Telegram Web Link
في الوقت الذي يسعى فيه الغرب إلى تجميل الشذوذ الجنسي رغم قبحه وقذارته، تهتم بعض المسلمات بتقبيح بعض الأحكام الشرعية من قبيل (الزواج الثاني) وكأنّه حطّ وانتقاص من قيمة المرأة. شاء البعض أم أبىٰ، وبغض النظر عن بعض الاستثناءات، أصل تعدد الزوجات مباحٌ على أقل تقدير إن لم يكن مستحباً، هذه حقيقة راسخة في الفقه الإسلامي، لن تتغيّر لأجل بعض الأذواق البشريّة.
وكل مؤمن يقدم على هذا الفعل له تقديره واحترامه، وأي انتقاص منه هو انحطاط أخلاقي وإثم عظيم.

الغرب ينتصر لأفكاره المنحطّة، وأهل الإسلام حربٌ على دينهم بالأهواء.
"أعددت لكل هولٍ (لا إله إلا الله) ولكل كربٍ (لا حول ولا قوة إلا بالله)".

الصعوبات التي نواجهها في الحياة ليست قليلة، والإنسان العاقل يحاول ويدبّر لها كل ما تصل إليه قدرته وحيلته لحلّ عُقدها وتذليل معضلاتها، ومن أهمّ الأمور التي يجب الاعتماد عليها خلال السعيّ هو التوجّه إلى الله - تبارك وتعالى - والإلحاح في الدعاء والتوسّل إليه بمحمّد وآله (عليهم السلام)، وكم تعجّبتُ من بعض المؤمنين وهو يتّحدث لي عن مساعيه لحلّ بعض المعضلات، ويتذمّر ويشكو كيف توصد الدنيا أبوابها في وجهه، وأنه فعل كذا وفشل، ثم فعل كذا وخاب سعيه، ثم جرّب الأمر الفلاني وعاد بخُفيّ حنين، ثم إذا سألتُه عن عُدّته الإلهيّة لكل معضلة كانت ذخيرته منها صفراً. وهنا فليحاسب الإنسان نفسه على التقصير في اللجوء إلى الله في كلّ ضيق، إن لم نلجأ إليه في الشدائد، فمتى نلجأ إليه؟ ويحزّ في النفس أنّنا مع وفرة ما وصلنا من أئمتنا (عليهم السلام) من أدعية وأذكار وصلوات - قد عرف فضلها العاملون - لا نكاد نعرف مظانّ هذه الأعمال ولعلّ بعضنا لم يسمع بها.
هناك من يعيش حالة الإعراض التامّ عن طرق باب الكرم الإلهيّ، وإذا ضاقت به الدنيا فإنّ أول ما يفعله هو أن يتّهم الله في عدله، وقد سرح من قبل في ميادين الغفلة ولم يعش حالة الاضطرار واللجوء. ولم لا نعيش هذه الحالة من الانقطاع الدائم وقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «..، وليسأل أحدكم ربه حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع»، إلى هذه الدرجة قد طُلب منا الانقطاع والتوجّه والسؤال، وفي الوقت نفسه نحن نتغافل عن تلك الفرص العظيمة.
الباب مفتوح أمامنا، وإذا سعينا فإنّا وافدون على ربٍّ كريمٍ، فلم التهاون؟!
نفاق المُسلم

من العجائب الغريبة أن تجد مُسلماً يُعلّق على إنكار بعض المسلمين لمنكرات حاضرة في المجتمع، فيقول: (لم يبقَ إلّا أن تؤسسوا هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
وكأنّه يجهل أنّ مثل هذا الأمر كان في زمن النبيّ وأمير المؤمنين (صلوات الله عليهما وآلهما)، وكان النهي عن كلّ منكرٍ حاضراً بقوّة؛ لأنّه لبّ القرآن وأساس الرسالة الإلهيّة للخلق. هل علمتَ يوماً بمنكرٍ رآه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المدينة المنوّرة ثم أكمل طريقه ولم يعترض عليه؟ أو رأيتَ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) سكتَ عن إثم أو فجور؟
ألستَ تعتقد أن علي بن أبي طالب هو ميزان الحقّ، فاجعله كذلك في نفسك، وإذا أردتَ أنْ تعرف طهارة عملٍ أو رذالته، فتخيّل أنه يُصنع بمحضر عليّ بن أبي طالب عليه السلام وانظر في قلبك، أكان أمير المؤمنين يرضاه أم ينكره؟

