Telegram Web Link
وفاة الشيخ المفيد (رحمه الله) || الثالث من شهر رمضان 413 هـ

تمثّل شخصيّة الشيخ المفيد النموذج والأسوة والقدوة لكل من يطلب العلم، فقد كان هذا العالم العظيم مثابراً ومجاهداً في هذا الطريق؛ لإحياء الحق وإماتة الباطل، وقد ضمّ إلى علمه شرفَ العمل، فكان من أهل الصلة بالله تبارك وتعالى، حتى قيل في سيرته إنّه: «ما استغلق عَليْهِ جوابُ معاند إلا فزع إلى الصلاة، ثم يسأل الله فييسّر لَهُ الجواب»، نسأل الله أن يرزقنا معرفة قدر الصلاة وعظمتها وأثرها في حلّ المعضلات ورفع المبهمات.
وقال الشريف أبو يعلى الجعفري - وكان تزوج ابنته -: «ما كان المفيد ينام من الليل إلا هجعةً ثم يقوم يصلي أو يطالع أو يدرس أو يتلو القرآن».
وهكذا كانت حياتُه زاخرةً بالولاء والبذل والتضحية في سبيل الله، وخُتم له بالخير في الثالث من شهر رمضان المبارك سنة 413 هجريّة، وقد شيّعه ثمانون ألف مؤمن في بغداد.
ورثاه تلميذُه السيد المرتضى فقال:
مَنْ لفَضْلٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ خَبِيْئاً...ومَعَانٍ فَضَضْتَ عَنْهَا خِتَاما
مَنْ يُنِيْرُ العُقُولَ مِنْ بَعْدِ مَا كُنَّا.. هُمُوداً ويَفْتَحُ الأَفْهَامَا
مَنْ يُعِيْرُ الصَّدِيْقَ رَأياً إِذَا مَا...سَلَّهُ فِي الخُطُوبِ كانَ حُسَاما

.
.
.
[لا تضجروا مِن العِلْم، فإنّه ما تعسَّر إلا وهان، ولا يأبى إلّا ولان]
الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد.
.
.
منشور سابق
https://www.tg-me.com/mesbah_qom/262

..
💡 دعاءٌ مُجرَّبٌ لأداء الدَّيْنِ وسعة الرزق

• ذكر الشيخُ البهائيُّ العامليّ رحمه الله رواية الشيخ الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
(شكوتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ديناً كان عليَّ، فقال: يا عليُّ، قل: «اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وبفضلكَ عَمَّنْ سِواكَ» فلو كان عليكَ مثل صبير ديناً قضاهُ الله عنك)[١]. وصبير: اسمٌ لجبل من أكبر جبال اليمن.

• ثمّ قال الشيخُ البهائي العامليّ رحمه الله: (كَثُرَ عليَّ الدَّيْنُ في بعض السنين حتى تجاوزَ ألفاً وخمسمائة مثقال ذهباً، وكان أصحابه متشددين في تقاضيه غاية التشدد حتى شغلني الاهتمام به عن أكثر أشغالي، ولم يكن لي في وفائه حيلة ولا إلى أدائه وسيلة، فواظبتُ على هذا الدعاء فكنتُ أكرره كل يومٍ بعد صلاة الصبح، وربما دعوتُ به بعد الصلوات الأُخر [٢] فيسَّرَ اللهُ سبحانه قضاءه وعجّل أداءه في مدة يسيرة، بأسبابٍ غريبة ما كانت تخطرُ بالبال ولا تمرٌّ بالخيال)[٣].

• وقد ذكر السيّد محسن الأمين (رحمه الله) الروايةَ وكلام الشيخ البهائيّ (رضوان الله عليه) وعلّق قائلاً: (وأنا من يوم اطّلاعي على هذا الحديث واظبتُ على قراءة هذا الدعاء في أعقاب الصلوات فما وجدتُ ضيقاً في المعاش والحمدُ لله إلا نادراً)[٤].

--------------------------------
[١] الأمالي، ص٤٧٢، رقم الحديث ٦٣١، المجلس الحادي والستون، ح١٠، الناشر: مؤسسة البعثة الإسلامية - قم المقدسة.
[٢] كذا ورد في النّص، ولعلّ المراد [الصلاة الآخرة] وهي العشاء، كما نقله عنه الشيخ النراقي في الخزائن، ص٤٢٠، تحقيق: حسن زاده آملي، الناشر: انتشارات قيام - قم المقدسة.
[٣] الأربعون حديثاً، ص٢٤٣-٢٤٤، الحديث (١٦)، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، الطبعة: الثالثة/ سنة النشر: ١٤٣١ هجريّة.
[٤] معادن الجواهر ونزهة الخواطر، ج١، ص٢٢٠-٢٢١، الناشر: دار الزهراء (ع)، الطبعة: الأولىٰ، سنة النشر: ١٤٠١ه‍/١٩٨١م.

#روضة_المؤمن
• صلاة الليل لا يزاحمها عملٌ آخر!

دائماً يفرِضُ الترجيحُ بين أمرين نفسَه إذا وقعا في صورة التزاحم والتضاد، وكان المقام يضيق عن الجمع بينهما، وحيثُ كان العمل المعيّن لا يزاحمه شيء آخر، فالولوج في باب ترجيحه على عمل آخر يعدُّ من فضول الحديث والترف فيه، بل إشغال النفس في التفكير والجدل بهذه المطالب لا حاصل من ورائه ولا سيما في هذه الأيام المباركة، بل هي وساوس وتخيلات تلهي العبد عن مواصلة سيره إلى الله تبارك وتعالى.

يقول الشيخ الميرزا جواد الملكي التبريزي قدس الله نفسه الزكيّة:
(ثُمّ إن من الناس مَنْ أتاه الخبيث من جهة اليمين، فغرّه بترك التهجّد بتخيّل أن اشتغاله بالمطالعة في العلوم أفضل، ... ولقد أجاد شيخنا العلامة الأنصاري رحمه الله في جواب من سأله عن ترجيح المطالعة وصلاة الليل، قال في جوابه: «يا هذا، هل تشرب القرشة؟*»، قال: «نعم»، قال: «صلّ صلاة الليل مكان قرشتين».
هذا جوابٌ متينٌ فيه تعريض على فساد هذا التخيل - وأنه من الغرور - بوجهٍ مليحٍ، فكأنه قال: إنك إذا كنت بهذه المثابة من المراقبة في الأحوال والإخلاص في الأعمال، حتى استشكل عليك الأمر في صلاة الليل من جهة أنها مرجوحة بالنسبة إلى المطالعة وتحصيل العلوم، كيف خفي عليك أنك تشتغل بشرب القرشة التي اختلفت الأقوال في أنه حرام أو مكروه أو مباح؟! كيف لاحظتَ المعارضة بين المندوبين من جهة ضيق الوقت عنهما معاً وأنت مشتغل بما هو حرام أو مكروه أو مباح! فيا لله من هذا الخطب الفظيع، أن يُدلّسَ الخبيثُ على العلماء..).
📚[أسرار الصلاة: ٣٩٢-٣٩٣].

* القرشة: الأرجيلا.
مما قضى به عدل الله - تبارك وتعالى - أن قدّر لكلّ فعلٍ من أفعال الإنسان الاختياريّة أثراً ينعكسُ في الواقع بحسب سعته ومقدار عمومه، فلكلّ عملٍ فاسدٍ أثره السيئ في هذا الوجود، يظهرُ في نفس الفاعل وربما في محيطه وربما في ذريّته لاحقاً، والأمر نفسُه بالنسبة إلى أعمال الخير.
وقد قرع القرآنُ الكريم مسامع العباد بهذه الحقيقة مراراً في مواضع كثيرة، منها:
"ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ".
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ".
"وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا".
"وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ".

فكلّ مظهر من مظاهر الاختلال في الحياة مرجعه إلى وقوع الاختلال في سلوك البشريّة، سواءً على الصعيد الفرديّ أو الاجتماعيّ، وكلُّ مقدارٍ بحسبه، بل إنّ إطلاق الآية الأخيرة يشملُ البلايا والكوارث الطبيعيّة التي قد يكون منشؤها أحياناً غفلة الإنسان عن فعل الخير وأداء حقوق الله تعالى إليه، وطغيان التجبّر والتغافل عن طاعة الله والاستقامة على سبيل الحقّ، ولذلك فإنّ وقاية البشريّة من هذه العاقبة لا يكون إلا بهذه الاستقامة: المعرفة والعمل الصالح، وإلّا فإنّ جحيم الفساد سوف يُنغّصُ على المجتمع الإنسانيّ عيشَه ويُفسد عليه كلّ وجوده، ويفوّت عليه "الحياة الطيبة" التي وعدَ اللهُ بها عبادَه المؤمنين "مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ".

#ليدبروا_آياته
خطبة الإمام الحسن عليه السلام عند استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام - بالأسانيد المعتبرة - وفيها يذكر شيئاً من فضله وجهاده وزهده.

تعجزُ الأقلام حقّاً عن إحصاء فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، فهو إمام الموحدين، وسيّد المؤمنين، وخير البرية أجمعين، الذي أقام أعواد منابر الإسلام بسيفه، وضرب بعمله الصالح أروع أمثلة الزهد والتقوى، وهو في العِلم سابقُ العالمين، وفي العبادة قد سادَ العابدين، وفي التجافي عن دار الغرور قد أتعبَ من بعده إذ طلّقها إلى الأبد حينَ رآها كالحيّة ليِّنٌ مسها قاتلٌ سمُّها، .. وفي المقام نذكرُ جملةً من الأخبار التي تشيرُ إلى بعض خصاله الرفيعة، فهذه الأخبارُ تبيّنُ:

١. عظمة جهاده بين يديّ رسول الله (صلى الله عليه وآله).
٢. تأييد الله له في الحرب بجبرائيل وميكائيل عن يمينه ويساره.
٣. أنّه كان منصوراً دائماً بمددِ الله وعونه وتأييده.
٤. كان سابقاً مرتفعَ المقام، لا يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، لا في علم ولا عملٍ.
٥. أنّه استشهد وتركَ تركةً تقدّر بـ٧٠٠ درهم فقط.

وهذا الخبر معتبرٌ بلا ريب، قد أقرّ بذلك أهل التحقيق، فهو مما صحّت طرقه عند أهل السنة والشيعة الإماميّة معاً، فضلاً عن تعدد طرقه الموجب للاطمئنان بصدوره.

أولاً: روى ثقة الإسلام الكليني بسندٍ صحيحٍ:
(محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد؛
وعليُّ بن محمد، عن سهل بن زياد جميعاً؛
عن ابن محبوبٍ، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: «لما قُبِضَ أمير المؤمنين عليه السلام، قام الحسنُ بن علي عليه السلام في مسجد الكوفة، فحمدَ الله وأثنى عليه، وصلّى على النبيِّ (صلى الله عليه وآله)، ثم قال: أيها الناس، إنّه قد قُبِضَ في هذه الليلة رجلٌ ما سبقهُ الأولون، ولا يُدركه الآخرون، إنْ كان لصاحب راية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، عن يمينه جبرئيل، وعن يساره ميكائيل، لا ينثني حتى يفتح الله له، واللهِ ما ترك بيضاء ولا حمراء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادماً لأهله، والله لقد قُبِضَ في الليلة التي فيها قُبِضَ وصي موسى يوشع بن نون، والليلة التي عُرج فيها بعيسى بن مريم، والليلة التي نزل فيها القرآن»(١).

ثانياً: روى أحمدُ بن حنبل في مسنده:
(حدثنا وكيع، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن هبيرة: خطبنا الحسن بن علي رضي الله عنه، فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم، ولا يدركه الآخرون، كان رسول الله يبعثه بالراية: جبريل عن يمينه، وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يُفتَح له).
قال المحقق شعيب الأرناؤوط: (حَسَنٌ)(٢).

ثالثاً: روى أحمد بن حنبل في مسنده بإسنادٍ آخر:
(حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حبشي، قال: خطبنا الحسن بن علي بعد قتل علي رضي الله عنهما، فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس ما سبقه الأولون بعلم، ولا أدركه الآخرون، إن كان رسول الله ليبعثه ويعطيه الراية، فلا ينصرف حتى يفتح له، وما ترك من صفراء ولا بيضاء، إلا سبع مائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم لأهله).
قال المحقق شعيب الأرناؤوط: (حَسَنٌ)(٣).
وعلّق على هذا الخبر المحققُ أحمد شاكر بقوله: (إسناده صحيح)(٤).
وعلّقَ على هذا الخبر المحقق وصي الله بن محمد عباس بقوله: (إسناده صحيح)(٥).

رابعاً: روى أبو بكر بن أبي شيبة في مصنّفه:
(حدثنا عبد الله بن نمير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، قال: سمعت الحسن بن علي قام خطيباً فخطب الناس، فقال: يا أيها الناس، لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، ولقد كان رسول الله يبعثه المبعث فيعطيه الراية فما يرجع حتى يفتح الله عليه، جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله، ما ترك بيضاء ولا صفراء إلا سبعمئة درهم فضلت من عطائه، أراد أن يشتري بها خادماً)(٦).
وقد روى الحافظ ابن حبان هذا الخبر من طريق أبي بكر بن أبي شيبة بنفس هذا الإسناد في صحيحه، وهو لا يروي فيه إلا ما كان صحيحاً عنده، وقد أشار الشيخ محمد ناصر الدين الألباني إلى صحّته أيضاً (٧).
كما أشار المحقق وصي الله بن محمد عباس إلى صحّة الإسناد، فقال عند تعليقه على الخبر من رواية أحمد في الفضائل: (وأخرجه ابن حبان كما في الموارد من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي إسحاق. وإسناده صحيح)(٨).
وروى ابن أبي شيبة أيضاً: (حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حبشي، قال: خطبنا الحسن بن علي بعد وفاة علي، فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم، ولا يدركه الآخرون، كان رسول الله يعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح الله عليه).
وعلّق المحقق محمد عوامة على هذا الإسناد بقوله: (إسناد المصنف حسن)(٩).

رابط المقال:

https://ejabaat2019.blogspot.com/2019/03/blog-post_26.html
مصباح الهداية
خطبة الإمام الحسن عليه السلام عند استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام - بالأسانيد المعتبرة - وفيها يذكر شيئاً من فضله وجهاده وزهده. تعجزُ الأقلام حقّاً عن إحصاء فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، فهو إمام الموحدين، وسيّد المؤمنين، وخير البرية…
• المصادر:
ــــــــــــــــــ
(١) الكافي الشريف، ج٢، ص٤٨٦-٤٨٧، كتاب الحُجَّة، باب مولد أمير المؤمنين عليه السلام، رقم الحديث ٨.
(٢) مسند أحمد بن حنبل، ج٣، ص٢٤٦، رقم الحديث ١٧١٩.
(٣) مسند أحمد بن حنبل، ج٣، ص٢٤٧، رقم الحديث ١٧٢٠.
(٤) مسند أحمد بن حنبل، ج٢، ص٣٣٤، رقم الحديث ١٧٢٠.
(٥) فضائل الصحابة لابن حنبل، ج١، ص٦٧٤، رقم الحديث ٩٢٢.
(٦) المصنف، ج١٧، ص١١٩-١٢٠، رقم الحديث ٣٢٧٦٨.
(٧) التعليقات الحِسان على صحيح ابن حبان، ج١٠، ص٧٤، رقم الحديث ٦٨٩٧.
(٨) فضائل الصحابة لابن حنبل، ج١، ص٦٧٤، بالهامش.
(٩) المصنف، ج١٧، ص١٢٤، رقم الحديث ٣٢٧٧٣.
ثمرة الدين في حياتنا

من أهم المعايير التي تكشف عن مدى استفادتنا من الدين ومحاولة التقرب إلى الله تبارك وتعالى أن نقيس مدى قدرتنا على جني ثمار هذا السير الطويل، ومن خلال ذلك يمكننا تقييم مسلكنا في التديّن، هل هو ذو أسلوب خاطئ، أم في طريق جني الثمار والمنافع بنحو صحيح؟
بالتدبر في بعض آيات القرآن الكريم يمكننا أن نستكشف جملة من المعايير التي تبيّن حقيقة سعينا، هل هو ناجح أم ضعيف؟ هل قدرنا على تحقيق الغايات أم قصرنا في ذلك؟ ومن هذه الآيات الجديرة بالتدبر:
١. مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ.
٢. الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ.
٣. الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ.
٤. وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا.

إذن: ينبغي للعبد أن ينظر في تديّنه، هل أثمر نفساً قويةً؟ هل طرد عنها مقتضيات الشقاء وضنك العيش؟ هل أشعر روحه بالأمن والطمأنينة في محضر الله؟ هل أحسّ بلذّة الحضور بين يدي الخالق عز وجل؟ إن لم يكن قد شعر بذلك فليبحث عن مكامن الخلل في نفسه، ولعلّ في الآيات الشريفة والروايات ما يشير إلى بعضها ومن أهمها: قلة المراقبة، الذنوب، .. إلخ.
إن المزارع إذا لم يجنِ من زرعه شيئاً، فإنه يعاجل بتفحص الأرض والماء والشجر، ويبحث عن مواضع الخلل، وهكذا فلنكن، إن شعرنا بالقصور والخلل في تديننا فلنبحث ولنتفحص قلوبنا وأعمالنا وسلوكنا، لعلنا نظفر بالصواب، ونحققه على أرض الواقع.

التدين الذي لا يزيل الغفلة والفظاظة والغيبة والنميمة وسائر المفاسد الأخلاقية ينبغي أن يعاد النظر في أسلوبه، واتخاذ أسلوب جديد يرتكز على أسس القرآن الكريم ووصايا أئمة الهدى صلوات الله عليهم، وإلا فربما نكون على خطر عظيم، ونسيء إلى دين الله من حيث لا نحتسب.
في الوقت الذي يسعى فيه الغرب إلى تجميل الشذوذ الجنسي رغم قبحه وقذارته، تهتم بعض المسلمات بتقبيح بعض الأحكام الشرعية من قبيل (الزواج الثاني) وكأنّه حطّ وانتقاص من قيمة المرأة. شاء البعض أم أبىٰ، وبغض النظر عن بعض الاستثناءات، أصل تعدد الزوجات مباحٌ على أقل تقدير إن لم يكن مستحباً، هذه حقيقة راسخة في الفقه الإسلامي، لن تتغيّر لأجل بعض الأذواق البشريّة.
وكل مؤمن يقدم على هذا الفعل له تقديره واحترامه، وأي انتقاص منه هو انحطاط أخلاقي وإثم عظيم.

الغرب ينتصر لأفكاره المنحطّة، وأهل الإسلام حربٌ على دينهم بالأهواء.
"أعددت لكل هولٍ (لا إله إلا الله) ولكل كربٍ (لا حول ولا قوة إلا بالله)".

الصعوبات التي نواجهها في الحياة ليست قليلة، والإنسان العاقل يحاول ويدبّر لها كل ما تصل إليه قدرته وحيلته لحلّ عُقدها وتذليل معضلاتها، ومن أهمّ الأمور التي يجب الاعتماد عليها خلال السعيّ هو التوجّه إلى الله - تبارك وتعالى - والإلحاح في الدعاء والتوسّل إليه بمحمّد وآله (عليهم السلام)، وكم تعجّبتُ من بعض المؤمنين وهو يتّحدث لي عن مساعيه لحلّ بعض المعضلات، ويتذمّر ويشكو كيف توصد الدنيا أبوابها في وجهه، وأنه فعل كذا وفشل، ثم فعل كذا وخاب سعيه، ثم جرّب الأمر الفلاني وعاد بخُفيّ حنين، ثم إذا سألتُه عن عُدّته الإلهيّة لكل معضلة كانت ذخيرته منها صفراً. وهنا فليحاسب الإنسان نفسه على التقصير في اللجوء إلى الله في كلّ ضيق، إن لم نلجأ إليه في الشدائد، فمتى نلجأ إليه؟ ويحزّ في النفس أنّنا مع وفرة ما وصلنا من أئمتنا (عليهم السلام) من أدعية وأذكار وصلوات - قد عرف فضلها العاملون - لا نكاد نعرف مظانّ هذه الأعمال ولعلّ بعضنا لم يسمع بها.
هناك من يعيش حالة الإعراض التامّ عن طرق باب الكرم الإلهيّ، وإذا ضاقت به الدنيا فإنّ أول ما يفعله هو أن يتّهم الله في عدله، وقد سرح من قبل في ميادين الغفلة ولم يعش حالة الاضطرار واللجوء. ولم لا نعيش هذه الحالة من الانقطاع الدائم وقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «..، وليسأل أحدكم ربه حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع»، إلى هذه الدرجة قد طُلب منا الانقطاع والتوجّه والسؤال، وفي الوقت نفسه نحن نتغافل عن تلك الفرص العظيمة.
الباب مفتوح أمامنا، وإذا سعينا فإنّا وافدون على ربٍّ كريمٍ، فلم التهاون؟!
نفاق المُسلم

من العجائب الغريبة أن تجد مُسلماً يُعلّق على إنكار بعض المسلمين لمنكرات حاضرة في المجتمع، فيقول: (لم يبقَ إلّا أن تؤسسوا هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
وكأنّه يجهل أنّ مثل هذا الأمر كان في زمن النبيّ وأمير المؤمنين (صلوات الله عليهما وآلهما)، وكان النهي عن كلّ منكرٍ حاضراً بقوّة؛ لأنّه لبّ القرآن وأساس الرسالة الإلهيّة للخلق. هل علمتَ يوماً بمنكرٍ رآه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المدينة المنوّرة ثم أكمل طريقه ولم يعترض عليه؟ أو رأيتَ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) سكتَ عن إثم أو فجور؟
ألستَ تعتقد أن علي بن أبي طالب هو ميزان الحقّ، فاجعله كذلك في نفسك، وإذا أردتَ أنْ تعرف طهارة عملٍ أو رذالته، فتخيّل أنه يُصنع بمحضر عليّ بن أبي طالب عليه السلام وانظر في قلبك، أكان أمير المؤمنين يرضاه أم ينكره؟

بعض المسلمين يعيشون صراعاً داخلياً بين النموذج الغربي المنفلت وأحكام الإسلام الأخلاقيّة والفطريّة، ولذلك تجده يؤمن بظاهر القرآن ويكفر بنحو عمليّ بمضامينه وإرشاداته وأحكامه، وهذا عارٌ في الدنيا حيث يبقى أسيراً لصراع التناقضات، وكالمنافقين مذبذباً لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، وخزيٌ في الآخرة لبيعه دين الله بأبخس الأثمان، «أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ».

النهي عن المنكر ورفضه - ولو بالإنكار على مستوى القلب - من أشرف الأعمال، أما السكوت عن المنكر فهو موجبٌ للنقمة وسوء العاقبة، فلنحذر من استبدال الله لنا، فهو الذي قال: «الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ»، «وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ».
• ذكرٌ لأداء الدَّيْن

روى الشيخ علي بن الحسن الطبرسيّ في كتابه (كنوز النجاح) ما ترجمته: «قال محمد بن علي بن محبوب: كتبتُ إلى الإمام علي النقي الهادي العسكري (عليه السلام) وشكوتُ إليه ديناً قد ركبني، وثقل عليَّ أداؤه، وأنَّ لي عيالاً كثيراً، ومالي قليل، وقد جفاني إخواني، فوصل الجواب بخطِّه المُبارك: قل (أستغفِرُ اللهَ) ألف مرة بعد كل فريضة، و(لا حولَ ولا قوّةَ إلا بالله العليِّ العظيمِ) مائة مرة، و(الحمدُ للهِ ربِّ العالمين) مائة مرة».

• كنوز النجاح، ص١٢٢.

#روضة_المؤمن
مصباح الهداية
Photo
"وضحَّيْتُ ببَيْدقٍ..".

منذ عدة أشهر، شاهدت عدة حلقات وثائقية عن جهاز الموساد الإسرائيلي، وكانت اللقاءات مع عدد من الأشخاص الذين عملوا فيه لفترة معينة، وكان موضوع الحديث عن تجاربهم الأمنية في لبنان ومصر وسوريا وأوروبا. خلال اللقاءات، طُرحت قضايا ونقاط ذات أهميّة تكشف بشكل عام عن طبيعة العمل الأمني دون الدخول في الخصوصيات المحظورة.
جرى الحديث عن بعض الحوادث التي مرّت بأولئك الأشخاص، ومن القصص التي لفتت الانتباه وبقيت عالقةً في الذهن قصة هذا الضابط الذي عمل في الساحة اللبنانية خلال فترة وجود منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، ومن الأحداث التي مرّت به أنه تعامل مع راعي أغنام على الحدود اللبنانية الفلسطينية، ولسببٍ ما اختار ذلك الراعي أن يتواصل مع الجانب الإسرائيلي لبعض المصالح، وذات يوم أخبرهم بهجوم مسلح كان سيستهدف نقطة عسكرية على الحدود، وذلك بعد أن تواصلت معه الجهة المخططة للهجوم للاستفادة من معرفته بالمنطقة. أبلغ الجانب الإسرائيلي بالتفاصيل، ولكنه لسوء حظّه أُلزم بالحضور مع تلك الجهة وقت الهجوم، فأخبر الراعي ضابط الموساد بذلك مُبدياً قلقه من التعرض للأذى خلال الاشتباك، فطمأنه بأنهم سيراعون أمره للحفاظ على سلامته.
جاءت ساعة الهجوم، وبدأ الاشتباك مع الطرف المتهيّئ لأدنى التفاصيل، وخلال تبادل إطلاق النار أصبح الجانب الإسرائيلي أمام خيار القصف بشكل يعرّض الراعي العميل للخطر، وإلا لن تتم إبادة المجموعة المهاجمة، فقرر الضابط الإسرائيلي أن يمضي على أساس هذا الخيار رغم أنه سيعرض العميل للقتل. وبالفعل، تم إطلاق النار، وقُتل العميل، .. وفي حكاية ذلك عبّر هذا الضابط عن هذا الموقف بأنه كان كلعبة الشطرنج، وكان ذلك العميل بيدقاً تمت التضحية به.

أغلب الذين يسيرون في ركاب المشروع الأمريكي في المنطقة هم بيادق ستتم التضحية بهم في وقت الأزمة، وسيقدمهم الأمريكي قرباناً لحماية مصالحه الأساسية.
هؤلاء الخدم الصغار يظنون أنفسهم ذوي مكانة وحظوة لدى الإسرائيلي والأمريكي، ولكن الساعات الحرجة سوف تكشف لهم عن حجمهم الحقيقي. لحظات المواجهة ستكون كفيلةً بهذا الأمر، فتعساً لمن باع دنياه وآخرته وخان أهله وبلده لدنيا العدو الذي لا يتعاطف مع عبيده.
أثرُ الخوف من الله عزّ وجلّ

📜 عن الإمام الصادق عليه السلام : "مَنْ خَافَ اللهَ أَخَافَ اللهُ مِنْهُ كُلَّ شَيْءٍ، وَمَنْ لَمْ يَخَفِ اللهَ أَخَافَهُ اللهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ".

📚 الكافي للكليني ج٣ ص١٧٥، كتاب الإيمان والكفر، باب الخوف والرجاء، رقم الحديث ٣.
جديد المدونة

ردّ جديد على إحدى شبهات شبيه الوهابية (ميثاق العسر) حول مصداقيّة الشيخ الصدوق (رحمه الله).

📜 نقض شبهة تحريف الصدوق رواية ابن جندب في سجدة الشّكر
🖋 بقلم الشيخ: محمد البحرانيّ.

• رابط المقال: (اضغط هنا).

"مدوّنة: إجابات علميّة"
📜 إنْ جرَّبتَهُ وجدَتهُ سَدِيْداً

روى ثقةُ الإسلام الكلينيّ بإسنادٍ صحيحٍ:
(مُحمَّدُ بنُ يَحْيى‏، عَنْ أحمدَ بنِ مُحمَّدِ بنِ عِيسى‏، عَنْ مُحمَّدِ بنِ خَالدٍ والحُسَيْنِ بنِ سَعِيدٍ جَمِيعاً، عَنِ النَّضْرِ بنِ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى الحَلَبِيِّ، عَنْ أبِي أُسَامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أبَا عَبْدِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ يَقُولُ: «مَنْ قَرَأَ (قُلْ هُوَ اللّهُ أحَدٌ) مِائَةَ مَرَّةٍ حِينَ يَأْخُذُ مَضْجَعَهُ غُفِرَ لَهُ مَا عَمِلَ‏ قَبْلَ ذلِكَ‏ خَمْسِينَ عَاماً».
وقَالَ‏ يَحْيى‏: فسَأَلْتُ سَمَاعَةَ عَنْ ذلِكَ، فقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَصِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ يَقُولُ ذلِكَ، وقَالَ‏: «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أمَا إِنَّكَ إِنْ جَرَّبْتَهُ وَجَدْتَهُ‏ سَدِيداً»).

📚 الكافي، ج٤، ص٤٥٨، رقم الحديث ٣٣٣١، كتاب الدّعاء، باب الدعاء عند النّوم والانتباه منه، ح١٥.

#روضة_المؤمن
الإعلام الهابط وصناعة القدوة

من المفارقات أن يعدَّ بعضُ الناس اهتمامَ أهل الدين بسيرة العلماء والأولياء من التحجّر أو الانغلاق أو التزمُّت وضيق الأفق أو «الماضويّة» كما يحلو للبعض أن يعبّر، في حين أننا لو راقبنا ما تقدّمه أغلب وسائل الإعلام سوف نجد «استخفافاً» بعقول سائر طبقات المجتمع، ولو قمنا برصد طبيعة المواضيع التي تتناول حياة المشاهير من فنانين ورياضيّين وإعلاميين - وهي تستحوذ على نسبة كبير من الأخبار واللقاءات الإعلامية والمجلّات وغير ذلك - سنجدُ اهتماماً مبالغاً فيه وغير مبرّر في الوقت نفسه، فبالنسبة للإنسان العادي، هو يتصفح وسائل الإعلام إما بهدف المعرفة أو التسلية، فمن أين يحصل عليهما في سماع تقرير أخباري حول ملابس المدرب الفلانيّ وساعته ونوعيّة بنطلون «الجينز» الذي يلبسه، ومن أي «ماركة» هو؟ ولماذا لم يلبس «الجوارب» فوق حذائه الرياضيّ؟! وكيف التفت الإعلاميون لذلك فذكروه في تقاريرهم.
وعلى هذا فقِس، والأمر في عالم أهل الفن أكثر فظاعة، فإن كنت غارقاً في متابعة الإعلام بشكل متواصل، فستكون مجبراً على متابعة أحاديثهم عن «ماركات» ألبستهم وساعاتهم وطرق صفّ شعرهم وأساليب تجمّلهم وجملة من تفاصيل حياتهم الشخصية، من زواج وطلاق وعمليات تجميل وطبابة وأسفار و.. إلخ.
هذا الأمر فضلاً عن انعدام فائدته، فهو بالنسبة للقضية الثقافية في غاية الضرر، وذلك لأن الشباب بحاجة إلى التعلق بالقدوة والأسوة الحسنة، وإذا تعلّق الشاب بشخصية لا تشكل عنصراً فاعلاً في قضايا الأمة الإسلامية، فكيف سيكون مثمراً في هذا المجال؟
📜 تعليم النبي (صلى الله عليه وآله) الدّعاء والذكر لرفع الفقر والسُّقم

روى ثقة الإسلام الكليني بإسناد معتبر:
(عَنْ أبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلَامُ)‏، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه: مَنْ ظَهَرَتْ عَلَيْهِ‏ النِّعْمَةُ فَلْيُكثِرْ ذِكْرَ «الحَمْدُ لله»، ومَنْ كَثُرَتْ هُمُومُهُ فعَلَيْهِ بالِاسْتِغْفَارِ، ومَنْ ألَحَّ عَلَيْهِ الفَقْرُ فَلْيُكثِرْ مِنْ قَوْلِ «لَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إِلَّا باللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ» يَنْفِي‏ عَنْهُ الْفَقْرَ».
وقَالَ: «فَقَدَ النَّبِيُّ (صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه) رَجُلاً مِنَ الأنصَارِ، فَقَالَ: «مَا غَيَّبكَ عَنَّا؟»
فقَالَ: الفَقْرُ يَا رَسُولَ الله وطُولُ السُّقْمِ‏.
فقَالَ لَهُ رَسُولُ الله (صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه): «ألَا أُعَلِّمُكَ كلَاماً إِذَا قُلْتَهُ ذَهَبَ عَنْكَ الفَقْرُ والسُّقْمُ‏؟».
فَقَالَ: بَلى‏ يَا رَسُولَ الله.
فقَالَ: «إذَا أصْبَحْتَ وأمْسَيْتَ، فَقُلْ: لَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلّا باللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ‏، تَوَكَّلْتُ عَلَى الحَيِّ الذِي لَا يَمُوتُ، والحَمْدُ للهِ الذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً، ولَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ، ولَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ، وكَبِّرْهُ تَكْبِيراً».
فقَالَ الرَّجُلُ: فواللهِ‏ مَا قُلْتُهُ إلّا ثَلاثةَ أيَّامٍ حَتّى‏ ذَهَبَ‏ عَنِّي الفَقْرُ والسُّقْمُ).

📚 الكافي، ج١٥، ٢٢٩-٢٣٠، رقم الحديث ١٤٨٨٠، كتاب الروضة، ح٦٥.

#روضة_المؤمن
• ضمانُ المُتَّقين

كتب الإمامُ الصادق (عليه السلام) إلى أحد أصحابه: «أمَّا بَعْدُ، فإنِّي أُوصِيكَ بتَقْوَى الله، فإنَّ الله قَدْ ضَمِنَ‏ لمنِ‏ اتَّقَاهُ‏ أَنْ يُحوِّلَهُ عمَّا يكْرَهُ إلى‏ مَا يُحِبُّ ويَرْزُقَهُ مِنْ‏ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ، فإيَّاكَ‏ أنْ تكُونَ مِمَّنْ يخَافُ عَلَى العِبَادِ مِنْ ذُنُوبِهمْ، ويَأْمَنُ العُقُوبةَ مِنْ ذَنْبِه؛ فإنَّ الله- عَزَّ وجَلَّ- لا يُخْدَعُ عَنْ جَنَّتِهِ‏، ولا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إلا بطَاعَتِه إِنْ شَاءَ اللهُ».

📚 الكافي، ج١٥، ص١٣٢-١٣٣، رقم الحديث ١٤٨٢٤، كتاب الروضة، ح٩.
كتب أهل السنة والجماعة تزخر بالروايات التي تبيّن العناية الإلهية والاهتمام النبويّ بما سيقع في كربلاء، - وهذا يحتاج إلى تحليل لأبعاد هذا الاهتمام نتعرّض له قريباً إن شاء الله -، ولكن ما أريد الإشارة إليه هو بيان كذب وسفاهة من يدعي أن ما يُقال في حقيقة هذه الملحمة الإلهية هو من صنع الشيعة واختراعهم. رغم أننا في زمن التوثيق وسهولة الاطلاع ومراجعة الكتب، حيث يتيسر انكشاف الحقائق إلا أن هناك من يصر على الكذب!

إخبار النبيّ (ص) بقتل سيّد الشهداء (ع) (١): رواية أحمد بن حنبل بسندٍ صحيحٍٍ
رابط الوثائق:
https://wahabismsfact.blogspot.com/2020/08/blog-post_28.html

إخبار النبيّ (ص) بقتل سيّد الشهداء (ع) (٢): رواية أحمد بن حنبل بسندٍ حسنٍ
رابط الوثائق:
https://wahabismsfact.blogspot.com/2020/08/blog-post_76.html

إخبار النبيّ (ص) بقتل سيّد الشهداء (ع) (٣): رواية أبي بكر بن أبي شيبة
رابط الوثائق:
https://wahabismsfact.blogspot.com/2020/08/blog-post_60.html

إخبار النبيّ (ص) بقتل سيّد الشهداء (ع) (٤): رواية ابن سعد بسندٍ حسنٍ
رابط الوثائق:
https://wahabismsfact.blogspot.com/2020/08/blog-post_89.html

إخبار النبيّ (ص) بقتل سيّد الشهداء (ع) (٥): رواية ابن أبي عاصم بسندٍ حسنٍ
رابط الوثائق:
https://wahabismsfact.blogspot.com/2020/08/blog-post_33.html

إخبار النبي (ص) بقتل سيد الشهداء (ع) (٦): رواية الحافظ أبي يعلى الموصليّ بسندٍ حسنٍ
رابط الوثائق:
https://wahabismsfact.blogspot.com/2020/08/blog-post_55.html

إخبار النبي (ص) بقتل سيد الشهداء (ع) (٧): رواية الحافظ أبي يعلى الموصليّ بسندٍ حسنٍ
رابط الوثائق:
https://wahabismsfact.blogspot.com/2020/08/blog-post_56.html

إخبار النبي (ص) بقتل سيد الشهداء (ع) (٨): رواية الحافظ ابن حبّان
رابط الوثائق:
https://wahabismsfact.blogspot.com/2020/08/blog-post_68.html

إخبار النبي (ص) بقتل سيد الشهداء (ع) (٩): رواية الحافظ الآجُرّي بسندٍ حسنٍ
رابط الوثائق:
https://wahabismsfact.blogspot.com/2020/08/blog-post_29.html

إخبار النبي (ص) بقتل سيد الشهداء (ع) (١٠): رواية الحافظ ابن طهمان بسندٍ حسنٍ
رابط الوثائق:
https://wahabismsfact.blogspot.com/2020/08/blog-post_3.html

..
2025/04/12 12:57:59
Back to Top
HTML Embed Code: