Telegram Web Link
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير20

👀 (( الحجاج بن يوسف الثقفي )) 💀🔥

و في عام 72 هجرية ...

كان عبد الملك بن مروان قد فرض سيطرته الكاملة على العراق ... ، و ترك المهلب بن أبي صفرة على حكم بلاد فارس لما رأى من شجاعته و قوة بطشه ، و أكرمه و شكر له سعيه و جهاده المتواصل لقمع الخوارج الأزارقة ، و أثنى عليه ثناء كثيرا ..

.. ، و بعد أن استتب لعبد الملك الأمر في العراق عاد إلى الشام ، و بدأ يفكر في أن الوقت قد آن للقضاء على عبد الله بن الزبير و أتباعه في الحجاز .. !!
.. ، فعرض الأمر على قادته العسكريين ليختار منهم من سيقوم بتلك المهمة .. فلم يجبه أحد إلى ذلك .. !!

.. ، فمن ذا الذي يستطيع أن يتحمل وزرا كهذا .. ؟!!
.. ، و من الذي يجرؤ على قتال هذا البطل الشجاع ابن
سيدنا الصحابي الجليل / الزبير بن العوام .. ؟!!

.. ، و لكن ..
قام أثناء هذا المجلس قائد واحد من بين هؤلاء القادة ...
.. ، و قال لعبد الملك بن مروان بصوت ممتلئ حماسة :

(( أنا له يا أمير المؤمنين )) ..

صوت من هذا ...؟!!
** من هذا الرجل الغشوم الجرئ .... ؟!!

.. إنه صوت الحجاج بن يوسف الثقفي .. !!!

* ثم أخذ الحجاج بن يوسف يحكي لعبد الملك رؤيا منامية زعم له أنه رآها .. ، فقال :

(( لقد رأيت يا أمير المؤمنين و كأني أخذت عبد الله بن الزبير فسلخته .. ، فابعث بي إليه .. ، فإني قاتله .. ))

.. ، فبعث عبد الملك بن مروان بالحجاج بن يوسف على رأس جيش من ألفي فارس من جند الشام .. ، و كتب معه رسالة أمان لأهل مكة إن هم أطاعوه .. !!

............. ............. ............. ............

.. ، فتحرك الحجاج بن يوسف بالجيش حتى وصل إلى صعيد عرفات .. ، و هناك خرج له جيش عبد الله بن الزبير ..
.. ، و دارت بين الفريقين عدة اشتباكات .. ، فكان المنتصر فيها دائما هو جيش الحجاج .. !!

.. ، و استطاع الحجاج بتلك الاشتباكات المتكررة أن يستنزف قوة جيش مكة و أن ينهكه تماما .. !!

.. ، فلما رأى أن الوقت قد أصبح مناسبا ، أرسل رسالة إلى عبد الملك يستأذنه في دخول الحرم لمحاصرة ابن الزبير فيه .. ، فقال له في رسالته تلك :

(( لقد كلت شوكة ابن الزبير ، و ملت جماعته ، و تفرق عنه عامة أصحابه .. )) ..
.. ، و طلب منه المدد لتنفيذ المهمة ..

.. ، فوافق عبد الملك ، و أرسل جيشا على الفور مددا للحجاج .. ، فتمكن الحجاج من حصار ابن الزبير و جماعته داخل المسجد الحرام .. !!

.. ، و استمر الحصار حتى بدأ موسم الحج ..

... ، فحج الحجاج بن يوسف بالناس في هذا العام .. ، و حج معه جيشه .. ، فوقفوا بعرفات .. ، ثم باتوا بالمزدلفة و منى و هم يحملون أسلحتهم .. ، و لكنهم لم يتمكنوا من دخول المسجد الحرام للطواف بالبيت .. ، فبقوا على إحرامهم لم يحصل لهم التحلل الثاني .. !!

.. ، بينما بقي ابن الزبير و اتباعه محصورين في الحرم فلم يتمكنوا من الحج .. !!!

...... تابعونا .......

🎀 بسام محرم 🎀

المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير21

#الحجاج_بن_يوسف_الثقفي ...... 💀

🔥 (( المجانيق الخمس )) 💥

** و دخلت سنة 73 هجرية ....

و لا يزال الحصار مضروبا على أهل مكة في داخل الحرم ... !!!

.. ، و بسبب صمود أمير المؤمنين / عبد الله بن الزبير و جماعته استمر الحصار خمسة أشهر و سبع عشرة ليلة .. ، فقرر الحجاج أن يضربهم بالمنجنيق .. ، و أمر جنوده أن ينصبوا خمسة مجانيق حول الحرم من كل جانب ..

.. ، ثم عرض على أهل مكة أن يخرجوا إليه مستسلمين معلنين طاعتهم لعبد الملك بن مروان و لهم الأمان .. ، فاستجاب له بعضهم ..

.. ، و بدأ الضرب الكثيف بالحجارة ..
.. ، فكانت الحجارة تقع على الكعبة ... ، و حبس الحجاج بن يوسف الطعام و الشراب عن أهل مكة ، فكانوا يشربون من ماء زمزم .. !!

.. ، و أمر الحجاج جنوده أكثر من مرة أن يدخلوا من على
ابن الزبير و جنوده من باب الحرم .. ، فكانوا كلما حاولوا اقتحام الحرم تصدى لهم سيدنا عبد الله بن الزبير .. وحده ..
.. ، فكان يشتبك معهم و يشد عليهم حتى يخرجهم .. ، ثم يصيح بأعلى صوته قائلا : (( هذا .. و أنا ابن الحواري )) .. !!

.. ، و استطاع ابن الزبير أن يقتل جماعة منهم يومئذ ..

.. ، و على الرغم من شجاعة سيدنا / ابن الزبير أمام جند الحجاج إلا إن الكثيرين من أهل مكة شعروا بأنهم مهما صمدوا فلن يصلوا إلى شيئ ، و أن النتيجة في النهاية ستكون لصالح الحجاج و جنوده حتما ..
.. ، فطلبوا من سيدنا / عبد الله بن الزبير أن يكلم جند الشام في الصلح ..
.. ، فرفض سيدنا / ابن الزبير ذلك رفضا قاطعا .. ، و قال لهم :

(( و الله لو وجدوكم في جوف الكعبة لذبحوكم جميعا .. ،
و الله لا أسألهم صلحا أبدا ))

.. ، فبدأ أهل مكة يخرجون .. جماعة تلو الأخرى .. إلى الحجاج يطلبون منه الأمان ، و يعلنون طاعتهم لعبد الملك بن مروان .. ، حتى خرج له قريب من عشرة آلاف .. ، فأمنهم ..

.. ، و بذلك قل أصحاب أمير المؤمنين / عبد الله بن الزبير جدا .. ، فكثف الحجاج الضرب بالمجانيق الخمس ..
.. ، فإذا بالسماء من فوقهم تبرق و ترعد .. ، فكان صوت الرعد أعلى من صوت المجانيق .. ، و نزلت الصواعق على جند الشام فشعروا بأنها علامة غضب من الله ..
.. ، فخافوا و امتنعوا عن الضرب .. !!

.. ، و لكن الحجاج بن يوسف .. الداهية الماكر .. كان يعرف كيف يستخف بعقول الناس ليطيعوه .. ، فقال لهم بكل ثقة :

(( إن أهل مكة يصيبهم من الصواعق مثلكم ..
.. ، و أنتم على طاعة ، و هم على مخالفة ))

.. ، فعاود جند الشام الضرب الكثيف حتى نزلت صاعقة على أحد المجانيق الخمس فأحرقته .... !!
.. ، فتوقفوا عن الرمي مرة أخرى خوفا من عقاب الله ..
.. ، و أخذوا يتحدثون في ضرورة فك هذا الحصار عن المسجد الحرام بأسرع ما يمكن قبل أن يهلكوا جميعا ..

... ، فخطبهم الحجاج قائلا :

(( ويحكم .. ألم تعلموا أن النار كانت تنزل على من كان قبلنا ، فتأكل قربانهم إذا تقبل منهم .. ؟!!
.. ، فلولا أن عملكم مقبول ما نزلت النار فأكلته ))

.. ، فعاد ( الحمقى ) إلى ضرب بيت الله الحرام بالمنجنيق تقربا و عبادة لله .. !!!!

.. ، و صدق الله العظيم حين قال :

(( .. فاستخف قومه فأطاعوه ، إنهم كانوا قوما فاسقين ))

........ تابعونا ..........

🎀 بسام محرم 🎀

🔥 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق16

#زمن_العزة

#الأسد_الهصور6

💥 (( معركة اليمامة 1 ))

* بدأت المعركة بهجوم من أبطال المسلمين .. ..
كان هجوما عنيفا على المرتدين ، ولكن جيش مسيلمة ثبت أمامهم ثباتا عجيبا .. ، بل واستطاع المرتدون بهجمة مضادة أن يشقوا صفوف المسلمين ، و أن يخترقوا الجيش حتى وصلوا إلى مؤخرته .. ، و اقتحموا معسكر النساء ... !!
فوجدوا فيه زعيمهم ( مجاعة ) مقيدا بالأغلال ..
ففكوا قيوده .. ، ثم حاولوا أن يقتلوا ( أم تميم ) زوجة خالد بن الوليد ... ، و لكن مجاعة أجارها ، و منعهم من إيذائها ،
و قال لهم :
(( نِعمت الحرة هذه )) .. فقد كانت تعامله معاملة كريمة ، و تقدم له أفضل الطعام .. رغم أنه كان مجرد ( أسير ) عندها .. ولكنها أخلاق الإسلام التي لم تعرفها الدنيا إلا من المسلمين ...!!!

... فترك المرتدون (( أم تميم )) ، ولم يتعرضوا لها بسوء ..!!

* و كاد المسلمون أن ينهزموا أمام قوة ، و ثبات جيش مسيلمة .. لولا شجاعة الصحابة الكرام الذين قاموا بعمليات استشهادية لكسر جيش مسيلمة ، و شق صفوفه ...!!

.. فها هو البطل / زيد بن الخطاب (( أخو الفاروق عمر )) يتقدم الصفوف شاهرا سيفه .. ، و ينادي في المسلمين قائلا :
(( أيها الناس .. عضوا على أضراسِكم ، و اضربوا في عدوكم ، و امضوا قدما .. ، فوالله لا أتكلم حتى يهزمهم الله ،
أو ألقى الله فأكلمه بحجتي ... )) ...!!

.. لقد أقسم زيد بن الخطاب أن يصوم عن الكلام في المعركة .. فإما أن ينتصر المسلمون .. ، أو أن يموت هو شهيدا .. فيكون أول كلامه مع الله .. يقدم له عذره : بأنه فعل كل ما يستطيع .. حتى استفذ طاقته ، و بذل روحه لنصرة الإسلام ...!!

و أخذ البطل / زيد بن الخطاب يضرب رقاب المرتدين يمنة و يسرة .. حتى استطاع أن يصل إلى (( نهار بن عنفوة )) ، فأطار رأسه ...
(( نهار )) .. تذكرونه ..؟!

..هذا الذي باع دينه بدنيا غيره ..؟!!
فكتب الله تعالى (( خاتمة السوء )) التي يستحقها ..
(( خسر الدنيا و الآخرة )) .. بعد أن كان يحفظ القرآن على يد النبي صلى الله عليه وسلم .. ثم يخرج ليضل به الناس ، و يشجعهم على اتباع مسيلمة الكذاب ... !!!

* و ألهبت شجاعة سيدنا / زيد بن الخطاب حماسة عدد من أبطال المسلمين .. فاجتمعوا حوله ، و تقدموا معه داخل صفوف العدو ، و قاتلوا باستماتة عجيبة ... !!!
و استطاعوا أن يخترقوا جيش مسيلمة ، و يحدثوا فيه اضطرابا كبيرا ... !!

... ثم نالوا الشهادة جميعا .. رضي الله عنهم .. !!

* و قد حزن عمر بن الخطاب حزنا شديدا عندما وصله .. بعد انتهاء المعركة .. خبر استشهاد أخيه الأكبر
(( زيد بن الخطاب )) .. و قال في رثائه :
(( رحم الله أخي زيد ، سبقني إلى الحسنيين ..
أسلمَ قبلي ، و استشهد قبلي رضي الله عنه )) ... !!!

وكان عمر لا ينساه أبدا بعد ذلك .. ، و يقول لأصحابه :

(( كلما هبت رياح الصِبا ذكرتني بأخي زيد ))

.. فلما سمعه متمم بن نويرة .. ( وهو أخو المرتد الهالك /
مالك بن نويرة ، و لكن متمما كان مسلما ) .. أراد أن يهون عليه مصابه في أخيه زيد .. فقال له :

(( يا أمير المؤمنين .. لو أن أخي ذهب علي ما ذهب عليه أخوك ما حزنت عليه )) ...
فأثرت هذه الكلمات في عمر ، ورد عليه قائلا :

(( ما عزاني أحد بمثل ما عزيتني به ))

و صبر الصحابة أمام شراسة المرتدين صبرا عظيما ، حتى تقدم الصحابي الجليل / أبوحذيفة
(( وهو من القراء .. أهل القرآن )) .. فنادى بأعلى صوته :

(( يا أهل القرآآآآن ... زينوا القرآن بالفِعال ... )) .. فاجتمع عليه أهل القرآن ، و اقتحموا معه صفوف المرتدين في عملية استشهادية أخرى ... ، فتقدم مولاه (( سالم )) .. وهو من القراء رضي الله عنه .. و أخذ يضرب بسيفه هنا وهناك .. فلا يستطيع أحد أن يوقفه .. ، وهو يشجع نفسه و إخوانه بكلماتِهِ الخالدة .. التي لايزال يتربى عليها أهل القرآن إلى يومنا هذا .. فيقول :
(( بئس حاملُ القرآن أنا .. إذا أتي الإسلام مِن قِبلي ))

.. و استشهد الصحابي الجليل / أبو حذيفة ..
، كما استشهد معه 70 من حملة القرآن في يوم واحد ..
وفي معركة واحدة ..!!
.. فلما اشتدت هجمات المسلمين هرب مسيلمة من أرض المعركة .. ، و دخل حصن الحديقة ... ، ثم تبعه جنوده .. انسحبوا جميعا .. و دخلوا الحصن ، ثم أغلقوا عليهم الباب ... ، و كانوا مطمئنين تماما أن المسلمين لا يمكنهم أن يقتحموا ذلك الحصن المنيع .. عالي الأسوار .. مهما طال حصارهم له ... فليس معهم من الأدوات و الأسلحة التي تساعدهم على فتح الحصن ...، و سيعض الجوع بطونهم إلى أن يضطروا في النهاية إلى الانسحاب ...
.. هكذا ظن مسيلمة و أتباعه .. !!!
Forwarded from أيام الصديق
* و وقف خالد بن الوليد أمام باب الحصن والتف حوله المسلمون متحيرين ...!!
و أخذوا يتساءلون : كيف يمكننا أن نقتحم هذا الحصن المنيع ... ؟!!!
، و هل يمكن أن تنتهي المعركة بهذا الشكل ... ؟!!
تابعونا ....
🎀 بسام محرم 🎀
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير22

#الحجاج_بن_يوسف_الثقفي

💖 (( قلب الأم )) ⁦😔

** فلما رأى سيدنا / عبد الله بن الزبير انصراف معظم أهل مكة عنه و خروجهم إلى الحجاج ، دخل على أمه السيدة / أسماء بنت أبي بكر ( ذات النطاقين ) .. و كانت وقتها في التسعين من عمرها .. فشكا لها خذلان الناس له .. حتى أولاده و أهله .. فقد خرج ابناه ( حمزة و خبيب ) إلى الحجاج و طلبا منه الأمان لأنفسهما ، فأمنهما .. !!

.. ، و كان سيدنا / عبد الله بن الزبير يريد أن يعرف رأي أمه في تلك الأحداث التي قد تودي بحياته .. ، فقال لها :

(( يا أمه .. لم يبق معي إلا القليل من الناس
.. ، و لم يبق لهم صبر .. ، فما رأيك .. ؟!! ))

فقالت له : (( يا بني أنت أعلم بنفسك .. ، فإن كنت تعلم أنك على الحق و تدعو إلى الحق ، فاصبر عليه ، فقد قتل عليه أصحابك .. ، ولا تمكن أحدا من رقبتك فيلعب بها غلمان بني أمية .. ، فالقتل أحسن إن كنت على الحق ..
.. ، فما أهون الدنيا .. ، و إلى كم خلودك فيها .. ؟!! ))

.. ، و كان سيدنا / عبد الله بن الزبير قد تجاوز السبعين من عمره في ذلك الوقت .. ، فدنا من أمه و قبل رأسها ..
.. ، ثم قال لها :

(( هذا و الله رأيي .. ، و لكنني أحببت أن أعلم رأيك فزدتيني بصيرة مع بصيرتي .. ، و والله ما ركنت إلى الدنيا ، و لا أحببت الحياة فيها .. ، و ما دعاني إلى الخروج إلا الغضب لله أن تستحل حرمته .. ))

.. ، ثم قال لها : (( إني مقتول في يومي هذا يا أمي ، فلا يشتد حزنك علي .. ، و سلمي لأمر الله ، فإن ابنك لم يتعمد إتيان منكر ، و لم يعمل فاحشة قط .. ، و لم يظلم .. ، و لم يغدر .. ، و لم يكن عندي آثر من رضا ربي عز وجل ))

.. ، ثم قال مناجيا ربه : (( اللهم إني لا أقول هذا تزكية لنفسي فأنت أعلم بي مني و من غيري .. ، و لكنني أقول ذلك تعزية لأمي ))

.. ، فقالت له : (( و إني لأرجو من الله أن يكون عزائي فيك حسنا )) .. ، فقال لها : (( جزاك الله خيرا يا أمي .. ، و لا تدعي الدعاء لي قبل و بعد ))

.. ، فقالت : (( لن أترك الدعاء لك أبدا ، فلقد قتلت على حق ))

.. ، ثم دعت الله له قائلة : (( اللهم ارحم طول قيامه و نحيبه بين يديك .. ، و ظمأه بهواجر مكة و المدينة .. ، و بره بأبيه و بي .. ، اللهم إني قد سلمته لأمرك فيه ، ورضيت بما قضيت .. ، فقابلني في عبد الله بن الزبير بثواب الصابرين الشاكرين )) .. ثم أخذته فاحتضنته ..

.. ، و كانت السيدة أسماء .. رضي الله عنها .. قد فقدت بصرها في أواخر حياتها ، فلما اعتنقها سيدنا ابن الزبير ليودعها وجدته يلبس درعا من حديد .. ، فقالت له :

(( يا بني .. ما هذا بلباس من يريد الشهادة ))

فقال لها : (( يا أمه .. إنما لبسته لأطيب خاطرك ، و أسكن قلبك )) .. ، فقالت له : (( لا يا بني .. انزعه ))

.. ، فنزعه .. ، ثم أخذ يشد عليه ثيابه ليتهيأ لاستكمال القتال .. ، فقالت له : (( شمر ثيابك يا بني )) ، و أخذت تذكره بأبيه الفارس المغوار / الزبير بن العوام .. ، و بجده الأسد الهصور / أبي بكر الصديق .. ، و بجدته البطلة /
صفية بنت عبد المطلب ..

.. ، ثم خرج أمير المؤمنين / عبد الله بن الزبير من عند أمه .. ، فكان ذلك اللقاء المؤثر هو آخر عهده بها ..
.. رضي الله عنهما و عن أبيها و أبيه ....

...... تابعونا .......

🎀 بسام محرم 🎀

💔 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير23

#الحجاج_بن_يوسف_الثقفي 💀

💔 (( ابن ذات النطاقين )) 🌴

لم يقدر الحجاج بن يوسف سيدنا / عبد الله بن الزبير حق قدره .. ، و لم يراع مكانته في الإسلام ..
.. ، و كان إذا تحدث عنه ، أو ناداه بين الناس قال :
( يا ابن ذات النطاقين ) .. استخفافا به ، و تصغيرا لشأنه ..!!

(( ذات النطاقين )) التي كانت تحمل الطعام إلى رسول الله و إلى أبيها الصديق في الغار .. فتسير في طرقات وعرة ، و تصعد في مناطق جبلية قاسية .. و هي حامل في ( عبد الله ) .. ..
.. ، ثم هاجرت إلى المدينة ، فولدته في قباء .. ، فكان
عبد الله بن الزبير هو أول مولود يولد للمهاجرين في المدينة ، و كانت الفرحة بمولده عظيمة .. !!!

.. تعرفون لماذا .. ؟!!

.. ، لأن يهود المدينة أشاعوا بين الناس أنهم سحروا المهاجرين ، و لن يولد لهم مولود في المدينة .. ، فلما ولد
( عبد الله ) كبر المسلمون من شدة الفرح .. ، و طاف به جده أبو بكر الصديق رضي الله عنه في المدينة ليشتهر أمر ميلاده ، فيظهر للناس كذب اليهود .. !!

.. ، ثم أخذته السيدة / أسماء .. ذات النطاقين .. إلى رسول الله ، فوضعه في حجره ثم دعا بتمرة فحنكه .. ، فكان أول ما دخل في جوفه هو ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ، ثم دعا له بالبركة ، و سماه ( عبد الله ) ..

.. ، فبارك الله في ( عبد الله بن الزبير ) ، و أصبح يضرب به المثل في شجاعته ، و تقواه لله ، و حرصه على العبادة .. ، كما كان ذا لسان فصيح .. يأسر الناس بخطبه ..
.. ، حتى قيل عنه : (( كان ابن الزبير لا ينازع في ثلاث :
الشجاعة .. و العبادة .. و الفصاحة )) .. !!

.. ، و أثنى عليه حبر الأمة / عبد الله بن عباس قائلا :

(( كان قارئا لكتاب الله .. ، متبعا لسنة رسول الله ..
.. ، قانتا لله .. ، صائما في الهواجر من مخافة الله ..
.. ، و هو ابن حواري رسول الله .. ، و أمه بنت الصديق ..
.. ، و خالته عائشة حبيبة حبيب الله ..
.. ، فلا يجهل حقه إلا من أعماه الله ))

.. ، و قال عنه مجاهد :
(( لم يكن أحد يطيق ما يطيقه ابن الزبير من العبادة ))

.. فقد كان الناس يمرون عليه و هو يصلي خلف المقام و كأنه خشبة منصوبة .. لا يتحرك من شدة خشوعه ، لأنه كان إذا دخل في الصلاة خرج من كل شيئ إليها .. ، فإذا سجد وقعت العصافير على ظهره .. تصعد و تنزل .. و كأنه ثوب مطروح .. !!
.. ، حتى في أيام الحصار ، و تحت القصف ..
كان سيدنا / ابن الزبير يصلي في الحرم و المنجنيق يضرب بالحجارة هاهنا و هاهنا ، فلا يتحرك و لا يضطرب .. !!

.. ، و روي أنه ذات مرة اجتاح الحرم سيل شديد ، فأحاط بالكعبة .. ، فكان عبد الله بن الزبير يطوف حولها سباحة .. !!

.. ، كما رأينا كيف شارك في الفتوحات الإسلامية بشجاعة منقطعة النظير .. ، فكان مع أبيه و أمه في ( اليرموك ) ..
.. ، و قاد جيش ( العبادلة ) الذي فتح إفريقية ( تونس ) مع عبد الله بن أبي السرح ..
.. ، كما شارك في محاولات فتح الفسطنطينية أيام
سيدنا / معاوية .. !!

.......... ........... ............ ............ ......

على أبواب الحرم

* خرج سيدنا / عبد الله بن الزبير من بيت أمه السيدة أسماء بعد أن ودعها الوداع الأخير .. ، و انطلق كالأسد الضاري يحمي المسجد الحرام من زبانية الحجاج بن يوسف ..

.. ، و تكررت محاولاتهم لاقتحام الحرم .. ، فكان ابن الزبير يتصدى لهم بنفسه .. ، فكان إذا خرج عليهم فرقهم و بدد شملهم .. ، و الناس يتعجبون من إقدامه و شجاعته .. !!

.. ، و في ليلة 17 من جمادى الأولى بات سيدنا ابن الزبير يصلي طوال ليلته .. ، ثم صلى بالناس الفجر ، و خطب فيهم بعد الصلاة ليحرضهم و يحثهم على الصبر في القتال ..
.. ، ثم نهض فحمل على جند الشام و حمل معه أصحابه حتى كشفوهم و أبعدوهم عن أبواب الحرم .. !!
.. ، و لكن .. مع الأسف .. أصيب سيدنا / عبد الله بن الزبير في وجهه إصابة بالغة ، و سال منه دم غزير .. ، فعجز عن التقدم و ارتعش ، ثم سقط على الأرض ..
.. ، فأسرع إليه جند الشام و قتلوه .. !!
.. ، ثم أقبلوا على الحجاج بن يوسف ليزفوا إليه الخبر ..
.. ، فخر ساجدا شكرا لله .. قبحه الله ... !!

.. ، و ارتجت مكة بالبكاء .. ، فقام الحجاج في الناس ، و نادى فيهم .. ليهدئ من هول تلك الصدمة ، و ليبرر لهم موقفه بأسلوبه الأفعواني المعروف .. فقال :

(( أيها الناس .. إن عبد الله بن الزبير كان من خيار هذه الأمة .. ، حتى رغب في الخلافة ، و نازعها أهلها
، و ألحد في الحرم .. ، فأذاقه الله من عذابه الأليم .. ))

* يقصد بكلامه قول الله عز وجل : ( و من يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) .. ، و يزعم أن الآية قد انطبقت على الصحابي الجليل / عبد الله بن الزبير .. !!!!

.. ، ثم أكمل الحجاج خطبته قائلا :
(( و إن آدم كان أكرم على الله من ( ابن الزبير ) .. ، و كان في الجنة و هي أشرف

من مكة .. ، فلما خالف أمر الله ، و أكل من الشجرة التي نهى عنها أخرجه الله من الجنة ..
.. ، و إن ابن الزبير قد غير كلام الله ))

.. ، و كان من بين المستمعين لهذه الخطبة
سيدنا / عبد الله بن عمر رضي الله عنه .. ، فغضب مما سمع .. ، و قام للحجاج قائلا له :

(( لو شئت أن أقول لك ( كذبت ) لقلت ..
، و الله إن ابن الزبير لم يغير كتاب الله ..
، بل كان قواما به .. صواما .. عاملا بالحق ))

** و استمرت فترة خلافة عبد الله بن الزبير حوالي
تسع سنوات .. !!

...... تابعونا ........

🎀 بسام محرم 🎀

المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق17

#زمن_العزة

#الأسد_الهصور7

💖 (( معركة اليمامة 3 / فكرة خارج الصندوق ))

وفي هذا الوقت المتأزم ...
عرض عليهم البطل الجرئ سيدنا / البراء بن مالك فكرة خارج الصندوق ... قال لهم :
(( ارفعوني بالرماح .. و ألقوني عليهم من أعلى السور ،
و أنا أفتح لكم باب الحصن إن شاء الله )) .... !!!

.. فتعجب المسلمون من هذا الاقتراح الفدائي ...
فهل يمكن لرجل وحده أن يقاتل جيشا كاملا وحده ،... ؟!!
و هل سيترك على قيد الحياة حتى يصل إلى الباب ..؟!

.. الفكرة خيالية .. و شبه مستحيلة ...!!!

... ولكن خالد بن الوليد وافق عليها، لأنها الفكرة الوحيدة أمامهم الآن ... و الله المستعان ...

... و لم يكن البراء بن مالك ضخم الجسم قوي البنية كما تتخيلونه .. بل كان نحيفا خفيفا ... !!
، و سيسقط على جيش مسلح عدده بالآلاف .. ،
فبكل الحسابات العقلية و النظريات العسكرية مستحيل أن يتمكن البراء من فتح الحصن ...
فقد يستهدفه قناص ماهر من فوق أحد أبراج الحصن فيقتله بسهم ....
، و قد يقع من أعلى السور على أم رأسه فيموت في الحال ...
، أو قد يسقط على ظهره فتتكسر عظامه قبل أن يقف على قدميه ، ثم تدهسه مئات الخيول حتى تسويه بالأرض ..
، وقد ينزل بصدره على آلاف السيوف المشهرة ، فتمزق جسده قبل أن يصل إلى الأرض ...،
و قد ..، و قد ..، وقد .. عشرات التصورات السلبية و المخاوف ...!!

... ولكن البراء رضي الله عنه لم يكن يحمل هم كل هذه المخاطر .. فقد كانت له حسابات أخري ...
حسابات مبنية على قول الملك العزيز :

(( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، إن الله بالغ أمره .. ))

.. فالبراء كان على يقين أن (( ما أصابك لم يكن ليخطيئك ، و ما أخطأك لم يكن ليصيبك )) .. فالأمور تجري بمقادير قدرها الله ...
، و تلك الحسابات الإيمانية تربط على قلب المؤمن و تثبته وقت الشدائد ....

.. و بالفعل بدأ التنفيذ ...
رفع المسلمون البراء على الرماح إلى أعلى سور الحصن .. ثم ألقى بنفسه على جيش المرتدين في داخل الحصن ..

.. فإذا بالمرتدين يصابون بالهلع من تلك القذيفة البشرية التي تسقط على رؤوسهم .. !!
، و أخذ البراء يقاتلهم وحده ... فاجتمعوا عليه ، و أخذوا يضربونه بسيوفهم ، و يطعنونه برماحهم في كل جزء من جسمه النحيف .. و هو لا يعبأ بجراحه .. !!
و أخذ يدفعهم عن نفسه .. وهو يتحرك نحو باب الحصن حتى مكنه الله .. و فتح الحصن .. !!!

... فتحه بعد أن تقطع جسده النحيف ، و تهلهلت ثيابه .. فقد أصيب بأكثر من ثمانين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ...!!!

... في عرف العقل ...
البراء ميت ميت ... ، و لكنه في الحقيقة لم يمت .. بل أبقاه الله حيا .. رغم كل تلك الجراح .. و ذلك حتى يفهم الناس أن الله تعالى يحفظ المتوكلين عليه ، و يعافيهم .. مهما كانت المخاطر التي تتهددهم .. حتى و إن تقطعت بهم الأسباب كلها .. !!

.. البراء أخذ يعالج بعد المعركة شهرا كاملا..، و كان الذي يمرضه هو خالد بن الوليد بنفسه .. تقديرا لهذا البطل العظيم الذي قال عنه رسول الله :
(( كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبَه له ، لو أقسم على الله لأبره .. ، منهم البراء بن مالك )) ... !!

.. عاش البراء بعد معركة اليمامة .. ، و شارك في الفتوحات الإسلامية و أبلى فيها بلاء حسنا .. ثم استشهد في فتح بلاد فارس .. في معركة فتح تستر ..
كما سنرى إن شاء الله تعالى ...

و الآن ..
أعود بكم إلى مشهد البراء ، وهو يفتح باب الحصن ..

.. فدخل المسلمون يكبرون في صوت واحد كالرعد ، و يهتفون : (( وا محمداااه .. وا محمداااه )) ،

... ثم اندفعوا كالأمواج الهائجة على أتباع مسيلمة الذين شل تفكيرهم هذا المشهد .. ، و زلزل الهلع أركانهم ...!!!

... واشتد القتال داخل حصن الحديقة .. حتى كثر القتل في الفريقين .. فقد كان المرتدون يقاتلون باستماتة عجيبة ..!!

(( القناص ))

* و كان بين صفوف المسلمين قناص محترف لا يريد من هذه المعركة إلا شيئا واحدا .. ؟!!!

.. إنه ... (( وحشي بن حرب )) ...
كانت عيناه تتحركان يمينا و شمالا ... يبحث بين تلك الكتل البشرية المتقاتلة عن شخص واحد بعينه ... !!!

.. كان يريد مسيلمة الكذاب ..

فوحشي هو قاتل أسد الله حمزة في غزوة أحد كما تعرفون .. فأراد أن يطفئ نار الندم التي تشتعل في قلبه منذ ثمان سنوات .. ، منذ أوجع قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم على فراق عمه الحبيب رضي الله عنه ..
فقد كان وحشي كلما التقى بالنبي بعد إسلامه ، ينظر إليه مغضبا ، و يقول له :
(( أنت وحشي ؟!!! ...،
أنت قتلتَ حمزة ..... ؟!!!
هل تستطيع أن تغيب عني وجهك ... ؟ ))

* وحشي يحمل في يده نفس الحربة التي قتل بها حمزة ..

و يقول لنفسه : (( لعلي أقتل مسيلمة فأكافئ به حمزة ))

... فلما رآه .. رماه بحربته فوضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه ...!!!

... وكان سيدنا / أبو
Forwarded from أيام الصديق
دجانة رضي الله عنه

في نفس الوقت قريبا جدا من مسيلمة ، لأنه أراد هو الآخر أن يقتله بيده ... و فعلا .. ضربه أبو دجانة بسيفه على هامته ، بعد أن اخترقت حربة وحشي صدره مباشرة ...
فسقط الكذاب صريعا .. و لفظ آخر أنفاسه الأخيرة .. !!

.. فسارع أحد جنود مسيلمة إلى أبي دجانة ، و ضربه ضربة شديدة استشهد على أثرها ... !!

و اضطربت صفوف المرتدين بعد مقتل زعيمهم ، فأخذ المسلمون يحسونهم حسا .. حتى سقط منهم ما يقرب من عشرين ألف قتيل ...!!!
.. يعني تقريبا ، نصف جيش المرتدين .. حتى جرت دماءهم أنهارا على أرض ( حديقة الموت ) ...!!

.. وكما تعودنا من سيف الله / خالد بن الوليد ...
بطل معارك اليوم الواحد .. استطاع أن ينهي تلك المعركة المصيرية من معارك حروب الردة ... معركة اليمامة ..
في يوم واحد فقط .. !!!

.. و استشهد في اليمامة ما يقرب من 500 من الصحابة الكرام .. ، فضلا عن غيرهم من المسلمين .. حتى وصل إجمالي عدد الشهداء حوالي 1200 شهيد ...!!!

.. وهذا العدد أكبر بكثير من إجمالي أعداد الشهداء الذين سقطوا في حياة النبي في كل غزواته ، و معاركه ...!!

... وكان من بين الشهداء 70 من حملة القرآن ..!!

لقد كان هؤلاء المرتدون من بني حنيفة يقاتلون بشجاعة و ثبات عجيب .. حتى شهد لهم خالد بن الوليد نفسه بذلك ..
فقال عنهم :
(( لقد شهِدت عشرين زحفا ، فلم أرَ قوما أصبر لِوَقع السيوفِ .. ، ولا أضرَبَ بها .. ، ولا أثبَتَ أقداما من
بني حنيفة يوم اليمامة .. ، و ما بي حركة من الجراح ..
، و لقد أقحمت حتى أيِست من الحياة ، وتيقنت الموت ))

.. يريد أن يقول أنه كاد .. رضي الله عنه .. أن يقتل من شراسة جيش مسيلمة في القتال ...
، ولكن الله نصر عباده المؤمنين على جند إبليس اللعين ..!!!

** و بعد انتهاء المعركة ..
وقع خالد في خديعة كبيرة .. و كاد أن يقتل ...!!

... كيف هذا ... ؟!!

* تابعونا .....

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from الدولة الأموية
#خلافة_عبدالملك1 🌴

#الحجاج_بن_يوسف_الثقفي 💀

🔥 (( المبير ... )) 💥

* أرسل الحجاج بن يوسف بخبر انتصاره على
أمير المؤمنين / عبد الله بن الزبير و جنوده إلى
عبد الملك بن مروان .. ، و بعث إليه برأس ابن الزبير .. ، ففرح عبد الملك فرحا عظيما .. ، فأخيرا انتهى كابوس
ابن الزبير الذي كان يقض مضجعه و يؤرقه ...

.. ، و بذلك أصبح عبد الملك بن مروان هو الحاكم الأوحد لكل البلاد الإسلامية من مشارقها إلى مغاربها .. ، و هو الإمبراطور الأقوى و الأعظم على وجه الأرض كلها .. !!

.............. ............... ............... ...........

.. ، و دخل الحجاج بن يوسف مكة ، فأخذ البيعة من أهلها لعبد الملك .. ، و أمر بجثة سيدنا / عبد الله بن الزبير أن تصلب أمام الناس .. !!

.. ، و جاءت أمه السيدة أسماء .. الضريرة الثكلى ، و قد وهن عظمها و انحنى ظهرها من كبر السن .. فوقفت على جثة ولدها و دعت له دعاء طويلا .. و لكنها لم تدمع دمعة واحدة .. ، فأقبل عليها الحجاج بن يوسف في جنوده ، و قال لها :
(( أرأيت كيف نصر الله الحق و أظهره ..؟
إن ابنك قد ألحد في الحرم .. ، وقد قال تعالى :
( و من يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) ..
.. ، و قد أذاقه الله من عذابه الأليم ))

.. ، فقالت له : (( كذبت .. لقد كان ابني أول مولود ولد في المدينة ، و سر به رسول الله ، و حنكه بيده ..
.. ، و كبر المسلمون يومئذ حنى ارتجت المدينة فرحا به .. ، و كان مع ذلك برا بوالديه صواما قواما بكتاب الله .. ،
و أنا أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يخرج من ثقيف كذاب و مبير ) ..
.. ، فأما ( الكذاب ) فرأيناه .. تقصد : المختار الثقفي ..
.. ، و أما ( المبير ) فلا أظنه إلا أنت .. ))

و كلمة المبير تعني : الظلوم سفاك الدماء

.. ، فانكسر الحجاج بن يوسف أمامها ، و لم ينطق بكلمة ..
.. ، ثم انصرف .. ، فأخذت السيدة أسماء تدعو عليه ..
.. ، ثم طلبت أن يدفن ابنها ..
.. ، فرفض الحجاج بن يوسف ، و تركه مصلوبا ... !!
.. ، و ظلت جثته هكذا حتى مر عليها سيدنا /
عبد الله بن عمر .. فتوقف عندها ، و سلم عليه ..
.. ، و أخذ يكلمه .. و قد عصر الحزن قلبه .. قائلا :

(( السلام عليك يا أبا خبيب .. السلام عليك يا أباخبيب ..
أما و الله لقد كنت انهاك عن هذا .. ، أما و الله لقد كنت انهاك عن هذا .. ، و الله ما علمتك إلا صواما قواما واصلا للرحم ))

.. ، ثم قال : (( أما آن لهذا الراكب أن ينزل .. ؟!! )) ..

يقصد بذلك : أن يسمح الحجاج بإنزال جثة ابن الزبير من على الجذع و دفنه
.. ، فلما وصل كلام ابن عمر إلى الحجاج أمر بدفن الجثمان ..
.. ، ثم أرسل الحجاج إلى منزل السيدة أسماء رسولا ليستدعيها للحضور عنده .. فأبت ..

.. ، فأعاد عليها الرسول .. ، و قال له :
(( قل لها : لتأتيني .. أو لأبعثن إليك من يسحبك من قرونك ))
.. ، فأبت .. ، و قالت لهذا الرسول :
(( و الله لا آتيه حتى يبعث إلي من يسحبني من قروني ))

.. ، فانطلق إليها الحجاج ، و دخل عليها فقال لها :
(( كيف رأيتني صنعت بعدو الله .. ؟!! ))

.. ، فردت عليه .. رضي الله عنها .. قائلة :

(( رأيتك قد أفسدت عليه دنياه ، و أفسد عليك آخرتك .. ، ولقد بلغني أنك تقول عنه ( ابن ذات النطاقين ) ..
.. ، و أنا و الله ذات النطاقين .. ، فأما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله و طعام أبي بكر .. ، و أما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه .. ))
.. ، فقام عنها الحجاج ، ولم يراجعها ..

.. ، ثم توفيت أسماء .. رضي الله عنها .. بعد ابنها بأيام معدودات .. في شهر جمادى الآخر .. !!

.. ، و ظل الحجاج بن يوسف مقيما بمكة إلى أن دخل
موسم الحج .. ، فحج بالناس هذا العام أيضا ... !!

... تابعونا ...

🎀 بسام محرم 🎀

💥 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from الدولة الأموية
#خلافة_عبدالملك2

#الحجاج_بن_يوسف_الثقفي

🌴 (( قبض العلماء )) 😔

* و دخلت سنة 74 هجرية ..

.. ، و فيها استطاع أمير المؤمنين الجديد /
عبد الملك بن مروان أن يحكم سيطرته على بلاد الحجاز بالكامل بعد أن ولى عليها قائده الوفي / الحجاج بن يوسف الثقفي .. صاحب القبضة الحديدية ..

.. ، و لما رأى الحجاج بن يوسف تلك التغييرات التي كان قد أحدثها سيدنا / عبد الله بن الزبير في شكل الكعبة المشرفة .. استنكرها .. ، و لم يكن يعرف السبب من وراء ما فعله
ابن الزبير .. ، فأرسل بذلك إلى عبد الملك بن مروان ..

.. ، فأمره عبد الملك بإعادة بنائها ( مكعبة الشكل ) كما كانت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .. ، فعبد الملك كان هو الآخر لا يحفظ الحديث النبوي الذي روته السيدة عائشة لعبد الله بن الزبير عن رغبة رسول الله في إعادة بناء الكعبة على الشكل ( المستطيل ) الذي كانت عليه أيام سيدنا / إبراهيم عليه السلام ، و ذلك بأن يدخل في بنائها الحِجر
( الذي يسميه الناس الآن : حجر إسماعيل .. ، و هي تسمية خاطيئة ، لأن سيدنا إسماعيل ليس مدفونا في هذا الحجر كما يزعم العوام ) ..!!

.. ، فقام الحجاج بن يوسف بهدم الحائط الشامي للكعبة المشرفة ليخرج منها ( الحِجر ) .. ، ثم أعادها ( مكعبة ) الشكل كما كانت في الجاهلية ..

.. ، فلما أخبروا عبد الملك بن مروان بذلك الحديث النبوي الذي روته السيدة عائشة ندم على ما فعل ، و قال :
(( وددنا لو تركناه .. )) .. يقصد : .. لو تركنا البناء الذي بناه سيدنا / عبد الله ابن الزبير .. !!

......... ........... .........................

.. ، كما استطاع عبد الملك أن يحكم سيطرته على العراق تحت إمرة أخيه بشر بن مروان ، و الذي كان يستعين بالبطل / المهلب بن أبي صفرة للقضاء على فتنة الخوارج الأزارقة التي كانت تشتعل من وقت لآخر في بلاد فارس ..

.. ، و كان المهلب مضطرا إلى أن يسمع و يطيع لعبد الملك و أمرائه بعد تلك التغيرات المفصلية التي حدثت بعد اغتيال سيدنا / مصعب بن الزبير في العراق .. ، ثم اغتيال سيدنا /
عبد الله بن الزبير رضي الله عنه في مكة ...

................ ................ .............

.. ، و في هذا العام توفي .. الصحابي الجليل / أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ..

.. ، و كذلك توفي الصحابي الجليل / سلمة بن الأكوع رضي الله عنه .. عداء الصحابة .. الذي تميز بجري المسافات الطويلة .. ، فقد كان يلاحق راكبي الإبل و الخيول و هو يجري على قدميه .. ، و قد رأينا ذلك منه في
( غزوة الغابة ) في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ..!!

.. ، كما فقدت الأمة الإسلامية في نفس هذا العام عالما جليلا ، و صحابيا كريما من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ألا و هو ..

سيدنا / عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

.. ، و ستكون لنا وقفة مع سيرة هذا الرجل العظيم الذي عاصر الفتن ، و رأى أشد المحن دون أن يهتز لحظة ..

.. ، فلم يتأثر دينه بتلك الأحداث السياسية العاصفة التي أذهلت عقول الكثيرين حتى باتوا في حيرة و اضطراب ..
.. ، لا يعرفون أين الحل .. ؟!! .. ، و ما هو الصواب .. ؟!!

.. ، و لم تزل قدم ابن عمر في تلك المزالق التي زلت فيها أقدام الكثيرين .. ، فقد كان دائما صاحب مواقف متزنة حكيمة .. ، يحاول أن يكبح جماح ذلك الغضب العارم الذي كان يسيطر على مشاعر الناس .. ، فكان ابن عمر دائما يوجه ( بوصلتهم ) إلى المسار الصحيح ..

.. نفعه علمه كما نفع سيدنا / عبد الله بن عباس .. رضي الله عنهما .. ، فقد كان كل همهما أن يخمدا الفتن .. ، و أن يحقنا دماء المسلمين .. ، كانت لهما رؤية بعيدة النظر إلى مآلات الأمور و الأحداث .. ، و كانا يتطلعان دائما إلى ما يحقق مصلحة الأمة الإسلامية كلها .. ، و ليس مصلحة فصيل بعينه على حساب فصيل آخر ..

.. ، فالعلماء الربانيون هم صمام الأمان في المجتمع المسلمين .. ، و لذلك فموت العلماء بلاء عظيم لا يقدره قدره إلا أولوا الألباب .. ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي صححه البخاري :

(( إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ .. ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا .. ، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ ..
.. ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا ))

.... ، و سنحاول في الحلقة القادمة أن نقدم لكم نبذة مختصرة عن سيرة سيدنا / عبد الله بن عمر رضي الله عنه ..

....... فتابعونا ........

🎀 بسام محرم 🎀

المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق18

#زمن_العزة

#الأسد_الهصور8
💥 (( الخدعة ... )) 👥👥👥

بعد انتهاء معركة اليمامة بانتصار ساحق للمسلمين أراد خالد بن الوليد أن يفتح باقي حصون اليمامة ، وقد أصبح من حقه الآن أن يسبي النساء و الأطفال من بني حنيفة ، و أن يغنم أموالهم ، و أن يستحوذ على ديارهم و أراضيهم ، بل وله الحق أيضا أن يقتل كل رجل من مقاتليهم .. ، وذلك طبقا لقوانين الشريعة الإسلامية في مثل هذه الحالات التي تفتَح فيها المدن و الحصون ( عنوة ) .. أي : بعد قتال .. أما إذا تم فتح أي مدينة بعد ( صلح ) فالأمر يختلف تماما ... ، حيث لا يجوز للمسلمين ساعتها أن يخرجوا أهل تلك المدينة من ديارهم .. ، ولا أن يغنموا أموالهم ، أو يسبوا نساءهم ...!!!

و بالفعل ...
أرسل الخليفة / الصديق رسالة إلى خالد يأمره فيها بأن يقتل كل من بلغ الحلم من ذكور بني حنيفة ...!!

... ولكن هذه الرسالة قد تأخرت ..
فلم تصل إلا بعد أن وقع خالد بن الوليد في خدعة دبرها له ( مجاعة ) .. هذا الرجل الثاني في بني حنيفة الذي تكلمنا عنه من قبل ..!!

... حيث أراد ( مجاعة ) أن يَحمي أهله من السبي و القتل ، و أن يقنع خالدا بقبول الصلح .. خاصة بعد أن قتِل نصف جيش مسيلمة ، ولم يبق في الحصون إلا النساء و الشيوخ و الأطفال .. وليس معهم من يدافع عنهم ..،
فأمر ( مجاعة ) نساء اليمامة أن يلبسن الحديد ، و الخوذ و الدروع ، و أن يبرزن بالأسلحة من أبراج ، و شرفات الحصون ... !!
ثم خرج ( مجاعة ) إلى خالد ... ، و قال له :

(( إن هذه الحصون ملأى بالرجال المقاتلين ، و أنا أدعوك إلى الصلح ))

.. فلما رأى خالد بن الوليد شرفات الحصون ممتلئة بمن ظنهم من الرجال المقاتلين ... ثم نظر إلى جيشه فوجده قد أصابه الجهد و الجراحات الشديدة في معركة اليمامة ، اضطر أن يوافق على الصلح حتى لا يدخل بجيشه المنهك في معارك جديدة ... !!

* فخرج له وفد من بني حنيفة لعقد الصلح معه .. ، و حاول خالد معهم في البداية أن يردهم إلى رشدهم .. ، فدعاهم إلى الإسلام .. ، و العجيب أنهم قبلوا أن يعودوا إلى الإسلام جميعا .. بمنتهى البساطة .. و دون أي جدال ، أو مكابرة ..!!

سبحان الله ....

.. فأتم خالد معهم الصلح ... ثم اكتشف ( الخدعة ) ..!!

و وصلت أخبار هذا الصلح إلى أبي بكر الصديق .. فغضب مما فعله خالد .. لأنه بذلك لم ينفذ أوامر الخليفة ..

، و الحقيقة أن خالدا لم يتعمد المخالفة ، و لكنه .. كما رأينا .. عقد الصلح قبل أن تصله تعليمات ( الصديق ) ..

فأرسل سيدنا أبو بكر يعاتبه ...

.. فرد عليه خالد قائلا :
(( لقد خدعني مجاعة ، و لم يكن لي علم بالغيب ، و قد صنع الله للمسلمين خيرا ، و أورثهم الأرض .. ))

.. و أرسل خالد ما جمعه من السبي و الغنائم من معركة اليمامة إلى الخليفة (( أقصد تلك الغنائم التي سقطت في أيدي المسلمين قبل الصلح .. ، فهي لا ترد إلى بني حنيفة حتى و إن صالحوا ، و عادوا إلى الإسلام ))

* فكان من نصيب علي بن أبي طالب امرأة من هذا السبي .. فاتخذها ( سُرِّية ) له .. ، و أنجب منها ( محمد ) الذي كان يعرف ب : (( محمد بن الحنفية )) .. يعني : ابن تلك المرأة من بني حنيفة ..
* معلومة ..
( السرية ) : هي ملك اليمين التي يعاشرها سيدها معاشرة الأزواج .. كما كانت مارية القبطية ( سرية ) للنبي صلى الله عليه وسلم فأنجب منها ولده ( إبراهيم ) ...

وهذه رسالة موجهة إلى الشيعة الكذابين ...
فمعنى أن يكون لعلي بن أبي طالب نصيب من سبي معركة اليمامة أنه كان راضيا عن خلافة الصديق ، مطيعا له .. معترفا له بالفضل .. وليس كما يدعي الشيعة أن أبا بكر قد استلب حق سيدنا ( علي ) في الخلافة ...!!!

محاولة اغتيال خالد بن الوليد ...

.. بعد أن تم الصلح مع بني حنيفة ، و بعد أن أعلنوا إسلامهم ، طلب خالد من ( مجاعة ) أن يزوجه من ابنته .. ،
و بالفعل تم الزواج ...
، و لكنه أثار استنكار البعض ،
و على رأسهم أبو بكر الصديق نفسه ... !!

، و لكن خالدا رد عليهم ردودا مقنعة ، فهو لم يخالف شرع الله بزواجه هذا .. ، و كان له في رسول الله أسوة حسنة في ذلك الأمر ..

، فلم يجد الصديق مانعا شرعيا مما فعله خالد .. فسكت عنه

** أما محاولة الاغتيال فقد دبرها ( سلمة بن عمير ) وهو من بني حنيفة ، و كان معترضا على هذا الصلح الذي تم ..
فقد كان قلبه ممتلئا حقدا على خالد بسبب ما فعله في قومه ..
، فتسلل إلى معسكر ( خالد ) بالليل .. و معه السيف .. يريد أن يقتله .. ، فانتبه إليه الحراس وصاحوا فيه ...

ففر هاربا .. ، و تجمع عليه بنو حنيفه يريدون إلقاء القبض عليه لمحاكمته ، و أخذوا يلقون عليه الحجارة ، فلما يئس من الهرب مرر سيفه على أوداجه فقطعها ، ثم سقط في بئر ميتا ... !!!
* و بعد أن نجا الله سيفه المسلول من محاولة الاغتيال الآثمة ، مكث خالد في اليمامة لينظم شئون أهلها ، و أرسل وفدا منهم إلى المدينة ليعتذ

روا إلى
Forwarded from أيام الصديق
أبي بكر عن ردتهم ، و ليؤكدوا له خضوعهم الكامل لدولة الإسلام ... !!

* فلما دخلوا على الصديق عنفهم بشدة على اتباعهم
لمسيلمة الكذاب ، و قال لهم متهكما :

(( أسمعونا شيئا من قرآن مسيلمة ... !!! ))

.... فقالوا له باستحياء :
(( اعفنا من ذلك يا خليفة رسول الله ؟ ))

.. فقال : (( لابد من ذلك ))
... فقالوا :
(( كان يقول : يا ضفدع بنت الضفدعين نقي ... فلكم تنقين ...لا الماء تكدرين ، ولا الشارب تمنعين رأسك في الماء ، و ذنبك في الطين )) ... !!!

.. وذكروا له سجعات أخرى .. مضحكة .. مما كان يقوله مسيلمة ... هذيان لا يقبله عقل سليم ، و لا يقوله حتى الصبيان وهم يلعبون ... !!
، و لكن مسيلمة كان يتلوه عليهم على أنه قرآن كريم جاءه بالوحي من السماء .. ولعل الله سبحانه أراد بهذا النموذج الساقط .. نموذج مسيلمة .. أن يبين للناس الفارق المهول بين ( أصدق الصادقين ) الذي لا ينطق عن الهوى ، و بين
( أكذب الكاذبين ) الذي يتبعه الغاوون ، و جنود إبليس .. !!

.. فقال لهم أبوبكر غاضبا :
(( ويحكم ... أين كان يذهب بعقولكم ... ؟!!!
إن هذا الكلام لا يخرج من رجل بار صالح ))

.. فاعتذروا له ، و أظهروا له ندمهم الشديد ..
فقبل منهم توبتهم ، و إسلامهم ..

** وبذلك يكون الأسد الهصور قد انتصر في كل حروب الردة .. ، فقد عادت جيوشه ( الأحد عشر ) كلها منتصرة ..
بعد أن خاضت حروبا طاحنة استمرت قرابة السنة ...

، فكان هذا هو الإنجاز العظيم الأول الذي حققه الصديق في سنته الأولى من سنتي خلافته ، حيث عاد الناس إلى دين الله أفواجا بسبب ثبات هذا الخليفة الراشد ، و حزمه ... ،
فقد أبى أن يعطي الدنية في دينه ،
و لم يرض أن ينتقص منه مثقال ذرة وهو حي ..... !!!!

* ولكن هذا العدد الكبير الذي استشهد من القراء
( حملة القرآن ) في معركة اليمامة كان يؤرق الفاروق / عمر .. ، فاقترح على الصديق أمرا .. !!!
سنعرفه في المرة القادمة .. إن شاء الله ... فتابعونا ..

🎀 بسام محرم 🎀
من هم الأساطير

1-الاسطورة هو عثمان بن عفان عندما قرأ القرآن كاملا في ركعة واحدة

2-الاسطورة هو علي بن ابي طالب عندما خلع باب خيبر بمفرده

3-الاسطورة هو الزبير بن العوام عندما هجم على حصن الكفار بمفرده ليفتح باب النصر للمسلمين

4-الاسطورة هو ضرار بن الأزور عندما هجم على جيش الروم بمفرده

5-الاسطورة هو خالد بن الوليد عندما هجم على صفوف الكفار واختطف قائدهم وعاد الى صفوف المسلمين سالما

6-الاسطورة هو الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي احتاج الى اقل من عامان ليطوف بعدها بالزكاة فلا يجد من يأخذها

7-الاسطورة هو خالد بن الوليد الذي خاض 100معركة ولم يخسر ولا واحده

8-الاسطورة هو علي بن ابي طالب عندما قاتل بسيفين وتحكم بحصانه في قدميه

9-الاسطورة هو جعفر الطيار عندما حضن الراية بعد ما تقطعت يداه

10-الاسطورة هو عمر بن الخطاب عندما هاجر المسلمين سرا الى المدينة المنورة.....
إلا عمر....
الذي لبس سيفه ووضع قوسه على كتفه وحمل أسهمًا وعصاه القوية، وذهب إلى الكعبة حيث طاف سبع مرات، ثم توجه إلى مقام إبراهيم فصلى، ثم قال لحلقات المشركين المجتمعة: «شاهت الوجوه، لا يُرغم الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده أو يُرمل زوجته فليلقني خلف هذا الوادي». فلم يتبعه أحد منهم.

11- الاسطورة هو حمزة بن عبد المطلب عندما علم ان ابو جهل شتم الرسول واذاه فذهب الى ابو جهل وشج وجهه وقال: : «أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول؟ فرُدَّ ذلك علي إن استطعت»

١٢- الاسطورة هو الذي أتم قراءة هذا المنشور وقام بنشره كي نغسل دماغ من غسلت دماغهم من المسلمين

ونسوا مجد أمتهم ودينهم في هذا الزمان ..؟ يقولون ان ميسي و كرستيانو هما الاسطورة في العالم ...؟

إذا أتممت القراءه فصلي على سيدنا محمد 🌷🌷🌷
Forwarded from الدولة الأموية
#خلافة_عبدالملك3

(( عبد الله بن عمر )) 🌴

** كان رجلا من يومه ..

فقد أسلم في مكة حينما أسلم أبوه ( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنهما .. ، و كان ( عبد الله ) ساعتها طفلا صغيرا لم يبلغ الحلم بعد .. ، فصبر في سنه الصغير هذا على ما صبر عليه المسلمون الأوائل في مكة من الاضطهاد و الإهانة .. !!

.. ، حتى أذن الله تعالى بالهجرة إلى المدينة ..
فهاجر ( عبد الله ) مع أبيه ، و مع المسلمين ، و كان في العاشرة من عمره .. ، فكانت قلوب المهاجرين مشتاقة إلى أن تجد في المدينة ( الحرية و العزة و الكرامة ) بعد ما أصابهم من الذل و الهوان ..

.. ، و في السنة الثالثة من الهجرة ..
سمع ( عبد الله ) .. الغلام الصغير الذي لم يتجاوز
ال ١٣ عاما .. أن النبي صلى الله عليه وسلم يجهز الجيش الإسلامي لغزوة ( أحد ) ، فقد وصلته الأخبار بتحرك
جيش قريش لغزو على المدينة .. ، فتطلع ( عبد الله ) ، هو و بعض أقرانه أن يشاركوا في القتال .. ، و لكن رسول الله استصغرهم و ردهم ..

.. ، فلما كانت ( غزوة الخندق ) في العام الخامس ..
سمح النبي لعبد الله بن عمر أن يخرج مع المسلمين للقتال .. ، فكانت أولى الغزوات التي شارك فيها .. ، رغم أنه كان وقتها في هذا السن الذي نسميه ( سن المراهقة ) .. الذي لا يعرف فيه أبناء ( عصرنا المنكوب ) إلا الرقص و الغناء ..
.. ، و اللعب و اتباع الشهوات .. إلا من رحم الله .. !!

.. ، ثم شارك ابن عمر في كل ما بعد ( الخندق ) من المعارك و الغزوات .. !!

.. ، فلما وصل إلى ( سن الشباب ) اشتهر بالحرص الشديد على العبادة ، و على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم .. ، فكان يتوضأ لكل صلاة .. ، و يحرص حرصا شديدا على إسباغ الوضوء و إتقانه .. ، و كان يتتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يصلي فيها .. ، حتى أن النبي نزل يوما تحت شجرة .. ، فكان ( ابن عمر ) يتعاهدها بعد ذلك ، و يصب في أصلها الماء .. !!!

.. ، كما كان ( ابن عمر ) عالي الهمة في قيام الليل .. ، فكان يقوم أكثر الليل .. ، و إذا فاتته صلاة العشاء في جماعة أحيا تلك الليلة كلها .. !!

.. ، و هذا الحرص الكبير على قيام الليل كان له سبب ..
.. ، فقد رأى ( ابن عمر ) رؤيا منامية في إحدى الليالي أثرت فيه جدا ..
... ، و سأتركه ليحكي لكم بنفسه قصته مع تلك الرؤيا .. يقول سيدنا / عبد الله بن عمر :

(( كُنْتُ غُلَامًا شابا عزبا في عَهْدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ .. ، وكُنْتُ أبِيتُ في المَسْجِدِ .. ، وكانَ مَن رَأَى منَاما قَصهُ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ .. ، فَقُلتُ: ( اللَّهُمَّ إنْ كانَ لي عِنْدكَ خَيْر فأرِنِي منَاما يُعَبرهُ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ) .. ، فَنِمْتُ .. ، فَرَأَيْتُ مَلَكَيْنِ أتَيَانِي ، فَانْطَلَقَا بي
.. ، فذهَبَا بي إلى النَّارِ، فَإِذَا هي مَطوِيَّةٌ كَطَي البِئْرِ .. ، وإذَا لَهَا قَرْنَانِ كَقَرْنَيِ البِئْرِ .. ، وإذَا فِيهَا نَاسٌ قدْ عَرَفْتُهُمْ .. ، فَجَعَلْتُ أقُولُ : ( أعُوذُ باللَّهِ مِنَ النَّارِ .. ، أعُوذُ باللَّهِ مِنَ النَّارِ ) .. ، فَلَقِيَهُما مَلَكٌ آخَرُ .. ، فَقَالَ لِي : لَن تُرَاعَ ..
.. ، فَلَمَّا أصْبَحْتُ ذَكَرْتُ ذلكَ لِحَفْصَةَ .. ، فَقصتها حَفْصَةُ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ .. ، فَقالَ :
( إنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ ، لو كانَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ مِنَ اللَّيْلِ ) .. ))

.. ، فكان ( سالم ) بن عبد الله بن عمر يصف هذا التغير الكبير الذي أحدثته تلك الرؤيا في أبيه .. ، فيقول :

(( فكان ابنُ عُمَرَ بعدَ ذلكَ لا ينامُ مِن اللَّيلِ إلَّا قليلًا ))

.. ، و أكد ( نافِع ) مولى ابن عمر على نفس الكلام قائلا :

(( فَلَمْ يَزَلْ بَعْدَ ذلكَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ ))

* و لما وصل إلى سن 22 من عمره فجع عبد الله بن عمر بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم .. ، فقد كانت وفاته أعظم مصيبة أصابت المسلمين .. ، فأبكتهم ، و أصابهم الغم جميعا .. !!

.. ، و لكن ابن عمر سار من بعده على الدرب .. ، فاقتفى أثره .. ، و لزم غرزه .. ، و جاهد في الله حق جهاده ..

.. ، فكان بطلا من أبطال ( القادسية ) ، ( اليرموك ) ..
.. ، ثم شارك في ( فتح جلولاء ) ..
.. ، و في ( فتح مصر ) ، و كانت له دار فيها ..

* و كثر المال في يد ( ابن عمر ) .. ، و رغم ذلك كان شديد التواضع في طعامه و ملبسه .. ، و كان إذا أعجبه شيئ من ماله تصدق به لله .. مهما كان كثيرا .. ، و يقول :
(( إن الله تعالى يقول :
( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) .. ))

.. ، و عرف عنه عبيده ذلك ، فاستغلوها فرصة ، فكان البعض منهم يلازمون المكث و الصلاة في المسجد ليظهروا له الحرص على العبادة .. ، فإذا رآهم فرح بهم و أعتقهم .. ، فكان الناس يقولون له : (( إنهم يخدعونك ..!! ))
Forwarded from الدولة الأموية
.. ، فيرد عليهم قائلا : (( من خدعنا لله انخدعنا له ))

..

، و اشترى يوما بعيرا ، فاعجبه ، فقال لمولاه نافع :
(( أدخله في إبل الصدقة ))

.. ، و اشترى مرة خمسة عبيد .. ، فقام يصلي ، فقاموا خلفه يصلون .. ، فسألهم : (( لمن صليتم هذه الصلاة .. ؟ ))
فقالوا : (( لله )) .. ، فقال : (( أنتم أحرار لمن صليتم له ))

.. ، و قيل أنه ما مات حتى أعتق ألف رقبة ..
.. ، و كان ربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفا .. !!

.. ، و مكث سيدنا / ابن عمر ( ستين سنة ) يفتي الناس الذين كانوا يأتون إليه من كل البلاد .. ، و روى عن رسول الله أحاديث كثيرة .. ، ثم توفي عن عمر يناهز ال 86
.. ، و كان ذلك بعد مقتل سيدنا / عبد الله بن الزبير
بعدة أشهر ..

.. ، تميز عبد الله بن عمر بالثبات في المواقف .. ، و الحكمة عند الفتن و المحن .. ، و الزهد في الدنيا ..

حتى قال عنه سيدنا / جابر بن عبد الله :

(( ما منا أحد أدرك الدنيا إلا
مالت به ، و مال بها .. إلا ابن عمر ))

..... تابعونا .......

🎀 بسام محرم 🎀

المرجع : البداية و النهاية لابن كثير .
Forwarded from الدولة الأموية
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك4

🌀 (( الحجاج بن يوسف .. ، و أهل العراق )) 💀

** و في نفس السنة .. ال 74 من الهجرة ..

توفي ( بشر بن مروان ) أخو الخليفة / عبد الملك بن مروان ، و الذي كان قد ولاه على بلاد العراق و فارس ..
.. ، فلما وصل خبر وفاته إلى جند العراق الذين كانوا يجاهدون مع المهلب بن أبي صفرة في بلاد فارس ضد الخوارج الازارقة استغل الكثير منهم تلك الفرصة ، فتركوا الجهاد مع ( المهلب ) ، و عادوا إلى أهاليهم في الكوفة .. !!

.. ، و شعر عبد الملك بن مروان أنه في حاجة ماسة إلى قائد قوي ذي بأس شديد ليحل محل أخيه ( بشر ) في حكم العراق و فارس .. ، فلم يجد أفضل من الحجاج بن يوسف الثقفي .. الذي كان ساعتها واليا على الحجاز .. ، فهو الوحيد الذي يستطيع بسطوته و قهره ، و قبضته الحديدية أن يمنع عنه شر أهل العراق و ثوراتهم و فتنهم المستمرة ..

.. ، فكتب إليه وهو في المدينة بأنه قد ولاه على العراق ..
.. ، و كان ذلك في العام ال 75 من الهجرة ....

.. ، و كان الحجاج بن يوسف يتمنى تلك الفرصة ليؤدب أهل العراق على كل ما فعلوه في ماضيهم الأسود ..
.. ، فسار من المدينة إلى العراق و معه 12 فارسا فقط .. !!

.. ، و دخل قصر الإمارة في الكوفة على حين غفلة من أهلها .. و كان ذلك قبل أذان الجمعة بقليل .. فتهيأ ليخطب في الناس خطبة الجمعة ، ثم خرج عليهم ملثما ..

.. ، و كان الحجاج بن يوسف خطيبا بليغا مفوها ..
.. ، فصعد المنبر ، و جلس عليه و أمسك عن الكلام طويلا .. ، و الناس لا يعلمون من هذا الأمير الجديد .. ؟!!

.. ، و كان من عادة أهل العراق مع أمرائهم السابقين أنهم إذا قام فيهم الأمير خطيبا ، فإنهم يخذفونه بالحصى استخفافا به .. ، فأرادوا أن يفعلوا نفس الشيئ مع هذا الأمير الملثم الجديد .. ، فتناولوا الحصى و جثوا على ركبهم ليلقوا بها في وجهه .. ، و لكن سكوته الطويل أبهتهم .. ، فشخصوا إليه بأبصارهم ، و أرادوا أن يسمعوا كلامه أولا ..

.. ، فقام الحجاج بن يوسف .. ، و بدأ يخطب فيهم
أعجب و أرهب خطبة جمعة في التاريخ .. !!

.. ، فكان أول ما تكلم به أن قال لهم بصوت يخلع القلوب :

(( يا أهل العراق .. يا أهل الشقاق و النفاق و مساوئ الأخلاق .. ، و الله إن كان أمركم ليهمني قبل أن آتي إليكم .. ، و لقد كنت أدعو الله أن يبتليكم بي ..
.. ، و لقد سقط مني البارحة سوطي الذي أؤدبكم به .. ، فاتخذت هذا مكانه )) _ و أشار إلى سيفه _
.. ، ثم قال :
(( و الله لآخذن صغيركم بكبيركم ، و حركم بعبدكم ، ثم لأرصعنكم رصع الحداد للحديدة ، و الخباز للعجينة ))

.. ، فلما سمع الحاضرون كلامه جعل الحصى يتساقط من أيديهم .. ، فكشف اللثام عن وجهه ، و قال :

(( أما والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت و آن اقتطافها .. ، و إني لأنظر إلى الدماء تترقرق بين العمائم و اللحى ..
.. ، و إن أمير المؤمنين / عبد الملك بن مروان قد نثر كنانته ثم نظر في عيدانها عودا عودا ، فوجدني أصلب عود فيها فوجهني إليكم .. ، فلطالما رتعتم في أودية الفتن ، و سلكتم سبل الغي و الضلال ..
.. ، أما و الله لأضربنكم ضرب غرائب الإبل .. ، و إني والله لا أعد إلا وفيت ..
.. ، و الله لتستقيمن على سبيل الحق ، أو لأهبرنكم بالسيف هبرا ، و لأدعن لكل رجل منكم شغلا في جسده .. ))

.. ، ثم توعد هؤلاء الذين عادوا و تركوا الجهاد مع المهلب بن أبي صفرة قائلا لهم :

(( .. ، و من وجدت منكم من جند المهلب بعد ثلاثة أيام سفكت دمه ، و انتهبت ماله ))

.. ، ثم نزل من على المنبر ، و لم يزد على ذلك ....

..... تابعونا ......

🎀 بسام محرم 🎀

🌀 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق19

#زمن_العزة

#الأسد_الهصور9

💖 (( مشروع جمع القرآن )) 📘

لماذا لم يجمع القرآن في حياة النبي ؟!

.. شعر عمر بن الخطاب بخطورة الأمر ، و خشي على القرآن أن يضيع بموت الحفظة ، فأخذ يحاول إقناع أبي بكر أن يجمع القرآن قبل أن يفقدوا أعدادا أكبر من القراء بسبب الحروب ...!!
.. فاعترض ( أبو بكر ) بشدة على هذه الفكرة في البداية ، وقال: (( كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟!! ))
.. فقال له عمر : (( هذا و الله خير ))
، و أخذ يلح عليه و يراجعه حتى شرح الله صدر أبي بكر لهذا المشروع العظيم ... !!
.. لم يكن اعتراض أبي بكر في البداية إلا لأنه يريد اتباع سنة النبي في كل أموره ، و ألا يخرج عن طريقه طرفة عين ... فقد كان يخاف أن يبتدع في دين الله ..!!

* و لكن الأمر كان مختلفا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو لم يجمع القرآن لأن الآيات و السور كانت تنزل متفرقة ، و غير مرتبة بترتيب المصحف .. وذلك لتتفاعل مع الأحداث ، و لتعالج مشكلات المجتمع المسلم ، و لترد على تساءلات الناس .. حتى يفهم المسلمون أن القرآن ليس مجرد آيات تتلى في الصلاة ، إنما هو منهاج حياة ، نزل ليصلح شؤونهم ، و ليهديهم إلى الطريق الصحيح في كل ما يعرض لهم من القضايا ، و المستجدات ...

* ولما اكتمل نزول القرآن ، مات رسول الله بعدها بفترة قصيرة جدا لم تكن كافية ليجمع فيها القرآن.

.. أما في خلافة أبي بكر الصديق ، فالحاجة فعلا أصبحت ملِحة لجمع القرآن ...

من الذي يتحمل هذه المسئولية ..؟!!

* بدأ أبو بكر الصديق يفكر مع عمر بن الخطاب في الشخص المناسب الذي يتحمل هذه المسئولية الضخمة ..؟!

.. فوقع الاختيار على الصحابي الجليل /
زيد بن ثابت رضي الله عنه ... لماذا... ؟!!

* أولا : لأنه من ( حفظة القرآن ) ، و من ( كتبة الوحي ) الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يستأمنهم ويثق فيهم ..

* ثانيا : زيد بن ثابت ( شاب حكيم عاقل ) ، فيه قوة الشباب ، و حماستهم ، و تطلعهم للإنجاز و النجاح ..

* ثالثا : زيد ( فقيه ) .. من علماء الصحابة .. وهو أعلم الناس بالفرائض ( علم المواريث ) ، حتى أنه تولى القضاء في المدينة بعد ذلك في عهد عمر ، و عثمان ، و علي رضي الله عنهم .. ولما مات زيد قال سيدنا أبو هريرة في نعيه :

(( مات حبر الأمة ، و عسى أن يجعل الله في
عبد الله بن عباس خلفا له )) ..

* رابعا : حضر زيد ( العرضة الأخيرة ) ، و قرأ فيها على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كاملا مرتين ، و عرف منه ما نسخ من الآيات ، و من الأحرف السبعة .. ، و سنتكلم بالتفصيل فيما بعد عن العرضة الأخيرة و أهميتها في توثيق القرآن ..

.. فأرسل أبو بكر يستدعي زيد بن ثابت ، و قال له :

(( لقد استحر القتل في القراء في معركة اليمامة ، و نخشى أن يذهب شيء من القرآن ، فرأينا أن نجمع القرآن ، و أنت رجل شاب عاقل لانتهمك ، و قد كنت تكتب الوحي لرسول الله .. فتتبع القرآن فاجمعه ))

.. فرد عليه زيد مستنكرا :
(( كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ....؟!!! ))

.. فقال أبو بكر : ( هو و الله خير ) ..
ثم أخذ يراجع زيد بن ثابت ، و يحاول إقناعه حتى شرح الله صدره لجمع القرآن .. !!

.. و من شدة ورعه ، و إحساسه بهذه المسئولية الكبيرة كان زيد يقول :
(( والله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به أبوبكر من جمع القرآن )) ..

.. لقد كان زيد بن ثابت هو الاختيار الأمثل لهذه المهمة ..
لأنه (( القوي الأمين )) ... ، و قد بذل في جمع القرآن جهدا كبيرا ، و كان شديد الحرص على تحري الدقة ، حتى أنه استغرق من الوقت في جمع القرآن خمسة عشر شهرا كاملة .. منذ انتهاء حروب الردة ، إلى ما قبل وفاة أبي بكر بأيام قليلة ..!!

العرضة الأخيرة

** كان من أهم أسباب اختيار أبي بكر لزيد بن ثابت أنه حضر ( العرضة الأخيرة ) التي كانت المرجع المعتمد في جمع القرآن ، فما هي ( العرضة الأخيرة ) .. ؟!!!

* جبريل عليه السلام كان يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم كل عام في رمضان يدارسه القرآن مرة .. كما تعلمون ..

(( يدارسه القرآن يعني : يتلو جبريل كل ما نزل من القرآن على النبي ، و يتلو النبي كذلك كل ما نزل من القرآن على جبريل ))
، فلما كان رمضان الأخير .. قبل وفاة النبي بستة أشهر (( في 10 هجرية )) .. دارس جبريل مع النبي القرآن مرتين :

(( مرة يتلو جبريل القرآن كله ، ثم يتلو النبي ، ثم يتلو جبريل ، ثم يتلو النبي )) ..
و بين جبريل للنبي في هذه ( العرضة الأخيرة ) ما تم نسخه من آيات القرآن ، و ما نسخ من الأحرف السبعة (( وهي اللهجات العربية السبعة التي نزل بها القرآن تسهيلا على قبائل العرب .. فقد كانوا يختلفون في لهجاتهم )) ..
Forwarded from أيام الصديق
.. ثم عرض عدد من الصحابة على النبي كل ما يحفظونه من القرآن (( يعني : سمعوا له القرآن كاملا )) فأخبرهم بم

ا نسخ .. ، و بترتيب الآيات و السور في صورته النهائية كما نعرفها الآن ..
، و كان من بين هؤلاء الذين حضروا العرضة الأخيرة
سيدنا / زيد بن ثابت ..

.. ولم ينزل بعد العرضة الأخيرة إلا القليل جدا من الآيات : مثل آية ( الدين ) ، و آية الربا ، و آية ( اليوم أكملت لكم دينكم .. )
.. فصارت تلك العرضة الأخيرة هي المرجع المعتمد في جمع القرآن ..

* وهنا سؤال هام :
..
هل كان القرآن مجموعا مرتبا في حياة النبي
صلى الله عليه وسلم ...؟!!

و الإجابة : نعم .. لقد كان القرآن مجموعا في صدور حفظة القرآن من الصحابة كاملا و مرتبا ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخبرهم عن طريق الوحي بترتيب الآيات و السور .. بل لقد كان القرآن أيضا مجموعا كاملا و مرتبا في مصاحف مكتوبة في حياة النبي ...!!
تلك المصاحف هي (( مصاحف شخصية )) .. كتبها بعض الصحابة من حفظهم لتكون خاصة بهم :
(( مثل مصحف عبد الله بن مسعود ، و مصحف أبي بن كعب ، و غيرهما )) ..

* ولكن أبا بكر لم يعتمد على تلك المصاحف الشخصية في ( مشروع جمع القرآن ) .. ، و ذلك لأنه أراد أن يبلغ الغاية القصوى من التثبت ، فقرر أن يجمع تلك المخطوطات التي كتبت عليها سور و آيات القرآن بين يدي النبي في حياته .. فقد كتبت بخط يد ( كتبة الوحي ) الذين اختارهم رسول الله بنفسه .. فكتبوها بإملاء منه شخصيا ، و الوحي لا يزال ينزل .. يعني .. لو حدث أي خطأ في التدوين فسينزل جبريل عليه السلام فورا ليصحح ذلك الخطأ ...

وكانت تلك المخطوطات عبارة عن جلود الحيوانات .. ، أو ألواح الخشب .. ، أو جريد النخل .. ، أو عظام الكتف .. ، أو الضلوع .. فهذه كانت أدوات الكتابة وقتها في جزيرة العرب ...!!!
، ولم تكن تلك المخطوطات المقدسة قد جمعت مرتبة بين دفتي مصحف كامل حتى خلافة أبي بكر ، بل كانت متفرقة بين الصحابة .. فهذا عنده سورة .. ، و هذا يحتفظ ببعض آيات .. ، و هذا في بيته مجموعة سور ... !!

... فوضع أبو بكر لزيد بن ثابت شروطا حازمة لقبول أي مخطوطة تصل إليه .. ، حيث أمره أن يجلس في المسجد لاستقبال المخطوطات على ألا يقبل شيئا منها إلا بشهادة شاهدين عدلين يشهدان أن هذه المخطوطة كتبت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم و بتكليف منه ، و أنها مما ثبت في ( العرضة الأخيرة ) و لم ينسخ ... !!!

* فجلس زيد في المسجد النبوي ، بعد أن نادى في الصحابة أن يحضروا له ما عندهم من المخطوطات ، .. و بدأ يستقبل ما يأتيه منها .. ، فهذا الصحابي يأتيه بقطعة من عظام الكتف مكتوب عليها بضع آيات .. فيقول له زيد : (( أريد شاهدين )) .. فإذا جاء بالشاهدين قبلها منه زيد .. ، و هذاالصحابي يأتيه بلوح خشبي كتبت عليه سورة ، فيسأله زيد : (( أين الشاهدان .. ؟!! )) .. ، و ثالث يأتيه بقطعة من جريد النخل مكتوب عليها آية واحدة ، فيقول له زيد :
(( لا آخذها منك حتى تأتيني بشاهدين )) .... !!!!

كان العمل شاقا جداااا .. ، و لكن زيد بن ثابت كان حريصا على أن يقوم بمهمته بمنتهى الدقة .. حتى جمع القرآن كله بهذه الطريقة .. !!!
.. إلا آيتين من سورة التوبة ..
جاء بهما (( خزيمة بن ثابت الأنصاري )) رضي الله عنه ، ولم يكن معه شاهد آخر .. وهما قول الله تعالى : (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم ... )) إلى آخرهما ..!!
، حاول زيد أن يجد هاتين الآيتين عند صحابي آخر ، ولكنه لم يجدهما إلا عند خزيمة ...!!!
.. فقبلهما منه بشهادته وحده ، و ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد جعل شهادة (( خزيمة بن ثابت )) بشهادة رجلين في حديث صحيح معروف ... !!!

.. و بعد أن جمع زيد كل المخطوطات قام بتفريغ محتواها في صحف من الجلد ، فكتب بنفسه المصحف كاملا مطابقا تماما لما في المخطوطات التي جمعها ..!!

* و طبعا .. الاعتماد لم يكن فقط على المخطوطات .. فزيد بن ثابت نفسه يحفظ القرآن كاملا عن ظهر قلب ..
، و كثير من الصحابة أيضا يتقنون حفظ القرآن في صدورهم .. فاحتمال الخطأ بعد كل ذلك ( مستحيل ) ..

* و قبل وفاة الصديق بأيام قليلة ..
دخل عليه زيد بن ثابت بالصحف التي كتبها .. ، فقرت عينه برؤية القرآن بين يديه كاملا كما أنزل بين دفتي المصحف قبل أن يفارق الحياة ...!!!

** أين ذهبت صحف زيد بن ثابت .. ؟!!

* وظلت هذه الصحف محفوظة عند ( أبي بكر ) حتى توفي ، ثم انتقلت إلى ( عمر بن الخطاب ) .. حتى استشهد
ثم أصبحت في بيت ( حفصة بنت عمر ) أم المؤمنين ..
2024/10/02 22:30:49
Back to Top
HTML Embed Code: