Telegram Web Link
الفرق الأساسيّ بين التشريع الإسلاميّ والتنظيرات النسويّة - في الغرب أو الشرق - أن الإسلام في مقام التشريع انطلق من نظرته إلى الفروق بين الرجل والمرأة على المستوى البدني والنفسي والروحي، وبناءً عليها حدّد لها الحقوق والواجبات، أمّا ما نراه من النسويّات من شعارات وتنظيرات فهو - عادةً - منطلق من مبدأ ردّة الفعل والمناكفة وإرادة المساواة في كل شيء بداعي تحقيق القهر والغلبة؛ ظنّاً منهم أن هذا يعيد للمرأة قوتها وحضورها واستقلاليتها.
ولذا: شتّان بين من ينطلق من الرؤية الواعية المدركة لطبيعة المرأة، وبين مهووس يعيش عقدة الانتقام والعصبية.
الحل الأمثل لتعريف هؤلاء بمدى اشتباههم، أن تُسحب مُنظّرات النسويّة من مكاتب التنظير المبرّدة بالتكييف والرفاه إلى العمل في الزراعة والبناء والمنشآت النفطية والمناجم؛ لكي يدركوا حقيقة الفروق التي راعاها الإسلام في تشريعاته. وإلزاماً لهنّ يُقال: المساواة يجب أن تكون في الواجبات أيضاً، وليس في الإرث وسائر الحقوق فقط.
تسير الأبحاث الرّجالية في تقييم الرّجال وتحديد مذاهبهم ومدى وثاقتهم في مسارها الطبيعيّ بالشكل المعتاد حتّى يتعلّق الأمرُ بما يشوبه الهوى والعاطفة، فتنقلبُ القضيّة من بحث علميّ إلى نزاع تحكمه العاطفة والعصبيّة في آن واحد، ويفقدُ أناسٌ في ذلك ورعهم وتقواهم.
تغريب المفاهيم الإسلاميّة

يكاد يكونُ مفهوم «العيد» في المجتمع الإسلامي مصطبغاً بالنّظرة الغربيّة له، فقد أصبح يوماً استثنائياً في اللّهو الدنيويّ، والتنوّق في الأطعمة والأشربة، والاعتناء بالمظاهر من الزّينة وغيرها، في حين أنّه بمفهومه الشّرعيّ بعيدٌ كلّ البعد عن الزخارف الماديّة واللهوّ المتضمّن للخِفّة والنّزق وسائر منافيات آداب الشريعة الإسلاميّة.
فالعيد ليس محفلاً ماديّاً لكل إنسان، بل هو يوم شكرٍ لأهل الطّاعة، ولكنّه تحول إلى «احتفال» يُسرّ فيه المطيع والعاصي. وفي ذلك يُروى عن أمير المؤمنين (عليه السّلام): «إنّما هو عيدٌ لمن قبل اللهُ صيامَه وشكر قيامَه، وكلُّ يومٍ لا يُعصى الله فيه فهو عيدٌ»، انظر: نهج البلاغة، ص٨٠١، المنتزع من حِكم أمير المؤمنين (ع)، ح٤١٢.
ورُوي أنّ الإمام الحسن (عليه السّلام) نظر إلى أناسٍ يلعبون ويضحكون في يوم عيد الفطر فقال: «إنّ الله عز وجلّ جعل شهر رمضان مِضماراً لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى رضوانه، فسبق فيه قومٌ ففازوا، وتخلَّف آخرون فخابوا، فالعجب كلّ العجب من الضّاحك اللّاعب في اليوم الذي يُثَاب فيه المحسنون ويخيب فيه المُقصِّرون، وايم الله لو كُشِفَ الغطاء لشُغِلَ محسنٌ بإحسانه ومسيء بإساءته»، انظر: من لا يحضره الفقيه، ج١، ص٥١١، ح١٤٨١.
فيوم العيد أقرب إلى كونه يوماً من أيّام المراقبة والشّكر ورجاء القبول والخوف من الردّ وفوات الأجر، وإذا أراد المؤمن إدخال السّرور على أهله وإخوانه فإنّ ذلك يكون بالتوسعة عليهم وصلة الرّحم وإبراز المودّة، وأمّا المغالاة في المظاهر الماديّة وضمّ بعض المنافيات للآداب الشرعيّة فهو بعيدٌ عن المطلوب شرعاً.
هذا كلّه فيما يتعلّق بما عُنوِنَ في نصوص الشّريعة بعنوان «العيد»، والأمر نفسه يجري فيما يندرج تحت عنوان «إحياء الأمر» من احتفالات في المواليد، من الاهتمام بالشّكل، واستعمال الموسيقى التي لا تخلو من شبهة، وتغييب العِبرة والموعظة والمذاكرة ومحاسبة النّفس بميزان النبوّة.
والحقّ أنه ينبغي أن يكون يوم ولادة الرّسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) موعداً لمحاسبة أنفسنا على مدى بُعدنا عن سُننه الغائبة في أوساطنا، ومخالفتنا لآدابه في نظام حياتنا من أبسط الأمور إلى أعقدها، وقلّة التسليم والاتّباع للأحكام والسّنن الإلهية التي جاهد لإبلاغها. ربّما ينبغي أن نبكي على أنفسنا كثيراً لقلّة الزاد ووفور الغفلة وبُعد الطريق وكثرة التقصير، وبدلاً من المغالاة في بذخ المادّة فلينشغل محسنٌ بإحسانه ومسيءٌ بإساءته.
"هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ".

تعيش بعض المجتمعات الإسلاميّة في الوقت الحاضر حالةً من التّصادم بين فئاتها حول مدى نفوذ أحكام الشريعة الإسلاميّة وآدابها في حياة الإنسان. بشكل أساسيّ، الجدل حالياً يدور في البحرين والعراق ولبنان في ملفّات متعددة كأحكام الأسرة والغناء وحريّة السّفور الفاضح بل والمثليّة أيضاً، وهناك فئة تصرّ على علمنة المجتمع وتغريبه وقطع صِلته مع الإسلام على مستوى الأحكام والثقافة والسّلوك. بناءً على ذلك: ما يجري ليس مجرّد أحداث اتّفق وقوعها، وإنّما هي أجزاءٌ من مخطّط الغزو الثقافيّ للمنطقة؛ لإضعاف حركة التديّن التي تعتبر الرّافد الأساسيّ حالياً لرفض التطبيع ووجود الكيان الصهيونيّ.
ولأجل ذلك: فإنّ المواضيع الجدليّة التي ينازع فيها الطرف الآخر أصبحت ميادين جهادٍ ودفاعٍ عن الإسلام، لا يحقّ لأحدٍ التنازل عنها، فقد حان الوقت لتمايز الصّفوف، إذ لم تعد أنصاف المواقف كافيةً.
وليعلم الشّباب المسلم أنّ كل عملٍ يعزّز حضور الإسلام في حياة الأطفال والجيل اليافع هو جهادٌ في سبيل الله وصدٌّ لغزو المشركين عن ديار المسلمين، فترويج مجالس القرآن وتلاوة حديث أهل البيت (عليهم السّلام) ودروس الأخلاق أصبح أمراً ضرورياً، وكل خطوةٍ في هذا الاتجاه هي ضربةٌ في قلب الكيان الصهيوني ورُعاته من دول الاستعمار.

المواقف البرزخيّة لم تعد نافعةً، كُن جنديّاً على ثغور الإسلام.
من آداب أهل العلم

«يجبُ على من عَلِمَ منهم بنوعٍ من العلم وضرب من الكمال‏ أن يُرشد رفقته ويُرغِّبهم في الاجتماع والتّذاكر والتّحصيل ويُهوِّن عليهم مؤونته، ويذكر لهم ما استفاده من الفوائد والقواعد والغرائب على جهة النّصيحة والمُذاكرة؛ فبإرشادهم يباركُ الله له في علمه ويستنير قلبه وتتأكّد المسائل عنده مع ما فيه من جزيل ثواب الله تعالى وجميل نظره وعطفه، ومَنْ بخل عليهم بشي‏ء من ذلك كان بضدِّ ما ذُكِرَ، ولم يثبت علمه، وإن ثبتَ لم يثمر ولم يبارك اللهُ له فيه، وقد جُرِّبَ‏ ذلك لجماعةٍ من السَّلف والخَلَف».

الشهيد الثّاني زين الدين بن عليّ العامليّ.
📚موسوعة الشهيد الثاني: (كتاب منية المريد)، ج١، ص١٨٣-١٨٤.
"قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد بن الحنفية: واعلم أنّ مروءة المرء المسلم مروءتان: مروءة في حضرٍ، ومروءة في سفرٍ، فأمّا مروءة الحضر فقراءة القرآن، ومجالسة العلماء، والنّظر في الفقه، والمحافظة على الصلاة في الجماعات، وأما مروءة السفر فبذل الزّاد، وقلّة الخلاف على من صحبك، وكثرة ذكر الله عزّ وجلّ في كل مصعد ومهبط ونزول وقيام وقعود".

الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.
📚 الخصال، ج١، ص٥٤، باب الاثنين، ح٧١.
"ثلاثةٌ يشكون إلى الله عزّ وجلّ: مسجدٌ خرابٌ لا يُصلّي فيه أهلُه، وعالمٌ بين جُهّال، ومُصحفٌ معلَّقٌ قد وقع عليه غبارٌ، لا يُقرَأ فيه".

الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.
📚 الخصال، ج١، ص١٤٢، باب الثلاثة، ح١٦٣.
مواجهة الغزو الثقافي

إذا أردنا أن نواجه الغزو الثقافي للاستعمار، فالأمر سهلٌ جداً. هل ترى ذلك الصبي الصغير وتلك الفتاة الصغيرة في بيتك؟! هما قلعتك وترسك ورمحك في هذه الحرب، فعليك بهم، غذِّهم بالمعرفة، وقوّهم بالإيمان، واحرس أرواحهم، واحمِ قلوبهم. ومتى أعددت شابّاً مؤمناً فقد سددت ثغرةً من ثغور ديار الإسلام وأحبطت مخططات الاستعمار.

التربية ليست إطعام وكسوة، بل تغذية عقلية وروحيّة أيضاً.
اعتنوا بآداب أولادكم وهم صغار، واسبقوا الأعداء قبل أن يسبقوكم.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
- أهمية العرفان العملي والسلوك إلى الله.
- ضرورة الاهتمام بصلاة الليل.

رابط المقطع في يوتيوب:
https://youtu.be/gk8bCuaLa2c
..
الشيخ الوهابي محمد بن صالح العثيمين: فاطمة لم يبقَ لها عقل عند مخاصمة أبي بكر!!

رابط الوثائق: اضغط هنا
مصباح الهداية
Video
"الفقهاء أمناء الرّسل".

كثيراً ما ترى غمزاً ولمزاً بحق الفقهاء، وطعناً على الفقه الإسلامي، ولكنك حينما تشاهد خضوع رئيس طائفة كبيرة من أكبر الديانات على مستوى العالم أمام الضغط الكبير الذي تمارسه أقطاب الانحراف ومسخ الفطرة في الغرب ستعلم يقيناً أن الفقه الإسلامي ضمانةٌ للفطرة والإنسانية من الزيغ والهلاك، وأن الفقهاء الأمناء هم حرّاس دين الله الذّابين عن حرماته.

عظمة دين الإسلام وأمنائه الفقهاء تكمن في أنّه الدين الوحيد الذي يواجه هذه الانحرافات بصلابة من دون رضوخ أو تسويات على حساب شريعة الله، فمهما بالغوا في غيّهم لن يكون أولئك الأراذل في مأمنٍ أبداً.

حينما ترى "فقيه ملّته" يبيع مبادئ دينه أمام حفنة من الأراذل، وترى ثبات الفقهاء الأمناء على عدم التنازل عن أحكام الإسلام ستدرك قيمة الفقاهة حتماً.
«وَلَوْ أَنَّ السَّماَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ كَانَتَا عَلَى عَبْدٍ رَتْقاً ثُمَّ اتَّقَى اللهَ لَجَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْهُمَا مَخْرَجاً».

أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
📚 نهج البلاغة، ص٣٠٤، الخطبة ١٣٠.
روى الحسين بن سعيد الأهوازيّ، عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال: قال لي أبو الحسن (عليه السّلام): «إنِّي أسْتَغفِرُ اللهَ فِيْ كُلِّ يَوْمٍ خَمْسَةَ آلافِ مَرَّةٍ».

📚كتاب الزهد، ص١٤٣، رقم الحديث ٢٠٣، باب التوبة والاستغفار والندم والإقرار، ح١٥.

#روضة_المؤمن
التعسّف في فهم آية القوامة
سماحة الشيخ محمّد صنقور البحرانيّ (حفظه الله).

رابط المقالة:
https://www.alhodacenter.net/article/46502

..
في زمن رواج الاشتراكيّة حاول البعض تطويع النصوص الإسلامية لخدمة هذه الفكرة وتثبيتها، وفي زمن رواج الاكتشافات العلمية والانبهار بها حاول البعض تطويع نصوص القرآن الكريم لإثبات الإعجاز العلمي بشكل مبتذل، وفي هذا الوقت حيث تروج ثقافة حقوق الإنسان والدعاية النسويّة يبادر البعض إلى تفسير القرآن والأحاديث بما يستجلب به رضى تلك الجماعات متجاهلين الأصول والمبادئ الواضحة في تفسير النصوص الدينية بالإضافة إلى استيلاء روح الانهزام الفكري عليهم حيث يبحثون في كل زاوية عمّا يتوافق مع مسلك أولئك، وكأنه لا هوية واضحة للإسلام، في حين أن تلك الجماعات لا تهتمّ بانطباق مبادئها مع الإسلام، فأي ذلّ بعد هذا؟!
بإمكان أي شخص أن يدّعي دلالة نصوص معيّنة على ما يريد، لكن الهويّة الحقيقيّة لأي نصّ تبقى واضحةً عند أهل العلم والإنصاف الذين لا تحكمهم أيدلوجيات مسبقة تحكم قراءتهم للنصوص خلاف المسلك الصحيح في تفسير أي عبارة.
الصورة التي تراها هي شيء من تجربة خائبة يتراكم عليها غبار الفشل، وقد ذهبت أدراج الرياح، ومن المؤسف أن يعمد البعض إلى تكرار الخطأ نفسه.
كلٌّ شيءٍ فاقدٌ للمعنى إلّا أن يتّصلَ بالله تبارك وتعالى، ويكون منطلقاً من المبادئ والقيم والمثل العُليا التي تحكم الفكر والسّلوك، وما سوى ذلك "إلهاءٌ" تمارسه الحضارة الماديّة عبر الأنظمة الرأسماليّة.
بسم الله الرّحمن الرحيم
تخريج حديث «فعَنْ قَلِيلٍ ينْهَدُّ رُكنَاكَ» - رواية حمّاد بن عيسى.

[1] روى الشيخ الصدوق بسندٍ صحيحٍ: (حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن حماد بن عيسى، قال: حدّثنا الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام، قال: قال جابر بن عبد الله: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وآله- يقول لعلي بن أبي طالب -عليه السلام- قبل موته بثلاثٍ: سلام الله عليك أبا الريحانتين، أوصيك بريحانتي من الدنيا، فعن قليلٍ ينهدُّ ركناك، واللهُ خليفتي عليك. فلما قُبِضَ رسول الله -صلى الله عليه وآله- قال علي عليه السلام: هذا أحد ركنيّ الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله. فلمّا ماتت فاطمة -عليهما السلام- قال علي عليه السلام: هذا الركن الثاني الذي قال رسول صلى الله عليه وآله)(¹).

[2] روى الشيخ الصّدوق بسندٍ آخر: (أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، قال: حدثنا محمد بن يونس، قال: حدثنا حماد بن عيسى، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام، قال: قال جابر بن عبد الله: سمعت رسول الله صلى عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام قبل موته بثلاثٍ: سلام الله عليك يا أبا الريحانتين، أوصيك بريحانتيّ من الدنيا فعن قليلٍ ينهدُّ ركناك، والله خليفتي عليك. فلمّا قُبِضَ رسول الله -صلى الله عليه وآله- قال علي: هذا أحد ركنيّ الذي قال لي رسول الله فلما ماتت فاطمة -سلام الله عليها- قال علي عليه السلام: هذا الركن الثاني الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله)(²).

[3] روى أبو طالب الهارونيّ الزيديّ: (حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى إملاءً، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن جعفر الأنماطي، قال: حدثنا محمد بن يونس البسامي(³)، قال: حدثنا حماد بن عيسى، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السّلام، عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله- قبل موته بثلاث وهو يقول لعلي بن أبي طالب: «سلام الله عليك أبا الريحانتين، أوصيك بريحانتي من الدنيا فعن قليل ينهدُّ ركناك، والله خليفتي عليك»، فلما قبض رسول الله -صلى الله عليه وآله-، قال علي-عليه السّلام: «هذا أحد ركنيّ الذي قال رسول الله -صلى الله عليه وآله-»، فلما ماتت فاطمة عليها السّلام، قال علي: «هذا الركن الثاني الذي قال لي رسول الله -صلى الله عليه وآله-»)(⁴).

[4] روى أبو بكر القطيعيّ في زوائده على كتاب «فضائل الصّحابة» لابن حنبل: (حدثنا محمد بن يونس، قثنا حمّاد بن عيسى الجهنيّ، قثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: «سلام عليك أبا الريحانتين من الدنيا، فعن قليل يذهب ركناك والله خليفتي عليك» ، فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قال علي: هذا أحد الركنين الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ماتت فاطمة قال: هو الركن الآخر الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)(⁵).

[5] روى ابن الأعرابيّ في معجمه: (نا محمد بن يونس، نا حماد بن عيسى الجهني بالجحفة(⁶)، نا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: «سلام عليك أبا الريحانتين، أوصيك بريحانتيّ من الدّنيا من قبل أن ينهدَّ ركناك، والله عز وجل خليفتي عليك» فلمّا مات النبي صلى الله عليه وسلم قال: هذا أحد الركنين الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ماتت فاطمة قال: هذا الركن الثاني الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)(⁷).

[6] روى أبو نعيم الأصفهانيّ: (حدثنا أبو بكر بن خلاد وأبو بحر محمد بن الحسن قالا: ثنا محمد بن يونس الشامي، ثنا حماد بن عيسى الجهنيّ، قال: ثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: «سلام عليك أبا الريحانتين، أوصيك بريحانتيّ من الدنيا خيراً، فعن قليل ينهدّ ركناك، والله خليفتي عليك». قال: فلما قُبِضَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم قال عليٌّ: هذا أحد الركنين الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ماتت فاطمة رضي الله تعالى عنها قال رضي الله عنه: هذا الركن الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم)(⁸).
[7] روى ابن عساكر الدمشقيّ: (أخبرنا أبو العلاء عنيس وأبو الوفاء عتيق ابنا محمد بن عنيس، وأبو بكر ناصر بن منصور بن محمد الشوكانيون، قالوا: أنا أبو طاهر محمد بن عبيس بن محمد بن عبيس الفقيه، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبدوس بن كامل السراج الفقيه المعروف بالزعفراني، نا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، نا محمد بن يونس بن موسى القرشي سنة أربع وثمانين ومائتين، نا حماد بن عيسى الجهني، نا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله- لعلي بن أبي طالب: «سلام عليك أبا الريحانتين، أوصيك بريحانتي من الدنيا، فعن قليل ينهدُّ ركناك والله خليفتي عليك»، فلما قبض النبي -صلى الله عليه وسلّم- قال علي: «هذا أحد الركنين الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم»، فلما ماتت فاطمة قال: «هذا الركن الآخر الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم»)(⁹)، وهذا الحديث من رواية أبي بكر القطيعيّ عن محمد بن يونس رواه في كتابه المعروف بـ(جزء الألف دينار)(¹⁰).

----------------------
(¹) الأمالي، ص198، رقم الحديث 210، المجلس 28، ح4.
(²) معاني الأخبار، ص524-525، باب نوادر المعاني، ح69.
(³) كذا ضُبط في المطبوع، وفي رواية أبي نعيم الأصفهانيّ الآتية: (الشّاميّ)، ويظهرُ من رواية ابن عساكر في تاريخ دمشق أنّه محمد بن يونس بن محمّد القرشيّ، وقد عرّفه الحافظ الذهبيّ بقوله: (محمد بن يونس بن موسى القرشي السامي الكديميّ البصريّ) وطعن عليه وأورد هذا الخبر من كتاب أبي نعيم الأصفهانيّ بإسناده عن حمّاد بن عيسى، انظر: ميزان الاعتدال،ج4، ص74-76، رقم الترجمة 8353.
(⁴) تيسير المطالب في أمالي أبي طالب، ص138، رقم الحديث 105.
(⁵) فضائل الصحابة، ج2، ص773، رقم الحديث 1067.
(⁶) كذا في المطبوع، ولعلّ المراد: (الغريق بالجحفة) تبعاً لما هو المعروف في حال حمّاد بن عيسى.
(⁷) المعجم، ج1، ص241-242، رقم الحديث 444.
(⁸) حلية الأولياء، ج3، ص201.
(⁹) تاريخ دمشق، ج14، ص166-167.
(¹⁰) جزء الألف دينار، ص410، رقم الحديث 269.
2024/11/19 21:59:01
Back to Top
HTML Embed Code: