Telegram Web Link
من. علامات قبول الله الطاعات..بعد مواسم العبادة .!

• عدم الرجوع إلى الذنب:
إذا أبغض العبد الذنوب وكرِه أن يعود إليها فليعلم أن هذا علامة خير و قبول، وإذا تذكر الذنب حزن وندم وتحسر فقد قُبلت توبته وطاعته.

• الزيادة في الطاعات:
من علامات القبول الزيادة في الطاعات والمسارعة فيها والحماس لها
قال الحسن البصرى:
إن من جزاء الحسنة الحسنة بعدها، ومن عقوبة السيئة السيئةُ بعدها، فإذا قبل الله العبد فإنه يوفقه إلى الطاعة، ويصرفه عن المعصية.!

• الثبات والمداومة على الطاعة:
الاستمرار في فعل الطاعات والثبات عليها سبب لحسن خاتمة العبد والموت عليها.!
فمن عاش على الطاعة يأبى كرم الله أن يموت على سوء خاتمة أومعصية.

قال ابن كثير الدمشقى:
لقد أجرى الله الكريم عادته بكرمه أن من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بعث عليه يوم القيامة.

• الخوف من عدم قبول العمل:
المؤمن مع شدة إقباله على الطاعات، والتقرب إلى الله بأنواع القربات؛ تجده مشفق على نفسه أشد الإشفاق، يخشى أن يُحرم من القبول،
عن عائشة ـ رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية:
واللذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة
أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟!
قال: لا يا ابنة الصديق!
ولكنهم الذين يصومون ويصلّون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات.!

• إستصغار الاعمال وعدم الاغترار بها:
من علامات القبول ان المخلصين أنهم يستصغرون أعمالهم، ولا يرونها شيئاً، حتى لا يعجبوا بها، ولا يصيبهم الغرور فيحبط أجرهم، ويكسلوا عن الأعمال الصالحة. ومما يعين على استصغار العمل:معرفة الله تعالى، ورؤية نعمه، وتذكر الذنوب والتقصير.

• تذكر الآخرة:
من علامات القبول تعلق القلب بالآخرة، وتذكر موقفه بين يدى الله تعالى وسؤاله إياه عما قدم فيخاف من السؤال والعقاب، فيُحاسب نفسه على الصغيرة والكبيرة،

• حب الصالحين وبغض مجالسة العُصاة :
من علامات قبول الطاعة أن يُحبب الله إلى قلبك الصالحين أهل الطاعة ويبغض إلى قلبك أهل المعصية .

• إخلاص العمل لله:
من علامات القبول أن يخلص العبدُ أعماله لله فلا يخالطها طلب رياء ولا سمعة ولا يجعل للخلق فيها شرك ولا نصيب .

• من المنذرات في عدم قبول الطاعات:
من المنذرات الاستمرار في عمل المنكرات والرجوع لفعل المحرمات وترك الواجبات الشرعية كالصلوات .!
• من المبشرات المشاهدة لقبول الطاعات:
ما نشاهده من مبادرة المسلمين من المحافظة على اداء الصلوات ومواصلة صيـام النوافل سائر العام وحرصهم على صـلاة الليــل و المحافظة على وردهم من القران ونحو ذلك.!
 وَٱعْلَمُوا أَنَّ اللهَ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ عَظيمٍ، أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلى نِبِيِّهِ الكريمِ فَقالَ ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٥٦)﴾[سُورَةُ الأَحْزاب]. اَللَّهُمَّ صَلِّ على سَيِّدِنا محمدٍ وعلى ءالِ سَيِّدِنا محمدٍ كَمَا صَلَّيْتَ على سيدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيدِنا إبراهيمَ وبارِكْ على سيدِنا محمدٍ وعلى ءالِ سيدِنا محمدٍ كَمَا بارَكْتَ على سيدِنا إِبراهيمَ وعلى ءالِ سيدِنا إبراهيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، 
﴿وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾

«اللَّهُمَّ آتِ نُفُوسَنَا تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ، أنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا»
• من فضائل الأشهر الحرم •

قال تعالى : إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ . [الآية ٣٦/سورة التوبة] .

عن ابن عباس في قوله تعالى : ( فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراما وعظّم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم ، وقال قتادة في قوله " فلا تظلموا فيهن أنفسكم " إن الظّلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا من الظلم فيما سواها . وإن كان الظلم على كل حال عظيما ولكن الله يعظّم من أمره ما يشاء ، وقال : إن الله اصطفى صفايا من خلقه : اصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس رسلا واصطفى من الكلام ذكره واصطفى من الأرض المساجد واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم واصطفى من الأيام يوم الجمعة واصطفى من الليالي ليلة القدر فعظموا ما عظّم الله . فإنما تُعَظّم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل " . انتهى ملخّصا من تفسير ابن كثير رحمه الله : [تفسير سورة التوبة آية ٣٦] .
🔸 ترتيب الأشهر الهجرية علىٰ النحو الآتي:

① المُحرَّم "شهرٌ حرام".
② صفَر.
③ ربيع الأول.
④ ربيع الآخر.
⑤ جمادى الأولى.
⑥ جمادى الآخرة.
⑦ رَجب "شهرٌ حرام".
⑧ شَعبان.
⑨ رَمضان.
⑩ شوّال.
⑪ ذو القِعدة "شهرٌ حرام".
⑫ ذو الحِجّة "شهرٌ حرام".

▫️تَنبِيهٌ!

شهرُ "المُحرّم" لا يأتي إلّا مُعَرَّفًا بـِ[أل]، ومن الخَطَأ تجرِيدُهُ مِن [أل] في النُّطقِ أو الكِتابةِ!

والعربُ تعرِّفه فتقول (المُحرّم) قال النّحاس: وأُدْخِلَت الألف واللّام في المُحَرَّم دون غيْرِه من الشُّهُور.
من فضائل قيام الليل

ذكر الله تعالى في كتابه الكريم عن بعض خصال أهل الإيمان والتقوى وقد مدحهم تعالى بجميل الخصال وجليل الأعمال، ومن أخص ما مدحهم به قيام الليل، وهو شرف المؤمن وله عظيم الجزاء .
قال تعالى : إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩ (١٥) تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (١٦) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٧) . [السجدة/١٥-١٧] .

وقال رسول الله ﷺ : أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل ، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر الله المحرم . رواه مسلم .
فصلاة الليل لها فضل كبير وأجر عظيم حتى أن النبي ﷺ جعلها أفضل صلاة بعد المكتوبة،
وقد أخبر سبحانه وتعالى عن جزيل الجزاء لعبادة القيام فقال تعالى كما وصف بالآية عن الجزاء لعبادة القيام، لا تعلم نفس ما أخفاه لهم من عظيم الثواب، مما يقر به عيونهم ويملأ به نفوسهم من الرضى،
فوصف الله تعالى من يقومون بهذه العبادة بجميل الأوصاف .
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مرغباً بهذه العبادة : ( مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ الْغَافِلِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْقَانِتِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْمُقَنْطِرِينَ ) . رواه أبو داود (١٣٩٨) .
وقيام الليل سُنة مؤكدة قد تواترت النصوص بالحث عليها من الكتاب والسنة، والترغيب فيها، لما لها من عظيم الشأن عند الله وجزيل الثواب،
فلنحافظ على هذه العبادة العظيمة حتى لو كان بصلاة ركعتان كل ليلة على أقل تقدير فهو أفضل من لا شيء، وهي لن تأخذ منا سوى دقائق قلية، وقد قال النبي ﷺ أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل .

قال رسول الله ﷺ : (عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ ، فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ ، وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ ، وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ ، وَمَنْهَاةٌ لِلإِثْمِ ) . رواه الترمذي (٣٥٤٩) .
حديث_وشرحه .

قال صلى الله عليه وسلم : أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى .
رواه الترمذي (٣٣٧٣) وابن ماجه (٣٧٩٠) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

ذكر الله تعالى له فضائل عديدة وأجور عظيمة، وفي هذا الحديث يخبر النبي ﷺ عن فضل ذكر الله وأنه خير من أنفاق المال ومن ملاقاة العدو، وبدوام ذكر الله تعالى يلين قلب العبد ويزداد قرباً من الله، فيكون أكثر إيماناً وأصدق نية وأخلاصا، ولاريب أن قوة إيمان العبد وصدق نيته من أهم أهميات مطلوبات مقومات الدين وبها تكتمل مجاهدة النفس ودفع وساوس الشيطان، فمن عجز عن أنفاق المال أو مكابدة العدو، فلا يغفل عن هذا العمل العظيم الذي عده النبي ﷺ خيراً منهما!
للصَّلاةِ والسَّلامِ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فضلٌ عَظيمٌ، ومِن ذلكَ أنَّه يصِلُ سَلامُ مَن سلَّم عليه إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وهو في قبرِه.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ للهِ ملائكةً"، أي: جماعةً مِن الملائكةِ مِن عمَلِهم ووظيفتِهم كَونُهم "سيَّاحِينَ في الأرضِ"، أي: يَطوفونَ فيها ويمشونَ في طُرقِها، "يُبلِّغوني مِن أُمَّتي السَّلامَ"، أي: يُخبِرونَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وهو في بَرْزَخِه بمَنْ يُصلِّي ويُسلِّمُ عليه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وإنْ بعُدَ مكانُه، وتباعَد زمانُه.
وفي الحديثِ: الحثُّ والتَّرغيبُ في كَثرةِ الصَّلاةِ والسَّلامِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.
وفيه: بيانُ تعظيمِ اللهِ سُبحانَه وتعالى لنبيِّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وإجلالِ منزلتِه الرَّفيعةِ.
وفيه: بيانُ مُعجزةٍ مِن مُعجزاتِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم .( الدرر السنية)
تعزية ومواساة لأهلي في المناطق المتضررة من السيول في ليبيا، ودعوة للتكاتف وتوحيد الصفوف بين جميع أطياف ومكونات الشعب الليبي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الحق تبارك وتعالى: [إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ] صدق الله العظيم
بقلوبٍ مُؤمنة بقضاء الله وقدره، ومليئة بالحزن والمواساة، أتقدم بأحرّ التعازي لأهلنا وإخواننا في ليبيا على مصابهم الكبير، وفَقدهم أَحبابهم وأَبناءهم، وخسارتهم بيوتهم وأرزاقهم في هذه النازلة والمحنة الكبيرة ..
إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.
وأسأل الله العزيز القدير أن يَرحم من تُوفي، ويُعافي الجرحى والمصابين، ويَرد المشردين والمفقودين إلى ديارهم سالمين آمنين مطمئنين، ويتغمد الجميع بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأن يُصبر أهلهم وذويهم على ما أصابهم، ويُعوضهم خيراً في الدنيا والآخرة ، قال تعالى في بشارة أهل الصبر والاحتساب من المؤمنين: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)
… يا أهلنا في شرق ليبيا وغربها وشمالها وجنوبها؛
إن هذه المِحنة هي لحظة تاريخية للتضامن والتكاتف، ورصّ الصفوف بين أطياف وقوى الشعب الليبي، وتضميد الجراح النازفة، وتجاوز الخلافات والحساسيات الأهلية والجهوية، وإِقصاء عصابات الفساد والتسلط التي أفسدت الزرع والضرع في بلدنا الحُرّ الأدبيّ..

أيها الليبيون: كونوا عوناً وسنداً لإخوانكم وأهلكم في المناطق المتضررة من السيول الجارفة والفيضانات في العاصمة طرابلس، وفي مدينتي الحبيبة بنغازي، وفي درنة والبيضاء والمرج وطبرق وسوسة، وفي جميع المناطق المتضررة من التراب الليبي، بالدعم الإغاثي والطبي، وفتح البيوت لاستقبال الناجين والمتضررين، وبالدعم الإعلامي والسياسي والاجتماعي، وبالإكثار من الدعاء والتضرع والاستغفار والصلاة، واستنهاض الهِمم الشعبية، والتشمير عن سواعدكم لتجاوز آثار هذه المحنة.
قال رسول الله ﷺ: ((من نفَّسَ عن مسلمٍ كُربةً مِن كُربِ الدُّنيا نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ ، ومن يسَّرَ على مُعسرٍ في الدُّنيا يسَّرَ اللَّهُ عليهِ في الدُّنيا والآخرةِ ، ومن سَترَ على مُسلمٍ في الدُّنيا سترَ اللَّهُ علَيهِ في الدُّنيا والآخرةِ ، واللَّهُ في عونِ العَبدِ ، ما كانَ العَبدُ في عونِ أخيهِ))
اللهم اِلطف بنا يا لطيف
اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم أغثنا يا غياث المستغيثين
اللهم آمين
• جملة من آداب الدعاء •

للدعاء من الدين منزلة عظيمة عالية ورفيعة، حتى قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدعاء هو العبادة ) . رواه الترمذي (٣٣٧٢) وأبو داود (١٤٧٩) وابن ماجه (٣٨٢٨) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" (٢٥٩٠) .

وللدعاء آداب متى أقترن الدعاء بها كان أفضل وأقرب للإجابة، نذكر منها :

١ - أن يبدأ دعائه بأن يسأل اللهَ تعالى بأسمائه الحسنى، والثناء على الله تعالى قبل الدعاء بما هو أهله :
قال الله تعالى : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه ) . [الأعراف/١٨٠] .
وروى الترمذي (٣٤٧٦) عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي ، إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاحْمَدْ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، وَصَلِّ عَلَيَّ ، ثُمَّ ادْعُهُ ) .
وفي رواية له (٣٤٧٧) : ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ ) . قَالَ : ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّهَا الْمُصَلِّي ، ادْعُ تُجَبْ ) . صححه الألباني في "صحيح الترمذي" (٢٧٦٥ ، ٢٧٦٧) .

٢ - الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل دعاء محجوب حتى تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ) . رواه الطبراني في "الأوسط" (١/٢٢٠) ، وصححه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع" (٤٣٩٩) .

٣ - استقبال القبلة :
روى مسلم ( ١٧٦٣ ) عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلا ، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ : ( اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ لا تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ ) فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ . . . الحديث .
❍ قال النووي رحمه الله في شرح مسلم : فِيهِ اِسْتِحْبَاب اِسْتِقْبَال الْقِبْلَة فِي الدُّعَاء ، وَرَفْع الْيَدَيْنِ فِيهِ .

٤ - رفع اليدين أثناء الدعاء :
روى أبو داود ( ١٤٨٨ ) عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا ) . وصححه الشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" (١٣٢٠) .
ويكون باطن الكف إلى السماء على صفة الطالب المتذلل الفقير المنتظر أن يُعْطَى ، روى أبو داود (١٤٨٦) عن مَالِكِ بْنَ يَسَارٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا سَأَلْتُمْ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ وَلا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا ) . وصححه الشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" (١٣١٨) .

٥ - اليقين بالله تعالى بالإجابة، وحضور القلب، فيكون الداعي حاضر القلب مستشعراً عظمة من يدعوه :
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ ) . رواه الترمذي (٣٤٧٩) ، وحسنه الشيخ الألباني في "صحيح الترمذي" (٢٧٦٦) .
وحسن الظن بالله لقوله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي " . رواه البخاري (٧٤٠٥) ومسلم (٤٦٧٥) .
فضل زيارة المسلمين بعضهم لبعضاً في الله

لو نظرنا لحال أكثر الناس لوجدنا أن المصالح هي الغالب على طباعهم، والمراد من بعضهم البعض،
ولما كان الحب في الله من أوثق عرى الإيمان وذو فضل كبير، فكانت كذلك الزيارة مقرونة بين المسلمين في الله وبقصد الأطمئنان وتفقد أحوالهم لبعض من أفضل الأمور وأعظمها أجراً، وهي من أسباب الحب في الله وتقوية رابط الأخوة والألفة بينهم، ولما فيها من حرص المسلم على رؤية أخيه المسلم والأهتمام بحاله والسؤال عنه، وبين أيدينا هذا الحديث القدسي الذي يبين لنا كيف عظم النبي ﷺ جزاء المتزاورين بعضهم بعضا .

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :  قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ .
أخرجه أحمد في "المسند" (٢٢٠٣٠) ، وصححه الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (٢٥٨١) .

يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث أن الله تعالى قد قرن زيارة المسلمين بعضهم بعضاً في الله، بالحب في الله، والجلوس لذكر الله فيما يرضاه الله تعالى، ومما لا يخفى على الكثير منا بما يترتب من الأجور العظيمة للمتحابين في الله والمتجالسين في الله، كما ورد بذلك الأحاديث العديدة التي تبين الفضائل لهذا،
وكما بينا أن المتزاورين لبعضهم في الله وبقصد تفقد حال الأخ لأخيه، وأشتياقه لرؤية من يحبه لما قد يعلم منه من الأخلاق الطيبة والحسنة أو ألتزامه بتعاليم النبي ﷺ وهكذا، أو كصلة للأقرباء من ذوي الرحم، أو الأصحاب المؤمنين،
فكان هذا السعي من المسلم بحرصه على زيارة أخوانه المسلمين ممن سبق لنا من وصفهم بالأوصاف الحسنة، أو مما يعرف فيهم من أفاضل الأخلاق والأفعال، أو كذلك في سبيل أتباع وصية النبي ﷺ التي تحث على صلة الأرحام وتفقد القرابات والأصحاب المؤمنين، له عظم الجزاء عند الله تعالى وجزيل الأجر والثواب،
فقد أخبر تعالى بوجوب حبه لمن سبق ذكرهم بالحديث عند ألتزامهم بهذا التعليم أبتغاء أتباع سنة النبي ﷺ أو لحرصهم على صلة أصحابهم المؤمنين، ولذا فهذا يمكن أن يعتبر من الأسباب التي يمكن للمسلم أن يسعى بها لأغتنام فضل حب الله تعالى له .

روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى ، فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ – أي : طريقه - مَلَكًا ، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ . قَالَ : هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا – أي : تقوم بإصلاحها وتنهض إليه بسبب ذلك - ؟ قَالَ : لَا ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ) . رواه مسلم (٢٥٦٧) .

وفكذلك مما لا يخفى علينا ما تدخله الزيارات بين الأقارب والأصحاب من الفرح والسرور للقلب، وما تزيده من الألفة والمحبة بين المسلمين، وبالأخص لمن يشتاق لهم القلب ويحن إليهم وتتوق النفس لرؤيتهم،
وبأتباعنا هذا التوجيه النبوي نكون قد حققنا عدة سنن نبوية مهمة تكسبنا الفائدة والأجر من الله،
ومنها صلة الرحم، والحث على البر والتقوى أثناء التواصل بينهم، والتزاور الذي هو جوهر حديثنا هذا، وغيرها من الأمور والسنن التي تكون بحسب كل أنسان وعلمه من السنن،
وختاماً نحث المسلمين على أتباع هذا التوجيه النبوي الرائع وتعليمه لأقربائهم وأصحابهم ومن هم أعلم، فلعله يكون تذكير لمن أنقطعت زياراتهم عن المسلمين، ويكون حسنة جارية لك تدوم للأبد بإذن الله .
وأخيراً نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتحابين فيه، والمتزاورين فيه، والمتجالسين فيه، والمتباذلين فيه، وأن يغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، أنه هو الغفور البر الحليم .
فضل التسبيح والتحميد والتكبير عقب الصلوات المفروضة، مع بيان الفضل العظيم المترتب عليه

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ، وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ) . رواه مسلم (٥٩٧) .

في هذا الحديث يخبرنا الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه عن عمل عظيم أخبر به النبي ﷺ يقال دبر الصلاة،
وهو التسبيح والتحميد والتكبير، يقال كل منها ثلاث وثلاثين مرة، ثم يختمها بقول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" .

ثم يبين النبي ﷺ على فضل هذا القول، فيخبر بمغفرة هائلة للخطايا لقائلها في ذلك اليوم كله، ولو كانت ذنوبه مثل زبد البحر، ويقصد بها الصغائر والهفوات والزلات وما شابه وأما الكبائر فهي تحتاج للتوبة، ومعنى زبد البحر "أي الرغوة الكثيفة التي تظهر على سطح البحر"،
وهو كناية عن المغفرة الهائلة لقائل هذه الأذكار مهما كثرت خطاياه أو تراكمت عليه في ذلك اليوم، فإذا قالها دبر الصلوات المفروضات، فأنه بإذن الله يغفر له من كل ذنب وخطيئة .

وفي حديث أخر أن الملائكة تستغفر لنا ما دام أحدنا في مصلاه للذكر والتسبيح بعد كل صلاة! .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ ، مَا لَمْ يُحْدِثْ ، تَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ) . رواه البخاري (٤٤٥) ومسلم (٦٤٩) .

فياله من فضل عظيم يمكننا أن نكسبه عقب الصلوات المفروضة، وكل ما علينا هو فقط عدم الأستعجال بالقيام، والقعود دبر الصلوات وقراءة الأذكار التي سبق ذكرها!، وهو لا يحتاج منا للبقاء في مصلانا سوى دقائق لا أكثر وقول ما سبق من الأذكار .

فكم يحصل للواحد منا كل يوم من ذنوب وهفوات وزلات كثيرة، سواء أكانت باللسان أو النظر أو الأستماع وأشباه ذلك، وفما هي الا دقيقتين نستغلها بعد كل صلاة، ويغفر لنا ما سبق من الخطايا بل وأكثر من ذلك،
أو من ذنب قد يكون علينا سابقاً، فعلناه وما زال أثمه علينا جاري!،
وبمحافظتنا على هذه الأذكار يوميا نكون قد حققنا السلامة بالمغفرة من أدران الذنوب والآثام والسيئات،
وعندما نتوب لله من كل كبيرة، نكون قد حققنا السلامة التامة بإذن الله .

فليحرص كل منا على التسبيح والتحميد والتكبير دبر الصلوات المفروضات "ثلاث وثلاثين مرة" وختمها بتوحيد الله تعالى،
وليحرص كل منا على تعليم أهله وأقربائه بهذا العمل مع تبيين الفضل الكبير له،
لكي يكون بمثابة دافع للرغبة لهم بالمداومة عليه، رجاء المغفرة .

نسأل الله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا كلها، وأن يباعد بيننا وبين خطايانا كما باعد بين المشرق والمغرب، وأن ينقنا من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، أنه غفور رحيم، اللهم آمين .
فضل نشر الأحاديث النبوية

عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ ) . رواه الترمذي (٢٦٥٧) وصححه الشيخ الألباني في " مشكاة المصابيح " (٢٣٠) .

❍ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
نضر الله أمرءا سمع منا حديثا فبلغه إلى من لم يسمعه، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه؛ ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم .

وفي هذا دعاء منه لمن بلغ حديثه وإن لم يكن فقيها، ودعاء لمن بلغه وإن كان المستمع أفقه من المبلغ؛ لما أعطى المبلغون من النضرة، ولهذا قال سفيان بن عيينة: لا تجد أحدًا من أهل الحديث إلا في وجهه نضرة؛ لدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - . مجموع الفتاوى : (١/ ١١) .
من هو الصاحب بالجنب؟

أتعرفون من هو الصاحب بالجنب؟
وما قصته؟
تعالوا معي .. من أعاجيب الوصايا القرآنية وجوب الاحسان إلى الصديق، وذلك بقوله تعالى:- "والصَّاحِبِ بالجَنْب" من الطبيعي أن يوصي القرآن الكريم بالإحسان إلى الوالدين، و ذوي القربى، و اليتامى، و ما إلى ذلك ..

لكن أن يوصي بالاحسان إلى أناس احببناهم في سيرة حياتنا مروا علينا مثل الطيف على مَرِّ هذه الحياة الطويلة!..

هذا هو العجب الذي يجعل الإنسان ينبهر لعظمة القرآن الكريم وعظمة مُنزِلِهِ سبحانه وتعالى..

فقد أوصى القرآن الكريم بالاحسان إلى الصاحب بالجنب في قوله تعالى من سورة النساء:

"واعبُدُوا اللّه ولا تُشرِكُوا بهِ شيئاً وبِالوالدينِ إِحسَاناً وَبِذِي القُربَى واليَتَامَى والمَسَاكِينِ والجَارِ ذِي الْقُربَى والجَارِ الْجُنُبِ والصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابنِ السَّبِيلِ وما مَلَكَت أَيمَانُكُم إِنَّ اللّهَ لا يُحبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً "[النساء٣٦]

والصاحب بالجنب هو :-
١-زميل الدراسة
٢-رفيق العمل
٣-المصاحب بالسفر
٤-من جالسك في مسجد أو مؤتمر أو غيره..
٥-كل من وقف بجانبك في اي أمر في هذه الحياة.. لكل هؤلاء أوجب القرآن الكريم الإحسان بعد أن جمعهم بصفة واحدة هي "الصاحب بالجنب"

فياله من كتاب عظيم، يوجب على الإنسان الوفاء

فياله من كتاب عظيم يوجب على الإنسان الوفاء لكل من أحسن لنا مهما صغرت الفترة الزمنية التي التقيناه فيها فسبحان الله العظيم

اللهم أسعدكل حبيب واسعدكل صديق وأسعدكل رفيق وأسعدكل صاحب وكل زميل وكل جليس صالح وأسعد كل من جمعتني به هذه الدنيا سعادة في الدنيا والآخرة وعافهم واعف عنهم....
ماذا يخسر المسلم اذا ترك قيام الليل؟
الخسارة الأولى:
. . يفقد لقب عباد الرحمن :
( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً .....وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)
الخسارة الثانية:
. . يفقد لقب المتقين :
( إن المتقين في جنات وعيون... كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ. يَسْتَغْفِرُونَ)
الخسارة الثالثة:
. . . يخسر لقب القانت وأولي الألباب :
(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ. يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)
الخسارة الرابعة:
. . .يخسر المقام المميز للقائمين :
(لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ)
الخسارة الخامسة:
. . .يخسر فرصته في اجابة الدعاء كما منحها ربنا لزكريا :
(فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ)
الخسارة السادسة:
. . يخسر عناية الله به بتحمل القول الثقيل:
( ...قم الليل إلا قليلا ...إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً إن ناشئة الليل هي أشد وطأً وأقوم قيلاً )
الخسارة السابعة:
. . يخسر أن لا تُذهب حسناته سيئاته فمن أحد شروطها أن أقيم الصلاة زلفاً من الليل:
(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ)
الخسارة الثامنة:
. . يخسر أن لا يبعثه ربي مقاماً محموداً :
(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)
الخسارة التاسعة:
. . يخسر الرضى الذي وعد به ربي عزوجل :
(... وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ)
الخسارة العاشرة:
. . يخسر عناية الله التي يوليها لمن يراه قائماً بالتوكل عليه:
(وتوكل على العريز الرحيم الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)
الخسارة الحادية عشر:
. . يخسر الصبرلحكم الله ولا يكون ممن يقال لهم (فإنك بأعيننا) :
(وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ)
الخسارة الثانية عشر:
. . يخسر ما أخفى الله للقائمين من قرة أعين
(فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
الخسارة الثالثة عشر:
. . . يخسر اتباعه لحبيبي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين معه من الصحابة
(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ ...)
فهل بعد كل هذه الخسائر الفادحة هل تُراني سأضيع قيام الليل؟
سنن_منسية • سُنَّة الحمد عند النوم

كان للنبي ﷺ الكثير من السنن سواء القولية أو الفعلية، وكان له من هذه السنن سُنَّة الأدعية والأذكار عندما يأوي إلى فراشه، ومن هذه الأذكار (الحمد والشكر قبل النوم)،
وهذه السنة يجهلها كثير من الناس، وهي سُنَّة مفيدة لنا، لحمد الله تعالى على دوام ما نملكه من النعم التي يتمنى غيرنا لو يملكها، وبهذا يدوم النعم علينا لأن الشكر يستوجب الزيادة ودوام النعمة .
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ :
( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَكَفَانَا وَآوَانَا فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ ) .
رواه مسلم ( ٢٧١٥ ) .

لو تأملنا وتفكرنا كم من النعم التي نحن فيها وكثير من الناس غيرنا محرومون منها ويتمنونها أيضا، محرومون من الكثير مما لدينا، لعرفنا مقدار قيمة ما نملكه .

وقد أوصانا الله تعالى بالشكر على نعمه علينا، فقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) . [ البقرة/ ١٧٢ ] .

فالشكر على ما نحن فيه من النعم هي توصية إلهية وسُنَّة نبوية، وهي تحقق الإيمان للعبد بأقرار أن الله هو الرزاق وهو أفراد الله بالعبودية، فهو المتصرف في شؤون عباده يرزق من يشاء منهم .

ولعل الأن هناك ملايين من الناس ممن يتمنون ما نحن فيه من نعم المعيشة التي رزقنا الله إياه ولا حول ولا قوة إلا بالله، فلأن أحوالهم لا تصل لما نحن فيه، وبالتالي فحمد الله تعالى على هذه النعم مما ينبغي علينا وهو يستوجب بقائها وأستمرارها علينا بإذن الله .

وقد وصف الله تعالى الشاكرين بالقلة من عباده فقال تعالى : اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ . [ سبأ/ ١٣ ] .
إذا فلنكن من هذه القلة الشاكرة التي تشكر الله على ما أنعمه علينا، كما أخبر تعالى بذلك، فلنكن من وقليل من عبادي الشكور .

وفبالإضافة لكل هذا فلا ننسى أن شكر الله على النعمة يؤدي لنمائها وزيادتها، وزيادة البركة فيها كما قال تعالى : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) . [إبراهيم/٧] .

فما أروع أن نكون ممن وصفهم الله تعالى في هذه الآيات الكريمات،
وكذلك ما أروع أن نكون متبعين لسُنَّة النبي ﷺ لكسب الأجر، وهو عمل لا يحتاج منا سوى ثواني كل ليلة، وبالمقابل نكسب الزيادة بالنعمة ونمائها وبقائها بإذن الله، ونكسب صفة القلة الشاكرين .

فلنحرص على هذه السُنَّة النبوية المهمة، ولنحرص كذلك على تعليمها للأهل والأقارب والأصدقاء، حتى نكسب أجر نشر هذه السُنَّة وأجر من يقومون هم بتعليمهم لها، وحتى نكون سبباً في بقاء البركة في البيوت ونمائها وزيادتها بإذن الله عند أتباعهم لهذه السُنَّة المفيدة بالحمد والشكر مصداقاً لقوله تعالى لئن شكرتم لأزيدنكم، ولا ننسى أن الدال على الخير كفاعله .
فضل التهادي بين الناس

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تَهَادَوْا تَحَابُّوا ) .
رواه البخاري في الأدب المفرد (٩٥٤) والبيهقي (١٢٢٩٧) وحسنه الألباني في صحيح الجامع وغيره . 
للأهداء شأن عظيم في ديننا الحنيف، وقد أوصانا النبي ﷺ بالتهادي كما بالحديث لعلمه بفائدتها، لما لها من أدخال السرور على القلب وزرع روح الود بين الناس، وقد كان النبي ﷺ يقبل الهدية ويثيب عليها،
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْبَلُ الهَدِيَّةَ ويُثِيبُ عَلَيْهَا . رواه البخاري (٢٥٨٥) .

وقد كان النبي ﷺ يقبل الهدية من أي أحد مهما كانت ما دامت غير محرمة في الشرع، وكان لا يردها أبداً مهما كانت يسيرة أو كبيرة،
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ أَوْ كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ أَوْ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ ) . رواه البخاري (٢٥٦٨) .
وَالْكُرَاع مِنْ الدَّابَّة مَا دُون الْكَعْب .

فكانت الهدية وقبولها من سنن النبي ﷺ التي يحصل بها الود وزيادة الحب والتآلف بين الناس، وهذا أمر معلوم يشاهد، فمتى قام أحد بإهداءنا هدية أحببناه لأنه عزيز سواء صديق أو قريب أحببناه أكثر .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا أُتِيَ بطَعَامٍ سَأَلَ عنْه: أهَدِيَّةٌ أمْ صَدَقَةٌ؟ فإنْ قيلَ: صَدَقَةٌ، قَالَ لأصْحَابِهِ: كُلُوا، ولَمْ يَأْكُلْ، وإنْ قيلَ: هَدِيَّةٌ، ضَرَبَ بيَدِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأكَلَ معهُمْ . رواه البخاري (٢٥٧٦)، ومسلم (١٠٧٧) .

وعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَ حَرِيرٍ ، فَأَعْطَاهُ عَلِيًّا ، فَقَالَ : شَقِّقْهُ خُمُرًا بَيْنَ الْفَوَاطِمِ . رواه البخاري (٢٤٧٢) ومسلم – واللفظ له - (٢٠٧١) .

فيمكننا تطبيق هذا العمل بالإهداء لمن هو عزيز من الناس، سواء كان زميل في العمل أو صديق أو قريب أو جار، أو أحد من الأهل كالوالدين أو الزوجة أو الأخوة أو الأخوات أو الأولاد،
ولا يشترط أن تكون الهدية ثمينة، فيمكننا إهداء أي شيء غير مكلف علينا كقلم مثلاً أو ثوبا أو تقديم وليمة طعام له، كل هذا يتحقق بمعنى الهدية .

والأن بعد أن عرفنا قيمة الهدية ولأي مدى أهميتها في الدين، فلنحرص على أتباع هذا الهدي الذي كان عليه النبي ﷺ ولنقم بالإهداء لمن نجده مناسب مستحق لها، وبما قد يتناسب مع حالنا وبما لا يجهد علينا، وهذا سيزيد الحب بين المسلمين،
وفي هذا تحقيق عظيم لمراد النبي ﷺ لما فيه من أدخال السرور على المؤمن وزرع الود وصلة الرحم، وزيادة الحب بين المسلمين، وبالتالي اضافة لهذا نكون متبعين للتعليم النبوي الذي يكسبنا الأجر والثواب عليه!،
فهذا هدي نبوي جميل بجميع أشكاله وطرائقه، فلنحرص عليه ونعلمه لمن نحب، نسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوب المسلمين ويصلح شؤونهم فإنه على كل شيء قدير .
2024/09/30 10:36:21
Back to Top
HTML Embed Code: