Telegram Web Link
اللهم أجعل ختام شهر رمضان وقد رفعت اسمائنا في صحائف عتقائك من النار .
اللهم ابدل سيئاتنا حسنات وتقبل منا صيامنا وقيامنا وجميع أعمالنا
وأستجب اللهم لأدعيتنا التي فاضت بها قلوبنا ونطقت بها شفاهنا .
اللهم أغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين ما تقدم من ذنبنا وما تأخر .
اللهم آمين .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قل هو الله أحد والمعوذتين حين تصبح وتمسي ثلاث مرات تكفيك من كل شيء"
​ནྱཾ༩ྀ༄ *تهنئـــــة خـــاصــــــة ༄ནྱཾ

يسرنا أن نتقدم إليكم بأصدق التهاني
بمناسبة عيد الفطر المبارك ،
سائلا المولى ان يجعل أيامكم سعيدة،
وأن يعيده علينا وعليكم أعواما عديدة،
وازمنة مديدة، وأنتم في أحسن حال . كما نسأله سبحانه ان يتقبل منكم الصيام والقيام وصالح الاعمال وان يجعلكم من عتقاء هذا اليوم المبارك ،ويوفقكم لدوام طاعته وان يعينكم على ذلك

‏​‏​‌‏​ནྱཾ༩ྀ༄ *عســـاكــم من عــواده* ༄ནྱཾ༩ྀ

*وكل عام وأنتم بخير*
سنن وآداب يوم العيد

بعضا من السنن والآداب التي يستحب فعلها يوم العيد :

أولاً : الاغتسال يوم العيد قبل الخروج :
فقد صح في الموطأ عَنْ نَافِعٍ : ( أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنه كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى ) .
موطأ مالك - رقم : (٣٨٤) صححه الألباني في الإرواء .
❍ وذكر النووي رحمه الله اتفاق العلماء على استحباب الاغتسال لصلاة العيد .
وأما وقت الاغتسال للعيد .
فالأفضل أن يكون ذلك بعد صلاة الفجر ، ولو اغتسل قبل الفجر أجزأ نظراً لضيق الوقت والمشقة في كونه بعد صلاة الفجر .

ثانياً : التجمل في العيد :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
( كان ﷺ يلبسُ يومَ العيدِ بردةً حمراءَ ) .
  السلسلة الصحيحة - رقم: (١٢٧٩) وقال الألباني : إسناده جيد .
وعن جابر رضي الله عنه قال : كان للنبي صلى الله عليه وسلم جبة يلبسها للعيدين ويوم الجمعة . صحيح ابن خزيمة (١٧٦٥) .

وروى البيهقي بسند صحيح أن ابن عمر كان يلبس للعيد أجمل ثيابه .
فينبغي للرجل أن يلبس أجمل ما عنده من الثياب عند الخروج للعيد .
أما النساء فيبتعدن عن الزينة إذا خرجن لأنهن منهيات عن إظهار الزينة للرجال الأجانب وكذلك يحرم على من أرادت الخروج أن تمس الطيب أو تتعرض للرجال بالفتنة فإنها ما خرجت إلا لعبادة وطاعة .

ثالثاً : أكل تمرات وتراً قبل صلاة العيد :
من الآداب ألا يخرج في عيد الفطر إلى الصلاة حتى يأكل تمرات لما رواه البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ .. وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا . رواه البخاري (٩٥٣) .

ومن لم يجد تمرا فليفطر على أي شيء مباح .
وأما في عيد الأضحى فإن المستحب ألا يأكل حتى يرجع من الصلاة فيأكل من أضحيته إن كان له أضحية ، فإن لم يكن له من أضحية فلا حرج أن يأكل قبل الصلاة .

رابعاً : اصطحاب النساء والأطفال للمصلى :
فعن أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قالت: (أُمِرْنا أَنْ نُخْرِجَ الْعواتِقَ -البنات الأبكار البالغات والمقاربات للبلوغ- والحُيَّضَ في العيديْنِ، يَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدعْوَةَ المسْلمينَ، ويعْتَزلُ الحُيّضُ المصلى) . متفق عليه .
يدل هذا الحديث على مشروعية خروج النساء لصلاة العيد، ولو كانت المرأة حائضاً، غير أن الحائض لا تصلي، بل تعتزل عن المصليات، وتستمع للخطبة .

خامساً : مخالفة الطريق في الذهاب إلى المصلى والإياب منه :
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ  ﷺ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيق  . صحيح البخاري - رقم: (٩٨٦) .

وعَنْ ابْن ِ عُمَرَ : ( أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ يَوْمَ الْعِيدِ فِي طَرِيقٍ ثُمَّ رَجَعَ فِي طَرِيقٍ آخَرَ) . قال الألباني صحيح سنن أبي داود(١/ ٣٠٠) .
يعني أنه يرجع من مصلاه من جهة غير الجهة التي خرج منها إليه .

❍ قال ابن القيم : ( وكان صلى الله عليه وسلم يخالف الطريق يوم العيد ، فيذهب في طريق ، ويرجع في آخر . فقيل : ليسلم على أهل الطريقين ، وقيل : لينال بركته الفريقين ، وقيل ليقضى حاجة من له حاجة منهما ، وقيل : ليظهر شعائر الإسلام في سائر الفجاج والطرق ، وقيل : ليغيظ المنافقين برؤيتهم عزة الإسلام وأهله ، وقيام شعائره ، وقيل : لتكثر شهادة البقاع ، فان الذاهب إلي  المسجد والمصلى إحدى خطوتيه ترفع درجه ، والأخرى تحط خطيئة حتى يرجع إلي  منزله ، وقيل وهو الأصح : إنه لذلك كله ، ولغيره من الحكم التي لا يخلو فعله عنها ) . زاد المعاد (١/٤٣٢) .
سادساً : التكبير للعيد منذ الخروج من المنزل حتى صلاة العيد :
عن الزهري : أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم َكان يخرجُ يومَ الفطرِ فيُكبِّرُ حتى يَأتِيَ المُصلَّى وحتى يَقضيَ الصلاةَ فإذا قَضَى الصلاةَ قطعَ التَّكبيرَ .
قال الألباني في إرواء الغليل ( ٣/١٢٣ ) صحيح مرسل .
وهو من السنن العظيمة في يوم العيد لقوله تعالى : ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) .

وعن الوليد بن مسلم قال : سألت الأوزاعي ومالك بن أنس عن إظهار التكبير في العيدين ، قالا : نعم كان عبد الله بن عمر يظهره في يوم الفطر حتى يخرج الإمام .
وصح عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : ( كانوا في الفطر أشد منهم في الأضحى ) قال وكيع يعني التكبير . انظر إرواء الغليل (٣/١٢٢) .

ولقد كان التكبير من حين الخروج من البيت إلى المصلى وإلى دخول الإمام كان أمراً مشهوراً جداً عند السلف وقد نقله جماعة من المصنفين كابن أبي شيبة و عبدالرزاق والفريابي في كتاب ( أحكام العيدين ) عن جماعة من السلف ومن ذلك أن نافع بن جبير كان يكبر ويتعجب من عدم تكبير الناس فيقول : ( ألا تكبرون ) .
ووقت التكبير في عيد الفطر يبتدئ من ليلة العيد إلى أن يدخل الإمام لصلاة العيد .
وأما في الأضحى فالتكبير يبدأ من أول يوم من ذي الحجة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق .

- صفة التكبير :
ورد في مصنف ابن أبي شيبة بسند صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه : أنه كان يكبر أيام التشريق : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد . ورواه ابن أبي شيبة مرة أخرى بالسند نفسه بتثليث التكبير .
وروى المحاملي بسند صحيح أيضاً عن ابن مسعود : الله أكبر كبيراً الله أكبر كبيراً الله أكبر وأجلّ ، الله أكبر ولله الحمد . أنظر الإرواء (٣/١٢٦) .

سابعاً : الاستماع للخطبة :
عن عبد الله ابن السائب رضي الله عنه قال : شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِيدَ ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ قَالَ : إِنَّا نَخْطُبُ ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَجْلِسَ لِلْخُطْبَةِ فَلْيَجْلِسْ ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَذْهَبَ فَلْيَذْهَبْ . رواه أبو داود (١١٥٥) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
 
ثامناً : التهنئة :
عن جبير بن نفير رضي الله عنه قال : كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ ﷺ إِذَا اِلْتَقَوْا يَوْمَ
العِيدِ يَقُولَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ: تُقُبِّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ .
صحح إسناده الألباني في تمام المنة - رقم: (٣٥٤) .
ومن آداب العيد التهنئة الطيبة التي يتبادلها الناس فيما بينهم أيا كان لفظها مثل قول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنكم أو عيد مبارك وما أشبه ذلك من عبارات التهنئة المباحة .
فالتهنئة كانت معروفة عند الصحابة ورخص فيها أهل العلم كالإمام أحمد وغيره  .
ولا ريب أن هذه التهنئة من مكارم الأخلاق والمظاهر الاجتماعية الحسنة بين المسلمين .

