📄 بيان حال حديث الحقيقة المنسوب لأمير المؤمنين (عليه السلام)
🖋: إبراهيم جواد.
💡الرابط:
https://goo.gl/Wo1TFV
🖋: إبراهيم جواد.
💡الرابط:
https://goo.gl/Wo1TFV
📚ضرورة المطالعة والإعداد الثقافيّ
مع توفر أدوات العلم والمعرفة، أصبح تكوينُ ثقافة دينيّة متينة أمراً ميسوراً لمعظم الحالات في مجتمعنا، وقليلاً ما نجدُ معذوراً في هذا الأمر. ذلك الشاب الذي يقضي أربع ساعات على أقل تقدير وهو ينظر في هاتفه لو اقتطع ربع هذا الوقت وخصصه للمطالعة فسوف يظفر خلال عدة سنوات بثقافة دينيّة عصيّة على الانكسار، وبذلك يكون قادراً على أداء تكليفه تجاه دين الله، وقد حصل هذا لجملة من الأصدقاء، وأبدعوا في هذا المجال إبداعاً مبهراً.
الأمرُ ليس منوطاً بالدخول إلى الحوزة العلمية فقط، بل يمكن لكل شابّ جامعي وغير جامعي أن يقوم بهذه الوظيفة، كل ما علينا امتلاكه هو العزيمة والإحساس بالمسؤولية وقليل من الوقت.
مع توفر أدوات العلم والمعرفة، أصبح تكوينُ ثقافة دينيّة متينة أمراً ميسوراً لمعظم الحالات في مجتمعنا، وقليلاً ما نجدُ معذوراً في هذا الأمر. ذلك الشاب الذي يقضي أربع ساعات على أقل تقدير وهو ينظر في هاتفه لو اقتطع ربع هذا الوقت وخصصه للمطالعة فسوف يظفر خلال عدة سنوات بثقافة دينيّة عصيّة على الانكسار، وبذلك يكون قادراً على أداء تكليفه تجاه دين الله، وقد حصل هذا لجملة من الأصدقاء، وأبدعوا في هذا المجال إبداعاً مبهراً.
الأمرُ ليس منوطاً بالدخول إلى الحوزة العلمية فقط، بل يمكن لكل شابّ جامعي وغير جامعي أن يقوم بهذه الوظيفة، كل ما علينا امتلاكه هو العزيمة والإحساس بالمسؤولية وقليل من الوقت.
🏴المسيرة الفاطمية || ميدان الولاية
للمسيرة الفاطميّة في قم المقدسة روحيّة خاصّة، تستمدّها من عراقة تاريخ هذه المدينة في التشيع، ورسوخها في حب آل الرسول، .. ففيها تهبّ نسائم الرحمة من أنفاس آلاف حملة الوحي الذين مشوا بين أزقتها، وبها يزهو مداد العلماء، ويبدو فخر الأولياء، .. هنا يحتشد المحبّون، ليطلقوا صرخة الجزع، ويعلنوا الولاء، ويرفعوا راية البراءة من الظالمين: لبيك يا بنت رسول الله، والجمعُ فداؤك، ولو اجتمعت عليهم ألف سقيفة غادرة، وألف طاغوت ومستكبر، .. ويبقى النداء عالياً في الأفق حتى ينشر صاحب الثار لواء النصر، وينادي: ألا لعنة الله على الظالمين.
لهفي لها لقد أضيع قدرها ••• حتى توارى بالحجاب بدرُها
#المسيرة_الفاطميّة
• الثالث من جمادى الآخرة، ١٤٤٠.
للمسيرة الفاطميّة في قم المقدسة روحيّة خاصّة، تستمدّها من عراقة تاريخ هذه المدينة في التشيع، ورسوخها في حب آل الرسول، .. ففيها تهبّ نسائم الرحمة من أنفاس آلاف حملة الوحي الذين مشوا بين أزقتها، وبها يزهو مداد العلماء، ويبدو فخر الأولياء، .. هنا يحتشد المحبّون، ليطلقوا صرخة الجزع، ويعلنوا الولاء، ويرفعوا راية البراءة من الظالمين: لبيك يا بنت رسول الله، والجمعُ فداؤك، ولو اجتمعت عليهم ألف سقيفة غادرة، وألف طاغوت ومستكبر، .. ويبقى النداء عالياً في الأفق حتى ينشر صاحب الثار لواء النصر، وينادي: ألا لعنة الله على الظالمين.
لهفي لها لقد أضيع قدرها ••• حتى توارى بالحجاب بدرُها
#المسيرة_الفاطميّة
• الثالث من جمادى الآخرة، ١٤٤٠.
نقض شبهات ميثاق العسر حول حديث (يؤذيني ما آذاها) – الحلقة الأولى.
محورا الحلقة الأولى:
• هل هناك موانع علمية تعيق علماء الشيعة عن الاحتجاج بالحديث على أهل السنة؟
• الحديث من رواية صبيّين، فما الوجه المصحح للاحتجاج على أهل السنة برواية الصبي؟
رابط المقال:
https://ejabaat2019.blogspot.com/2019/02/14.html
..
محورا الحلقة الأولى:
• هل هناك موانع علمية تعيق علماء الشيعة عن الاحتجاج بالحديث على أهل السنة؟
• الحديث من رواية صبيّين، فما الوجه المصحح للاحتجاج على أهل السنة برواية الصبي؟
رابط المقال:
https://ejabaat2019.blogspot.com/2019/02/14.html
..
نقض شبهات ميثاق العسر حول حديث (يؤذيني ما آذاها) – الحلقة الثانية
رابط المقال:
https://ejabaat2019.blogspot.com/2019/02/15.html
..
رابط المقال:
https://ejabaat2019.blogspot.com/2019/02/15.html
..
الشيخ الكليني ورواية «إنّ الله يغضب لغضب فاطمة»
رابط المقال:
https://ejabaat2019.blogspot.com/2019/02/16.html
..
رابط المقال:
https://ejabaat2019.blogspot.com/2019/02/16.html
..
💡سؤال حول كرامات الأولياء
إنّنا نسمعُ الكثيرَ من الكرامات في المراقد المقدّسة، ولكن لا نرى أثراً لذلك في تغيير أوضاع المسلمين، فإذا كان أولئك قادرون على فعل المُعجِز، فلماذا لا يغيّرون حال الأمة الإسلاميّة؟!
-----------
إنّ الإنسان في الحياة الدنيا مكلّف بجملة من التكاليف الإلهيّة، وهذه التكاليف لا بد أن يقوم بها بنفسه، وقانون التدخل الإلهي بشكلٍ عامّ يجري في عالم الوجود بما لا ينافي وضع التكليف، وإنما هو على سبيل الإعانة والدفع للأمام دون أن يكون هذا مؤدياً للتكليف بتمامه، رافعاً إيّاه عن العبد، وعلى هذا الأساس فإنّ الله تعالى قد هيّأ للأمة الإسلامية كثيراً من المقدرات التي توجب نهوضها، إلا أنّهم يعرضون عن ذلك العونِ كثيراً، وإذا حصل هذا، فليس لازماً عليه أن يغير أحوالهم ببركة مرقدٍ ما.
وكنتُ قد نقلتُ سابقاً عن أحد الإخوة بسنده عن السيد محسن الحكيم رحمه الله أنه كان يقول: (إنّ الله لا يستجيب الدعاء في الشأن العام) والظاهرُ أنّ مقصوده أنّ مجرّد الدعاء لا يغيّر الحال في الشأن العام، بخلاف الأحوال الشخصية والمسائل الجزئية فإنّ الله قد يستجيب فيها أحياناً ولو بدون عمل من باب تشجيع العبد وإيقاظه وتبصرته، أما الشأن العام فهو بحاجة إلى توفر الأمرين (الدعاء، العمل)، والأمة اليوم بحمده تعالى تدعو ولا تعمل.
أما سبب ما يجري للناس من كراماتٍ مشهودَةٍ فهو لأنّ ذلك مما يقوّي به اللهُ دينَه، وينصر به الضعفاء وذوي القلوب المنكسرة الذين أغلق أهل الدنيا كل الأبواب بوجوههم فلجأوا إليه وأعطاهم بما يعينهم على قضاء حاجتهم، ولا يعينهم بنحوٍ ينافي بقاء التكليف عليهم، فإنّ التكليف باقٍ على أهله ولا بُدّ لهم من أدائه.
إنّنا نسمعُ الكثيرَ من الكرامات في المراقد المقدّسة، ولكن لا نرى أثراً لذلك في تغيير أوضاع المسلمين، فإذا كان أولئك قادرون على فعل المُعجِز، فلماذا لا يغيّرون حال الأمة الإسلاميّة؟!
-----------
إنّ الإنسان في الحياة الدنيا مكلّف بجملة من التكاليف الإلهيّة، وهذه التكاليف لا بد أن يقوم بها بنفسه، وقانون التدخل الإلهي بشكلٍ عامّ يجري في عالم الوجود بما لا ينافي وضع التكليف، وإنما هو على سبيل الإعانة والدفع للأمام دون أن يكون هذا مؤدياً للتكليف بتمامه، رافعاً إيّاه عن العبد، وعلى هذا الأساس فإنّ الله تعالى قد هيّأ للأمة الإسلامية كثيراً من المقدرات التي توجب نهوضها، إلا أنّهم يعرضون عن ذلك العونِ كثيراً، وإذا حصل هذا، فليس لازماً عليه أن يغير أحوالهم ببركة مرقدٍ ما.
وكنتُ قد نقلتُ سابقاً عن أحد الإخوة بسنده عن السيد محسن الحكيم رحمه الله أنه كان يقول: (إنّ الله لا يستجيب الدعاء في الشأن العام) والظاهرُ أنّ مقصوده أنّ مجرّد الدعاء لا يغيّر الحال في الشأن العام، بخلاف الأحوال الشخصية والمسائل الجزئية فإنّ الله قد يستجيب فيها أحياناً ولو بدون عمل من باب تشجيع العبد وإيقاظه وتبصرته، أما الشأن العام فهو بحاجة إلى توفر الأمرين (الدعاء، العمل)، والأمة اليوم بحمده تعالى تدعو ولا تعمل.
أما سبب ما يجري للناس من كراماتٍ مشهودَةٍ فهو لأنّ ذلك مما يقوّي به اللهُ دينَه، وينصر به الضعفاء وذوي القلوب المنكسرة الذين أغلق أهل الدنيا كل الأبواب بوجوههم فلجأوا إليه وأعطاهم بما يعينهم على قضاء حاجتهم، ولا يعينهم بنحوٍ ينافي بقاء التكليف عليهم، فإنّ التكليف باقٍ على أهله ولا بُدّ لهم من أدائه.
الدفاع العقائديّ عن إمامة أهل البيت (عليهم السلام) لا ينبغي أن يكون مجرّد نزعة تعصّب مذهبي عن غير درايةٍ، أو محض تقليدٍ أعمىٰ، بل هو أساسٌ عمليٌّ لحياة الفكر في عصرنا الحاضر، وإن انكفاء الأقلام عن البحث والنظر سوف يخلقُ حالةً من الجمود والضعف أمام الأفكار التي تغزونا أولاً بأول، ولذلك فحياة العقول والنفوس، وقوة الاعتقاد واليقين تبدأ بالبحث والمعرفة، وفق أصولٍ متقنةٍ بعيداً عن العشوائية.
وبنظري الشخصيّ أعتبرُ الدفاع عن الاعتقاد الحقّ مقدمة لأمرين محوريين في حياة الإنسان المؤمن، أولهما: مسألة التقرب إلى الله تبارك وتعالى، فكل ما يُبذل من جهد في ذلك المقام هو عبارةٌ عن مقدمة لتصحيح الوقوف في مقام المناجاة والتضرّع، ولتثمير الصلاة أمام رب العالمين، وبدون تلك المقدّمة المهمة كيف يمكن ضمان ارتفاع العمل الصالح وقد فسدت الأسس وانهدّت الأركان وخربت القواعد؟! فالانحراف عن طريق آل محمد (عليهم السلام) مانع أساسي عن الارتقاء إلى الكمالات المعنويّة في طريق السير إلى الله، فإنه «إنما يتقبل الله من المتقين»، ولذلك لا بد من الاهتمام بهذا الجانب ليكون عملنا لنيل رضا الله تبارك وتعالى نقيّاً صالحاً، لا تعكّره شيطنةُ أهل الضلال والانحراف.
أما المسألة الثانية، فهذا العملُ هو تحصين لأصول النظام السياسي في الإسلام، وصيانة له من التحريف، وفي نفس الوقت، هو حماية للدين من الانزواء في زوايا التكايا والصوامع، فالإمامةُ أصل أصيل في وقاية المجتمع من الانجرار خلف ولاية الطاغوت، وعنصر أساسي في ارتقاء المعرفة بحقيقة المسؤولية تجاه التشيع وما سيؤول إليه في العقود القادمة، وبعبارة أخرى: المعرفة بحقيقة الإمامة ومن ثمّ الوظيفة التي تفرضها علينا خلال زمن الغيبة مقدّمة لأداء تلك الوظائف الشرعية، وإلا فبدون المعرفة التامة بمشروع الإمامة ولا سيما بجزئها الأعظم وهي مرحلة المهدويّة لن نكون قادرين على فهم تكاليفنا تجاهها في زمن الغيبة.
هذا يعني بكلّ صراحة: أن لا يتحوّل الشيعي إلى «درويش» لا يعي ما يدور حوله، ولا يمنع تصرّف الأغيار به، بل ينبغي أن يقف بمدد وعون أئمة الهدى عليهم السلام في وجه المخططات التي تحاول أن تهيمن على هذه الشعوب المستضعفة والسيطرة على خيراتها، ولذلك قد تلاحظون هذا التشابك بين عالم الاعتقادات الدينية والسياسة بشكل وثيق، .. خلال هذا الأسبوع قرأتُ تقريراً حول ندوة علمية أقيمت في طهران، وفيها نُقل عن الدكتور موسى حقّاني قوله إن بعض «المفكّرين الإيرانيين المتنوّرين» صرّح بأن الاعتقاد بالإمام الثاني عشر هو أكبر الموانع والعوائق أمام تحقق الديمقراطية في إيران! وغالب الظنّ أنه يقصد الديمقراطية على النهج الذي تدخل فيه بلاد الإسلام تحت هيمنة الثقافة الغربية على مستوى السياسة، وعلى مستوى الفكر، وعلى مستوى المعيشة، أي: من باطن العقل والروح إلى ظاهر الجسد والمأكل والمشرب..إلخ، وهذا يعني أنّ الطرف المقابل لن يقفَ مكتوف الأيدي أمام ما يعتبره «العائق الأكبر»، ولذلك تجدون الشبهات تتطاير بشكل جنونيّ لتحطيم هذا السدّ المنيع أمام العلمانية الغربية وامبراطوريتها الاستكباريّة في المنطقة، وهذا بالطبع يلقي عبئاً إضافياً على طلاب الحوزة العلمية، .. فليقوموا بواجبهم تجاه ولي النعمة وغوث الورى مولانا حجة الله على العالمين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين،... والحمد لله رب العالمين.
• إبراهيم جواد
مقتطفٌ من محاضرة: المعرفة المهدويّة، دوافع البحث ومناهجه.
السبت، ٢/رجب/١٤٤٠ هجرية.
وبنظري الشخصيّ أعتبرُ الدفاع عن الاعتقاد الحقّ مقدمة لأمرين محوريين في حياة الإنسان المؤمن، أولهما: مسألة التقرب إلى الله تبارك وتعالى، فكل ما يُبذل من جهد في ذلك المقام هو عبارةٌ عن مقدمة لتصحيح الوقوف في مقام المناجاة والتضرّع، ولتثمير الصلاة أمام رب العالمين، وبدون تلك المقدّمة المهمة كيف يمكن ضمان ارتفاع العمل الصالح وقد فسدت الأسس وانهدّت الأركان وخربت القواعد؟! فالانحراف عن طريق آل محمد (عليهم السلام) مانع أساسي عن الارتقاء إلى الكمالات المعنويّة في طريق السير إلى الله، فإنه «إنما يتقبل الله من المتقين»، ولذلك لا بد من الاهتمام بهذا الجانب ليكون عملنا لنيل رضا الله تبارك وتعالى نقيّاً صالحاً، لا تعكّره شيطنةُ أهل الضلال والانحراف.
أما المسألة الثانية، فهذا العملُ هو تحصين لأصول النظام السياسي في الإسلام، وصيانة له من التحريف، وفي نفس الوقت، هو حماية للدين من الانزواء في زوايا التكايا والصوامع، فالإمامةُ أصل أصيل في وقاية المجتمع من الانجرار خلف ولاية الطاغوت، وعنصر أساسي في ارتقاء المعرفة بحقيقة المسؤولية تجاه التشيع وما سيؤول إليه في العقود القادمة، وبعبارة أخرى: المعرفة بحقيقة الإمامة ومن ثمّ الوظيفة التي تفرضها علينا خلال زمن الغيبة مقدّمة لأداء تلك الوظائف الشرعية، وإلا فبدون المعرفة التامة بمشروع الإمامة ولا سيما بجزئها الأعظم وهي مرحلة المهدويّة لن نكون قادرين على فهم تكاليفنا تجاهها في زمن الغيبة.
هذا يعني بكلّ صراحة: أن لا يتحوّل الشيعي إلى «درويش» لا يعي ما يدور حوله، ولا يمنع تصرّف الأغيار به، بل ينبغي أن يقف بمدد وعون أئمة الهدى عليهم السلام في وجه المخططات التي تحاول أن تهيمن على هذه الشعوب المستضعفة والسيطرة على خيراتها، ولذلك قد تلاحظون هذا التشابك بين عالم الاعتقادات الدينية والسياسة بشكل وثيق، .. خلال هذا الأسبوع قرأتُ تقريراً حول ندوة علمية أقيمت في طهران، وفيها نُقل عن الدكتور موسى حقّاني قوله إن بعض «المفكّرين الإيرانيين المتنوّرين» صرّح بأن الاعتقاد بالإمام الثاني عشر هو أكبر الموانع والعوائق أمام تحقق الديمقراطية في إيران! وغالب الظنّ أنه يقصد الديمقراطية على النهج الذي تدخل فيه بلاد الإسلام تحت هيمنة الثقافة الغربية على مستوى السياسة، وعلى مستوى الفكر، وعلى مستوى المعيشة، أي: من باطن العقل والروح إلى ظاهر الجسد والمأكل والمشرب..إلخ، وهذا يعني أنّ الطرف المقابل لن يقفَ مكتوف الأيدي أمام ما يعتبره «العائق الأكبر»، ولذلك تجدون الشبهات تتطاير بشكل جنونيّ لتحطيم هذا السدّ المنيع أمام العلمانية الغربية وامبراطوريتها الاستكباريّة في المنطقة، وهذا بالطبع يلقي عبئاً إضافياً على طلاب الحوزة العلمية، .. فليقوموا بواجبهم تجاه ولي النعمة وغوث الورى مولانا حجة الله على العالمين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين،... والحمد لله رب العالمين.
• إبراهيم جواد
مقتطفٌ من محاضرة: المعرفة المهدويّة، دوافع البحث ومناهجه.
السبت، ٢/رجب/١٤٤٠ هجرية.
فلا تكن مثلهم!
عند بداية حضوري في الحوزة العلمية بقم المقدسة (زادها الله شرفاً)، ذهبتُ لتنفيذ بعض الإجراءات الإداريّة، وكان برفقتي صديقٌ إيرانيٌّ يمتاز بنقاء قلبه وكثرة يقظته، وخلال خروجنا، ونحن نمر بالطلاب هنا وهناك، قال لي وهو ينظرُ إليهم: «البعض يدخلُ إلى هنا حَمَلاً وديعاً، ويخرج ذئباً، فلا تكن مثلهم»، ثمّ سكتَ وسكتُّ ولم أجبه بكلمة.
وأنا لم أفهم المناسبة - بوضوح - آنذاك، وقد مرّ ما يقارب خمس سنوات على هذا الكلام ولا زال عالقاً في ذهني، وكنت قد تعجّبتُ في البداية من فهم هذا المعنى، ومع مرور الوقت أصبح واضحاً أنّ طلب العلم وحده لا يرتقي بالآدميّ إلى مرحلة الإنسانية، بل ربما يسقطه إلى هاوية الحيوانيّة.
وبعد أن فهمتُ ذلك بوضوح، كنت أقول لبعض أصدقاء الدرس: الله وحده يعلم ماذا يمكننا أن نفعل بالناس التي تثق بنا إذا تلبّسنا بلباس الشيطنة، ولم نُهذّب نفوسنا، وهو العليم بقدرتنا على قلب حياة الآخرين إلى جحيمٍ، وإخراجهم من جنة الحق إلى سعير الضلال، وإبدال الدين من محطّة للطمأنينة والسكون بطاعة الله والتنعّم بلذة ذكره ومناجاته إلى جهنم شيطانية وقودها وسوسة شياطين الإنس ممن تلبسوا يوماً بلباس طلب العلم.
حقاً؛ كل اللّمم من معاصي الناس يهون أمرُه أمام خطيئة من سلكَ طريق طلب العلم ثم أذابت شيطنته «حمليّته»، وأحالتها إلى «ذئبيّة» ضارية مضرّة بالمضلّلين المخدوعين الذين يحترقون كحطبٍ في معارك الاستحواذ على دار الممر الفانية.
.
.
.
📜 روى الشيخ الصدوق في (علل الشرائع) بسندٍ صحيح :
أبي رحمه الله قال: حدَّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدَّثنا أيوب بن نوح، قال: حدَّثنا محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "كان رَجُلٌ في الزَّمَن الأوَّل طَلَبَ الدُّنيا من حلالٍ فَلَمْ يقدر عليها، وطَلَبَهَا من حرامٍ فَلَمْ يقدر عليها، فأتاهُ الشيطانُ فقال له: يا هذا إنَّك قَدْ طَلَبْتَ الدُّنيا من حلالٍ فَلَمْ تقدر عليها، وطَلَبْتَهَا من حرامٍ فَلَمْ تقدر عليها، أَفَلَا أَدُلُّك على شيءٍ تكثرُ به دُنياك، ويَكْثُرُ به تَبَعُك؟ قال: بلى.
قال: تَبْتَدِعُ دِيناً وتدعو إليه النَّاس، فَفَعَلَ فاسْتَجَابَ له النَّاسُ، فأطاعوه وأصابَ من الدُّنيا. ثُمَّ إنَّه فَكَّرَ فقال: ما صَنَعْتُ؟ ابْتَدَعْتُ دِيناً، ودَعَوْتُ النَّاس! ما أرى لي توبةً إلّا [أنْ] آتي من دَعَوْتُهُ إليه، فأَرُدَّهُمْ عنه، فَجَعَلَ يأتي أصحابَه الذين أجابوه، فيقول [لهم]: إنَّ الذي دَعَوْتُكُمْ إليه باطل، وإنَّما ابْتَدَعْتُه، فَجَعَلُوا يقولون [له]: كَذَبْتَ وهو الحَقُّ، ولكنَّك شَكَكْتَ في دِينِك فَرَجَعْتَ عنه، فلمَّا رأى ذلك عَمَدَ إلى سلسلةٍ فَوَتَدَ لها وَتَداً، ثُمَّ جَعَلَها في عُنُقِه، وقال: لا أحلُّها حتى يتوبَ اللهُ - عزَّ وجلَّ - عَلَيَّ، فَأَوحى اللهُ عزَّ وجلَّ إلى نبيٍّ من أنبيائِه قُلْ لِفُلان: وعِزَّتي [وجلالي] لو دَعَوْتَني حتى تنقطعَ أوصالُك ما اسْتَجَبْتُ لك حتى تَرُدَّ من ماتَ إلى ما دَعَوْتَهُ إليه، فَيَرْجِعَ عنه".
📚 علل الشرائع ج٢ ص٢٤٢، الباب (٢٤٣) العِلَّة التي من أجلها لا يُقْبَلُ توبة صاحب البدعة، رقم الحديث ٢.
📚 عقاب الأعمال، ص٣٠٦-٣٠٧، عقاب من ابتدع ديناً، رقم الحديث ١.
عند بداية حضوري في الحوزة العلمية بقم المقدسة (زادها الله شرفاً)، ذهبتُ لتنفيذ بعض الإجراءات الإداريّة، وكان برفقتي صديقٌ إيرانيٌّ يمتاز بنقاء قلبه وكثرة يقظته، وخلال خروجنا، ونحن نمر بالطلاب هنا وهناك، قال لي وهو ينظرُ إليهم: «البعض يدخلُ إلى هنا حَمَلاً وديعاً، ويخرج ذئباً، فلا تكن مثلهم»، ثمّ سكتَ وسكتُّ ولم أجبه بكلمة.
وأنا لم أفهم المناسبة - بوضوح - آنذاك، وقد مرّ ما يقارب خمس سنوات على هذا الكلام ولا زال عالقاً في ذهني، وكنت قد تعجّبتُ في البداية من فهم هذا المعنى، ومع مرور الوقت أصبح واضحاً أنّ طلب العلم وحده لا يرتقي بالآدميّ إلى مرحلة الإنسانية، بل ربما يسقطه إلى هاوية الحيوانيّة.
وبعد أن فهمتُ ذلك بوضوح، كنت أقول لبعض أصدقاء الدرس: الله وحده يعلم ماذا يمكننا أن نفعل بالناس التي تثق بنا إذا تلبّسنا بلباس الشيطنة، ولم نُهذّب نفوسنا، وهو العليم بقدرتنا على قلب حياة الآخرين إلى جحيمٍ، وإخراجهم من جنة الحق إلى سعير الضلال، وإبدال الدين من محطّة للطمأنينة والسكون بطاعة الله والتنعّم بلذة ذكره ومناجاته إلى جهنم شيطانية وقودها وسوسة شياطين الإنس ممن تلبسوا يوماً بلباس طلب العلم.
حقاً؛ كل اللّمم من معاصي الناس يهون أمرُه أمام خطيئة من سلكَ طريق طلب العلم ثم أذابت شيطنته «حمليّته»، وأحالتها إلى «ذئبيّة» ضارية مضرّة بالمضلّلين المخدوعين الذين يحترقون كحطبٍ في معارك الاستحواذ على دار الممر الفانية.
.
.
.
📜 روى الشيخ الصدوق في (علل الشرائع) بسندٍ صحيح :
أبي رحمه الله قال: حدَّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدَّثنا أيوب بن نوح، قال: حدَّثنا محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "كان رَجُلٌ في الزَّمَن الأوَّل طَلَبَ الدُّنيا من حلالٍ فَلَمْ يقدر عليها، وطَلَبَهَا من حرامٍ فَلَمْ يقدر عليها، فأتاهُ الشيطانُ فقال له: يا هذا إنَّك قَدْ طَلَبْتَ الدُّنيا من حلالٍ فَلَمْ تقدر عليها، وطَلَبْتَهَا من حرامٍ فَلَمْ تقدر عليها، أَفَلَا أَدُلُّك على شيءٍ تكثرُ به دُنياك، ويَكْثُرُ به تَبَعُك؟ قال: بلى.
قال: تَبْتَدِعُ دِيناً وتدعو إليه النَّاس، فَفَعَلَ فاسْتَجَابَ له النَّاسُ، فأطاعوه وأصابَ من الدُّنيا. ثُمَّ إنَّه فَكَّرَ فقال: ما صَنَعْتُ؟ ابْتَدَعْتُ دِيناً، ودَعَوْتُ النَّاس! ما أرى لي توبةً إلّا [أنْ] آتي من دَعَوْتُهُ إليه، فأَرُدَّهُمْ عنه، فَجَعَلَ يأتي أصحابَه الذين أجابوه، فيقول [لهم]: إنَّ الذي دَعَوْتُكُمْ إليه باطل، وإنَّما ابْتَدَعْتُه، فَجَعَلُوا يقولون [له]: كَذَبْتَ وهو الحَقُّ، ولكنَّك شَكَكْتَ في دِينِك فَرَجَعْتَ عنه، فلمَّا رأى ذلك عَمَدَ إلى سلسلةٍ فَوَتَدَ لها وَتَداً، ثُمَّ جَعَلَها في عُنُقِه، وقال: لا أحلُّها حتى يتوبَ اللهُ - عزَّ وجلَّ - عَلَيَّ، فَأَوحى اللهُ عزَّ وجلَّ إلى نبيٍّ من أنبيائِه قُلْ لِفُلان: وعِزَّتي [وجلالي] لو دَعَوْتَني حتى تنقطعَ أوصالُك ما اسْتَجَبْتُ لك حتى تَرُدَّ من ماتَ إلى ما دَعَوْتَهُ إليه، فَيَرْجِعَ عنه".
📚 علل الشرائع ج٢ ص٢٤٢، الباب (٢٤٣) العِلَّة التي من أجلها لا يُقْبَلُ توبة صاحب البدعة، رقم الحديث ٢.
📚 عقاب الأعمال، ص٣٠٦-٣٠٧، عقاب من ابتدع ديناً، رقم الحديث ١.
• نِعم الموعظة..
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ: «لَيْسَ شَيْءٌ إِلَّا وَ لَهُ حَدٌّ».
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا حَدُّ التَّوَكُّلِ؟!
قَالَ: «الْيَقِينُ».
قُلْتُ: فَمَا حَدُّ الْيَقِينِ؟!
قَالَ: «أَنْ لَا تَخَافَ مَعَ اللَّهِ شَيْئاً».
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ: «لَيْسَ شَيْءٌ إِلَّا وَ لَهُ حَدٌّ».
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا حَدُّ التَّوَكُّلِ؟!
قَالَ: «الْيَقِينُ».
قُلْتُ: فَمَا حَدُّ الْيَقِينِ؟!
قَالَ: «أَنْ لَا تَخَافَ مَعَ اللَّهِ شَيْئاً».
♦ قطرة من بحر فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
📜 روى الشيخ المفيد في الأمالي بسند صحيح :
حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، قال: حدثني أبي، قال: حدثني محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام:
يا علي أنت مني وأنا منك، وليُّك وليي ووليي وليُّ الله، وعدوُّك عدوِّي وعدوِّي عدوُّ الله.
يا علي أنا حربٌ لمن حاربك، وسلمٌ لمن سالمك.
يا علي لك كنزٌ في الجنة وأنت ذو قرنيها.
يا علي أنت قسيم الجنة والنار، لا يدخل الجنة إلا من عرفك وعرفته، ولا يدخل النار إلا من أنكرك وأنكرته.
يا علي أنت والأئمة من ولدك على الأعراف يوم القيامة تعرف المجرمين بسيماهم، والمؤمنين بعلاماتهم.
يا علي لولاك لم يُعرف المؤمنون بعدي.
📚 أمالي المفيد ص٢١٣، المجلس ٢٤، رقم الحديث ٤.
📜 روى الشيخ المفيد في الأمالي بسند صحيح :
حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، قال: حدثني أبي، قال: حدثني محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام:
يا علي أنت مني وأنا منك، وليُّك وليي ووليي وليُّ الله، وعدوُّك عدوِّي وعدوِّي عدوُّ الله.
يا علي أنا حربٌ لمن حاربك، وسلمٌ لمن سالمك.
يا علي لك كنزٌ في الجنة وأنت ذو قرنيها.
يا علي أنت قسيم الجنة والنار، لا يدخل الجنة إلا من عرفك وعرفته، ولا يدخل النار إلا من أنكرك وأنكرته.
يا علي أنت والأئمة من ولدك على الأعراف يوم القيامة تعرف المجرمين بسيماهم، والمؤمنين بعلاماتهم.
يا علي لولاك لم يُعرف المؤمنون بعدي.
📚 أمالي المفيد ص٢١٣، المجلس ٢٤، رقم الحديث ٤.
حب الدنيا: خروجٌ من ولاية الله إلى ولاية الشيطان.
في مقام الحديث عن قتل الإمام الكاظم (عليه السلام) ينبغي أن يُشار أيضاً إلى دور بعض محبي الدنيا في تلك الجريمة، والعجيب في الأمر أن بعضهم كانوا من أقربائه، فأحدُ المشاركين الأساسيين في التحريض ضد الإمام لسجنه هو ابن أخيه (محمد بن إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق)، حيث ودّع الإمامَ وهو يبدي له العاطفة والمحبة ويخفي عنه الحقد والحسد وحب الدنيا - وليس يخفى على ولي الله شيء بإذنه تبارك وتعالى-، وانطلق إلى بغداد، فدخل على هارون العباسي، وابتدره قائلاً: «ما ظننتُ أن في الأرض خليفتين حتى رأيت عمي موسى بن جعفر يُسَلَّمُ عليه بالخلافة»، فأرسل هارون إليه بمائة ألف درهم!
نعم؛ مع غياب تهذيب النفس وتزكيتها، من الممكن أن يُقدِمَ الإنسانُ على التضحية بإيمانه وآخرته في سبيل تحقيق رغبات النفس المتلطخة بحب الدنيا وشهواتها، وقد رأينا ورأيتم من يطعن - كل يومٍ - بسهمٍ في قلب إمامه؛ لأنّ أمر دنياه لا يتم إلا بذلك، وشهوات نفسه أيضاً لا تنقضي إلا بذلك!
إن النفسَ إذا التهبتْ بنيران الشغف بالدنيا فإنها سوف تخلع لباس التقوى والدين وتلبس لباس الشيطنة والسوء، لينتهي الحال بالانصراف عن ولاية الله إلى ولاية الشيطان، وهذا هو الانحطاط العظيم، نعوذ بالله منه.
في مقام الحديث عن قتل الإمام الكاظم (عليه السلام) ينبغي أن يُشار أيضاً إلى دور بعض محبي الدنيا في تلك الجريمة، والعجيب في الأمر أن بعضهم كانوا من أقربائه، فأحدُ المشاركين الأساسيين في التحريض ضد الإمام لسجنه هو ابن أخيه (محمد بن إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق)، حيث ودّع الإمامَ وهو يبدي له العاطفة والمحبة ويخفي عنه الحقد والحسد وحب الدنيا - وليس يخفى على ولي الله شيء بإذنه تبارك وتعالى-، وانطلق إلى بغداد، فدخل على هارون العباسي، وابتدره قائلاً: «ما ظننتُ أن في الأرض خليفتين حتى رأيت عمي موسى بن جعفر يُسَلَّمُ عليه بالخلافة»، فأرسل هارون إليه بمائة ألف درهم!
نعم؛ مع غياب تهذيب النفس وتزكيتها، من الممكن أن يُقدِمَ الإنسانُ على التضحية بإيمانه وآخرته في سبيل تحقيق رغبات النفس المتلطخة بحب الدنيا وشهواتها، وقد رأينا ورأيتم من يطعن - كل يومٍ - بسهمٍ في قلب إمامه؛ لأنّ أمر دنياه لا يتم إلا بذلك، وشهوات نفسه أيضاً لا تنقضي إلا بذلك!
إن النفسَ إذا التهبتْ بنيران الشغف بالدنيا فإنها سوف تخلع لباس التقوى والدين وتلبس لباس الشيطنة والسوء، لينتهي الحال بالانصراف عن ولاية الله إلى ولاية الشيطان، وهذا هو الانحطاط العظيم، نعوذ بالله منه.
[وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا]
قال السيد المحقق آية الله أبو القاسم الدهكردي:
«فقد حصل لي التجربة بذلك في النجف الغريّ حين اشتغالي ببعض أسمائه [تعالى] كذلك، وقد اشتغلتُ برهةً من الزمان بذكر «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ» بآدابه فرأيتُ منه آثاراً عظيمةً غريبةً، وحصل لي ببركة المداومة عليهما فيوضات كثيرة، وهما الاسمان العظيمان، لهما تأثيران غريبان في حياة القلب وقوّة النفس والقيام بالأمور التي من شأن الأولياء القيام بها».
📚لمعات در شرح دعاى سمات، ص٥١-٥٢.
#روضة_المؤمن
قال السيد المحقق آية الله أبو القاسم الدهكردي:
«فقد حصل لي التجربة بذلك في النجف الغريّ حين اشتغالي ببعض أسمائه [تعالى] كذلك، وقد اشتغلتُ برهةً من الزمان بذكر «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ» بآدابه فرأيتُ منه آثاراً عظيمةً غريبةً، وحصل لي ببركة المداومة عليهما فيوضات كثيرة، وهما الاسمان العظيمان، لهما تأثيران غريبان في حياة القلب وقوّة النفس والقيام بالأمور التي من شأن الأولياء القيام بها».
📚لمعات در شرح دعاى سمات، ص٥١-٥٢.
#روضة_المؤمن
التديّن الرحماني!
ربما يطرقُ سمعَك في هذه الأيام مصطلح «التديّن الرحماني»، والذي يهيمن على خطابه النظر إلى جانب الرّحمة في الذات الإلهية والسلوك الإنساني، ولا يُلحَظ عليه الاعتدال في طرح هذا المفهوم مقابل المفاهيم الأخرى كالغضب الإلهي وفلسفة الثواب والعقاب بطرحها الديني والعقلائيّ.
وهذه الرؤية بحسب تنظيراتها المُفرطة المغيّبة للجانب الآخر لا تختلف عن «التديّن المتوحّش»، فكلاهما يغيّب ويُقصي جزءاً كبيراً من الرؤية الدينية حول هذا الموضوع.
وهذا الإقصاء يضادّ الدلالة القرآنية والروائيّة التي يتبنّاها الأكثرية الغالبة من علماء الإسلام، حيث تقوم رؤيتهم على إثبات الخوف والرجاء، الخوف من العقاب ورجاء الثواب والعفو، وهذا لا يقتصرُ في النظر إلى الله تعالى، بل يسري إلى كافة أنحاء الحياة حيث يعتقدون بإثابة المُحسن ومعاقبة المسيء، وهذا منهج العقلاء لا أهل الأديان فقط.
ربما تجدُ تنظيراتٍ جذّابة حين ترى الكاتبَ يسرد عليك آيات الرحمة في كتاب الله، ويحصي لك عدد الكلمات التي وردت فيها مادّة (رَحَمَ)، ويمعن في تقصّي تلك الآيات والشواهد، ولكن هذا الأمر ليس إلّا مقدّمة لتغييب النصف الآخر من كتاب الله، بل هذا في الحقيقة مصداقٌ واضحٌ للازدواجيّة في التعامل مع القرآن.
إنّ الاستناد إلى القرآن يوجِبُ النَّظر في كافّة آياته وعدم الإعراض عن بعضها لأجل تمرير بعض الأفكار التي توظّف كتاب الله في جزءٍ دون آخر، والقفزُ عن هذا الأمر مع شدّة وضوحه لا يخلو من استغفالٍ لعقول الناس.
مثل هذا الأمر ينبغي التنبّه إليه، وأن لا يسري إلى قلوبنا، وللأسف قد ابتلي بعض الدعاة والوعّاظ بهذا الحال من حيث لا يشعرون، حيث تجد أحدهم يسهب في ذكر مواعظ الرحمة والعفو بشكل مفرط، وينسى أو يتناسى جانب الوعيد الإلهيّ، وزاد الطين بلة أنّ إفراط البعض في ذلك سهّل لجملة من عوام الناس تكوين تصورات ساذجة عن الله تبارك وتعالى، فربما خاطبه البعض بأنّه (صديقه)، و(عزيزه)، غافلاً عن مقام الألوهية الذي يقتضي الأدب في الخطاب بنحو مغاير لما هو في الخطابات العرفية الممزوجة برفع الكلفة والعناية.
الإقبال الحقيقي على القرآن يكونُ بمخالطة مفاهيمه ومقاصده بلحمنا ودمنا، بحيث يكون القرآن بصورته الإلهية المتكاملة حاضراً في قلوبنا، وننساق مع معانيه حيثما أراد، لا أن نسوقَ بعضه حيثما نريد، ونهمل جزءاً عظيماً منه.
رُوي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (ألا إن الفقيه كل الفقيه هو الذي لم يقنِّط الناس من رحمة الله تعالى، ولا يؤمِّنهم من عذابه، ولا يرخِّص لهم في معصيته، ولا يدع القرآن رغبة في غيره، ولا خير في عبادة لا علم فيها، ولا خير في قراءة لا تدبر فيها). [بحار الأنوار، ج75، ص74-75].
ربما يطرقُ سمعَك في هذه الأيام مصطلح «التديّن الرحماني»، والذي يهيمن على خطابه النظر إلى جانب الرّحمة في الذات الإلهية والسلوك الإنساني، ولا يُلحَظ عليه الاعتدال في طرح هذا المفهوم مقابل المفاهيم الأخرى كالغضب الإلهي وفلسفة الثواب والعقاب بطرحها الديني والعقلائيّ.
وهذه الرؤية بحسب تنظيراتها المُفرطة المغيّبة للجانب الآخر لا تختلف عن «التديّن المتوحّش»، فكلاهما يغيّب ويُقصي جزءاً كبيراً من الرؤية الدينية حول هذا الموضوع.
وهذا الإقصاء يضادّ الدلالة القرآنية والروائيّة التي يتبنّاها الأكثرية الغالبة من علماء الإسلام، حيث تقوم رؤيتهم على إثبات الخوف والرجاء، الخوف من العقاب ورجاء الثواب والعفو، وهذا لا يقتصرُ في النظر إلى الله تعالى، بل يسري إلى كافة أنحاء الحياة حيث يعتقدون بإثابة المُحسن ومعاقبة المسيء، وهذا منهج العقلاء لا أهل الأديان فقط.
ربما تجدُ تنظيراتٍ جذّابة حين ترى الكاتبَ يسرد عليك آيات الرحمة في كتاب الله، ويحصي لك عدد الكلمات التي وردت فيها مادّة (رَحَمَ)، ويمعن في تقصّي تلك الآيات والشواهد، ولكن هذا الأمر ليس إلّا مقدّمة لتغييب النصف الآخر من كتاب الله، بل هذا في الحقيقة مصداقٌ واضحٌ للازدواجيّة في التعامل مع القرآن.
إنّ الاستناد إلى القرآن يوجِبُ النَّظر في كافّة آياته وعدم الإعراض عن بعضها لأجل تمرير بعض الأفكار التي توظّف كتاب الله في جزءٍ دون آخر، والقفزُ عن هذا الأمر مع شدّة وضوحه لا يخلو من استغفالٍ لعقول الناس.
مثل هذا الأمر ينبغي التنبّه إليه، وأن لا يسري إلى قلوبنا، وللأسف قد ابتلي بعض الدعاة والوعّاظ بهذا الحال من حيث لا يشعرون، حيث تجد أحدهم يسهب في ذكر مواعظ الرحمة والعفو بشكل مفرط، وينسى أو يتناسى جانب الوعيد الإلهيّ، وزاد الطين بلة أنّ إفراط البعض في ذلك سهّل لجملة من عوام الناس تكوين تصورات ساذجة عن الله تبارك وتعالى، فربما خاطبه البعض بأنّه (صديقه)، و(عزيزه)، غافلاً عن مقام الألوهية الذي يقتضي الأدب في الخطاب بنحو مغاير لما هو في الخطابات العرفية الممزوجة برفع الكلفة والعناية.
الإقبال الحقيقي على القرآن يكونُ بمخالطة مفاهيمه ومقاصده بلحمنا ودمنا، بحيث يكون القرآن بصورته الإلهية المتكاملة حاضراً في قلوبنا، وننساق مع معانيه حيثما أراد، لا أن نسوقَ بعضه حيثما نريد، ونهمل جزءاً عظيماً منه.
رُوي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (ألا إن الفقيه كل الفقيه هو الذي لم يقنِّط الناس من رحمة الله تعالى، ولا يؤمِّنهم من عذابه، ولا يرخِّص لهم في معصيته، ولا يدع القرآن رغبة في غيره، ولا خير في عبادة لا علم فيها، ولا خير في قراءة لا تدبر فيها). [بحار الأنوار، ج75، ص74-75].
◾️وفاة الشيخ المفيد (رحمه الله)
في مثل هذا اليوم، الثالث من شهر رمضان، سنة ٤١٣ هجريّة، انتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ محمد بن محمد بن النعمان التلعكبري البغداديّ المعروف بالمفيد، وقبره في حرم الإمام الكاظم عليه السلام.
وقد كان عالماً عاملاً مجاهداً، ذبّ عن أصول المذهب وفروعه، وبيّنها بالبيان المفيد والبرهان العتيد، في وقتٍ تكالبت الجموع لإفناء التشيع والتشكيك فيه، فأسأل الله أن يجزل له الثواب، ويحشره مع أئمة الهدى.
• قال ابن أبي طيء في وصفه: «وكان قوي النفس، كثير البر، عظيم الخشوع، كثير الصلاة والصوم، يلبس الخشن من الثياب، وكان مديماً للمطالعة والتعليم، ومن أحفظ الناس، قيل: إنه ما ترك للمخالفين كتاباً إلا وحفظه، وبهذا قدر على حل شبه القوم».
• وروي عن عبيد الله بن عبد الله الخفاف المعروف بابن النقيب أنّه لما بلغه موت الشيخ المفيد سجد لله شكراً، وعقد مجلساً للتهنئة، وقال: «ما أبالي أي وقت مُتُّ بعد أن شاهدتُ موتَ ابن المعلّم».. فانظر إلى السلف الماضين من علمائنا كيف كان وجودهم قرة عينه لأولياء آل محمد عليهم السلام وموتهم راحة لأولياء الشيطان، واعرف بذلك قدرهم.
في مثل هذا اليوم، الثالث من شهر رمضان، سنة ٤١٣ هجريّة، انتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ محمد بن محمد بن النعمان التلعكبري البغداديّ المعروف بالمفيد، وقبره في حرم الإمام الكاظم عليه السلام.
وقد كان عالماً عاملاً مجاهداً، ذبّ عن أصول المذهب وفروعه، وبيّنها بالبيان المفيد والبرهان العتيد، في وقتٍ تكالبت الجموع لإفناء التشيع والتشكيك فيه، فأسأل الله أن يجزل له الثواب، ويحشره مع أئمة الهدى.
• قال ابن أبي طيء في وصفه: «وكان قوي النفس، كثير البر، عظيم الخشوع، كثير الصلاة والصوم، يلبس الخشن من الثياب، وكان مديماً للمطالعة والتعليم، ومن أحفظ الناس، قيل: إنه ما ترك للمخالفين كتاباً إلا وحفظه، وبهذا قدر على حل شبه القوم».
• وروي عن عبيد الله بن عبد الله الخفاف المعروف بابن النقيب أنّه لما بلغه موت الشيخ المفيد سجد لله شكراً، وعقد مجلساً للتهنئة، وقال: «ما أبالي أي وقت مُتُّ بعد أن شاهدتُ موتَ ابن المعلّم».. فانظر إلى السلف الماضين من علمائنا كيف كان وجودهم قرة عينه لأولياء آل محمد عليهم السلام وموتهم راحة لأولياء الشيطان، واعرف بذلك قدرهم.
تراثنا؛ إرث المجتبى عليه السلام ..
من الإنصاف أن يقرّ بالتقصير تجاه الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، ولكن لكي لا نبالغ، ولتتضح الصورة ينبغي أن نفهمَ طبيعة الوضع الذي عاشه بعض الأئمة عليهم السلام ونتعقّل طبيعة الظرف الذي أدّى إلى غياب حضور بعضهم بيننا بشكل أكبر من غيره.
ومن المؤلم أن نقول إن الشيعة لم تحظَ بأنفاس الإمامة بشكل واسع إلا في زمن خمسة من المعصومين عليهم السلام، وهم: جزء من حياة أمير المؤمنين، والباقر والصادق وجزء من حياة الكاظم ثم الرضا (صلوات الله عليهم)، أما في فترة ما قبل الباقر (عليه السلام) فلم يكن الالتفاف الشعبي واسعاً حول الحسنين وزين العابدين بل وأمير المؤمنين في فترة طويلة من حياته إلى حين قتل عثمان، مضافاً إلى الضغط الشديد على الشيعة الذي أدى إلى تشتتهم وصعوبة حضورهم حول الأئمة، أما في الفترة السامرائية فقد كانت سجناً كبيراً للأئمة من بعد الرضا عليه السلام، حيث قضوا حياتهم بين السجن الفعلي أو الإقامة الجبريّة أو المراقبة الشديدة، ولم يكن المجال متاحاً لإدامة النشاط العلمي الذي بزغت شمسه على يد حجة الله وزين الأوصياء أبي جعفر الباقر عليه السلام.
إذا راجعنا فهرست الشيخ الطوسي وعددنا أصحاب الحسن والحسين وزين العابدين والجواد والهادي والعسكري (عليهم السلام) فربما لن يشكّلوا نصفَ أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وهذا يشير إلى أحد أمرين وربما اجتمعا معاً: تشتت الشيعة وصعوبة تواصلهم، وكثرة الخذلان الشعبي في أوساط المجتمع الإسلامي الذي مورست عليه دعاية أموية شديدة.
لقد شكّلت نهضة الإمام الباقر والصادق عليهما السلام قلقاً شديداً بالنسبة إلى الأمويين والعباسيين معاً؛ لأن الأئمة أعادوا حضور القرآن والحديث النبوي الشريف بعد أن حوربا بشدّة في زمن عمر بن الخطاب ومعاوية بن أبي سفيان على وجه الخصوص حيث كان لتقنين الرواية وفق المزاج السياسي أثر سلبي على اختفاء جزء من السنة النبوية وحلول أكاذيب أبي هريرة وكعب الأحبار ومن على شاكلتهم.
كما أن ما أظهره الأئمة عليهم السلام من معارف نبوية كان لافتاً لنظر المسلمين ومعرّفاً لهم بمكانة أهل البيت عليهم السلام وموقعهم من إرث رسول الله صلى الله عليه وآله، فإن المسك إذا فاحَ دلّ على نفسه بنفسه، ولهذا كانوا يحثون على بثّ محاسن كلامهم، فإن على كل حقيقة نوراً كما عبّروا، وهذا ما لم يكن يرغب به الأمويون ومن تلاهم.
ولهذا ينبغي علينا أن نتلقّى إرث الأئمة (عليهم السلام) باهتمام وجديّة، وأن نجعل من هذا الإرث نظاماً لحياتنا على مستوى المعرفة الدينية والسلوك الأخلاقي والاجتماعي، فالأجيال القادمة سوف تتطلع إلى ما استنبطناه من معارف وفوائد من كنوزهم الإلهية. هذه مسؤولية يتحمّلها الجميع بلا فرق بين طلاب العلوم الدينية أو غيرهم، المهم أن يكون التعامل مع هذه المعارف على وجه الحكمة والنباهة والدقّة في وضع كل شيء في موضعه.
إذا شعرنا بالتقصير تجاه الإمام الحسن عليه السلام فإنّ لسان الباقر والصادق وسائر الأئمة لسانه، وما نقلوه إلينا هو إرثه، وأي تقصير أو إساءة بحق هذه المواريث الإلهية ستكون طعنة في قلب المجتبى عليه السلام، وربما تكون بمثابة مقولة: «يا مذل المؤمنين» التي شكّلت سهماً أصاب قلبه صلوات الله عليه، فعلينا أن نتيقظ ونتبصّر وأن نكون في ركاب الحسن عليه السلام، لا في الجبهة الأخرى، .. جبهة معاوية وسائر الذين جاهدوا لإخفاء معارف أهل البيت عليهم السلام من الانتشار.
رسالة الحسن المجتبى عليه السلام بين أيدينا؛ فلا نعيد الخذلان والتقصير.
من الإنصاف أن يقرّ بالتقصير تجاه الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، ولكن لكي لا نبالغ، ولتتضح الصورة ينبغي أن نفهمَ طبيعة الوضع الذي عاشه بعض الأئمة عليهم السلام ونتعقّل طبيعة الظرف الذي أدّى إلى غياب حضور بعضهم بيننا بشكل أكبر من غيره.
ومن المؤلم أن نقول إن الشيعة لم تحظَ بأنفاس الإمامة بشكل واسع إلا في زمن خمسة من المعصومين عليهم السلام، وهم: جزء من حياة أمير المؤمنين، والباقر والصادق وجزء من حياة الكاظم ثم الرضا (صلوات الله عليهم)، أما في فترة ما قبل الباقر (عليه السلام) فلم يكن الالتفاف الشعبي واسعاً حول الحسنين وزين العابدين بل وأمير المؤمنين في فترة طويلة من حياته إلى حين قتل عثمان، مضافاً إلى الضغط الشديد على الشيعة الذي أدى إلى تشتتهم وصعوبة حضورهم حول الأئمة، أما في الفترة السامرائية فقد كانت سجناً كبيراً للأئمة من بعد الرضا عليه السلام، حيث قضوا حياتهم بين السجن الفعلي أو الإقامة الجبريّة أو المراقبة الشديدة، ولم يكن المجال متاحاً لإدامة النشاط العلمي الذي بزغت شمسه على يد حجة الله وزين الأوصياء أبي جعفر الباقر عليه السلام.
إذا راجعنا فهرست الشيخ الطوسي وعددنا أصحاب الحسن والحسين وزين العابدين والجواد والهادي والعسكري (عليهم السلام) فربما لن يشكّلوا نصفَ أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وهذا يشير إلى أحد أمرين وربما اجتمعا معاً: تشتت الشيعة وصعوبة تواصلهم، وكثرة الخذلان الشعبي في أوساط المجتمع الإسلامي الذي مورست عليه دعاية أموية شديدة.
لقد شكّلت نهضة الإمام الباقر والصادق عليهما السلام قلقاً شديداً بالنسبة إلى الأمويين والعباسيين معاً؛ لأن الأئمة أعادوا حضور القرآن والحديث النبوي الشريف بعد أن حوربا بشدّة في زمن عمر بن الخطاب ومعاوية بن أبي سفيان على وجه الخصوص حيث كان لتقنين الرواية وفق المزاج السياسي أثر سلبي على اختفاء جزء من السنة النبوية وحلول أكاذيب أبي هريرة وكعب الأحبار ومن على شاكلتهم.
كما أن ما أظهره الأئمة عليهم السلام من معارف نبوية كان لافتاً لنظر المسلمين ومعرّفاً لهم بمكانة أهل البيت عليهم السلام وموقعهم من إرث رسول الله صلى الله عليه وآله، فإن المسك إذا فاحَ دلّ على نفسه بنفسه، ولهذا كانوا يحثون على بثّ محاسن كلامهم، فإن على كل حقيقة نوراً كما عبّروا، وهذا ما لم يكن يرغب به الأمويون ومن تلاهم.
ولهذا ينبغي علينا أن نتلقّى إرث الأئمة (عليهم السلام) باهتمام وجديّة، وأن نجعل من هذا الإرث نظاماً لحياتنا على مستوى المعرفة الدينية والسلوك الأخلاقي والاجتماعي، فالأجيال القادمة سوف تتطلع إلى ما استنبطناه من معارف وفوائد من كنوزهم الإلهية. هذه مسؤولية يتحمّلها الجميع بلا فرق بين طلاب العلوم الدينية أو غيرهم، المهم أن يكون التعامل مع هذه المعارف على وجه الحكمة والنباهة والدقّة في وضع كل شيء في موضعه.
إذا شعرنا بالتقصير تجاه الإمام الحسن عليه السلام فإنّ لسان الباقر والصادق وسائر الأئمة لسانه، وما نقلوه إلينا هو إرثه، وأي تقصير أو إساءة بحق هذه المواريث الإلهية ستكون طعنة في قلب المجتبى عليه السلام، وربما تكون بمثابة مقولة: «يا مذل المؤمنين» التي شكّلت سهماً أصاب قلبه صلوات الله عليه، فعلينا أن نتيقظ ونتبصّر وأن نكون في ركاب الحسن عليه السلام، لا في الجبهة الأخرى، .. جبهة معاوية وسائر الذين جاهدوا لإخفاء معارف أهل البيت عليهم السلام من الانتشار.
رسالة الحسن المجتبى عليه السلام بين أيدينا؛ فلا نعيد الخذلان والتقصير.
📜 أفضل طرق السلوك إلى الله
«يروي الأستاذ حسين أنصاريان (الخطيب المعروف) واحدةً من ذكرياته عن العلّامة الراحل، يقول: رأيتُه ذات مرة في طريق الحرم المطهر للسيد فاطمة المعصومة عليها السلام، وقد لحق به شخص واستوقفه فوقف إلى جانب الرصيف، وكنتُ قريباً فتقدمت أسمع تحاورهما، كان العلامة مطرقاً كعادته ينظر إلى الأرض، ويُصغي إلى سؤال الرجل الذي قال له في بعض أسئلته: كيف وصلت إلى هذا المقام؟ فلعلنا نوفق للاقتداء بك.
العلّامة وبكل تواضع - ومع أن السؤال لم يكن مناسباً زماناً ومكاناً - قال له: إن الطرق كثيرة، ولكن من بينها طريقان يحظيان بأهمية بالغة، وأنا أفتخر بهما، وأعدهما من أفضل الطرق، أحدهما أداء صلاة الليل بإخلاص وباستمرار، والطريق الآخر البكاء على الإمام الحسين عليه السلام».
📝محمد تقي أنصاريان الخوانساري؛
📚معروف في السماء وكفى بذلك مجداً [ذكريات ووثائق تنشر لأول مرة حول سيرة العلامة الطباطبائي]، ص١٥٧-١٥٨.
«يروي الأستاذ حسين أنصاريان (الخطيب المعروف) واحدةً من ذكرياته عن العلّامة الراحل، يقول: رأيتُه ذات مرة في طريق الحرم المطهر للسيد فاطمة المعصومة عليها السلام، وقد لحق به شخص واستوقفه فوقف إلى جانب الرصيف، وكنتُ قريباً فتقدمت أسمع تحاورهما، كان العلامة مطرقاً كعادته ينظر إلى الأرض، ويُصغي إلى سؤال الرجل الذي قال له في بعض أسئلته: كيف وصلت إلى هذا المقام؟ فلعلنا نوفق للاقتداء بك.
العلّامة وبكل تواضع - ومع أن السؤال لم يكن مناسباً زماناً ومكاناً - قال له: إن الطرق كثيرة، ولكن من بينها طريقان يحظيان بأهمية بالغة، وأنا أفتخر بهما، وأعدهما من أفضل الطرق، أحدهما أداء صلاة الليل بإخلاص وباستمرار، والطريق الآخر البكاء على الإمام الحسين عليه السلام».
📝محمد تقي أنصاريان الخوانساري؛
📚معروف في السماء وكفى بذلك مجداً [ذكريات ووثائق تنشر لأول مرة حول سيرة العلامة الطباطبائي]، ص١٥٧-١٥٨.
|| أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ||
• وفاة العلّامة محمد باقر المجلسي (رضوان الله عليه).
في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة (١١١٠) هجرية، ارتحل إلى رحمة ربّه (تبارك وتعالى) وجوار أئمته (عليهم السلام) الفاضل العلّامة، المحدّث المحقّق، الشيخ محمد باقر المجلسي (رضوان الله عليه).
لقد كان نموذجاً عظيماً للإنسان المجاهد، المؤمن إيماناً عميقاً برسالته، الجادّ في خدمة أهل بيت النبوّة، فقد بذل شطراً كبيراً من عمره في جمع أحاديثهم ونشرها وشرحها، وتربية العلماء الوارثين، وتبليغ أحكام الدّين، وترسيخ الإيمان في قلوب أيتام آل محمد عليهم السلام، وإحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقضاء حوائج المؤمنين، والذبّ عن حرمات الله.
يعتبر عمل الشيخ (رحمه الله) من أهم الدعامات الأساسية التي ساهمت في تثبيت التشيّع في إيران، حيث أفنى حياته مجاهداً في سبيل الله، مُسخّراً لسانه وقلمه وعمله في هذه الغاية العظيمة، أسألُ الله تعالى له علوّ الدرجات، وأن يحشره مع أئمة الهدى صلوات الله عليهم.
.
.
.
[من خطاب السيد الخامنئي دام ظله في لقاء مسؤولي دار التبليغ الإسلامي بتاريخ ٠٥/١٢/١٣٧٠] :
(في سالف الأيام، قام المرحوم المجلسي رضوان الله عليه في كتابيه «حق اليقين» و«عين الحياة» ببيان الأخلاق والعقائد الدينيّة بلسان عصره، وقرَّبَ عامة الناس إلى الفكر الاعتقاديّ الشيعيّ. لا تتوهموا أنّ المجلسي كتب هذه الكتب هباءً بدون فائدة، كلا؛ بل إنّه ثبّت قواعد التشيع بهذه الكتب، وفي ذلك الوقت كان التشيع في بلادنا حديث العهد. لا تنظروا إلى «حياة القلوب» و«حق اليقين» و«عين الحياة» بعين الاستخفاف، وتقولوا: هذه الكتب أي أثر لها؟! كلا، لقد كان لها في وقتها أثراً كبيراً).
.
.
.
وفي هذا المقطع الصوتي خلال لقاء آخر يشير إلى جهوده العلمية التي ساهمت في خدمة تراث أهل البيت عليهم السلام:
(إنني أعتقدُ أنّ العلامةَ المجلسي من عُلماءِ الطراز الأول في طول تاريخ علماء التشيع، لقد كان ذا شخصيةٍ عظيمةٍ. لم يكن عمله مجرد جمعٍ للأحاديث في كتابه «بحار الأنوار»، بل إن بياناته في ذيل الأحاديث والآيات تشيرُ إلى أن هذا الرجل فقيهٌ محقّقٌ وواردٌ في مجال العلوم العقليّة، لقد كان رجلاً عظيماً. ومن توفيقه العظيمة في نشر الدّين أنه ألَّفَ هذه الكتب الخالدة، أتظنون أن كتاباً ك«بحار الأنوار» هو مجرد دعابة؟! أو «ملاذ الأخيار» الذي هو شرحٌ للتهذيب، أو «مرآة العقول» الذي هو شرح للكافي..).
• وفاة العلّامة محمد باقر المجلسي (رضوان الله عليه).
في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة (١١١٠) هجرية، ارتحل إلى رحمة ربّه (تبارك وتعالى) وجوار أئمته (عليهم السلام) الفاضل العلّامة، المحدّث المحقّق، الشيخ محمد باقر المجلسي (رضوان الله عليه).
لقد كان نموذجاً عظيماً للإنسان المجاهد، المؤمن إيماناً عميقاً برسالته، الجادّ في خدمة أهل بيت النبوّة، فقد بذل شطراً كبيراً من عمره في جمع أحاديثهم ونشرها وشرحها، وتربية العلماء الوارثين، وتبليغ أحكام الدّين، وترسيخ الإيمان في قلوب أيتام آل محمد عليهم السلام، وإحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقضاء حوائج المؤمنين، والذبّ عن حرمات الله.
يعتبر عمل الشيخ (رحمه الله) من أهم الدعامات الأساسية التي ساهمت في تثبيت التشيّع في إيران، حيث أفنى حياته مجاهداً في سبيل الله، مُسخّراً لسانه وقلمه وعمله في هذه الغاية العظيمة، أسألُ الله تعالى له علوّ الدرجات، وأن يحشره مع أئمة الهدى صلوات الله عليهم.
.
.
.
[من خطاب السيد الخامنئي دام ظله في لقاء مسؤولي دار التبليغ الإسلامي بتاريخ ٠٥/١٢/١٣٧٠] :
(في سالف الأيام، قام المرحوم المجلسي رضوان الله عليه في كتابيه «حق اليقين» و«عين الحياة» ببيان الأخلاق والعقائد الدينيّة بلسان عصره، وقرَّبَ عامة الناس إلى الفكر الاعتقاديّ الشيعيّ. لا تتوهموا أنّ المجلسي كتب هذه الكتب هباءً بدون فائدة، كلا؛ بل إنّه ثبّت قواعد التشيع بهذه الكتب، وفي ذلك الوقت كان التشيع في بلادنا حديث العهد. لا تنظروا إلى «حياة القلوب» و«حق اليقين» و«عين الحياة» بعين الاستخفاف، وتقولوا: هذه الكتب أي أثر لها؟! كلا، لقد كان لها في وقتها أثراً كبيراً).
.
.
.
وفي هذا المقطع الصوتي خلال لقاء آخر يشير إلى جهوده العلمية التي ساهمت في خدمة تراث أهل البيت عليهم السلام:
(إنني أعتقدُ أنّ العلامةَ المجلسي من عُلماءِ الطراز الأول في طول تاريخ علماء التشيع، لقد كان ذا شخصيةٍ عظيمةٍ. لم يكن عمله مجرد جمعٍ للأحاديث في كتابه «بحار الأنوار»، بل إن بياناته في ذيل الأحاديث والآيات تشيرُ إلى أن هذا الرجل فقيهٌ محقّقٌ وواردٌ في مجال العلوم العقليّة، لقد كان رجلاً عظيماً. ومن توفيقه العظيمة في نشر الدّين أنه ألَّفَ هذه الكتب الخالدة، أتظنون أن كتاباً ك«بحار الأنوار» هو مجرد دعابة؟! أو «ملاذ الأخيار» الذي هو شرحٌ للتهذيب، أو «مرآة العقول» الذي هو شرح للكافي..).
Audio
حديث السيّد الخامنئي (دام ظله) حول آثار العلامة المجلسي (ره) ودوره العلمي في خدمة التشيع.