Telegram Web Link
(5)

ومن آفات اللسان : النميمة ونقل الكلام بين الناس بنية سيئة وبهدف الفتنة والإضرار بالغير  ، ففاعل ذلك يتحمل إثم النميمة و نتيجة كل مايجري بسبب هذه النميمة سواء ضرر نفسي أو جسدي أو طلاق أو سجن .


ومن آفات اللسان :  الغيبة وهو ذكر أخيك المسلم بسوء ، أما الافتراء : هو ذكر أخيك بشيء ليس فيه .

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اجتَنِبوا كَثيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعضَ الظَّنِّ إِثمٌ وَلا تَجَسَّسوا وَلا يَغتَب بَعضُكُم بَعضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُم أَن يَأكُلَ لَحمَ أَخيهِ مَيتًا فَكَرِهتُموهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوّابٌ رَحيمٌ﴾ [الحجرات: ١٢]

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أَتَدْرُونَ ما الغِيبَةُ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ. قيلَ: أفَرَأَيْتَ إنْ كانَ في أخِي ما أقُولُ؟ قالَ: إنْ كانَ فيه ما تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فيه فقَدْ بَهَتَّهُ. [صحيح مسلم-٢٥٨٩]
ثمة حالات يصح الكلام فيها على الناس ولا تُسمى غيبة ، وهي ستة حالات :

📒أهل الفساد والفسق ؛ بمعنى من عُلِم فساده وفسقه فهذا لا غبية في الكلام عنه ، لما جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها ، قالت : (( استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ائذنوا له بئس أخو العشيرة أو ابن العشيرة ، فلما دخل ألان له الكلام ، قلت : يا رسول الله قلت الذي قلت ثم ألنت له الكلام ، قال : أي عائشة إن شر الناس من تركه الناس أو ودعه الناس اتقاء فحشه )) ، [ صحيح الإمام البخاري - ٥٧٠٧ ، صحيح الإمام مسلم - ٢٥٩١ ] .

📒الإستفتاء ؛ بمعنى الإخبار عن شيء عن فلان طلباً للفتيا ؛ وذلك لما جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها ، قالت : (( أن هند بنت عتبة ، قالت : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح ، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي ، إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم ، فقال : خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف )) ، [ صحيح الإمام البخاري - ٥٠٤٩ ، صحيح الإمام مسلم - ١٧١٤ ] .
📒التحذير والنصيحة ؛ بمعنى تُحذر من فلان وتنصح غيرك منه ، وذلك لما جاء في الصحيح من حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها ، قالت : (( ... فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ، وأما معاوية فصعلوك لا مال له ، انكحي أسامة بن زيد فكرهته ، ثم قال : انكحي أسامة ، فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت )) ، [ صحيح الإمام مسلم - ١٤٨٠ ] .

📒التظلم ؛ بمعنى الإخبار عن ظلم شخص لك أنه فعل بك كذا وكذا من أنواع الظلم ، وذلك لما أخرجه الترمذي من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، قال : (( جاءت امرأة  سعد بن الربيع  بابنتيها من سعد  إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله هاتان ابنتا  سعد بن الربيع ، قتل أبوهما معك يوم أحد ، شهيدا وإن عمهما أخذ مالهما فلم يدع لهما مالا ، ولا تنكحان إلا ولهما مال ، قال  : يقضي الله في ذلك ، فنزلت آية الميراث ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمهما ، فقال : أعط ابنتي سعد الثلثين ، وأعط أمهما الثمن ، وما بقي فهو لك )) ، [ مصنفه - ٢٠٩٢ ، قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ] .
📒التعريف والوصف ؛ بمعنى الإخبار عن شخص بصفة معينة فيه من باب التعريف والوصف كفلان الأعمى أو الأعرج ونحوه ، لما جاء في الصحيح من حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها : (( أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب ، فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته ، فقال : والله ما لك علينا من شيء ، فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فقال : ليس لك عليه نفقة فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ، ثم قال تلك امرأة يغشاها أصحابي ، اعتدي عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى ، تضعين ثيابك ، فإذا حللت فآذنيني ... )) ، [ صحيح مسلم - ١٤٨٠ ] .

📒الإعانة على إزالة المنكر ؛ بمعنى تُخبر فلان عن شخص آخر من باب إعانته على تغيير منكر وقع فيه ، وذلك لما جاء في الصحيحين من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه ، قال : (( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر أصاب الناس فيه شدة ، فقال : عبد الله بن أبي لأصحابه لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله ، قال زهير وهي قراءة من خفض حوله ، وقال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، قال : فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك ... )) ، [ صحيح الإمام البخاري - ٤٦١٧ ، صحيح الإمام مسلم - ٢٧٧٢ ] .
(6)

من آفات اللسان :

ألفاظ الغلو في الثناء والتقديس المبالغ فيه للناس ، فلا يصح أن يوصف كل امرئ إلا بما هو عليه وأن يُنزّل كل إنسان منزلته .
فمن كان صاحب حكمة ليس كمن هو ذو حمق .
ومن كان صاحب علم ليس كمن فيه جهالة.
ومن كان صاحب أدب ليس كمن لا حياء فيه .

عن عمر بن الخطاب قال سمعت النبي الله صلى الله عليه وسلم يقول : "لَا تُطْرُونِي كما أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ؛ فإنَّما أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولوا: عبدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ".
[صحيح البخاري -٣٤٤٥ ]

لا تطورني : أي مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه .

هذا النهي جاء في الصالحين فكيف بالمفسدين الضالين المضلين الذي بمدحهم يزداد شرهم وطغيانهم وامتداد أذاهم ؟
من آفات اللسان :

سؤال الناس بغير حق كمن يطلب المال ليزداد في ملكه وهو غير محتاج .

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مَن سَأَلَ النَّاسَ أمْوالَهُمْ تَكَثُّرًا، فإنَّما يَسْأَلُ جَمْرًا فَلْيَسْتَقِلَّ، أوْ لِيَسْتَكْثِرْ)) ، [صحيح مسلم -١٠٤١] 

هُنا فليستقل من القّلة أو ليستكثر من الكثرة  هو للتوبيخ مثل قوله تعالى : ﴿وَقُلِ الحَقُّ مِن رَبِّكُم فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَمَن شاءَ فَليَكفُر إِنّا أَعتَدنا لِلظّالِمينَ نارًا أَحاطَ بِهِم سُرادِقُها وَإِن يَستَغيثوا يُغاثوا بِماءٍ كَالمُهلِ يَشوِي الوُجوهَ بِئسَ الشَّرابُ وَساءَت مُرتَفَقًا﴾ [الكهف: ٢٩]
فهُنا ليس للتخيير إنما للردع والتوبيخ  .
(7)

من آفات اللسان :  الكذب  ، وهو قول كل شيء يخالف الحقيقة وادعاء ما لا يصح ، فالكذب حرام في ذاته ثم كل أمر سيء حصل بسبب الكذب يتحمل صاحب الكذبة اثم ذلك كله .

عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال النبي الله صلى الله عليه وسلم : رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أتَيانِي، قالا: الذي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذّابٌ، يَكْذِبُ بالكَذْبَةِ تُحْمَلُ عنْه حتَّى تَبْلُغَ الآفاقَ، فيُصْنَعُ به إلى يَومِ القِيامَةِ. [صحيح البخاري -٦٠٩٦]

ومما يدخل في الكذب هو نقل كل ما يُقال .


أخرج ابن مبارك من طريق أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) ، [ الزهد والرقائق - ٣٧٩ ، وإسناده صحيح ] .

فإن الحديث بكل ما تسمع ونقل كل ما يُقال عملٌ غير صالح ؛ حتى يتحقق الناقل من كل ما سمعه ، فمن نقل كل شيء دون فحص وتمحيص من صحة ما سمعه فقد وقع في الكذب والافتراء ، لذا يجب التأكد من كل ماتسمعه والتحقق من صحته ثم تُحدث بالذي كنت متيقناً بثبوته .
وكثرة الكذب تعد من الكبائر ففي الحديث : ( وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار ، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا ) ، [ صحيح البخاري - ٦٠٩٤ ، صحيح مسلم - ٢٦٠٧ ]

والكذب من خصال المنافقين .

إذاً عرفنا خطورة الكذب ، فأنت الآن لا تريد الكذب وفي ذات الوقت لا تريد الافصاح عن الإجابة و تريد الرد المناسب حسب الشخص فكيف نستطيع ذلك ؟ 

لديك ٤ أصناف من الناس :

١-العلاقة اللطيفة بين الأحبة .
٢-شخص علاقتك بها لا لك ولا عليك .
٣- شخص حسود وسيء ولا تخشى منه.
٤-شخص تخشى ضررة كظالم وله يد عليك .
-العلاقة اللطيفة أو الشخص الذي له يد عليك: يمكن أن تواري فيه بالرد.
-العلاقة التي لا لك ولا عليك يمكن أن ترد رد مؤدب.
-شخص حسود وسيء يمكن إلجامه بالرد القوي لردعه.

الردود كالتالي :

١- الرفض بطريقة ودية وأن هذه أمور خاصة لا أحب الكلام فيها .
٢-مدارة الموضوع بطريقة غير مباشرة والخروج منه بالانتقال لموضوع آخر أو الرد بسؤال آخر  .

أمثلة توضح ذلك :

السؤال الأول : كم دخل زوجك ؟

الرد المؤدب :
-الحمدلله نحن في خير
-أمور تعنيه ودام نحن في خير فالحمدلله

الرد المحرج :
-اسأليه  ؟
-لماذا يهمك الأمر ؟
-هل تحتاج مال ؟

الرد اللطيف
بالمداراة والموارده : مثلا كان راتب زوجك ٦ آلاف
وتجيب يستلم ٣ آلاف ( أنت لم تكذب لأنك ذكرت أنه يستلم ٣ نعم هو يأخذ ٣ وأكثر و لم تقل الراتب كله ٣! )
وحتى تتضح المسألة سؤال :كم تحفظ من القرآن؟ ولا تريد اخباره بأنك تحفظ القرآن كله ،فيمكن أن تقول أحفظ ٥ أجزاء ( نعم تحفظ خمسة وأكثر فأنت لم تكذب !)

السؤال الثاني : ما نوع الجنين؟

الرد المؤدب
-العلم عند الله ( أنت لم تكذب فالله يعلم!)
-الأب يعرف
-نحتاج كلا الجنسين المهم نريده بعافية
-الله يجيب اللي فيه خير

الرد المحرج
-هذا أمر لا يعنيك
-ستعرف بعد الولادة
-نحن من سنربي

الرد اللطيف
-دعها مفاجاة
-ماذا تتوقع ؟
-اقترح لنا أسماء بنات وأولاد

السؤال الثالث : لماذا لم ترد؟

الرد المؤدب
جد اتصلت ؟ ( هُنا سألته ولم أكذب ، ولا حاجة للمبالغة)

الرد المحرج
كان لديّ أمور أهم

الرد اللطيف
بالمداراة ؛ وهي الإيهام والإيحاء بخلاف الظاهر دون كذب ، مثال اتصل شخص ولا تريد أن ترد عليه فيمكن حينها أن تصلي ركعتين ثم إن شئت اتصلت عليه وعندما يسألك لما لم ترد ؟ تجيب كنت أصلي ( في الحقيقة أن صليت ولم تكذب ولكن إن قلت (كنت وقت اتصالك اصلي هُنا كذبت ) لأنك حددت
أو تضع الجهاز في الشاحن ثم تقول له كان في الشاحن ( لم تحدد متى كان في الشاحن فأنت لم تكذب) .

السؤال الرابع : إلى أين أنت ذاهب؟

الرد المؤدب
-حسب الرغبة والظروف ، سأفكر ...
الرد المحرج
هذا أمر لا يعينك
أمر خاص
الرد اللطيف
قد  تقول إلى الوجهة التي لا بأس بذكرها مثلا إلى المسجد ، في الحقيقة أنك ستذهب للمسجد لكن قد لا يكون الآن بل بعد مشوارك الخاص ( لكن لو قلت الآن ذاهب للمسجد وأنت لن تذهب له الآن فقد كذبت ) .

الكذب يجوز في حال النجاة من بطش من لايخاف الله وخاصةً إذا كانت الحقيقة هي من ديننا ولكن الإفصاح عنها فيه ضرر .

————————-
ومن أعظم صور الكذب هو الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم وقول عنه شيء لم يقله أو نشر عنه حديث لا يصح .

قال أنس بن مالك رضي الله عنه : إنَّه لَيَمْنَعُنِي أنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثًا كَثِيرًا أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: مَن تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
[صحيح البخاري -١٠٨|]
(8)

آفات اللسان

من صور الكذب : التشبع بما لم يُعطى وهو إدعاء شيء لم تعطاه أو تتظاهر بغير الحقيقة ، كالتي تقول زوجي اشترى لي كذا وهو لم يشتري لها ، أو ذهب بي إلى كذا وهو لم يذهب بها ، أو والدي يعطيني كذا وهو لا يعطيها أو والدتي تفعل لي كذا وهي لا تفعل لها .

عن أسماء بنت أبي بكر قالت أنَّ امْرَأَةً قالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ لي ضَرَّةً، فَهلْ عَلَيَّ جُناحٌ إنْ تَشَبَّعْتُ مِن زَوْجِي غيرَ الذي يُعْطِينِي؟ فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: المُتَشَبِّعُ بما لَمْ يُعْطَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ.[صحيح البخاري -٥٢١٩]

ومن صور الكذب : الكذب في الرؤيا في المنام  وتقول رأيت كذا وكذا وهي لم ترى فهذا الكذب فيه عظيم لأن الرؤيا الحق من الله فهي تكذب عن الله  ، وكذلك الادعاء في الأنساب أي ينتسب لنسب ليس نسبه !
2024/09/30 14:37:48
Back to Top
HTML Embed Code: