Telegram Web Link
( خطوات الشيطان).

هي: طرقه التي يأمر بها، وهي جميع المعاصي. سواءً كانت المعصية من فعل المحظور، أو من ترك المأمور. وكذا الظلم والفسوق.

وقد جاء ذكر خطوات الشيطان في القرآن الكريم في أربعة مواضع.

أولاً: في سياق ذكر النعم والطعام. 

١-في سورة البقرة؛ قال الله تعالى:{يا أيها الذين آمنوا كلوا مما في الأرض حلالاً طيّباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين}[ آية:١٦٨].

٢-وفي سورة الأنعام؛ قال الله تعالى:{ ومن الأنعام حمولة وفرشاً كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين}[ آية:١٤٢].

ثانيا: في سياق الأمر بأخذ شرائع الإسلام كلها.

٣-في سورة البقرة؛ قال الله تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السِّلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين}[آية:٢٠٨].

ثالثاً: في سياق النهي عن الفواحش.

٤-في سورة النور؛ قال الله تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان، ومن يتّبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر..}[آية:٢١].
  فتاوى في التوحيد والعقيدة 

« اين الله »

لفضيلة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله


📌 السؤال :  ﺃﻳﻦ اﻟﻠﻪ؟ ﻫﻞ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺷﻪ؟ ﺃﻡ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ؟ ﻭﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ؟ .


الجواب : اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻮﻕ اﻟﻌﺮﺵ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮ ﻓﻮﻕ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺨﻠﻖ، ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻭاﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻫﻜﺬا ﺟﺎءﺕ ﺑﻪ اﻟﺮﺳﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ، ﻛﻞ اﻟﺮﺳﻞ ﺟﺎءﻭا ﺑﺄﻥ اﻟﻠﻪ ﻓﻮﻕ اﻟﻌﺮﺵ، ﻓﻮﻕ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺨﻠﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺵ اﺳﺘﻮﻯ}  ، ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: {ﺃﺃﻣﻨﺘﻢ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء}

، ﻭﻗﺎﻝ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ: {ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺼﻌﺪ اﻟﻜﻠﻢ اﻟﻄﻴﺐ ﻭاﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻳﺮﻓﻌﻪ}
، ﻭﻗﺎﻝ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ: {ﺗﻌﺮﺝ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭاﻟﺮﻭﺡ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪاﺭﻩ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ}

، ﻭﻗﺎﻝ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ: {ﺇﻥ ﺭﺑﻜﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺳﺘﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺛﻢ اﺳﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺵ}  ، ﻓﻲ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻮاﺿﻊ، ﺻﺮﺡ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻮﻕ اﻟﻌﺮﺵ، ﻗﺪ اﺳﺘﻮﻯ ﻋﻠﻴﻪ اﺳﺘﻮاء ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻟﻪ ﻭﻋﻈﻤﺘﻪ، ﻻ ﻳﺸﺎﺑﻪ ﺧﻠﻘﻪ ﻓﻲ اﺳﺘﻮاﺋﻬﻢ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ، ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: {ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻪ ﺷﻲء ﻭﻫﻮ اﻟﺴﻤﻴﻊ اﻟﺒﺼﻴﺮ}
، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻗﻞ ﻫﻮ اﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪ} {اﻟﻠﻪ اﻟﺼﻤﺪ}  {ﻟﻢ ﻳﻠﺪ ﻭﻟﻢ ﻳﻮﻟﺪ} {ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻛﻔﻮا ﺃﺣﺪ}

ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: {ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﻟﻪ ﺳﻤﻴﺎ}
، اﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﺇﻧﻜﺎﺭﻱ ﻳﻌﻨﻲ ﻻ ﺳﻤﻲ ﻟﻪ، ﻭﻻ ﻛﻔﻮ ﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺟﺎء ﺭﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺠﺎﺭﻳﺔ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻘﻬﺎ، ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻳﺎ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺃﻳﻦ اﻟﻠﻪ؟ " ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء، ﻗﺎﻝ: " ﻣﻦ ﺃﻧﺎ؟ "، ﻗﺎﻟﺖ: ﺃﻧﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻋﺘﻘﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﺆﻣﻨﺔ » ، ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ، «ﻟﻤﺎ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻠﻪ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻋﺘﻘﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﺆﻣﻨﺔ» ، ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺭﺑﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮ، ﻓﻮﻕ اﻟﻌﺮﺵ، ﻓﻮﻕ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺨﻠﻖ،

ﻭﻫﺬا ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: {ﺃﺃﻣﻨﺘﻢ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﺃﻥ ﻳﺨﺴﻒ ﺑﻜﻢ اﻷﺭﺽ ﻓﺈﺫا ﻫﻲ ﺗﻤﻮﺭ} ﺃﻡ {ﺃﻡ ﺃﻣﻨﺘﻢ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻞ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺣﺎﺻﺒﺎ ﻓﺴﺘﻌﻠﻤﻮﻥ ﻛﻴﻒ ﻧﺬﻳﺮ}، ﻫﻜﺬا ﺟﺎء ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ اﻟﻤﻠﻚ،

ﻭﻫﺬا ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻭاﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﺃﺟﻤﻊ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﻤﺎ ﺃﺟﻤﻌﺖ اﻟﺮﺳﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻓﻮﻕ اﻟﻌﺮﺵ، ﻭﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ، ﻭﻣﻦ ﻫﺬا ﻗﻮﻟﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ: {ﻭﻗﺎﻝ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻳﺎﻫﺎﻣﺎﻥ اﺑﻦ ﻟﻲ ﺻﺮﺣﺎ ﻟﻌﻠﻲ ﺃﺑﻠﻎ اﻷﺳﺒﺎﺏ}
{ﺃﺳﺒﺎﺏ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻓﺄﻃﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻪ ﻣﻮﺳﻰ} ، ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﺧﺒﺮﻩ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮ، ﻭﺃﻧﻪ ﻓﻮﻕ اﻟﻌﺮﺵ، ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ.

ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﻭ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ، ﻣﻜﺬﺏ ﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻭﻣﻜﺬﺏ ﻹﺟﻤﺎﻉ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻭاﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻛﺎﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻬﻢ ﻭاﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻫﺆﻻء ﻣﻦ ﺃﻛﻔﺮ اﻟﻨﺎﺱ، ﻹﻧﻜﺎﺭﻫﻢ ﺃﺳﻤﺎء اﻟﻠﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ.


📚 المصدر : فتاوى نور على الدرب (١ / ١٣٦
)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أوقات إجابة الدعاء الستة

🎙فضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
البركة وكثرة النوافل في البيت . 


📒البيت الذي تدخله الملائكة يتنزل فيه الخير والبركة ويكون ذلك بالصلاة فيه والصيام وقراءة القرآن والذكر بركة في البيت والنفس والأهل ، أما البيت الذي تحلّ فيه الشياطين بقلة العبادات والغفلة عن ذكر الله فيه ، وبوجود الصور والكلاب وعموم المنكرات وكثرة المعاصي فهو بيت لا نور ولا بركة فيه .

📗أخرج ابن أبي شيبة من طريق صالح ، عن السائب بن خباب ، قال : ( كنت لا أصلي إلا في المسجد - يعني النوافل - فقال لي زيد بن ثابت رضي الله عنه : صلاة الرجل في بيته أفضل من صلاة في المسجد إلا المكتوبة ، وصلاة الرجل في بيته نور ) ، [ مصنفه - ٦٦١٦ ، وإسناده جيد ] .
سلسلة عالم الجن

         📜 الــــعـــدد الأول.

◼️قال العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- في تعليقه على صحيح مسلم:

"وذكر الإمام مسلم -رحمه الله- في  صحيحه قصة الجنّ الذين حضروا إلى النبي -ﷺ-؛ ونحن نذكر جملاً من الكلام عليهم:

• أوّلاً: الجنّ هل هم سابقون على الإنس أو الإنس سابقون على الجنّ؟

• الجواب: الأول، الجنّ سابقون على الإنس؛ لأن أباهم إبليس، وإبليس كان قبل آدم -عليه السلام- لا شك.

•ثانياً: هل الجن أجسامٌ أو أعراضٌ؟
•الجواب: الأول، أنهم أجسامٌ، يأكلون ويشربون ويبولون، أما أكلهم وشربهم فكما جاء في صحيح مسلم، أنهم يجدون كل عظمٍ ذُكر اسم الله عليه أوفر ما يكون لحماً، وأما شربهم فإن النبي -ﷺ- أخبر أن من لم يسمّ الله على شرابه فإن الشيطان يشاركه فيه، وأما بولهم فلأن النبي -ﷺ- أخبر أن الرجل الذي نام عن صلاة الصبح قد بال الشيطان في أذنه، وأما قيؤهم فكذلك يقيئون، فلأن النبي -ﷺ- أخبر أن الذي سمّى في أثناء أكله قاء الشيطان ما أكله.

•وقد استنتج بعض العلماء -رحمهم الله- من هذا الحديث أن بول الجنّ طاهرٌ، وقيؤهم طاهرٌ، لأن الرسول -ﷺ- أخبر أن الشيطان بال في أذنه، ولم يأمره بغسلها، وكذلك أخبر أنه قاء ما أكله في الإناء ولم يحرّم الطعام لكن هذا فيه نظرٌ؛ لأن أحوال الجنّ من الأمور الغيبية التي لا تقاس بأحوال الإنس؛ لأن أحوال الإنس حسّية وهذه خفيّة لا تُعلم.

•ثالثاً: هل الجنّ أقوى من الإنس أو الإنس أقوى؟
•الجواب: الأول، ويدلّ لهذا أنهم يتراكبون إلى السماء، ويطيرون إلى السماء لاستراق السمع، وكانوا يقعدون من السماء مقاعد، أما الإنس فلا يستطيعون هذا بأنفسهم إطلاقاً، ولا يستطيعونه أيضا بآلاتهم؛ لأن آلاتهم التي اخترعوها وصارت فوق غلاف الأرض لم تستطع أن تصل إلى السماء لتقعد مقاعد للسمع ولا لغير السمع، ولأن عفريتاً من الجن، لما قال سليمان -عليه الصلاة والسلام-: {أيُّكُمْ يَأتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يْأتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الجٍنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ}، مع أنه في اليمن، وسليمان -عليه الصلاة والسلام- في الشام هذا لا يستطيعه الإنس لا بأنفسهم ولا بآلاتهم.

•رابعا: هل الجنّ يدخل الإنس؟
•والجواب: نعم؛ لقول النبي -ﷺ-: «إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم» بالوسوسة وبالإيذاء؛ لأنه قد يدخل فيه ويؤذيه كما هو مجرّبٌ مشاهدٌ  لقول الله -تعالى-: {الذّينَ يَأكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الذِّي يَتَخَبَّطُهُ  الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ}، ودواء هذه العلّة الإكثار من ذكر الله -عز وجل-، والإكثار من الآيات التي بها الاستعاذة بالله -عز وجل- من شر الوسواس الخناس، وكذلك أيضاً قراءة آية الكرسي؛ فإنه لا يزال على الإنسان من الله حافظٌ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح".

يتبع بإذن الله تعالى ...

📓[التعليق على صحيح مسلم (ج٣\ص١٨٣- ١٨٤)].
🔸قال الإمام ابن القيم-رحمه الله-:

ويندفع شرُّ الحاسد عن المحسود بعشرة أسباب :

*أحدها: التعوُّذ بالله تعالىٰ من شرِّه، والتحصُّن به، واللجأ إليه...

*السبب الثاني: تقوىٰ الله وحفظه عند أمره ونهيه، فمن اتقىٰ الله تولىٰ الله حفظه، ولَم يكله إلى غيره، قال تعالىٰ:{ وإن تصبروا وتتقوا لا يضرُّكم كيدهم شيئًا }، وقال النبي-صلى الله عليه وسلم-لابن عباس:" احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك "، فمن حفظ الله حفظه الله ووجده أمامه أينما توجَّه، ومن كان الله حافظه وأمامه فممن يخاف ومَن يحذر.

*السبب الثالث: الصبر على عدوه، وأن لا يقابله ولا يشكوه، ولا يحدِّث نفسه بأذاه أصلاً، فما نُصِر على حاسده وعدوه بمثل الصبر عليه والتوكل على الله.

*السبب الرابع: التوكل على الله:  فـ{ من يتوكّل على الله فهو حسبه }، والتوكل من أقوىٰ الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أَذىٰ الخلق وظلمهم وعُدوانهم.

*السبب الخامس: فراغ القلب من الاشتغال به والفكر فيه، وأن يقصد أن يمحوه من باله كلما خطر له، فلا يلتفت إليه ولا يخافه ولا يملأ قلبه بالفكر فيه، وهذا من أنفع الأدوية، وأقوى الأسباب المعينة على اندفاع شرِّه.

*السبب السادس: وهو الإقبال على الله والإخلاص له وجعل محبّته وترضيه والإنابة إليه في محل خواطر نفسه وأمانيها.

*السبب السابع: تجريد التوبة إلى الله من الذنوب التي سلَّطت عليه أعداءه، فإن الله تعالىٰ يقول:{ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم }، ... فما سلِّط على العبد مَن يؤذيه إلا بذنب يعلمه أو لا يعلمه، وما لا يعلمه العبد من ذنوبه أضعاف ما لا يعلمه منها، وما ينساه مما عمله وعلمه أضعاف ما يذكره.

*السبب الثامن: الصدقة والإحسان ما أمكنه، فإن لذلك تأثيرًا عجيبًا في دفع البلاء ودفع العين وشر الحاسد.... فما يكاد العين والحسد والأذىٰ يتسلّط على محسنٍ متصدق، وإن أصابه شيء من ذلك كان معاملاً فيه باللُّطف والمعونة والتأييد، وكانت له فيه العاقبة الحميدة.

*السبب التاسع: -وهو من أصعب الأسباب على النفس، وأشقِّها عليها، ولا يوفَّق له إلا من عَظُم حظُّه من الله- وهو: إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه، فكلما ازداد أذىً وشراً وبغيًا وحسدًا ازددت إليه إحسانًا وله نصيحة وعليه شفقة.

*السبب العاشر: -وهو الجامع لذلك كلِّه وعليه مدار هذه الأسباب- وهو: تجريد التوحيد والترحُّل بالفكر في الأسباب إلى المسبب العزيز الحكيم، والعلم بأن هذه آلاتٌ بمنزلة حركات الرياح، وهي بيد محرِّكها وفاطرها وبارئها، ولا تضرُّ ولا تنفع إلا بإذنه...

فهذه عشرة أسباب يندفع بها شرُّ الحاسد والعائن والساحر، وليس له أنفع من التوجُّه إلى الله وإقباله عليه وتوكُّله عليه وثقته به وأن لا يخاف معه غيره، بل يكون خوفه منه وحده ولا يرجو سواه، بل يرجوه وحده، فلا يعلق قلبه بغيره، ولا يستغيث بسواه، ولا يرجو إلا إياه، ومتىٰ علّق قلبه بغيره ورجاه وخافه وُكِل إليه وخُذل من جهته، فمن خاف شيئًا غير الله سُلِّط عليه، ومن رجا شيئًا سوىٰ الله خُذِل من جهته وحُرِم خيره، هذه سنة الله في خلقه:{ ولن تجد لسنة الله تبديلا }.
---
📚[بدائع الفوائد (٧٦٤/٢)]
سلسلة عالم الجن

📜 العــــــدد الثــــــاني.

"•خامسًا: هل الجنُّ يموتون أو يبقون؟
•الجواب: يموتون، لقول النبي -ﷺ-: «وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ»، ولكن هل هم أطول أعمارًا من الإنس أو لا؟
↲أما أبوهم وهو الشيطان فهو أطول بلا شكٍّ؛ لأنه طلب من الله أن ينظره إلى يوم يُبعثون؛ فأعطاه ذلك، وأما ذريته فلا نعلم، لكن قد قيل في التواريخ: إنهم وجدوا جِنِّيًّا في أطراف مكّة وسألوه عن عمره، فقال إنه حين قتل قابيل هابيل كان هو قد ناهز الاحتلام، فالله أعلم إن كان هذا صحيحًا أم لا؛ لكن على كل حال هو یدلُّ -إن صحَّ- على أن أعمارهم طويلة جِدًّا.

•سادسًا: هل الجنُّ يُبعثون يوم القيامة؟
•الجواب: نعم، يُبعثون يوم القيامة، ويدخلون النار أيضًا، لقوله تعالى: ﴿قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا﴾ [الأعراف: ٣٨]، وهذا مجمعٌ عليه، ولكن هل يدخلون الجنة؟ نعم، الصحيح أنهم يدخلون الجنة، لقوله -تعالى- في سورة الرحمن، بعد أن ذكر الجن والإنس وخاطبهم بقوله تعالى: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾، قال: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ [الرحمن: ٤٦]، وقال: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾ [الرحمن: ٧٤]، فالصواب: أنَّهم يدخلون الجنة".

يتبع بإذن الله تعالى...

📗[التعليق على صحيح مسلم للشيخ ابن  عثيمين (ج٣/ص١٨٥-١٨٦)].
طرق وأساليب الدعوة إلى الله


• اختيار أرق الجُمَل والتعبيرات، وألطف التراكيب والعبارات، في مخاطبة الطرف الآخر؛ يقول -سبحانه وتعالى-: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]؛ لأنه أوقعُ في النفوس، وأبلغُ وأنجع في حصول المقصود، وإظهار الحق وتأثيره.

• اختيار الأوقات المناسبة في بعض الأحيان، قد يكون سببًا في حل المشكلات، وفض الاشتباكات، وكثيرًا ما يَهدي القلوبَ الشاردة، ويؤلِّف النفوسَ النافرة، ويأتي بخير مما يأتي به لو كان في وقت آخر.

• العمل بالسياسة الشرعية في الدعوة، والحرصُ على رعاية مصالحِ الأمة، واتخاذ الحكمة لذلك سبيلاً وطريقًا، ومنهجًا وسلوكًا.

• البعد عن الغِلظة، والحذر من استخدام المفردات الجافة، والعبارات الفظة غير المرغوب فيها، ناهيك عن سِبابِ الناس وإيذائهم وتحقيرهم وازدرائهم وغير ذلك، من الممارساتِ الناجمة أساسًا عن عدم الحكمة، والاعتراف بالآخرين، والأنا الزائدة، وهؤلاء لا ينبغي لهم أن يتصدَّروا لمثلِ هذا المقامِ الرفيع؛ لأنه لا يمكِنُهم أن يحقِّقوا منه أي نتائج إيجابية، وقديمًا قيل: فاقدُ الشيء لا يعطيه.

• السعي الدؤوب إلى التطبيق العملي لأساليب الرسول - صلى الله عليه وسلم - الدعوية في شتى المجالات، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - مبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله - عز وجل - بالحكمةِ والموعظة الحسنة، فلكأنه السراجُ المنير، فإن لهذه التربيةِ النبوية الكريمة الأثرَ الكبير في توجيهِ النفوس نحو الخيرِ والفضيلة.

• سطَّر أصحابُ رسول الله - صلى اللهُ عليه وسلم، ورضِيَ اللهُ عنهم - أروعَ الأمثلة التطبيقية والعملية في الدعوة إلى الله - عز وجل - وَفْق ما كان عليه الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - وفطنوا إليها، وخاطبوا الناس بها، فنجحوا في دعوتهم - وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء - فيحسُنُ بك - أيها الداعيةُ - النظرُ في سيرتهم، والاقتداءُ بهم، والسير على منوالهم؛ فإنهم أنوار الدجى، ومَصابِيحُ الهُدى لِمَنْ غَوى، وإن عوى من عوى.

• السعي إلى تطوير أساليب الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة، والتفطُّن لأنجع الأساليب في الدعوةِ إلى الله - عز وجل - وتبليغها إلى كلِّ مَن لم تبلُغْه في كل مكان في العالم، باستخدام كلِّ الوسائل التي يسَّرها الله - عز وجل - للإنسان.

• لا ينبغي أن تُسنَدَ الدعوةُ إلى الله - عز وجل - عمومًا، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على وجه الخصوص إسنادًا مطلقًا، إلا لمن جمع بين العلم والحكمة والصبر على أذى الناس؛ لأنها وظيفةُ الرسل - عليهم الصلاة والسلام - وأتباعِهم.

• مخاطبة الناس على قدر عقولهم واستعداداتهم، بالمقالةِ المحكَمة الظاهرة، والكلمة الواضحة البينة، والعِبَر النافعة المُقنعة، والدليل الموضح للحق المزيل للشبهة، على وجهٍ لا يخفى على النَّاس وجهُ الحق فيه، أو يلتبسُ.

• التلطف في دعوة الناس إلى الله - عز وجل - ينبغي أن يكونَ في الأسلوب الذي يبلِّغ به الداعية، لا في الحقيقة التي يبلِّغهم إياها؛ لأن الحقيقة يجب أن تبلَّغ إليهم كاملة، أما الأسلوب فيتبع المقتضيات القائمة، ويرتكز على قاعدة الحكمة والموعظة الحسنة. 

وهذه الأمور إذا فقهها الدعاة إلى الله - عز وجل - فإنها ولا شك سببٌ مهم في انفتاح قلوب الناس للنور والهدى، والداعية الحكيم هو الذي يستطيع - بتوفيق الله عز وجل - امتلاكَ زمام القلوب، بحُسن البيان، وجميل التصرف، وكريم السجايا والطباع.

وكم اهتدى من الناس على يد دعاة موفَّقين! وكم صُدَّ عن الحق كثيرٌ ممن لم يُرزَقِ التوفيقَ والحكمة! فالأمرُ يحتاج إلى معالجة حكيمة، أشبه ما تكون بمعالجة الطبيب الناصح للمريض وقد أعضله الداء.
🔹ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ_ﺭﺣﻤﻪ_ﺍﻟﻠﻪ :

ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺧﻤﺴﺔ :

١ - ﻓﻌﻠﻢ ﻫﻮ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻫﻮ : ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ

٢ - ﻭﻋﻠﻢ ﻫﻮ ﻏﺬﺍﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻫﻮ : ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ

٣ - ﻭﻋﻠﻢ ﻫﻮ ﺩﻭﺍﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻫﻮ : ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺇﺫﺍ ﻧﺰﻝ ﺑﺎﻟﻌﺒﺪ ﻧﺎﺯﻟﺔ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﻔﻴﻪ ﻣﻨﻬﺎ ( ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ )

٤ - ﻭﻋﻠﻢ ﻫﻮ ﺩﺍﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻫﻮ : ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﺤﺪﺙ

٥ - ﻭﻋﻠﻢ ﻫﻮ ﻫﻼﻙ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻫﻮ : ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻭﻧﺤﻮﻩ

📙|[ مجموع ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ - ( ١٠ \ ١٤٥ ) ]|

  
2024/10/02 08:16:44
Back to Top
HTML Embed Code: