أن نعود
وتعود أيام الجامعة
جامعة السودان "الغربي"

أن نتذمر من محاضرات السادسة صباحًا
نجلس مجددًا عند جدو لتناول الإفطار
نعبث بالمواد داخل معامل الكيمياء
نتجاذب أطراف الحديث تحت أشجار ربيت
نبكي خوفًا من الإمتحانات
نمشي على ممر هاشم عبيد وسط الكثير من تعليقات الجالسين
نجعل من النجيلة خلف الإدارة مكاننا المفضل
نلتقط الصور في رأس كل ثانية
ألتقي صديقتي ملاذ لتسمع شكواي المعتادة
تمطر بغزارة ونلهوا تحتها كالأطفال
أن تعود الأيام الثقافية والتقليدية
نرتدي الزي التقليدي داخل حرم الجامعة

أن نعود
وتعود أيام الجامعة
سنُحبها ما استطعنا
لن نتذمر أو نشكوا مجددًا
وإن كانت المحاضرات الرابعة صباحًا أيضًا لا بأس
فقط أن نعود وتعود أيام الجامعة

#سهير_إسماعيل

إلى الحبيبة نيالا بعد عام من الحرب
وبعد مرور سبعة أشهر على مغادرتك

"نيالا أم عيالا العيشة فيك هنية
يا خضرا أم رمالًا سمحة زي بنية"

ليس هناك ما يمكنني كتابته
وليس هناك ما يمكن أن يصف شعوري
صارت كل الكلمات لا تجدي نفعًا!

في الزمان..
كنت أتعجب من المغتربين الذين يتمنون العودة إلى السودان
وكنت أبصم بأصابعي العشرة أنني إن خرجت من هذه البلاد فلن أعود إليها أبدًا
ولكنني الآن أشعر بالغربة وأنا بداخلها
أعترف أن الإبتعاد عن العزيزة نيالا هو أقسى من الإغتراب عن البلاد كلها

نيالا عالم كامل لوحده
ولا يعرف ذلك إلا من ترعرع في ربوعها
مدينة لها سحرها الخاص
تجعلك تشعر بالحُب، الراحة، الإمتنان
الامتنان لكل الأسباب التي جعلتك تعيش فيها

لك أن تتخيل...
رغم ضغوط الحرب
هناك الكثيرين قد عادوا إليها غير مكترثين لما يحدث أو سيحدث
ويسعى شبابها جاهدين لترميمها
فنيالا لا يمكن أن تترك أبدًا
أنا آسفة... ولكن ليس هناك مدينة تشبهها
لا في الشكل ولا في المجتمع ولا في أي شيء

أن تكون من مدينة نيالا هذا في حد زاته سمة
يجب أن تدرج في السيرة الذاتية كأحد المميزات
ولكنها وضعت بطريقة غير مباشرة
ففي الكثير من الأماكن التي أذهب إليها
وما إن أقول أنني من أبناء نيالا حتى يُقال لي: أجمل ناس والله
فكل من يأتي من نيالا يحمل صفات نادرة جدًا

"نيالا"
سنلتقي.. إن طال أو قصر الزمن
سنعود.. رغم سوء الظروف والمحن

#سهير_إسماعيل

نحن كشباب نيالا عندنا محبة وولاء خاص جدًا للمدينة دي♥️

كزولة من قمت في نيالا، قريت كل المراحل فيها ما عدا الجامعة، فكان لما تجي أي إجازة بكون مبسوطة جدًا لأني أكيد ح اسافر، سافرت أماكن كتيرة منها الفاشر، مليط، الخرطوم، النهود، الفولة، الأبيض....إلخ، وكنت بكون متحمسة شديد وبقول: الحمدلله وأخيرًا ح نسافر ونطلع من نيالا🥳🔥

فلما امتحنت الشهادة السودانية والنتيجة طلعت، قدمت للجامعة واتقبلت في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا وطبعًا هي في الخرطوم، كنت فرحانة لأني داخلة الجامعة وهكذا، فقلت لنفسي وأخيرًا ح أطلع من نيالا لفترة طويلة وامشي لمكان جديد ومجتمع جديد، بعدها خلصنا الإجراءات والحمدلله وصلت الجامعة، وبدينا دراسة💃🔥

مرَّ الشهر الأول وأنا لسه برلومة ما فاهمة حاجة
الشهر التاني بديت أحس إنو أنا عايزة أرجع
الشهر التالت بقيت ببكي عديل وكل الناس الكانت قريبة مني عرفت إنو أنا خلاص عايزة أرجع نيالا😂

فجأة حصل انقلاب شهر عشرة والجامعات قفلت، وجات فرصة عشان أرجع نيالا، في البداية كانوا بقولوا لي كلها أسبوع وتفتح، ولكنها ما فتحت، طوالي رجعت نيالا، تميت فيها تلاتة أسابيع، لكن في التلاتة أسابيع دي كنت مبسوطة جدًا، وكل يوم طالعة مشوار لمكان مختلف💃
كانت صاحبتي إصلاح رفيقة الفترة ديك، مشينا كل الأماكن وحضرنا كل الفعاليات، كنت زي الزولة الليها سنين تايهة ولقت البتفتش عليه أخيرًا، بس كان لازم إعلان فتح الجامعة ينزل ويفسد لي اللحظات المقضياها في نيالا🤦🏽‍♀️

طبعًا ما كان في طريقة إلا احجز وارجع للجامعة، كمان دي القراية عاد ما بتتخلى، سافرت ورجعت للجرسة والبكي وعايزة بيتنا وعايزة نيالا، وصلت بي لمرحلة إنو في مرة اتصلت على أمي الساعة 12ظ في يوم ساخن جدًا، وطبعًا ما احكي ليكم عن سخانة العربي، كنت بقول ليها إنو عايزة أحول جامعة نيالا، احتارت وقالت لي يا بت مالك جنيتي ولا شنو😂😂
وصحباتي وأي زول بعرف إني عايزة أحول، بقول لي هبلة وعويرة بس ما أكتر، في زول بخلي جامعة السودان المكنة دي ويمشي يقرا في غيرها🤭

المهم كان كل إجازة تجي بكون أنا أول زول سافر من الدفعة، وهكذا كنت مواصلة الجامعة بين البكي والجرسة في رأس كل ثانية، وواي عايزة أرجع نيالا وبتاع، حتى في ناس كانت وما زالت مسمياني: سهير صياح😂

فترة السنتين القضيتهم في الخرطوم، عرفت قدر شنو أنا متعلقة بنيالا، وفهمت ليه كان الشباب برجعوا نيالا في أول فرصة تتاح ليهم، وعرفت ليه الناس الساكنة في نيالا متمسكة بيها بأسنانها♡♡

فالمسافة هي أصدق حاجة ممكن توضح ليك شعورك الحقيقي تجاه مكان معين♥️

وحاليًا أنا في كوستي لي سبعة شهور، كل الفترة دي وأنا بعيدة عن نيالا، وما معروف ح ارجع ليها متين💔

كوستي مدينة جميلة، وفيها بديت خطوات تعتبر أساس لحياتي♡
لكن يا ريت لو كانت الخطوات دي في نيالا، لكن لله رأي آخر♥️

#سهير_إسماعيل

نحن لما كنا في نيالا؛ كان الجو لو سخن شديد شديد كده درجة الحرارة بتكون ما بين 35 ل 40 وده نادر الحدوث طبعًا، وبرضه الجو بكون معتدل والشجر يمين وشمال والهواء بارد، والحياة جميلة وزاهية😌♥️

حصل وظروف الحرب جابتنا كوستي شهر 9، بتذكر اليوم الجينا فيه صبت مطرة تقيلة شديد وكأنها كانت بترحب بينا، وأنا خلاص قلت أوروبا جاك زول، وافتكرت إنو كوستي ذات طقس رائع جدًا🤩

ولك أن تتخيل يا إنسان
من بعد المطرة ديك وحتى الآن كوستي كل مرة بتسخن أكتر، صباح على نهار على ليل الجو زي النار، إلا مرات مرات بس الجو بكون معتدل بالليل، أما النهار درجة الحرارة ما بتنزل من 40 نهائي💔

أما فصل الشتاء في نيالا ده موضوع براه، الجو طبيعي بارد، بدفى نص النهار ودرجة الحرارة بتصل بالكتير 28 وسريع بتنخفض، والطبيعي إنها باقي اليوم بتكون ما بين 13 لي 20، وقتها بحس إنو مفروض نيالا تنتمي للقطب الشمالي وهكذا😂♥️

ولك أن تتخيل أيضًا يا إنسان
إنو كوستي ما فيها شتاء، الشتاء عبارة عن 9 ساعات ليلية، وفي الصباح بنلقى الشمس مبتسمة لينا عادي جدًا، وبتفضل تبتسم لينا، وفي النهار بتضحك لينا عديل💔

لكن عمومًا شكرًا كوستي لأنك أويتينا من حر الحرب، ونرجوا جدًا جدا أن تأوينا من حر الشمس يا مدهشة🙂♥️

مرفق صور نيالا ذات الأجواء الجميلة ♥️

#سهير_اسماعيل

تذكرت ألآين .. وقلت: إلى من تهدهد قلبي
لقد أخذ البعد عنك جهدًا بالغًا، ولم أكن أعلم أنَّ ضريبة مغادرتك غالية وقاسية لهذا الحد!
أريد أن ألتقيك، أريد العودة لك، فالحياة بعيدًا عنك سيئة لا تطاق، أنتِ وحدك كنت تستطيعين تزليل كل الصعاب التَّي تواجهني، حين أكون معك أصبح شخصًا آخر، شخص قلبه مليء بالأمل والتفاؤل، أتمنى أن نلتقي قريبًا.

قريبًا..♥️🔥

#سهير_إسماعيل

حاجة جميلة جدًا لما تمشي لمكان وتسمع الناس بتتكلم عن المنطقة بتاعتك بصورة رائعة، وأول ما يلاقوك ويكتشفوا إنك جاي من المكان المعين طوالي يبدوا يعددوا ليك في محاسن المكان الإنت جاي منه♥️

أنا كزولة لاقيت كتير من الناس بتتكلم عن نيالا بطريقة جميلة، وإنو فيها عقول متميزة، وناس ذو ثقافة وفِكر وهمة عالية
ده بالنسبة لي كان فخر كبير، وكل مرة بخليني اتأكد إنو نيالا مدينة مختلفة♥️

لكن السؤال المحير؟!
ليه لما تسمع كلام زي ده عن منطقتك مثلا
تستنكره وتبدأ براك تقلل من نفسك ومن مكانك!

يمكن الحاجات المميزة دي إنت ما شايفها، أو شايفها لكن مكذب عيونك ومصدق قناعاتك اللي هي ما صاح أصلا🤷‍♀️

ولا التميز ده معناه إنو لازم تصنع ليك قطر بطير، أو تبني عمارة في الهواء ساي!😃

السبب الرئيسي اللي بخلي الدول تتقدم هو التقدير، إنو تقدر المجهودات المبذولة دي مهما كانت بساطتها، بتلقى المؤسسة البتحفز وتقدر عمالها دايمًا هي الأنجح، والعمال بدورهم كل مرة ببذلوا مجهود أكبر عشان ينالوا مزيد من التقدير والتحفيز، وكمان بشعروا بالانتماء والولاء للمؤسسة دي تحديدًا♥️

لكن المكان الما فيه أقل تقدير بخلي الناس تتكاسل وتحس إنها بتعمل حاجة ما ليها معنى، ونحن للأسف في السودان مفتقدين لخاصية التقدير جدًا، ما عدا القليل♥️

فالناس تحاول تدعم وتقدر مجهودات بعض♥️

#سُهير_إسماعيل

- صَّلابة مَظاهِرنا لَم تأتِ بِسُّهُولة.

- " أحتمي خلف اللحظات الوديعة خشية أن تحتل قلبي الأيام الشاحبة" ..

امضِ بعيدًا.. بعيدًا جدًا
لاتنتظر أن أُطالِبك بالرجوع!
لا تترك لعينيك فرصةً لحديثٍ أخير!
ولا داعي لأن تقول إلى اللقاء..
أيُها القريب البعيد!
صدَّقني، لا علاقة للكبرياء
وهذه ليستْ قسوة!
بل لتكونَ مطمئنًا أكثر..
أنتَ لم تكن يومًا سببًا في إيذائي!
بل أنا من آذيتُ نفسي..
ولكن، لا فائدة من الحديث
لن يتغير شيء! لقد اعتدتُ ذلك!
اعتدتُ ألّا أتعلّم إلّا عندما أنكسر،
أن أُلزِمَني بالكثير..
وألّا أُدرِك مدى حماقتي إلّا بعد فوات الأوان.

‏مرحلة البؤس التي أدركها أغلبكم هذه الأيام
وصلتها مذ سنوات و بقناعة مطلقة غير قابلة للنقاش، نحن في بلد ميت و سيظل كذلك، و كل المهرجانات و المحافل و المشاريع كانت من أجل إخفاء معالم تعفنه..

الديدان ستفضح كل شيء في نهاية الأمر.

- ‏أعرفُ جروحاً
يبكي منها المرء عمراً كاملاً
‏ولا تطيب ..

قلم ودفتر
بعيدًا حيث لا شيء سوى البحر
رفقة نفسي وأفكاري
هالة هدوء يتخللها صوت الأمواج
يهدأ خافقي وتنهال كلماتي على الورق

لطالما كانت وما زالت تعجبني الأوراق
تستهويني أشكال الأقلام
أحب المخطوطات والمكتوبات
تدهشني الحروف ذات النسق المتفرد

لن تسمع ما يؤرقني أو يؤلمني أبدًا
لأني أحزن بالكتابة
أسعد بالكتابة
أبوح بالكتابة

ولا شيء يبعث فيَّ السرور كما تفعل الكتابة
وليس هناك ما يخيط جروحي سوى الكتابة

#سهير_إسماعيل

الجو جميل، أمشي، أمشي وأتذكّر أنّه لا يوجد فكرة لا يستطيع الإنسان أن يمشي مبتعدًا عنها، وكأنّ المشي أحيانًا يضع الإنسان في حالة مُتعادلة يتجاوز فيها ما يُشغله، وفي وقت آخر -يُشبه هذا الوقت- يمشي الإنسان لأنّه يُريد لفكرة أن تُخلَق في رأسه أو ليكتمل ذلك المقال المؤجَّل أو لترتِّب تلك الحاجات المُبعثرة،، البزر -اللب- صديقي في المشي، أدمنته كهذه النسمات الباردة بعد يوم حرارته عالية، تدور العجلة في رأسي، أُفكّر بجدّية فأجد الأمور صعبة، صعبة ومُعقّدة ومتشعّبة في كل المجالات وعلى كلّ المستويات، أتجاوز، يزورني ذلك الخاطِر الذي يردده الكثير ومعناه أنّ اللامبالاة هي الوسيلة للنجاة من كلّ هذا الألم، لا يتركني رأسي فأتذكّر قول بيجوفيتش: بين الحزن واللامبالاة؛ سأختار الحزن… وقول الدكتور مصطفى محمود: أنا أُفضل ضغط الدم الذي يصيبني من قراءة الحقائق على البلادة التي تصيبني من قراءة الأخبار المتفائلة… ما يدور في الرأس ومثله مما يُصارَع في الحياة؛ لا يحتاج المشي وحده، فقد تمشي وتنسى للحظة وقد تمشي وتُفكّر فتكبر المشكلة؛ كلّ شيء يحتاج معه النظر إلى السماء، إلى الاستعانة بربّ السماء، نحن لا نقدر على شيء والطريق صعب ولن نستطيع أن نمشيه وحدنا…

" ‏فى تاريخ مّا
ليس لدى علم أنهُ متى
لكنهُ قريب، في هذا اليوم سوف أكتب: أنني وأخيرًا لمست الأماني التي دومًا كانت في مخيلتي لليالٍ طويلة، وعلى لساني دائمًا أدعوك بها في السجود، وكلّ الأوقات .."

#ريما_عباس