Telegram Web Link
وجاء في الصحيح من حديث جرير بن عبد الله ، قال : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده ، كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده ، كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء ) ، [ صحيح مسلم - ١٠١٧ ] .

ويدخل في ذلك من نشر بدعة أو حديث مكذوب أو مقطع فيه موسيقى أو محتوى فيه نساء متبرجات أو رجال متبخترين فكل من تأثر بهذا المحتوى ونشره فهو في عداد السيئات التي تُحصى يوم الحساب وذلك على الله يسير وهو سريع الحساب .
ومن آفات اللسان :

أن تقول كلاماً فيه تأييد لمُخطئ مخالف لأمر من أوامر الدين ، كتأييد القتل بغير الحق ، واللصوص من يسلب المال والحقوق ، ومن يتعدى على الناس بالأذى والتنكيل ، ومن يقطع رحمه أو يعق والديه وأشباه ذلك ، فلا تؤيد أحدا في منكرٍ فعله .

عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا ". فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ ؟ قَالَ : " تَحْجُزُهُ - أَوْ تَمْنَعُهُ - مِنَ الظُّلْمِ ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ ". [ صحيح البخاري - ٦٩٥٢]

ويدخل في ذلك ما يُنشر على مواقع التواصل ، وما يُقال في المجالس والتجمعات من تأييد الحرام بكل صوره مثل : تأييد حكم باطل على انسان ، فتوى فيها حكم غير ما انزل الله ، ظلم الزوج لزوجته أو الولدين لولدهم أو أكثر من ذلك أو أقل .
(2)

من آفات اللسان :

قذف المؤمنات المحصنات الغافلات بالزنا وتبعاته وما كان بمعناه كاللمز والغمز في شرفها وعزها ، فلا يحل لأحد أن يتهم أحد بدون حجة وبيان .

قال الله جل ثناؤه : { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} . [النور-٢٣]

الغافلات بمعنى الغافلات عن الفواحش  وعمّا نسب لهن، فهنّ عفيفات بعيدات عن هذا الطريق ويجهلن الحرام ولا يعرفن له مسلك نقيات تقيات .
✍️عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ ". قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : " الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ "[ صحيح البخاري -٢٧٦٦]

من آفات اللسان :
كلمات وألفاظ المنكر والباطل واللغو وتشمل كل قُبح وفُحش من الكلام .

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَكَانَ يَقُولُ : " إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلَاقًا " [ صحيح البخاري - ٣٥٥٩]
(3)

من آفات اللسان :

شتم المسلم وسبابه بدون حق

فـكل كلمة تؤذي وتجرح وتؤلم فهي مظلمة يأخذها المظلوم من ظالمه سواء في الدنيا أو في الآخرة أو في الدنيا والآخرة .

ولو خرجت هذه الكلمات من باب المزاح ظاهراً والمقصد بنية سيئة ؛ فأذى القلوب ليس فيه مزاح فكم كلمة أوجعت سامعها وأثرت على حياته .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا، وَصِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ : " هِيَ فِي النَّارِ ". قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ، وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ : " هِيَ فِي الْجَنَّةِ ". [مسند أحمد ٩٦٧٥- إسناده صحيح]

وجاء في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) ، [ صحيح البخاري - ٤٨ ، صحيح مسلم - ٦٤ ] .
جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ " [صحيح مسلم -٢٥٧١]

بالمنطق اليسير هل يعقل أن تجمع الحسنات بتعب ونصب تصلي وتصوم وتتصدق من حرّ مالك ، وتقرأ كتاب ربك وتذكره في كل حين ابتغاء ما عنده ، ثم بالكلمة والكلمتين يزلّ بها لسانك ! فتوزع عليهم الحسنات واحدً تلو الآخر ! هذا إذا لم تكن مقصر فستحصد سيئاتهم يوم القيامة وترفعهم رفعاً عظيماً بسببك أنت .
الصمت نجاة من هفوات اللسان ، قلة مخالطة كثيرين الغيبة نجاة من زلات اللسان فإن صمت معهم لم تنجو من مشاركتهم بسبب رضاك وجلوسك معهم !

الجنة غالية وتحتاج تضحيات  .

فاللسان نعم لا يتعب ، فكم تمرّ الساعات الطِوال وأنت تتحدث فيها في القيل والقال ولا تشعر حينها بأدنى تعب ، فهّلا استثمرت ذاك في آخرتك ؟

بكلمات تحط خطاياك وتكون ضمن الأفضل يوم القيامة

قال الله حل ثناؤه : { وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } ، [ الأحزاب : ٣٥ ] .
(4)

من آفات اللسان السخرية والتنابز :

كل ما يقال على سبيل السخرية والتحقير والتنقيص والذم وأشباه هذه المترادفات بلفظ أو بفعل وإشارة فهو من السخرية .

قال الله جل ثناؤه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } ، [ الحجرات : ١١ ] .

فالله سبحانه نهى الناس عن السخرية ببعضهم ، ولا تلمزوا أي لا تطعنوا في ظهور بعضكم بالغيبة وأشباه ذلك  ، والتنابز بالألقاب هي مناداة الأشخاص بأسماء وصفات تؤذيهم .

من آفات اللسان ألفاظ العنصرية
وهو لقبٌ ارتبط بِمُسمى الجاهلية فهو المِيزان بين العلم والجهل ، أفراد يعتبرون أنفسهم مميزون عن غيرهم بناء على أشياء لم يختاروها ، ولم يصنعوها! ثم يرونها انجاز!
العنصرية فرّقت بين المسلمين وشتت وحدتهم ، جعلت صاحب تلك القبيلة أرفع من الأخرى ، ومن كان لونه وشكله كذا فهو أفضل ذاك ، والفقير ليس كالغني ، والدولة تلك أرفع من تلك ، وصاحب الجنسية الفلانية خير من الأخرى ، وتلك الرسومات التي نراها في الخريطة هي التي ترفع أقوام وتضع آخرين!
وتم تغييب إن أكرمك عند الله أتقاكم ، وأن العلماء ورثة الأنبياء ، ومن تواضع لله رفعه ، وأن بقدر اقتراب الإنسان من ربه وتمسكه بدينه ومستوى علمه تكون رفعته ودرجته ومكانته ، وأن التفاضل هو تفاضل الدين ، لا تفاضل الأعراق والأنساب ، إنما جُعلت هذه من باب لتعارفوا لا من باب لتباغضوا .
فالرابطة رابطة الإسلام ، والتفاضل تفاضل الدين ، وما جاء به الكتاب والسنة من تفضيل الزمان والمكان والحال ؛ وما دون ذلك مرفوض لا أصل له .
عن جابر بن عبدالله قال غَزَوْنَا مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقدْ ثَابَ معهُ نَاسٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ حتَّى كَثُرُوا، وكانَ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ، فَكَسَعَ أنْصَارِيًّا، فَغَضِبَ الأنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا حتَّى تَدَاعَوْا، وقالَ الأنْصَارِيُّ: يا لَلْأَنْصَارِ، وقالَ المُهَاجِرِيُّ: يا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَخَرَجَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: ما بَالُ دَعْوَى أهْلِ الجَاهِلِيَّةِ؟! ثُمَّ قالَ: ما شَأْنُهُمْ؟ فَأُخْبِرَ بكَسْعَةِ المُهَاجِرِيِّ الأنْصَارِيَّ، قالَ: فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: دَعُوهَا؛ فإنَّهَا خَبِيثَةٌ.[ صحيح البخاري -٣٥١٨]

وصف النبي صلى الله عليه وسلم العنصرية : بـ( دعوى أهل الجاهلية ) و ( خبيثة ) .

اهتم بشأن أهل دينك فالمؤمنون بمثابة الرجل الواحد لا يتجزأ عن بعضه :
عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَرَى المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ ، كَمَثَلِ الجَسَدِ ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى " [ صحيح البخاري -٦٠١١]
2024/09/30 16:22:54
Back to Top
HTML Embed Code: