Telegram Web Link
👈🏽(( الحرص على المودة والإخاء ))

▪️عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا ، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا ، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ))

📚 صحيح البخاري رقم : (6066)

▪️عَنْ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ))

📚 صحيح مسلم - رقم : (2559)

▪️قال الإمام النووي رحمه الله :

التَّدَابُر : المُعَادَاة، وقيل : المُقَاطَعَة . وَالحَسَد : تَمَنِّي زَوَال النِّعمَة، وَهُوَ حَرَام . ومعنى كُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا : أي تَعَامَلُوا وَتَعَاشَرُوا مُعَامَلَةَ الإِخْوَةِ وَمُعَاشَرَتهُمْ في المَوَدَّةِ وَالرِّفْقِ وَالشَّفَقَةِ وَالمُلَاطَفَةِ وَالتَّعَاوُنِ في الخَيْرِ وَنَحوِ ذَلِك، مَعَ صَفَاءِ القُلُوبِ وَالنَّصِيحَةِ بِكُلِّ حَالٍ .

قال بعض العلماء : وفي النَّهْيِ عَنِ التَّبَاغُضِ إِشَارَةٌ إلى النَّهْيِ عَنِ الأَهْوَاءِ المُضِلَّةِ المُوجِبَةِ لِلتَّبَاغُض .

📚شرح صحيح مسلم : (93/8)

▪️قَالَ الإِمَامُ اِبْنُ مفلح ٍ رَحِمَهُ الله-:

وَمِمَّا لِلمُسْلِمِ عَلَى المُسْلِم ِ: أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَتَهُ ، وَأَنْ يَغْفِرَ زَلَّتَهُ ، وَأَنْ يَرْحَمَ عَبْرَتَهُ ، وَأَنْ يُقِيلَ عَثْرَتَهُ ، وَأَنْ يَقْبَلَ مَعْذِرَتَهُ ، وَأَنْ يَرُدَّ غَيْبَتَهُ ، وَأَنْ يُدِيمَ نَصِيحَتَهُ ، وَأَنْ يَحْفَظَ خَلَّتْهُ ،

وَأَنْ يَرْعَى ذِمَّتَهُ ، وَأَنْ يُجِيبَ دَعْوَتَهُ ، وَأَنْ يَقْبَلَ هَدِيَّتَهُ ، وَأَنْ يُكَافِئَ صِلَتَهُ ، وَأَنْ يَشْكُرَ نِعْمَتَهُ ، وَأَنْ يُحْسِنَ نُصْرَتَهُ ، وَأَنْ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ ، وَأَنْ يَشْفَعَ مَسْأَلَتَهُ ، وَأَنْ يُشَمِّتَ عَطْسَتَهُ ، وَأَنْ يَرُدَّ ضَاْلَتَهُ ،

وَأَنْ يُوَالِيَهُ ، وَأَنَّ لَا يُعَادِيَهُ ، وَأَنْ يَنْصُرَهُ عَلَى ظَالِمِهِ ، وَأَنْ يَكُفَّهُ عَنْ ظُلْمِهِ غَيْرَهُ ، وَأَنَّ لَا يُسْلِمَه ، وَأَنَّ لَا يَخْذُلَهُ ، وَأَنْ يُحِبَّ لَهُ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهُ ، وَأَنْ يَكْرَهَ لَهُ مَا يَكْْرَهُ لِنَفْسِهُ .

📚 الآدَابُ الشَّرْعِيَّةُ : (290/1)
‏--------------------------
( من فوائد قصة نبي الله شعيب عليه السلام).

لما فرغ الشيخ ابن سعدي من تفسير الآيات في قصة شعيب عليه السلام من سورة هود.
قال:" وفي قصته من الفوائد والعبر شيءٌ كثير:
ثم ذكر(١٥) فائدة.
ومنها: أن العبد ينبغي له أن لا يتّكل على نفسه طرفة عين، بل لا يزال مستعيناً بربه، متوكِّلاً عليه، سائلاً له التوفيق.
وإذا حصل له شيءٌ من التوفيق فلينسبه لموليه ومُسديه ولا يُعجب بنفسه، لقوله:{ وما توفيقي إلا بالله عليه توكلتُ وإليه أُنيب}.


فوائد من كتب التفسير
نجدُ كثيرًا من الناس مع أنهم حريصون على العبادة لكنَّهم لا يُبالون بالسلام لا ابتداءً ولا ردًّا، وهذا خلافُ حالِ المؤمن مع أخيه، مِن حقِّ المسْلم على أخيه إذا لَقِيه أن يسلِّم عليه، ويسلِّم عليه سلامًا حقيقيًّا مقرونًا بالبشاشة، أمَّا أن يسلِّم عليه برأس أنْفه لولا حرفُ الصفير ما علمتَ أنَّه يسلِّم فهذا ليس بسلام.

وأقبحُ من ذلك أنْ يسلِّم الإنسانُ على أخيه بصوتٍ بيِّنٍ واضحِ المخارجِ مسموعٍ ثم يردُّ ذلك عليه بصوتٍ لا يُسمَع، بل يردُّ عليه بأنْفه أو يردُّ عليه بيده هكذا، فإنَّ هذا لا شك أنَّه حرامٌ عليه؛ لأن الله يقول: ﴿إِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوها﴾ [النساء ٨٦]، فمعلومٌ أنه إذا.. (السلامُ عليكم)، (..كمُ السلام)، هذا أحسن ولَّا لا؟ أبدًا،
ما هو أحسن، ولا مِثْل أيضًا، فلا بدَّ أن يكون إمَّا مِثْل، وهو أدنَى الواجبِ، أو أَحْسَنَ، وهو الأكْمَل

ابن العثيمين رحمه الله تعالى
باب ما يقال من قلق في فراشه ولم ينم

قال النووي في كتابه "الأذكار" (ص/٧٠) :
" باب ما يقول إذا قلق في فراشه فلم ينم :
روينا في كتاب ابن السني عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : 
( شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أرقا أصابني ، فقال : " قل : اللهم غارت النجوم ، وهدأت العيون ، وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم ، يا حي يا قيوم أهدئ ليلي ، وأنم عيني ، فقلتها ، فأذهب الله عز وجل عني ما كنت أجد ) 

وروينا فيه عن محمد بن يحيى بن حبان - بفتح الحاء والباء الموحدة - أن خالد بن الوليد رضي الله عنه أصابه أرق ، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمره أن يتعوذ عند منامه بكلمات الله التامات من غضبه ، ومن شر عباده ، ومن همزات الشياطين ، وأن يحضرون " هذا حديث مرسل ، محمد بن يحيى : تابعي . أ

وروينا في كتاب الترمذي بإسناد ضعيف ، وضعفه الترمذي ، عن بريدة رضي الله عنه قال : ( شكا خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! ما أنام الليل من الأرق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا أويت إلى فراشك فقل : اللهم رب السموات السبع وما أظلَّت ، ورب الأرضين وما أقلَّت ، ورب الشياطين وما أضلَّت ، كن لي جارا من شر خلقك كلهم جميعا أن يفرط علي أحد منهم أو أن يبغي علي ، عز جارك ، وجل ثناؤك ، ولا إله غيرك ، ولا إله إلا أنت ) " انتهى .
من أخطاء المجالس

الاستئثار بالحديث:

فهناك من يثرثر في حديثه، ولكنّه يُعطي غيره فرصة ليتحدّث،
🔹والثّرثرة قبيحة ،  وأقبح منها أن يستأثر المرء بالحديث، فلا يعطي غيره حقّ الكلام.

🔸والأثرة بالحديث آفة قبيحة، يغفل عنها كثير من المتحدّثين، لماذا ؟
لأنّه يظنّ أنّ سكوتَ جليسه إنّما هو إعجاب بكلامه ومقالته، وموافقة له على إطالته.

قال الشّيخ السّعدي رحمه الله في "الرّياض النّضرة":

" وإيّاك أن تتصدّى في مجالسك مع النّاس للتّرؤس عليهم وأنت لست برئيس، وأن تكون ثرثارا متصدّرا بكلّ كلام..وربّما من جهلك وحمقك ملكت المجلس على الجلوس، وصرت أنت الخطيب والمتكلّم دون غيرك.

📌وإنّما الآداب الشّرعيّة والعرفيّة مطارحة الأحاديث، وكلّ من الحاضرين يكون له نصيب من ذلك، اللهمّ إلاّ الصّغار مع الكبار، فعليهم لزوم الأدب، وألاّ يتكلّموا إلاّ جوابا لغيرهم "
بدء الخلق وعجائب المخلوقات

خلق الله تعالى آدم عليه السلام من الأرض أي مما تحويه وذلك قوله: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} فخلقه من ترابها وهذا قوله تعالى: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب} . [آل عمران: ٥٩] .
وفي ذلك آيات في القرآن كثيرة .
ثم جبلت تربتها بالماء فكانت طيناً وفي ذلك يقول رب العالمين: {هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلاً وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون} . [ الأنعام: ٢] .
وفي ذلك أيضاً آيات كثيرة أيضاً .
وكان الطين لازباً - أي: لاصقاً، وقيل: لزجاً - وفي هذا يقول تعالى: {إنا خلقناهم من طين لازب} . [الصافات/١١] .
❍ قال ابن منظور: ولَزِبَ الطينُ يَلْزُبُ لُزُوباً، ولزُبَ: لَصِقَ وصَلُب َ، وفي حديث عليّ عليه السلام: دخَل بالبَلَّةِ حتى لَزَبَتْ أَي لَصقتْ ولزمت ْ. وطينٌ لازبٌ أَي لازقٌ. قال الله تعالى: {من طِينٍ لازبٍ} . (لسان العرب "١/٧٣٨) .
ثم صار هذا الطين اللازب منتناً فقال تعالى في ذلك: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون} . [الحجر: ٢٦] .
❍ قال الرازي: الحَمَأُ: بفتحتين والحَمَأةُ بسكون الميم الطين الأسود . " مختار الصحاح " ص/٦٤.
❍ وقال في " لسان العرب " ١/٦١: حمأ: الحَمْأَةُ، والحَمَأُ: الطين الأَسود المُنتن؛ وفي التنزيل: {من حَمَإٍ مسنون} .
❍ وقال في " لسان العرب " (١٣ / ٢٢٧) : المَسْنون: المُنْتِن، وقوله تعالى {مِن حَمَإٍ مَسْنُونٍ}: قال أَبو عمرو: أَي متغير منتن؛
❍ وقال أَبو الهيثم: سُنَّ الماءُ فهو مَسْنُون أَي: تغيَّر .
وحيث أن هذا الطين كان مخلوطاً بالرمل: فهذا هو الصلصال .
❍ قال الرازي: الصَّلْصالُ: الطين الحر خُلط بالرمل فصار يَتَصَلْصَلُ إذا جف، فإذا طُبخ بالنار فهو الفخار . " مختار الصحاح " ١/١٥٤ وقال في " لسان العرب " (١١ / ٣٨٢) : والصَّلْصالُ مِن الطِّين: ما لم يُجْعَل خَزَفاً، سُمِّي به لَتَصَلْصُله؛ وكلُّ ما جَفَّ من طين أَو فَخَّار فقد صَلَّ صَلِيلاً، وطِينٌ صِلاَّل ومِصْلالٌ أَي يُصَوِّت كما يصوِّت الخَزَفُ الجديد. ثم شبه الصلصال بالفخار وذلك قوله تعالى: {خلق الإنسان من صلصال كالفخار} . [الرحمن: ١٤] .
وهذا كله يصدقه حديث أبي موسى الأشعري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله عز وجل خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب» . رواه الترمذي (٢٩٥٥) وأبو داود (٤٦٩٣) . والحديث: قال عنه الترمذي: حسن صحيح، وصححه ابن حبان (١٤/٢٩) والحاكم (٢/٢٨٨) والألباني في صحيح أبي داود ٣٩٢٦ .
هذا خلق آدم عليه السلام: من الأرض - من ترابها -، ثم جُبل بالماء فكان طيناً ثم صار طيناً أسود منتناً وكون ترابه من الأرض التي بعضها رمل لما جبل كان صلصالاً كالفخار. ولذلك لما وصف الله خلق آدم في القرآن في كل مرة وصفه بأحد أطواره التي مرَّت بها طريقة خلقه وتكوينة طينته فلا تعارض في آيات القرآن .

ثم أصبح أبناء آدم بعد ذلك يتكاثرون وصار خلقهم من الماء وهو المني الذي يخرج من الرجال والنساء وهو معروف. وهذا يبينه القرآن في قوله تعالى: {وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسبا وصهراً} . [النور: ٥٤،] وقوله تعالى: {ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين} .
❍ قال ابن القيم رحمه الله: لما اقتضى كمال الرب تعالى جل جلاله وقدرته التامة وعلمه المحيط ومشيئته النافذة وحكمته البالغة تنويع خلقه من المواد المتباينة وإنشاءهم من الصور المختلفة والتباين العظيم بينهم في المواد والصور والصفات والهيئات والأشكال والطبائع والقوى اقتضت حكمته أن أخذ من الأرض قبضة من التراب ثم ألقى عليها الماء فصارت مثل الحمأ المسنون ثم أرسل عليها الريح فجففها حتى صارت صلصالا كالفخار ثم قدر لها الأعضاء والمنافذ والأوصال والرطوبات وصورها فأبدع في تصويرها وأظهرها في أحسن الأشكال وفصلها أحسن تفصيل مع اتصال أجزائها وهيأ كل جزء منها لما يراد منه وقدَّره لما خلق له عن أبلغ الوجوه ففصَّلها في توصيلها وأبدع في تصويرها وتشكيلها … - ثم ذكر تناسل الخلق بالجماع وإنزال المني -. " التبيان في أقسام القرآن " (ص ٢٠٤) . والله أعلم .
الفرودس ربوة الجنة!

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( َالْفِرْدَوْسُ رَبْوَةُ الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُهَا وَأَفْضَلُهَا ) . رواه الترمذي (٣١٧٤) وصححه الألباني .

❍ قال ابن القيم :
" أنزه الموجودات وأظهرها ، وأنورها وأشرفها وأعلاها ذاتا وقدرا وأوسعها : عرش الرحمن جل جلاله ، ولذلك صلح لاستوائه عليه ، وكل ما كان أقرب إلي العرش كان أنور وأنزه وأشرف مما بعد عنه ؛
ولهذا كانت جنة الفردوس أعلى الجنان وأشرفها وأنورها وأجلها ، لقربها من العرش ، إذ هو سقفها ، وكل ما بعد عنه كان أظلم وأضيق ، ولهذا كان أسفل سافلين شر الأمكنة وأضيقها وأبعدها من كل خير " انتهى . "الفوائد" (ص ٢٧) .
( روح العبادة).

العبادة إذا لم تعطِ آثارها في أعمال الإنسان الظاهرة، فهي عبادة مدخولة أو جسم بلا روح.

ومما يلحظ على كثير منا، وفي كثير من أحوالنا أننا لا نحفل كثيراً بروح العبادة.
ترى فئاماً من الناس مَن يقوم الليل ويتصدق بجانب من ماله، ويصوم النفل، ويختلف كثيراً إلى البيت الحرام عمرة وحجاً.
ولكن لا ينظر إلى أثر ذلك على قلبه، وزيادة إيمانه، وعلاقته بربه، واحتساب الأجر عنده.

ومن أعظم ما يعين على ذلك أن يستشعر المسلم عظمة العبادة، وفضائلها.
فمن فضائل العبادة: أنها تزكي النفوس، وتطهرها، وتسمو بها إلى أعلى درجات الكمال الإنساني.

ومن فضائلها: أن الإنسان محتاج إليها أعظم الحاجة، بل هو مضطر إليها أشد الضرورة.. فإن حقيقة العبد قلبه وروحه-كما يقول ابن تيمية- ولا صلاح لهما إلا بالتوجُّه إلى الله بالعبادة.

ومن فضائلها: أنها تسهّل على العبد فعل الخيرات، وترك المنكرات، وتسليه عند المصائب، وتخفف عليه المكاره، وتهوّن الآلام، فيتلقاها بصدر منشرح، ونفسٍ مطمئنة.
ومن فضائلها: أن العبد يتحرّر بعبوديته لربه من رق المخلوقين، والتعلق بهم، وخوفهم، ورجائهم؛ ولهذا يكون عزيز الجانب. مرفوع الرأس، عالي القدر.

وأعظم فضائلها: أنها هي السبب الأعظم لنيل رضا الله، والفوز بالجنة، والنجاة من النار.
وإذا استحضر العبد هذه المعاني كان ذلك دافعاً له إلى استشعار روح العبادة، وإيقاعها على أحسن ما يكون.

" خواطر" د محمد الحمد ص(٢١٨).
( شهر محرم)

١-أنه من الأشهر الحرم التي قال الله فيها:{ إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيّم فلا تظلموا فيهن أنفسكم....}[التوبة:٣٦].

٢-أنه يستحب الإكثار فيه من صوم التطوع.

‏عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللهﷺ:"أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم"‌#رواه_مسلم⁩(١١٦٣)
‏قال ابن رجب: "التطوع بالصيام نوعان: أحدهما:التطوع المطلق بالصوم، فهذا أفضله المحرم، كما أن أفضل التطوع المطلق بالصلاة قيام الليل.

والثاني: ما صيامه تَبعٌ لصيام رمضان قبله أو بعده، فهذا ليس من التطوّع المطلق، بل صيامه تبعٌ لصيام رمضان، وهو ملتحق بصيام رمضان...".
" لطائف المعارف"ص(٧٨).

٣-أنه يستحب صيام اليوم العاشر منه.وهو ( يوم عاشوراء) وقد ورد فيه فضل خاص
.
( فهم الفاتحة).

قال الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب :

"ومن أحسن ما يفتح لك الباب في فهم الفاتحة حديث أبي هُريرة الذي في" صحيح مسلم" قال: سمعت رسول اللهﷺيقول:"قال الله تعالى: قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد:{ الحمد لله رب العالمين} قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال:{ الرحمن الرحيم} قال الله: أثنى عليَّ عبدي، فإذا قال:{ مالك يوم الدين} قال الله: مجّدني عبدي، فإذا قال:{إياك نعبد وإياك نستعين} قال الله: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال:{ اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل" أ.هـ

فإذا تأمل العبد هذا، وعلم أنها نصفان:
-نصفٌ لله وهو أولها إلى قوله:{ إياك نعبد}.
-ونصف دعاءٌ يدعو به العبد لنفسه.

وتأمل أن الذي علَّمه هذ الدعاء هو الله تبارك وتعالى، وأمره أن يدعو به ويكرِّره في كل ركعة، وأنه سبحانه من فضله وكرمه ضمن إجابة هذا الدعاء إذا دعاه بإخلاص وحضور قلب، تبيَّن ما ذَا أضاع كثيرٌ من الناس".
" تفسير الفاتحة والمعوذتين" ص(١٠).
• فضل الصوم في محرم وصوم عاشوراء، للشيخ ابن باز رحمه الله •

يقول النبي ﷺ: أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وهو عاشوراء، والمعنى: أنه يصومه كله من أوله إلى آخره من أول يوم منه إلى نهايته، هذا معنى الحديث، ولكن يخص منه يوم التاسع والعاشر أو العاشر والحادي عشر لمن لم يصمه كله؛ فإن النبي ﷺ كان يصوم عاشوراء في الجاهلية وكانت تصومه قريش أيضًا، فلما قدم المدينة عليه الصلاة والسلام وجد اليهود يصومونه، فسألهم عن ذلك فقالوا: إنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه، وأهلك فرعون وقومه، فصامه شكرًا لله صامه موسى شكرًا لله ونحن نصومه، فقال النبي ﷺ: نحن أحق وأولى بـموسى منكم فصامه وأمر بصيامه فالسنة أن يصام هذا اليوم يوم عاشوراء.

والسنة أن يصام قبله يوم أو بعده يوم؛ لما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: صوموا يومًا قبله ويومًا بعده ، وفي لفظ: يومًا قبله أو يومًا بعده.

وفي حديث آخر: لأن عشت إلى قابل لأصومن التاسع يعني: مع العاشر، فهذا هو الأفضل، أن يصام العاشر؛ لأنه يوم عظيم حصل فيه الخير العظيم لـموسى والمسلمين، وصامه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فنحن نصومه تأسيًا بنبينا عليه الصلاة والسلام وعملًا بما شرع عليه الصلاة والسلام، ونصوم معه يومًا قبله أو يومًا بعده مخالفة لليهود.

والأفضل التاسع مع العاشر لحديث: لأن عشت إلى قابل لأصومن التاسع فإن صام العاشر والحادي عشر أو صام الثلاثة فكله حسن، فإن صام التاسع والعاشر والحادي عشر كله طيب، وفيه مخالفة لليهود، فإن صام الشهر كله فهو أفضل وأفضل. نعم.

فتاوى نور على الدرب .
2024/10/02 06:31:47
Back to Top
HTML Embed Code: