‏فضل تربية البنات والقيام بشؤونهن :

‏(مَن عالَ جارِيَتَيْنِ حتَّى تَبْلُغا، جاءَ يَومَ القِيامَةِ أنا وهو وضَمَّ أصابِعَهُ)
‏مسلم.

‏(مَنِ ابْتُلِيَ مِن هذِه البَنَاتِ بشيءٍ كُنَّ له سِتْرًا مِنَ النَّارِ)
‏البخاري.

أصبحنا وأصبح المُلك لله الواحد القهّار ..

يومٌ جديد ..

ازرع فيه الجميل ..

وكُن فيه جميلاً مع من حولك ..

قاصداً وجه الجميل -سُبحانه-! ..

نعم انتهى رمضان..
ولكن الطاعات وأبواب الخير لم تنتهي..

تعلمنا من مدرسة رمضان:
القيام وتلاوة القرآن والصيام..
فمن هذه الليلة كن على ما تعودت عليه من صلاة الليل ولا تدع وترك..
فصلاة الليل عالم آخر ..
صلاة الليل حياة ..

تقليبك النظر في مصحفك وترتيلك وترنمك بالآيات استمر عليه فهذا الكتاب فيه الخير والرحمة والشفاء.. لا تتركه مهجوراً.. كن صاحبا له في هذه الدنيا ليكون لك شفيعا هناك..

فهنيئا لمن استثمر حياته وعمرها بطاعة خالقه ومولاه..
﴿وَاعبُد رَبَّكَ حَتّى يَأتِيَكَ اليَقينُ﴾..
حتى يأتيك الأجل..
فالعبد يكون على بساط العبودية قبل رمضان وفي رمضان وبعد رمضان..

رَبّنا اصلح لنا العمل واغفر لنا الزلل..
والحمدُلله ربِّ العالمين..
وتقبّل الله منّا ومنكُم..

[ ما يقال عند لبس الجديد ]

عند أبي داود عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال :
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ ، إِمَّا قَمِيصًا أَوْ عِمَامَةً ، ثُمَّ يَقُولُ :
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ ، أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ ، أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ )

(إذا استجد ثوبا) أي: لبس ثوبا جديدا..
(سماه) أي: الثوب المراد به الجنس.
(باسمه) أي: المتعارف المتعين المشخص الموضوع له.

(إما قميصا أو عمامة) أي: أو غيرهما كالإزار والرداء ونحوهما، والمقصود التعميم فالتخصيص للتمثيل.

وصورة التسمية باسمه بأن يقول: رزقني الله أو أعطاني أو كساني هذه العمامة أو القميص، أو يقول: هذا قميص أو عمامة، والأول أظهر والفائدة به أتم وأكثر وهو قول المظهر، والثاني مختار الطيبي فتدبر.

(أسألك من خيره) ولفظ الترمذي: {أسألك خيره} بحذف كلمة من وهو أعم وأجمع، ولفظ المؤلف أنسب لما فيه من المطابقة لقوله في آخر الحديث: وأعوذ بك من شره.

(وخير ما صنع له) هو استعماله في طاعة الله تعالى وعبادته ليكون عونا له عليها.

(وشر ما صنع له) هو استعماله في معصية الله ومخالفة أمره.

[ عَون المَعبود (43/11) للعظيم آبادي ]

بالأمس كان الصَّوم واجباً (من رمضان)
واليوم صار الصوم حراماً (يوم العيد)
وهذا يدلّك على أنّ [قَدَمُ الإسلام..لاَ تَثْبُتُ إِلَّا عَلى قَنْطَرَةِ التَّسْلِيم] وما على العبد إلاّ التسليم والانقياد للحكيم الخبير، والخضوع على بساط العبودية.
﴿وَما كانَ لِمُؤمِنٍ وَلا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسولُهُ أَمرًا أَن يَكونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَمَن يَعصِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلالًا مُبينًا﴾ [الأحزاب: ٣٦]

[ تعويذ الصغار ]

عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين، يقول:
"أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة"
ويقول: "هكذا كان إبراهيم يعوذ إسحاق، وإسماعيل".

( من كل شيطان وهامة )
الهامة كل ذات سم يقتل والجمع الهوام ،
فأما ما يسم ولا يقتل فهو السامة كالعقرب والزنبور .
وقد يقع الهوام على ما يدب من الحيوان وإن لم يقتل كالحشرات، كذا في النهاية .

( ومن كل عين لامة )
أي من عين تصيب بسوء .
قال في النهاية : اللمم طرف من الجنون يلم بالإنسان، أي: يقرب منه ويعتريه.

[تحفة الأحوذي (185/6)].

لا تُهمِل أورادك… ولا تتَساهل وتتَهاون بها، وجاهدْ نفسَك على الثَّبات عليها، وإن فاتتك فاستدركْ، فإنَّهُ (متى أَنِسَتْ مِنْكَ النَّفسُ أنَّكَ لا تَسْمَحُ بتَركِ أَورادِكَ حتَّى تدارِكَها بالقضاء متى فاتت بادرَتْ إلى فِعْلِها في أوقاتها).

[رسالة المعاونة (ص/6) للحدَّاد]

مما هو معلوم أنّ العبد المُريد لله سُبحانه لا يستغني عن الذكر والأوراد، وفي هَذا يقول الأستاذ أبو القاسم القشيري:
"الذكر ركن قوي فِي طريق الحق سبحانه وتعالى بَل هُوَ العمدة فِي هَذَا الطريق ولا يصل أحد إلى الله تَعَالَى إلا بدوام الذكر".
[الرسالة القشيرية ٣٧٤/٢]

وهذا الأمر لا تكاد تخطئه العين عند القراءة في تراجم الأئمة فكثيرا ما تقرأ "وله أوراد"، وهو إشارة منهم لكون المُترجم له ذا تنسّكٍ وعبادةٍ.
فمثلا: جاء في ترجمة الشيخ الكمال إسحاق المغربي: "وله أوراد كثيرة ومحاسن جمّة"، وهذا يدل على عنايتهم -رحمهم الله- بجانب التنسك والتعبد الذي به تكون بركة العلم وزكاته.

وزاد سير المرء في المسيرِ = ذكرُ الإله ديمةً سميري

◀️حرَّم جماعة عدَّ الذِّكْر بالسُّبحة وجعلوها بدعة مُنْكَرة، وهذا التحريم لسُبحة الذِّكْر منكرٌ عند الفقهاء، وفي هذا يقول الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى في: “المنحة في السبحة”(ص/ 47 ) : "لم يُنقل عن أحد من السلف ولا من الخلف المنع من جواز عَدّ الذكر بالسبحة ، بل كان أكثرهم يعدونه بها ولا يرون ذلك مكروها"

ونقل أنّها تُسمّى (المُذكّرة) لأنّ المرء قلّ أن يراها إلاّ ويذكر الله.

فلكَ أن تستعين بها على الذكر وضبط العدّ،
لكن احذر أن تتزين بها عند الخلق ليُقال (ذاكر).

اصْحَبِ السُّبْحَةَ دَوْمًا * إنَّهَا نِعمَ الرَّفِيقْ
‏فَبِهَا يَا خُلّ يُمْلا * رَحْلُ أَزْوَادِ الطَّرِيقْ

بطيءٌ عن الطاعاتِ أسرعُ للخَنَا = مِنَ السيلِ في مَجْرَاهُ لا يَتَقَسَّمُ

وتَزْعم معْ هذا بأنكَ عارفٌ = كذَبْتَ يقِينًا في الذي أنتَ تزعُمُ

وما أنتَ إلا جاهلٌ ثم ظالمٌ = وأنكَ بين الجاهلِينَ مُقَدَّمُ

ابن القيم | الميمية

🔺 قال الشمس ابن القيّم رحمهُ الله في (روضة المُحبّين ص/470) :

وليعلم اللّبيب أن مُدمني الشّهوات يصيرون إلى حالة لا يلتذّون بها وهم مع ذلك لا يستطيعون تركها، لأنها قد صارت عندهم بمنزلة العيش الذي لابُدّ لهم منهُ، ولهذا ترى مدمن الخمر والجماع لا يلتذ به عشر معشار التذاذ من يفعله نادراً في الأحيان، غير أن العادة مُقتضية ذلكَ، فيلقي نفسه في المهالك لنيل ما تُطالبه بهِ العادة، ولو زال عنه رين الهوى لعَلِم أنه قد شقي من حيث قدّر السعادة، واغتم من حيث ظنّ الفرح، وألم من حيث أراد اللّذة، فهو كالطّائر المخدُوع بحبّة القمح لا هو نال الحبّة ولا هو تخلّص مما وقع فيه..

♦️فإن قيل: فكيف يتخلّص من هذا من قد وقع فيه؟ قيل: يمكنه التخلّص بعون الله وتوفيقه له بأمور:
أحدها: عزيمة حُرّ يغار لنفسه وعليها.
الثاني: جرعة صبر يصبّر نفسه على مرارتها..


🔸إلى أن أكمل رحمه الله [خمسون أمراً] ختم بهم كتابهُ المذكور، فطالعهُ إن شئت 👇:

https://al-maktaba.org/book/11229/467#p1

[ الزواج في شوال ]

في مسلم: عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَوَّالٍ وَبَنَى بِي فِي شَوَّالٍ.

قال النووي رحمه الله:
(فيه استحباب التزويج والتزوج والدخول في شوال, وقد نصَّ أصحابنا على استحبابه, واستدلوا بهذا الحديث).
[شرح صحيح مسلم 9/209].

#فقه_الأسرة
#قواعد_وحقوق

⚪️ ومن هذه القواعد [ في تحقيق الحياة الزوجية الطيبة ]

[ غير تعاملك وأخلاقك، يتغير الآخر ]

👈لو أفنى الواحد عمره في تغيير طباع وأخلاق شريكه فلن يحصد إلا القدر اليسير من النتائج، ولكن إذا أراد أن يغيره فعليه أن يغير نفسه، فسيرى أن شريكه سيتغير تدريجيا ..

يقول أحد الأزواج : أمضيت خمسا وعشرين سنة مع زوجتي، لم أذق طعم ولذة الحياة الزوجية، بل حياتنا مشحونة بالمشاكل وسوء التفاهم، ففكرت ذات يوم في سبب ذلك، فقلت : لعلي أنا السبب في ذلك، ثم جلست مع نفسي لأبحث عن الخلل، فوجدته كثرة لومي لها ، وكثرة ما أقول لنفسي حين أرى منها سلوكا خطئا : لا بد أن ألومها وأعاتبها، ولو سكت لتجرأت علي وعادت لهذا السلوك مرة أخر. قال : فرأيت منها حين تركت اللوم والعتاب كل الاحترام والتقدير ، وسارت حياتنا بعد ذلك بأحسن حال .

👈وكثيرا ما يطالب الأزواج أن يغير الآخر من تعامله وسلوكه، وهو غير مستعد أن يغير من أخلاقه وتصرفاته، ولا أن يتنازل عن بعض رغباته.

👈وكثيرا ما يلقي أحد الزوجين باللوم على الآخر عندما يتصرفون بتصرفات سيئة، أو يرتكبون أفعالًا خاطئة، وينسون أنهما جميعا يستحقان اللوم والعتاب؛ لأنه كان منهما نوع تفريط وتقصير في اتخاذ الأسلوب الأمثل في التعامل مع الآخر .

✍️ولتعلموا -معاشر الأزواج والزوجات- أن من أراد أن يكسب الطرف الآخر: فليبدأ بنفسه فليدربها على التخلق بالأخلاق الحسنة، والتعامل بالرفق والحلم والصبر.

قال سفيان الثوري رحمه الله:

لَيْسَ شَيْءٌ أَقْطَعَ لِظَهْرِ إِبْلِيسَ مِنْ قَوْلِ:

لَا إِلَـــهَ إلاَّ الـلـــه .

[حلية الأولياء (16/7) لأبي نُعيم الأصفهاني]

بها يثبت الإيمان ... بها يحصل الأمان

كرِّرْ أيها الإنسان ... لا إله إلا الله

﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾

قال العِماد ابنُ كَثير رحمه الله:

(الْمَقْصُودُ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ: أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَخْبَرَ عِبَادَهُ بِمَنْزِلَةِ عَبْدِهِ وَنَبِيِّهِ عِنْدَهُ فِي الْمَلَأِ الْأَعْلَى، بِأَنَّهُ يُثْنِي عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَنَّ الْمَلَائِكَةَ تُصَلِّي عَلَيْهِ. ثُمَّ أَمَرَ تَعَالَى أَهْلَ الْعَالَمِ السُّفْلِيِّ بِالصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمِ عَلَيْهِ، لِيَجْتَمِعَ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ مِنْ أَهْلِ الْعَالَمِينَ الْعُلْوِيِّ وَالسُّفْلِيِّ جَمِيعًا)

[ التَّفسير (457/6) ]

قال الإمام الغزالي رحمه الله :

"اعلم: أنه ينبغي للسالك شيخٌ مرشدٌ مربٍّ ؛ ليُخرج الأخلاق السوءَ منهُ بتربيتهِ ، ويجعل مكانها خلقا حسنا.

ومعنى التربية: يشبه فعل الفلاح الذي يقلع الشوك، ويُخرج النباتات الأجنبيةَ من بين الزرع؛ ليحسُن نباته، ويكمل ريعُه.

ولا بد للسالك من شيخ يربيه، ويرشده إلى سبيل الله تعالى؛ لأن الله تعالى أرسلَ إلى العبادِ رسولا للإرشاد إلى سبيله، فإذا ارتحل صلى الله عليه وسلم فقد خلّف الخلفاء في مكانه؛ حتى يُرشدوا إلى الله تعالى.

وشرطُ الشيخ الذي يصلح أن يكون نائبا لرسول الله صلى الله عليه وسلّم: أن يكون عالما، لا أنّ كل عالمٍ يصلُحُ لهُ.

[أيها الولد (ص/60) للغَزالي]

لكن لـمّا كان هذا الشيخ أعزّ من الكبريت الأحمر ونادر، فإنّ العاقل يحتاط لدينه "لما أَن الْكَاذِبين والمتلبسين قد كَثُرُوا، وَادعوا هَذِه الطَّرِيقَة وهم مِنْهَا بريئون.. فحذار حذارِ من أمثالهم والاغترار بأقوالهم وأفعالهم"

[الفتاوى الحديثية (ص/56) لابن حجر الهيتمي]

( من يكن شيخ نَفسه فِي الطَّرِيق، لم ينل رُتْبَة من التَّحْقِيق، [إذ] لَا يتم السلوك فِي الطّرق إِلَّا بخفير ومرشد ورفيق )

[التذكرة في الوعظ (ص/183) لابن الجَوزي]

من فقه التَّعامل مع الذُّنوب :

قال الشيخ عدّود رحمهُ الله :
للذنب خمسةٌ على القلوبِ
‏أشدُّ إضرارًا من الذُّنوبِ
‏تعظيمُه احتقارُه الإصرارُ
‏والجهرُ والجُرأةُ يا غفارُ

حذّر في هذهِ الأبيات من أن يكون حال العبد مع الذنوب :
1- استعظامها
‏2- استصغارها
‏3- المجاهرة بها
‏4- الجرأة عليها
‏5- الإصرار عليها

=فهذه الخمسة تُجتنب، فلا يستعظمها بحيث يقنط من رحمة الله، ولا يستصغرها بحيث يأمن من مكر الله، ولا يجاهر بها، ولا يكُون جريئاً عليها بل يُجاهد نفسه لاجتنابها، ولا يُصِرُّ عليها إن وقع فيها بلْ يبادِرُ بالتّوبة منها.