Telegram Web Link
أشلاء وجثث في كل مكان..

مجزرة حي الدرج - مدينة غزة
10.08.2024
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
إلى جهنم وبئس المصير، اللهم اشف صدور قوم مؤمنين.
مصباح الهداية
Photo
حول تحريف طبعات حاشية الصّاوي على تفسير الجلالين

ذكرتُ في كتاب (كشف التحريفات في كتب الحديث والتاريخ، ج2، ص349) تحريفَ طبعة الكتاب الصّادرة عن دار إحياء التراث العربيّ في بيروت، حيث حُذِفَ كلامُ المؤلِّف في طعنه في الوهابيّة وتشبيهه إيّاهم بالخوارج الذين يستحلّون دماء المسلمين، وقد وقفتُ مؤخَّراً على طبعةٍ جديدةٍ لحاشية الصّاوي بتحقيق مرعي الرّشيد، نشر: دار تحقيق الكتاب، طُبعت في بيروت هذا العام (2024)، فراجعتُ الموضع المحذوف من الطبعة السابقة، وقد أثبتَهُ المحقّق وعلّق عليه بقوله: (وقد حُرِّفَتْ هذه العبارة في كثير من الطّبعات الحديثة لهذا الكتاب، فلم يُذْكَرْ فيها: "وهم فرقةٌ بأرض الحجاز يُقال لهم: الوهّابيّة"، مع العلم بوجودها في النُّسخ الخطيّة والطبعات القديمة المعتمدة، وغابت مع الأسف الأمانة العلميّة عند هؤلاء المُحرِّفين، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم)، انظر: حاشية الصّاوي على تفسير الجلالين، ج5، ص409.
وفي كلامه فائدتان:
1- أنّ كلام المؤلّف مثبت في النسخ الخطيّة والطبعات القديمة، فلا مجال لحذفه أو التشكيك في أصالة هذه العبارة.
2- أنّ الكتاب تمّ تحريفه في أكثر من طبعةٍ، وقد عرضنا في (كشف التحريفات) طبعةً واحدةً فقط، ونسأل الله التوفيق للوقوف على المزيد.
حديث حول الطّوفان (1)
المعادلة المعقّدة: حرب غزّة وسيناريو السّور الواقي (2002)


منذ بداية الحرب، كان الميل إلى تقليل الحديث عن مجريات الحرب من الجهة السياسيّة والعسكرية، واقتصر الكلام على بيان وحشية العدوان وبطولات أهل غزة في مواجهة الاحتلال، رغم الامتعاض من حديث كثير من المحللين الذين تستضيفهم الجزيرة أو الميادين والمنار، فضلاً عن تصريحات بعض ذوي الشّأن، ولم أكن بصدد التعليق على أيّ شيء لقناعتي أننا كجمهور للمقاومة بحاجة إلى التركيز على أمور أكثر أهمية بالنسبة لنا ولغزة ولمواجهتنا للاحتلال، فضلاً عن الخشية من وضع الأمور في غير موضعها، ولكن حيث إنّ هذا وقع، فلا بأس ببسط البيان.
في البداية، من السّخف أن يقال عند أي تساؤل أو إثارة أنها انتقاصٌ من جبهة الإسناد أو تعريض بالقادة، فالشباب الذين آثروا بأنفسهم هم محل تقدير واعتزاز، وإن القلب ليعتصر ألماً عند رؤية أخبار ارتقائهم، ولذا هم فوق أن يكونوا محلاً للكلام، بل الأمر أن البعض يعجز عن المحاججة فيلجأ إلى مثل هذه الأساليب لاستدرار العواطف.
لب الكلام هنا أنّ حرب غزة معضلة حقيقية بالنسبة لنا أكثر من العدو، وذلك بناء على المعطيات التالية:
1- المعطى الأوّل: المقاومة في غزة تواجه معضلتين، الأولى في محور نيتساريم، والثانية في محور فيلادلفيا، وهي المعضلة الأشد؛ لأن الحدود الفلسطينية المصرية هي منفذ تهريب السلاح والمال وغير ذلك، وقد صرح نتنياهو بصعوبة تخلّيه عن محور فيلادلفيا في المدى المنظور، حتّى لو كان مقابل إعادة الأسرى، فيتلخص من ذلك أن قطاع غزة مغلق بأكمله، لا يمكن إدخال شيء إليه.
2- المعطى الثّاني: إنّ جبهة الإسناد -مشكورةً مأجورةً مُقدَّرةً- هي جبهة فاعلة ومؤثرة، ولكن الكلام واردٌ من جهة أن إسرائيل قادرة على امتصاص هذا الضغط وممارسة الصبر الاستراتيجي، وكسب الوقت إلى أن تفرغ من قطاع غزة، وحينئذٍ يمكنها أن تتعامل معها إما بإغلاقها بتفاهم معيّن، أو بالدخول في حرب، غاية الأمر حينذاك أن هذه الجبهة ستقاتل من دون جبهة غزة. والحاصل: أن إسرائيل تتجرع العلقم في الشمال مرغمة بشكل مؤقت، وترضى بهذا المستوى من الاشتباك، إلى أن تفرغ من غزة.
والسؤال: كيف ستفرغ من غزة؟
الذي تشير إليه معطيات الميدان أن إسرائيل تمارس سيناريو مطوَّراً عن أسلوب عملية السور الواقي التي قام بها أرئيل شارون في الضفة الغربية سنة 2002، وانتهت بإنزال الضفة من كونها رأس حربة في المواجهة إلى الضفة التي ترونها الآن، وقد ساعد على ذلك تعاون السلطة الفلسطينية مع العدوّ، والذي يجري في غزة هو قطع المدد عنها بالإضافة إلى تجفيف نقاط القوة فيها، وهذا يستغرق وقتاً، ولذلك لا زال من المبكر الحديث عن نهاية الحرب، والقدر المتيقن من ذلك إلى نهاية العام، والقدر المظنون من ذلك إلى أواخر 2025.
فالمعضلة التي لا نرى لها جواباً هي أنّ عامل الوقت ليس في صالح غزة، والتآكل التدريجي للمقاومة فيها قدر محتوم بعد أن عرفت معضلة محور فيلادلفيا، والسيطرة الأمنية المركزة في نيتساريم. وليس المُدّعى أن إسرائيل قادرة على تصفية كل مقاوم، ليُقال -على الطّريقة الحوزويّة- إنّ الطّبيعة تتحقّق فعلاً بوجود بعض الأفراد في الخارج، وإنما المراد هو إنزال حماس إلى أدنى درجات القدرة بحيث لا تكون قادرة في المفاوضات على فرض شروطها أو التسلُّط على إدارة غزة مستقبلاً.
فما العمل حينئذٍ؟ هل يجب على محور المقاومة أن يخوض حرباً شاملة؟! لا أدّعي ذلك، ولا أعلم الجواب، ولا أراه فرضاً واجباً لا سيما مع المخاطرة الكبيرة في ذلك، والقيادة إذا قررت ذلك فهي أعلم بما تصنع، ولا أحد يزايد عليهم في مسألة قرار الحرب الكبرى؛ فهي جهة مأمونة تراعي الضّوابط الشرعيّة والمعطيات السياسيّة وغيرها، ولكن ينبغي أن يكون ما مرّ في الشهور العشرة درساً في الواقعية يدفعنا لتخفيض سقف الخطاب، وعدم الإكثار من الأماني لأهل غزة وغيرهم، وأن لا نتأفَّف من تطلعات الفلسطينيين المُغرَّر بهم بالخطابات السابقة، فهؤلاء لم يعلقوا آمالاً على السيسي أو ملك الأردن؛ لأنهم خذلوهم حقاً، ولم يقولوا لهم إنهم قادرون على تسوية تل أبيب وحيفا بالأرض. محور المقاومة يمتلك القدرة العملانية لذلك، لكنه لا يقدر على تحمّل تبعات الأمر سياسياً وعسكرياً، والعاجز معذور، ونية المؤمن خير من عمله، وكفى الله المؤمنين القتال.
ومجمل القول: إن المعطيات الحاضرة من أرض الميدان إذا حافظت على حالتها الموجودة فنحن ذاهبون إلى نتائج سيئة تشبه نتائج عملية السور الواقي (2002)، وأما إذا طرأت مستجدات أخرى فلكل حادث حديث، والخيار الذي تتخذه قيادة المقاومة في هذا الشأن ليس مورداً للاعتراض عند عاقلٍ، ولكن ينبغي تفصيل خطاب جديد يلائم حجم الناتج عن استخلاص الدروس والعبر من هذه الحرب؛ لئلّا يعوّل الفلسطينيّون -كما رأينا في بيان أمسِ- على أمورٍ غير مقدورة.
وهذا كلّه يفضي إلى هذه النّتيجة: أنّنا أمام معضلةٍ لا أفق إيجابيّ لها، فإمّا أن تُحافظ جبهات الإسناد على مستواها، وهذا لن يغيّر من ذهاب غزّة إلى مستقبل مظلم، وإمّا أن تكون حربٌ شاملةٌ لا تُعلَم نتائجها على وجه اليقين، فأمسينا كراكب الصّعبة، إنْ أشنقَ لها خرم، وإن أسلس لها تقحّم، إلّا أن تتدخل العناية الإلهيّة فتخرجنا من هذه المعضلة.
هذه النظرة قد يعتبرها البعض سوداوية تبعاً للحوادث الأخيرة، وليس الأمر كذلك، هذا ما كنت أقوله منذ شهور عديدة، ونحن الآن في اليوم (320) من الحرب، وقد كتبتُ في اليوم (140) من الحرب تفصيلاً موجزاً لمسار الأحداث بالنسبة للقضية الفلسطينية، وتوقعات أخرى بالنسبة للميدان قبل عملية رفح الأخيرة بشهور، والرؤية هي نفسها، لم يتغيّر شيء بالنسبة إليّ، وهذا نص ما كتبته حرفياً مع حذف بعض العبارات غير الضرورية:
[1] أبعاد ثلاثة.
منذ بداية الحرب، كنت أشدّد في مسألة التحليل العسكريّ والسياسيّ على مراقبة حركة الميدان، وأنّ الكيان الصهيونيّ يسير منذ البداية في مخطط واضح ومنظّم، والآن بعد 140 يوماً من الحرب لم يتغيّر أي شيء، بل الذي تشير إليه الوقائع هو الاستمرار في هذا المسار، وهو ذو أبعاد ثلاثة:
البعد السياسيّ: إلغاء وجود أيّ كيان سياسيّ فلسطينيّ وتصفير قيمته بما في ذلك السّلطة الفلسطينيّة التي تعترف بالكيان؛ لإلغاء كل الحلول المطروحة على الطاولة، بما في ذلك حلّ الدولتين، وأمّا تصريحات بعض الدول الغربيّة فهي لمواسم الانتخابات وامتصاص الغضب وذر الرماد في العيون. الكيان الصهيونيّ يقاتل بكل جهده لترسيم معادلة جديدة تفرض على الفلسطينيين القبول بأضيق الخيارات في غزّة والضفة الغربية، ولن يكون هناك سقف أعلى من إدارة مدنيّة لغزّة أو سلطة فلسطينيّة صوريّة ظاهريّة لا تحمل أكثر من حقيقة كونها إدارة مدنية.
البعد الأمنيّ: ما تشير إليه حركة الميدان في قطاع غزة هو السّير الحثيث نحو تقسيم قطاع غزّة، والعمل على تمهيد السيطرة الأمنية -دون الاحتلال الكامل-، بالاعتماد على الحزام الأمنيّ المحيط بحدود غزة الشرقية بعرض كيلو متر، بالإضافة إلى شقّ طريق من منطقة مفترق نتساريم من الشرق إلى الغرب -شارع البحر-؛ ليسهل فصل شمال الوادي عن جنوبه، وبذلك يمكن شطر القطاع إلى قسمين، لتقدر من خلالها على السيطرة والحركة، وقد يكون هناك شيء مماثل في المحافظة الجنوبيّة مستقبلاً، ولكن المعمول عليه الآن هو التقسيم إلى نصفين. وأمّا من جهة الحدود المصريّة، فالأمور ستتضح بعد معركة رفح أكثر، والتي قد تكون هي البادئة للسيطرة على محور فيلادلفيا، وتثبيت مشروع أمنيّ مطوّر لمنع الأنفاق والتهريب.
البعد الاستيطانيّ: إلغاء الكيان السياسيّ الفلسطينيّ، وتثبيت معادلة أمنيّة جديدة في قطاع غزة والضفة الغربيّة من شأنه تسهيل الطريق أمام حركة استيطانيّة جديدة سوف تتآكل بها الضفة الغربية خلال السنوات القادمة. أما فيما يتعلّق بقطاع غزة، فلا يبدو أنّ هناك مشروع استيطان، إلّا إذا استجدّت عناصر جديدة تتعلّق بالواقع الميدانيّ في شمال قطاع غزة تهيّئ الظروف لضمّه إلى أراضي الكيان ولو بعنوان حزام أمنيّ مؤقّت، تتبعه حركة استيطان مستقبليّة. نعم؛ السلوك الإسرائيليّ في خلق أزمة مجاعة في شمال قطاع غزة قد يكون باباً للضّغط نحو الهجرة إلى الجنوب، وهذا ينذر بحركة التهجير.
وهذا المشروع الذي بُدء به منذ اليوم الأوّل من الحرب لا زال يسير نحو أهدافه المقصودة، وأمّا سائر التدخلات الميدانيّة الإقليميّة من الجبهة اللبنانيّة واليمنيّة والعراقيّة فليست هي في سقف الضّغط المطلوب، أو الوقوف الجادّ في وجه هذا المخطط، بل ليس من شأنها -وهي بهذا المستوى- أن تُعرقل المخطّط الصهيونيّ داخل الأراضي الفلسطينيّة. هذه التدخلات ليس لها دور أكثر من المشاغلة الميدانيّة التي تكلّف الكيان أعباءً ماديّة وأمنيّة إضافيّة، يمكن التخلّص منها لاحقاً. وواقع الحال أنّ [محور المقاومة] يواجه أزمةً شديدةً في معالجة المعضلة، فمن جهةٍ: هو غير قادر على رفع سقف المواجهة، ومن جهةٍ أخرى: لا يمكن أن يمنع الكارثة التي ستحلّ بقطاع غزّة خصوصاً، وبه عموماً.
إنّ النكسة التي تنتظرنا أسوأ بكثيرٍ من نكسة 1967، المفارقة الأساسيّة تكمن في أنّ العرب أقرُّوا بأنّ ما وقع آنذاك نكسة، إلّا أنّنا اليوم [...].
[2] "أوراق الضّغط".
لا تملك حركة حماس ورقة ضغط سوى ملف الأسرى الإسرائيليين، وأمّا محور المقاومة فلا يملك أيّ ورقة ضغط مؤثّرة، وأمّا تدخلاته الميدانيّة[...] فهي لا تشكل ضاغطاً مؤثّراً على الكيان الصهيونيّ بحيث تضطرّه إلى تغيير مخططاته أو التراجع عنها، ولا سيّما أنّ الكيان الصهيونيّ يعدّ نفسه أمام فرصة ثمينة لتغيير التاريخ والجغرافيا. أمّا الخسائر البشرية والماديّة التي تلحق بالكيان الصهيوني جراء القتال في غزّة فهو ثمن معقول ومستحقّ أمام التغييرات الكبيرة التي يترقبونها، ولذلك هم مندفعون بأعلى درجة نحو استمرار الحرب.
والحاصل: ما تطلبه حركة حماس -ويتمنّاه من وراءها محور المقاومة- هو خمود الحرب، وعودة النازحين، وإبرام صفقة الأسرى، الإعمار، وليس شيء يضطرّ الكيان الصهيونيّ إلى تلبية أيّ مطلبٍ من هذه المطالب بما فيها ملفّ الأسرى، ولو كان متلهفاً لذلك لأنجزه من قبل، والكيان لن يرى نفسه في حالة اضطرار لا سيّما أنّ الأضرار إمّا غير مؤثرة أو قابلة للتلافي [لاحقاً].
[3] "من جدَّ وَجَد".
لهذه الحرب خصالٌ، أولها: أنّ هذه الحرب عادلةٌ جدّاً بقدر ما هي قاسية، إذ إنّه في مسار نهايتها لن يظفر أحدٌ بغير قيمته الواقعيّة التي سيفرضها الميدان، ومن يترقّب غير ذلك فإنّه يترقب الوهم والسّراب.
وثانيها: أنّها سترسم وجه المنطقة إلى عقودٍ قادمةٍ، وما تشير إليه وقائع الميدان أنّنا مقبلون على نكسةٍ كبيرةٍ؛ [.....] والتي قد تنتهي بتصفية القضية الفلسطينيّة وملف القدس والأسرى والاستيطان، وتبقى يد إسرائيل مطلقة في التصرف بهذه الملفات كما تشاء.

- انتهى نصّ المكتوب في اليوم 140 من الحرب، قبل 180 يوماً من الآن-
--------------------------------------
ملاحظات:
1- أتمنى أن تكون المناقشة لهذه المعضلة إيجابية، وأن نركز على الأجوبة التحليلية المقنعة، أما تصدير الكلام بمزايدات في حب المقاومة وقادتها فهو حرفة العاجز. التزامنا بهذا الخيار لم يكن تزلّفاً لأحد أو إرضاءً لجهة، ولكن مع القناعة التامة بهذا الخيار وقادته وعظمائه وشهدائه الأبرار لا يمنع العقل من أن يواجه الأسئلة المحيّرة، واعتقادي أنّ تحريك الخلايا العصبيّة والتفكير والحوار أفضل من الجلوس أمام شاشات التلفاز الحافلة بالمحللين المنفصلين عن الواقع.
2- بعض الإخوة قد يلتمس عذراً لي بأنّي في ظرف قابل للتفهم، فقد عانت عائلتنا من القتل وهدم البيوت والاعتقال والتشريد، والواقع أني لا أحب هذه المسكنة؛ فما نقدمه في مواجهة إسرائيل نقدمه عن قناعة بخياراتنا، كما لا أحب الشفقة، فلسنا وأهلنا في هذا الموضع. ما قلتُه هو رأي وقناعة منذ بدايات الحرب، هو طرح لمعضلة لا جواب لها منذ شهور، والمسألة نقاشية تحليلية محضة تتعامل مع الواقع معاملة الرياضيات والحسابات الواقعية، ولا مكان للعواطف فيها.
3- إمكانية الصّواب والخطأ في تحليل الوقائع السياسيّة متاحة بشكل كبير جداً، وليس الأمرُ عندنا أو عند غيرنا محسوماً بوحي المُحكمَات من السّماء، هذا موضع من مواضع النّقاش والتفكير، لا أكثر من ذلك.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
بعض أعمال الرادود خضر عباس لا تتوافق مع الضوابط الشرعية لعزاء سيد الشهداء عليه السلام، من حيث الهيئة والمضمون، من حيث اللحن والكلمات، فضلاً عن بعض المظاهر غير اللائقة، فالأولى اعتزال مجالسه حتى يعتدل أمره.

زيارة الأربعين هي منارة للرثاء والجزع، وتجديد للمصاب، لا للكذب على أهل البيت والغناء باسمهم، فلنراعِ جانب أهل البيت أكثر من مراعاتنا للمجاملات.
الإساءة إلى عائلة العميل عمل غير أخلاقي، ويتنافى مع تعاليم القرآن الكريم وسيرة النبي صلى الله عليه وآله، وإذا كنّا أخلاقيين ورساليّين حقاً فعلينا أن نقف بجانبهم لتثبيت مكانتهم الطبيعية داخل المجتمع.

كل من يسيء إلى الأبرياء من عوائل العملاء هو إنسان لديه نقص وفراغ يريد أن يملأه بالمزايدة على الآخرين.
كرامة للإمام الحسن العسكري عليه السلام

📜 روى النجاشي في رجاله بسند صحيح :
قال أبو محمد هارون بن موسى: قال أبو عليّ محمد بن هَمّام قال: كتب أبي إلى أبي محمد الحسن بن عليّ العسكري عليه السلام، يُعَرِّفُه أنّه ما صحَّ له حملٌ بولد، ويُعَرِّفُه أنَّ له حملاً ويسأله أن يدعو الله في تصحيحه وسلامته وأن يجعله ذكراً نجيباً من مواليهم. فوقَّع على رأس الرقعة بخطِّ يده: "قد فعل الله ذلك"، فصحَّ الحمل ذكراً.
قال هارون بن موسى: أراني أبو عليّ بن هَمّام الرقعة والخطّ وكان محقّقاً.


📚 رجال النجاشي ص٣٨٠، ترجمة محمد بن أبي بكر همّام، رقم ١٠٣٢.
مصباح الهداية
Photo
تبصرة وذكرى (١) || حول موجة النصب الحديثة

لا زالت بعض الأنظمة تعتمد مواجهة الشّيعة عبر التّحريض الدّينيّ، ومع ارتفاع حِدّة المواجهة في الآونة الأخيرة اضطرّوا إلى رفع السّقف وتجاوز جملةٍ من الخطوط الحمراء، ففي العقود الماضية كان الخطاب السّائد هو القدحُ في الشّيعة وعقائدهم، وادّعاء محبّة أهل البيت (عليهم السّلام)، وأنّ "أهل السنّة" أولى بهم من "الرّوافض"، وغير ذلك مما أُسْقِطَ الآن، وصار القدح في أهل البيت (صلوات الله عليهم) مباشراً وعلنياً، وهذا ما بدأ يلمسه بعض السّلفية أنفسهم، ولذلك سارع بعضهم إلى استنكار ذلك في محاولة يائسة لتلافي الأمر، ولكن الأمر غير قابل للتدارك؛ لأنّ هذه الموجة الخبيثة لها من يحرّكها ويدعمها، وستبقى في تصاعدٍ ما دامت المنطقة في حالة غليان واضطراب، فهؤلاء مجرد بيادق في هذه المعركة كما كانت الجماعات السّلفيّة بيادق تتلاعب بها أقطاب السّياسة في أحداث الثمانينيات وما تلاها إلى وقتٍ قريب.
ولذلك ما ينبغي أن يعلمه النّواصب الجدد في الوقت الحاضر أنّهم ليسوا على دين، ولا يؤول أمرهم إلى خير، وأنّهم مجرد حطب قذر يحترق في معركةٍ تحت راية الشيطان.
والعلّة الأساسيّة في كلّ هذا أنّ المدرسة السنيّة عموماً، كانت على مدار التاريخ تأخذ أشكالاً وأطواراً مختلفة تبعاً للعوامل السياسيّة، وهذا ما برز في أبحاث ذات صلة بعالم الحُكم والسياسة، من قبيل: حُكم التّربيع بعليٍّ (عليه السّلام) في الخلافة، حيث إنّ أهل السنّة لقرون سبقت قبل زمان أحمد بن حنبل لم يكن جمهورهم يقبل به خليفةً راشداً رابعاً، فيا لدين السياسة ما أعجبه! ومنها أيضاً مسألة كيفيّة انعقاد الإمامة، وكيف تقلّب القوم فيها بعد كل مرحلة، وعلى هذا فقِس.
إذا عرفتَ هذا، فليس من الغريب أن ينساق القوم خلف دعاية النّصب والنواصب؛ لأنّ هذا البيت أُسِّس على غير التّقوى، ولقد أُسّس على الارتباط الحقيقيّ بالممالك والسّلاطين وميولهم، والآن ملوك القوم إلى النصب أميل، فالمترقّب هو الارتفاع الشّديد في النّصب..
وأمّا ما يتفوّهون به من شبهاتٍ للانتقاص من أهل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أو تلميع صورة أعدائهم فهو كيدٌ شيطانيٌّ، وإنّ كيد الشّيطان كان ضعيفاً، وسيتبيّن أنّ ما ينطقون به إمّا أن يرجع إلى القدح في الذّات الإلهيّة والطّعن في القرآن أو يتسبّب بهدم تراثهم، والأولى سِمة أئمّة الكفر، والثّاني سِمة الذين يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، فاعتبروا يا أُولي الأبصار..

يتبع..
مصباح الهداية
Video
﴿وَلَو قاتَلَكُمُ الَّذينَ كَفَروا لَوَلَّوُا الأَدبارَ ثُمَّ لا يَجِدونَ وَلِيًّا وَلا نَصيرًا ۝ سُنَّةَ اللَّهِ الَّتي قَد خَلَت مِن قَبلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبديلًا﴾ [الفتح: ٢٢-٢٣]

النصر الإلهي محكوم بقوانين السّنن الإلهية التي تحكم عالم الوجود، ولذلك انتصر المسلمون في بدر، وهُزموا في أحد وحنين، ومن العوامل المهمة للنصر هو عدم الاعتداد بالقوة المادية الظاهرة - وإن كانت لازمة -، بل المتمم الحقيقي لعِلل النصر وأسبابه هو التوكّل على الله والاعتماد عليه بشكل مطلق، وأن القادر على كسر شوكة الأعداء هو الله، وهذا ما يؤكد عليه القرآن في وصف كل مرحلة من مراحل القتال ﴿فَلَم تَقتُلوهُم وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُم وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى وَلِيُبلِيَ المُؤمِنينَ مِنهُ بَلاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ عَليمٌ﴾، فقتلهم ورميهم بيد الله، وإذا أردنا النصر الإلهي فعلينا أن يكون اعتمادنا في ذلك على يد الله وقدرته، وأن يكون أملنا برحمته ولطفه، وأن لا نتّكل في ذلك على قوتنا وأنفسنا، فمن فعل ذلك وكله الله إلى نفسه، ومن دعاء الأبرار الصالحين: "لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً".
الحول والقوة بيد الله وحده لا شريك له، لا يقدر أحدٌ على شيء سوى الله، فعلينا أن نُخرِج "لا حول ولا قوة إلا بالله" من مقام اللفظ إلى التجسّد العمليّ.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قاعدة مهمة في التعامل مع الصلوات والأذكار
🎤 السيد صباح شبّر
-------
من المهم العمل في هذا الباب بالضوابط الشرعية، والامتناع عن اختراعات البشر التي لا أصل لها من الكتاب والسنة ، فهذا فيه محذور القول بغير علم.
يجب أن ننظر إلى التضحيات العظيمة على المستوى البشريّ والماديّ مع ملاحظة الهدف العظيم لهذه المواجهة. نحن أمّة كبيرة مبتلاة بمشروع استعماريّ خطير، يرسم لتغيير منطقتنا، وتقسيم بلادنا، واتخاذنا والأجيال اللاحقة عبيداً ضعفاء منهزمين، يسخّرنا حيث يشاء، فلذلك لا يجب أن يعترينا الخوف أو الندم أو الضّعف؛ فنحن الآن - كأمة واحدة ممتدة - نقاتل عن حاضرنا ومستقبلنا ومستقبل أولادنا.
هذه التضحيات هي السدّ المنيع أمام حرب الاستعمار الجديد لفرض سياسته علينا، ولا زلنا نسير في طريق المواجهة، لذا علينا بالصّبر، والتوكّل على الله، والتأسّي برسول الله وآله الطيبين (عليهم السلام)، وسيكون النصر حليفنا إن شاء الله تعالى، ولله الأمر من قبل ومن بعد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
Forwarded from مِداد (محمد بدر الدين)
🤲🏻لا تنسوا أهلنا ومجاهدينا وجرحانا في لبنان من دعائكم🤲🏻
2024/11/20 08:30:35
Back to Top
HTML Embed Code: