وداع رمضان لأبي الفرج ابن الجوزي ٥٩٧هـ بتحقيق د. عبدالحكيم الأنيس.

( طلب ساعة الإجابة عصر الجمعة )

"كان سعيدُ بن جُبَير، إذا صلَّى العصر، لم يُكلِّم أحدًا حتى تغرُب الشمس.

‏ وهذا:
‏1⃣ هو قولُ أكثرِ السلف
‏2⃣ وعليه أكثرُ الأحاديث"

‏[زاد المعاد (1/394) لابن القيم]

الوصايا العشر على أبواب العشر !


١-احرص على الجد والاجتهاد في هذه العشر ، فنبيّك صلى الله عليه وسلم كان إذا دخلت العشر جد واجتهد وكان يحيي ليله ويوقظ أهله. وتذكر أن هذه الدنيا دار العمل والآخرة دار الجزاء. فلنزرع هنا لنحصد هناك.


٢-احرص على الاعتكاف في هذه العشر كلها إذا تيسر لك، فهذا هدي نبيّك صلى الله عليه وسلم.


٣-إذا لم يتيسر لك الاعتكاف في العشر كلها، فاحرص على الاعتكاف في لياليها، مثلا من بعد المغرب إلى بعد القيام، أو من التراويح إلى بعد القيام أو قُبيل الفجر. فقد نص جماعة من العلماء على أن أقلَّه لحظة.


٤-احرص على قيام الليل في جميع هذه العشر حتى تدرك الفضل الكبير لمن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا وتنال فضل غفران الذُّنوب.


٥-ليلة القدر متنقلة في العشر ولا تختص بليلة السبع وعشرين على رأي طائفة من العلماء، فاجتهد في العشر كلها، وليس فقط في ليلة السبع وعشرين، فقد تكون ليلة القدر في غيرها من ليالي العشر.


٦-استعن بالله في جميع أمورك، واعلم إنك لن تُطيع وتجتهد في العبادة إلا إذا أعانك الله ووفقك، فاستعن بالله واطلب منه أن يوفقك للعبادة. وأكثر من لاحول ولا قوة إلا بالله.


٧-احرص على البعد عن مواطن الغفلة ومجالس الغيبة والتحرر من رق الذنوب، فهي عشر عظيمة، وسل ربك فيها أن يباعد بينك وبين الذنوب ويرزقك السلامة.


٨-احرص على الدعاء بـ ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا ) وأكثِر منه.


٩-احرص على التنويع بين الطاعات، فمن قيام وقراءة قرآن ودعاء إلى الذكر والتفكر والتأمل والصدقة إلى غيرها من العبادات والطاعات حتى لا تأتيك السآمة.


١٠- إيّاك والعُجب بالطاعة، أو احتقار الآخرين، فقد يحبط عملك بسبب هذا، واعلم أن العبرة بقبول العمل وليس كثرته، وما يدري الواحد منا هل قُبل عمله أم لا.


تقبّل الله منا ومنكُم ووفقنا وإيّاكُم .

من أعظم ما نتقرّب به إلى الله تعالى في هذه العشر (اجتناب المعاصي)

ففي الحديث:
[اتق المحارم تكن أعبد الناس]
رواه الترمذي.

قال في تحفة الأحوذي:
( اتق المحارم )
أي احذر الوقوع فيما حرم الله عليك
( تكن أعبد الناس )
أي من أعبدهم. اهـ

لا تُغفل (قلبك) من عبوديّته:

محبة ، خوف ، رجاء ، توكل ، حسن الظن بالله ، يقين ، توكل ، رضا .. الخ

ولا تُغفل تطهيره من سيئاته وآفاته:
كالكبر والعُجب والحسد والحقد .. الخ

"إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".

(زكاة المال) ركن من أركان الإسلام يكفر منكرها ، ومانعها يفسق.

وأما الزكاة التي تكون في آخر رمضان فهي (زكاة الفطر) وقد أجمع العلماء على وجوبها ، إلا من شذ .

وهي دون زكاة المال في الوجوب والمنزلة ، فزكاة الفطر ليست ركنا من أركان الإسلام، وإن كان كلاهما واجبا.

🔺كيف تعرف وقت ثلث الليل الأخير ؟


‏👈 يمكن للشخص أن يعرف ابتداء ثلث الليل الأخير بأن ينظر إلى الوقت الذي بدأ فيه الليل بالضبط؛ أي وقت غروب الشمس، وينظر إلى وقت طلوع الفجر وهو انتهاء الليل، ويقسم الجميع على ثلاثة، والقسم الأخير هو ثلث الليل الأخير.

🔹في البخاري، يقول صلى الله عليه وسلم:
[يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له]

🔺تنبيه متعلّق بوقت صلاة العشاء

‏👈 وقت صلاة العشاء الإختياري يمتد لثلث الليل؛ كما هو مشهور مذهب مالك، ومعتمد الحنابلة.
‏وفي رواية عن الإمام اختارها ابن قدامة وابن تيمية إلى نصف الليل.
‏وكذا عند المالكية في قول ابن حبيب وابن الموّاز أنه يمتد لنصف الليل.

‏👈 فيكون بعد الثلث أو بعد النصف على من قال به لأهل الأعذار= فلاتؤخر إليه بلاعذر.

قال ابنُ قُدامة: (الأَوْلى - إن شاء الله تعالى -: أنْ لا يُؤخِّرها عن ثُلُث الليل، وإنْ أخَّرها إلى نِصْفِ اللَّيلِ جاز، وما بعد النِّصفِ وقتُ ضرورة، الحُكمُ فيه حُكْمُ وقت الضَّرورةِ في صلاة العصر) ((المغني)) (1/279).

🔶 ويُعرف نصف الليل بأن تقسّم الساعات من وقت الغروب إلى وقت طلوع الفجر على اثنين= وما ظهر لك يكون النصف.
فإذا كان مثلا وقت الغروب الساعة ٧ وطلوع الفجر الساعة ٤ فالمجموع ٩ ساعات تقسمها على اثنين يكون ٤ ساعات ونص .
فنصف الليل يكون ١١:٣٠ في هذه الحالة، ولا تؤخر الصلاة بعده -على من قال إلى النصف- بل تصلى قبل هذا الوقت = إلا أهل الأعذار كنائم استيقظ أو حائض طهرت إلى غير ذلك من الأعذار التي ذُكرت في كتب الفقهاء.

قل:

اللهم (يا جميل)
جمّلني ظاهراً وباطنا

اللهم (يا طيّب)
طيّبني ظاهراً وباطنا

كما يراك حين تعصيه ويكون مُطَّلِعاً عليك لا تخفى منه خافية، فهو (الذي يراك حين تقوم) له كذلك ﴿وَما تَكونُ في شَأنٍ وَما تَتلو مِنهُ مِن قُرآنٍ وَلا تَعمَلونَ مِن عَمَلٍ إِلّا كُنّا عَلَيكُم شُهودًا إِذ تُفيضونَ فيهِ﴾ فاستبشر بعطائه ولطفه وثوابه وكرمه وإحسانه.

قال ابن فرحون ت799هـ: "قال القَرَافِي في الذَّخيرة، والغزالي، وغيرُهما: أجمع المسلمون أنه لا يجوزُ لأحدٍ أن يُقْدِمَ على فعل حتَّى يعلم حكمَ الله تعالى فيه"
[إرشاد السالك، لابن فرحون 1/90]

وعليه: "فَمَنْ بَاعَ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَعَلَّمَ مَا عَيَّنَهُ اللَّهُ وَشَرَعَهُ فِي الْبَيْعِ، وَمَنْ آجَرَ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَعَلَّمَ مَا شَرَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْإِجَارَةِ، وَمَنْ قَارَضَ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَعَلَّمَ حُكْمَ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْقِرَاضِ، وَمَنْ صَلَّى وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَعَلَّمَ حُكْمَ اللَّهِ تَعَالَى فِي تِلْكَ الصَّلَاةِ، وَكَذَلِكَ الطَّهَارَةُ، وَجَمِيعُ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ.
فَمَنْ تَعَلَّمَ وَعَمِلَ بِمُقْتَضَى مَا عَلِمَ أَطَاعَ اللَّهَ تَعَالَى طَاعَتَيْنِ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ وَلَمْ يَعْمَلْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ مَعْصِيَتَيْنِ، وَمَنْ عَلِمَ وَلَمْ يَعْمَلْ بِمُقْتَضَى عِلْمِهِ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ تَعَالَى طَاعَةً وَعَصَاهُ مَعْصِيَةً"
[الفروق، للقرافي 2/148]

وقد "قَالَ: الْمُحَقِّقُونَ مِنْ الْعُلَمَاءِ مَا وَجَبَ عَلَيْك عَمَلُهُ وَجَبَ عَلَيْك الْعِلْمُ بِهِ"
[المدخل، لابن الحاج 4/211]

فعلى مُريد النجاة أن يتفقّه في دينه، ولا يكون كقاصر الهمة الذي: "جنح إلى سفساف الأمور، وعدل عن معاليها، فلا يرفع نفسه بالمجاهدة؛ لأنَّهُ أسرتهُ الشهوة وميل النفس إلى الرّاحة، فصار لا يُبالي هل قرّبه الله أو أبعده؟! فلا يتعلم أمره ولا نهيه، ولا يعمل بمقتضى واحد منهما لو علِمَه، ولا يبالي بما اكتسبه من المال هل هو من حلال أو حرام؟ ولا ما عمله من الأعمال هل يوافق الشرع أو لا؟ ولا يبالي في أفعاله هل تسخط الرب أو ترضيه؟ وقد أعرض عن أخراه وانهمك في دنياه".
[فتح الرحمن بشرح زبد ابن رسلان، ص1020]

اللهم انفَعْنا بما عَلَّمْتَنِا ، وعَلِّمْنِا ما يَنْفَعُنِا، وزِدْنا عِلْمًا.. ياكريم

كتاب: التبيان في آداب حملة القرآن
للإمام النَّووي

قال الحَافظ السخاوي:
وهو نفيس لا يُستغنى عنه، خصوصاً القارئ والمقرئ.

[المنهل العذب الروي (ص/74) للسَخاوي]

عناية أهل دمشق بالقرآن !
وسبب تأليف الإمام النووي 676هـ -رحمه الله- للتبيان في آداب حملة القرآن:

يقول رحمه الله:
ورأيت أهل بلدتنا دمشق -حماها الله تعالى وصانها وسائر بلاد الإسلام- مكثرين من الإعتناء بتلاوة القرآن العزيز تعلما وتعليما، وعرضا ودراسة، في جماعات وفرادى، مجتهدين في ذلك بالليالي والأيام، زادهم الله حرصا عليه، وعلى جميع أنواع الطاعات، مريدين وجه الله ذي الجلال والإكرام،

فدعاني ذلك إلى جمع مختصر في آداب حملته، وأوصاف حفاظه وطلبته، فقد أوجب الله -سبحانه وتعالى- النصح لكتابه، ومن النصيحة له بيان آداب حملته وطلابه، وإرشادهم إليها، وتنبيههم عليها، وأوثر فيه الاختصار، وأحاذر التطويل والإكثار، وأقتصر في كل باب على طرف من أطرافه.

[التبيان في آداب حملة القرآن (ص/21) للنَّووي]

[ كتاب أخلاق العلماء للآجريّ ]

قد صنَّفَ أبو بكر الآجري -وكان من العُلَمَاء الربَّانيين في أَوائلِ المائةِ الرابعة- مصنفًا في "أخلاق العُلَمَاء وآدابهِم" وهو من أجلِّ ما صُنِّف في ذلك، ومن تأمَّله علمَ منه طريقة السَّلفِ من العُلَمَاء، والطرائقَ التي حَدَثَتْ بعدهم المخالفةَ لطريقتهم، فوصفَ فيه عالم السوء بأوصافٍ طويلة.

[مجموع الرسائل (72/1) لابن رجب]

[ اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنّي ]

وَالْمُسْتَحَبُّ الْإِكْثَارُ مِنَ الدُّعَاءِ فِي جَمِيعِ الْأَوْقَاتِ، وَفِي شَهْرِ رَمَضَانَ أَكْثَرُ، وَفِي الْعَشْرِ الْأَخِيرِ مِنْهُ، ثُمَّ فِي أَوْتَارِهِ أَكْثَرُ.

وَالْمُسْتَحَبُّ أَنَّ يُكْثِرَ مِنْ هَذَا الدُّعَاءِ: "اللَّهُمَّ، إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي".

[ تفسير ابن كثير 451/8 ]

حفظ القرآن يستحق أن يكون مشروع العمر ..!

في سنن الدارمي عن رسول الله ﷺ: "لو جعل القرآن في إهاب، ثم ألقي في النار؛ ما احترق"

(قال ابن هانئ للإمام أحمد: ما معنى: (لو كان القرآن في إهاب ما مسته النار)؟
قال: "هذا يرجى لمن القرآن في قلبه أن لا تمسه النار"، في إهاب، يعني: في قلب رجل).
الآداب الشرعية لابن مفلح

قال ابن علي الجزائري ١١٦٩هـ في وصيّته:
لازم -بُنَيَّ- كتابَ اللهِ فهُو لنا
أجلّ من كلّ مورُوث ومُكتسب
واصرف إلى حِفظه الأوقاتَ مُجتهدا
وانهضْ، ولا تشتغل باللهوِ واللعبِ

🔺( دعاء جامع )

جاء رجل إلى النبي ﷺ
فقال: يا رسول الله،
كيف أقول حين أسأل ربي؟
قال: قل:

اللهم اغفر لي،

وارحمني،

وعافني،

وارزقني،

فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك.

رواه مسلم.

🔺( أفضل الخلق بعد الأنبياء يسأل خير الخلق صلى الله عليه وسلم عن دعاء يدعو به في صلاته )

‏إن أبو بكر الصديق قال للنبيﷺ

علِّمْني دعاءً أدعو به في صلاتي قال: قُلْ:

اللهم إني ظلَمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا،

ولا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلا أنتَ،

فاغفِرْ لي مَغفِرَةً من عِندِك،

وارحَمْني إنك أنت الغَفورُ الرحيمُ.

متفقٌ عليه

مجلس وداع شهر رمضان المبارك - للشيخ أبي بكر الملا الحنفي الأحسائي رحمه الله

‏الفضل العظيم في التكافل الإجتماعي :


‏(السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهارَ) البخاري.


‏(أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وأَشارَ بالسَّبَّابَةِ والوُسْطَى، وفَرَّجَ بيْنَهُما شيئًا)
‏البخاري.