلى التغيير السريع والآمال المعقودة، وكان العنف والتعجّل، وسيلتَيَ تلك الفترة المبكرة من سبعينيات القرن الماضي .
وكان الشاعر يرقُب تلك التجربة بإشفاق، ويتأمل أحوال الشطر الشمالي فـي نفس الوقت غير راضٍ عن هذه الأحوال البائسة اليائسة،
فِقسْمْ منّا إلى ركب الشعوب ينضم
وهو بربّه وبالحبل القوي معصوم
يريد يبني ويتطور ويتقدم
خطوة فخطوة بتفكير مُتَّزِن محكوم
وقسم ثاني يريد أن يسابق العالم
يرى القَدَرْ طوع أمره بالخضوع ملزوم
يريد يقفز إلى المريخ فـي سلّم
وكيف ومن أين هذا السلّم المعدوم
وقسم ثالث عليه الجهل يتحكم
لا زال يرفس رفيس الماضيَ المشؤوم
لا زال يخبز عجينة جدّته مريم
بنفس أسلوب جدّة جدّه المرحوم
وفـي هذا المعترك، واصل الشاعر ثورته الاجتماعية التنويرية، باتجاه قضايا المرأة، والتعليم، والزراعة، وكأنه أعلن فـي قرارة نفسه، أن هذا هو الطريق الحقيقي للتغيير القابل للبقاء والنماء.
كأن الشاعر معنيٌّ عن كل نبضةِ ضوءٍ فـي البلاد، وعن كل خفقةِ بُرعُمٍ يفوح بالحياة، ويلوُح تحت هجير شمسٍ لافحةٍ لاهبة.
قالوا وزير الزراعة
وثروة الحوت مثبوت
أين السمك والزراعة
لا به زراعة ولا حوت
ما فـي المدن والبوادي
إلا صوالين وبيجوت
* * *
يقول أبو جبر صالح
ليت البنادق معاول
والشيخ ليته مزارع
أو صيدلي أو مقاول
* * *
كانت هيام تشتي تزوَّج عصام
وهو بها هايم هيامه
لكنّ ابوها جيم ألف هاء لام
وقف حجر عثرة أمامه
منع عصام منها وزوّج هشام
له سمّ يسكن فـي عظامه
هاهو الشاعر الشيخ يتمنّى فـي لحظة تأمّل وأمل أن تصبح البنادق معاولاً، والشيخ صيدلياً أو مزارعاً، هذه هي الثورية الحقيقية، وهذا هو الهدف من مشروع التنوير الإجتماعي الذي غاب عن مجتمعنا فـي فترات فارقة دقيقة. ولقد كان هذا الشاعر الريفي الذي ولد فـي نهاية العقد الثاني من القرن العشرين أكثرَ عصرية من كثير من خريجي الجامعات الحديثة، أو من متحّزبي قاعات الحوار والمؤتمرات والملتقيات والمنتديات .
كان الشاعر وما يزال حاملاً لواء التغيير الذي حمله فـي الواقع على عاتقه منذ بداياته المتمردة الشاعرة .
وبرغم أن العمر تسعين عام كامل
لا زلت من أزجى الكهول
دلا دلا ياهل الأوالي والجرامل
عاد المراحل با تطول
أمامكم صحراء وراها سهل قاحل
فيه ألف عنقا والف غول
يمكن يبيعوا أسلحتهم كل خامل
بالبخس فـي سوق البقول
أو يرهن الآلي بَطَلْ بَكْر ابن وائل
فـي كيس قمح ابيض وفول
ما كنت أظن إني أعَمّر عُمر طايل
حتى أرى المنكر يصول
والجهل يتحدى الأساتذة الفطاحل
والنّوق يركبن الفحول
ألم تروا الياسمين والورد والفل
عاطـش مهدّد بالذبول
والعوسج الشائك ينعّمْ بالمناهل
يشرب من امراد السيول
يا عصر صنع الكمبيوتر والمعامل
والحاسبات والكنترول
رفعت كل الناس إلى أعلى المنازل
والقيتنا ننزل نزول
والآن أبدلنا السنابل بالقنابل
والآليات أقذر حمول
وارى الحكومة غافلة والشعب غافل
عن أزمة الماء والحلول
شوقي يشق اسبيل والحيد المقابل
من زاد رقد بين السبول
* * *
وسط أحزان الشاعر وهمومه وفـي نهاية السبعينيات من القرن العشرين كانت رحلته إلى مصر التي عشقها، وأحبّها، وأحبّ زعيمها الراحل جمال عبد الناصر. وكانت الرحلة فـي الواقع تنفيساً وترويحاً عن الروح اللاغبة، والجسد المنهك،.. والشاهد، أن الروح المرحة الحلوة للشاعر تجلّت فـي نصٍّ خفيف الظل، لا بأس أن نورد بعض أبياته هُنا ترويحاً عن القارئ أيضاً!
يا مصر يا عيني
يا موطن الأحرار
يا جنّة الدنيا
يا قبلة الأنظار
يا مهبط السّوّاح
ومجمع الزوّار
ما مثلها بلده
فـي ساير الأقطار
لولا شطارة بعض
أبناءها الشطّار
إن رحت تتفسح
فكم يجوك انفار
هذا يبا بقشيش
وذا يبا الغِرّار
وذا يدندن لك
وينتثر أخبار
وذا يرحّب بك
فـي السوق ترحيب حار
ومقصده لطشك
ولا قد اقفى سار
وان سرت تستأجر
شقة اتى السمسار
يريد له أجره
عُشُر من الأعشار
وتاك طبّاخه
ندفع لها الإيجار
تجيب لنا الأغراض
بأرخص الأسعار
تجيب بدولارين
وتسرقك دولار
تأكل من الجنبين
كأنها منشار
وان قلت يا سوّاق
إمشي بنا مشوار
فكثّر اللفات
وزيّد العصوار
وبعد يحسب لك
بالكيلو الأمتار
الكل جزارين
يشمتروك شمتار
حرام ما تخرج
وعاد معاك دينار
* * *
يمتاز شعر صالح سحلول بالإنسياب الفني البديع كأنه عين ماءٍ تفيض بسلاسةٍ وسهولة لكنها لا تكف عن الجريان والتفجر بثبات واستمرارية حتى فاضت بها السهول والوديان .
ولعلّي وأنا أوشك على الإنتهاء من رسم هذه الإشارات أن أبوح بما شَغَفَني فـي صفحات هذا الديوان الذي يُلخّص نصف قرن من أحلام التغيير، وأهوال المعارك على كل الجبهات، الاجتماعية والسياسية .
ولا أجد مناصاً من أن أُورد نصّاً آخر راق لي، ولعلّه أن يروق للقارئ أيضاً. وهو نصٌ جامعٌ مانعٌ قاطع! . فـي هذا النص، ومرةً أخرى تتجلى روحُ الشاعر الحكيمة الكبيرة وهو يتبرّأُ من أحوالٍ لا تسرّه، لكنه يعلن تمسّكه وإيمانه المطلق بثوابت الوطن المقدسة، الوحدة والجمهورية، والثورة أيضاً !
هذا نموذجٌ باهرٌ من الرجال جديرٌ بالأجيال الجديدة أن تتمعّن فـي تجربته، وأن تُمعِنَ فـي تأمل شاعرٍ أصبح قصيدةً أسطورية على شفاه شعب وقلب وطن .
يرى القَدَرْ طوع أمره بالخضوع ملزوم
يريد يقفز إلى المريخ فـي سلّم
وكيف ومن أين هذا السلّم المعدوم
وقسم ثالث عليه الجهل يتحكم
لا زال يرفس رفيس الماضيَ المشؤوم
لا زال يخبز عجينة جدّته مريم
بنفس أسلوب جدّة جدّه المرحوم
وفـي هذا المعترك، واصل الشاعر ثورته الاجتماعية التنويرية، باتجاه قضايا المرأة، والتعليم، والزراعة، وكأنه أعلن فـي قرارة نفسه، أن هذا هو الطريق الحقيقي للتغيير القابل للبقاء والنماء.
كأن الشاعر معنيٌّ عن كل نبضةِ ضوءٍ فـي البلاد، وعن كل خفقةِ بُرعُمٍ يفوح بالحياة، ويلوُح تحت هجير شمسٍ لافحةٍ لاهبة.
قالوا وزير الزراعة
وثروة الحوت مثبوت
أين السمك والزراعة
لا به زراعة ولا حوت
ما فـي المدن والبوادي
إلا صوالين وبيجوت
* * *
يقول أبو جبر صالح
ليت البنادق معاول
والشيخ ليته مزارع
أو صيدلي أو مقاول
* * *
كانت هيام تشتي تزوَّج عصام
وهو بها هايم هيامه
لكنّ ابوها جيم ألف هاء لام
وقف حجر عثرة أمامه
منع عصام منها وزوّج هشام
له سمّ يسكن فـي عظامه
هاهو الشاعر الشيخ يتمنّى فـي لحظة تأمّل وأمل أن تصبح البنادق معاولاً، والشيخ صيدلياً أو مزارعاً، هذه هي الثورية الحقيقية، وهذا هو الهدف من مشروع التنوير الإجتماعي الذي غاب عن مجتمعنا فـي فترات فارقة دقيقة. ولقد كان هذا الشاعر الريفي الذي ولد فـي نهاية العقد الثاني من القرن العشرين أكثرَ عصرية من كثير من خريجي الجامعات الحديثة، أو من متحّزبي قاعات الحوار والمؤتمرات والملتقيات والمنتديات .
كان الشاعر وما يزال حاملاً لواء التغيير الذي حمله فـي الواقع على عاتقه منذ بداياته المتمردة الشاعرة .
وبرغم أن العمر تسعين عام كامل
لا زلت من أزجى الكهول
دلا دلا ياهل الأوالي والجرامل
عاد المراحل با تطول
أمامكم صحراء وراها سهل قاحل
فيه ألف عنقا والف غول
يمكن يبيعوا أسلحتهم كل خامل
بالبخس فـي سوق البقول
أو يرهن الآلي بَطَلْ بَكْر ابن وائل
فـي كيس قمح ابيض وفول
ما كنت أظن إني أعَمّر عُمر طايل
حتى أرى المنكر يصول
والجهل يتحدى الأساتذة الفطاحل
والنّوق يركبن الفحول
ألم تروا الياسمين والورد والفل
عاطـش مهدّد بالذبول
والعوسج الشائك ينعّمْ بالمناهل
يشرب من امراد السيول
يا عصر صنع الكمبيوتر والمعامل
والحاسبات والكنترول
رفعت كل الناس إلى أعلى المنازل
والقيتنا ننزل نزول
والآن أبدلنا السنابل بالقنابل
والآليات أقذر حمول
وارى الحكومة غافلة والشعب غافل
عن أزمة الماء والحلول
شوقي يشق اسبيل والحيد المقابل
من زاد رقد بين السبول
* * *
وسط أحزان الشاعر وهمومه وفـي نهاية السبعينيات من القرن العشرين كانت رحلته إلى مصر التي عشقها، وأحبّها، وأحبّ زعيمها الراحل جمال عبد الناصر. وكانت الرحلة فـي الواقع تنفيساً وترويحاً عن الروح اللاغبة، والجسد المنهك،.. والشاهد، أن الروح المرحة الحلوة للشاعر تجلّت فـي نصٍّ خفيف الظل، لا بأس أن نورد بعض أبياته هُنا ترويحاً عن القارئ أيضاً!
يا مصر يا عيني
يا موطن الأحرار
يا جنّة الدنيا
يا قبلة الأنظار
يا مهبط السّوّاح
ومجمع الزوّار
ما مثلها بلده
فـي ساير الأقطار
لولا شطارة بعض
أبناءها الشطّار
إن رحت تتفسح
فكم يجوك انفار
هذا يبا بقشيش
وذا يبا الغِرّار
وذا يدندن لك
وينتثر أخبار
وذا يرحّب بك
فـي السوق ترحيب حار
ومقصده لطشك
ولا قد اقفى سار
وان سرت تستأجر
شقة اتى السمسار
يريد له أجره
عُشُر من الأعشار
وتاك طبّاخه
ندفع لها الإيجار
تجيب لنا الأغراض
بأرخص الأسعار
تجيب بدولارين
وتسرقك دولار
تأكل من الجنبين
كأنها منشار
وان قلت يا سوّاق
إمشي بنا مشوار
فكثّر اللفات
وزيّد العصوار
وبعد يحسب لك
بالكيلو الأمتار
الكل جزارين
يشمتروك شمتار
حرام ما تخرج
وعاد معاك دينار
* * *
يمتاز شعر صالح سحلول بالإنسياب الفني البديع كأنه عين ماءٍ تفيض بسلاسةٍ وسهولة لكنها لا تكف عن الجريان والتفجر بثبات واستمرارية حتى فاضت بها السهول والوديان .
ولعلّي وأنا أوشك على الإنتهاء من رسم هذه الإشارات أن أبوح بما شَغَفَني فـي صفحات هذا الديوان الذي يُلخّص نصف قرن من أحلام التغيير، وأهوال المعارك على كل الجبهات، الاجتماعية والسياسية .
ولا أجد مناصاً من أن أُورد نصّاً آخر راق لي، ولعلّه أن يروق للقارئ أيضاً. وهو نصٌ جامعٌ مانعٌ قاطع! . فـي هذا النص، ومرةً أخرى تتجلى روحُ الشاعر الحكيمة الكبيرة وهو يتبرّأُ من أحوالٍ لا تسرّه، لكنه يعلن تمسّكه وإيمانه المطلق بثوابت الوطن المقدسة، الوحدة والجمهورية، والثورة أيضاً !
هذا نموذجٌ باهرٌ من الرجال جديرٌ بالأجيال الجديدة أن تتمعّن فـي تجربته، وأن تُمعِنَ فـي تأمل شاعرٍ أصبح قصيدةً أسطورية على شفاه شعب وقلب وطن .
يا حسّي المرهف لماذا أكحلت طرفـي بالسهرْ
والفكر بالتفكير أرهقني ووفّى ما قصر
وانت يا شيطان شعري زدت نار القلب حر
فاتركني ارقد لي شبيه الناس ذي مثل البقر
لا تعتبرني شاعر الثورة ولا شاعر مُضر
فإن قيس ابن الملوّح كان شاعر معتبر
وكم تغنى قيس فـي ليلى وكم فيها شَعَر
حتى فقد عقله وأصبح قيس مجنون مشتهر
ولا لمس ليلى ولا هي لمسته حتى انقبر
حكايتي نفس الحكاية والخبر نفس الخبر
. . . . .
والتاثت السمرة وفرحتنا جغرها ذي جغر!
خلّى العصيد مليان براقط والعجين مليان شعر
لانا اشتراكي يا بني شعبي ولانا مؤتمر
ولا من الحزب الذي يمشوا يحجوا فـي صَفَرْ
ولا أنا بعثي ولا انا ناصري يا بو عمر
ولا من الحزب المريِّع للإمام المنتظر
ذي منويين ضرب الحجر بالفاس والفاس بالحجر
يمّا كسرها الفاس يمّا الفاس فـي الحيد انكسر
وقصدهم لا بد من صنعاء وإن طال السفر!
. . . . .
يا قاصدين صنعاء صنعا اليوم فـي سطح القمر
لا تحسبوها حيث كانت فـي عقيل أو فـي الزمر
وحكم صنعاء اليوم فـي أيدي مغاوير البشر
ما عاد يحكمها سوى صنديد راسه من حجر
. . . . .
ما ناش من الأحزاب ولا لي فـي مجالسهم مقر
أنا من الشعب الذي فـي فجر أيلول انتصر
وثار ضد الغاصب المحتل فـي الرابع عشر
* * *
فـي أحداث صعدة الأخيرة قام الشاعر بزيارتها على رأس وفدٍ شعريٍّ كبير من كل محافظات اليمن . وقد ألقى قصيدةً كانت خلاصة رأيه .. ومن أبياتها:
يا نُقُمْ قل لحيد مرّان مهلا
يا خبيري عاد المراحل طوالي
لم يكن قصدكم هو الدين كلاّ
إنما هي نغمة بأسلوب بالي
إنّ تخريب الكعبة أهون وأدلى
من دم إنسان يُسفك على أيّ حال
إن الشاعر الثائر وقد ناهز المائة سنة من عمره المديد، قد شهد وشارك فـي إنجاز الكثير من أحلام بلاده، ثورةً، وجمهورية، ووحدة، وتنمية، رغم شعوره بين آن وآخر بلحظة إحباطٍ تُداهمه، أو بجمرةِ حزنٍ تلامسه،
لابدّ لي أن أنصح ابن اليمن
من قبل ما يقحص بنانه
والله ما تمرّ الإحن والمحن
إلا الخسائر والإهانه
والعفو عن بدّاع عبر الزمن
من أجلكم عانى امتحانه
أخلص لكم واشفق عليكم وحن
من قلب يتفجّر حنانه
واليوم اذا ما زاغ عقله وجن
فإنكم اسباب جنانه!
* * *
هذا هو قَدَرُ الشاعر المقاتل، وهذه هي قصةُ أحلامه وأشجانه، عُمْرٌ من التّرحال عبر ذرى التغيير والتثوير فـي بلادٍ كانت فـي الأصل ثورةً بركانيةً، ما يزال دخان حِمَمها يتصاعد على كل الجهات .
ربما يشعر الشاعر الآن أنّ جسده بدأ يفتُرُ عن عزائم روحه الجامحة الطامحة، لكنه وهو يقترب من المائة عام أفضل حالاً، وأنعم بالاً من كثير لم يتجاوز الستين من عمره. ولعلّ السّر فـي هذه الحيوية الدائمة تلك الأحلام الكبيرة الرائعة الساكنة فـي شغاف قلبه الطفل، والقابعة بين ضلوعه العنيدة الواقفة!
قال ابن سحلول قرّين الركب
واصبحَتْ خطوة المردم عذاب
من بعد ما كنت أقفز قفز ضب
وأجري فـي أعلى جبل جري الذئاب
وكان طعم الجحين عندي أحب
وأحلى وأشهى من اللحم الكباب
واليوم طعم السبايا كالعُبَبْ
كرهت أكل السبايا والثِّراب
ما كنت أفتر ولا أشعر باللّغَبْ
ولا أهم الشدايد والصعاب
واليوم قرّت عروقي والعَصَبْ
واللّحي لزّج وشعر الرأس شاب
يـِنِـعْت كالزرع والمغرب غرب
وليس بعد اليناع إلا الصّراب
* * *
قال ابن سحلول ولّى
ربيع عمري وقيضه
أراه كالبرق أومض
وغاب عني وميضه
صرفت نصف الحياة فـي
حرب العهود البغيضه
ونصفها فـي نصيحة
أهل القلوب المريضه!
* * *
يُلخّص الشاعر فـي البيتين الأخيرين حياةً من الكفاح، وعُمْراً من أحلام التغيير، ويشير إلى أنه قضى نصف عمره فـي حرب العهود البغيضة، والنصف الآخر فـي نصيحة أهل القلوب المريضة!
يا لها من حَياةٍ توزّعت على شاهق هاويتين، وتقسّمت على ذؤابة شُفرتين! ولَعَمري، أنها غايةٌ شريفةٌ تتقطّع دونها عزائم الشعراء وتشرئبّ صوب ضوئها أعناق الرجال .
وقد كانت حياةُ هذا الشاعر العاصف منذ بداياتها مرتقىً صعباً، واختياراً مُرَّاً، واختباراً قاسياً قساوةَ بيئته التي تَشرّب أجمل ما فيها ؛ كرمَ الروح، وشجاعةَ الموقف، وأضاف إليها رؤيةَ العصر ورؤيا الشاعر. إنه يلتفت الآن إلى ماضيه راضياً، ضاحكاً ! وقد أفنى معظم سنّي عمره المديد فـي اللهب المقدّس أي فـي مجمرة التغيير الهائلة الصاهرة التي غيّرت مجرى التاريخ، وأجْرت الأنهار الزاخرة بالجديد والأجد .
صالح سحلول، جبلٌ شعريٌّ مسلول فـي فضاء هذه البلاد، وعاصفةُ حريقٍ فـي ليل هذه الوهاد . ما أجمله الآن هانئاً راضياً عن رحلته المضنية الطويلة . هذا غبارُ معاركه وقد فتَّق براعمَ الأمل، فما كذب الحلم، وهذا لهبُ حرائقه وقد شقّق جدارَ الليل، فما كذب الضوء.. أيها الشاعر المقاتل.. هذا وطنُك يحيّيك، وهذا شعبُك يردّ التحيّة.. كبيرةً تبلغُ سماءَ أجنحتك، حارةً تندفق فـي حرارةِ قلبِك .
د. خالد الرويشان
والفكر بالتفكير أرهقني ووفّى ما قصر
وانت يا شيطان شعري زدت نار القلب حر
فاتركني ارقد لي شبيه الناس ذي مثل البقر
لا تعتبرني شاعر الثورة ولا شاعر مُضر
فإن قيس ابن الملوّح كان شاعر معتبر
وكم تغنى قيس فـي ليلى وكم فيها شَعَر
حتى فقد عقله وأصبح قيس مجنون مشتهر
ولا لمس ليلى ولا هي لمسته حتى انقبر
حكايتي نفس الحكاية والخبر نفس الخبر
. . . . .
والتاثت السمرة وفرحتنا جغرها ذي جغر!
خلّى العصيد مليان براقط والعجين مليان شعر
لانا اشتراكي يا بني شعبي ولانا مؤتمر
ولا من الحزب الذي يمشوا يحجوا فـي صَفَرْ
ولا أنا بعثي ولا انا ناصري يا بو عمر
ولا من الحزب المريِّع للإمام المنتظر
ذي منويين ضرب الحجر بالفاس والفاس بالحجر
يمّا كسرها الفاس يمّا الفاس فـي الحيد انكسر
وقصدهم لا بد من صنعاء وإن طال السفر!
. . . . .
يا قاصدين صنعاء صنعا اليوم فـي سطح القمر
لا تحسبوها حيث كانت فـي عقيل أو فـي الزمر
وحكم صنعاء اليوم فـي أيدي مغاوير البشر
ما عاد يحكمها سوى صنديد راسه من حجر
. . . . .
ما ناش من الأحزاب ولا لي فـي مجالسهم مقر
أنا من الشعب الذي فـي فجر أيلول انتصر
وثار ضد الغاصب المحتل فـي الرابع عشر
* * *
فـي أحداث صعدة الأخيرة قام الشاعر بزيارتها على رأس وفدٍ شعريٍّ كبير من كل محافظات اليمن . وقد ألقى قصيدةً كانت خلاصة رأيه .. ومن أبياتها:
يا نُقُمْ قل لحيد مرّان مهلا
يا خبيري عاد المراحل طوالي
لم يكن قصدكم هو الدين كلاّ
إنما هي نغمة بأسلوب بالي
إنّ تخريب الكعبة أهون وأدلى
من دم إنسان يُسفك على أيّ حال
إن الشاعر الثائر وقد ناهز المائة سنة من عمره المديد، قد شهد وشارك فـي إنجاز الكثير من أحلام بلاده، ثورةً، وجمهورية، ووحدة، وتنمية، رغم شعوره بين آن وآخر بلحظة إحباطٍ تُداهمه، أو بجمرةِ حزنٍ تلامسه،
لابدّ لي أن أنصح ابن اليمن
من قبل ما يقحص بنانه
والله ما تمرّ الإحن والمحن
إلا الخسائر والإهانه
والعفو عن بدّاع عبر الزمن
من أجلكم عانى امتحانه
أخلص لكم واشفق عليكم وحن
من قلب يتفجّر حنانه
واليوم اذا ما زاغ عقله وجن
فإنكم اسباب جنانه!
* * *
هذا هو قَدَرُ الشاعر المقاتل، وهذه هي قصةُ أحلامه وأشجانه، عُمْرٌ من التّرحال عبر ذرى التغيير والتثوير فـي بلادٍ كانت فـي الأصل ثورةً بركانيةً، ما يزال دخان حِمَمها يتصاعد على كل الجهات .
ربما يشعر الشاعر الآن أنّ جسده بدأ يفتُرُ عن عزائم روحه الجامحة الطامحة، لكنه وهو يقترب من المائة عام أفضل حالاً، وأنعم بالاً من كثير لم يتجاوز الستين من عمره. ولعلّ السّر فـي هذه الحيوية الدائمة تلك الأحلام الكبيرة الرائعة الساكنة فـي شغاف قلبه الطفل، والقابعة بين ضلوعه العنيدة الواقفة!
قال ابن سحلول قرّين الركب
واصبحَتْ خطوة المردم عذاب
من بعد ما كنت أقفز قفز ضب
وأجري فـي أعلى جبل جري الذئاب
وكان طعم الجحين عندي أحب
وأحلى وأشهى من اللحم الكباب
واليوم طعم السبايا كالعُبَبْ
كرهت أكل السبايا والثِّراب
ما كنت أفتر ولا أشعر باللّغَبْ
ولا أهم الشدايد والصعاب
واليوم قرّت عروقي والعَصَبْ
واللّحي لزّج وشعر الرأس شاب
يـِنِـعْت كالزرع والمغرب غرب
وليس بعد اليناع إلا الصّراب
* * *
قال ابن سحلول ولّى
ربيع عمري وقيضه
أراه كالبرق أومض
وغاب عني وميضه
صرفت نصف الحياة فـي
حرب العهود البغيضه
ونصفها فـي نصيحة
أهل القلوب المريضه!
* * *
يُلخّص الشاعر فـي البيتين الأخيرين حياةً من الكفاح، وعُمْراً من أحلام التغيير، ويشير إلى أنه قضى نصف عمره فـي حرب العهود البغيضة، والنصف الآخر فـي نصيحة أهل القلوب المريضة!
يا لها من حَياةٍ توزّعت على شاهق هاويتين، وتقسّمت على ذؤابة شُفرتين! ولَعَمري، أنها غايةٌ شريفةٌ تتقطّع دونها عزائم الشعراء وتشرئبّ صوب ضوئها أعناق الرجال .
وقد كانت حياةُ هذا الشاعر العاصف منذ بداياتها مرتقىً صعباً، واختياراً مُرَّاً، واختباراً قاسياً قساوةَ بيئته التي تَشرّب أجمل ما فيها ؛ كرمَ الروح، وشجاعةَ الموقف، وأضاف إليها رؤيةَ العصر ورؤيا الشاعر. إنه يلتفت الآن إلى ماضيه راضياً، ضاحكاً ! وقد أفنى معظم سنّي عمره المديد فـي اللهب المقدّس أي فـي مجمرة التغيير الهائلة الصاهرة التي غيّرت مجرى التاريخ، وأجْرت الأنهار الزاخرة بالجديد والأجد .
صالح سحلول، جبلٌ شعريٌّ مسلول فـي فضاء هذه البلاد، وعاصفةُ حريقٍ فـي ليل هذه الوهاد . ما أجمله الآن هانئاً راضياً عن رحلته المضنية الطويلة . هذا غبارُ معاركه وقد فتَّق براعمَ الأمل، فما كذب الحلم، وهذا لهبُ حرائقه وقد شقّق جدارَ الليل، فما كذب الضوء.. أيها الشاعر المقاتل.. هذا وطنُك يحيّيك، وهذا شعبُك يردّ التحيّة.. كبيرةً تبلغُ سماءَ أجنحتك، حارةً تندفق فـي حرارةِ قلبِك .
د. خالد الرويشان
قصيدة شاعرالثورة. المرحوم الشاعر صالح احمد سحلول من رداع وجهها للنظام السعودي قبل أكثر من 40 عام. والتاريخ يعيد نفسه وال سعود اعدا اليمن وبلانا الله ايضا بعيال ناقص.
الا ياطويل العمر احسست بالظنك
واعيتني الحيله واضنتني الشكوك
شعوري واحساسي وتفكيري ارتبك
وجلدي تمزق دم من كثرت الحكوك
فهل ياطويل العمر تسمح لي اسألك
وهل باتفضل بالاجابه على اخوك
انا اخوك في الاسلام والدين مشترك
واما العماله لست ممن يعاملوك
نعم ياطويل العمر ماقصدي احرجك
ولا مطلبي منك الملايين والصكوك
انامطلبي منك ان توقف تتدخلك
لنا ياطويل العمر منعك ومنع ابوك
فلا انت تحكمنا ولا نحن نحكمك
ولاصعده الدمام ولا قعطبه تبوك
نعم ياطويل العمر لا احد شي اركنك
ومن قالك تركن فما غير يخدعوك
بلادي وانا أحكم لها بعد من هلك
انا الوارث الشرعي وانا قاهر الملوك
ورغم الفوارق بين فقري وغنوتك
فعندي شموخ اغلى واغنى من البنوك
تاكد بانا احرار مهما نصادقك
ومهما ترى أفراد منا يجاملوك
فأما الوطن والحكم مابا نجاملك
لانه وطن عشرين مليون يكرهوك
فكم من نفوس ازهقت وكم من دم استفك
ومن تحت راسك ضلت المعركه تزوك
وانت السبب في كل قتله ومعترك
فغاية رجانا اترك الترك يتركوك
وحاذر تحاول لليمن تنصب الشبك
وتحرق بنار الحرب من ليس يشغلوك
فما مثلنا من يحفظولك كرامتك
ومامثلنا بين العرب من يجاوروك..
الله يرحمه..
الا ياطويل العمر احسست بالظنك
واعيتني الحيله واضنتني الشكوك
شعوري واحساسي وتفكيري ارتبك
وجلدي تمزق دم من كثرت الحكوك
فهل ياطويل العمر تسمح لي اسألك
وهل باتفضل بالاجابه على اخوك
انا اخوك في الاسلام والدين مشترك
واما العماله لست ممن يعاملوك
نعم ياطويل العمر ماقصدي احرجك
ولا مطلبي منك الملايين والصكوك
انامطلبي منك ان توقف تتدخلك
لنا ياطويل العمر منعك ومنع ابوك
فلا انت تحكمنا ولا نحن نحكمك
ولاصعده الدمام ولا قعطبه تبوك
نعم ياطويل العمر لا احد شي اركنك
ومن قالك تركن فما غير يخدعوك
بلادي وانا أحكم لها بعد من هلك
انا الوارث الشرعي وانا قاهر الملوك
ورغم الفوارق بين فقري وغنوتك
فعندي شموخ اغلى واغنى من البنوك
تاكد بانا احرار مهما نصادقك
ومهما ترى أفراد منا يجاملوك
فأما الوطن والحكم مابا نجاملك
لانه وطن عشرين مليون يكرهوك
فكم من نفوس ازهقت وكم من دم استفك
ومن تحت راسك ضلت المعركه تزوك
وانت السبب في كل قتله ومعترك
فغاية رجانا اترك الترك يتركوك
وحاذر تحاول لليمن تنصب الشبك
وتحرق بنار الحرب من ليس يشغلوك
فما مثلنا من يحفظولك كرامتك
ومامثلنا بين العرب من يجاوروك..
الله يرحمه..
"" الرجعيّة خــاب رجــــاها""
جل الذي يسمع دعا من دعاه
ونيتي يعلم خفاها
الحمد له والشكر يملأ سماه
والأرض له حمداً ملاها
حمداً لمن عنا أزال الطغاه
والرجعيهْ خَيَّبْ رجاها
الرجعيه ذي كَمَّمَتْ كل فاه
أزالها الله وانتهاها
أذاقت الشعب اليماني عناه
وأحرمت أرضه غناها
ومزَّقت لحمه ومصَّتْ دماه
ظلا مُعَذَّبْ في شجاها
كم نهبت أمواله باسم الزكاه
يا غارة الله من جفاها
سبعين عام واحنا حفاةً عُراه
والرجعيه تخدم هواها
كم شعبنا المنكوب قاسى بلاه
وعاش عيشه لا سقاها
الترب فرشه والمكاوي دواه
والجوع في بطنه طواها
الله لا أحسن إليهم جزاه
كم أحرمونا من رخاها
كانوا يقولوا هم سفينة نجاه
للخلق تنجي من أتاها
وأين أعدا الرب من أنبياه
ومن سفينة آل طاها
لو يقربوها هؤلاء الجُناه
با ينذقوهم من جُباها
ويغرقوهم في عميق المياه
أو يحرقوهم في لظاها
ياليت رسول الله عليه الصلاه
أعمالهم فينا رآها
يا ويلهم يا خزيهم من لقاه
يوم أمته تظهر شُكاها
من اللّصوص ذي أحرموها الحياه
وقالوا الجنة جزاها
هذه روايه يا جميع الرُّواه
قولوا لنا من ذي رواها
هل جنة الفردوس ملك الطغاه
من الذي منهم بناها؟
أظن لو كانوا عليها ولاه
ما ذاق يماني شرب ماها
إن كانت الجنة لهم يا إله
فالشعب هذا ما يباها
ولا يريد جنة وفيها عِداه
بل يطلبك جنه سواها
ما قد جرى للشعب هذا كفاه
وهذه الدنيا كفاها
قد أحرمونا عيشنا والحياه
وعهدهم كدّر صفاها
أحمد حميد الدين وأبوه من تجاه
جوع اليمن خلف شقاها
أمَّا الخليع البدر شُلَّتْ يداه
كم يا مخازي قد حواها
وكم كذب مرات فيما حكاه
خزاه واللِّحيه خزاها
وعندما أصبح خليفة هواه
على اليمن من غير رضاها
وَجَّهْ إلى الشعب اليماني نداه
وأعينه تذرف بكاها
وقال بايَتْبَع سياسة أباه
تلك الرشيدة ذي سماها
قال قد طرحها والده في الوصاه
أوصاه يتمشى معاها
ما هي سياسة والده لا سقاه
فقر الجماهير أم فناها
بئس السياسة أخرس الله فاه
يارب تكفينا بلاها
مسكين ذي ما زاد قَيَّس خطاه
أو رَدَّ نفسه من غواها
قد كان مقلا يحسب الشعب شاه
من قاع جهران اشتراها
أراد يحكمنا ويبلغ مُناه
موجب أكاذيب افتراها
ومن كذب مرَّه وحصَّل غداه
يحرم على نفسه عشاها
هذا حديث البدر والاتجاه
ونيته ذي قد نواها
لكن رب الملك خَيَّبْ رجاه
في ذات ليله أو ضحاها
وقامت الثورة وحصَّل جزاه
وشعبنا لبَّى نداها
وأيَّد الثورة وأبدى رضاه
وبعد أن أيّد حماها
وشعب مصر الحُر شعب الأُباه
سعى وساهم في بناها
أنصر جمال يارب واخذل عُداه
وحاجته يسِّر قضاها
من الذي أخلص معانا سواه
وبَلَّغ الأُمَّهْ مُناها
ثوره سترفع للوطن مستواه
عاش البطل قائد قواها
شعب اليمن يا رب سدّد خطاه
واحفظ لثورتنا بقاها
مسكين علي مقلا أخذ له عصاه
وقال لصنعا أسعد مساها
وفلَّت الصايه وفلَّت كساه
وسلَّب المكلف رداها
وراح من صنعا يدعّس بكاه
من عاد له خطوه مشاها
مسكين ذي خلاّ الخلافه وراه
وبعد شهرين ادَّعاها
يريد أن يرجع بِقِلَّةْ حياه
دار البشائر ذي بناها
ماذا تريد الرجعيه أن تراه
في أرضنا إلا عزاها
يا شعبنا أرضك تريد انتباه
الرجعيه قَلَّت حياها
تريد أن تسجد وراها الجباه
ما با نصلي شي وراها
مهما تؤذن أو تقيم الصلاه
ملعون من صلى معاها
يا شعب قل للبدر ما عاد نباه
يعز نفسه من هثاها
إن قال بايقنع ويكفف أذاه
عنا ويسكهنا بلاها
ولافجا نتحاسب احنا وياه
نبلّغ السودا مُناها
يا محنة المخلوع يا محنتاه
من أين لِلْعِلَّهْ دواها
يشتي نقول الأرض هذه جباه
تُحرم عليه مازاد رآها
يروح له إيران عند اصدقاه
أما يمنَّا هو فداها
هي أرض من ضحى بأزكى دماه
دماؤنا تفدي حصاها
وأرض الحجاز ما عاد تشتي بقاه
كما دبوره قد ملاها
أما سعود لابد يلقى جزاه
أصبح يخبط في عماها
ما كلَّفه هذا الملك مادهاه
على اليمن قد اعتداها
كم قد تعب ما حصل إلاّ خزاه
وكم هزائم قد رآها
الحق غدا الراعي وفلت وعاه
والملحقه تحفظ وعاها
وجيشهم ما حصل إلا فناه
في أرضنا لمّا أتاها
وفي حرض والجوف سالت دماه
ومزقت لحمه حداها
يا للأسف للجيش يا حسرتاه
من أجل من نفسه دهاها
من أجل مخلوع شعبنا قد نفاه
ورجعيه تبَّت يداها
من يستطيع غزو اليمن من أباه
لابد أن نحمي حماها
بلادنا ما هي مقر الغُزاه
بل هي مقابر من غزاها
بلاد فيها الموت مفتوح فاه
لكل من حاول عداها
راح الحسن والبدر منها حفاه
ما حصّلوا إلا عياها
لا البرد حصل من يمنَّا دفاه
ولا الحزن حصل سلاها
بدأت أبياتي بحمد الإله
والحمد له في منتهاها
والختم صلَّى الله أزكى الصلاه
على شفيع الخلق طاها
شاعر الثورة / صالح سحلول
نوفمبر 1962م
* * *
جل الذي يسمع دعا من دعاه
ونيتي يعلم خفاها
الحمد له والشكر يملأ سماه
والأرض له حمداً ملاها
حمداً لمن عنا أزال الطغاه
والرجعيهْ خَيَّبْ رجاها
الرجعيه ذي كَمَّمَتْ كل فاه
أزالها الله وانتهاها
أذاقت الشعب اليماني عناه
وأحرمت أرضه غناها
ومزَّقت لحمه ومصَّتْ دماه
ظلا مُعَذَّبْ في شجاها
كم نهبت أمواله باسم الزكاه
يا غارة الله من جفاها
سبعين عام واحنا حفاةً عُراه
والرجعيه تخدم هواها
كم شعبنا المنكوب قاسى بلاه
وعاش عيشه لا سقاها
الترب فرشه والمكاوي دواه
والجوع في بطنه طواها
الله لا أحسن إليهم جزاه
كم أحرمونا من رخاها
كانوا يقولوا هم سفينة نجاه
للخلق تنجي من أتاها
وأين أعدا الرب من أنبياه
ومن سفينة آل طاها
لو يقربوها هؤلاء الجُناه
با ينذقوهم من جُباها
ويغرقوهم في عميق المياه
أو يحرقوهم في لظاها
ياليت رسول الله عليه الصلاه
أعمالهم فينا رآها
يا ويلهم يا خزيهم من لقاه
يوم أمته تظهر شُكاها
من اللّصوص ذي أحرموها الحياه
وقالوا الجنة جزاها
هذه روايه يا جميع الرُّواه
قولوا لنا من ذي رواها
هل جنة الفردوس ملك الطغاه
من الذي منهم بناها؟
أظن لو كانوا عليها ولاه
ما ذاق يماني شرب ماها
إن كانت الجنة لهم يا إله
فالشعب هذا ما يباها
ولا يريد جنة وفيها عِداه
بل يطلبك جنه سواها
ما قد جرى للشعب هذا كفاه
وهذه الدنيا كفاها
قد أحرمونا عيشنا والحياه
وعهدهم كدّر صفاها
أحمد حميد الدين وأبوه من تجاه
جوع اليمن خلف شقاها
أمَّا الخليع البدر شُلَّتْ يداه
كم يا مخازي قد حواها
وكم كذب مرات فيما حكاه
خزاه واللِّحيه خزاها
وعندما أصبح خليفة هواه
على اليمن من غير رضاها
وَجَّهْ إلى الشعب اليماني نداه
وأعينه تذرف بكاها
وقال بايَتْبَع سياسة أباه
تلك الرشيدة ذي سماها
قال قد طرحها والده في الوصاه
أوصاه يتمشى معاها
ما هي سياسة والده لا سقاه
فقر الجماهير أم فناها
بئس السياسة أخرس الله فاه
يارب تكفينا بلاها
مسكين ذي ما زاد قَيَّس خطاه
أو رَدَّ نفسه من غواها
قد كان مقلا يحسب الشعب شاه
من قاع جهران اشتراها
أراد يحكمنا ويبلغ مُناه
موجب أكاذيب افتراها
ومن كذب مرَّه وحصَّل غداه
يحرم على نفسه عشاها
هذا حديث البدر والاتجاه
ونيته ذي قد نواها
لكن رب الملك خَيَّبْ رجاه
في ذات ليله أو ضحاها
وقامت الثورة وحصَّل جزاه
وشعبنا لبَّى نداها
وأيَّد الثورة وأبدى رضاه
وبعد أن أيّد حماها
وشعب مصر الحُر شعب الأُباه
سعى وساهم في بناها
أنصر جمال يارب واخذل عُداه
وحاجته يسِّر قضاها
من الذي أخلص معانا سواه
وبَلَّغ الأُمَّهْ مُناها
ثوره سترفع للوطن مستواه
عاش البطل قائد قواها
شعب اليمن يا رب سدّد خطاه
واحفظ لثورتنا بقاها
مسكين علي مقلا أخذ له عصاه
وقال لصنعا أسعد مساها
وفلَّت الصايه وفلَّت كساه
وسلَّب المكلف رداها
وراح من صنعا يدعّس بكاه
من عاد له خطوه مشاها
مسكين ذي خلاّ الخلافه وراه
وبعد شهرين ادَّعاها
يريد أن يرجع بِقِلَّةْ حياه
دار البشائر ذي بناها
ماذا تريد الرجعيه أن تراه
في أرضنا إلا عزاها
يا شعبنا أرضك تريد انتباه
الرجعيه قَلَّت حياها
تريد أن تسجد وراها الجباه
ما با نصلي شي وراها
مهما تؤذن أو تقيم الصلاه
ملعون من صلى معاها
يا شعب قل للبدر ما عاد نباه
يعز نفسه من هثاها
إن قال بايقنع ويكفف أذاه
عنا ويسكهنا بلاها
ولافجا نتحاسب احنا وياه
نبلّغ السودا مُناها
يا محنة المخلوع يا محنتاه
من أين لِلْعِلَّهْ دواها
يشتي نقول الأرض هذه جباه
تُحرم عليه مازاد رآها
يروح له إيران عند اصدقاه
أما يمنَّا هو فداها
هي أرض من ضحى بأزكى دماه
دماؤنا تفدي حصاها
وأرض الحجاز ما عاد تشتي بقاه
كما دبوره قد ملاها
أما سعود لابد يلقى جزاه
أصبح يخبط في عماها
ما كلَّفه هذا الملك مادهاه
على اليمن قد اعتداها
كم قد تعب ما حصل إلاّ خزاه
وكم هزائم قد رآها
الحق غدا الراعي وفلت وعاه
والملحقه تحفظ وعاها
وجيشهم ما حصل إلا فناه
في أرضنا لمّا أتاها
وفي حرض والجوف سالت دماه
ومزقت لحمه حداها
يا للأسف للجيش يا حسرتاه
من أجل من نفسه دهاها
من أجل مخلوع شعبنا قد نفاه
ورجعيه تبَّت يداها
من يستطيع غزو اليمن من أباه
لابد أن نحمي حماها
بلادنا ما هي مقر الغُزاه
بل هي مقابر من غزاها
بلاد فيها الموت مفتوح فاه
لكل من حاول عداها
راح الحسن والبدر منها حفاه
ما حصّلوا إلا عياها
لا البرد حصل من يمنَّا دفاه
ولا الحزن حصل سلاها
بدأت أبياتي بحمد الإله
والحمد له في منتهاها
والختم صلَّى الله أزكى الصلاه
على شفيع الخلق طاها
شاعر الثورة / صالح سحلول
نوفمبر 1962م
* * *
اذهــنوا يـــا نــيام
لايكاد الإنسان يصدق أن هذه القصيدة لشاعر الثورة/ صالح سحلول كانت في عهد الإمام لولا أن الواقع يزكيها، وهي عندما غزا الرائد السوفيتي الفضاء الخارجي عام 1959م.
قال ابن سحلول قوموا واذهنوا يا نيام
إلى متى يا بني شعبي يكون المنام
أليس ما قد كفاكم نوم تسعين عام
قد الحديد يا بني شعبي تحرك وقام
والرائد اول بلغ قصده ونال المرام
ودار فوق الفضاء الخارجي كالغمام
يا عصر غزو الكواكب كيف هذا الكلام
قد قيل أن التقدم والتطور حرام
لا في كتبنا ولكن في كتاب (الإمام)
غزو الفضا في نظرهم لم يكن أمر هام
ياللعجب والغرابة للعقول السِّـقام
هل تعلمي يا بلادي ما هو أكبر حرام
حرام عليك يا بلادي أن يطير الأنام
وأن نرى إنسان حول النجم حلَّق وحام
ونحن في الأرض عميان البصاير عوام
لا نولي العلم والتعليم أي اهتمام
لا نحفظ إلا أساطير القرون القدام
نحيا حياة المهانين لا حياة الكرام
في ظل أطغى وأقسى حكم وأفسد نظام
سفك دمانا ومزق لحمنا والعظام
وانتقم من طلايعنا أشد انتقام
والشعب سلَّم مقاليد الأمور لِلِّئام
والجيش سلم زمام أمره إليهم ونام
بالله يا العاصمة صنعاء ويا قصر سام
هو عاد أحد بايرى للفجر أي ابتسام
هو عاد شي شمس باتشرق قفا ذا الظلام
تجتث عرش الإمام الطاغية والمقام
ما أطول الليل هذا والدجى يا سلام
* * *
لايكاد الإنسان يصدق أن هذه القصيدة لشاعر الثورة/ صالح سحلول كانت في عهد الإمام لولا أن الواقع يزكيها، وهي عندما غزا الرائد السوفيتي الفضاء الخارجي عام 1959م.
قال ابن سحلول قوموا واذهنوا يا نيام
إلى متى يا بني شعبي يكون المنام
أليس ما قد كفاكم نوم تسعين عام
قد الحديد يا بني شعبي تحرك وقام
والرائد اول بلغ قصده ونال المرام
ودار فوق الفضاء الخارجي كالغمام
يا عصر غزو الكواكب كيف هذا الكلام
قد قيل أن التقدم والتطور حرام
لا في كتبنا ولكن في كتاب (الإمام)
غزو الفضا في نظرهم لم يكن أمر هام
ياللعجب والغرابة للعقول السِّـقام
هل تعلمي يا بلادي ما هو أكبر حرام
حرام عليك يا بلادي أن يطير الأنام
وأن نرى إنسان حول النجم حلَّق وحام
ونحن في الأرض عميان البصاير عوام
لا نولي العلم والتعليم أي اهتمام
لا نحفظ إلا أساطير القرون القدام
نحيا حياة المهانين لا حياة الكرام
في ظل أطغى وأقسى حكم وأفسد نظام
سفك دمانا ومزق لحمنا والعظام
وانتقم من طلايعنا أشد انتقام
والشعب سلَّم مقاليد الأمور لِلِّئام
والجيش سلم زمام أمره إليهم ونام
بالله يا العاصمة صنعاء ويا قصر سام
هو عاد أحد بايرى للفجر أي ابتسام
هو عاد شي شمس باتشرق قفا ذا الظلام
تجتث عرش الإمام الطاغية والمقام
ما أطول الليل هذا والدجى يا سلام
* * *
(مـــسك الـخــــتام)
قصيدة رائعة لشاعر الثورة الوالد/ صالح سحلول "رحمه الله" في مولد الثائر الأول على الجهل والفساد والظلم والاستبداد الثائر الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. قالها بمناسبة المولد النبوي الشريف
ربيع الأولى 1405 هجرية
لك الحمد ثم الشكر يا بارئ النَّسَم
ويا مُنبت الحَبَّه ويا فالق النواه
عدد كل لمحة عين منذ أقدم القِدَم
من الدهر إلى يوم انقراضه ومنتهاه
شكرته على الإسلام وهو أكبر النعم
وبعثة نبينا المصطفى خاتم انبياه
بشهر ربيع أول وُلِدْ سيد الأُمم
محمد عليه أزكى التحيات والصلاه
محمد حبيبي سيد العرب والعجم
وُلِدْ عام غزو الفيل والموت للغُزاه
نبي أَدَّبُه مولاه ذو الفضل والكرم
وهَّذب صفاته خالق الخلق واجتباه
فلِلَّه من مولود كم حاز من عِظَم
فخير الخُلُقْ خُلُقَه وخير التُّقَى تُقَاه
أتى والبشر في جهل مطبق وفي ظُلَم
وفي رق واستعباد تندى له الجباه
أتى والبريه أكلها ميتة ودم
وتذبح لغير الله وتسجد لما سواه
أتى والعرب من جهلها تعبد الصنم
وتقتل إناث أطفالها وامصيبتاه
إذا ما أتت للوالد البنت فانكظم
واسْوَدَّ وجْهُه من غمومه ومن غثاه
أتى والنساء في مجتمع يهتك الحُرُم
وباغي على فعل البِغَى يُكْرِه الفتاه
أتى والفقير في مجتمع بالربا ارتطم
فلا يقرض البائس ولا يخرج الزكاه
ولا يعرف القربى ولا يوصل الرَّحم
ولا يرحم الميسور أُمَّه ولا أباه
أتى ينقذ المظلوم من جور من ظلم
ومن جولة الباطل ومن سطوة الطغاه
أتى يمحو الداء الخطير الذي جثم
على الروس واستشرى ولم يوجدوا دواه
أتى يبعث الأخلاق للناس والقيم
ويتلو كتاب الله ويحكم بمقتضاه
أتاهم رسول الله بتشريع مُنْتَظِم
يُنَظِّم أمور الناس في هذه الحياه
ولكن كمّن مشرك أعمى الفؤاد أصم
كفر به وكذَّب به ولم يسمعوا نداه
وقد جاءت الأشجار تسعى بلا قدم
إلى سيد الخلق الذي ربه اصطفاه
كما جا إليه البدر فانشق وانقسم
وشافوا بأعينهم دخوله إلى كساه
ومن كفّه الماء فاض كُلّين منه عم
كما سَبَّحَت لله في كفِّه الحصاه
وشاة أم معبد مسَّهَا واللَّبَن عَدَم
فسال اللَّبن كالماء من ضرع خير شاه
ودسَّ العدو السُّم في اللحم والدسم
فصاح الذراع وأخبر محمد بما احتواه
ولكن أهل الشرك قد كالوا التُّهَم
إلى من يُسَمُّوه اليتيم راعي الشياه
وكم خطط ابليس المكايد وكم رسم
لهم من مخطط هو وحزبه وأولياه
وهيهات كم عادوه أمثال أبا الحكم
وكم بالغوا في إضطهاده وفي أذاه
وكم نازعوه الفخر والمجد والشمم
فلم يستطيعوا قومه النيل من عُلاه
وكم ناصبوه المشركين العدا وكم
وكم عاندوه أبناء عمه وأقرباه
وقالوا: أيشتم ديننا راعي الغنم
وينكر قداسة ديننا واخسارتاه
وقالوا وهم في منتهى السُّكر والتخم
أنؤمن بساحر يجعل الآلهة إله
أمجنون يساوي سادة القوم بالخدم
ويفرض على أموالنا حقّ للعُراه
فَأُنْزِل على خير الورى (نون والقلم)
وما يسطرون ما هو بمجنون يا بُغَاه
نصلّي جميعاً من كل قلبٍ وكل فم
على خير مبعوث عطَّر الكون من شذاه
أتاهم كتاب الله بالحُكْمِ والحِكَم
ومن حقدهم قالوا محمد ذي افتراه
وقالوا أساطير اكتتبها فلا ولم
نُصَدِّق ولن نؤمن بها وامحمداه
كما قالوا اللهم يا منزل النعم
إذا كان هذا الحق قد جاء من سماه
فأمطر علينا أحجار أو انزل بنا الألم
ولم يؤمنوا بالحق أو يطلبوا هُدَاه
فهم يجحدوا رَبَّاً خلقهم من العدم
وهم يعبدوا تمثال يُنحت من الصفاه
فيا للعجب من قوم تعبد إله أصم
من الصخر أو الطين كل واحد حسب هواه
وَأَوَّل من آمن من ذوي العزم والهمم
أبو بكر رضي الله عنه وارتضاه
وآمن من الصبيان من قبل ما احتلم
علي طَيِّب اللَّهُم يا ربنا ثراه
وأما العبيد فالعبد ذي فاز بالرقم
بلال الذي نادى بحيا على الصلاه
وكم عذبه مولاه أميه بن خلف وكم
لحتى أبو بكر أنقذه عندما اشتراه
وأول من آمن من نساء الحل والحرم
خديجه وكانت للنبي أول نساه
أحبت محمد رغم من سب أو شتم
وكانت تشارك في همومه وفي سلاه
وواست محمد حينما الغير له حرم
وطاعت محمد حينما غيرها عصاه
وكانوا يسموه الأمين صادق الكلم
لما يعرفوا من صدق قوله ومن وفاه
وكانوا يعادونه بدافع من النقم
وكانوا يمارونه على كل ما يراه
وأهل الكتاب منهم من آمن بما حكم
محمد ومنهم من سخر منه وازدراه
وكم حبر منهم أنكر الحق أو كتم
وهم يعلموا صدقه وصدق الذي أتاه
فإسمه في التوراة ناراً على علم
محمد رسول الله وعبده ومجتباه
نعم يا محمد يا حبيبي مائة نعم
بأنك قد أبلغت الرساله إلى العُصاه
ولا شكّ في أمرك ولا أنت مُتَّهَم
ولا لبس فيما جئتهم به ولا اشتباه
فقد جئت بالحق القويم الذي قصم
ظهور الطُّغاة المستبدين والعُتَاه
ولكِنَّه الباري على سمعهم ختم
وأعمى قلوب وابصار أولئك الجُناه
فلم يستمع من كان في أذنه الصمم
ولم يستحِ من ربنا قد نزع حياه
وليلة أسرى به من المسجد الحرم
إلى مسجد القدس أخبر القوم عن سُراه
قصيدة رائعة لشاعر الثورة الوالد/ صالح سحلول "رحمه الله" في مولد الثائر الأول على الجهل والفساد والظلم والاستبداد الثائر الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. قالها بمناسبة المولد النبوي الشريف
ربيع الأولى 1405 هجرية
لك الحمد ثم الشكر يا بارئ النَّسَم
ويا مُنبت الحَبَّه ويا فالق النواه
عدد كل لمحة عين منذ أقدم القِدَم
من الدهر إلى يوم انقراضه ومنتهاه
شكرته على الإسلام وهو أكبر النعم
وبعثة نبينا المصطفى خاتم انبياه
بشهر ربيع أول وُلِدْ سيد الأُمم
محمد عليه أزكى التحيات والصلاه
محمد حبيبي سيد العرب والعجم
وُلِدْ عام غزو الفيل والموت للغُزاه
نبي أَدَّبُه مولاه ذو الفضل والكرم
وهَّذب صفاته خالق الخلق واجتباه
فلِلَّه من مولود كم حاز من عِظَم
فخير الخُلُقْ خُلُقَه وخير التُّقَى تُقَاه
أتى والبشر في جهل مطبق وفي ظُلَم
وفي رق واستعباد تندى له الجباه
أتى والبريه أكلها ميتة ودم
وتذبح لغير الله وتسجد لما سواه
أتى والعرب من جهلها تعبد الصنم
وتقتل إناث أطفالها وامصيبتاه
إذا ما أتت للوالد البنت فانكظم
واسْوَدَّ وجْهُه من غمومه ومن غثاه
أتى والنساء في مجتمع يهتك الحُرُم
وباغي على فعل البِغَى يُكْرِه الفتاه
أتى والفقير في مجتمع بالربا ارتطم
فلا يقرض البائس ولا يخرج الزكاه
ولا يعرف القربى ولا يوصل الرَّحم
ولا يرحم الميسور أُمَّه ولا أباه
أتى ينقذ المظلوم من جور من ظلم
ومن جولة الباطل ومن سطوة الطغاه
أتى يمحو الداء الخطير الذي جثم
على الروس واستشرى ولم يوجدوا دواه
أتى يبعث الأخلاق للناس والقيم
ويتلو كتاب الله ويحكم بمقتضاه
أتاهم رسول الله بتشريع مُنْتَظِم
يُنَظِّم أمور الناس في هذه الحياه
ولكن كمّن مشرك أعمى الفؤاد أصم
كفر به وكذَّب به ولم يسمعوا نداه
وقد جاءت الأشجار تسعى بلا قدم
إلى سيد الخلق الذي ربه اصطفاه
كما جا إليه البدر فانشق وانقسم
وشافوا بأعينهم دخوله إلى كساه
ومن كفّه الماء فاض كُلّين منه عم
كما سَبَّحَت لله في كفِّه الحصاه
وشاة أم معبد مسَّهَا واللَّبَن عَدَم
فسال اللَّبن كالماء من ضرع خير شاه
ودسَّ العدو السُّم في اللحم والدسم
فصاح الذراع وأخبر محمد بما احتواه
ولكن أهل الشرك قد كالوا التُّهَم
إلى من يُسَمُّوه اليتيم راعي الشياه
وكم خطط ابليس المكايد وكم رسم
لهم من مخطط هو وحزبه وأولياه
وهيهات كم عادوه أمثال أبا الحكم
وكم بالغوا في إضطهاده وفي أذاه
وكم نازعوه الفخر والمجد والشمم
فلم يستطيعوا قومه النيل من عُلاه
وكم ناصبوه المشركين العدا وكم
وكم عاندوه أبناء عمه وأقرباه
وقالوا: أيشتم ديننا راعي الغنم
وينكر قداسة ديننا واخسارتاه
وقالوا وهم في منتهى السُّكر والتخم
أنؤمن بساحر يجعل الآلهة إله
أمجنون يساوي سادة القوم بالخدم
ويفرض على أموالنا حقّ للعُراه
فَأُنْزِل على خير الورى (نون والقلم)
وما يسطرون ما هو بمجنون يا بُغَاه
نصلّي جميعاً من كل قلبٍ وكل فم
على خير مبعوث عطَّر الكون من شذاه
أتاهم كتاب الله بالحُكْمِ والحِكَم
ومن حقدهم قالوا محمد ذي افتراه
وقالوا أساطير اكتتبها فلا ولم
نُصَدِّق ولن نؤمن بها وامحمداه
كما قالوا اللهم يا منزل النعم
إذا كان هذا الحق قد جاء من سماه
فأمطر علينا أحجار أو انزل بنا الألم
ولم يؤمنوا بالحق أو يطلبوا هُدَاه
فهم يجحدوا رَبَّاً خلقهم من العدم
وهم يعبدوا تمثال يُنحت من الصفاه
فيا للعجب من قوم تعبد إله أصم
من الصخر أو الطين كل واحد حسب هواه
وَأَوَّل من آمن من ذوي العزم والهمم
أبو بكر رضي الله عنه وارتضاه
وآمن من الصبيان من قبل ما احتلم
علي طَيِّب اللَّهُم يا ربنا ثراه
وأما العبيد فالعبد ذي فاز بالرقم
بلال الذي نادى بحيا على الصلاه
وكم عذبه مولاه أميه بن خلف وكم
لحتى أبو بكر أنقذه عندما اشتراه
وأول من آمن من نساء الحل والحرم
خديجه وكانت للنبي أول نساه
أحبت محمد رغم من سب أو شتم
وكانت تشارك في همومه وفي سلاه
وواست محمد حينما الغير له حرم
وطاعت محمد حينما غيرها عصاه
وكانوا يسموه الأمين صادق الكلم
لما يعرفوا من صدق قوله ومن وفاه
وكانوا يعادونه بدافع من النقم
وكانوا يمارونه على كل ما يراه
وأهل الكتاب منهم من آمن بما حكم
محمد ومنهم من سخر منه وازدراه
وكم حبر منهم أنكر الحق أو كتم
وهم يعلموا صدقه وصدق الذي أتاه
فإسمه في التوراة ناراً على علم
محمد رسول الله وعبده ومجتباه
نعم يا محمد يا حبيبي مائة نعم
بأنك قد أبلغت الرساله إلى العُصاه
ولا شكّ في أمرك ولا أنت مُتَّهَم
ولا لبس فيما جئتهم به ولا اشتباه
فقد جئت بالحق القويم الذي قصم
ظهور الطُّغاة المستبدين والعُتَاه
ولكِنَّه الباري على سمعهم ختم
وأعمى قلوب وابصار أولئك الجُناه
فلم يستمع من كان في أذنه الصمم
ولم يستحِ من ربنا قد نزع حياه
وليلة أسرى به من المسجد الحرم
إلى مسجد القدس أخبر القوم عن سُراه
وقد كذبوه كفار مَكَّه وما احترم
كلامه وصدق غير أبي بكر لا سواه
فأنزل عليه (وَالْنَّجْم) نوعاً من القسم
ما ضل صاحبكم وما كان في غواه
وهيهات كم عانى من الهم والهدم
وكم دبروا قتله وكم حاولوا فناه
وكم حاولوا يغروه بالمال والنعم
لكي يترك أمر الدين ويرتاح من عناه
فأقسم لهم بالله ما يتركه ولم
ولن يتركه لو وضعوا الشمس في يداه
وقد زادهم هذا القسم غَمّ فوق غم
كما حس أبا جهل أنها تحترق شواه
وقد قرر الشيطان على حد ما زعم
حصار النبي حتى يموت هو ومن معاه
يريدون أن يثنوه بالجوع والسقم
فصمم ولم يُثنيه جوعه ولا ظماه
نصلي على أشرف وأفضل من اعتمم
ومن بالعمامه جاد للسائل إذ أتاه
تكفَّل به الرب الذي يبعث الرمم
وأرسل إليه من ساق قوته ومن سقاه
وأخفق حصار من لا ضمائر ولا ذمم
لهم ما أحد من حزب إبليس بلغ مُناه
وتَبَّتْ يَدَا عَمّه أبا النار والحطم
فهو شر من عادى محمد ومن شناه
وأما أبا طالب فقد كان نعم عم
أعان النبي حتى أتى الموت فانتهاه
ولما انتهى عمه أبا طالب اغتنم
أبا جهل وأعداء النبي فرصة الوفاه
وقد ضايقوه القوم عبادة الصنم
كما حاولوا قتله عليه أفضل الصلاه
ولكن رب الملك من كيدهم عصم
محمد حبيب الله ومن شرهم وقاه
ولما يئس واستاء من قومه الزِّيَم
نوى العزم إلى الطايف لتنفيذ ما نواه
ويعزم إلى الطائف لماذا ترى عزم
ليطلب ثقيف عونه ونصره على عُداه
وقد قابلوه بالرَّجْم حتى أدموا القدم
وقاموا بطرده بعد أن خيبوا رجاه
أَيُرْجَم نبيُّ الله يا ويل من رجم
محمد ومن عادى محمد أو اعتداه
ويأبى النبي أن تُطْبَق الأخشبين ولم
نراه يدعو إلا ما عرفناه من دُعَاه
أبى أنها تطبق على أعدائه القمم
عسى ربهم أن يهدي أنجالهم عساه
عليك صلاة الله يا خير من كظم
لغيظه ولم يدعو على قومه الجُفاه
تسامح ولم يحقد عليهم ولا صرم
حبال القرابة من وفائه ومن صفاه
ولما أُمِر بالهجرة المصطفى التزم
بتنفيذ أمر الله راضي بما قضاه
وقد دبَّروا قتله وحَطُّوا له الرَّسَم
فقاموا على بابه بيقظه وانتباه
وقد بات على فرشه مُجَلِّي لكل هم
علي بن أبي طالب وبالروح افتداه
وأَدَّى الأمانه لهلها بعد ما استلم
جميع الأماين حينما المصطفى ارتضاه
علي فارس الفرسان إذا الفيلق التحم
جميع العدى تخشى وترتاع من لقاه
فكم من شُجاع أفنى وكم من أسد هزم
وكم من بطل قد ألبسه ثوب من دماه
وسار النبي من بين حُرَّاسهم سلم
ومن خدعة الكفار كتب له النجاه
تلا آيه أعماهم بها عندما عزم
وحثَّ التراب فيهم كما قالوا الرُّواه
توكَّل على الخالق وبالخالق اعتصم
وقادة قريش المشركين جارين وراه
ولما خشيهم هو وابوبكر اعتزم
دخوله إلى الغار والحمام اقتفين خُطاه
فسبحان من أعمى الفريق الذي هجم
وأدخل محمد هو وابوبكر في حماه
ولله جُنْد من عناكب ومن حَمَام
تدافع بأمره عن نبيه ومصطفاه
ويرحل محمد رحلة الحزن والألم
ومهما تكن بلوى بها ربه ابتلاه
فقد كانت الهجره إلى يثرب الكرم
بداية نهايه للطواغيت والطغاه
ونقطة تَحَوُّل من مُهِمَّه إلى الأَهَم
وتغيير جذري عام في كل اتجاه
ولما وصل استقبلوه كل محترم
من الأوس والخزرج ومن ربنا هداه
وقد أنشدوا أبياتهم حلوة النغم
كترحيب بالداعي الكريم أفضل الدُّعاه
نصلي على خير الورى سيد الأمم
محمد رسول الله أرواحنا فداه
وآوى إلى قوم فيهم المَدِّ واللَّزَم
فآووا محمد بينهم وأحسنوا قِرَاه
وكم جاهدوا الكفار في السهل والأكم
محمد وأصحابه وأنصاره الأُباه
كأن الصحابه والنبي سيل من حمم
إذا ما عدوا في الحرب لا سيل من مياه
صرير القنا والنبل كالرعد إذا زحم
وبرق الصوارم يخطف أبصار من رآه
وكان النبي فيهم هو الشاجع الأشم
هو القائد الملهم هو البحر في عطاه
تَفِرُّ الأعادي منه في الحرب كالرُّخم
إذا ما النبي للسيف من غمده انتضاه
لقد كان قائد رابط الجأش إذا اقتحم
فَذَلَّت له الفُرسان وارتاعت المُشاه
وفي معركة بدر أخفق الشرك وانهزم
وجيش الطغاة أحجم قفا ما طغى وتاه
وكانوا الأعادي عندما الفيلق ازدحم
يريدوا يعَشّوا بالنبي فأصبحوا غداه
وهو كان يبصرهم قليل حينما ينم
لكي يقضي الله أمر في الغيب قد قضاه
وقد صار هذا النصر والمكسب الزَّخم
يزيد النبي قوة أُضِيْفَتْ إلى قواه
وما أحرزه من نصر في بدر واغتنم
رفع من مكانه واقتصاده ومستواه
وقد ضاقت الدنيا وعم الفزع وطم
بأعدا النبي والله أنزل بهم بلاه
رماهم رسول الله بقبضه من الحصم
فلم يبق منهم شخص إلا أدركه عماه
وعادوا إلى مَكَّه وهم مثلما الدِّمَم
وما فاد عتبه كبريائه ولا غناه
وهل كان أبو سفيان يعلم بما نجم
وما كان من قتل أقربائه وأصدقاه
ومن بينهم عتبه وشيبه واباالحكم
وعقبه وابنه حنظله هو وعمرو أخاه
لقد عاد إلى مكه وبالواقع اصطدم
وما زاد فَكّر في مبيعه ولا شراه
ليبكي أبو سفيان دمع امتزج (بدم)
ونسوان أهل الشرك يبكين من بكاه
وزوجة أبي سفيان وحمالة الحزم(1)
يقولين واخزوة قريش وافضيحتاه
كلامه وصدق غير أبي بكر لا سواه
فأنزل عليه (وَالْنَّجْم) نوعاً من القسم
ما ضل صاحبكم وما كان في غواه
وهيهات كم عانى من الهم والهدم
وكم دبروا قتله وكم حاولوا فناه
وكم حاولوا يغروه بالمال والنعم
لكي يترك أمر الدين ويرتاح من عناه
فأقسم لهم بالله ما يتركه ولم
ولن يتركه لو وضعوا الشمس في يداه
وقد زادهم هذا القسم غَمّ فوق غم
كما حس أبا جهل أنها تحترق شواه
وقد قرر الشيطان على حد ما زعم
حصار النبي حتى يموت هو ومن معاه
يريدون أن يثنوه بالجوع والسقم
فصمم ولم يُثنيه جوعه ولا ظماه
نصلي على أشرف وأفضل من اعتمم
ومن بالعمامه جاد للسائل إذ أتاه
تكفَّل به الرب الذي يبعث الرمم
وأرسل إليه من ساق قوته ومن سقاه
وأخفق حصار من لا ضمائر ولا ذمم
لهم ما أحد من حزب إبليس بلغ مُناه
وتَبَّتْ يَدَا عَمّه أبا النار والحطم
فهو شر من عادى محمد ومن شناه
وأما أبا طالب فقد كان نعم عم
أعان النبي حتى أتى الموت فانتهاه
ولما انتهى عمه أبا طالب اغتنم
أبا جهل وأعداء النبي فرصة الوفاه
وقد ضايقوه القوم عبادة الصنم
كما حاولوا قتله عليه أفضل الصلاه
ولكن رب الملك من كيدهم عصم
محمد حبيب الله ومن شرهم وقاه
ولما يئس واستاء من قومه الزِّيَم
نوى العزم إلى الطايف لتنفيذ ما نواه
ويعزم إلى الطائف لماذا ترى عزم
ليطلب ثقيف عونه ونصره على عُداه
وقد قابلوه بالرَّجْم حتى أدموا القدم
وقاموا بطرده بعد أن خيبوا رجاه
أَيُرْجَم نبيُّ الله يا ويل من رجم
محمد ومن عادى محمد أو اعتداه
ويأبى النبي أن تُطْبَق الأخشبين ولم
نراه يدعو إلا ما عرفناه من دُعَاه
أبى أنها تطبق على أعدائه القمم
عسى ربهم أن يهدي أنجالهم عساه
عليك صلاة الله يا خير من كظم
لغيظه ولم يدعو على قومه الجُفاه
تسامح ولم يحقد عليهم ولا صرم
حبال القرابة من وفائه ومن صفاه
ولما أُمِر بالهجرة المصطفى التزم
بتنفيذ أمر الله راضي بما قضاه
وقد دبَّروا قتله وحَطُّوا له الرَّسَم
فقاموا على بابه بيقظه وانتباه
وقد بات على فرشه مُجَلِّي لكل هم
علي بن أبي طالب وبالروح افتداه
وأَدَّى الأمانه لهلها بعد ما استلم
جميع الأماين حينما المصطفى ارتضاه
علي فارس الفرسان إذا الفيلق التحم
جميع العدى تخشى وترتاع من لقاه
فكم من شُجاع أفنى وكم من أسد هزم
وكم من بطل قد ألبسه ثوب من دماه
وسار النبي من بين حُرَّاسهم سلم
ومن خدعة الكفار كتب له النجاه
تلا آيه أعماهم بها عندما عزم
وحثَّ التراب فيهم كما قالوا الرُّواه
توكَّل على الخالق وبالخالق اعتصم
وقادة قريش المشركين جارين وراه
ولما خشيهم هو وابوبكر اعتزم
دخوله إلى الغار والحمام اقتفين خُطاه
فسبحان من أعمى الفريق الذي هجم
وأدخل محمد هو وابوبكر في حماه
ولله جُنْد من عناكب ومن حَمَام
تدافع بأمره عن نبيه ومصطفاه
ويرحل محمد رحلة الحزن والألم
ومهما تكن بلوى بها ربه ابتلاه
فقد كانت الهجره إلى يثرب الكرم
بداية نهايه للطواغيت والطغاه
ونقطة تَحَوُّل من مُهِمَّه إلى الأَهَم
وتغيير جذري عام في كل اتجاه
ولما وصل استقبلوه كل محترم
من الأوس والخزرج ومن ربنا هداه
وقد أنشدوا أبياتهم حلوة النغم
كترحيب بالداعي الكريم أفضل الدُّعاه
نصلي على خير الورى سيد الأمم
محمد رسول الله أرواحنا فداه
وآوى إلى قوم فيهم المَدِّ واللَّزَم
فآووا محمد بينهم وأحسنوا قِرَاه
وكم جاهدوا الكفار في السهل والأكم
محمد وأصحابه وأنصاره الأُباه
كأن الصحابه والنبي سيل من حمم
إذا ما عدوا في الحرب لا سيل من مياه
صرير القنا والنبل كالرعد إذا زحم
وبرق الصوارم يخطف أبصار من رآه
وكان النبي فيهم هو الشاجع الأشم
هو القائد الملهم هو البحر في عطاه
تَفِرُّ الأعادي منه في الحرب كالرُّخم
إذا ما النبي للسيف من غمده انتضاه
لقد كان قائد رابط الجأش إذا اقتحم
فَذَلَّت له الفُرسان وارتاعت المُشاه
وفي معركة بدر أخفق الشرك وانهزم
وجيش الطغاة أحجم قفا ما طغى وتاه
وكانوا الأعادي عندما الفيلق ازدحم
يريدوا يعَشّوا بالنبي فأصبحوا غداه
وهو كان يبصرهم قليل حينما ينم
لكي يقضي الله أمر في الغيب قد قضاه
وقد صار هذا النصر والمكسب الزَّخم
يزيد النبي قوة أُضِيْفَتْ إلى قواه
وما أحرزه من نصر في بدر واغتنم
رفع من مكانه واقتصاده ومستواه
وقد ضاقت الدنيا وعم الفزع وطم
بأعدا النبي والله أنزل بهم بلاه
رماهم رسول الله بقبضه من الحصم
فلم يبق منهم شخص إلا أدركه عماه
وعادوا إلى مَكَّه وهم مثلما الدِّمَم
وما فاد عتبه كبريائه ولا غناه
وهل كان أبو سفيان يعلم بما نجم
وما كان من قتل أقربائه وأصدقاه
ومن بينهم عتبه وشيبه واباالحكم
وعقبه وابنه حنظله هو وعمرو أخاه
لقد عاد إلى مكه وبالواقع اصطدم
وما زاد فَكّر في مبيعه ولا شراه
ليبكي أبو سفيان دمع امتزج (بدم)
ونسوان أهل الشرك يبكين من بكاه
وزوجة أبي سفيان وحمالة الحزم(1)
يقولين واخزوة قريش وافضيحتاه
ولم يسمع العُزَّى بكاهم ولا الندم
خزا اللات والعزى ومن يعبده خزاه
ويمضي محمد يدعو العرب والعجم
إلى الله حتى الفتح والانتصار جاه
ولما انتصر والشرك في مكه انعدم
عفا عن جميع من خالف أمره ومن جفاه
وقال أنتم الطلقاء ولا منهم انتقم
ولا عاقب أي إنسان منهم ولا نفاه
فمن مثل هذا الطيب الطاهر العلم
ومن في البريه كلها يمتلك سخاه
فجود السما والبر والبحر من كرم
محمد ونور الشمس والبدر من سناه
ومَاظُنّ أحد قد حاز ما حاز من شيم
ولا ابن أنثى قد حوى ما النبي حواه
إذا كان شداد ابن عاد قد بنى إرم
فهي لا تساوي شيء مِمَّا النبي بناه
وفرعون إذا ما قيل أنه بنى الهرم
فهذا محمد قد بنى الدين والحياه
فكم من ديانات ركنها انهار وانهدم
وما انهار ركن الحج والصوم والزكاه
نبياً به الرحمن للأنبياء اختتم
وَحَبَّهْ وَرَحَّبْ به وزاده شرف وجاه
ومن ذاك مثله ورَّمَت أرجله وَرَم
نعم وَرَّمَتْ من طول ما قام في الصلاه
ومن ذاك مثله كابد الجوع واحتزم
على الصخر في بطنه من الجوع ذي طواه
ومن ذاك أوفى منه بالعهد والذمم
ومن ذاك أصدق منه في كل ما حكاه
ومن ذاك أثبت منه إذا الخطب ادْلَهَمّ
ومن ذاك أصوب منه في الرأي إذا رآه
ومن ذاك أصبر منه إذا الكرب به ألم
ومن ذاك أشكر منه إذا ما الفَرَجْ أتاه
ومن ذاك أعدل منه في الحكم إذا جزم
فهو سيد الحكام وهو قاضي القضاه
لقد طبق الإنصاف والعدل إذ حكم
بنفسه على نفسه وهو طفل في صباه
رضع من حليمه ثدي إلى وقت ما انفطم
ولم يقرب الثدي الذي يرضعه أخاه
وكان النبي في العلم هو قمة القمم
وكالأنبياء والرسل معصوم عن خطاه
وكان النبي يقنع بما ربنا قسم
إذا احتار في أمرين أولى اليسير رضاه
كما كان يصفح عن خصيمه إذا اختصم
ويعفو عن المخطي وعن كل من هجاه
فقد قيل له يابن الذبيحين فابتسم
ولم يغضبه معنى الخصيم الذي عناه
ألا يا شفيع الخلق اشفع لمن نظم
قصيده بها من خالقه يبتغي جزاه
مُحبك أسير الوزر والذنب واللَّمم
وبين الرجاء والخوف ممَّا جنت يداه
وأخشى من العثره ومن زَلَّة القدم
ومن يوم كل إنسان يُجْزَى بما جناه
إلهي بفضل العرش واللَّوح والقلم
تجير العباد في ذلك اليوم من لظاه
وفي ختمها صلوا على سيد الأُمم
محمد عليه أزكى التحيات والصلاه
صلاتي وتسليمي عدد أحرف الختم
على المصطفى والآل والتابعين هداه
* * *
خزا اللات والعزى ومن يعبده خزاه
ويمضي محمد يدعو العرب والعجم
إلى الله حتى الفتح والانتصار جاه
ولما انتصر والشرك في مكه انعدم
عفا عن جميع من خالف أمره ومن جفاه
وقال أنتم الطلقاء ولا منهم انتقم
ولا عاقب أي إنسان منهم ولا نفاه
فمن مثل هذا الطيب الطاهر العلم
ومن في البريه كلها يمتلك سخاه
فجود السما والبر والبحر من كرم
محمد ونور الشمس والبدر من سناه
ومَاظُنّ أحد قد حاز ما حاز من شيم
ولا ابن أنثى قد حوى ما النبي حواه
إذا كان شداد ابن عاد قد بنى إرم
فهي لا تساوي شيء مِمَّا النبي بناه
وفرعون إذا ما قيل أنه بنى الهرم
فهذا محمد قد بنى الدين والحياه
فكم من ديانات ركنها انهار وانهدم
وما انهار ركن الحج والصوم والزكاه
نبياً به الرحمن للأنبياء اختتم
وَحَبَّهْ وَرَحَّبْ به وزاده شرف وجاه
ومن ذاك مثله ورَّمَت أرجله وَرَم
نعم وَرَّمَتْ من طول ما قام في الصلاه
ومن ذاك مثله كابد الجوع واحتزم
على الصخر في بطنه من الجوع ذي طواه
ومن ذاك أوفى منه بالعهد والذمم
ومن ذاك أصدق منه في كل ما حكاه
ومن ذاك أثبت منه إذا الخطب ادْلَهَمّ
ومن ذاك أصوب منه في الرأي إذا رآه
ومن ذاك أصبر منه إذا الكرب به ألم
ومن ذاك أشكر منه إذا ما الفَرَجْ أتاه
ومن ذاك أعدل منه في الحكم إذا جزم
فهو سيد الحكام وهو قاضي القضاه
لقد طبق الإنصاف والعدل إذ حكم
بنفسه على نفسه وهو طفل في صباه
رضع من حليمه ثدي إلى وقت ما انفطم
ولم يقرب الثدي الذي يرضعه أخاه
وكان النبي في العلم هو قمة القمم
وكالأنبياء والرسل معصوم عن خطاه
وكان النبي يقنع بما ربنا قسم
إذا احتار في أمرين أولى اليسير رضاه
كما كان يصفح عن خصيمه إذا اختصم
ويعفو عن المخطي وعن كل من هجاه
فقد قيل له يابن الذبيحين فابتسم
ولم يغضبه معنى الخصيم الذي عناه
ألا يا شفيع الخلق اشفع لمن نظم
قصيده بها من خالقه يبتغي جزاه
مُحبك أسير الوزر والذنب واللَّمم
وبين الرجاء والخوف ممَّا جنت يداه
وأخشى من العثره ومن زَلَّة القدم
ومن يوم كل إنسان يُجْزَى بما جناه
إلهي بفضل العرش واللَّوح والقلم
تجير العباد في ذلك اليوم من لظاه
وفي ختمها صلوا على سيد الأُمم
محمد عليه أزكى التحيات والصلاه
صلاتي وتسليمي عدد أحرف الختم
على المصطفى والآل والتابعين هداه
* * *
تهنئه العيد الـ43 لثوره السادس والعشرين من سبتمبر المجيد:
أهلاً وسهلاً مرحباً مرحب مرادي
بمقدمك يا خير عيد
نهنئ الجيش البطل حارس بلادي
والأمن بالعيد السعيد
نهنئ أبناء اليمن حاضر وبادي
من حضرموت حتى زبيد
في مثل هذا يومنا ثارت بلادي
منذ أربعين عام أو تزيد
الله أكبر حين بشرنا المنادي
بمولد الفجر الجديد
وكانت الأفراح هي شربي وزادي
في ذلك اليوم الحميد
أقسمت أن أفديه بروحي والفؤادي
ودم قلبي والوريد
لأنه اليوم الذي حرر بلادي
من هيمنه أسره حميد
لأنه اليوم الذي أطلق قيادي
من ذلك السجن الشديد
وحطم أغلال ذلك العهد المبادي
وذلك الحكم الفريد
لكن أعداء اليمن أخبث أعادي
أرادوا أن نبقى عبيد
وحاربونا في الصحافه والروادي
وقوه النار والحديد
وكم ويا كم حاول الخصم المعادي
عوده حليمه من جديد
لكننا خضنا الحروب في كل وادي
وكل قمه يا حفيد
ثمان سنين ظلت رجاجيل المعادي
تواجه الموت المبيد
وما لنا أية فضل في خوض الجهادي
الفضل كله للشهيد
ذي رحبوا بالموت وفاءً للمبادئ
والحريه أكبر رصيد
واليوم نرى أولاد الشهيد صفر الأيادي
وعن سعادتهم بعيد
شلوا سعادتهم عيال مهدي وهادي
أعداء أيلول المجيد
وألقوا أبناء المدينه والبوادي
يعانوا الفقر الشديد
وكم نراهم جائعين جوع اقتصادي
لم يشبعوا حتى عصيد
أما الذين ملئوا الدنيا فسادي
هم كل متمصلح عنيد
لقد شرحت بعض الحقيقه شرح عادي
يا صاحب الرأي السديد
وأنا أريد وانته تريد يا بن بلادي
والله يفعل ما يريد
صالح سحلول .... رحمه الله. 26.9.2005
أهلاً وسهلاً مرحباً مرحب مرادي
بمقدمك يا خير عيد
نهنئ الجيش البطل حارس بلادي
والأمن بالعيد السعيد
نهنئ أبناء اليمن حاضر وبادي
من حضرموت حتى زبيد
في مثل هذا يومنا ثارت بلادي
منذ أربعين عام أو تزيد
الله أكبر حين بشرنا المنادي
بمولد الفجر الجديد
وكانت الأفراح هي شربي وزادي
في ذلك اليوم الحميد
أقسمت أن أفديه بروحي والفؤادي
ودم قلبي والوريد
لأنه اليوم الذي حرر بلادي
من هيمنه أسره حميد
لأنه اليوم الذي أطلق قيادي
من ذلك السجن الشديد
وحطم أغلال ذلك العهد المبادي
وذلك الحكم الفريد
لكن أعداء اليمن أخبث أعادي
أرادوا أن نبقى عبيد
وحاربونا في الصحافه والروادي
وقوه النار والحديد
وكم ويا كم حاول الخصم المعادي
عوده حليمه من جديد
لكننا خضنا الحروب في كل وادي
وكل قمه يا حفيد
ثمان سنين ظلت رجاجيل المعادي
تواجه الموت المبيد
وما لنا أية فضل في خوض الجهادي
الفضل كله للشهيد
ذي رحبوا بالموت وفاءً للمبادئ
والحريه أكبر رصيد
واليوم نرى أولاد الشهيد صفر الأيادي
وعن سعادتهم بعيد
شلوا سعادتهم عيال مهدي وهادي
أعداء أيلول المجيد
وألقوا أبناء المدينه والبوادي
يعانوا الفقر الشديد
وكم نراهم جائعين جوع اقتصادي
لم يشبعوا حتى عصيد
أما الذين ملئوا الدنيا فسادي
هم كل متمصلح عنيد
لقد شرحت بعض الحقيقه شرح عادي
يا صاحب الرأي السديد
وأنا أريد وانته تريد يا بن بلادي
والله يفعل ما يريد
صالح سحلول .... رحمه الله. 26.9.2005
" حب الـــوطن "
أرض السعيده بلادي
حُبِّش سكن في فؤادي
لله ما احلى هواها
في كل قمه ووادي
حَبَّيْت فيها مدنها
وريفها والبوادي
حَبَّيْت سائر قُراها
وكل حاضر وبادي
حتى السجون والمقابر
حبيتها في بلادي
وكل موجود فيها
محبوب إلا الأعادي
وخيرها والتقدم
قصدي وغاية مُرادي
...... صالح سحلول رحمه الله
أرض السعيده بلادي
حُبِّش سكن في فؤادي
لله ما احلى هواها
في كل قمه ووادي
حَبَّيْت فيها مدنها
وريفها والبوادي
حَبَّيْت سائر قُراها
وكل حاضر وبادي
حتى السجون والمقابر
حبيتها في بلادي
وكل موجود فيها
محبوب إلا الأعادي
وخيرها والتقدم
قصدي وغاية مُرادي
...... صالح سحلول رحمه الله