بعض المسلمين يعيشون صراعاً داخلياً بين النموذج الغربي المنفلت وأحكام الإسلام الأخلاقيّة والفطريّة، ولذلك تجده يؤمن بظاهر القرآن ويكفر بنحو عمليّ بمضامينه وإرشاداته وأحكامه، وهذا عارٌ في الدنيا حيث يبقى أسيراً لصراع التناقضات، وكالمنافقين مذبذباً لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، وخزيٌ في الآخرة لبيعه دين الله بأبخس الأثمان، «أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ».

النهي عن المنكر ورفضه - ولو بالإنكار على مستوى القلب - من أشرف الأعمال، أما السكوت عن المنكر فهو موجبٌ للنقمة وسوء العاقبة، فلنحذر من استبدال الله لنا، فهو الذي قال: «الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ»، «وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ».
• ذكرٌ لأداء الدَّيْن

روى الشيخ علي بن الحسن الطبرسيّ في كتابه (كنوز النجاح) ما ترجمته: «قال محمد بن علي بن محبوب: كتبتُ إلى الإمام علي النقي الهادي العسكري (عليه السلام) وشكوتُ إليه ديناً قد ركبني، وثقل عليَّ أداؤه، وأنَّ لي عيالاً كثيراً، ومالي قليل، وقد جفاني إخواني، فوصل الجواب بخطِّه المُبارك: قل (أستغفِرُ اللهَ) ألف مرة بعد كل فريضة، و(لا حولَ ولا قوّةَ إلا بالله العليِّ العظيمِ) مائة مرة، و(الحمدُ للهِ ربِّ العالمين) مائة مرة».

• كنوز النجاح، ص١٢٢.

#روضة_المؤمن
مصباح الهداية
Photo
"وضحَّيْتُ ببَيْدقٍ..".

منذ عدة أشهر، شاهدت عدة حلقات وثائقية عن جهاز الموساد الإسرائيلي، وكانت اللقاءات مع عدد من الأشخاص الذين عملوا فيه لفترة معينة، وكان موضوع الحديث عن تجاربهم الأمنية في لبنان ومصر وسوريا وأوروبا. خلال اللقاءات، طُرحت قضايا ونقاط ذات أهميّة تكشف بشكل عام عن طبيعة العمل الأمني دون الدخول في الخصوصيات المحظورة.
جرى الحديث عن بعض الحوادث التي مرّت بأولئك الأشخاص، ومن القصص التي لفتت الانتباه وبقيت عالقةً في الذهن قصة هذا الضابط الذي عمل في الساحة اللبنانية خلال فترة وجود منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، ومن الأحداث التي مرّت به أنه تعامل مع راعي أغنام على الحدود اللبنانية الفلسطينية، ولسببٍ ما اختار ذلك الراعي أن يتواصل مع الجانب الإسرائيلي لبعض المصالح، وذات يوم أخبرهم بهجوم مسلح كان سيستهدف نقطة عسكرية على الحدود، وذلك بعد أن تواصلت معه الجهة المخططة للهجوم للاستفادة من معرفته بالمنطقة. أبلغ الجانب الإسرائيلي بالتفاصيل، ولكنه لسوء حظّه أُلزم بالحضور مع تلك الجهة وقت الهجوم، فأخبر الراعي ضابط الموساد بذلك مُبدياً قلقه من التعرض للأذى خلال الاشتباك، فطمأنه بأنهم سيراعون أمره للحفاظ على سلامته.
جاءت ساعة الهجوم، وبدأ الاشتباك مع الطرف المتهيّئ لأدنى التفاصيل، وخلال تبادل إطلاق النار أصبح الجانب الإسرائيلي أمام خيار القصف بشكل يعرّض الراعي العميل للخطر، وإلا لن تتم إبادة المجموعة المهاجمة، فقرر الضابط الإسرائيلي أن يمضي على أساس هذا الخيار رغم أنه سيعرض العميل للقتل. وبالفعل، تم إطلاق النار، وقُتل العميل، .. وفي حكاية ذلك عبّر هذا الضابط عن هذا الموقف بأنه كان كلعبة الشطرنج، وكان ذلك العميل بيدقاً تمت التضحية به.

أغلب الذين يسيرون في ركاب المشروع الأمريكي في المنطقة هم بيادق ستتم التضحية بهم في وقت الأزمة، وسيقدمهم الأمريكي قرباناً لحماية مصالحه الأساسية.
هؤلاء الخدم الصغار يظنون أنفسهم ذوي مكانة وحظوة لدى الإسرائيلي والأمريكي، ولكن الساعات الحرجة سوف تكشف لهم عن حجمهم الحقيقي. لحظات المواجهة ستكون كفيلةً بهذا الأمر، فتعساً لمن باع دنياه وآخرته وخان أهله وبلده لدنيا العدو الذي لا يتعاطف مع عبيده.
أثرُ الخوف من الله عزّ وجلّ

📜 عن الإمام الصادق عليه السلام : "مَنْ خَافَ اللهَ أَخَافَ اللهُ مِنْهُ كُلَّ شَيْءٍ، وَمَنْ لَمْ يَخَفِ اللهَ أَخَافَهُ اللهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ".

📚 الكافي للكليني ج٣ ص١٧٥، كتاب الإيمان والكفر، باب الخوف والرجاء، رقم الحديث ٣.
جديد المدونة

ردّ جديد على إحدى شبهات شبيه الوهابية (ميثاق العسر) حول مصداقيّة الشيخ الصدوق (رحمه الله).

📜 نقض شبهة تحريف الصدوق رواية ابن جندب في سجدة الشّكر
🖋 بقلم الشيخ: محمد البحرانيّ.

• رابط المقال: (اضغط هنا).

"مدوّنة: إجابات علميّة"
📜 إنْ جرَّبتَهُ وجدَتهُ سَدِيْداً

روى ثقةُ الإسلام الكلينيّ بإسنادٍ صحيحٍ:
(مُحمَّدُ بنُ يَحْيى‏، عَنْ أحمدَ بنِ مُحمَّدِ بنِ عِيسى‏، عَنْ مُحمَّدِ بنِ خَالدٍ والحُسَيْنِ بنِ سَعِيدٍ جَمِيعاً، عَنِ النَّضْرِ بنِ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى الحَلَبِيِّ، عَنْ أبِي أُسَامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أبَا عَبْدِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ يَقُولُ: «مَنْ قَرَأَ (قُلْ هُوَ اللّهُ أحَدٌ) مِائَةَ مَرَّةٍ حِينَ يَأْخُذُ مَضْجَعَهُ غُفِرَ لَهُ مَا عَمِلَ‏ قَبْلَ ذلِكَ‏ خَمْسِينَ عَاماً».
وقَالَ‏ يَحْيى‏: فسَأَلْتُ سَمَاعَةَ عَنْ ذلِكَ، فقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَصِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ يَقُولُ ذلِكَ، وقَالَ‏: «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أمَا إِنَّكَ إِنْ جَرَّبْتَهُ وَجَدْتَهُ‏ سَدِيداً»).

📚 الكافي، ج٤، ص٤٥٨، رقم الحديث ٣٣٣١، كتاب الدّعاء، باب الدعاء عند النّوم والانتباه منه، ح١٥.

#روضة_المؤمن
الإعلام الهابط وصناعة القدوة

من المفارقات أن يعدَّ بعضُ الناس اهتمامَ أهل الدين بسيرة العلماء والأولياء من التحجّر أو الانغلاق أو التزمُّت وضيق الأفق أو «الماضويّة» كما يحلو للبعض أن يعبّر، في حين أننا لو راقبنا ما تقدّمه أغلب وسائل الإعلام سوف نجد «استخفافاً» بعقول سائر طبقات المجتمع، ولو قمنا برصد طبيعة المواضيع التي تتناول حياة المشاهير من فنانين ورياضيّين وإعلاميين - وهي تستحوذ على نسبة كبير من الأخبار واللقاءات الإعلامية والمجلّات وغير ذلك - سنجدُ اهتماماً مبالغاً فيه وغير مبرّر في الوقت نفسه، فبالنسبة للإنسان العادي، هو يتصفح وسائل الإعلام إما بهدف المعرفة أو التسلية، فمن أين يحصل عليهما في سماع تقرير أخباري حول ملابس المدرب الفلانيّ وساعته ونوعيّة بنطلون «الجينز» الذي يلبسه، ومن أي «ماركة» هو؟ ولماذا لم يلبس «الجوارب» فوق حذائه الرياضيّ؟! وكيف التفت الإعلاميون لذلك فذكروه في تقاريرهم.
وعلى هذا فقِس، والأمر في عالم أهل الفن أكثر فظاعة، فإن كنت غارقاً في متابعة الإعلام بشكل متواصل، فستكون مجبراً على متابعة أحاديثهم عن «ماركات» ألبستهم وساعاتهم وطرق صفّ شعرهم وأساليب تجمّلهم وجملة من تفاصيل حياتهم الشخصية، من زواج وطلاق وعمليات تجميل وطبابة وأسفار و.. إلخ.
هذا الأمر فضلاً عن انعدام فائدته، فهو بالنسبة للقضية الثقافية في غاية الضرر، وذلك لأن الشباب بحاجة إلى التعلق بالقدوة والأسوة الحسنة، وإذا تعلّق الشاب بشخصية لا تشكل عنصراً فاعلاً في قضايا الأمة الإسلامية، فكيف سيكون مثمراً في هذا المجال؟
📜 تعليم النبي (صلى الله عليه وآله) الدّعاء والذكر لرفع الفقر والسُّقم

روى ثقة الإسلام الكليني بإسناد معتبر:
(عَنْ أبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلَامُ)‏، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه: مَنْ ظَهَرَتْ عَلَيْهِ‏ النِّعْمَةُ فَلْيُكثِرْ ذِكْرَ «الحَمْدُ لله»، ومَنْ كَثُرَتْ هُمُومُهُ فعَلَيْهِ بالِاسْتِغْفَارِ، ومَنْ ألَحَّ عَلَيْهِ الفَقْرُ فَلْيُكثِرْ مِنْ قَوْلِ «لَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إِلَّا باللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ» يَنْفِي‏ عَنْهُ الْفَقْرَ».
وقَالَ: «فَقَدَ النَّبِيُّ (صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه) رَجُلاً مِنَ الأنصَارِ، فَقَالَ: «مَا غَيَّبكَ عَنَّا؟»
فقَالَ: الفَقْرُ يَا رَسُولَ الله وطُولُ السُّقْمِ‏.
فقَالَ لَهُ رَسُولُ الله (صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه): «ألَا أُعَلِّمُكَ كلَاماً إِذَا قُلْتَهُ ذَهَبَ عَنْكَ الفَقْرُ والسُّقْمُ‏؟».
فَقَالَ: بَلى‏ يَا رَسُولَ الله.
فقَالَ: «إذَا أصْبَحْتَ وأمْسَيْتَ، فَقُلْ: لَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلّا باللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ‏، تَوَكَّلْتُ عَلَى الحَيِّ الذِي لَا يَمُوتُ، والحَمْدُ للهِ الذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً، ولَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ، ولَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ، وكَبِّرْهُ تَكْبِيراً».
فقَالَ الرَّجُلُ: فواللهِ‏ مَا قُلْتُهُ إلّا ثَلاثةَ أيَّامٍ حَتّى‏ ذَهَبَ‏ عَنِّي الفَقْرُ والسُّقْمُ).

📚 الكافي، ج١٥، ٢٢٩-٢٣٠، رقم الحديث ١٤٨٨٠، كتاب الروضة، ح٦٥.

#روضة_المؤمن
• ضمانُ المُتَّقين

كتب الإمامُ الصادق (عليه السلام) إلى أحد أصحابه: «أمَّا بَعْدُ، فإنِّي أُوصِيكَ بتَقْوَى الله، فإنَّ الله قَدْ ضَمِنَ‏ لمنِ‏ اتَّقَاهُ‏ أَنْ يُحوِّلَهُ عمَّا يكْرَهُ إلى‏ مَا يُحِبُّ ويَرْزُقَهُ مِنْ‏ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ، فإيَّاكَ‏ أنْ تكُونَ مِمَّنْ يخَافُ عَلَى العِبَادِ مِنْ ذُنُوبِهمْ، ويَأْمَنُ العُقُوبةَ مِنْ ذَنْبِه؛ فإنَّ الله- عَزَّ وجَلَّ- لا يُخْدَعُ عَنْ جَنَّتِهِ‏، ولا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إلا بطَاعَتِه إِنْ شَاءَ اللهُ».

📚 الكافي، ج١٥، ص١٣٢-١٣٣، رقم الحديث ١٤٨٢٤، كتاب الروضة، ح٩.
كتب أهل السنة والجماعة تزخر بالروايات التي تبيّن العناية الإلهية والاهتمام النبويّ بما سيقع في كربلاء، - وهذا يحتاج إلى تحليل لأبعاد هذا الاهتمام نتعرّض له قريباً إن شاء الله -، ولكن ما أريد الإشارة إليه هو بيان كذب وسفاهة من يدعي أن ما يُقال في حقيقة هذه الملحمة الإلهية هو من صنع الشيعة واختراعهم. رغم أننا في زمن التوثيق وسهولة الاطلاع ومراجعة الكتب، حيث يتيسر انكشاف الحقائق إلا أن هناك من يصر على الكذب!

إخبار النبيّ (ص) بقتل سيّد الشهداء (ع) (١): رواية أحمد بن حنبل بسندٍ صحيحٍٍ
رابط الوثائق:
https://wahabismsfact.blogspot.com/2020/08/blog-post_28.html

إخبار النبيّ (ص) بقتل سيّد الشهداء (ع) (٢): رواية أحمد بن حنبل بسندٍ حسنٍ
رابط الوثائق:
https://wahabismsfact.blogspot.com/2020/08/blog-post_76.html

إخبار النبيّ (ص) بقتل سيّد الشهداء (ع) (٣): رواية أبي بكر بن أبي شيبة
رابط الوثائق:
https://wahabismsfact.blogspot.com/2020/08/blog-post_60.html

إخبار النبيّ (ص) بقتل سيّد الشهداء (ع) (٤): رواية ابن سعد بسندٍ حسنٍ
رابط الوثائق:
https://wahabismsfact.blogspot.com/2020/08/blog-post_89.html

إخبار النبيّ (ص) بقتل سيّد الشهداء (ع) (٥): رواية ابن أبي عاصم بسندٍ حسنٍ
رابط الوثائق:
https://wahabismsfact.blogspot.com/2020/08/blog-post_33.html

إخبار النبي (ص) بقتل سيد الشهداء (ع) (٦): رواية الحافظ أبي يعلى الموصليّ بسندٍ حسنٍ
رابط الوثائق:
https://wahabismsfact.blogspot.com/2020/08/blog-post_55.html

إخبار النبي (ص) بقتل سيد الشهداء (ع) (٧): رواية الحافظ أبي يعلى الموصليّ بسندٍ حسنٍ
رابط الوثائق:
https://wahabismsfact.blogspot.com/2020/08/blog-post_56.html

إخبار النبي (ص) بقتل سيد الشهداء (ع) (٨): رواية الحافظ ابن حبّان
رابط الوثائق:
https://wahabismsfact.blogspot.com/2020/08/blog-post_68.html

إخبار النبي (ص) بقتل سيد الشهداء (ع) (٩): رواية الحافظ الآجُرّي بسندٍ حسنٍ
رابط الوثائق:
https://wahabismsfact.blogspot.com/2020/08/blog-post_29.html

إخبار النبي (ص) بقتل سيد الشهداء (ع) (١٠): رواية الحافظ ابن طهمان بسندٍ حسنٍ
رابط الوثائق:
https://wahabismsfact.blogspot.com/2020/08/blog-post_3.html

..
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا

في سنة 1912م صدر عن المطبعة الإنجليزية الأمريكيّة ببولاق في مصر كتابٌ سُمّيَ بـ"حسن الإيجاز في إبطال الإعجاز"، حاول فيه مؤلّفه - وهو مسيحيّ - طرح جملةٍ من الإشكالات على البيان القُرآني، بالإضافة إلى محاولة معارضته بإنشاء جُملٍ ادّعى أنها تُضاهي القرآن في بلاغته، فتصدّى له أستاذ الفقهاء والمجتهدين السيّد أبو القاسم الخوئيّ (رضوان الله عليه) وكتبَ نقضاً مُحكماً أبانَ فيه عن وهنه، وكشف عن هزاله، وأوضح فيه أنّ ذلك الكاتب جاهلٌ بأبجديّات اللغة العربيّة، ولا يفقه حقيقة البلاغة عند العرب، فضلاً عن عدم فهمه لحقيقة التحدّي الإلهيّ للعرب بأنْ يأتوا بمثله أو بعشر سورٍ من مثله، وعدم وقوفه على حقيقة الإعجاز القرآني، وهكذا ضمّ جهلاً إلى جهلٍ ظلماتٌ بعضها فوق بعض.
وقد سمّى السيّد تعقيبه الموجز على ذلك الكتاب «نفحات الإعجاز في رد الكتاب المُسمّى بـ"حُسن الإيجاز"»، وهو مختصرٌ نافعٌ فيه إشاراتٌ غزيرة الفائدة، فليُغتنم.
وفي الوقت الحاضر، يبدو أنّ هناكَ من لم يتعلّم من أخطاء غيره، فلا زال يظنّ أن تركيب جمل منمّقة على النسق القرآني وختمها بـ(وأنا السميع العليم)، و(هو الخبير البصير) يعني معارضةً للقرآن، وهذا مما يُضحك الثكلى، ويفضح الهذيان الذي فاحت منه رائحة الجهل وقلّة الاطّلاع، ولا أدري لِمَ يستعملون هذه الأساليب الهزيلة، أيرون أنّهم الأذكى فتفطّنوا لما لم تتفطّن له قريش وسائر قبائل العرب، فللّه درّهم إذ قدروا خلال ثوانٍ معدودةٍ على أن يأتوا بما لم تقدر عليه قريش بنفسها طيلة سنوات!
لتحميل الكتاب (نفحات الإعجاز): (اضغط هنا).

* دوّن السيّد الخوئيّ هذه الرسالة في سنّ الشباب على ما يبدو من مقدّمة الرسالة؛ وفي ذلك عبرة لأولي الألباب من الطُلّاب.
قبسٌ من نور النبوّة (١)

تارةً نتحدّث عن الشخصيّة النبويّة العظيمة بلسان الدين وفقاً للمعايير القرآنيّة والروائيّة، وتارةً نتحدّث عنها وفقاً للمعايير العقلائيّة بغضّ النظر عن الإيمان بالنبوّة والوحي، وبأيّ نحوٍ تكلّمنا فلا يسعنا إلا أن نقرّ بعظمة هذه الشخصيّة الجليلة ورِفعة مقامها، ولو تخلّى بعض المأخوذين بالدعايات المُحرّضة والمغرضة عن الاعتساف لحكموا بأنّها من أعظم شخصيات التاريخ البشريّ، فهؤلاء يعظّمون مَنْ دُونَه من أهل الحكمة والفكر والفنّ والسياسة والاجتماع، حتّى إذا جاؤوا إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) استولى عليهم الإجحاف والتعسّف وضيق الأفق، مع أنّ حركته ونهضته تركت أثراً عظيماً سواء على الخارطة السياسيّة ومكانة العرب فيها، أو بالنسبة إلى المستوى المعرفيّ والثقافيّ والأخلاقيّ في تلك البيئة، ولو ارتقى إنسانٌ بقومه هذا المرتقى فسوف يعظّمه العقلاء، فكيف لو وقفنا على دقائق ما أُثر عنه من العلم وبانَ لنا أنّ ما أورثه لنا يفوق ما يمكن أن يُتَصَّور صدوره من مفكّري البشريّة، رغم أنّه لم يأتِ من بيئةٍ مشتهرة بالمعارف العقليّة أو الخبرة بالقانون والسياسة والأخلاق ومعرفة النفس الإنسانيّة، وهذا ما يشهدُ بصدق النبوّة وأثر الوحي والاتصال بالسّماء.
ولو غضضنا النظر عن هذا كله؛ فلا أقل يجب الإذعان بعظمة هذه الشخصيّة وتقديرها واحترام كلّ ما يتعلّق بها، ألا ترى إلى أصحاب الحضارة كيف يعظّمون أربابها لِما لهم من دورٍ في النهوض بها ونقلها إلى مستويات أعلى، وهذا ما لا تظفر به بين ملحدي العرب الموتورين، وهو ما يكشف عن كون ما يصدر عنهم مجرّد ردّة فعل وانفعالاتٍ نفسيةٍ لا تُنتج أحكاماً وفق قانون العقلاء، ولذلك فالإعراض عن ابتذالهم أولى.
أمّا إذا جئنا إلى المعايير الإلهيّة في معرفة هذا الإنسان العظيم؛ فإنّ النفس تعجزُ عن الوقوف على هذا البحر المتلاطم الذي يصعب الخوضُ فيه، وذلك أنّ كمالات الحضرة النبويّة ظاهرة جليّة في كافّة العوالم منذ خلق الذرّ إلى يوم المعاد حيث يبلغ المقام المحمود، ومن كان بهذه الصفة فإنّ العقل يقفُ عاجزاً عن الإحاطة بأطراف وجوده النوريّ.

يتبع..
#شعارنا_يا_محمد
قبس من نور النبوّة (٢)

إنّ علوّ مقام النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) لا ينحصرُ في هذه النشأة، بل هو شاملٌ لكل العوالم السابقة واللاحقة، وهو فيها كلّها سيّد الخلق أجمعين، ذو الفضل الظاهر الذي حباه به ربُّ العالمين، وممّا امتنّ به الحقّ (تبارك وتعالى) عليه أن كان سابق البريّة إلى الإجابة بالإقرار في عالم الذرّ حيث استنطق الله عباده وأشهدهم على أنفسهم: (ألستُ بربّكم قالوا بلى)، فكان النبيّ أوّل من أجاب بالإقرار بالتّوحيد لله ربّ العالمين.
رُوي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن بعض قريش قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله): بأي شيءٍ سبقت الأنبياء وأنت بُعِثْتَ آخرهم وخاتمهم؟ قال: «إنِّي كنتُ أولَ من آمن بربي، وأوَّلَ مَنْ أجاب حين أخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى. فكنتُ أنا أول نبي قال: «بلى»، فسبقتُهم بالإقرار بالله.
وفي إيضاح دلالات هذا الحديث، يبيّن العلامة المجلسيّ (رضوان الله عليه) أنّ سبق النبي (صلى الله عليه وآله) لسائر الأنبياء (عليهم السلام) يدلّ على التقدّم عليهم في سائر جهات الفضل والكمال والقُرب من الحقّ تبارك وتعالى، وأن سبق الإيمان والإقرار مناط الفضل والتقدّم عليهم؛ لدلالته على مزيد الاستعداد للكمال وحِدّة القريحة وصحّة النية وشرف الطينة، بل لا يبعد أن يكون سبق الإقرار في الميثاق كناية عن ذلك [مرآة العقول، ج٥، ص١٩٣].
وبناءً على ذلك؛ فإن النبي صلى الله عليه وآله لعظمة كمالاته وارتفاع مقاماته هو أقرب الخلق إلى الحق تبارك وتعالى، وأكثر وجاهةً، وأبلغهم شفاعةً، فيكون التوسّل به من أفضل القربات إلى الله، وأعظم أثراً في طيّ العبد لمراتب الوصول والترقي فيها.
نسأل الله تعالى أن يبلّغنا به أعظم معارف التوحيد والإقرار بالعبودية قولاً وعملاً، إنه سميع مجيب.

#شعارنا_يا_محمد
أربع تحريفاتٍ لروايةٍ واحدةٍ عن تهديد السيدة الزهراء (عليها السلام) بحرق بيتها عليها!

1. كشف التحريفات (٢١): تحريف رواية تهديد عمر بحرق بيت السيدة الصدِّيقة الكبرى وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام)
رابط الوثائق: (اضغط هنا).

2. كشف التحريفات (٢٢): تحريفٌ ثانٍ لرواية تهديد عمر بحرق بيت سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام)
رابط الوثائق: (اضغط هنا).

3. كشف التحريفات (٢٣): تحريف الحافظ القاسم بن سلام حديث إقرار أبي بكر بالهجوم على بيت سيدة نساء العالمين الزهراء (عليها السلام)
رابط الوثائق: (اضغط هنا).

4. كشف التحريفات (٢٤): تحريف الدكتور الصلابي لخبر تهديد عمر للسيدة الزهراء (عليها السلام) بإحراق البيت عليها
رابط الوثائق: (اضغط هنا).
رياض المعارف في دعاء زمن الغيبة (١)

الروضة الأولى: بحثٌ في اعتبار رواية الدّعاء وفضله

• دراسة سند الدّعاء.
• أربعُ ملاحظاتٍ عامّة حول متن الدّعاء.
[١] الإشارة الإجماليّة إلى شواهد صحّته.
[٢] خصوصيّة في نقل الدّعاء إملاءً، وما يترتب على ذلك.
[٣] في إنشاء الدعاء، هل هو من الإمام أم من السفير الأوّل (رحمه الله)؟
[٤] في تحديد زمان الدعاء بيوم الجمعة.
• نبذة يسيرة في فضل الدّعاء للإمام.

📝 إبراهيم جواد

الرابط: (اضغط هنا).

#رياض_المعارف
الفتنة ميزان الإيمان

إذا عرفنا حقيقة اقتران الإيمان بالابتلاء والفتنة والغربلة، فلن نستغرب من وقوع الانقلاب على الأعقاب من قبل بعض الناس، ومن أشدّ امتحانات المؤمنين في كل عصر وأوان أن يكون حامل العلم مفتوناً فيضلّ بفتنته جمعاً من الخلق المغترّين بما يزوّق لهم من الضلال، ولذلك يجب على المؤمن أن يجعل أسس دينه قائمة على الكتاب الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأحاديث أهل بيت النبوّة، فمن أخذهما بحقّهما فقد استعصم من أمواج الضلال بسفينة النجاة، واستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها. أما من يجعل دينه تبعاً لقول الرجال فهو في غير مأمن، بل هو على خطر عظيم، والله المستجار.
إن العالم المفتون في دينه أشدّ خطراً من الفاسق الجاهل، وأشدّ انتهاكاً لحرمات الله، لعظم مكانته عند الناس وتأثيره فيهم، وجّره إياهم إلى الموبقات والآثام، فليتبصّر العاقل في نفسه.

لقد حفل تاريخ الإسلام بنماذج كثيرة زلّت عن الصراط إلى المضلّة، وجملة منهم كانوا من كبار أهل العلم في زمن حضور الأئمة (عليهم السلام)، بل في زمن الغيبة أيضاً، ومن نماذجهم البارزة «محمد بن علي الشلمغاني» الذي كان فقيهاً عالماً من كبار أهل العلم، وقد غرّته الدنيا فزاغ عن طريق الحق حتى هلك ضالاً، فينبغي للعاقل أن يحذر من وسوسة الشيطان وزينة الدنيا وزخرفها لئلا تسوقه إلى مواطن الردى والضياع، والله العاصم والمجير.
.
.
.
قال الشيخ محمد هاشم الخراساني (رحمه الله): "وقد شاهدنا كثيراً من الأعاظم الذين نعتقد فيهم [بلوغ] درجاتٍ من السّعادة والدّيانة قد خرجوا عن حدود التكاليف الشرعيّة للوصول لأدنى رئاسةٍ أو تحصيل جيفةٍ من زخارف الدنيا، فعند ذلك لا بد لكل مكلّفٍ أن لا يتوانى في تربية نفسه وإلجامها بالحدود الشرعيّة وأن يحفظها من مهالكها...".
📚 غاية الآمال في موجبات حسن خواتيم الأعمال.
2025/07/08 05:47:45
Back to Top
HTML Embed Code: