رُوي عن الإمام المجتبى (عليه السّلام): «إنّ اللهَ عزَّ وجلَّ خلق شهر رمضان مضماراً لخلقه ليستبقوا فيه بطاعته إلى رضوانه».
الإيمان بالله وتحقيق العبوديّة أمر أعمق ممّا يجري على ظاهر الألسنة؛ إنّه حقيقة نابعةٌ من القلب بالتّصديق، وسارية في الجوارح بالعمل، وهذا الشهر الفضيل هو شهر إحياء القلوب ومجاهدة الجوارح وتسخيرها في المسارعة إلى مرضاة الله، فهذا دأب الصّالحين من أهل الخوف والرّجاء.. ليس شهر رمضان موسماً لما لا يُرجَى منه الخير، وإنّما هو شهر التّشمير والاجتهاد والجدّ في الطّاعة، بقلوبٍ حيّة يقظةٍ، وجوارح عاملة مجتهدة.
الإيمان بالله وتحقيق العبوديّة أمر أعمق ممّا يجري على ظاهر الألسنة؛ إنّه حقيقة نابعةٌ من القلب بالتّصديق، وسارية في الجوارح بالعمل، وهذا الشهر الفضيل هو شهر إحياء القلوب ومجاهدة الجوارح وتسخيرها في المسارعة إلى مرضاة الله، فهذا دأب الصّالحين من أهل الخوف والرّجاء.. ليس شهر رمضان موسماً لما لا يُرجَى منه الخير، وإنّما هو شهر التّشمير والاجتهاد والجدّ في الطّاعة، بقلوبٍ حيّة يقظةٍ، وجوارح عاملة مجتهدة.
في صبيحة اليوم، الثّاني من شهر رمضان، رحل إلى جوار ربّه الكريم سماحة العلّامة الفاضل، المحقّق الخبير، السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلاليّ..
لقد ثُلم الإسلام برحيله ثلمةً لا يسدّها شيء؛ فهو العالِم المعطاء الذي أمضى عقوداً من حياته الشّريفة في خدمة الدّين والحوزة العلميّة، فترك خلفه إرثاً عظيماً من الإفادة والتّدريس والتحقيق..
وخسرنا - نحن معاشر طلاب العلم - ملاذاً رؤوفاً يفيض عطفاً وحناناً واهتماماً بأبنائه الطّلاب، فهو الأب الذي لم يفتر يوماً عن العناية بهم والسّؤال عن أحوالهم والمبادرة إلى خدمتهم، فكان نِعم الملاذ ونِعم العون في كلّ خطب.
اللهم إنّا لا نعلم عنه إلّا خيراً فارحمه واغفر له وألحقه بالصّالحين واحشره مع النبيّ الكريم وأهل بيته الطّاهرين. إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم.
لقد ثُلم الإسلام برحيله ثلمةً لا يسدّها شيء؛ فهو العالِم المعطاء الذي أمضى عقوداً من حياته الشّريفة في خدمة الدّين والحوزة العلميّة، فترك خلفه إرثاً عظيماً من الإفادة والتّدريس والتحقيق..
وخسرنا - نحن معاشر طلاب العلم - ملاذاً رؤوفاً يفيض عطفاً وحناناً واهتماماً بأبنائه الطّلاب، فهو الأب الذي لم يفتر يوماً عن العناية بهم والسّؤال عن أحوالهم والمبادرة إلى خدمتهم، فكان نِعم الملاذ ونِعم العون في كلّ خطب.
اللهم إنّا لا نعلم عنه إلّا خيراً فارحمه واغفر له وألحقه بالصّالحين واحشره مع النبيّ الكريم وأهل بيته الطّاهرين. إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم.
بسم الله الرّحمن الرّحيم
قبل ما يزيد على عامٍ، شرعتُ بحمد الله وتوفيقه بالدرس الأسبوعيّ في قراءة أمالي الشّيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النّعمان البغداديّ العكبريّ (رضي الله عنه) (ت: 413هـ) مع الشرح والتّعليق، وقد تناول البحث عدّة جوانب:
١- التّعريف برجال الأسانيد.
٢- التعليق ببعض الفوائد المرتبطة بالأسانيد.
٣- شرح غريب الحديث، وضبط المتن ضبطاً صحيحاً، وتخليصه من التّصحيفات.
٤- ربط الأحاديث ببعض المطالب الكلاميّة والتاريخيّة.
٥- الدراسة النقدية لبعض الأحاديث.
٦- تخريج الأحاديث تخريجاً علميّاً.
وقد انتهينا في أواخر شهر شعبان المنصرم من المجلس العاشر في أماليه، فكان عدد الجلسات المنعقدة: (43) مجلساً، وقد جمعت روابط تسجيلاتها في هذا الرّابط:
https://mhedaiat.blogspot.com/2023/10/blog-post_23.html
وقد أحببتُ أن أشارك هذا الجهد القليل في ذكرى وفاة هذا الشّيخ العالم الفقيه البصير في دينه، العامل بعلمه، سائلاً الله تبارك وتعالى أن يجزل له الأجر العظيم، وأن يحشرنا وإيّاه مع النبيّ الكريم وأهل بيته الطيبين الطاهرين.
قبل ما يزيد على عامٍ، شرعتُ بحمد الله وتوفيقه بالدرس الأسبوعيّ في قراءة أمالي الشّيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النّعمان البغداديّ العكبريّ (رضي الله عنه) (ت: 413هـ) مع الشرح والتّعليق، وقد تناول البحث عدّة جوانب:
١- التّعريف برجال الأسانيد.
٢- التعليق ببعض الفوائد المرتبطة بالأسانيد.
٣- شرح غريب الحديث، وضبط المتن ضبطاً صحيحاً، وتخليصه من التّصحيفات.
٤- ربط الأحاديث ببعض المطالب الكلاميّة والتاريخيّة.
٥- الدراسة النقدية لبعض الأحاديث.
٦- تخريج الأحاديث تخريجاً علميّاً.
وقد انتهينا في أواخر شهر شعبان المنصرم من المجلس العاشر في أماليه، فكان عدد الجلسات المنعقدة: (43) مجلساً، وقد جمعت روابط تسجيلاتها في هذا الرّابط:
https://mhedaiat.blogspot.com/2023/10/blog-post_23.html
وقد أحببتُ أن أشارك هذا الجهد القليل في ذكرى وفاة هذا الشّيخ العالم الفقيه البصير في دينه، العامل بعلمه، سائلاً الله تبارك وتعالى أن يجزل له الأجر العظيم، وأن يحشرنا وإيّاه مع النبيّ الكريم وأهل بيته الطيبين الطاهرين.
Blogspot
دروس في شرح الأمالي
بسم الله الرحمن الرحيم دروس في شرح الأمالي سلسلة دروس في شرح كتاب (الأمالي) للشّيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النّعمان العكبريّ البغداديّ (رضي...
تقديم القدوة ضمن الخطاب إلى المجتمع غرضه التهذيب والاستقامة والارتقاء العلمي والروحي، ولكن ما الذي يوجد في شخصية معاوية وسائر ملوك بني أمية ليقدّموا في خطاب المرحلة؟ فهؤلاء لم يمتازوا بالعلم أو تزكية النفس والحكمة أو غير ذلك مما ينفع الناس. الغرض الأساسي من استحضار هذه الشخصيات الاستفادة منها في الجانب الذي برعت فيه، وهو الوحشية والحِرص على المُلك وسفك الدّماء في كل قريب وبعيد لأجل تحقيق الغايات السلطويّة التي تمثل غاية الآمال ومنتهى الطّموح عند جماعات الإسلاميين المتطرفين.
اقرأ تاريخ معاوية من أوله إلى آخره، لن تستفيد شيئاً في دينك وإنسانيتك، فالرجل وحش في صورة البشر، همه السلطنة والمملكة، ولو على حساب أنهار من الدماء، وهم يحتاجون إليه ليكون رمز المرحلة المتوحشة.
الأمر الذي لا يضعون له حساباً هو أن السيف لا يمكنه أن يقيم دولاً معمرة ومستقرة، وما كان أوله (معاوية) فآخره (مروان الحمار).
اقرأ تاريخ معاوية من أوله إلى آخره، لن تستفيد شيئاً في دينك وإنسانيتك، فالرجل وحش في صورة البشر، همه السلطنة والمملكة، ولو على حساب أنهار من الدماء، وهم يحتاجون إليه ليكون رمز المرحلة المتوحشة.
الأمر الذي لا يضعون له حساباً هو أن السيف لا يمكنه أن يقيم دولاً معمرة ومستقرة، وما كان أوله (معاوية) فآخره (مروان الحمار).
مصباح الهداية
تقديم القدوة ضمن الخطاب إلى المجتمع غرضه التهذيب والاستقامة والارتقاء العلمي والروحي، ولكن ما الذي يوجد في شخصية معاوية وسائر ملوك بني أمية ليقدّموا في خطاب المرحلة؟ فهؤلاء لم يمتازوا بالعلم أو تزكية النفس والحكمة أو غير ذلك مما ينفع الناس. الغرض الأساسي من…
Presenting role models within discourse to society serves the purpose of refinement, righteousness, and intellectual and spiritual elevation.
But what qualities exist in the personality of Muʿāwiya and the rest of the Umayyad kings that make them worthy of being presented in the discourse of this era? These individuals were not distinguished by knowledge, self-purification, wisdom, or anything else beneficial to people.
The primary purpose of invoking these figures is to utilize them in the aspect in which they excelled, namely, brutality, an insatiable thirst for power, and the spilling of blood. Whether of kin or strangers, to achieve authoritarian goals, which represent the ultimate aspiration of extremist Islamist groups.
Read the history of Muʿāwiya from beginning to end—you will gain nothing for your faith or humanity. The man was a beast in human form, obsessed with dominion and kingship, even at the cost of rivers of blood. They need him as the emblem of this savage era.
What they fail to account for is that the sword cannot build lasting and stable states and what begins with Muʿāwiya inevitably ends with Marwān the Donkey.
✍️ Shaykh Ibrāhīm Jawād
But what qualities exist in the personality of Muʿāwiya and the rest of the Umayyad kings that make them worthy of being presented in the discourse of this era? These individuals were not distinguished by knowledge, self-purification, wisdom, or anything else beneficial to people.
The primary purpose of invoking these figures is to utilize them in the aspect in which they excelled, namely, brutality, an insatiable thirst for power, and the spilling of blood. Whether of kin or strangers, to achieve authoritarian goals, which represent the ultimate aspiration of extremist Islamist groups.
Read the history of Muʿāwiya from beginning to end—you will gain nothing for your faith or humanity. The man was a beast in human form, obsessed with dominion and kingship, even at the cost of rivers of blood. They need him as the emblem of this savage era.
What they fail to account for is that the sword cannot build lasting and stable states and what begins with Muʿāwiya inevitably ends with Marwān the Donkey.
✍️ Shaykh Ibrāhīm Jawād
الانحطاط الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية لا سابقة له في تاريخنا المعاصر، وأكبر علّة لهذا الداء تسلُّطُ الإسلاميّين على عقول الشعوب، حيث غيّروا أولوياتهم، فجعلوا التحريض المذهبي والنزعة الطائفية بديلاً عن قتال العدو الصهيوني.
في الوقت الذي تُقصف فيه غزة، لا يلقي حمير الجولاني صواريخهم وقذائفهم على الكيان الغاصب، وإنما على الشعب الذي ساند غزّة ومقاومتها.
هذه المنطقة ستبقى لعقود تحت الهيمنة والإذلال الصهيوني، والسبب هو أن شعوب المنطقة لا تطمح إلى أكثر من ممارسة دور البهيمة (همُّها علفها).
في الوقت الذي تُقصف فيه غزة، لا يلقي حمير الجولاني صواريخهم وقذائفهم على الكيان الغاصب، وإنما على الشعب الذي ساند غزّة ومقاومتها.
هذه المنطقة ستبقى لعقود تحت الهيمنة والإذلال الصهيوني، والسبب هو أن شعوب المنطقة لا تطمح إلى أكثر من ممارسة دور البهيمة (همُّها علفها).
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
وزارة الصحة بغزة: 412 شهيدا وأكثر من 500 مصاب في غارات الاحتلال على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر اليوم.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الإجرام الصهيوني هو نتيجة طبيعية للخذلان العربي والإسلامي من قِبل هذه الأمة الخائرة والتائهة.
﴿وَالشُّهَداءُ عِندَ رَبِّهِم لَهُم أَجرُهُم وَنورُهُم﴾
رحمك الله أبا حمزة، وحشرك مع النبي الكريم وآله الطاهرين.
ناجي أبو سيف "أبو حمزة"؛ شهيداً على طريق القدس.
رحمك الله أبا حمزة، وحشرك مع النبي الكريم وآله الطاهرين.
ناجي أبو سيف "أبو حمزة"؛ شهيداً على طريق القدس.
"واعمل لآخرتك كأنَّك تموتُ غداً".
هذه اللّيالي المباركة فرصةٌ عظيمةٌ للاهتمام بصحائف أعمالنا، التي سوف تُعرَض على الله يوم يفرُّ من المرء من أهله وإخوانه، ولذا فليكن اهتمامنا بتدارك ما فرط بالتّوبة والأوبة، والضّجيج إلى الله بالاعتراف بالتّقصير، ولنكن على يقينٍ أنّ كلّ امرئ يوم العرض على الله لن يشغله شيء سوى نفسه، فأولِ نفسكَ حقّها وقِهَا من سوء الموقف بتخليص نفسك من أغلال الآثام بالتّوبة النّصوح الخالصة.
ثمّ لا ننسى إخواننا من الدّعاء لهم بظهر الغيب؛ فإنّه من الدّعاء المستجاب.
هذه اللّيالي المباركة فرصةٌ عظيمةٌ للاهتمام بصحائف أعمالنا، التي سوف تُعرَض على الله يوم يفرُّ من المرء من أهله وإخوانه، ولذا فليكن اهتمامنا بتدارك ما فرط بالتّوبة والأوبة، والضّجيج إلى الله بالاعتراف بالتّقصير، ولنكن على يقينٍ أنّ كلّ امرئ يوم العرض على الله لن يشغله شيء سوى نفسه، فأولِ نفسكَ حقّها وقِهَا من سوء الموقف بتخليص نفسك من أغلال الآثام بالتّوبة النّصوح الخالصة.
ثمّ لا ننسى إخواننا من الدّعاء لهم بظهر الغيب؛ فإنّه من الدّعاء المستجاب.
السّلام على من خُضّبت لحيته الشّريفة بدمه الزّكيّ..
روى ثقة الإسلام الكلينيّ بسندٍ صحيحٍ: (محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: خَضَبَ النبيُّ -صلّى الله عليه وآله-، ولم يمنع عليّاً عليه السّلام إلّا قول رسول الله -صلّى الله عليه وآله-: تختضب هذه من هذه. وقد خضب الحسين وأبو جعفر عليهما السلام).
📚الكافي، ج13، ص113، رقم الحديث 12663، كتاب الزيّ والتجمّل والمروءة، باب الخضاب، ح8.
روى ثقة الإسلام الكلينيّ بسندٍ صحيحٍ: (محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: خَضَبَ النبيُّ -صلّى الله عليه وآله-، ولم يمنع عليّاً عليه السّلام إلّا قول رسول الله -صلّى الله عليه وآله-: تختضب هذه من هذه. وقد خضب الحسين وأبو جعفر عليهما السلام).
📚الكافي، ج13، ص113، رقم الحديث 12663، كتاب الزيّ والتجمّل والمروءة، باب الخضاب، ح8.
رُوي عن الإمام الرّضا -صلوات الله عليه -:
(...، قال أبو جعفر عليه السّلام: في حكمةِ آل داود: ينبغي للمُسلم أن يكون مالكاً لنفسه، مُقبلاً على شأنه، عارفاً بأهل زمانه..).
📚الكافي، ج3، ص567، رقم الحديث 2273، كتاب الإيمان والكفر، باب الكتمان، ح10.
(...، قال أبو جعفر عليه السّلام: في حكمةِ آل داود: ينبغي للمُسلم أن يكون مالكاً لنفسه، مُقبلاً على شأنه، عارفاً بأهل زمانه..).
📚الكافي، ج3، ص567، رقم الحديث 2273، كتاب الإيمان والكفر، باب الكتمان، ح10.
روى ثقة الإسلام الكلينيّ: (محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن داود الرّقيّ، قال: سمعتُ أبا عبد الله عليه السّلام يقول: «لا ينبغي للمؤمن أن يُذِلَّ نفسه»، قيل له: وكيف يُذِلُّ نفسَه؟ قال: يتعرَّضُ لما لا يُطيق).
📚الكافي، ج9، ص504، رقم الحديث 8349، كتاب الجهاد، باب كراهة التعرُّض لما لا يُطيق، ح4.
📚الكافي، ج9، ص504، رقم الحديث 8349، كتاب الجهاد، باب كراهة التعرُّض لما لا يُطيق، ح4.
Forwarded from تراث الإماميّة في الحديث وعلومه
وقفات_نقديّة_مع_الدّكتور_أحمد_صنوبر_حول_التراث_الشيعيّ.pdf
215.1 KB
وقفات نقديّة مع الدّكتور أحمد صنوبر حول التراث الشيعيّ
📝 إبراهيم جواد
📝 إبراهيم جواد
مصباح الهداية
Video
ذكرت أمسِ -خلال المناقشة حول التراث الإماميّ - أنّ إحدى مشكلات الباحثين من أهل السنّة تكمن في ضعف العناية بالتّراث الإماميّ في مجال تحقيق متون التراث، وكذلك في مجال القراءة التحليليّة والنّقد، ولذا نرى أنّ الظّواهر المعاصرة تفتقر إلى الكفاءة العلميّة للقيام بهذه المهمّة. قراءة التراث ونقده تحتاج إلى ردحٍ من الزّمن بين مطبوعه ومخطوطه، وتأمّل وافٍ في كلمات أهل العلم لاقتناص السّياق العلميّ لكلّ مقولةٍ، وقوّة ذهنيّة تقدر على التّحليل بكفاءة، وإلّا فإنّ الباحث لن يكون مؤهّلاً للنّقض والإبرام.
ومما يؤسف له أنّنا في زمن انحطاط العلم، حيث يرفع الصّبية عقيرتهم، وينصبون أنفسهم للرّفع والوضع وإطلاق الأحكام. على سبيل الطّرفة، أرسل لي أحد الإخوة هذا المقطع، وفيه يتحدّث أحد هؤلاء ممن أطلق لسانه في التكفير والنّقد وإطلاق الأحكام بضرس قاطع، وهو يفتقر إلى أدنى مراتب الإحاطة بمفردات التراث الإماميّ على مستوى المصطلحات والألفاظ، فضلاً عما هو فوق ذلك، فنقل نصَّاً عن بهرام بن عبد الله الدّميريّ المالكيّ (ت: 805هـ) وفي عبارته مصطلح (الطيَّارة الرّوافض)؛ وحيثُ إنّ اطّلاع هذا الفتى على هذه القضايا في حدود اطّلاعي على علم الفيزياء، أبى أن يقرأ النصَّ كما ورد في المطبوع، فأراد أن يبرز خبرته العلميّة الواسعة واطّلاعه الكبير فصحّح اللّفظ بزعمه وقرأه: (الطبَّارة الرّوافض) وفسّرها بـ(أهل التّطبير)! والأنكى من ذلك أنَّه خطَّأ محقّق الكتاب وحمله على عدم المعرفة! هذا يدلُّك على قصورٍ في فهم مصطلحٍ يسيرٍ من مصطلحات تاريخ المِلل والنّحل والكلام، فمصطلح (الطيّارة) معروفٌ، ويُراد به الغلاة، وهو مشتقّ من الطيران الذي يُراد به الارتفاع والغلوّ. وإذا كنّا عاجزين على مستوى ضبط الاصطلاحات والألفاظ، فأنّى تصل النوبة إلى ما بعدها من القراءة التحليلية والنقد؟
حقاً أقول؛ إنّ اتّساع الفجوة بين المنتسبين لتحصيل العلم وبين التراث الإسلاميّ تنذر بمحاذير كثيرة، أهونها أن يتمّ توليد جهالات تطمس روح العلم وتجعل أزمَّة الأمور بين من لا يفرّق بين الباء والياء! ولذلك ينبغي لكثير من هؤلاء أن يتواضعوا، ويطلبوا العلم من أهله، ويسألوا إن جهلوا، فالسّؤال ليس عيباً، بل هو مفخرة المتعلِّم.
ومما يؤسف له أنّنا في زمن انحطاط العلم، حيث يرفع الصّبية عقيرتهم، وينصبون أنفسهم للرّفع والوضع وإطلاق الأحكام. على سبيل الطّرفة، أرسل لي أحد الإخوة هذا المقطع، وفيه يتحدّث أحد هؤلاء ممن أطلق لسانه في التكفير والنّقد وإطلاق الأحكام بضرس قاطع، وهو يفتقر إلى أدنى مراتب الإحاطة بمفردات التراث الإماميّ على مستوى المصطلحات والألفاظ، فضلاً عما هو فوق ذلك، فنقل نصَّاً عن بهرام بن عبد الله الدّميريّ المالكيّ (ت: 805هـ) وفي عبارته مصطلح (الطيَّارة الرّوافض)؛ وحيثُ إنّ اطّلاع هذا الفتى على هذه القضايا في حدود اطّلاعي على علم الفيزياء، أبى أن يقرأ النصَّ كما ورد في المطبوع، فأراد أن يبرز خبرته العلميّة الواسعة واطّلاعه الكبير فصحّح اللّفظ بزعمه وقرأه: (الطبَّارة الرّوافض) وفسّرها بـ(أهل التّطبير)! والأنكى من ذلك أنَّه خطَّأ محقّق الكتاب وحمله على عدم المعرفة! هذا يدلُّك على قصورٍ في فهم مصطلحٍ يسيرٍ من مصطلحات تاريخ المِلل والنّحل والكلام، فمصطلح (الطيّارة) معروفٌ، ويُراد به الغلاة، وهو مشتقّ من الطيران الذي يُراد به الارتفاع والغلوّ. وإذا كنّا عاجزين على مستوى ضبط الاصطلاحات والألفاظ، فأنّى تصل النوبة إلى ما بعدها من القراءة التحليلية والنقد؟
حقاً أقول؛ إنّ اتّساع الفجوة بين المنتسبين لتحصيل العلم وبين التراث الإسلاميّ تنذر بمحاذير كثيرة، أهونها أن يتمّ توليد جهالات تطمس روح العلم وتجعل أزمَّة الأمور بين من لا يفرّق بين الباء والياء! ولذلك ينبغي لكثير من هؤلاء أن يتواضعوا، ويطلبوا العلم من أهله، ويسألوا إن جهلوا، فالسّؤال ليس عيباً، بل هو مفخرة المتعلِّم.
ليس العجبُ من أحمد الشّرع في لقائه بترامب منبطحاً مذعناً لتقديم القرابين والأثمان مقابل تثبيت سلطته الحاكمة في دمشق؛ بل العجبُ ممّن تفاجأ بما حصل. الفكر السنيّ في كافّة ظهوراته هو فكر سلطانيّ حكوميّ، يجعل الأولويّة للحكم والسّلطنة مهما كانت التّضحيات، هكذا كان التّاريخ، وهذا هو الحاضر الماثل بين أعيننا. وعلى هذا النّسق، تجري كافّة حركات الإسلام السّياسيّ في المنطقة، فهي إنْ نازعت الولايات المتحدة فلأنها لم تفسح لهم مجالاً لينالوا ما يريدون، ولذلك هم مستعدّون دوماً لأي شيء مقابل ابتسامة من وليّ أمر المنطقة ترامب. هذه الحركات انطلاقاً من خلفيّتها الفكريّة مستعدّة للتّضحية بأغلى الأثمان مقابل الحصول على الرِّضا الأميركيّ. المؤسف في الموضوع أنّ الثّمن كان بيع القضيّة الفلسطينيّة والتّضحية بدماء عشرات الآلاف من المظلومين في غزّة ولبنان.
وبالمناسبة، حركة حماس ليست عن ذلك ببعيد، ودع عنك اللّوذ والتستّر خلف الشّباب الحاضرين في خطوط القتال، فهؤلاء وقود المرحلة.. أبقِ عينك على خالد مشعل وأمثاله وستعرف أنّ حركة حماس ليست بعيدةً عن هذا المسلك، وأنّها تنتظر صفقة جيّدة بثمن مناسب يلائم الحفاظ على كيانها. قطر التي مرّرت طالبان، وستمرّر جبهة النّصرة، لن تعجز عن تمرير حركة حماس. لذا في عيون "المشعليّين": الصّفقة محببّة إلى النّفس ومأمولةٌ، ولكن الخلاف في السّعر فقط.
وبالمناسبة، حركة حماس ليست عن ذلك ببعيد، ودع عنك اللّوذ والتستّر خلف الشّباب الحاضرين في خطوط القتال، فهؤلاء وقود المرحلة.. أبقِ عينك على خالد مشعل وأمثاله وستعرف أنّ حركة حماس ليست بعيدةً عن هذا المسلك، وأنّها تنتظر صفقة جيّدة بثمن مناسب يلائم الحفاظ على كيانها. قطر التي مرّرت طالبان، وستمرّر جبهة النّصرة، لن تعجز عن تمرير حركة حماس. لذا في عيون "المشعليّين": الصّفقة محببّة إلى النّفس ومأمولةٌ، ولكن الخلاف في السّعر فقط.