تاسعاً : صلاة ركعتين بعد الرجوع من صلاة العيد :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لَا يُصَلِّي قَبْلَ العِيدِ شَيْئًا فَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ .
حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه - رقم: (١٠٧٦) .
يدل هذا الحديث على استحباب صلاة ركعتين في المنزل بعد الرجوع من صلاة العيد
• نصيحتي لكم بعد رمضان •

أعلموا رحمكم الله أنه لا ينبغي التكاسل عن أداء الطاعات التي كان يحرص عليها المسلم في شهر رمضان، بل الأستمرار بها، وهذا كالصلوات مع جماعة المسلمين في المسجد، وتلاوة القرآن، والذكر، وقيام الليل، وما شابه ذلك من العبادات التي كان المسلم يحرص عليها في شهر رمضان .

نحن لا نقول لك كن كما كنت في رمضان، أو أجعل شهر رمضان وغيره من الشهور سواء، لأن رمضان شهر فضيل ليس كمثله شيء من الشهور، جعل الله صيامه فرضاً ورغب بقيام لياليه، ومن عادة المسلمين منذ عهد النبي ﷺ والصحابة رضوان الله عليهم إلى عصرنا هذا أن يولوا شهر رمضان مزيد من العناية والإهتمام بأداء العبادات فيه، ومن أبرزها قراءة القرآن، والحرص على الصلوات جماعة في المساجد .
ولهذا فمهما بلغت كثرة عبادتنا في غير شهر رمضان، فينبغي أن تكون في رمضان أكثر من غيره، ولأن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم زيادة العمل الصالح في شهر رمضان .

❍ قال ابن القيم رحمه الله :
"وكان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وأجود ما يكون في رمضان ، يُكثر فيه مِن الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف" . انتهى من " زاد المعاد "(٢ / ٣٢) .

فعندها يحل رمضان نوليه بمزيد من الأهتمام والعناية من قراءة قرآن، والصلاة في المساجد، أخصها صلاة الفجر والعشاء، وقيام الليل(التروايح)، وما أشبه ذلك من العبادات المشروعة،
فشهر رمضان شهر مبارك يجب توليته كل هذا وأكثر، فهو شهر نزول القرآن، وشهر مضاعفة الأجور، وشهر الرحمة والمغفرة، وله فضائل كثيرة ليس هنا محل ذكرها، وهو أفضل الشهور على الإطلاق .

والأن محل حديثنا وما نرغب بأخباركم به والتنبيه عليه، أن الله واحد وهو رب كل الشهور الأثنى عشر وليس شهر رمضان فقط، وبأنكم تعبدون الله ولستم تعبدون رمضان!،
فمن المؤسف أن نرى حال كثير من المسلمين، وما آل إليه من حالهم فما أن ينتهي رمضان حتى نرى أنقطاعهم عن المسجد ولا يكاد يكون لهم وجود فيه، وليس لهم أهتمام بقراءة القرآن، ولا يكادون يفتحون المصحف، حتى وهم في بيوتهم!، كأنه لم يعد هناك أهتمام بقيام الليل، أو كأنه ليس هناك قيام سوى في رمضان! .
فمن كانت هذه حالته، فهو حقاً مؤسف .

فيارعاكم الله ينبغي المحافظة على صلواتكم في المسجد، ولا تكونوا ممن يغطي الغبار مصحفهم بعد أنقضاء رمضان، وينبغي قراءة ولو صفحة في اليوم،
والمداومة على صلاة قيام الليل ولو أربع ركعات في الليلة فهو أفضل من لا شيء، قال النبي ﷺ أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قلّ . متفق عليه .

وأعلموا وفقكم الله لما يحبه ويرضاه أن الأخرة درجات ومنازل كما هو حال الدنيا في عماراتها، فعمارات الدنيا كل منها حسب جماله وحجمه يكون سعره، ويحصل عليها من يملك سعرها، فكذلك الدار الآخرة،
فالجنة منازل ومقامات ودرجات متفاوتة ومختلفة، ولتصبح من أهل الدرجات العلى وتحصل على منزلة أفضل، فأنت تحتاج للجد والاجتهاد بكثرة العمل بأداء العبادات من صلاة النوافل وقراءة القرآن وصيام التطوع والصدقات والذكر والإستغفار، وما إلى ذلك من خير الأعمال عند الله تعالى لتبلغ هذه الدرجات، وتكون ممن أستحقها، وفقنا الله وإياكم لكل خير يحبه ويرضاه، وجعلنا الله وإياكم من أهل الدرجات العلى في الجنات العدن .

#الادارة ..محمد علي ✍️
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال : مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ، وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُوَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ، وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ. غيرَ أنَّ حَدِيثَ أَبِي أُسَامَةَ ليسَ فيه ذِكْرُ التَّيْسِيرِ علَى المُعْسِرِ . رواه مسلم (٢٦٩٩) .
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
"وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ۚ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ ۚ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ
" ترتيل الشيخ
#عبدالباسط_عبدالصمد رحمه الله
• فضل صبر المسلم على الأذى الذي قد يصيبه أو يطرأ عليه في حياته •

عدة أحاديث في فضل الصبر على ما يطرأ على المسلمين من أذى في حياتهم، ترغيب لهم من عدم القنوط بما يصيبهم من أقدار الله، والرضى بما يحصل وأنه من رحمة الله أن جعل الأذى الذي يصيب الإنسان في الدنيا رحمة له لتكفير خطاياه .

قال صلى الله عليه وسلم : ( مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ ) . رواه البخاري (٥٦٤٢)، ومسلم (٢٥٧٣) .

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) . رواه الترمذي (٢٣٩٩) .

وﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صلى الله عليه وسلم : ‏ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢٍ ﻳُﺼﻴﺒُﻪُ ﺃﺫًﻯ - ﻣﺮﺽٌ ﻓﻤﺎ ﺳﻮﺍﻩ ، ﺷﻮﻛﺔٌ ﻓﻤﺎ ﻓﻮﻗﻬﺎ - ﺇﻻ ﺣﻂَّ ﺍﻟﻠﻪُ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ، ﻛﻤﺎ ﺗﺤُﻂُّ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓُ ﻭَﺭَﻗَﻬَﺎ . ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ (٥٦٤٨)، ﻭﻣﺴﻠﻢ (٦٧٢٤) .

ﻭﻗﺎﻝ صلى الله عليه وسلم : ﺻُﺪﺍﻉُ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦِ ، ﺃﻭ ﺷﻮﻛﺔٌ ﻳُﺸﺎﻛُﻬﺎ ، ﺃﻭ ﺷﻲﺀٌ ﻳﺆﺫﻳﻪ ؛ ﻳﺮﻓَﻌُﻪُ ﺍﻟﻠﻪُ ﺑﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔِ ﺩﺭﺟﺔً ﻭﻳُﻜﻔِّﺮُ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﺫُﻧﻮﺑَﻪ ‏. ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ (٩٢٢٠) .

كثيراً ما يصاب الإنسان بأعراض، كالهم والغم والنصب والحزن والأمراض والأوجاع، التي هي من عكس جنس مراد جسم الإنسان، مما يأثر فيه ويدخل عليه الوهن والتعب والشقاء، وبالتالي قد يتألم الإنسان من هذه العوارض التي تطرأ عليه، ولذا كان من رحمة الله تعالى أنه جعل ما قد يحصل للإنسان من أذى أو تعب للجسد، كفارة له عن خطاياه، وهذا يدل على عظم رحمة الله بعباده، وأنه جعل حتى أوجاعهم كفارة لخطاياهم .

❍ قاﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﻣﻠﻜﺎً ﻗﺎﻝ ﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮ : " ﻛُﻠﻤﺎ ﺿﺮﺑﺘﻚ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺿﺮﺑﺔ ﺃﻋﻄﻴﺘﻚ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﻷﺣﺐ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻀﺮﺏ ، ﻻ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳُﺆﻟِﻢ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎ ﻳﺮﺟﻮ ﻣﻦ ﻋﺎﻗﺒﺔ ، ﻭﺇﻥ ﺃﻧﻜﺎﻩ ﺍﻟﻀّﺮﺏ ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺍﻟﺴّﻠﻒ ﺗﻠَﻤَّﺤﻮﺍ ﺍﻟﺜّﻮﺍﺏ ، ﻓﻬﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺒﻼﺀ ‏» .
‏ﻣﺨﺘﺼﺮ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻘﺎﺻﺪﻳﻦ  ( ﺹ٢٧٤ ) .

❍ وﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
ﻳُﺤﻜﻰ ﻋﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﺍﺕ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﺜَﺮَﺕْ، ﻓﺎﻧﻘﻄَﻌﺖْ ﺇﺻﺒﻌُﻬﺎ، ﻓﻀﺤِﻜَﺖ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺾُ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺎ : ﺃﺗﻀﺤﻜﻴﻦ ﻭﻗﺪ ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﺇﺻﺒﻌُﻚ ؟ ! ﻓﻘﺎﻟﺖ : " ﺣﻼﻭﺓُ ﺃﺟﺮِﻫﺎ ﺃﻧﺴﺘْﻨﻲ ﻣﺮﺍﺭﺓَ ﺫِﻛﺮِﻫﺎ " ! . ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ ( ٢/١٦٧ )
قَنَاةُ مُحَمّدُ بْنُ عَلِيّ الْدَّعَوِيَّة pinned «• فضل صبر المسلم على الأذى الذي قد يصيبه أو يطرأ عليه في حياته • عدة أحاديث في فضل الصبر على ما يطرأ على المسلمين من أذى في حياتهم، ترغيب لهم من عدم القنوط بما يصيبهم من أقدار الله، والرضى بما يحصل وأنه من رحمة الله أن جعل الأذى الذي يصيب الإنسان في الدنيا…»
فائدة

كان من طباع الإنسان كراهية الأذى والضرر الذي يمكن أن يطرأ عليه أو يصيبه من عوارض الحياة التي يعيشها، من أسقام وأمراض وهموم ونكد، وأنواع الأذى من الجروح والحروق والكسور وما شابه ذلك،
فلما كانت كل هذه الأمور من أجزاء الحياة التي تدور حول الإنسان، وكان من طباع الناس كراهية حصولها ووقوعها عليهم، وتجنبهم لها، والتي لابد لكل إنسان أن يبتلى بها، فلا أحد قد يخلص من الآلم البتة أو المحن والأذى،
فمن هذا المنطلق كان كأن على الله أن يجعل من هذه الأمور كفارة لهم على خطاياهم، لأن هذه الأمور غير محببة ومرادة للنفس ووقوعها، مع تجنب الإنسان لهذه الأمور وعدم إرادته لها،
ومدار ذلك أن الإنسان لو علم بوقوع هكذا أمور عليه، لما عمل ما هي موجبات وقوع هذه الأمور، ولذلك كونها أموراً قدرية تصيب الناس من غير رغبتها، فكان هذا مما يجعل النفوس تنفر وتعارض هذه الأقدار ويعظم أجر الصابرين،
ولما كان كل أمر الله في عباده خيراً ورحمة، كانت هذه الأمور القدرية رحمة للإنسان تكفر عنه من خطاياه وتحطها عنه كما تحط الشجرة ورقها، ورضى الإنسان وسكون نفسه لهذه الأقدار الإلهية، يكون مدار جزاء الإنسان عليها، بحسب حال كل من هذه المصابات،
وذلك أن الصابرين الذين يصبرون على ما أصابهم ولا يقنطون ويعلمون بأن عدم القنوط من أقدار الله تعالى والرضى بأقدار الله من زيادة الإيمان، فيصبرون ولا يقنطون فيكون ما يحصل لهم من كرامات وغفران الذنوب عنهم، مما يختلف عن غيرهم ممن قد يقنط ويعترض على ما يصيبه، ومرادنا من هذا أن تكفير الذنوب على ما سبق من قولنا عن الأحاديث يكون على قدر ما أصاب الإنسان من ضرر، وعلى قدر صبره والرضى بأقدار الله تعالى، فليس من يصيبه أذى الشوكة كمن يصيبه أذى أكبر، وكذلك ليس الصبور والقنوط شيء واحد، نسأل الله أن يغفر لنا، ويرحمنا أنه هو الغفور الرحيم
2024/11/05 23:16:49
Back to Top
HTML Embed Code: