Telegram Web Link
ومَن يطلُبِ الأعلى من العيشِ لم يزَلْ ...حزينًا على الدنيا رهينَ غُبُونها

إذا شئتَ أن تحيا سعيدًا فلا تكن ... على حالةٍ إلا رضيت بدونِها
_
لقائله.
_
المستطرف ج 2 ص 37
الباب الثاني والخمسون.
أيَا مَن عاشَ في الدُّنيا طَويلًا ... وأفنى العمرَ في قِيلٍ وقَالِ

وأتعبَ نفسَهُ فيما سيَفنى ... وجمَّعَ مِن حَرامٍ أو حَلالِ

"هبِ الدُّنيا تُقادُ إليكَ عَفوًا ... أليسَ مَصيرُ ذلكَ لِلزَّوالِ؟"
_
البيت الثالث منسوب لأكثر من شخص، وأما البيتان الأول والثاني فهما لشهاب الدين الأبشيهي.
____
المستطرف ج 2 ص 35
الباب الحادي والخمسون.
ونحن اليوم مقبلون على زمان من التاريخ لابد فيه من العمل المرهق والجهد المميت، فواجب الأدباء والشعراء لا يتم إلا بنفض الكسل والخلاعة واللين والطراوة وقلة المبالاة، ثم إقبالهم على الحياة بنشاط المجاهد المضحي، لا بانبعاث اللاهي المتلذذ، ثم إقدامهم على أفكارهم وآرائهم وخيالاتهم وأحلامهم بالنظر الخاطف، والعقل المسيطر، والتدبير الحازم، والنظام المتساوق، فإذا فعلوا فقد أنشأوا حكومة عقلية جديدة قوية من هذه الأحلام المبعثرة، ويومئذ تنال هذه الحكومة العقلية الفائدة من احترام الشعب ما يجعل الأدب ساميا أبدا، حتى ما تستطيع العين إلا أن تنظر إليه طامحة سامية جادة، في مثل جده وسموه وطموحه، وبذلك يصبح الأدب احتراما يتجلى لا هزأة تمحو ضوءها ابتسامة المبتسم وسخرية الساخر.
____
جمهرة مقالات العلامة الأستاذ محمود شاكر رحمه الله تعالى.
ج 2 ص 856
إذا أذِنَ اللهُ في حاجةٍ ... أتاك النجاحُ علىٰ رِسلِهِ

فلا تسألِ النَّاسَ مِن فَضلِهِمْ ... ولٰكِنْ سَلِ اللهَ مِـــــن فَضلِهِ
____
سلم الخاسر
___
المستطرف ج 2 ص 42
"وحسبُك مِن ذي الرُّمّة رئيس المُشبّهين الإسلاميّين أنّه كان يقول: إذا قلتُ: «كأنَّ»، ولم أجد مخلصًا منها؛ فقطع الله لساني.

ولقد فتن النّاسَ ابن المعتزّ بتشبيهاته، وأسكرهم أبو نُواس بخمريّاته، ورفّتْ قلوبهم على زهديّات أبي العتاهيّة، وجرَتْ دموعهم لمراثي أبي تمام، وابتهجَتْ أنفسهم بمدائح البُحتُريّ وروضيّات الصّنوبريّ ولطائف كشاجم.

فَمَن رجع بصره في ذلك، وسلك في الشِّعر ببصيرة المعرّيّ، وكانت له أداة ابن الرّوميّ، وفيه غزل ابن أبي ربيعة، وصبابة ابن الأحنف، وطبع ابن بُرد، وله اقتدار مسلم، وأجنحة ديك الجنّ، ورقّة ابن الجهم، وفخر أبي فراس، وحنين ابن زيدون، وأنفة الرَّضِيّ، وخطرات ابن هانِئ، وفي نفسه مِن فكاهة أبي دلامة، ولعينيه بصر ابن خفاجة بمحاسن الطّبيعة، وبين جنبيه قلب أبي الطّيّب = فقد استحقّ أن يكون شاعر دهره وصنّاجة عصره".

#صون_القريض (نظرات الرّافعيّ في الشّعر والشّعراء)، لعبد الرّحمن بن حسن قائد.
#قيامة_الشعر
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
"والكَلِمَةُ مُرادٌ بِها الكَلامُ، عَبَّرَ عَنِ الكَلامِ بِكَلِمَةٍ إشارَةً إلى أنَّهُ مُنْتَظِمٌ في مَعْنًى واحِدٍ دالٍّ عَلى المَقْصُودِ دَلالَةً سَرِيعَةً فَشُبِّهَ بِالكَلِمَةِ الواحِدَةِ في سُرْعَةِ الدَّلالَةِ وإيجازِ اللَّفْظِ كَقَوْلِهِ تَعالى ﴿كَلّا إنَّها كَلِمَةٌ هو قائِلُها﴾ [المؤمنون: ١٠٠]، وقَوْلِ النَّبِيءِ ﷺ: «أصْدَقُ كَلِمَةٍ قالَها شاعِرٌ كَلِمَةُ لَبِيدٍ: ألا كُلُّ شَيْءٍ ما خَلا اللَّهَ باطِلُ».

وبُيِّنَتِ الكَلِمَةُ بِجُمْلَةِ ﴿إنَّهم لَهُمُ المَنصُورُونَ﴾، أيِ الكَلامُ المُتَضَمِّنُ وعْدَهم بِأنْ يَنْصُرَهُمُ اللَّهُ عَلى الَّذِينَ كَذَّبُوهم وعادَوْهم، وهَذِهِ بِشارَةٌ لِلنَّبِيءِ ﷺ عَقِبَ تَسْلِيَتِهِ لِأنَّهُ داخِلٌ في عُمُومِ المُرْسَلِينَ".

#التحرير_والتنوير لابن عاشور.
#قيامة_الشعر
لما افتقرتُ لِصَحْبي ما وَجَدتُهُمُ ... لَجَأتُ للهِ لَبَّاني وأَغناني

واهًا على بَذلِ وَجهي للورى سَفَهًا ... فلو بَذَلتُ إلى مولاي والاني
_
قاله بعضُ أهل الفضل.
_

المستطرف ج 2 ص 43
كأنَّ التَّواني أنكحَ العَجزَ بِنتَهُ ... وساق إليها حينَ زَوَّجها مَهرا

فِراشًا وطيئًا ثم قال لها اتَّكي ... فإنكما لا بُدَّ أن تَلِدا الفَقرا.
_
هلال بن العلاء الرفاء.
__
#التواني هو الكَسَل، وتضييع الحزم، وعدم القيام على مصالح النفس، وترك التسبُّب والاحتراف، والإحالة على المقادير، وهذا من أقبح الأفعال.
وأما #التَّأنِّي فإنه خِلاف التواني، وهو الرفق، ورفض العَجَلة، والنظر في العواقب.
___
المستطرف ج 2 ص 50، 51
الباب الخامس والخمسون.
إذا لم يُسَالِمك الزَّمانُ فحَارِب ... وبَاعِد إذا لم تَنتَفِع بالأَقَارِبِ

و لا تَحتَقِر كَيدَ الضَّعيفِ فرُبَّما ... تَمُوتُ الأفاعي من سُمُومِ العَقَاربِ

فقد هَدَّ قِدَمًا عَرش بلقِيسَ هُدهُدٌ ... وخَرَّبَ فَأرٌ قبلَ ذا سَدَّ مأرَبِ

إذا كان رَأسُ المَالِ عُمرَكَ فاحتَرِز ... عليه من التَضييعِ في غَير واجِبِ

فبَينَ اختِلافِ اللَّيلِ و الصُّبحِ مَعرَكٌ ... يَكِرُّ علينا جَيشُه بالعَجَائبِ
___
المستطرف ج 2 ص 136
قال مُطرِّفٌ: ما نزل بي مكروهٌ قَطُّ فاستعظمتُه إلا ذكرتُ ذنوبي فاستصغرتُه.
___
المستطرف ج 2 ص 67
لا أرى الشعر إلا في أمثال هذه الأشعار!

قال قائلهم:

ما كنتُ أعلمُ ما في البَينِ من حُرَقٍ .... حتى تَنادَوا بأنْ قد جِيءَ بالسُّفُنِ

قامت تُوَدِّعني والدَّمعُ يغلِبُها ... فَهَمهَمَت بعضَ ما قالت ولم تُبِنِ

مالت إليَّ وضمَّتني لترشُفَني ... كما يَميلُ نسيمُ الريحِ بالغُصُنِ

وأعرَضَت ثم قالت وَهْي باكيةٌ ... يا ليتَ معرفتي إياكَ لم تَكُنِ

وقال آخر:

قفي ودّعينا يا سعادُ بنظرةٍ ... فقد حان منا يا سعادُ رحيلُ

فيا جنَّةَ الدنيا ويا غايةَ المنى ... ويا سُؤلَ نفسي هل إليكِ سبيلُ؟

وكنتُ إذا ما جِئتُ جئتُ لعلَّةٍ ... فأفنيتُ عِلَّاتي فكيف أقولُ؟

فما كلُّ يومٍ لي بأرضكِ حاجَةٌ ... ولا كلُّ يومٍ لي إليكِ وُصُولُ

___
المستطرف للأبشيهي
ج 2 ص 186
ذَكَرَ الحِمى فصبا وكان قدِ ارعوى
صبٌّ على عرشِ الغرامِ قدِ استوى

تجري مدامِعُهُ ويَـخفقُ قلبُهُ
مهما جرى ذِكرُ العَقيقِ مع اللِّوى

و إذا تألَّقٌ بارقٌ من بارقٍ
فهناك ينشرُ مِن هواهُ ما انطوى

فخذوا أحاديثَ الهوى عن صادقٍ
ما ضلَّ في شرعِ الغرامِ وما غوى

و بمهجتي رَشَأٌ أطالت عُذَّلي
فيه الملامَ وقد حوى ما قد حوى

قالوا أفيهِ سوى رشاقةِ قَدِّهِ
و فُتورِ عينيهِ وهل موتي سوى

ما أَبصَرَتهُ الشمسُ إلا واكتَسَت
خَجَلًا و لا غصنُ النَّقا إلا التوى

يروي الأراكُ محاسنًا عن ثَغرِهِ
يا طِيبَ ما نقلَ الأراكُ وما روى
_
جمال الدين بن مطروح
_
المستطرف للأبشيهي
ج 2. ص 215
● لا تَأْسَ على ما فاتك؛ فإنما كان وديعةً من ودائع الدهر أَعَارَكَهَا بُرهَةً من الزمان، ثم استرَدَّها.

- المنفلوطي
منظومة الأسماء الحسنى للإمام الدردير رحمه الله
ابن عطاء الله السَّكندريّ رحمه الله
عبَثَ النَّسِيمُ بقَدِّهِ فتأوَّدَا*
وسرَى الحَيَاءُ بخَدِّهِ فتوَرَّدَا

رَشَأٌ تَفَرَّدَ فيه قلبيَ بالهَوى
لمَّا غَدَا بجمَالِهِ مُتَفَرِّدَا

قاسُوهُ بالغُصنِ الرَّطِيبِ جهَالَةً
تاللَّهِ قد ظلَمَ المُشبِّهُ و اعتَدَى

حُسنُ الغُصونِ إذا اكتَسَت أوراقُها
وتراهُ أحسنَ ما يكونُ مُجَرَّدا
_
*تأوَّدَ: انحنى وتثنَّى.
_
صفي الدين الحِلِّي
___
المستطرف للأبشيهي
ج 2 ص 215
Forwarded from أبو فِهر محمود محمد شاكر (مُحَمَّد فتحي)
ونحن الذين نتحدثُ عن الشِّعرِ وعن تذوُّقِ الشِّعر، نقولُ أنَّ الشرطَ الأوَّلَ في جَودةِ الشِّعرِ (أو جَودةِ الفنِّ عامّةً) أن يكونَ الشاعرُ "صادقًا". وهذا شرطٌ صحيحٌ بلا رَيب. ولكنْ ما السبيلُ إلى مَعرفةِ ذلك؟ أن يقولَ لنا الشاعرُ بلسانِه أنه صادق، أو يكتُبَ على رأسِ كُلِّ قصيدةٍ "أنا صادق"؟ أم أقنَعُ أنا بأنْ أفترِضَ افتراضًا أنه صادق، فيكون عندئذٍ صادقًا! كِلا هذين باطلٌ لأوَّلِ وَهلة. لم تَبْق، إذَن، وسيلةٌ لمعرفةِ صِدقِه إلا من خلالِ الشِّعرِ نفسِه، أي من خلالِ أحرُفِه وكلماتِه وجُمَلِه وتراكيبِه ومعانيه. ومن أين يُعرَفُ صِدقُه في هذا؟ وكيف؟ ينبغي هنا أن نَحترِسَ من الوَهْمِ الذي يجعلُ مُجَرَّدَ مُطابقةِ ما يقولُه الشاعرُ لما نعتقدُه نحن أو نتوَّهمُه دليلٌ على صِدقِه في شِعرِه. فهذا باطلٌ أيضًا، لأنَّ مُخالفتَه كلَّ المُخالفةِ في الاعتقادِ أو التوهُّم، مُمكِنٌ أيضًا أن يكونَ فيما قاله صادقًا كلَّ الصِّدقِ وإن لم يقع كلامُه عندنا مَوقِعَ الرِّضى والقبولِ والتسليم. فلم يَبْق إلا طريقٌ واحدٌ: أن يكونَ الكلامُ المُرَكَّبُ من الأحرُفِ والكلماتِ والجُمَلِ والتراكيب، وما تُؤدِّي إليه من المعاني، كلها حاملًا لآثارٍ عالقةٍ في جميعِها، أستطيعُ أنا أو أنتَ بالاعتمادِ على "التذوُّقِ" الذي وصفتُه لك، وكما وصفتُه لك، أن نُحِسَّه إحساسًا ما، وبطريقةٍ واعيةٍ مُنظَّمَةٍ بصيرة، قادرةٍ على الاعتمادِ على هذه الحاسَّةِ السادسةِ التي تُنشِئُ "الكلام" فينا، والتي تُطِيقُ أن "تتذوَّقَ" الكلامَ الآتي إليها من خارجٍ.

[المتنبي ليتني ما عرفته (٣) || جمهرة المقالات]
Forwarded from أبو فِهر محمود محمد شاكر (مُحَمَّد فتحي)
اشتدَّ لصوقُ "اللسان" بالقُدرةِ على البيانِ لُصوقًا يستعصى على الفصلِ والانفصام، لأنه هو الآن مُترجِمُها الوحيدُ في البناءِ كُلِّه، ولأنه هو وحدهُ المُبَلِّغُ عنها كلَّ ما تُنشِئُه من "كلام"، ولأنه هو وحدهُ مُظهِرُ عملَها المُنفرِدَ بالدلالةِ على كُمونِها في هذا البناء. فكذلك صار عملاهُ في "النطق" و"التذوق" عملينِ أخَوَينِ شقيقينِ مُتعانقين ثاوِيَينِ في وطنٍ واحد، وكاد يكونُ هذا الوطنُ مِلْكًا خالصًا للقُدرةِ على البيانِ، و"النطق" هو أسنَى الأخوينِ شرفًا، وأعلاهُما سُلطانًا وغلبةً على "اللسان"، والنُّطقُ هو قرينُ "الإبانة" أحدُ عملَي "القدرة على البيان"، فلا جرمَ أن يكونَ أخوهُ الضعيفُ القاصر، وهو عملُ "اللسان" في "التذوق" قرينًا لعملِها في "الاستبانة"، لشدةِ التشابُهِ بين العملين، (التذوق، والاستبانة) في طلبِ التمييزِ بين الأشياء، وفي تبيُّنِ الخصائصِ الكامنةِ فيها، ثمَّ في سُرعةِ الفعل، وفي سُرعةِ انقضاءِ الفِعل، وفي سُرعةِ الحُكمِ على الشيءِ الذي وقعَ عليه الفِعلُ.

[المتنبي ليتني ما عرفته (٣) || جمهرة المقالات]
من عادة الشعراء وصفهم محبوبهم بخُلف الوعد، ومثال ذلك قولُ كعبِ بن زهير -رضي الله عنه-: "كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلًا ... وَمَا مَوَاعِيدُهَا إِلَّا الْأَبَاطِيلُ"

وقول عمرَ ابن أبي ربيعة -رحمه الله- "كلما قلتُ متى مِيعادُنا ... ضَحِكَت هِندٌ وقالت: بعد غَدْ!"

والأمثلة على هذا لا تحصى، لكنَّ ابنَ اسرائيلَ له رأي آخر، فقال في محبوبته " لا تَحسبَنَّ الخُلفَ شِيمَةَ مِثلِها ... وَعَدَت ولكنَّ الزَّمانَ يُسَوِّفُ!"
قال حكيمٌ: إياكَ وإخوان النبيذ، فبينما أنت مُتوَّجٌ عندهم مخدوم مُكرَّمٌ مُعظَّم، إذ زَلَّت بك القدمُ فجرُّوك على شَوكِ السَّلَم، فاحفظ قول القائل فيه:

وكلُّ أُناسٍ يحفظون حريمَهم ... وليس لأصحاب النَّبيذِ حريمُ

فإن قلتُ هذا لم أقل عن جهالةٍ ... ولكنني بالفاسقين عليمُ.
_
المستطرف للأبشيهي
ج 2 ص 308
_
قلت: النبيذ: الخمر، وتقاس عليه المخدرات أيضا، فمدمنها يبيع ماله أهله وولده ونفسه لأجلها.
أعاذنا الله منها، ومن أهلها.
2024/09/21 23:39:35
Back to Top
HTML Embed Code: