Telegram Web Link
Forwarded from الدولة العباسية
#زمن_العزة

#خلافة_أبي_جعفر_المنصور A

🌿 (( خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا )) 💥

.. ، و الآن ....

و بعد أن انتهينا من قصة (( صقر قريش )) ، نترك الأندلس مرة أخرى مؤقتا ، و نعود سويا إلى قصر الخلافة في الكوفة لنقترب أكثر و أكثر من أبي جعفر المنصور .. هذا الخليفة العباسي الثاني .. فنتعرف على شخصيته و أعماله في فترة خلافته .. ، و لنجيب على هذا السؤال الذي يطرح نفسه دائما عندما نبدأ الحديث عن أي خليفة من خلفاء المسلمين :
هل كان من الصالحين فنحبه و نمدحه .. ، أم كان من الظلمة المفسدين فنكرهه و نسبه و نلعنه .. ؟!!

.. ، و الحقيقة أن أبا جعفر المنصور قد خلط عملا صالحا و آخر سيئا مثل الكثيرين من ملوك المسلمين و خلفائهم .. سواء في العصر الأموي أو العباسي أو العثماني ..

.. ، و لذلك فليس من العدل ، و لا من الحكمة في دراسة التاريخ الإسلامي أن نميل إلى عصر من العصور فنحبه و نحب خلفائه كلهم بلا استثناء ، بينما نبغض عصرا آخر بكل ما فيه و من فيه فنتناسى فضلهم ، و نشوه صورهم ، و نسلط عليهم ألسنة حداد فنقذفهم بالسباب و النقائص ..
.. هذا لا يصح .. لا يصح أن نتعامل مع أحداث التاريخ
(( بنزعة طائفية )) فنحرم أنفسنا من الاستفادة الكاملة من عبر التاريخ و مواعظه ..

.. ، فالمسلمون الصادقون مجمعون على حب الصحابة الكرام و حب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم جميعا و ذلك لأن الله سبحانه و تعالى زكاهم في القرآن و بشرهم بالجنة ، و لأن رسول الله زكاهم و نهى عن سبهم ، فقال :

(( لا تسبوا أصحابي .. ))

.. ، و لأن صبرهم ، و أعمالهم العظيمة ، و جهادهم .. كل ذلك زكاهم .. ، فنحن نحسن الظن بهم ، فإن أخطأ واحد منهم يوما فإننا نقول عنه : (( اجتهد فأخطأ ، فله أجر ))

.. ، فالمسلمون يؤمنون بأن ( عصر الصحابة ) هو خير القرون ، فيحبون الخلفاء الراشدين الخمسة : أبا بكر و عمر و عثمان و علي بن أبي طالب و الحسن بن علي .. ، و كذلك يحبون الصحابي الجليل / معاوية بن أبي سفيان ..
... رضي الله عنهم أجمعين ....

.. ، و يعتبرون أن حب الصحابة ( دين ) يتقربون به إلى الله ..

.. ، أما عن الملوك و الخلفاء الذين جاءوا من بعد سيدنا / معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه .. ، فنحن ندرس سيرهم و نذكر محاسنهم و مساوئهم ، و نعتبر بقصصهم .. ، ثم نترك حسابهم على الله تعالى ..
.. ، فلا نتحيز .. و لا نتطاول .. و لا نسب .. و لا ننسى الفضل لأهل الفضل منهم ..

.. ، و لنتذكر دائما يا إخواني أننا .. كلنا .. ( ذوو خطأ ) .. و نسأل الله تعالى أن يستر معايبنا ، و أن يغفر ذنوبنا و يرحمنا برحمته ..

.. ، و سأحكي لكم عن أبي جعفر المنصور في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى .. ، فتابعونا ...

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from الدولة العباسية
#زمن_العزة

#خلافة_أبي_جعفر_المنصور B

💥 (( أعوان الظلمة )) 🦇

* أبو جعفر المنصور من أحفاد الصحابي الجليل /
عبد الله بن عباس .. ، و كانت له شخصية قوية و مهابة في نفوس الناس ..
.. تولى الخلافة سنة ( 136 هجرية ) بعد وفاة أخيه (( السفاح )) .. ، و كان السفاح أصغر منه سنا ..

.. ، و قد طالت فترة خلافة أبي جعفر المنصور حيث بقي في الحكم حتى سنة 158 هجرية .. أي حوالي 22 عاما ..

فكيف أدار شئون البلاد و مصالح العباد في تلك الفترة .. ؟!!

.................... ................. .................

.. كما عرفنا من قبل ..

كان هناك اثنان من أبرز و أشرس و أقوى القادة العباسيين ، و على أكتافهما قامت دولة الخلافة العباسية على أنقاض و أشلاء الدولة الأموية ..

.. ، الأول : هو (( أبو مسلم الخراساني )) ذلك القائد العسكري الشاب الجرئ الذي حشد الحشود لنصرة العباسيين في بلاد فارس و تمكن من السيطرة الكاملة عليها بعد أن أطاح بكل من كان فيها من جنود و أمراء الأمويين ..

.. ، و الثاني : هو (( عبد الله بن علي )) عم كل من السفاح و أبي جعفر المنصور .. ، و كان السفاح قد ارسله بجيش العباسيين إلى الشام لقتال آخر خلفاء الأمويين
(( مروان بن محمد )) ، فانتصر عليه انتصارا ساحقا في (( معركة الزاب )) ، و استطاع أن يفرض سيطرته على بلاد الشام ..

.. ، و بعد أن مات (( السفاح )) بويع بالخلافة لأخيه الأكبر /
أبي جعفر المنصور فدانت له بلاد العراق و فارس ..
.. ، فأرسل إلى عمه (( عبد الله بن علي )) يخبره بوفاة السفاح و يطلب منه أن يأخذ له البيعة من أهل الشام ..

.. ، فغضب عمه غضبا عظيما لأنه كان يرى نفسه أحق بالخلافة منه .. ، و هنا بدأ الشيطان ينزغ بين من كانا متحابين و متناصرين بالأمس القريب ..
.. ، فقام (( عبد الله بن علي )) و نادى في أهل الشام :
( الصلاة جامعة ) .. ، ثم خطب فيهم فأخبرهم بوفاة السفاح و بأنه كان قد عهد إليه بالخلافة من بعده ..
.. ، و استطاع أن يأخذ البيعة لنفسه من معظم أعيان الشام ، و بذلك أحكم قبضته عليها ..

.. ، فلما وصلت تلك الأخبار إلى أبي جعفر المنصور قرر الإطاحة بعمه .. ، فأرسل إلى أبي مسلم الخراساني يأمره بان يتحرك بجيش خراسان لقتال عمه (( عبد الله بن علي ))

.. ، فاستجاب أبو مسلم الخراساني فورا و انطلق بجيشه نحو الشام .. ، و استطاع ان ينتصر على جيش
(( عبد الله بن علي )) بعد قتال استمر لستة أشهر كاملة ..
.. ، فهرب (( عبد الله بن علي )) إلى البصرة و مكث فيها متخفيا ..

.. ، فأمر الخليفة / أبو جعفر المنصور جنوده بأن يبحثوا عن ( عمه ) في كل مكان ، فلما تمكنوا من القبض عليه ألقى به
أبو جعفر المنصور في السجن لفترة .. ثم قتله .... !!!!!!

................... .................. ................

.. ، و بعد أن انتصر أبو مسلم الخراساني على
(( عبد الله بن علي )) زاد اعتزازه بنفسه و كثر جنوده و أنصاره حتى أصبح قوة لا يستهان بها ..

.. ، و كان ذلك يقلق الخليفة / أبا جعفر المنصور بشدة
، فقد كان يخاف أن يقوم عليه أبو مسلم الخراساني
بانقلاب عسكري ..
.. ، فاستشار وزراءه في ذلك الأمر ، فأشاروا عليه بضرورة التخلص منه في اسرع وقت .. !!!
.. ، فدبر مكيدة لاغتياله ، حيث أرسل إليه يطلب مقابلته في قصر الخلافة .. ، و اتفق مع حراسه أن يقتلوه إذا حضر إليه ..

.. ، فلما وصل أبو مسلم الخراساني استقبله أبو جعفر المنصور بالحفاوة و التكريم الذي يليق بقائد ذي شأن عظيم مثله .. ، ثم اشار إلى الحرس فطعنوه غدرا ... !!!!

.. ، و هذه كانت نهاية القائد الشاب الطموح /
أبي مسلم الخراساني الذي كان في الثلاثينات من عمره وقت اغتياله ، فلم يهنأ بالسلطان ، و لم يهنأ حتى بشبابه ..!!

، و لعل ما أصابه .. و أصاب ( السفاح ) و ( عبد الله بن علي ) من قبله .. كان بشؤم جرائمهم في حق (( بني أمية )) ..
.. ، فالله سبحانه يمهل و لا يهمل .. ، و كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ))

.. ، و هكذا تخلص أبو جعفر المنصور من أخطر منافسيه ..

.. و هذا حال (( الكرسي )) في كل زمان و مكان ..
لا يعرف رحمة .. ، و لا صداقة .. ، و لا ( رحما ) و لا نسبا ..
.. ، و لا حول و لا قوة إلا بالله .... !!!!

............ تابعونا ..........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from الدولة العباسية
#زمن_العزة

#خلافة_أبي_جعفر_المنصور A

🌿 (( خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا )) 💥

.. ، و الآن ....

و بعد أن انتهينا من قصة (( صقر قريش )) ، نترك الأندلس مرة أخرى مؤقتا ، و نعود سويا إلى قصر الخلافة في الكوفة لنقترب أكثر و أكثر من أبي جعفر المنصور .. هذا الخليفة العباسي الثاني .. فنتعرف على شخصيته و أعماله في فترة خلافته .. ، و لنجيب على هذا السؤال الذي يطرح نفسه دائما عندما نبدأ الحديث عن أي خليفة من خلفاء المسلمين :
هل كان من الصالحين فنحبه و نمدحه .. ، أم كان من الظلمة المفسدين فنكرهه و نسبه و نلعنه .. ؟!!

.. ، و الحقيقة أن أبا جعفر المنصور قد خلط عملا صالحا و آخر سيئا مثل الكثيرين من ملوك المسلمين و خلفائهم .. سواء في العصر الأموي أو العباسي أو العثماني ..

.. ، و لذلك فليس من العدل ، و لا من الحكمة في دراسة التاريخ الإسلامي أن نميل إلى عصر من العصور فنحبه و نحب خلفائه كلهم بلا استثناء ، بينما نبغض عصرا آخر بكل ما فيه و من فيه فنتناسى فضلهم ، و نشوه صورهم ، و نسلط عليهم ألسنة حداد فنقذفهم بالسباب و النقائص ..
.. هذا لا يصح .. لا يصح أن نتعامل مع أحداث التاريخ
(( بنزعة طائفية )) فنحرم أنفسنا من الاستفادة الكاملة من عبر التاريخ و مواعظه ..

.. ، فالمسلمون الصادقون مجمعون على حب الصحابة الكرام و حب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم جميعا و ذلك لأن الله سبحانه و تعالى زكاهم في القرآن و بشرهم بالجنة ، و لأن رسول الله زكاهم و نهى عن سبهم ، فقال :

(( لا تسبوا أصحابي .. ))

.. ، و لأن صبرهم ، و أعمالهم العظيمة ، و جهادهم .. كل ذلك زكاهم .. ، فنحن نحسن الظن بهم ، فإن أخطأ واحد منهم يوما فإننا نقول عنه : (( اجتهد فأخطأ ، فله أجر ))

.. ، فالمسلمون يؤمنون بأن ( عصر الصحابة ) هو خير القرون ، فيحبون الخلفاء الراشدين الخمسة : أبا بكر و عمر و عثمان و علي بن أبي طالب و الحسن بن علي .. ، و كذلك يحبون الصحابي الجليل / معاوية بن أبي سفيان ..
... رضي الله عنهم أجمعين ....

.. ، و يعتبرون أن حب الصحابة ( دين ) يتقربون به إلى الله ..

.. ، أما عن الملوك و الخلفاء الذين جاءوا من بعد سيدنا / معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه .. ، فنحن ندرس سيرهم و نذكر محاسنهم و مساوئهم ، و نعتبر بقصصهم .. ، ثم نترك حسابهم على الله تعالى ..
.. ، فلا نتحيز .. و لا نتطاول .. و لا نسب .. و لا ننسى الفضل لأهل الفضل منهم ..

.. ، و لنتذكر دائما يا إخواني أننا .. كلنا .. ( ذوو خطأ ) .. و نسأل الله تعالى أن يستر معايبنا ، و أن يغفر ذنوبنا و يرحمنا برحمته ..

.. ، و سأحكي لكم عن أبي جعفر المنصور في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى .. ، فتابعونا ...

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from الدولة العباسية
#زمن_العزة

#خلافة_أبي_جعفر_المنصور B

💥 (( أعوان الظلمة )) 🦇

* أبو جعفر المنصور من أحفاد الصحابي الجليل /
عبد الله بن عباس .. ، و كانت له شخصية قوية و مهابة في نفوس الناس ..
.. تولى الخلافة سنة ( 136 هجرية ) بعد وفاة أخيه (( السفاح )) .. ، و كان السفاح أصغر منه سنا ..

.. ، و قد طالت فترة خلافة أبي جعفر المنصور حيث بقي في الحكم حتى سنة 158 هجرية .. أي حوالي 22 عاما ..

فكيف أدار شئون البلاد و مصالح العباد في تلك الفترة .. ؟!!

.................... ................. .................

.. كما عرفنا من قبل ..

كان هناك اثنان من أبرز و أشرس و أقوى القادة العباسيين ، و على أكتافهما قامت دولة الخلافة العباسية على أنقاض و أشلاء الدولة الأموية ..

.. ، الأول : هو (( أبو مسلم الخراساني )) ذلك القائد العسكري الشاب الجرئ الذي حشد الحشود لنصرة العباسيين في بلاد فارس و تمكن من السيطرة الكاملة عليها بعد أن أطاح بكل من كان فيها من جنود و أمراء الأمويين ..

.. ، و الثاني : هو (( عبد الله بن علي )) عم كل من السفاح و أبي جعفر المنصور .. ، و كان السفاح قد ارسله بجيش العباسيين إلى الشام لقتال آخر خلفاء الأمويين
(( مروان بن محمد )) ، فانتصر عليه انتصارا ساحقا في (( معركة الزاب )) ، و استطاع أن يفرض سيطرته على بلاد الشام ..

.. ، و بعد أن مات (( السفاح )) بويع بالخلافة لأخيه الأكبر /
أبي جعفر المنصور فدانت له بلاد العراق و فارس ..
.. ، فأرسل إلى عمه (( عبد الله بن علي )) يخبره بوفاة السفاح و يطلب منه أن يأخذ له البيعة من أهل الشام ..

.. ، فغضب عمه غضبا عظيما لأنه كان يرى نفسه أحق بالخلافة منه .. ، و هنا بدأ الشيطان ينزغ بين من كانا متحابين و متناصرين بالأمس القريب ..
.. ، فقام (( عبد الله بن علي )) و نادى في أهل الشام :
( الصلاة جامعة ) .. ، ثم خطب فيهم فأخبرهم بوفاة السفاح و بأنه كان قد عهد إليه بالخلافة من بعده ..
.. ، و استطاع أن يأخذ البيعة لنفسه من معظم أعيان الشام ، و بذلك أحكم قبضته عليها ..

.. ، فلما وصلت تلك الأخبار إلى أبي جعفر المنصور قرر الإطاحة بعمه .. ، فأرسل إلى أبي مسلم الخراساني يأمره بان يتحرك بجيش خراسان لقتال عمه (( عبد الله بن علي ))

.. ، فاستجاب أبو مسلم الخراساني فورا و انطلق بجيشه نحو الشام .. ، و استطاع ان ينتصر على جيش
(( عبد الله بن علي )) بعد قتال استمر لستة أشهر كاملة ..
.. ، فهرب (( عبد الله بن علي )) إلى البصرة و مكث فيها متخفيا ..

.. ، فأمر الخليفة / أبو جعفر المنصور جنوده بأن يبحثوا عن ( عمه ) في كل مكان ، فلما تمكنوا من القبض عليه ألقى به
أبو جعفر المنصور في السجن لفترة .. ثم قتله .... !!!!!!

................... .................. ................

.. ، و بعد أن انتصر أبو مسلم الخراساني على
(( عبد الله بن علي )) زاد اعتزازه بنفسه و كثر جنوده و أنصاره حتى أصبح قوة لا يستهان بها ..

.. ، و كان ذلك يقلق الخليفة / أبا جعفر المنصور بشدة
، فقد كان يخاف أن يقوم عليه أبو مسلم الخراساني
بانقلاب عسكري ..
.. ، فاستشار وزراءه في ذلك الأمر ، فأشاروا عليه بضرورة التخلص منه في اسرع وقت .. !!!
.. ، فدبر مكيدة لاغتياله ، حيث أرسل إليه يطلب مقابلته في قصر الخلافة .. ، و اتفق مع حراسه أن يقتلوه إذا حضر إليه ..

.. ، فلما وصل أبو مسلم الخراساني استقبله أبو جعفر المنصور بالحفاوة و التكريم الذي يليق بقائد ذي شأن عظيم مثله .. ، ثم اشار إلى الحرس فطعنوه غدرا ... !!!!

.. ، و هذه كانت نهاية القائد الشاب الطموح /
أبي مسلم الخراساني الذي كان في الثلاثينات من عمره وقت اغتياله ، فلم يهنأ بالسلطان ، و لم يهنأ حتى بشبابه ..!!

، و لعل ما أصابه .. و أصاب ( السفاح ) و ( عبد الله بن علي ) من قبله .. كان بشؤم جرائمهم في حق (( بني أمية )) ..
.. ، فالله سبحانه يمهل و لا يهمل .. ، و كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ))

.. ، و هكذا تخلص أبو جعفر المنصور من أخطر منافسيه ..

.. و هذا حال (( الكرسي )) في كل زمان و مكان ..
لا يعرف رحمة .. ، و لا صداقة .. ، و لا ( رحما ) و لا نسبا ..
.. ، و لا حول و لا قوة إلا بالله .... !!!!

............ تابعونا ..........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from الدولة العباسية
#زمن_العزة

#خلافة_أبي_جعفر_المنصور C

🌿 (( فألهمها فجورها و تقواها ))

* أعرف جيدا تلك الصورة الكئيبة التي رسمتموها في مخيلاتكم لأبي جعفر المنصور بعد هذا الذي قرأتموه عن مذابحه البشعة التي قام بها في مطلع فترة خلافته ..

.. ، و لكنني أريد منكم أن تتسع صدوركم لتستوعبوا ما سأذكره عنه اليوم ..
.. ، فالعدل يقتضي منا أن نذكر ما له و ما عليه ..

...... ....... ............. ...............

(( أم الدنيا ))

.. بعد أن تخلص أبو جعفر المنصور من كل خصومه و منافسيه و استقر له الأمر .. بدأ يفكر في عمل يقدمه للأمة الإسلامية لينهض بها و ليجعلها في مكانة رفيعة مشرفة تليق بها .. ، فقرر أن ينشئ عاصمة جديدة للخلافة الإسلامية و أن ينفق عليها أموالا ضخمة حتى تصبح أكبر ، و أروع ، و أعظم مدينة في العالم كله .. !!!!!!!

.. ، و بالفعل ..
أصدر أبو جعفر المنصور مرسوما رسميا يأمر فيه بإنشاء مدينة (( بغداد )) على أحدث طراز معماري على وجه الأرض
.. ، و فرض لهذا المشروع العملاق ميزانية ضخمة جداا ... !!

.. ، و تم الانتهاء من بناء مدينة بغداد في سنة 146 هجرية بعد أن أنفق عليها (( 18 مليون دينارا ذهبية )) ..
.. ، فكانت تبهر الأنظار و تأخذ بالقلوب من جمالها .. !!

.. ، و جمع لها (( المنصور )) العلماء من كل بلد حتى صارت بغداد هي (( أم الدنيا )) وقتها بلا منازع ..

.. ، و مع مرور الوقت أصبحت (( بغداد )) مهدا للحضارة الإسلامية و منارة للعلم في عهد الخلفاء العباسيين ..
.. ، و تزايد عدد سكانها حتى أصبح يعيش فيها
2 مليون نسمة ... !!!

.. ، و تحدث المؤرخون عن روعة (( بغداد )) فقالوا :

(( لم يكن لبغداد في الدنيا نظير في
جلالة قدرها ، و فخامة أمرها
، و كثرة علمائها و أعلامها ))

.................. .................... ...................

.. ، و لم تحدث أية فتوحات إسلامية جديدة تذكر في خلافة أبي جعفر المنصور .. ، و لكن يشهد له أنه كان حريصا على الإبقاء على هيبة الدولة الإسلامية و حماية ثغورها ، فلم يستطع أعداءها .. من الرومان المتربصين في الشمال ، أو من غيرهم .. أن يمسوها بسوء ..

.. ، و كان أبو جعفر المنصور (( رجل دولة )) من الطراز الأول .. يعرف جيدا كيف يدير البلاد و يسوس العباد و يرعى مصالحهم .. ، فانتعشت في خلافته أحوال الناس ، و استقرت الأوضاع الداخلية فيها بشكل كبير ..

.. ، كما كان أبو جعفر المنصور حريصا أشد الحرص على الصلاة و العبادة ، فكان يصلي بالناس إماما في المسجد و لا يترك صلاة الفجر .. ، بل و يروى عنه أنه كان يواظب على التهجد في الثلث الأخير من كل ليلة .. !!!

.. ، و حرص على تربية ابنه ( المهدي ) تربية صالحة ..
.. ، فنشأ (( المهدي )) معظما للقرآن و السنة .. محبا للعدل و الرحمة .. متحليا بمكارم الأخلاق ..
.. ، فاختاره أبو جعفر المنصور لولاية العهد ، و أعده إعدادا جيدا لتحمل تلك المسئولية الكبيرة من بعده ...

................. ...................

(( المهدي ))

.. ، و في عام 158 هجرية توفي أبو جعفر المنصور ..
.. ، و ذكروا أنه كان في مرض موته يكثر الاستغفار ، و يعترف لله بذنوبه و ظلمه ، و يدعوه متضرعا أن يعفو عنه ..

.. ، و تولى (( المهدي )) من بعده .. و كان في 32 من عمره ..
فبدأ خلافته بأن أطلق سراح المعتقلين الذين سجنهم
أبو جعفر المنصور لأنه كانوا معارضين لنظامه ..

.. ، و انتشر ( الزنادقة ) في عهد (( المهدي )) .. و هؤلاء كانوا يخادعون الناس و يظهرون أمامهم في صورة التدين و الصلاح ، و حقيقة أمرهم أنهم كانوا يسعون لتشويه معالم الدين و إفساد عقيدة المسلمين عن طريق نشر الأفكار و المعتقدات الباطلة و الأحاديث الموضوعة و المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

.. ، فحاربهم (( المهدي )) بكل قوة .. ، فقد كان غيورا على دينه و على سنة رسول الله ..

.................. ................... ...............

(( موسى الهادي ))

.. ، و جعل الخليفة / المهدي ولاية العهد من بعده لابنيه :
موسى الهادي .. ، ثم (( هارون الرشيد )) ..

.. ، و في سنة 169 هجرية توفي الخليفة المهدي ..
.. ، و تولى الخلافة من بعده (( موسى الهادي )) ، فسار على نهج أبيه في العدل و التقوى .. و كان شهما كريما ، و لكنه مات شابا بعد عام واحد فقط من توليه الحكم ..
.. ، فتولى الخلافة أخوه / هارون الرشيد .. ذلك الخليفة العباسي العظيم .. الذي كثر الافتراء عليه قديما و حديثا ...

.. ، و سنذكر قصة كاملة بإذن الله تعالى .... فتابعونا .....

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from الدولة العباسية
#زمن_العزة

#هارون_الرشيد_1

(( الخليفة المفترى عليه )) 🌿

* الخليفة العباسي / هارون بن المهدي هو أيضا من أحفاد
حبر الأمة / عبد الله بن عباس .. ، و يعتبر أعظم الخلفاء العباسيين و أشهرهم في التاريخ ، رغم ما يروى عن سيرته من الأكاذيب التي تتهمه بأنه كان لا يشغله من الدنيا إلا الخمر و النساء .. !!!!!!
.. ، فتلك الافتراءات روج لها كتاب (( ألف ليلة وليلة )) الشهير حيث صور (( هارون الرشيد )) بالخليفة المسرف في الترف والملذات ، و أنه لا يعرف إلا اللهو و شرب الخمور و مراقصة الغانيات ..
.. ، و الواقع أن هذا الخليفة كان من خيرة الخلفاء ..

.. ، فقد قال عنه الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء :

(( كان من أنبل الخلفاء ، وأحشم الملوك .. ، ذا حج و جهاد ، و غزو و شجاعة ، و رأي و فصاحة ..
.. ، و عنده علم و بصر بأعباء الخلافة .. ، و له نظر جيد في الأدب و الفقه ..
.. كان يصلي في خلافته في كل يوم مائة ركعة إلى أن مات ، و يتصدق بألف .. ، وكان يحب العلماء ، ويعظم حرمات الدين ، و يبغض الجدال و الكلام ، و يبكي على نفسه و على ذنوبه ، لا سيما إذا وعظ ... ))

.. ، و قيل عنه أيضا :

(( .. و قد تم فتح الكثير من البلدان في زمنه .. ، و اتسعت رقعة الإسلام .. ، و استتب الأمن .. ، و عم الرخاء و كثر الخير بما لا نظير له ..
.. ، ثم إن هذا الخليفة كان حسن السيرة و السريرة ))

.. ، و حتى يتعرف الشباب على أبطال تاريخنا المجيد الذي تم تشويهه عمدا سنسلط الأضواء .. في الأيام القادمة بإذن الله .. على حياة أمير المؤمنين / هارون الرشيد ، و نحكي عن أعماله و سيرته العطرة ..

....... فتابعونا .......

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from الدولة العباسية
#زمن_العزة

#هارون_الرشيد_2

🌱 (( ميلاد عظيم )) 💖

* أرسل الخليفة / أبو جعفر المنصور ابنه الأصغر /
محمد المهدي قائدا على بعض الحملات العسكرية التي كانت مهمتها تأمين و حماية الحدود الفارسية ..
.. ، ثم اختاره ليكون واليا على مدينة (( الري )) الفارسية ..

.. ، فتوجه الأمير (( محمد المهدي )) إلى مدينة الري لتسلم مهام منصبه الجديد ، و اصطحب معه زوجته الحبيبة (( الخيزران )) .. ، فقد جمعه بها حب عظيم منذ اللحظة الأولى التي رآها فيها .. ، فقد كانت (( الخيزران )) مجرد جارية عربية استقدمها المهدي من بلاد اليمن .. ، و لكنها سرعان ما أبهرته بذكائها و قوة شخصيتها .. كما كان لها علم بالحديث و علوم القرآن .. ، فأعتقها الأمير / محمد المهدي و تزوجها .. ، فأنجبت له (( موسى الهادي )) ..

.. ، ثم في عام 149 هجرية ..

أنجبت له (( الخيزران )) ولده الثاني (( هارون ))
.. ، فسر بهما المهدي سرورا كبيرا ، و اعتنى بتربيتهما تربية صالحة .. ، و على الرغم من أن المهدي كان له أبناء من زوجات أخريات إلا إن ابني (( الخيزران )) كانت لهما في قلبه مكانة خاصة جدا ..

.. ، و تربى (( هارون )) تربية رفيعة المستوى بين أبناء الأمراء و القادة في الدولة العباسية ..

.................. ................... .............

.. ، و في عام 151 هـ ..

توفي (( جعفر )) .. ولي العهد .. الابن الأكبر للخليفة /
أبي جعفر المنصور .. ، فعاد المهدي بأسرته إلى بغداد بعد أن أصبح وليا للعهد بعد وفاة أخيه ..
.. ، و عاش (( هارون )) طفولة هادئة و مستقرة في قصر الخلافة برعاية والده و جده .. ، و كان أخواه في الرضاعة (( الفضل و جعفر )) من أقرب أصدقائه إليه .. ، و هما ابنا أحد رجال الدولة البارزين و يسمى (( يحي البرمكي )) ..

.. ، و كان ممن تولى تربية (( هارون )) و تعليمه عالم النحو الشهير (( الكسائي )) .. ، و ظل الكسائي ملازما لهارون طوال حياته .. حتى ربى له ابنه (( محمد الأمين )) ...

.. ، في عام 158 هـ ..

توفي الخليفة / أبو جعفر المنصور .. ، و أصبح المهدي في منصب الخلافة ..
.. ، فلما رأى ابنه (( هارون )) قد أصبح غلاما يافعا حرص على تربيته على الجهاد ، فقام بتدريبه على الفروسية و الرمي و فنون القتال .. ، فبرع فيها (( هارون )) سريعا جدا ، و ظهرت عليه سمات القائد العسكري المتميز رغم صغر سنه ... !!!

.. ، فعينه والده قائدا في الجيش الذي يضم العديد من القادة الكبار وأمراء الدولة .. ، وكان (( هارون )) وقتها لم يتجاوز الخمس عشر عاما من عمره .. !!!!

.. ، و خرج هذا الجيش في عام 163 هـ إلى أراضي الروم و توغل فيها ، فكانت أول تجربة عملية لهارون على أرض المعركة .. ، فأظهر براعة فائقة في قيادته لهذا الجيش ، و استطاع أن يحاصر قلعة رومية اسمها (( سمالوا ))
ثمانية و ثلاثين يوما كاملة حتى انتهى الأمر بفتحها ... !!!

.. ، وعاد البطل الصغير / هارون بجيشه سالما محملًا بالغنائم .. ، فاستقبله أهل بغداد استقبالا حافلا .. ، و كافأه أبوه الخليفة / المهدي بتوليته على بلاد أذربيجان وأرمينية ..

............ ............... ................

.. ، و في عام 165 هـ ..

تزوج (( هارون )) من ابنة عمه (( زبيدة بنت جعفر ))
.. ، و بعد الزواج بفترة قصيرة أرسله والده المهدي لقيادة جيش آخر لغزو الروم .. ، و كان جيشا كبيرا جدا هذه المرة ، فقد قارب عدد جنوده المائة ألف مقاتل .. !!

.. وصل (( هارون )) بالجيش إلى الأراضي الرومانية .. ، ثم أخذ يتوغل حتى بلغ خليج البحر المطل على عاصمة الرومان (( القسطنطينية )) .. ، و في أثناء ذلك التوغل قتل جيش المسلمين أعدادا كبيرة من جنود الرومان ..

.. ، و كانت تحكم الرومان يومئذ امرأة تسمى (( أيرين )) .. هي وصية العرش على ابنها ( قنسطنطين ) البالغ من العمر تسع سنوات .. ، فآثرت (( أيرين )) السلامة و طلبت الصلح مع (( هارون )) بعد ما رأت من القتل في جند الرومان ..

.. ، فوافق هارون الرشيد على ذلك الصلح مقابل أن تدفع له
(( أيرين )) سبعين ألف دينار كل سنة .. ، و اتفقا على هدنة لمدة ثلاث سنوات ..
.. ، و عندما تهيأ (( هارون )) للعودة إلى بغداد أرسلت معه (( أيرين )) الهدايا القيمة لوالده الخليفة / المهدي ..

.. ، و عاد (( هارون )) من تلك الغزوة ظافرا منتصرا ، ففرح به المهدي فرحا عظيما ، وأطلق عليه منذ ذلك الوقت لقب (( الرشيد )) ، وأخذ له البيعة كولي للعهد بعد أخيه الأكبر موسى الهادي ..

............... تابعونا ............

🎀 بسام محرم 🎀
#زمن_العزة

#العباد_2

(( بصري .. لساني .. ))

رحل الصحابي الجليل / عبد الله بن مسعود إلى الكوفة و أقام فيها .. ، و كان له مجلس علم يعلم فيه الناس التفسير و السنة .. ، و في هذا المجلس لفت نظره واحد من طلابه النجباء ، فقد أعجب بسمته الحسن ، و خشيته لله ، و حرصه الشديد على حفظ جوارحه .. ، و كان اسم هذا الطالب ..

(( الربيع بن خثيم ))

🖍️ توطدت العلاقة بين التلميذ الشاب و شيخه الجليل ، و تحابا في الله ، فكان ( الربيع بن خثيم ) كثيرا ما يزور سيدنا / عبد الله بن مسعود في بيته .. ، فإذا فتحت له الجارية تقول لابن مسعود : (( صاحبك الأعمى بالباب )) ..
.. ، فيقول لها : (( إنه ليس أعمى .. إنما يغض بصره )) .. !!

.. ، و يفرح به سيدنا / ابن مسعود ، و يحسن ضيافته ، و لا يأذن لأحد غيره بالدخول عليه حتى ينصرف من عنده .. !!

.. ، و كان ابن مسعود يقول له :
(( لو رآك رسول الله لأحبك ، و ما رأيتك إلا ذكرت المخبتين ))

.. ، فقد عاصر (( الربيع بن خثيم )) زمن النبي صلى الله عليه وسلم و لكنه لم يره ، و لذلك فهو يعد من أكابر التابعين ..

.. ، و كان ( الربيع ) شابا جميلا و سيما .. ، و لكنه كان إذا مر في طريقه على جماعة من النساء طأطأ رأسه ، و جعل بصره في الأرض .. ، لدرجة أن بعض النسوة كن إذا رأينه يقلن :

(( نعوذ بالله من العمى ))

.. ، و كان الربيع بن خثيم يكره الجلوس في الطرقات ، و يمتنع عن ذلك تماما ، و يقول :

(( أخاف ألا أرد السلام .. أخاف ألا أغمض بصري .. ))

.. ، و يروى أن بعض الشباب الخبثاء الحاقدين من أقرانه أرادوا يوما أن يوقعوه في الفتنة .. ، فاستدعوا امرأة شابة
( بارعة الجمال ) ، و طلبوا منها أن تتعرض للربيع بن خثيم
في طريقه ، و أن تحاول أن تستميله إليها ...

.... ففعلت ....

.. ، و لكنه صرف بصره عنها و نظر في الأرض ، و أخذ يعظها بكلمات تذيب الصخر ، فذكرها بالموت و باليوم الآخر ، و بوقوفها غدا بين يدي الله للحساب .. ، حتى بكت المرأة و انصرفت .. ، ثم أصبحت من أعبد النساء بعد ذلك .. !!

................. ............... ..........

🌿 (( سبق المفردون )) 🌿

.. ، و كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه .. ، كان الربيع بن خثيم أيضا دائم الذكر لله ، و يكره جدا أن يشارك الناس في أحاديث اللغو التي تضيع الوقت و العمر بلا فائدة .. ، حتى قال عنه أصحابه :

(( صحبنا الربيع بن خثيم عشرين عاما ، فما سمعنا منه
كلمة تعاب .. ، و كان لا يتكلم إلا بكلمة تصعد .. !! ))

.. ، و كان يقول : (( كل ما لا يراد به وجه الله يضمحل ))

🌀 .. فسبحان الله العظيم .. من منا يطيق ذلك ... ؟!!

.. ، و مما كان يعين (( الربيع بن خثيم )) على التحكم في جوارحه ذكره الدائم للموت ، و مراقبته الدائمة لنظر الله إليه

.. ، فكان إذا قال له أحد أصحابه : (( كيف اصبحتم .. ؟!! ))
رد عليه الربيع قائلا :

(( أصبحنا ضعفاء مذنبين .. نأكل أرزاقنا ، و ننتظر آجالنا ))

.. ، و كان يقوم الليل إلا قليلا .. ، فتشفق عليه ابنته و تقول له : (( يا أبتاه .. ألا تنام .. ؟!! ))
.. ، فيقول لها : (( و كيف ينام من يخاف البيات .. ؟!! ))

💔 يقصد : خوفه من أن يهجم عليه الموت بغتة و هو نائم

.. ، و كان كثيرا ما يحذر الناس من ( أمراض القلوب ) ، تلك التي لا يعلمها إلا الله .. ، فيقول لهم :

(( السرائر .. السرائر .. فإنها تخفى على الناس
و لا تخفى على الله .. التمسوا دواءها ..
.. ، و ما دواءها إلا بالتوبة النصوح ))

.. ، و لذلك كان شديد الحذر من (( الرياء )) .. ، فكان ربما يدخل عليه الداخل و في حجره المصحف يقرأ فيه ..
.. فيغطيه .. !!

🌀 .. يالهؤلاء الرجال .. !!
..... كانوا يسترون أعمالهم الصالحة كما نستر عوراتنا .. !!

............... ............... .......

💞 (( حي على الصلاة )) 💞

.. ، و لما كبر الربيع بن خثيم في السن أصيب بشلل نصفي ..
.. ، و رغم ذلك كان يحافظ على صلاة الجماعة ، فكان يخرج و معه مرافق يسنده إلى المسجد .. !!

.. ، فكان الناس يتعجبون من حرصه على الجماعة رغم هذه المشقة الكبيرة ، و يقولون له : (( لقد رخص لك ..!! ))
.. ، فيرد عليهم قائلا :
(( إني أسمع ( حي على الصلاة ) ..
.. ، فإذا سمعتموها فأتوا و لو حبوا .. ))

................... ..................

.. ، و توفي التابعي الجليل / الربيع بن خثيم في عام
65 هجرية .. رحمة الله عليه و رضي عنه ..

💢 المرجع : كتاب / سير أعلام النبلاء

.............. تابعونا ............

🎀 بسام محرم 🎀
حفظ رياض الصالحين pinned «#زمن_العزة #العباد_2 (( بصري .. لساني .. )) رحل الصحابي الجليل / عبد الله بن مسعود إلى الكوفة و أقام فيها .. ، و كان له مجلس علم يعلم فيه الناس التفسير و السنة .. ، و في هذا المجلس لفت نظره واحد من طلابه النجباء ، فقد أعجب بسمته…»
Forwarded from الدولة العباسية
#زمن_العزة

#هارون_الرشيد_3

🌿 (( سدة الحكم ))

* و رغم أن كلا من موسى الهادي و هارون الرشيد هما ابنا (( الخيزران )) إلا إنها كانت تريد أن تجعل ولاية العهد من بعد زوجها الخليفة / المهدي لابنها الأصغر (( هارون الرشيد )) و ليس لموسى الهادي ( الأكبر ) .. ، و حاولت أن تقنع الخليفة بهذا لأنها كانت ترى ما يتميز به (( هارون الرشيد )) النجابة و القدرات .. هذا بالإضافة إلى تقواه و أخلاقه الكريمة ..

.. ، و لم يكن الأمر صعبا على (( الخيزران )) فقد كانت قوية التأثير على زوجها الخليفة الذي كان يحرص دائما على إرضائها من شدة حبه لها ..
.. ، و سرعان ما وافقها الرأي ، و بدأ يسعى في التنفيذ ..
و هذا يتطلب أن يتنازل (( موسى الهادي )) عن ولاية العهد ، و مبايعة الولي الجديد هارون الرشيد ..

.. ، و لكن موسى الهادي غضب غضبا شديدا ، و رفض التنازل رفضا قاطعا .. ، و مات الخليفة / المهدي قبل أن يتمكن من حسم تلك القضية .. ، فلم ينازع هارون الرشيد أخاه
(( موسى الهادي )) في أمر تولية الخلافة ، و لم يدخل معه في صراع .. بل سارع إلى مبايعته و تهنئته ، لأنه كان يعلم أن الصراع على السلطة ما هو إلا مِعول هدم للدولة الإسلامية ، و لا يأتي من ورائه إلا الخراب و التمزق و الضعف ..

.. إلا إن الخليفة الجديد (( موسى الهادي )) لم ينس ذلك الموقف لأمه (( الخيزران )) ، فكانت نقطة التحول و بداية الشقاق و التنازع الدائم بينهما بعد ذلك ..
.. ، فكان موسى الهادي كثيرا ما يستنكر على أمه تدخلها المستمر في سياسات الحكم و اجتماعاتها المتكررة مع الأمراء و كبار رجال الدولة ، فقد كان لها نفوذ كبير بسبب شخصيتها القوية ..

.. ، و أراد الخليفة / موسى الهادي أن يعزل أخاه
هارون الرشيد عن ولاية العهد ، و أن يجعلها لابنه من بعده ، و طلب من هارون الرشيد أن يتنازل عن ولاية العهد ...

.. ، ففكر هارون الرشيد في التنازل حتى لا يدخل في تلك الصراعات على السلطة .. ، و لكن (( يحي البرمكي )) الذي كان من كبار رجال الدولة ، و من أشد المناصرين و المقربين إلى هارون الرشيد أخذ يحثه على عدم التنازل ..
.. ، فأصدر الخليفة أمرا باعتقال (( يحي البرمكي )) ..
.. ، ثم ألقى به في السجن .. !!

.. ، و رغم كل ذلك لم تطل فترة خلافة / موسى الهادي أكثر من عام واحد فقط ، فمات قبل أن يحقق ما كان يخطط له .. ، و أمرت الخيزران بإخراج (( يحي البرمكي )) من السجن ، و قدمت تهانيها الحارة لخليفة المسلمين الجديد /
(( هارون الرشيد ))

........ تابعونا ..........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from الدولة العباسية
#زمن_العزة

#هارون_الرشيد_4

💖 (( عصر الرخاء )) 🌿

تولى أمير المؤمنين / هارون الرشيد الخلافة لمدة
أربعة و عشرين عاما من سنة مائة و سبعين و حتى سنة مائة و أربعة و تسعين هجرية

فكانت فترة خلافته من أعظم الفترات التي مرت على التاريخ الإسلامي فقد استطاع أن يطأطئ رؤوس قياصرة الرومان و أن يحفظ جناب دولة الإسلام
فقد كان ذا هيبة و جلال و يخشاه ملوك و حكام العالم كله

اعتلى الإمبراطور نقفور عرش الرومان بعد ملكتهم السابقة أيرين التي كان بينها و بين هارون الرشيد معاهدة سلام

فرأى نقفور أن أيرين قد تنازلت و خضعت لهارون الرشيد زيادة عن اللازم و أنها أهدرت بسبب ذلك الكثير من أموال الرومان التي كانت تقدمها إلى أمير المؤمنين بموجب تلك الهدنة

فقرر نقفور أن يغير تلك الأوضاع و أن ينقض العهد مع هارون الرشيد فأرسل إليه رسالة يظهر له فيها استعلاءه عليه و يخبره بنقض العهد بينهما و يأمره بأن يرد كل ما أخذه من الأموال
و كان في تلك الرسالة نبرة جرأة و الاستخفاف
بأمير المؤمنين هارون الرشيد حيث قال فيها

(( من نقفور ملك الروم إلى هارون الرشيد ملك العرب
أما بعد
فإن الملكة التي كانت قبلي حملت إليك من أموالنا ما كان حقيقا أن تحمل أنت أضعافه إليها و ما ذلك إلا لضعف النساء و حمقهن
فإذا قرأت كتابي هذا فاردد إلينا كل ما وصلك من أموالنا
و إلا فالسيف بيننا و بينك ))

فلما قرأ هارون الرشيد الرسالة غضب غضبا شديدا
و كتب إلى ملك الروم يقول له

(( من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم
قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة
و الجواب ما تراه لا ما تسمعه ))

ثم أمر بتجهيز جيش ضخم جدا و تحرك به بنفسه حتى وصل إلى حدود الرومان
فخرج إليه جيش الروم و دار بينهم قتال شرس جدا
تساقط فيه عدد كبير من قتلى الرومان حتى اضطر نقفور إلى طلب الصلح و الموادعة مع هارون الرشيد و التزم معه بمقدار من المال كخراج يحمله إليه كل عام

و كان هارون الرشيد رحمه الله يحج عاما و يغزو الروم عاما طوال فترة خلافته حتى حج إحدى عشرة مرة

و عم الرخاء في كل البلاد الإسلامية حتى يروى أن هارون الرشيد كان ينظر إلى السحابة المحملة بالمطر فيقول لها

(( أمطري حيث شئتي و سيأتيني خراجك ))

كما كان هارون الرشيد يعظم شعائر الله و يحب العلماء الربانيين و يقربهم إليه و يكرمهم
و كان يسافر بنفسه مع ابنيه الأمين و المأمون إلى العلماء ليطلبوا العلم الشرعي على أيديهم
و ذات مرة اصطحبهما في سفر طويل إلى المدينة المنورة ليحضروا مجلس العلم الخاص بالإمام مالك رحمه الله حتى يستمعوا منه إلى كتابه الموطأ

و كان علماء ذلك العصر الكبار يحبون أمير المؤمنين
هارون الرشيد و يعرفون له قدره

حتى قال عنه الفضيل بن عياض

(( ما من نفس تموت أشد علي من أمير المؤمنين هارون الرشيد و لوددت أن الله زاد في عمره من عمري ))

.......... تابعونا ...........

🎀 بسام محرم 🎀
#اتـحاد_لسـتات_الـجـوهرة_الديـنيـة
❀↜❀
💎نـخـبــةقــنـــواتــنـا💎
•❈••✦✾✦••❈
¦¦ قـل ربــي زدنــــي علـــماً
🎋 ¦¦ T.me/JoOoYemeni

¦¦ رســـائــل📨اســلامـــيـة
🎋 ¦¦ T.me/aljaneh

¦¦ روضــــــة الــــمحــبـيـن
🎋 ¦¦ T.me/SoSoSoooo3


▁▁▁❀↜❀↝▁▁▁

👁‍🗨لــ ٲضــــافـة قـنــاتــك
🔸By @AR_Joh_list
Forwarded from الدولة العباسية
#زمن_العزة

#هارون_الرشيد_5

🌿 (( قلب أبيض )) 💖

.. ، و على الرغم من تلك الهيبة و هذا الجلال الذي كان يتميز به أمير المؤمنين / هارون الرشيد إلا إنه كان يمتلك قلبا أبيض .. رقيق .. مرهف الحس .. ، فكان يتأثر بالمواعظ تأثرا شديدا إلى درجة البكاء .. ، و أنتم تعلمون جيدا أن هذا الأمر نادر جدا في طبقة الملوك و الأمراء .. ، فالاستغناء بالمال و الاستقواء بالسلطة بقسي القلب و يورث الكبر و التعالي على الناس .. ، و لذلك قال الله تعالى :

(( كلا إن الإنسان ليطغى ، أن رآه استغنى ))

............. ................ ...................

في إحدى الأيام دخل ( ابن سماك ) على هارون الرشيد ، فأراد أن يعظه فيزهده في المال و السلطان و يشعره بهوان الدنيا .. ، فلما رآه يأخذ كوبا من الماء ليشرب قال له :

(( على رسلك يا أمير المؤمنين ..
، ماذا لو منعت هذه الشربة
، بكم كنت تشتريها ... ؟!!! ))

.. ، فقال له : (( بنصف مالي ))
.. ، فقال ابن سماك : (( اشرب يا أمير المؤمنين .. هنأك الله ))

.. ، فلما شرب قال له ابن سماك :

(( و الآن أسألك يا أمير المؤمنين :
ماذا لو منعت خروجها من بدنك
.. ، بماذا كنت تشتري خروجها ... ؟!!! ))

.. ، فقال هارون الرشيد بلا تردد : (( بجميع ملكي ))

.. ، فقال له ابن سماك :
(( فإن ملكا قيمته شربة ماء و بولة لجدير ألا يتنافس عليه ))

.. ، فوجدت هذه الكلمات مكانها في قلب أمير المؤمنين .. ، فأخذ يبكي بكاء شديدا حتى أشفق عليه جلساءه .... !!!!!!

.. ، و كان هارون الرشيد يحب المواعظ ، و يقرب العلماء و الوعاظ حتى يستمع إليهم ..

.. ، و ذات مرة قال لأحدهم : (( عظني ))
.. ، فقال له :
(( يا أمير المؤمنين .. لأن تصحب من يخوفك حتى يدركك الأمن خير لك من أن تصحب من يؤمنك حتى يدركك الخوف ))
.. ، فقال له هارون الرشيد : (( فسر لي هذا الكلام ))
.. ، فقال له :
(( يا أمير المؤمنين .. من يقول لك : اتق الله فأنت مسؤول عن الرعية ، خير لك و انصح ممن يقول لك :
أنتم من آل البيت .. أنتم قرابة نبيكم صلى الله عليه وسلم .. أنتم مغفور لكم .. ))

.. ، فأجهش هارون الرشيد في البكاء ... !!

................. ......................

.. ، و في الحج ..
كان المسلمون ينظرون إلى أمير المؤمنين في دهشة بالغة و هو يقف في المناسك حافيا على الحصباء .. يرفع يديه بالدعاء و التضرع و هو يرتعد و يبكي .. !!

.. ، و سمعه بعضهم يقول في دعائه :

(( يارب .. أنا العواد إلى الذنب ،
و أنت العواد إلى المغفرة .. ، فاغفر لي ))

.. ، فكان الناس يقولون :

(( ما رأينا أغزر دمعا عند ذكر الله من
الفضيل بن عياض ، و هارون الرشيد ))

........... تابعونا ............

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from الدولة العباسية
#زمن_العزة

#هارون_الرشيد_6

👺 (( الزنادقة ... !!! )) 🦇

* من أعظم المصائب التي ابتليت بها الأمة الإسلامية ، و التي انتشرت و تفاقمت في العصر العباسي هي (( الزندقة ))

.. ، و لذلك تصدى لها أمير المؤمنين / هارون الرشيد بمنتهى القوة حتى أنه كان لا يتردد في ضرب عنق كل من تثبت عليه تلك التهمة الشنيعة .. !!

.. ، و لكن .. من هم الزنادقة .. ، و ما هي ( أجندتهم ) .. ؟!!
.. ، و كيف كانت أساليبهم في الكيد للإسلام .. ؟!!

.. تعالوا بنا لنتعرف أكثر على حقيقة هؤلاء .. ، فمع الأسف الشديد لم يخل زمان و لا مكان من أمثالهم .. بعد انقضاء القرون المفضلة ..

................ .............. ..............

عندما تم أمر الدين ، و سطعت شمس الإسلام على أنحاء الأرض فمحت بنورها ظلمات الديانات الباطلة والملل الكافرة اغتاظ أعداء الإسلام من اليهود و المجوس عندما رأوا إقبال الناس على دين الحق .. ، فأجمعوا أمرهم على الكيد له ..

.. ، و لما كان أمر مقاومة الإسلام بالسلاح في (( زمن العزة )) أمرا مستحيلا بالنسبة لهم ، عمدوا إلى تدابير ماكرة ومؤامرات خبيثة .. ، فأظهر الكثير منهم الدخولَ في الإسلام قاصدين بذلك إفساد عقائد المسلمين و تشتيت كلمتهم ..
.. ، و أطلق المسلمون على هؤلاء لقب (( الزنادقة )) ..

.. ، و قد ظهرت بظهورهم الويلات ، و حلت بالإسلام الكثير من المصائِب و المحن ، و كانوا سببا في تفرق أبناء الأمة الإسلامية و اقتتالهم .. !!

.. ، و لعل أول و أشهر هؤلاء الزنادقة هو (( عبد الله بن سبأ )) الملقب (( بابن السوداء )) .. الذي كان سببا في اغتيال
أمير المؤمنين / عثمان بن عفان و بداية (( الفتنة الكبرى )) ..

.. ، ثم ظهرت حركات الزندقة بصور و مسميات مختلفة في العصر الأموي .. ، و اشتد أمرها و شاعت في العصر العباسي عندما بدأت (( حركة الترجمة )) التي أدت بدورها إلى انتشار معتقدات و فلسفات أجنبية غريبة على بلاد الإسلام ، فافتتن بها كثير من شباب المسلمين ، و شغلوا أنفسهم بما يسمى بعلم الكلام و الجدل ، و بدأوا يقدمون العقل على النقل ، و يعترضون على الأحاديث النبوية الصحيحة الثابتة بزعم أنها تصادم العقل ، و يؤولون الآيات القرآنية حسب أهوائهم ..

(( .. فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله .. ))

.. ، و كانت أهداف هؤلاء الزنادقة واضحة لكل ذي عقل .. ،
فقد كانوا يخططون لتشويه صورة الشريعة الإسلامية في أذهان ( العوام ) من المسلمين حتى يصلوا بهم إلى الشك في صحة الدين ..
.. ، كما كان (( الزنادقة )) يتطلعون إلى إسقاط الخلافة الإسلامية لإضعاف الأمة و تمزيقها ... !!!

.. ، أما عن أساليبهم لتحقيق ذلك فكانت متنوعة ..

.. ، فتارة يتسترون وراء ادعائهم محبة ( آل البيت ) والدفاع عنهم .. ، و تارة ينتحلون النسب النبوي الشريف .. ، و تارة يلفقون أحاديث نبوية مكذوبة لإثبات باطلهم و لاستمالة العوام بها .. ، و تارة يتظاهرون بالحرص على ( الإصلاح ) و يدعون غيرتهم على الدين ، و في نفس الوقت كانوا هم أحرص الناس على إشاعة الإباحية و نشر المنكرات .... !!!

.. ، و قد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أمثال هؤلاء
.. ، و أخبر بأنهم سيظهرون في زمن الفتن .. ، بل و بين لنا أوصافهم بمنتهى الدقة حينما سأله سيدنا / حذيفة بن اليمان قائلا : (( يا رَسولَ اللَّهِ .. إنا كنا في جاهلية و شَر ، فَجاءنَا اللهُ بهذا الخَيرِ .. ، فَهل بَعد هذا الخَيْرِ مِن شر .. ؟!! ))
.. ، فقال له رسول الله : (( نعم ))

.. ، فسأله حذيفة : (( و هل بعد ذلكَ الشر من خَير ..؟!! ))
.. ، فقالَ رسول الله : (( نعم .. ، و فيهِ دَخن ))
.. ، فسأل حذيفة : (( و ما دخنه .. ؟!! ))
.. ، فقال :
(( قوم يهدونَ بغيرِ هديِي .. تعرِف منهمْ و تنْكِر ))

.. ، فقال حذيفة : (( فهل بَعدَ ذلكَ الخَيْرِ مِن شر ..؟!! ))
.. ، فرد عليه قائلا :
(( نعم .. دعاة علَى أبْوَابِ جَهنمَ
، مَن أجابَهمْ إلَيهَا قذفوه فِيهَا ))

.. ، قال حذيفة : (( يا رسول اللَّهِ .. صِفْهُمْ لَنَا ))
.. ، فقالَ : (( هم مِن جِلدتنَا ، ويَتَكلمون بأَلْسنتنَا ))
.. ، فسأله حذيفة : (( فَما تَأْمرنِي إن أدركنِي ذلكَ .. ؟!! ))

.. ، فقال له رسول الله : (( تلزم جماعة المسلِمين و إمامهم ))
.. ، فسأل حذيفة : (( فإن لم يكن لهم جماعة و لَا إمام ..؟ ))
.. ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( فاعتزل تلكَ الفِرَقَ كلها .. ،
و لو أن تعض بأَصلِ شجرة
حتى يدركك الموت و أَنت على ذلكَ ))

............... ................. .................

.. عرفتم الآن لماذا كان أمير المؤمنين / هارون الرشيد يضرب بيد من حديد على أيدي هؤلاء الزنادقة ، و يأمر بإعدامهم فورا إذا لم يتوبوا ... ؟!!

.......... تابعونا ...........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from الدولة العباسية
#زمن_العزة

#هارون_الرشيد_7

🌿 (( حرس الحدود )) 💞

ذات مرة تم اعتقال أحد الزنادقة ، فعرضوه على
أمير المؤمنين / هارون الرشيد بعد أن حاولوا استتابته ، فلم يتب و أصر على ضلاله ..

.. ، فأمر هارون الرشيد بضرب عنقه ..

.. ، فسأله ذلك الزنديق : (( و لماذا تضرب عنقي .. ؟!! ))
.. ، فقال له هارون الرشيد : (( لأريح العباد منك ))

.. ، فسأله الزنديق متهكما :

(( فأين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله ليس فيها حرف واحد نطق به .. ؟!! ))

.. ، فرد عليه أمير المؤمنين مستخفا بكلامه ، و قال له :

(( فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري ، و من
عبد الله بن المبارك ينخلانها ، فيخرجانها حرفا حرفا .. ؟!! ))

.. ، و الذي قاله هارون الرشيد لذلك الزنديق هو الحقيقة التي تغيب عن أذهان كثير من ( عوام ) المسلمين ، فيظنون أن السنة النبوية الصحيحة قد ضاعت وسط ركام الأحاديث الموضوعة ( المكذوبة ) ..
.. ، و الذي يساعد على انتشار ذلك ( الوهم ) بين الناس هو أن منكري السنة النبوية الذين يجتهدون ليلا و نهارا ، و ينفقون اموالهم للطعن في صحة الأحاديث النبوية

(( .. فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ، ثم يغلبون .. ))

يزعم هؤلاء أنه من المستحيل تمييز ( الحديث الصحيح ) من الحديث المكذوب بعد ان اختلطت الأوراق ، و طال الأمد ..

.. ، و نسي هؤلاء .. أو تناسوا .. أن الله تعالى قد تكفل بحفظ السنة النبوية المطهرة كما تكفل بحفظ القرآن الكريم ، فقد أخبر بهذا في قوله تعالى :

(( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون ))

.. و الذكر هو ( القرآن ) و ( السنة ) ..

.. ، كما أن حفظ الله تعالى للقرآن يستلزم ( عقلا ) حفظه للسنة النبوية ( المبينة ) لمعانيه ، و ( المفصلة ) لما جاء فيه مجملا ..
.. ، و لولا ذلك لما عرف المسلم كيف يصلي الصلوات المكتوبة .. ؟!!
.. ، و لا ما هو مقدار الزكاة المفروضة .. ؟!!
.. ، و لاختلف المسلمون اختلافا كبيرا في مناسك الحج و العمرة .. !!!
، فالتطبيق العملي لأوامر القرآن لا نعرفه إلا من خلال السنة

.. ، و من أجل أن يحفظ الله تعالى السنة النبوية حفظ الصحابة و عصمهم من الكذب على رسوله ..
.. ، فالصحابة كلهم ( عدول ) .. ، و حتى إن وقع بعضهم في شيئ من الأخطاء و الزلات لكونهم بشرا مثلنا ، فمن المستحيل أن يكذب واحد منهم فيلفق حديثا ثم ينسبه إلى رسول الله ..

.. ، و بعد انقضاء جيل الصحابة استكمل الله سبحانه و تعالى حفظه للسنة بأن جند لها (( حرس الحدود )) ..
.. ، و هم علماء الحديث .. الأئمة العظماء .. من أمثال :

الإمام / أحمد بن حنبل .. و الإمام / مالك .. ، و الإمام / الزهري .. ، و يحي بن معين .. و البخاري .. و مسلم ..
و الترمذي .. و النسائي .. و الدارقطني .. و .. و .. و ...

.. الكثير و الكثير من الأئمة الأعلام الذي لم يخل منهم زمان و لا مكان حتى يومنا هذا ..

.. ، فهؤلاء هم الذين أسسوا قواعد علم جديد غاية في الدقة و الإتقان .. عرفته الدنيا لأول مرة ، فأذهل العالم كله ..
ألا و هو (( علم الحديث )) ..

.. ، فعلماء الحديث .. بحق .. نخلوا الأحاديث نخلا كما قال هارون الرشيد ، فقاموا بتنقية ( الصحيح ) من الضعيف و التالف و المكذوب .. حتى وصلت إلينا كتب السنة صافية نقية .. ، و من عنده ذرة شك في ذلك فعليه أن يدرس قواعد (( علم الحديث )) جيدا حتى يطمئن قلبه ...

................ ................ ...................

.. ، و كان هارون الرشيد يضرب أعناق هؤلاء الزنادقة لأن كثيرا من علماء المسلمين قد أفتوا بأن تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ( كفر ) ، و أن من يفعل ذلك يعتبر (( مرتد عن الإسلام )) .. يستتاب أولا .. ، فإن لم يتب فإنه يقتل .. ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ))

........ تابعونا ........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from الدولة العباسية
#زمن_العزة

#هارون_الرشيد_8

🌤️ (( لحظة الشروق )) 💖

كان أمير المؤمنين / هارون الرشيد يؤمن بقيمة العلم ، و يعلم أنه بالعلم تنهض الأمم و تزدهر الحضارات ..

.. ، و لذلك أنشأ مكتبة ضخمة في بغداد عرفت باسم
(( بيت الحكمة )) ، و زودها بأعداد كبيرة من الكتب و المؤلفات من مختلف بقاع الأرض ، و كانت تضم غرفا عديدة خصصت بعضها للكتب ، و بعضها للمحاضرات العلمية ، و بعضها الآخر للناسخين و المترجمين و المجلدين .. !!

.. ، كما تمت في عهده أول ترجمة عربية لأشهر كتاب علمي عرف في التاريخ و هو كتاب ( الأصول ) في الهندسة و العدد لإقليدس ..

.. ، و تطورت العلوم في عهد ( الرشيد ) خاصة علم الفيزياء الفلكية و التقنية .. ، و تم ابتكار عدد من الاختراعات منها (( الساعة المائية ))

.. ، كما أنشئ في عهده أول مصنع للورق في بغداد
سنة 795 م ، و الذي أصبح بعد ذلك سوقا كبيرا للوراقين و يضم مئات الحوانيت التي تبيع السلع الورقية الفاخرة .. ، فكان مفخرة عظيمة لبغداد عاصمة العباسيين حيث كان ( ورق بغداد ) يقدر تقديرا عاليا .. ، حتى أن بعض المصادر البيزنطية أطلقت على هذا الورق من جودته اسم
(( صحف بغداد )) تمييزا له .. !!

.. ، و اهتم (( هارون الرشيد )) بالإصلاحات الداخلية ، فبنى المساجد الكبيرة والقصور الفخمة .. ، و في عهده استعملت القناديل لأول مرة في إضاءة الطرقات و المساجد .. !!

.. ، كما اعتنى بالزراعة اعتناء خاصا .. ، فبنى الجسور والقناطر الكبيرة ، و حفر الترع و الجداول لتصل بين الأنهار

.. ، أيضا .. شجع هارون الرشيد التبادل التجاري بين البلاد الإسلامية ، و عمل على حراسة طرق التجارة بين المدن ..

.. ، و في المجال الطبي ..
أنشأ هارون الرشيد في بغداد أكبر مستشفى في عصره ، و سماها باسمه (( مستشفى الرشيد )) ، و تلك المستشفى ضمت في كادرها أمهر الأطباء .. ، فكانت أشهر مستشفى في العالم القديم .. !!

.. ، و بذلك أصبحت بغداد قبلة لطلاب العلم من جميع البلاد يرتحلون إليها ليتعلموا على أيدي كبار الفقهاء والمحدثين و القراء و اللغويين .. ، وكانت المساجد الجامعة تحتضن دروسهم وحلقاتهم العلمية التي كان كثير منها أشبه بالمدارس العليا من حيث غزارة العلم ، ودقة التخصص ، وحرية الرأي و المناقشة ، وثراء الجدل والحوار ..
.. ، كما اجتذبت بغداد الأطباء و المهندسين و الحرفيين في سائر الصناعات ..
.. ، و ذاع صيت أمير المؤمنين / هارون الرشيد في الآفاق .. ، و أرسلت بلاد الهند و الصين و أوروبا رسلها إلى العاصمة (( بغداد )) لتخطب وده و تطلب صداقته ... !!!

.. ، و لذلك فمعظم المؤرخين العالميين يعتبرون أن
(( لحظة الشروق )) للحضارة الإسلامية كانت في عهد
هارون الرشيد ، حيث بدأ من (( بغداد )) عصرها الذهبي ..!!

.............. تابعونا ...........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from الدولة العباسية
#زمن_العزة

#هارون_الرشيد_10

(( البرامكة )) 💖

على الرغم من أن أمير المؤمنين / هارون الرشيد قد تزوج أكثر من امرأة إلا إن ابنة عمه / زبيدة بنت جعفر كانت أهم زوجاته لديه .. ، كما كان له عدد من الجواري ملك اليمين ..

.. ، و هذا الأمر كان أمرا طبيعيا جدا ، و معروفا في ذلك الوقت ، و لا ينكره الشرع .. ، فهو إذن ليس أمرا مشينا لنقدح به في دين هارون الرشيد .. ، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه كانت له أكثر من زوجة ، و كانت له من ملك اليمين ( ريحانة ، و مارية القبطية ) ..
.. ، و كذلك كان حال كثير من الصحابة الكرام ..

.. ، و ولد لهارون الرشيد عشرة أبناء ، و اثنتا عشر بنتا ..

.. ، و الذين تولوا الخلافة من بعده من أبنائه ثلاثة و هم :
محمد (( الأمين )) من زوجته ( زبيدة )
، و عبد الله (( المأمون )) من جارية فارسية اسمها ( مراجل )
، و أبو إسحاق محمد (( المعتصم بالله )) و والدته تركية و اسمها ( ماردة خاتون ) ..

................... .................. .............

.. ، و لما تولى هارون الرشيد الخلافة عرف ليحيى البرمكي فضله عليه ، فهو الذي رباه .. حتى أنه كان يقول له :
( يا أبي ) .. ، و كانت أسرة ( يحي البرمكي ) قريبة جدا من أسرة ( هارون الرشيد ) في أيام طفولته ، حتى أن ابني
يحي البرمكي ( الفضل ، و جعفر ) كانا أخوين لهارون الرشيد في الرضاعة ، و قد جمعتهم ملاعب الصبا ، و ضحكات البراءة ..
.. ، و ( يحي البرمكي ) هو الذي ناضل حتى مكن
هارون الرشيد من تولي الخلافة على غير رغبة من
( موسى الهادي ) الخليفة السابق .. كما عرفنا ..

.. ، و لذلك كان هارون الرشيد يثق فيه ثقة كبيرة ، إلى درجة أنه عينه وزيرا مفوضا تفويضا كاملا ، فلا يحتاج إلى موافقة الخليفة في اتخاذ القرارات .. ، فكان يحيى البرمكي عند حسن ظن ( الرشيد ) ، و قام بإدارة شؤون الدولة خير قيام ..

.. ، و كان يساعده في إدارة الدولة ولداه ( الفضل و جعفر )

.. ، أما ( الفضل بن يحى البرمكي ) فقد ولاه هارون الرشيد على بلاد المشرق ( بلاد فارس ) .. ، فكان إداريا ماهرا ، حتى أنه استطاع أن يخمد ثورات ( العلويين ) التي كانت تسعى إلى قلب نظام الحكم دون أن يسفك دما ..
.. ، كما كان ( الفضل ) كريما سخيا حسن السيرة بين رعيته ، و كان يحرص على تحسين أوضاعهم المعيشية ، و على إقامة المشروعات الخدمية لهم ، و على بناء المساجد ..
.. ، فأحبه أهل فارس ، و أثنوا عليه ثناء حسنا ..

.. ، بينما ولى هارون الرشيد ( جعفر بن يحى البرمكي ) على بلاد الشام و مصر و بلاد المغرب ..
.. ، فكان هو الآخر محبوبا بين رعيته بسبب حرصه على مصالحهم ، و على إقامة العدل بينهم ..

( البرامكة ) من العجم و ليسوا من العرب ، فلهم أصول فارسية .. ، و رغم ذلك كان هارون الرشيد يحبهم جدا و يقربهم منه ، لأنه كان مطمئنا تماما لولائهم ، و لقوتهم و أمانتهم .. ، و قد وصفهم المؤرخون بأنهم :
(( زهرة الدولة العباسية كلها )) .. ، فهم الذين قادوا الجيوش
.. ، و سدوا الثغور .. ، و دافعوا عن حياض الدولة ..

.. ، و لكن .. مع الأسف ..

لم تدم تلك المحبة طويلا .. ، فقد انقلبت العلاقة بين
هارون الرشيد و بين ( البرامكة ) رأسا على عقب ..
.. ، رغم كل جهودهم في قمع الفتن الداخلية ، و في الحفاظ على هيبة الدولة .. ، و رغم ما قدموه لصالح البلاد و العباد ..

.... لماذا .....؟!!!!

.. هذا ما سنعرفه .. إن شاء الله .. في الحلقة القادمة ....

....... تابعونا .........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from الدولة العباسية
#زمن_العزة

#هارون_الرشيد_11

🦇 (( دعوها .. فإنها منتنة )) 💥

البرامكة كانوا أعمدة الدولة العباسية ، و لكنهم من العجم .. فأصولهم فارسية كما ذكرنا .. ، و قد أثار ذلك الأحقاد لدى أصحاب القلوب المريضة من أعيان ( العرب ) ، فكان يغيظهم أن يروا البرامكة الأعاجم و هم يتقلدون أعلى المناصب في الدولة العباسية ، و يفوزون بثقة هارون الرشيد و محبته ..

.. ، فثارت في نفوسهم ( دعوى الجاهلية ) .. ، تلك النزعة القبلية البغيضة التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و نهى عنها في حياته ، فقال :

(( دعوها .. ، فإنها منتنة ))

* منتنة .. لا تبقى على الأخوة ، و لا على المحبة في الله ..
* منتنة .. تعيد التفاضل بين الناس إلى أسباب عرقية
لا قيمة لها ، بعد أن وضع الله تعالى لنا
ميزان التفاضل القيم ، فقال سبحانه :
(( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ))
* منتنة .. تورث الشقاق ، و التقاتل ، و سفك الدماء ..
* منتنة .. تمزق وحدة الأمة و قوتها ، و تغري بها اعداءها ..
* منتنة .. تهدم الإنجازات ، و تعطل الإصلاحات ..
* منتنة .. تنسف كل أمل في النهضة و الرقي .. !!

.............. ................. .................

(( طيور الظلام ))

.. ، و بالفعل نجح هؤلاء الحاقدون في أن يغيروا قلب
أمير المؤمنين / هارون الرشيد تجاه البرامكة عن طريق الوقيعة بينهما و الوشاية بكل مكر و دهاء ..!!

.. ، و لم يكن هارون الرشيد يصدق ما يقال له عن البرامكة من الافتراءات و الأكاذيب في بادئ الأمر .. ، و لكن مع الوقت تأثر بها ، و بدأ يخشى على ملكه من ( البرامكة ) .. !!

.. ، فقد كان ( طيور الظلام ) يحاولون إقناع هارون الرشيد بأن البرامكة يخططون للانقلاب عليه و الإطاحة به بتعاونهم مع ( العلويين ) .. !!
.. ، فبعد أن كان ( البرامكة ) يتصدون لهؤلاء العلويين بمنتهى القوة طوال السنين الماضية من أجل الحفاظ على جناب الخلافة ، و وحدة الأمة .. ، أصبح البرامكة الآن في نظر هارون الرشيد متواطئين مع العلويين ضده ، و يخططون سويا للتخلص منه ..

.. ، و كل ذلك بسبب (( المنتنة )) .. !!

.. ، و انفرط عقد الثقة بين الخليفة و البرامكة بعد أن كانوا أحبابه و خلصاءه .. ، حتى وصلت به المخاوف إلى درجة أنه قرر التخلص منهم جميعا .. ، فقد كان ( العلويون ) هم عدو
هارون الرشيد الأول ، و كان تهمة ( التواطؤ ) معهم تعتبر بالنسبة له ( خيانة عظمى ) تستحق أشد العقوبات .. ، خاصة بعد ان تمكن العلويون الذين فروا إلى بلاد المغرب هربا من بطش الدولة العباسية من إقامة دولة مستقلة لهم ، و سموها (( دولة الأدارسة )) ..

.. ، فأمر هارون الرشيد باعتقال جميع ( البرامكة ) ، و ألقى بهم في السجن .. ، و صادر أموالهم .. ، كما قام باغتيال
( جعفر البرمكي ) .. ، بينما توفي يحي البرمكي و ابنه ( الفضل ) في السجن ..!!

.. ، و مع مرور الوقت بدأت تتضح الحقائق ، فشعر هارون الرشيد بحجم الخطأ الذي ارتكبه في حق البرامكة ، و ندم على ذلك ندما شديدا ، فكان يقول :

(( لعن الله من أغراني بالبرامكة .. ، فما وجدت بعدهم لذة و لا رجاء .. ، و ددت و الله أني شطرت نصف عمري و ملكي ، و أني تركتهم على حالهم ))

................ .................. ................

(( الأنفاس الأخيرة ))

.. ، و بسبب كثرة الدسائس و المؤامرات كان هارون الرشيد في أواخر أيامه يشعر بالحزن الشديد .. ، حتى كان يخفي مرضه عن الناس لأنه كان يشعر بأنه أقرب الناس إليه يتمنون لحظة موته ..
.. ، و ذات يوم صرح هارون الرشيد لأحد أصدقائه بما يجد في نفسه قائلا له :

(( هذه علتي أكتمها عن الناس كلهم .. ، فكل واحد من ولدي علي رقيب .. ، و ما منهم من أحد إلا و هو يحصي أنفاسي و يستطيل دهري ))

.. ، و اشتدت العلة بالرشيد .. ، فأمر بأن يحفر له قبر .. ، ثم تحامل على نفسه و هو مريض حتى ينظر إلى قبره .. ، فجعل يقول : (( إلى هنا تصير يا ابن آدم )) .. ، و بكى ..
.. ، ثم قبض بعدها بثلاث ليال ... رحمة الله عليه ...

........ تابعونا .........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from الدولة العباسية
#زمن_العزة

#أبناء_الرشيد_1

💥 (( الأمين و المامون )) 💢

تولى (( محمد الأمين )) ابن هارون الرشيد الحكم بعد وفاة والده في سنة 194هـ ، و كان ساعتها في العشرينات من عمره .. ، و ذلك على الرغم من أنه كان أصغر سنا من أخيه (( المأمون )) .. !!
.. ، فقد جعل هارون الرشيد ولاية العهد للأمين ( أولا ) ، و ذلك لأنه ابن زوجته (( زبيدة )) المقربة إلى قلبه إرضاء لها .. ، على أن يكون الأمر من بعده لأخيه (( المامون )) ..
.. ، و بطبيعة الحال كان ذلك سببا في إثارة الضغائن و الأحقاد في نفس الأمين و المأمون ، فكانا على خلاف دائم .. ، و مع الأسف أخذ هذا الخلاف في التفاقم حتى وصل إلى درجة (( الاقتتال المسلح )) ...!!

.. ، و استمر ذلك الصراع الدامي بين الأخوين طوال فترة خلافة / الأمين ، حتى تم قتله على يد أحد قادة أخيه المأمون بعد أربع سنوات فقط من توليه الخلافة ..!!

.................. ................ ...............

.. ، و اعتلى المأمون على عرش الخلافة سنة 198 هجرية ..
.. ، و لكن الفتن الداخلية و الصراعات بين أصحاب النفوذ في الدولة لم تنته .. ، بل استمرت و تفاقمت لعدة سنوات ، فلم تستقر الأوضاع للخليفة مأمون إلا في عام 204 هجرية ..

.. ، و من بعدها بدأ المأمون يشعر بأنه قد أمسك بزمام الأمور ، فالتفت إلى إصلاح الشئون الداخلية لعاصمة الخلافة (( بغداد )) حتى بدأت تستعيد نضارتها ، و انتعشت فيها الحركة العلمية من جديد ..

.. ، و كان الخليفة المأمون حريصا على معاملة الرعية باللين و الخلق الحسن مع شئ من الحزم للمحافظة على هيبة الدولة .. ، حتى لا ينفرط العقد من جديد ..

........... ............... ..............

(( علم الكلام ))

.. ، و ظهر ( علم الكلام ) و انتشر في خلافة المأمون ..
.. و ليس كل علم ينفع ..
.. ، فمن العلوم ما يفسد و يدمر .. ، و من العلوم ما يسيئ البعض استخدامه فيتسبب في أبلغ الضرر و الفساد ..

.. ، و من أهم اسباب انتشار ( علم الكلام ) التوسع حركة التعريب (( الترجمة )) لكتب الفلسفة و المنطق اليونانية ،
و هي من أعظم أبواب الشر التي فتحت في زمن (( المأمون )) ، فانتشار كتب فلاسفة اليونان الأوائل كان له أسوأ الأثر في تكدير صفو ( العقيدة الإسلامية ) التي تركها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بيضاء ) ناصعة ..
.. واضحة المعالم .. ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ..

.. ، فأدى ذلك بالطبع إلى بلبلة الناس ، و شغلهم بالمنطق
الإغريقي عن الكتاب والسنة .. ، فقد ترجمت العديد من الكتب اليونانية مثل كتاب (الطبيعة ) ، وكتاب
( ما بعد الطبيعة ) لأرسطو .. ، بالإضافة إلى بعض كتب أفلاطون .. !!

.. ، و تبنت ( علم الكلام ) بعض الفرق الإسلامية الضالة المبتدعة مثل ( المعتزلة ) الذين اعتزلوا منهج أهل السنة و الجماعة ، و انحرفوا عما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم و تابعيهم .. ، فضلوا و أضلوا ..!!

.. ، فقد عبر ( المعتزلة ) عن العقيدة الإسلامية باستخدام مصطلحات علم الكلام و مباحثه التي تقدم ( العقل ) على النقل ( أي تجعل العقل البشري حاكما على النص الشرعي الصحيح الثابت في القرآن و السنة ، و الذي جاءنا بالوحي الرباني )
.. ، فأدى ذلك إلى التعقيد و التكلف الشديد في مناقشة أمور ( العقيدة ) .. ، على الرغم من أن العقيدة الإسلامية تميزها عن غيرها من معتقدات الديانات الأخرى البساطة و المنطقية و الانسجام مع العقل و الفطرة ..
.. ، فالإسلام جعل قضية الإيمان بوجود الخالق و ضرورة عبادته وحده لا شريك له أمرا بديهيا ، لا حاجة فيه إلى الجدل والسفسطة ..
.. ، و لذلك تصدى علماء ( أهل السنة و الجماعة ) لأفكار ( المعتزلة ) الباطلة ، و أخذوا يفضحون عورات مذهبهم الفاسد في كل مكان .. ، و أطلقوا صيحات الإنذار إشفاقاً على ( عقيدة ) هذه الأمة .. ، و كثرت خطبهم و أقوالهم التي تحذر من الانجراف وراء (( علم الكلام )) ..

.. ، فكيف تصرف الخليفة / المأمون في تلك الفتنة .. ؟!!

............. تابعونا ............

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from الدولة العباسية
#زمن_العزة

#أبناء_الرشيد_2

💥 (( فتنة خلق القرآن )) 🔥

خرجت فرق المعتزلة على الأمة الإسلامية بعقيدة جديدة ابتكرتها من ( الخيال ) عندما اتبعوا مناهج فلاسفة الإغريق و قدموا عقولهم على النص الشرعي ..!!

.. ، و جعلوا لعقيدتهم الجديدة (( خمسة أصول )) رئيسية لا يوصف أي إنسان بأنه من المعتزلة إلا إذا آمن بها ..
.. ، و حتى لا أطيل الكلام في مذهبهم الباطل ، سأذكر مثالا بسيطا يوضح لكم ضلالهم المبين :

يزعم المعتزلة أن من كمال توحيد العبد لله أن ينفي عنه صفاته التي ذكرها سبحانه في كتابه ، أو التي وردت في الأحاديث النبوية .. !!
.. ، فإذا قال الله تعالى عن نفسه : (( وهو السميع البصير ))
.. ، قال المعتزلة : الله سبحانه من أسمائه الحسنى (( السميع )) ، و لكن هذا لا يعني أنه يسمع ... !!!!!!
.. ، و من أسمائه (( البصير )) ، و لكنه لا يبصر ... !!!!!

.. ، و إذا قال تعالى في كتابه : (( و كلم الله موسى تكليما ))
، أو ذكر في آيات أخرى أنه يكلم ملائكته مثلا .. ، أو أنه يكلم إبليس .. ، أو أنه أنزل كلامه على نبيه محمد صلى الله عليه و سلم وحيا يوحى ، و هو القرآن الكريم ..
.. ، فإن المعتزلة يقولون :
(( لا .. الله سبحانه لا يتكلم .. ، فمن كمال التوحيد و التنزيه لله ألا تصفه بتلك الصفات ، فهذا لا يليق بعظمته )) ... !!!!!

.. ، فتجد الله سبحانه في القرآن يخبرنا بأنه يتكلم ، و المعتزلة يقولون : لا .. لا .. الله سبحانه لا يتكلم أبدا ... !!!

.. ، و بالتالي .. كان عليهم أن يتفلسفوا ليخرجوا للأمة الإسلامية رأيا جديدا في (( ماهية القرآن الكريم )) طالما أنهم يزعمون أن الله سبحانه لا يتكلم ..
.. ، فادعوا أن ( القرآن مخلوق ) من مخلوقات الله .. ، فكما خلق الله السماوات ، و الأرض ، و البشر ، و الكائنات ، خلق أيضا ( القرآن ) ..
.. ، فالقرآن ( ليس كلام الله ) كما كان يعتقد المسلمون جميعا منذ زمن الصحابة (( خير القرون ، الذين تربوا على يد النبي صلى الله عليه وسلم ، و تشربوا منه العقيدة الصحيحة ))

.. ، و أخذ المعتزلة ينشرون بدعتهم تلك في كل مكان
.. ، فتصدى لهم علماء أهل السنة في ذلك الزمان كما ذكرنا ..

......................... .................. ...............

.. ، فلما أحس الخليفة / المأمون بتفاقم تلك الفتنة خشي أن تؤدي إلى الشقاق و التقاتل بين المسلمين .. ، فرأى أنه من الضروري أن يعلن للأمة (( موقف الدولة الرسمي )) في ذلك الجدل الدائر بين المعتزلة و علماء أهل السنة حتى يجمع كلمة المسلمين على رأي واحد ..

.. ، و كان المأمون محبا للعلم و العلماء ، و لكنه كان جاهلا بالسنة الصحيحة مع الأسف .. ، فبدأ يستشير
( علماء السلطان ) المقربين منه .. ، و لكنهم كانوا قد تأثروا بضلالات المعتزلة و اعتنقوا أفكارهم .. ، فأكدوا له أن
( القرآن مخلوق ) لأن الله لا يتكلم ، و أخذوا يسردون له أدلتهم الواهية ..

.. ، فتأثر المأمون بكلامهم و اقتنع به .. ، و لكنه أراد ان يستمع إلى الطرف الآخر .. ، فاستدعى بعض علماء أهل السنة ، و أخذ يسألهم عن أسباب رفضهم للقول بخلق القرآن ، فبينوا له أدلتهم البينة ..

.. ، فاحتار المأمون بين الفريقين ..
.. ، فقرر أن يعقد بينهما مناظرات حتى يتبين له الحق ..

............... ............... .............

.. و بعد أن عقدت المناظرات ..

استقر رأي الخليفة / المأمون على أن الحق في مذهب المعتزلة ، و أن القرآن ليس كلام الله ، بل هو مخلوق من مخلوقاته .. !!!

.. ، فأصدر مرسوما رسميا يوضح فيه للأمة الإسلامية أنه بعد الاطلاع على جميع الآراء ، فإن ( موقف الدولة الرسمي ) من تلك الفتنة هو أن ( القرآن مخلوق ) ..
.. ، و دعا المسلمين في كل البلاد الإسلامية إلى ضرورة الالتزام بذلك المذهب ، و حذرهم من مغبة الفرقة و الشقاق ، و خطورة ذلك على أمن و استقرار البلاد ..

.. ، فهاج علماء أهل السنة و ماجوا ..
.. ، و أخذوا يصدعون بكلمة الحق في كل مكان .. ، فكانوا يسفهون مذهب المعتزلة الباطل في دروسهم و على منابرهم ، حتى أنهم كانوا يهاجمون الخليفة المأمون شخصيا في خطبهم ، و لم يخشوا في الله لومة لائم ..

.. ، فأصدر الخليفة المامون بيانا شديد اللهجة يتوعد فيه كل من يخالف مذهب الدولة مهما كانت مكانته بين الناس ، و يهددهم بالعقوبات المشددة ..

.. و هكذا أثار المعتزلة ( الفتنة ) بين المسلمين من ( اللاشئ )

......... تابعونا ..........

🎀 بسام محرم 🎀
2024/10/02 06:39:15
Back to Top
HTML Embed Code: