Telegram Web Link
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الخلفاءالراشدين ==4==

#حرب_الروم:
لكن خطر الروم ما زال يهدد الدولة الإسلاميَّة!! فهذا هرقل إمبراطور الروم قد جمع قوَّاته على حدود فلسطين؛ وحرَّض العرب المجاورين له على معاداة المسلمين ليُوقِفَ المدَّ الإسلامي، ولكن كلمة الله لا بد أن تكون هي العليا، ولا بُدَّ أن يُزيل أبو بكر t كلَّ العوائق التي تقف في طريق الدعوة الإسلاميَّة، وتتربَّص بها، تريد القضاء عليها!
فدعا أبو بكر المجاهدين لحرب الروم في الشام، وأعلن التعبئة العامَّة ليُلَقِّن كلَّ الذين يُفَكِّرون في العدوان على الإسلام والمسلمين درسًا لا يُنْسَى، وتحرَّكت الجيوش من "المدينة المنورة" وبتشكيل أربع فرق، يقودها قوَّاد عباقرة عظام؛ فكان على رأس الأُولى "عمرو بن العاص" ووِجْهَتُه فلسطين، وكان على رأس الثانية "يزيد بن أبي سفيان" ووجهته دمشق, وكان على رأس الثالثة "الوليد بن عقبة" ووجهته وادي الأُرْدُنِّ, أما الرابعة فكان على رأسها "أبو عُبَيْدَة بن الجرَّاح" ووجهته حمص[31].
وكان الصِّدِّيق t قد بَعث خالد بن سعيد بن العاص يُرابط بقوَّاته قرب مناطق يسيطر عليها الروم والقبائل العربيَّة التي تعتنق النصرانيَّة وتحالف الروم، ثم أرسل قوَّاده الأربعة إلى بلاالخلفا بعد ذلك، وقد أدرك الروم ما يرمى إليه خليفة المسلمين، فاستعدُّوا لحرب آتية لا بُدَّ منها مع المسلمين، فنقل هرقل مقرَّ القيادة إلى حمص ليكون أقرب من مَيْدَان القتال، ولما رأى المسلمون ذلك طلبوا من أبي بكر أن يرسل إليهم بالمدد، فأرسل أبو بكر إلى خالد بن الوليد أن يتحرَّك بمن معه في نجدة إلى الشام، ولا سيَّما أن الفرس في حالة من الضعف، ورحل خالد بمن معه إلى الشام، حيث جَرَت معركة اليرموك بين المسلمين والروم، واحتشدت القوَّات للمواجهة، وقبل البدء في القتال كان أبو بكر قد تُوُفِّيَ يوم الاثنين (22 جمادى الآخرة عام 23هـ/ 634م) إثر إصابته بالحمَّى، وهو ابن ثلاث وستين سنة، ودُفِنَ في بيت عائشة بجانب قبر النبي r[32].
وفاة أبي بكر وخلافة عمر واستكمال المسيرة:
كان أبو بكر t حينما اشتد المرض عليه، وشعر بدنوِّ أجله رأى أن يحسم أمر اختيار خلفٍ له؛ خشية انقسام المسلمين بعده، فاختار عمر بن الخطاب خليفة له (13- 23هـ/ 634- 644م)، بعد أن استشار كبار الصحابة، ثم بايعه عامَّة المسلمين بعد ذلك.
فأعاد تنظيم الجيوش, ووُلِّيَ أبو عبيدة بن الجراح القيادة العامَّة لجيوش الشام بدلاً من خالد بن الوليد، فقادا الاثنين معًا معركة اليرموك التي انتهت بانتصار المسلمين.
واصل عمر استكمال الفتوح الإسلاميَّة التي بدأت في عهد الصِّدِّيق فقرَّر توجيه الإمدادات إلى العراق بعدما ضعفت هذه الجبهة برحيل خالد بن الوليد t؛ إذ لم يتمكَّن المثنَّى بن حارثة من الاحتفاظ بما حقَّقه المسلمون من انتصارات، فارتدَّ إلى الحيرة وتحصَّن بها، وكتب بذلك إلى الخليفة، فأرسل عمر t أبا عبيد بن مسعود الثقفي في خمسة آلاف مقاتل، وأمره بالسير إلى العراق لقتال الفرس، وكتب في الوقت نفسه إلى المثنى يأمره بالانضمام إليه بمن معه من العَسْكَر.
وبعد عدَّة اصطدامات جانبيَّة مع الفرس في أماكن متفرِّقة، وصل أبو عبيدة إلى قُسِّ النَّاطف -وهو موضع قريب من الحِيرَة على الضِّفَّة الشرقيَّة لنهر الفرات- حيث انضمَّ إليه المثنَّى مع قوَّاته، ودفع الفرس بجيش من أربعة آلاف مقاتل بقيادة جاذويه، وعسكر على الجانب الآخر من النهر[33].
قتال الفرس:

عبر أبو عبيدة واصطدم بالجيش الفارسي في رَحَى معركة عنيفة قُتل خلالها أبو عبيدة، وتراجع المسلمون عَبْر الجسر تحت ضغط المعركة، لكنَّ أحد المسلمين هدم الجسر؛ ليَحُولَ دون انسحابهم، مما أضعف رُوح المسلمين المعنويَّة، وجعلهم عُرضة للقتل بعدما اختلَّ نظام صفِّهم، في هذه الأثناء نفَّذ المثنى خُطَّة تراجع منظَّمة؛ عَبَر النهر، وانحدر مسرعًا إلى الحيرة، ومنها إلى "أُلَيْس"، قرية من قرى الأنبار[34].
أضاعت معركة الجسر مكاسب المسلمين السابقة، وجعلت الحرب سجالاً، وأضحى موقف المثنَّى دقيقًا، واستمرار الفتح مستحيلاً، من دون دخول إمدادات جديدة إلى ميدان المعركة، فكتب إلى عمر بن الخطاب يطلب منه أن يمدَّه بالمسلمين، تحرَّك الخليفة على وجه السرعة وجهَّز جيشًا بقيادة جرير بن عبد الملك الْبَجَلِي، وأمره بالتوجُّه إلى العراق، حيث انضمَّ إليه المثنى، وقذف الفرس -في هذه الأثناء- بجيش تعداده اثني عشر ألف مقاتل بقيادة مهران بن باذان الهمذاني للتصدِّي للمسلمين، واشتبك الجيشان في رحى معركة قاسية في البويب في شهر رمضان، أسفرت عن انتصار واضح للمسلمين[35].
تأثَّر الفرس بما حلَّ بهم من هزائم متكرِّرة أمام المسلمين، فثاروا على ملكتهم بوران بنت كسرى أبرويز، ونصَّبوا عليهم يزدجرد بن شهريار بن كسرى، فعمل على توحيد الجبهة الفارسيَّة، وولَّى على قيادة جيوشه رستم بن هرمز
ولما بلغت عمر هذه الأنباء جهَّز جيشًا جديدًا بلغ تعداده نحو عشرين ألف مقاتل، أمَّر عليه سعد بن أبي وقاص، وأرسله إلى العراق لمواجهة الموقف المتجدِّد, فالتحم الجيشان في رحى معركة (القادسية) في (شهر شعبان 15هـ)، استمرَّت عدَّة أيام، وانتهت بانتصار المسلمين ومقتل رستم[37].
وتُعَدُّ معركة القادسيَّة نصرًا حاسمًا للمسلمين في صراعهم مع الفرس، وضربة مميتة للحكم الفارسي في العراق، وتَمَكَّن المسلمون من تحطيم القوَّة الميدانيَّة للجيش الفارسي بشكل لن تقوم له قائمة بعدها، وأدَّى مقتل رستم إلى زيادة اليأس والاضطراب في صفوف الفرس، ومن بين نتائج المعركة عودة القبائل العربيَّة الضاربة في الشمال إلى طاعة المسلمين، كما اعتنق بعضها الإسلام.
فتح المدائن:
تابع المسلمون تقدمهم بعد المعركة باتجاه المدائن عاصمة يزدجرد، ولما رأى الملك الفارسي أن المسلمين أصبحوا على أبواب عاصمته عرض عليهم الصلح مقترحًا أن يجلو عن المدائن الدنيا على ضفة دجلة الغربيَّة تاركًا المنطقة للمسلمين، شرط أن يعترفوا بالنهر حدًّا فاصلاً بينهم وبينه، فرفض سعد هذا العرض، وواصل حصاره لبَهُرَسِير حتى دخلها، واندفع المسلمون، فعبروا نهر دجلة إلى المدائن ودخلوها[38].
لم ييئس يزدجرد بعد سقوط عاصمته، وأرسل جيشًا إلى جلولاء التي تقع على مفترق الطرق إلى أَذْرَبِيجَان والباب والجبال وفارس، فأرسل سعدَ هاشم بن عتبة على رأس قوَّة عسكريَّة، اصطدمت بالجيش الفارسي وأَجْلَتْهُ عن المدينة، ولما بلغت يزدجردَ أنباءُ هذه الهزيمة، وكان في حلوان[39]، انسحب منها إلى الرِّيِّ في شمال فارس، وأتمَّ سعد فتح باقي مدن العراق مثل: تَكْرِيت، والمَوْصِل، وماسَبَذَان، وقَرْقيسِيَاء، وهِيت، ودَسْت مِيسَان[40].
ثم رأى عمر بن الخطاب أن يقف بالفتوح عند حدود العراق، غير أن الأحداث عدَّلت من سياسته، فالفرس لم يعترفوا بالهزيمة، فجمعوا قوَّاتهم في الأهواز في الجنوب الشرقي من العراق، واتَّخذوها قاعدة انطلاق لشنِّ هجمات خاطفة على المسلمين، فاضطر المسلمون إلى فتح الأهواز ورامَهُرْمُز والسوس وتُسْتَر؛ لوقف الهجمات الفارسيَّة على صفوفهم وقواعدهم[41].
نهاوند فتح الفتوح:
جهز يزدجرد جيشًا جديدًا أمَّر عليه الفيرزان، واصطدم بالمسلمين بقيادة النعمان بن مقرِّن المُزَنِيِّ في نَهَاوَنْد من بلاد الجبل جنوبي هَمَذَان، وأسفر الصدام عن انتصار المسلمين رغم استشهاد قائدهم، كما قُتِلَ القائد الفارسي، وتراجعت فلول المنهزمين إلى حصن نهاوَنْد، وامتنعوا فيه، فحاصرهم المسلمون بقيادة حُذيفة بن اليمان الذي خلف النعمان، حتى استسلموا، وصالح أهل الحصن المسلمين على الأمان في (شهر محرم عام 19هـ)[42].
وتُعَدُّ معركة نهاوَنْد من المعارك الكبرى في تاريخ الفتوح الإسلاميَّة في فارس، وسمَّاها المسلمون "فتح الفتوح"؛ لأنها فتحت الطريق أمامهم للقضاء على الدولة الفارسيَّة نهائيًّا.
فتوح الشام:
أما الجبهة الشاميَّة فقد شَهِدت تطوُّرًا كبيرًا في أحداثها وخاصَّة بعد انهزام الروم في معركة اليرموك، فقد غادر هرقل بيت المقدس لمَّا عَلِم بانتصار المسلمين في اليرموك، واتَّجه إلى حمص؛ ليجعلها مقرًّا لأعماله الحربيَّة.
بينما اتجه المنهزمون إلى فِحْل[43]، فوجَّه إليها أبو عبيدة بن الجراح قوَّة صغيرة، واتجه هو بجيشه إلى دمشق بناء على مشورة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب t الذي قال فيها لأبي عبيدة: ابدءوا بدمشق فانهدوا[44] لها؛ فإنها حصن الشام وبيت مملكتهم، واشغلوا عنكم أهلَ فِحْل بِخَيلٍ تكون بإزائهم وأهلَ فلسطين وأهلَ حمص[45].
ولما وصلت جيوش المسلمين إلى دمشق نزل عمرو بن العاص بباب الفراديس، ونزل شُرَحْبِيل بن حَسَنَة بباب تُومَاء، وقيس بن هبيرة بباب الفرج، وأبو عبيدة بباب الجبابية، وبقي خالد بن الوليد بالباب الشرقي، وشدَّد المسلمون الحصار على أهل دمشق سبعين يومًا، ولم تُجْدِ منعةُ حصونهم وما عليها من مجانيق وغيرها من آلات الدفاع نفعًا، فمنع المسلمون المدد من أن يصل إليهم، ونفدت المؤن من عندهم، ونفد صبرهم، وانكسرت حميتهم، وتمَّ للمسلمين فتح هذه المدينة.
وبعد فتح دمشق (15 من رجب 14هـ) سار الجيش إلى فِحْل، فأعاد أبو عبيدة تنظيم الجيش مرَّة أخرى، وكان الروم قد جعلوا بينهم وبين المسلمين خطًّا مانعًا من الوَحْل؛ حتى يُعيق المسلمين عن التقدُّم, ولكن انتهت المعركة بهزيمة ساحقة جعلت من هذا الوَحْل وبالاً عليهم, فبعد مقتل أميرهم لم يستطيعوا الفِرَار من أرض المعركة المليئة بهذا الوَحْل, ولم يفلت منهم إلا الشريد، وانصرف أبو عبيدة وخالد إلى حمص، فاستوليا عليها ثم على حَمَاة، وقِنِّسْرِينَ واللاذقيَّة وحَلَب[46].


#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الخلفاءالراشدين ==5==

وفاة أبي بكر وخلافة عمر رضى الله عنهما
#واستكمال_المسيرة:
كان أبو بكر t حينما اشتد المرض عليه،
وشعر بدنوِّ أجله رأى أن يحسم أمر اختيار خلفٍ له؛ خشية انقسام المسلمين بعده،
فاختار عمر بن الخطاب خليفة له
(13- 23هـ/ 634- 644م)،
بعد أن استشار كبار الصحابة،
ثم بايعه عامَّة المسلمين بعد ذلك.
فأعاد تنظيم الجيوش, ووُلِّيَ أبو عبيدة بن الجراح القيادة العامَّة لجيوش الشام
بدلاً من خالد بن الوليد، فقادا الاثنين معًا معركة
اليرموك التي انتهت بانتصار المسلمين.

واصل عمر استكمال الفتوح الإسلاميَّة التي بدأت في عهد الصِّدِّيق
فقرَّر توجيه الإمدادات إلى العراق بعدما ضعفت هذه الجبهة برحيل
خالد بن الوليد t؛

إذ لم يتمكَّن المثنَّى بن حارثة من الاحتفاظ بما حقَّقه المسلمون من انتصارات،
فارتدَّ إلى الحيرة وتحصَّن بها،
وكتب بذلك إلى الخليفة، فأرسل عمر t أبا عبيد بن مسعود الثقفي في خمسة آلاف مقاتل،
وأمره بالسير إلى العراق لقتال الفرس،
وكتب في الوقت نفسه إلى المثنى يأمره بالانضمام إليه بمن معه من العَسْكَر.

وبعد عدَّة اصطدامات جانبيَّة مع الفرس في أماكن متفرِّقة،
وصل أبو عبيدة إلى قُسِّ النَّاطف -
وهو موضع قريب من الحِيرَة على الضِّفَّة الشرقيَّة لنهر الفرات-
حيث انضمَّ إليه المثنَّى مع قوَّاته، ودفع الفرس بجيش من أربعة آلاف مقاتل بقيادة جاذويه، وعسكر على الجانب الآخر من النهر[].

قتال الفرس:

عبر أبو عبيدة واصطدم بالجيش الفارسي في رَحَى معركة عنيفة قُتل خلالها أبو عبيدة،
وتراجع المسلمون عَبْر الجسر تحت ضغط المعركة،

لكنَّ أحد المسلمين هدم الجسر؛ ليَحُولَ دون انسحابهم، مما أضعف رُوح المسلمين المعنويَّة،
وجعلهم عُرضة للقتل بعدما اختلَّ نظام صفِّهم، في هذه الأثناء نفَّذ المثنى خُطَّة تراجع منظَّمة؛ عَبَر النهر، وانحدر مسرعًا إلى الحيرة، ومنها إلى "أُلَيْس"، قرية من قرى الأنبار[].
أضاعت معركة الجسر مكاسب المسلمين السابقة، وجعلت الحرب سجالاً، وأضحى
موقف المثنَّى دقيقًا، واستمرار الفتح مستحيلاً، من دون دخول إمدادات جديدة إلى ميدان المعركة، فكتب إلى عمر بن الخطاب يطلب منه أن يمدَّه بالمسلمين،
تحرَّك الخليفة على وجه السرعة وجهَّز جيشًا بقيادة جرير بن عبد الملك الْبَجَلِي، وأمره بالتوجُّه إلى العراق، حيث انضمَّ إليه المثنى، وقذف الفرس -
في هذه الأثناء-
بجيش تعداده اثني عشر ألف مقاتل بقيادة
مهران بن باذان الهمذاني للتصدِّي للمسلمين،

واشتبك الجيشان في رحى معركة قاسية في البويب في شهر رمضان، أسفرت عن انتصار واضح للمسلمين[].

تأثَّر الفرس بما حلَّ بهم من هزائم متكرِّرة أمام المسلمين، فثاروا على ملكتهم بوران بنت كسرى أبرويز، ونصَّبوا عليهم يزدجرد بن شهريار بن كسرى،
فعمل على توحيد الجبهة الفارسيَّة،
وولَّى على قيادة جيوشه رستم بن هرمز[].

ولما بلغت عمر هذه الأنباء جهَّز جيشًا جديدًا بلغ تعداده نحو عشرين ألف مقاتل، أمَّر عليه سعد بن أبي وقاص،
وأرسله إلى العراق لمواجهة الموقف المتجدِّد, فالتحم الجيشان في رحى معركة (القادسية)
في (شهر شعبان 15هـ)، استمرَّت عدَّة أيام،

وانتهت بانتصار المسلمين ومقتل رستم.

وتُعَدُّ معركة القادسيَّة نصرًا حاسمًا للمسلمين في صراعهم مع الفرس،

وضربة مميتة للحكم الفارسي في العراق، وتَمَكَّن المسلمون من تحطيم القوَّة الميدانيَّة للجيش الفارسي بشكل لن تقوم له قائمة بعدها، وأدَّى مقتل رستم إلى زيادة اليأس والاضطراب في صفوف الفرس،
ومن بين نتائج المعركة عودة القبائل العربيَّة الضاربة في الشمال إلى طاعة المسلمين،
كما اعتنق بعضها الإسلام.
فتح المدائن:
تابع المسلمون تقدمهم بعد المعركة باتجاه المدائن عاصمة يزدجرد، ولما رأى الملك الفارسي أن المسلمين أصبحوا على أبواب عاصمته عرض عليهم الصلح مقترحًا أن يجلو عن المدائن الدنيا على ضفة دجلة الغربيَّة تاركًا المنطقة للمسلمين،
شرط أن يعترفوا بالنهر حدًّا فاصلاً بينهم وبينه، فرفض سعد هذا العرض، وواصل حصاره لبَهُرَسِير حتى دخلها،

واندفع المسلمون، فعبروا نهر دجلة إلى المدائن ودخلوها[].

لم ييئس يزدجرد بعد سقوط عاصمته،
وأرسل جيشًا إلى جلولاء التي تقع على مفترق الطرق إلى أَذْرَبِيجَان والباب والجبال وفارس،
فأرسل سعدَ هاشم بن عتبة على رأس قوَّة عسكريَّة، اصطدمت بالجيش الفارسي وأَجْلَتْهُ عن المدينة،
ولما بلغت يزدجردَ أنباءُ هذه الهزيمة، وكان في حلوان[]،
انسحب منها إلى الرِّيِّ في شمال فارس، وأتمَّ سعد فتح باقي مدن العراق مثل: تَكْرِيت، والمَوْصِل، وماسَبَذَان، وقَرْقيسِيَاء، وهِيت، ودَسْت مِيسَان[].
ثم رأى عمر بن الخطاب أن يقف بالفتوح عند حدود العراق،
غير أن الأحداث عدَّلت من سياسته، فالفرس لم يعترفوا بالهزيمة، فجمعوا قوَّاتهم في الأهواز في الجنوب الشرقي من العراق، واتَّخذوها قاعدة انطلاق لشنِّ هجمات خاطفة على المسلمين،
فاضطر المسلمون إلى فتح الأهواز ورامَهُرْمُز والسوس وتُسْتَر؛
لوقف الهجمات الفارسيَّة على صفوفهم وقواعدهم[].
نهاوند فتح الفتوح:
جهز يزدجرد جيشًا جديدًا أمَّر عليه الفيرزان،

واصطدم بالمسلمين بقيادة النعمان بن مقرِّن المُزَنِيِّ في نَهَاوَنْد من بلاد الجبل جنوبي هَمَذَان،

وأسفر الصدام عن انتصار المسلمين رغم استشهاد قائدهم،
كما قُتِلَ القائد الفارسي، وتراجعت فلول المنهزمين إلى حصن نهاوَنْد،
وامتنعوا فيه،
فحاصرهم المسلمون بقيادة حُذيفة بن اليمان الذي خلف النعمان،
حتى استسلموا،
وصالح أهل الحصن المسلمين على الأمان في (شهر محرم عام 19هـ)[].
وتُعَدُّ معركة نهاوَنْد من المعارك الكبرى في تاريخ الفتوح الإسلاميَّة في فارس، وسمَّاها المسلمون "فتح الفتوح"؛
لأنها فتحت الطريق أمامهم للقضاء على الدولة الفارسيَّة نهائيًّا.
فتوح الشام:
أما الجبهة الشاميَّة فقد شَهِدت تطوُّرًا كبيرًا في أحداثها وخاصَّة بعد انهزام الروم في معركة اليرموك، فقد غادر هرقل بيت المقدس لمَّا عَلِم بانتصار المسلمين في اليرموك، واتَّجه إلى حمص؛ ليجعلها مقرًّا لأعماله الحربيَّة.
بينما اتجه المنهزمون إلى فِحْل[]،

فوجَّه إليها أبو عبيدة بن الجراح قوَّة صغيرة،
واتجه هو بجيشه إلى دمشق
بناء على مشورة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب t 

الذي قال فيها لأبي عبيدة:
ابدءوا بدمشق فانهدوا[] 
لها؛ فإنها حصن الشام وبيت مملكتهم، واشغلوا عنكم أهلَ فِحْل بِخَيلٍ تكون بإزائهم وأهلَ فلسطين وأهلَ حمص[].

ولما وصلت جيوش المسلمين إلى دمشق

نزل عمرو بن العاص بباب الفراديس،

ونزل شُرَحْبِيل بن حَسَنَة بباب تُومَاء، وقيس بن هبيرة بباب الفرج، وأبو عبيدة بباب الجبابية، وبقي خالد بن الوليد بالباب الشرقي، وشدَّد المسلمون الحصار على أهل دمشق سبعين يومًا،
ولم تُجْدِ منعةُ حصونهم وما عليها من مجانيق وغيرها من آلات الدفاع نفعًا، فمنع المسلمون المدد من أن يصل إليهم، ونفدت المؤن من عندهم
ونفد صبرهم،
وانكسرت حميتهم،
وتمَّ للمسلمين فتح هذه المدينة.
وبعد فتح دمشق
(15 من رجب 14هـ)
سار الجيش إلى فِحْل، فأعاد أبو عبيدة تنظيم الجيش مرَّة أخرى،
وكان الروم قد جعلوا بينهم وبين المسلمين خطًّا مانعًا من الوَحْل؛
حتى يُعيق المسلمين عن التقدُّم,
ولكن انتهت المعركة بهزيمة ساحقة جعلت من هذا الوَحْل وبالاً عليهم, فبعد مقتل أميرهم لم يستطيعوا الفِرَار من أرض المعركة المليئة بهذا الوَحْل, ولم يفلت منهم إلا الشريد، وانصرف أبو عبيدة وخالد إلى حمص،
فاستوليا عليها ثم على حَمَاة، وقِنِّسْرِينَ واللاذقيَّة وحَلَب[].

#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈
*سأل النبي جبرائيل عليه السلام : هل انت تضحك؟*
*قال له: نعم.*
*قال له النبي: متى؟*
*قال عندما يخلق الانسان ومن اول مايولد الى ان يموت وهو يبحث عن شيء لم يخلق في الدنيا!*
*تعجب النبي وقال ماهو الشي الذي يبحث عنه الانسان ولم يخلق في الدنيا؟*
*قال جبرائيل: الراحة.*
*ان الله لم يخلق الراحة في الدنيا بل خلقها في الاخرة*
*فالانسان يبحث دائما عن الراحة*
*فالطفل يقول متى اكبر*
*والشاب يقول ليتني اعود طفلا*
*والشیخ يقول ليت الشباب يعود يوما*
*والمتزوجة تقول ليتنی اعود عزباء*
*والعزباء تقول ليتني اتزوج*
*والذي لم ينجب اطفال يقول ليتني عندي طفل واحد*
*والذي انجب اطفال يتضجر ويقول ليتني لم انجب اطفال*
*والذي تزوج امرأة واحدة يريد ان يتزوج الاخرى بحثا عن الراحة*
*وكلا يبحث عن الراحة*
*ولكن لاوجود للراحة في هذه الدنيا*
*قالت مريم: ياليتني مت قبل هذا، ولم تعلم أن في بطنها نبي*
*فلا تيأسوا إنَ طال البلاء*
*موسى عليه السلام لما دفن اخاه هارون عليه السلام ذكر مفارقته له وظلمة القبر... فأدركته الشفقة فبكى*
*فأوحى الله تعالى إليه: ياموسى لو اذنت لأهل القبور أن يخبروك بلطفي بهم لاخبروك!*
#قصص_وأمجاد_تاريخية
*سأل النبي جبرائيل عليه السلام : هل انت تضحك؟*
*قال له: نعم.*
*قال له النبي: متى؟*
*قال عندما يخلق الانسان ومن اول مايولد الى ان يموت وهو يبحث عن شيء لم يخلق في الدنيا!*
*تعجب النبي وقال ماهو الشي الذي يبحث عنه الانسان ولم يخلق في الدنيا؟*
*قال جبرائيل: الراحة.*
*ان الله لم يخلق الراحة في الدنيا بل خلقها في الاخرة*
*فالانسان يبحث دائما عن الراحة*
*فالطفل يقول متى اكبر*
*والشاب يقول ليتني اعود طفلا*
*والشیخ يقول ليت الشباب يعود يوما*
*والمتزوجة تقول ليتنی اعود عزباء*
*والعزباء تقول ليتني اتزوج*
*والذي لم ينجب اطفال يقول ليتني عندي طفل واحد*
*والذي انجب اطفال يتضجر ويقول ليتني لم انجب اطفال*
*والذي تزوج امرأة واحدة يريد ان يتزوج الاخرى بحثا عن الراحة*
*وكلا يبحث عن الراحة*
*ولكن لاوجود للراحة في هذه الدنيا*
*قالت مريم: ياليتني مت قبل هذا، ولم تعلم أن في بطنها نبي*
*فلا تيأسوا إنَ طال البلاء*
*موسى عليه السلام لما دفن اخاه هارون عليه السلام ذكر مفارقته له وظلمة القبر... فأدركته الشفقة فبكى*
*فأوحى الله تعالى إليه: ياموسى لو اذنت لأهل القبور أن يخبروك بلطفي بهم لاخبروك!*
*ياموسى لم انساهم على ظاهر الارض احياء مرزوقين أفأنساهم في باطن الارض مقبورين!*
*ياموسى اذا مات العبد، لم انظر الى كثرة معاصيه ولكن انظر إلى قلة حيلته*
*بعض الكلام يريحك نفسياً*
*ماأرحمك وماالطفك*
*ياالله ياالله ياالله*
*حكمة جميلة*
*ان الزيتون اذا ضغطت عليه اخرج ارقى الزيوت*
*وكذلك الفواكه اذا ضغطت عليها اخرجت احلى العصائر*
*فاذا احسست ان متاعب الدنيا تضغط عليك بهمومها فاعلم ان الله يريد ان يخرج منك احلى ما في قلبك*
اللهم نسألك حسن العاقبة يارب العالمين
#قصص_وأمجاد_تاريخية
قصص وأمجادتاريخية
ثم رأى عمر بن الخطاب أن يقف بالفتوح عند حدود العراق، غير أن الأحداث عدَّلت من سياسته، فالفرس لم يعترفوا بالهزيمة، فجمعوا قوَّاتهم في الأهواز في الجنوب الشرقي من العراق، واتَّخذوها قاعدة انطلاق لشنِّ هجمات خاطفة على المسلمين، فاضطر المسلمون إلى فتح الأهواز…
الخلفاءالراشدين ==6==

تكملة الفتوحات
وتسلم امير المؤمنين مفاتيح المسجد الاقص
أما شُرَحْبِيل
وعمرو بن العاص
فقد قصدوا بَيْسَان، فحاصروا أهلها أيَّامًا وأرغموهم على طلب الصلح والأمان، ولمَّا عَلِمَ أهل طبرية بما حلَّ بأهل فِحْل وبَيْسَان طالبوا بعقد صلح مع المسلمين،
وكتب عمرو بن العاص
إلى عمر t بالفتح.

أمَّا فلسطين في ذلك الوقت فكان عليها والٍ روماني يُدعى (أرطبون)،

وكان من أدهى القوَّاد الرومان, من أقام جندًا كثيرًا ببيت المقدس -إيلياء- والرملة باعتبارهما أهمّ المدن الفلسطينيَّة،
على حين عسكر بجنده الكثيف بأَجْنَادَيْنِ.
ولما رأى عمرو أن القوَّة التي مع الروم أقوى مما كان يظنُّ،

كتب إلى عمر بن الخطاب، فقال : قد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب، فانظروا عمَّا تنفرج.
وكتب إلى القوَّاد أن يسيروا إلى قيسارية والرملة وبيت المقدس؛ ليشغلوا الروم عن عمرو[47].

سار عمرو إلى أَجْنَادَيْنِ (15هـ)،
واقتتل المسلمون والروم قتالاً شديدًا -
لا يقلُّ عن قتال اليرموك- فانهزم أرطبون بعد منازلته لعمرو بن العاص,
فارتدَّ بالفارِّين إلى بيت المقدس.
وكان من أثر انتصار عمرو على أرطبون أن أَذْعَن للمسلمين كل مَن كان بـيافا، ونابلس، وعسقلان، وغزة، والرملة، وعكا، وبيروت، ولُدّ، والجبلة،
و وفُتِحَت أبوابها لهم من غير قتال
.... إلا بيت المقدس.
ثم قصد عمرو بن العاص بعد ذلك بيت المقدس، وضرب حولها حصارًا شديدًا, وأخذ يُراسل الأرطبون مراسلة ودِّيَّة، ويطلب إليه تسليم المدينة، والأرطبون يأبى ذلك،

واستمرَّ هذا الحصار أربعة أشهر لم ينقطع فيها القتال, والمسلمون صابرون على البرد والثلج والمطر،

إلى أن يئِس الروم من مقاومة حصار المسلمين لمدينتهم،
فقرَّر بِطْرِيقهم (صفرونيوس) القيام بمحاولة أخيرة,

وكتب إلى عمرو بن العاص -قائد جيش المسلمين- رسالة يُغريه فيها بفكِّ الحصار؛
نظرًا لاستحالة احتلال المدينة.
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه يتسلم مفاتيح بيت المقدس:
___
لما اشتدَّ حصار المسلمين للمدينة أيقن أهلها أن فتح المسلمين لها مسألة وقت؛ لذلك أرسل أرطبون إلى عمرو رسالة يطلب فيها أن يتسلَّم أمير المؤمنين مفاتيح بيت المقدس بنفسه، فأرسل عمرو بن العاص إلى
امير المؤمنين عمر بن الخطاب،
فخرج في مَدَدٍ قاصدًا بيت المقدس

–بعد استشارة الصحابة- فصالحوه على الجزية، وفتحوها له، وكان ذلك في أوائل سنة (16هـ).

ثم كتب كتاب الأمان لأهل بيت المقدس قال فيه:
🌴"بسم الله الرحمن الرحيم،
هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان،
أعطاهم أمانًا لأنفسهم
وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم،
وسقيمها وبريئها وسائر ملَّتها،
أنه لا تسكن كنائسهم ولا تُهدم، ولا يُنتقص منها، ولا من حيِّزها ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم ولا يُضارُّ أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود، وعلى أهل إيلياء أن يُعطوا الجزية كما يُعطي أهل المدائن،
وعليهم أن يُخْرِجوا منها الروم واللصوت (اللصوص)، فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله، حتى يبلغوا مأمنهم، ومَن أقام منهم فهو آمن، وعليه مِثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومَن أحبَّ من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم، ويخلِّي بِيَعهم وصُلُبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بِيَعهم وصُلُبهم، حتى يبلغوا مأمنهم،
ومَن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان؛ فمن شاء منهم قعد،
وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لا يُؤخذ منهم شيء حتى يُحصد حصادهم، وعلى ما في هذا الكتاب عهدُ الله وذمَّةُ رسوله وذمَّة الخلفاء وذمَّة المؤمنين إذا أعطَوا الذي عليهم من الجزية،

شهد على ذلك خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان
"[48].
فكان الصلح الذي أبرمه عمر t يشهد شهادة حقٍّ بأن الإسلام دين تسامح وليس دين إكراه، وهو شاهد عَدْل بأن المسلمين عاملوا النصارى الموجودين في القدس معاملة لم تخطر على أذهانهم.
_____
أمير المؤمنين يصلي بالمسجد الأقصى:
أراد عمر بن الخطاب t
 الصلاة بالمسجد الأقصى،
فسأل كعبًا:

أين ترى أن أُصَلِّيَ؟

فقال: إن أخذت عنِّي، صليت خلف الصخرة؛ فكانت القدس كلُّها بين يديك. فقال عمر: ضاهيت اليهوديَّة، لا، ولكن أُصَلِّي حيث صلَّى رسول الله r. فتقدَّم إلى القبلة فصلَّى،

ثم جاء فبسط ردائه، فكنس الكناسة في ردائه، وكنس الناس
[49].
*****
تأمين الفتوحات الشامية:
ظلَّ عمرو بن العاص مع جيشه في فلسطين؛
للقضاء على القوَّة التي كانت لا تزال مع قسطنطين
بن هرقل،
قصص وأمجادتاريخية
ثم رأى عمر بن الخطاب أن يقف بالفتوح عند حدود العراق، غير أن الأحداث عدَّلت من سياسته، فالفرس لم يعترفوا بالهزيمة، فجمعوا قوَّاتهم في الأهواز في الجنوب الشرقي من العراق، واتَّخذوها قاعدة انطلاق لشنِّ هجمات خاطفة على المسلمين، فاضطر المسلمون إلى فتح الأهواز…
فسار إلى قيسارية (قيصرية)؛
حيث عسكر قسطنطين بجيش كثيف،
وقد تغلَّب على هذا الأمير عوامل الخوف حين علم بسقوط طبريَّة وهروب أبيه من أنطاكية،
وتوهَّم أن عمرو بن العاص اخترق أسوار المدينة،
فانسلَّ من قصره هو وأسرته خِفْيَة،
ورحل إلى القسطنطينية كما رحل أبوه مِن قبلُ، فلمَّا علموا بهروب أميرهم سلَّموا لعمرو.

#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الخلفاءالراشدين ==7==

عام الطاعون
#فتح_مصر

شهدت خلافة عمر بن الخطاب t انتشار وباء الطاعون بصورة بشعة في بلاد الشام عام (18هـ)،
وعُرف هذا الطاعون بطاعون عَمْواس،
نسبة إلى قرية من قرى فلسطين،
وقد تسبَّب هذا الطاعون في وفاة خمسة وعشرين ألف شخص،
من بينهم بعض كبار الصحابة كأبي عُبَيْدَة، ومُعَاذ بن جبل، وشُرَحْبِيل بن حَسَنَة، وسُهَيْل بن عمرو، ويزيد بن أبي سفيان، وعامر بن غيلان الثقفي، وغيرهم[50].
_
فتح مصر :
عندما انتهى المسلمون من فتح بلاد الشام طلب عمرو بن العاص من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
السير إلى مصر لفتحها، وقد استطاع عمرو إقناع عمر بن الخطاب بفتح مصر،
حتى لا تكون أرض الشام معرَّضة لخطر مهاجمتها من الروم شمالاً،
وجنوبًا من مصر عن طريق سيناء البريِّ،
وغربًا من بحر الروم، وبخاصة أن (أرطبون) -
قائد الروم في فلسطين- قد فرَّ من فِلَسْطِينَ
ولحق بمصر، وحشد جنود الروم في مصر لقتال المسلمين لاستعادة بيت المقدس،
فرأى عمرو بن العاص أن على المسلمين ألاَّ يُضَيَّعوا الوقت سُدًى دون مسوِّغ، وأن يُوقِعوا بالأرطبون وقوَّات الروم قبل أن يستفحل أمرهم،
وقد أيَّده الفاروق عمر بن الخطاب،
المعروف بتفكيره الحصيف المتميِّز[51]،
ثم أمدَّه بالزُبَيْرِ بن العوَّام، ومعه بُسر بن أبي أرطاة، وخارجة بن حذافة،
وعمير بن وهب الجُمَحِي، فاتجه عمرو إلى حصن بابليون،
وضيَّق عليه الخناق بضعة أشهر،
وعندما طال وقت القتال،
أرسل المقوقس برسالة إلى عمرو يتهدَّده فيها ويتوعَّده؛
إذ الروم مؤيِّدُون للمقوقس،
وهم قوَّة معه على قوَّته في مواجهة عمرو ومَن معه،
لكنَّ عمرو بن العاص أرسل للمقوقس قائلاً:
"ليس بيني وبينكم إلا إحدى ثلاث خصال:
١- إمَّا أن دخلتم في الإسلام فكنتم إخواننا، وكان لكم ما لنا، وإن أبيتم
٢- فأعطيتم الجزية عن يدٍ وأنتم صاغرون،
٣- وإما أن جاهدناكم بالصبر والقتال، حتى يحكم الله بيننا وهو أحكم الحاكمين"[52].

وبعد أن تبيَّن للمقوقس عَجْزَ البيزنطيين عن الوقوف ضدَّ المسلمين، وافق على عقد الصلح بشرط
موافقة الإمبراطور عليه،
ومع رفض الإمبراطور البيزنطي للصلح مع المسلمين،
وحثِّه المقوقس على محاربتهم،
هاجم المسلمون الحصن بالمجانيق، واستطاع الزبير بن العوام t 
أن يدخل الحصن ببسالة فائقة منه،
وتبعه المسلمون عام (20هـ/ 641م)،
فاضطر المقوقس إلى عقد معاهدة مع عمرو بن العاص t،
وبمقتضى هذه المعاهدة دخل كثير من المصريين في الإسلام،
ومَن بقي منهم على دينه كان يدفع الجزية
التي أقرَّها الصلح,
ولأن الشعب المصري عانى كثيرًا من ظلم الرومان فقد رحَّب بالمسلمين؛
لما يحملونه من قيم العدل والمساواة[53].

ثم أرسل عمرو بن العاص t 
قوَّةً إلى الصعيد
بإمرة عبد الله بن سعد بن أبي سرح بِنَاءً على أوامر الخليفة ففتحها،
وكان الوالي عليها،
كما أرسل
و خارجة بن حُذافة إلى الفَيُّوم،
وففتحها وصالح أهلها، وأرسل
عُمَيْرَ بن وهب الجُمَحِيَّ إلى دِمْيَاط وتِنِّيس
وما حولهما؛
فصالح أهل تلك الجهات،

ثم سار عمرو بن العاص
إلى الغرب،
ففتح بَرْقَةَ
وصالح أهلها،
وأرسل عقبة بن نافع ففتح زَوِيلَةَ،
واتجه نحو بلاد النوبة ففتحها
فتمَّ بذلك فتح مصر[54].
----------------------
**إرساء مؤسسات الخلافة* :
*في عهد عمر* tرضى الله عنه وارضاة

 اتَّسعت رقعة الدولة الإسلاميَّة اتِّساعًا كبيرًا، فكان لا بُدَّ لهذه الدولة من تنظيم حتى تستمرَّ،
فحدَّد عمر
اولا - نظام القضاء وأصوله في العهد الذي ولّى بموجبه أبا موسى الأشعري،
وقد استلزمت الفتوح الإسلاميَّة التوسُّع في نظام القضاء،
فكان يُرسل إلى كل مصرِ من الأمصار قاضيًا،
يختاره ليتولى الحكم في المسائل الدينيَّة أو الدنيويَّة بين أهل المصر، وليُشرف على الفيء والغنائم،
ثانيا - خصَّص رجلاً آخر يقوم بتقسيم الغنائم،
ويُعَدُّ عمر أوَّل مَن فصل السلطة القضائيَّة عن سلطة الحُكَّام،
فكان القضاة يُعَيَّنُون منه مباشرة،
ويتَّصلون به فيما يرَوْن من شئون المسلمين،
ودون تدخُّل من وُلاة الأقاليم،
ثالثا- أوجد عمر إلى جانب القضاء ما يشبه ديوان المحاسبة،
فكان لا يُصدر قرارًا بمعاقبة أحد من وُلاته
أو عمَّاله إلا بعد تحقيق دقيق[55].

رابعا- إنشاء الدواوين:
كان إنشاء الدواوين ضرورة لا بُدَّ منها؛
نظرًا لتدفُّق الأموال بكثرة على المدينة،
بفعل اتِّساع رقعة الفتوحات,
مما دفع عمر إلى التفكير في وضع نظام لإحصائها وتوزيعها،
فأقام عمر بن الخطاب تنظيم الديوان في عام (20هـ)
على ثلاثة أسس
هي: درجة القرابة والنسب من الرسول, والسابقون الأوَّلون في الإسلام,
ودرجة الجهاد والبلاء والشجاعة والإقدام في سبيل نشر الإسلام[56].
كما أنشأ عمر
"بيت المال" لحفظ الأموال الفائضة عن أعطيات الجند، والإنفاق الضروري منها على مصالح المسلمين،
وكانت موارده متعدِّدة الجوانب أساسها الزكاة والصدقات والجزية والعُشور والفائض
من الخراج[57].


#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الخلفاءالراشدين ==8==

استشهاد الفاروق

#وخلافة_عثمان


ظلَّت الدولة الإسلاميَّة في عهده في قمَّة ازدهارها وتألُّقها،
حتى جاء اليوم الموعود
(4 من ذي الحجة عام 23هـ)
الذي خرج عمر ليؤُمَّ الناس لصلاة الفجر،
حتى إذا انتظم جمع المصلِّينَ،
دخل في تلك اللحظة
رجل ظهر فجأة بجانبه، وطعنه عدَّة طعنات بخنجر مسموم،
كان هذا الرجل
أبا لؤلؤة فيروز،
غلام المغيرة بن شعبة،
وهو مِن سَبْي فارس،
وتُوُفِّيَ عمر بعد ثلاثة أيام،
ودُفِنَ بجوار قبر النبي r 
وأبي بكر الصِّدِّيق[58

انتخاب الخليفة

استمرَّ اهتمام الفاروق بالأُمَّة ووَحدتها حتى اللحظات الأخيرة من حياته،
فابتكر طريقة جديدة لانتخاب الخليفة؛
بأن جعل الشورى في عدد محصور من خيرة الصحابة، كلهم شهدوا بدرًا،
ويصلحون لتولِّي أمر المسلمين,
فعيَّنَ الفاروق رضى الله عنه  
ستَّة رجال من أفضل
صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانة،
حتى يتشاور المسلمون في اختيار أحدهم خليفة، وهم:
عثمان بن عفان,
وعلي بن أبي طالب,
والزبير بن العوام,
وطلحة بن عبيد الله,
وسعد بن أبي وقاص, وعبد الرحمن بن عوف ،
وأمرهم أن يجتمعوا في بيت أحدهم ويتشاوروا،
وفيهم
عبد الله بن عمر
يحضر معهم مشيرًا فقط،
وليس له من الأمر شيء
[59].

كما أمر
صهيبًا الرومي أن يُصَلِّيَ بالناس أثناء التشاور،

حتى لا يُوَلِّيَ إمامةَ
الصلاة أحدًا من الستة؛

فيصبح هذا ترشيحًا من عمر له بالخلافة،

وأمر
المقداد ابن الأسود
وأبا طلحة الأنصاري
أن يراقبا سير الانتخابات[60].
وحدَّد الفاروق رضي الله عنه  
ثلاثة أيام لاختيار الخليفة الجديد -
وهي مدَّة كافية-
ولا يَزيدون عليها؛
حتى لا يحدث شقاق وخلاف بين المسلمين،
ولذلك
قال عمر  لهم:
لا يأتي اليوم الرابع
إلا وعليكم أمير[61].

#مبايعة_عثمان

استقرَّ الأمر على مبايعة عثمان  
خليفة للمسلمين،
وأُخِذَت البيعة في المسجد النبوي في شهر ذي الحجة (23هـ),
إذ أقبل عبد الرحمن بن عوف -
وقد اعتمَّ بالعِمَامة التي عمَّمه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم-

بعدما أرسل إلى من كان حاضرًا من المهاجرين والأنصار وأمراء الأجناد،
ومنهم:
معاوية أمير الشام،
وعمير بن سعد أمير حمص،
وعمرو بن العاص أمير مصر،
فاجتمع رجال الشورى عند المنبر
فبايعه
عبد الرحمن أوَّلاً,
ثم بايعه المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون،
ويُرْوَى أن علي بن أبي طالب
أوَّل من بايع بعد عبد الرحمن بن عوف[62].

وقد شهدت خلافته 
 وخاصَّة في العشر سنوات الأولى العديد من الفتوحات التي أرست دعائم الدولة الإسلاميَّة،
وخاصَّة بعدما انتشر خبر وفاة عمر بن الخطاب t،
فكان ذلك الخبر بمنزلة نقطة فاصلة في حياة الفرس والروم
وبعض البلاد التي تمَّ فتحها في عهده،
حيث بدءوا التفكير في نقض العهود التي أبرموها مع المسلمين،
ةوفكَّروا في استرداد مُلْكِهم.

حيث بدأت جيوش الروم في الإسكندريَّة التحرُّك بمعاونة القوَّة البَحْرِيَّة المرابطة لهم في الإسكندريَّة,
فنقضت الإسكندريَّة عهدها عام (25هـ)،
فسار إليها
ة عمرو بن العاص،
وقاتل أهلَها،
وأجبرهم على الخضوع، والعودة إلى عهدهم[63].

*الفتوحات في خلافة عثمان بن عفان:

فتح إفريقية
كان عمر بن الخطاب قد منع عمرو بن العاص من الانسياح في إفريقيَّة بعدما فتح طرابلس،
إلا أن عثمان بن عفان t
 قد سمح بذلك،
وأرسل عبد الله بن سعد بن أبي سرح على رأس قوَّة،
فاجتاز طَرَابُلُس،
واستولى على سفن للروم كانت راسية هناك على الشاطئ،
ثم واصل سيره في إفريقيَّة،
والتقى بجيوش للبيزنطيين عام (27هـ)
في (سُبَيْطِلَة) في جنوب غربي القيروان التي لم تكن قد أُسِّسَت بعدُ،
وحقَّق المسلمون فيها انتصارًا ساحقًا,
إلا أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح قد اضطر إلى عقد معاهدة للصلح مع البيزنطنيين مقابل جزية سنويَّة يدفعونها على أن يخلي إفريقيَّة،
حيث اضطر للعودة إلى مصر لمواجهة النوبة،
الذين هدَّدوا مصر من ناحية الجنوب[64].

إنشاء الأسطول
الإسلامي
ظلَّ معاوية t يُقنع عثمان t
 بضرورة إنشاء أسطول قويٍّ،
قادر على غزو البحر؛ لمواجهة التهديدات الروميَّة،
فأَذِنَ له قائلاً:
لا تنتخب الناس،
ولا تقرع بينهم،
خيِّرهم، فمن اختار الغزو طائعًا فاحمله وأَعِنْهُ.
ففعل ذلك،
واستعمل على البحر
عبد الله بن قيس الجاسي حليف بن فزارة[65].

ثم غزا معاوية قُبْرُص[66]،
وصالح أهلها على سبعة
آلاف دينار يؤدُّونها
إلى المسلمين كل سنة وذلك عام (28هـ),
بينما غزا حبيب بن مسلمة بعض الحصون في الشام، والتي كانت لا تزال بيد الروم وذلك عام (28هـ)[67].
------------
وفي عام (31هـ) جَرَت معركة بحْرِيَّة حاسمة بين المسلمين والروم تُعْرَف
بـ (ذات الصواري)،
وكان قائد المسلمين أمير مصر
عبد الله بن سعد بن أبي سرح،
وقائد الروم الإمبراطور قسطنطين الثاني،
الذي كان يقود أكثر
و من خمسمائة سفينة،
ومع ذلك فقد فرَّ من المعركة،
وهُزِم الروم شرَّ هزيمة
[68].

في عام (33هـ) غزا معاوية بن أبي سفيان
"حصن المرأة"
من أرض الروم قرب ثغر ملاطية[69]

#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الخلفاءالراشدين ==9==

فأفزع ذلك حذيفة،
ففزع فيه إلى خليفة المسلمين وإمامهم,
وطلب إليه أن يُدرك الأُمَّة قبل أن تختلف فيستشري بينهم الاختلاف،
ويتفاقم أمره،
ويعظم خطبه،
فيُمَسُّ نصُّ القرآن، وتُحَرَّف كلماتُه وآياته
عن مواضعها،
كالذي وقع بين اليهود والنصارى
من اختلاف كلِّ أُمَّة على نفسها في كتابها.

ولم يُقْدِم عثمان t على هذه الخطوة إلا بعد أن جمع المهاجرين والأنصار وشاورهم في الأمر،
وفيهم أعيان الأُمَّة وأعلام الأئمة وعلماء الصحابة، وفي طليعتهم علي بن أبي طالب t،
وعرض عثمان t هذه المعضلة على صفوة الأُمَّة وقادتها الهادِينَ المهديِّين، ودارسهم أمرها ودارسوه، وناقشهم فيها وناقشوه، حتى عَرَف رأيهم وعَرَفوا رأيه، فأجابوه إلى رأيه في صراحة لا تجعل للرَّيْب إلى قلوب المؤمنين سبيلاً، وظهر للناس في أرجاء الأرض ما انعقد عليه إجماعهم،
فلم يُعرف قط يومئذ لهم مخالف،
ولا عُرف عند أحد نكير، وليس شأن القرآن الذي يخفى على آحاد الأُمَّة فضلاً عن علمائها وأئمتها البارزين[79].

وبعث t مع كل مصحف مَن يُرشد الناس إلى قراءته،
بما يحتمله رسمه من القراءات ممَّا صحَّ وتواتر،

فكان عبد الله بن السائب مع المصحف المكِّي،

والمغيرة بن شهاب مع المصحف الشامي،

وأبو عبد الرحمن السلمي مع المصحف الكوفي،

وعامر بن قيس مع المصحف البصري،

وأمر زيد بن ثابت أن يُقرئ الناس بالمدينة[80].

الفتنة
بدأت بوادر الفتنة في الظهور في أواخر عهده t على يَدِ يهودي يُسَمَّى
"عبد الله بن سبأ"،
وكان أوَّلُ ظهوره في اليمن عام (30هـ),
حيث أظهر الإسلام,
ولكنَّه طعن فيه بما تَلقَّاهُ من تعاليم المجوسية,

فأخذ يتنقَّل بين بلاد المسلمين ناشرًا أفكاره وآراءه,
فذهب إلى الحجاز,
ومنها إلى العراق, فالبصرة

فتبعه الأشتر النَّخَعِيُّ, وحُكَيْم بن جَبَلَة,

ثمَّ انتقل ابنُ سبأ إلى مصر، ووجد في مصر مناخًا مناسبًا لأفكاره؛
لأن معظم المجاهدين خرجوا إلى الفتوحات في ليبيا,
وآخرين في السودان،
ومَن كان موجودًا إنما هم قِلَّة من المسلمين, فاستطاع ابن سبأ أن يجمع حوله قِلَّةً من الناس,

واستقرَّ في مصر,
وكان لدى ابن سبأ عدد من الأفكار والعقائد الأساسيَّة التي كان يبثُّها في أتباعه, ويدعو إليها وينشرها, فمن ذلك:
( *عقيدة الرجعة* ) المأخوذة عن المجوسية, والتي يدَّعي فيها عودة محمد r بعد موته, وكذلك

( عقيدة الوصاية
ويزعم فيها أنَّ أمر النبوَّة منذ آدم u وحتى محمد r 
بالوصاية، ويدَّعي فيها أيضًا أن النبي صل الله عليه وسلم r
 قد أوصي بالأمر لعليٍّ t,

وأَخَذ يُرسل بذلك إلى أهل الأمصار المختلفة[81].
فتبعه المنافقون والطـامعون في الإمـارة والموتورون، الذين أقام الخليفة الحدَّ على أحدهم, فقاموا ضدَّه,
وتبعه كذلك الجهلة من المسلمين، فبدأ هؤلاء الطعن في الأمراء, ثم وصل إلى الطعن في الخليفة نفسه, وأعدَّ ابن سبأ قائمة بالطعون في عثمان t، وأرسلها إلى الأمصار والبُلدان, ووصل الأمر إلى أمراء المسلمين, وإلى الخليفة t,
فأرسل مجموعة من الصحابة يفقِّهون الناس, ويعلِّمونهم,
ويدفعون عنهم هذه الشبهات,
فأرسل محمد بن مَسْلَمَة إلى الكوفة,
وأسامة بن زيد إلى البصرة, وعمَّار بن ياسر إلى مصر, وعبد الله بن عمر إلى الشام[82].

وكان أهل الشام أقلَّ الناس تأثُّرًا بهذه الفتنة،

لأن معاوية t كان يَسُوس الناس بحكمة وحلم،
فأحبَّه الناس حبًّا شديدًا, وظهرت الفتنة لأوَّل مرَّة بصورة علنية في الكوفة سنة (33 هـ)،
فقد جمع الأشتر النَّخَعي حوله مجموعة من الرجال تسعة أو عشَرة,

وبدأ يتحدَّث جهارًا نهارًا عن مطاعن يأخذها على عثمان t،
كلها مطاعن زورٍ وبهتان
[83].
فأرسل عثمان t إلى وُلاته كي يستشيرهم في أمر هذه الفتنة,
فأرسل إلى معاوية بن أبي سفيان واليه على الشام, وإلى عبد الله بن عامر واليه على البصرة,
وسعيد بن العاص واليه على الكوفة,
وعبد الله بن أبي سرح واليه على مصر,
وجاءوا جميعًا
إلى عثمان t بالمدينة, وبعد أن عرض عليهم الموقف فأشار عبد الله بن عامر أن يشغل الناس بالجهاد حتى لا يتفرَّغوا لهذه الأمور,
وأشار سعيد بن العاص باستئصال شأفة المفسدين وقطع دابرهم,
وأشار معاوية t بأن يُرَدَّ كلُّ والٍ إلى مصره فيكفيك أمره,
أما عبد الله بن أبي سرح فكان رأيه أن يتألَّفهم بالمال،
وقد جمع عثمان t في معالجة هذا الأمر بين كل هذه الآراء,
فأخرج بعض الجيوش للغزو,
وأعطى المال لبعض الناس, وكلَّف كلَّ والٍ بمسئوليَّته عن مصره,
ولكنه لم يستأصل شأفتهم[84].

#اشتعال_الفتنة
أراد رءوس الفتنة أن يُشعِلوا الأمر أكثر وأكثر, حتى يجتثُّوا الدولة الإسلاميَّة من جذورها, فبدءوا يُكثرون الطعن على عثمان،
ويكتبون هذه المطاعن المكذوبة والمفتراة, ويُرسلونها إلى الأقطار مُوَقَّعَةً بأسماء الصحابة افتراء على الصحابة, فيُوَقِّعُون الرسائل باسم طلحة بن عبيد الله,
والزبير بن العوام,
والسيدة عائشة ].

وكان الثوَّار قد جمعوا أنفسهم من البصرة, والكوفة, ومصر,

وبدءوا في التوجُّه ناحية المدينة المنوَّرة,

واتَّفقوا على عزل عثمان t،

واختلفوا فيمن يتولَّى الخلافة بعده,

فأرادها أهل مصر
لعليِّ بن أبي طالب t،

في حين أرادها
أهل الكوفة
للزبير بن العوام t،

وأرادها أهل البصرة
لطلحة بن عبيد الله،

فلمَّا وصلوا المدينة -

وعلم المسلمون بقدومهم لهذا الأمر-

أرسل عثمان t لكلِّ فرقة منهم مَن أرادوه خليفة, فذهب عليٌّ لفرقة أهل مصر فزجرهم وعنَّفهم, وقال ارجعوا لا صبَّحكم الله

وفعل مثله صاحباه
طلحة والزبير رضي الله عنهما,
فطلب الثوَّار من الثلاثة مقابلة الخليفة
لعرض شكواهم عليه, فدخلوا المدينة,
والْتَقَوْا بأمير المؤمنين عثمان t, وأخذوا يُناقشونه فيما أخذوه عليه,
ثم أخذوا يَعُدُّونَ عليه المآخذ, وهو يردُّ عليهم ويفنِّد[] 
مزاعمهم.
وبعد أن انتهَوْا من حوارهم قال لهم عثمان t:
ماذا تريدون؟
قالوا:
المنفيُّ يعود,
والمحروم يُعطَى, وتَسْتَعْمِلُ ذوي الأمانة والقوَّة،
وأن تَعْدل في القسمة. فوافقهم t 
على ما قالوا،
وكتب ذلك في كتابٍ, وشرط عليهم عثمان t
 ألاّ يشقُّوا له عصًا,
ولا يُفَرِّقوا جماعة المسلمين,
وأعطَوْه عهدًا بذلك، وخرجوا من المدينة راضِين، وظنَّ المسلمون في المدينة أن الفتنة قد خمدت,
وبات المسلمون ليلة سعيدة بعد خِضَمِّ أحداث عظيمة استمرَّت شهورًا.

#حصار_عثمان

ولكن الفتنة لم تُخْمَد بتحقيق المطالب؛
ذلك لأن قادة الفتنة لم يكونوا في الحقيقة طالبين للحقِّ,
وإنما متآمرين للفتنة, وللتفريق بين المسلمين,
من هنا ما إن بدأت الفِرَقُ في العودة حتى انتشرت بعض الرسائل الملفَّقة,
منها رسالة
مع الفرقة القادمة من مصر, بأن عثمان t أَمَر بقتل محمد بن أبي بكر t,
وأَمَر والِيَه على مصر بقتل رءوس الفتنة,
فعاد رءوس الفتنة إلى المدينة من جديد، وحاصروا عثمان t في بيته, وعندما وجد عثمان t 

أن الأمر قد وصل إلى هذا الحدِّ,
وأن اللين لن يُجدي
مع هؤلاء؛ كتب t رسائل إلى ولاته في الأمصار أن يرسلوا إليه بالجيوش لحلِّ هذه الأزمة,

فكتب إلى معاوية بن أبي سفيان بالشام,

وإلى أبي موسى الأشعري t بالكوفة،

وإلى والي البصرة,
ولكن فكرة قتل الخليفة
لم تكن قد ظهرت بعدُ, بل ما يطلبونه هو عزله,
ولم يُصرِّحوا بكلمة القتل مطلقًا[].   
ولكنَّهم اقتحموا داره t، فدخل عليه كنانة بن بشر -الملعون- وحمل السيف وضربه به، فمات شهيدًا t يوم 18 من ذي الحجة 35هـ[89].

#قصص_وأمجاد_تاريخية
#يـــتــــبــع_أن_شــاء_الله 👇
https://www.tg-me.com/+Tq61B7Se2346IAiQ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈
2024/09/23 16:24:33
Back to Top
HTML Embed Code: