من شدة القهر لم نعد نستسيغ شيئًا، ننام بدموعنا، نستيقظ بدموعنا، نقوم بدموعنا، نجلس بدموعنا، حتى اللقمة نأكلها بدموعنا.
يا رب هذا الحزن أكبر مما نطيق.
يا رب دبر لنا فإنا لا نحسن التدبير.
اللهم أنت حسبنا الله ونعم الوكيل.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

لا تواجه خصمًا حتى تعرف من أسعد الناس بهزيمته، فقد تكون هزيمتك لعدو تقوي عدوًا أخطر منه.

- عبدالعزيز الطريفي فك الله أسره.

وإن قطعت أسباب الأرض، فسبب السماء لا ينقطع.
أتعجب من ثقة موسى حينما ولى بقومه هاربًا من فرعون فوجد البحر أمامه، والعدو خلفه، وقد أُطبِق عليهم، وقطعت كل أسباب النجاة الظاهرة وأيقن أصحابه بالهلاك وقد صاروا في مرمى فرعون فقالوا: "إنا لمدرَكون"،
ففاجئهم بقوة يقينه بوعد ربه: " كلا إن معيَ ربي سيهدين"، فجاءه المدد الإلهي.

اللهم يقينا بك كيقين موسى.
اللهم دبر لنا فإنا لا نحسن التدبير.
اللهم جبرًا ونصرًا قريبا.

‏﷽
﴿غُلِبَتِ الرّومُ۝في أَدنَى الأَرضِ وَهُم مِن بَعدِ غَلَبِهِم سَيَغلِبونَ۝في بِضعِ سِنينَ لِلَّهِ الأَمرُ مِن قَبلُ وَمِن بَعدُ وَيَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنونَ۝بِنَصرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشاءُ وَهُوَ العَزيزُ الرَّحيمُ﴾
[الروم: ٢-٥]

كانت الفرس والروم في ذلك الوقت من أقوى دول الأرض، وكان يكون بينهما من الحروب والقتال ما يكون بين الدول المتوازنة، وكانتِ الفرسُ مشركينَ يعبُدون النار، وكانت الرومُ أهلَ كتابٍ ينتسبون إلى التوراة والإنجيل، وهم أقربُ إلى المسلمين من الفرس، [فكان المؤمنون] يحبُّون غَلَبَتَهم وظهورَهم على الفرس، وكان المشركون لاشتراكِهِم والفرسُ في الشرك يحبُّون ظهورَ الفرس على الروم، فظهر الفرسُ على الروم وغلبوهم غُلباً لم يُحِطْ بِمُلْكِهِم بل بأدنى أرضهم، ففرح بذلك مشركو مكة وحزن المسلمون، فأخبرهم الله، ووعدَهم أنَّ الروم ستغلب الفرس ﴿في بِضْعِ سنينَ﴾: تسع أو ثمان ونحو ذلك مما لا يزيدُ على العشر ولا ينقُصُ عن الثلاث، وأنَّ غلبةَ الفرس للروم ثم غلبةَ الروم للفرس كلُّ ذلك بمشيئتِهِ وقَدَرِهِ، ولهذا قال: ﴿لله الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ﴾:
فليس الغلبةُ والنصر لمجرَّد وجود الأسباب، وإنَّما هي لا بدَّ أن يقترن بها القضاء والقدر.

﴿ويومئذٍ﴾؛ أي: يوم يغلب الرومُ الفرس ويقهرونهم، ﴿يفرحُ المؤمنون. بنصر الله ينصُرُ مَنْ يشاءُ﴾؛ أي: يفرحون بانتصارهم على الفرس، وإنْ كان الجميع كفاراً، ولكنَّ بعضُ الشرِّ أهونُ من بعض، ويحزنُ يومئذٍ المشركون.

- من تيسير الكريم الرحمن: للسعدي.
#تدبر

"إن الشجا يبعث الشجا"
.

"إنَ الشجى يبعث الشجى"

قال الشيخ بدر الثوعي: الحزن الكبير لا يضعف بتقاسم الأفراد له، نحن أمة ترى أحزانها الخاصة في أثواب الحادثة العامة، ثم استدل بقول الشاعر متمم اليربوعي في مرثيّته لقد لامني عند القبور على البُكا: "إن الشجى يبعث الشجى"

"أمّتي هذه أمُة مرحومة، ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابها في الدنيا، الفتن والزلازل والقتل."

إنّ ما يقع لأهل -غزة، ولأشباههم من المسلمين في أقطار وأمصار متعددة، هو الترجمة والتفسير العملي لحديث النبي الحبيب -ﷺ- هذا، فليس على المسلم في الآخرة عذابٌ دائمٌ، ولا عذاب كعذاب الكافرين.
فما أهون عذاب الدنيا وآلامها مقارنةً بعذاب جهنم، و بنارٍ تلظّى، يخلد فيها الكفرة القتلة المتكبرون وأمثالُهم ممّن سبق ولحق، ومعهم كلّ مَن والاهم وظاهرهم وأعانهم.

-مجدي المغربي.

دثرونا في دعواتكم.
انفجارات قريبة وقوية جدا لا تتوقف وسماء تبرق وترعد بأصوات القصـ ف.
لا تبخلوا علينا بالدعاء.
نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

لا أَضْحَكَ اللّهُ سِنَّ الدَّهرِ إِنْ ضَحِكَتْ
  وآلُ "غزةَ"* مظلومونَ قدْ قهروُا

  مُشّرَّدُونَ نُفوا عَنْ عُقْرِ دارِهمُ
  كأنهمْ قدْ جنوْا ما ليسَ يغتفرُ

-دعبل الخزاعي.

............................................
*في الأصل: وآل أحمد.

"مِن أوصافِ الحُزنِ فِي فِقْهِ اللُّغَةِ:
الوُجُوم: وَهُوَ حُزْنٌ يُسْكِتُ صَاحِبَهُ!"

يقول ابن عاشور: إنّ إصابة قوم فرعون بغتةً مِن قِبَل مَن أمَّلوا منه النفع أشدُّ عِبرةً للمعتبر، وأوقعُ حسرة على المستبصر، وأدل على أنَّ انتقام الله يكون أعظم من انتقام العدو كما قال:﴿فَالتَقَطَهُ آلُ فِرعَونَ لِيَكونَ لَهُم عَدُوًّا وَحَزَنًا﴾ مع قوله:
﴿عسى أن يَنفعَنا أو نَتخذَه ولدا﴾.

#تدبر