Telegram Web Link
كيف نتخلص من الوهن؟

. الاستعانة بالله تعالى والشعور بمعيته:
من يستعين بالله تعالى ويتوكل عليه في دعوته، ويشعر بمعيته وتأييده ليثبت مثل ثبوت الجبال الشامخات ولا يتزلزل أمام بهرجة الباطل والشوكة الزائفة لأهله، وهو من ثمار الإيمان الصادق بالله تعالى يقول تعالى: "اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة:257)، وقال تعالى: "وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا"(الطور: من الآية48).
ومن كان بمعية الله مصحوباً، وكان بعين الله محفوظاً، فهو أهل لأن يتحمل المتاعب ويصبر على المكاره.

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#تكوين_وعي_المسلم
#ولا_تهنوا
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
سنن الله لا تتبدل

انتشر الإسلام في الأندلس بعد فتحها سنة 92هـ ، وأقام المسلمون فيها دولة استمرت ثمانية قرون، وقد أصبحت هذه الدولة في خلافة عبد الرحمن الناصر (300-350هـ/ 912-961م) من أكثر دول العالم علما وتحضرا ومدنية ورقيا وقوة وتقدما، وعاش بها المسلمون في رغد من العيش؛ حيث الأرض الخصبة، والمياه العذبة، والجنان الخضرة، والمناخ المعتدل.
وكان أبناء الأثرياء في أوربا يتوجهون للدراسة في مدارسها وجامعاتها، وعندما يعودون إلى بلدانهم يفخرون بأنهم تتلمذوا على أيدي علمائها العرب المسلمين، ويتعمدون استعمال كلمات عربية حتى يقال: إنهم متعلمون مثقفون.
ثم ضعفت دولة المسلمين في الأندلس، وتقلصت تدريجيا حتى انحصرت في مملكة غرناطة، ثم سقطت سنة 1492م، بتوقيع آخر ملوكها أبي عبد الله الصغير معاهدة استسلام مهينة مع الملكين الكاثوليكيين فرديناند وإيزابيلا، ثم قضى على الوجود الإسلامي في الأندلس نهائيا؛ بسبب محاكم التفتيش التي كانت تحرق كل من يثبت أنه لا يزال مسلما.

والسؤال المهم الذي ينبغي الإجابة عنه هو: لماذا سقطت الأندلس وقضي على الوجود الإسلامي فيها بعد ذلك العز والتمكين؟

أولا: الانحراف عن شرع الله تعالى ومنهجه الإسلامي الصحيح؛ فقد شاع فيها شرب الخمر، حتى إنه لم تقم الحدود على شاربيه، كما انتشر اللهو والغناء والطرب والموسيقى والجواري، وكان الأمراء يتنافسون في تقريب المغنين والمغنيات، ويبنون لهم قصورا قرب قصورهم، ويقيمون لهم المدارس لتعليم الغناء والموسيقى، في الوقت الذي كانت فيه المدن الأندلسية تتساقط وأهلها يقتلون، ونساؤها يسبين

ثانيا: الترف: أصاب الترف أهل الأندلس وحكامها، فبالغوا في الإنفاق على المسكن والملبس والمأكل، وشغلهم ذلك عن الدفاع عن أرضهم وعرضهم، فهانوا على عدوهم. ويؤكد ابن خلدون أن الترف من أهم أسباب سقوط الدول؛ لأنه يؤدي إلى حب الدنيا والتمسك بالحياة، والعزوف عن الجهاد، ومن يحرص على الحياة لا يدافع عن أرض أو عرض أو دين أو كرامة، فتضيع أرضه وتسقط دولته.

ثالثا: موالاة أعداء الأمة من الصليبيين، وإحسان الظن بهم؛ فقد أقام حكام الأندلس في عهد الطوائف علاقات حسنة مع الصليبيين، وجاملوهم واستعانوا بهم بعضهم على بعض، ووثقوا بعهودهم. والأمثلة على ذلك كثيرة نذكر منها: أن ابن رزين حسام الدولة صاحب شنتمرية حمل الهدايا النفيسة وتوجه بها إلى الملك الإسباني ألفونسو ليهنئه على احتلاله لطليطلة، فجازاه ألفونسو بإعطائه قردا؛ احتقارا له، لكن حسام الدولة عد ذلك مفخرة له.

رابعا: التنازع بين ملوك الطوائف على الدنيا؛ حيث دب النزاع بين مسلمي الأندلس على الدنيا منذ وقت مبكر، فتنازع العرب والبربر، وتنازع اليمانية والقيسية، وتنازع الأشقاء والأقارب على المناصب، وقد أضعف ذلك الصف الإسلامي، وأريقت دماء غزيرة، وقتل من المسلمين في صراعهم الداخلي أضعاف أضعاف ما خسروه في فتح الأندلس وفي صد هجمات النصارى عليها. وكانت أسباب هذه النزاعات دائما تافهة؛ فمثلا وقعت فتنة مدمرة بين اليمانية والقيسية سنة 207هـ في عهد عبد الرحمن الأوسط، سببها أن مضريا انتزع ورقة دالية من جنان يماني فقتله اليماني، واستمرت الفتنة التي حاولت السلطة إخمادها سبع سنوات، وسقط فيها آلاف القتلى من المسلمين.

خامسا: تقاعس كثير من العلماء عن دورهم الدعوي والجهادي والإصلاحي؛ فقد اشتغل كثير منهم في المسائل الخلافية، ولم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر، بل إن كثيرا منهم نافقوا الأمراء والحكام وغضوا الطرف عن نصحهم، وشاركوا في المنكرات، يقول ابن حزم في وصف هؤلاء العلماء: "ولا يغرنكم الفساق والمنتسبون إلى الفقه، اللابسون جلود الضأن على قلوب السباع، المزينون لأهل الشر شرهم، الناصرون لهم على فسقهم".

تلكم بعض أهم أسباب سقوط الأندلس، وعلى من يريد أن يحفظ نفسه أو حزبه أو دولته من السقوط أن يعيها، ويتجنب كل أسباب السقوط فإن سنن الله لا تتبدل ولا تتغير.

فهل تذكركم أحوال الأندلس بأحوال بعض البلدان العربية اليوم؟

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#السنن_الإلهية
#تكوين_وعي_المسلم
Forwarded from لتهتدوا
🎉 بشرى سارة.. فُتِح التسجيل في التأهيل الرمضاني 🎉

يعلن مركز تميز عن فتح باب التسجيل مجانًا في برنامج التأهيل الرمضاني.

🌿 يأخذنا برنامج التأهيل الرمضاني إلى رحلة مع نخبة من المشايخ، لنُطهر قلوبنا ونزكّي نفوسنا..

نتعلم فيها كيف نقبل على رمضان بقلب سليم، ونقيم العبادات بهمّة عالية.

📌 ومن فوائد برنامج التأهيل الرمضاني:

- محاضرات مباشرة لأبرز المشايخ تجمع لك الجوانب التعبدية والإيمانية.

- قراءات في تدبر القرآن الكريم، بالإضافة إلى مقالات إيمانية وتربوية تعين على رفع الهمة.

- أوراد يومية من السنن والقرءان والأذكار (الباقيات الصالحات).

- تكليفات نطبق فيها ما تعلمناه، فتتحول العبادات إلى سلوك يومي.

- جدول لمحاسبة النفس للتدرّب على القيام بالعبادات والمواظبة عليها.

🎁 البرنامج مجاني

🍂 هلُمّ بالاستعداد لأفضل الشهور، والارتقاء بأرواحنا في رحاب الله.

📌بادر بالتسجيل الآن:

ta2heel-ramadan.com/landing
الفيسبوك:
facebook.com/litahtaduu/
التليجرام:
www.tg-me.com/lthtdo
بوت إدارة التأهيل الرمضاني:
www.tg-me.com/Ta2heelRamadanBot
بوت الأسئلة الشائعة:
www.tg-me.com/Ta2heel_Ramadan_Bot

#لتهتدوا
#التأهيل_الرمضاني
#مشاريع_تميز
Chers frères et sœurs,

Les portes de notre exploration profonde de Hizb Al-A’la,  sont maintenant ouvertes à tous les esprits avides de découvertes. Pour prendre part à cette expérience sans égale, cliquez instantanément sur le lien suivant :

https://fr.moddaker.com/course/view.php?id=22

Que cette étude soit une rencontre avec l'infini, une odyssée spirituelle où chaque phrase est une étoile illuminant votre chemin.
كيف نتخلص من الوهن؟

✍️ الاستعانة بالله تعالى والشعور بمعيته:
ومن يستعين بالله تعالى ويتوكل عليه في دعوته، ويشعر بمعيته وتأييده ليثبت مثل ثبوت الجبال الشامخات ولا يتزلزل أمام بهرجة الباطل والشوكة الزائفة لأهله، وهو من ثمار الإيمان الصادق بالله تعالى، يقول تعالى: "اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة:257)، وقال تعالى: "وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا"(الطور: من الآية48).
ومن كان بمعية الله مصحوباً، وكان بعين الله محفوظاً، فهو أهل لأن يتحمل المتاعب ويصبر على المكاره.

✍️ اليقين بحسن الجزاء:
فإن ما يحث المسلم على الدعوة إلى الله تعالى ويثبته عليها، ويزيده رغبة فيها وحرصاً عليها أن يطمئن أنه مجزي عليها جزاءً مرضياً ومن هنا يشير القرآن الكريم أن المؤمنين ينتظرهم أحسن الجزاء من الله تعالى، وذلك حين يرجعون إليه ويقفون بين يديه فيعوضهم عن عملهم أكرم العوض ويمنحهم أعظم الأجر وأجزل المثوبة.
ولا نجد في القرآن شيئاً ضخم جزاؤه وعظيم أجره مثل الدعوة إلى الله والصبر عليها، فهو يتحدث عن هذا الأجر بأسلوب المدح والتضخيم، فيقول: " نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"(العنكبوت:59).

وهو يبين أن الصابرين إنما يجزون بأحسن ما عملوا، فضلاً من الله ونعمة: "مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (النحل:96).
ولا شك أن يقين الإنسان المؤمن بحسن الجزاء وعظم الأجر عند الله تعالى على البلية يخفف مرارتها على النفس، ويهون من شدة وقعها على القلب، وكلما قوي اليقين ضعف الإحساس بألم المصيبة.

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#تكوين_وعي_المسلم
#ولا_تهنوا
اللهم كن لأهل غزة ولياً ونصيرا
اللهم رحمتك التي وسعت كل شيء ونصرك الذي وعدت
هذه سياستهم

*المرشح الرئاسي الأمريكي* *المستقل "كيندي جونيور" في مقابلة تلفزيونية :*
١. أميركا هي من أسست داعش
٢. لدينا ٨٠٠ قاعدة عسكرية حول العالم ، ونحن السبب الرئيسي لجميع حروب العالم، الصين تمتلك ٣ قواعد عسكرية فقط كذلك الأمر روسيا.
٣. أنفقنا أكثر من ٨ ترليون دولار على الحروب منذ العام ٢٠٠١
٤. الحزبين الجمهوري والديموقراطي هما حزبي حرب.
٥. نحن من دمرنا العراق وليبيا.
٦. نحن من هجرنا مالا يقل عن ٢ مليون سوري نحو أوروبا، وقمنا بخلق أزمة ديموغرافية هناك.
٧. نحن من منعنا الرئيس زيلنسكي من التوقيع مرتين على معاهدة سلام مع روسيا.
٨. نحن المسؤولون عن توسع حلف الناتو شرقاً ، والرئيس بوتين محق بشأن مخاوفه من هذا التوسع.
Forwarded from أدهم شرقاوي
‏خُذِ الأمورَ بالعقيدةِ تَهُون!

خُذِ الأمورَ بالعقيدةِ تهون، تخيَّلْ شُهداء غزوة أُحد، حمزة قد بُقِرَ بطنه، ومُثِّلَ به، وها هو مطروحٌ على الأرضِ وقد غطَّى التُّرابُ وجهه، يا له من مشهدٍ أليمٍ لو رأيته هكذا معزولاً عن الحكاية كلّها!
ولكنَّكَ الآن تعرفُ أنّه سيّد الشهداء، وأنه لو قيلَ له في ذلك اليوم: أَتُحِبُّ أن ترجعَ إلى الدُّنيا؟!
لقال: وما يفعلُ المرءُ في الدُّنيا وقد حطَّ رحاله في الجنَّةِ أخيراً؟!

تخيَّلْ فتى قُريشٍ الوسيم المدلَّل مصعب بن عمير، ذاكَ الذي كانت ثيابه تُغسلُ بماءِ الورد، ويُجلَبُ له الطِّيبُ من شتّى أصقاع الأرض، فإنَّ مُرَّ في الطريقِ بعدَ مروره منها يُقال: مرَّ من هنا مصعب!
ها قد انتهى به المطافُ صريعاً على الأرض، قُطعَ ذراعاه اللذان كان يحملُ بهما اللواء، والنَّبيُّ ﷺ ينظرُ إليه فيذرفُ دمعاً عليه ويقولُ: كنتُ أعرفه، كان ألينَ فتى في قريش!
ولم يجدوا له كفناً يستره في ذاك اليوم!
وإنَّكَ لو قرأتَ هذه الصّفحة من كتاب حياة مصعب فقط لربما قُلتَ: يا للنهاية البائسة!
ولكنَّكَ اليومَ تعرِفُ مضمون الكتاب كلّه، وتعرفُ أنَّ ذاك اليوم كان أسعد أيام مصعب بن عُميرٍ!

وإنَّكَ لو رأيتَ اللحظةَ التي أُضرمتْ فيها نار الأخدود، وبدأ الملكُ الظالم وجنوده يُلقون المؤمنين، لرُبَّما قُلتَ، جهلاً بما غابَ عنك من الحكاية، : يا له من مَلِكٍ منتصرٍ قضى على خصومه في يومٍ واحد! ويا لهؤلاء البائسين كيف كانت نهايتهم!
ولكنَّكَ الآن تعرفُ الحكاية كلّها من أَلِفِهَا إلى يائها، تعرفُ وتُؤمنُ أن المرءَ يمكنُ أن يخرجَ من الدُّنيا منتصراً ولو خرجَ مقتولاً، وأنَّ المرء، كذلكَ، يمكنه أن يخرجَ من الدُّنيا مهزوماً ولو استطاع أن يذبحَ خصمه! أنتَ تعرفُ هذا جيِّداً، تعرفُ أنَّ أصحاب الأخدود في الجنَّة خالدين فيها أبداً، وتعرفُ أن الملكَ الظالم قد هُزم!
فقِسْ على ما مضى!

وإنَّكَ لو ولجتَ غُرفةَ تعذيب فرعون في اللحظة التي اطمأنَّ فيها أنَّ الزيتَ قد غَلَى بما يكفي ليذيبَ اللحمَ عن العظمِ، وبدأ يُلقي أولاد الماشطة واحداً إِثْرَ واحدٍ، فما تلبثُ أن تطفو عظامهم، والماشطةُ ترقبُهم دون أن تنبسَ ببنتِ شَفةٍ، غير جملتها الخالدة: ربي وربُّكَ الله! لقلتَ، جهلاً بما قد سلفَ: يا لقساوة هذه الأم!
ولكنَّكَ سُرعان ما سترى أنَّ دورها قد حان، وأنها لن تطلبَ من فرعون إلا طلباً أخيراً، اِجمعْ عِظامي وعظامَ أولادي وادفنّا في قبرٍ واحدٍ!
ستقولُ، وقد غابتْ عنك مطالع الحكاية، وما وقفتَ على القصيد مُذ أوَّل الطَّللِ: أما كان بإمكانها أن تُبقي على نفسها وأولادها!
ولكنّكَ الآنَ، الآنَ تحديداً، تعرفُ الحكايةَ كلّها، تعرفُ أنّ ماشطةً قد أذلَّتْ كبرياءَ مَلِكٍ كان يقولُ أنا ربكم الأعلى!
الآن أنتَ تعرفُ أنَّ النَّبي ﷺ قد شمَّ رائحتها ورائحة أولادها في السَّماء كالمسكِ ليلة عُرِجَ به إليها!

الآن، والآن فقط، أنتَ تعلمُ أن بعض القتلة مهزومون على أيدي ضحاياهم، فإنَّ النَّصرَ ليس في البقاء على قيد الحياة، وإنما في الثبات على العقيدة والمبدأ!
ولكَ أن تتخيَّلَ فقط أن نبيَّ اللهِ زكريا قد نُشرَ بالمنشار، وأنَّ رأس السَّيِّدِ الحَصُورِ يحيى قد قُدِّمَ مهراً لبغيٍّ!

أمَّا الآن وقد أُسدِلتِ السِّتارة، وانفضَّ الجمعُ فاسمعها منِّي: حتى وإنْ تمزّقتِ الأجسادُ، فالأرواحُ في أجواف طيرٍ خُضرٍ، تسرحُ في الجنّةِ حيث شاءتْ، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش! فلا تبكِ عليهم، ابكِ على نفسكَ، ما يريدُ الشَّهيدُ السَّاجدُ من دُنيايَ ودُنياكَ؟
ولأيِّ شيءٍ ترجعُ امرأةٌ كان آخر عهدها بالدُّنيا أنَّها نامت بثوب صلاتها كي لا تظهر عورتها إذا ما انتشلوها من تحت الأنقاض؟!
وما الجميلُ في دُنيايَ ودُنياكَ حتى يتركَ أطفال غزَّة إبراهيم عليه السّلام وسارة ويرجعون إليها؟!
لا تبكِ عليهم يا صاحبي، ابكِ على نفسكَ، فإنَّه لو قيل الآن لشهداء قوّات النُّخبة يوم العبور المجيد تمنُّوا، لقالوا: اللهُمَّ عُبوراً كلَّ يومٍ، وشهادةً كلَّ يوم، فإنما يوم سَعْدِ الحُرِّ حين يغتسلُ بدمه!

أدهم شرقاوي / مدونة العرب
Forwarded from أدهم شرقاوي
مرحباً بمُطهِّر ذُنوبنا!

كان عمر بن الخطّاب يستقبلُ رمضان بقوله: مرحباً بمُطهِّر ذنوبنا! فها قد أتى رمضان، وأنتَ المُثخنُ بالذُّنوبِ والنُّدوبِ، فرمِمْ ثُقوبَ قلبكَ، واُجْبُرْ كسر روحكَ، وأَنِخْ بباب ربكَ مطاياك، وقُلْ له: عبدكَ المسيءُ قد عادَ إليكَ، أشقاه البُعدُ عنكَ، وقسمتْ ظهره المسافاتْ، يا الله: لكَ عبادٌ غيري وليس لي ربٌّ سواكَ، أنتَ جاهي واتجاهي، وقِبلة روحي، فافتحْ عليَّ فتوح العارفين، واقبلني في التائبين، واكتبني في القائمين، واحشرني مع الصائمين!

ها قد أتى رمضان:
الشهرُ الذي تظمأ فيه الحناجر وترتوي فيه القلوب، وتفرغُ فيه الأمعاء وتمتلىء فيه الأرواح، ويوهنُ فيه الجسد ويقوى فيه الإيمان، وتفترُ فيه الحركة وتشتدُّ فيه العقيدة!
فجدِّدْ إيمانكَ يا صاحبي، فليس للهِ حاجة في تركِ طعامنا وشرابنا، ولكنه يُرسل إلينا رمضان ليُنقينا، ويغسلنا من جديد لنكون لائقين به، فلا يكُن حظَّك منه إلا الجوع والعطش!
رمضان ليس حِميةً غذائيةً، على خُطى الرَّسول ﷺ راحُكَ ومُستراحُكَ، وأنت الدامي من مشقة الطريق، فألقِ عند اللهِ رَحْلكَ!
فإنكَ من اللهِ، ومع اللهِ، وإلى الله!

ها قد أتى رمضان:
فإنْ أنهككَ الجوع، وأضناكَ العطش، فتعزَّ بأولئكَ الذين فوق جوعهم وعطشهم حملوا السيوف، ووضعوا الأرواح على الأكُفِّ، وباعوا الدَّمَ للهِ، ليبقى لنا رمضان!
رمضان غزوة بدر حيث سلَّ الإسلام سيفه لأول مرَّةٍ دفاعاً عن القرآن، وسيبقى هذا السَّيف مسلولاً حتى يُقاتل آخر هذه الأمة الدَّجال!

رمضان فتح مكة، والمدينة التي استعادتْ هويتها أخيراً، عاصمة التوحيد! واذهبوا فأنتم الطلقاء، وبلال على ظهر الكعبة يُعلنها ملء الكون أنَّ الله أكبر!

رمضان القادسية، سعد بن أبي وقاص وأبو محجنٍ، وعمر بن الخطاب يسأل بعدما بُشِّرَ بالنَّصر: كم استمرَ القتال؟
فقالوا: من الفجر حتى العصر
فقال: سبحان الله، لا يصمد الباطل أما الحق كل هذا، لعله بذنبٍ أذنبتموه أنتم أو أنا!

رمضان بلاط الشهداء، وعبد الرحمن الغافقي على بُعد سبعين كيلومتراً من باريس، يقولُ: اللهمَّ خُذْ من دمي حتى ترضى!

رمضان فتح عمورية، المُعتصم والجيشُ الذي سار غاضباً لعرض امرأةٍ واحدة، فاللهمَّ أَرْجِعْ لنا عزَّتنا!

رمضان عين جالوت، المُظفر قُطز والمغول، حيث صام المجاهدون في الأرض وأفطروا في الجنة!

رمضان معركة شقحب، ابن تيمية وابن القيم في الصف الأول من المعركة، حيث لا يُغني الحِبر عن الدم، ولا الفقه عن الجهاد!

رمضان غزّة المذبوحة من الوريد إلى الوريد، تُؤذِّنُ فينا أذان إبراهيم عليه السّلام في النَّاس، وتُنادي فينا نداء نوحٍ عليه السَّلام أن اركبوا سفينة الجهاد! وما من مُجيبٍ، وحدها تجمعُ بين عبادتين عظيمتين: كُتبَ عليكم الصِّيام وكُتبَ عليكم القتال!

ها قد أتى رمضان:
إنه مصفاة القلوب، فنَقِّ قلبكَ، وإياكَ أن تخرجَ منه بنفس القلب الذي دخلته فيه!

أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
Forwarded from أدهم شرقاوي
السّلام عليك يا صاحبي،
كنتُ أقرأ البارحة في سيرة حياة صديقي الدكتور مصطفى محمود،
وسبق أن أخبرتك أنه ليس بالضرورة أن تلتقي بإنسان ليكون صديقك،
ثمة أشخاص تعرفُ أنك لو التقيتهم لكنتم أصدقاء!

كان مصطفى محمود يُحبُّ التشريح كثيراً ،
لدرجة أنه في سنته الجامعية الأولى في كلية الطب،
اشترى نصف جثة ووضعها بالفورمالين تحت سريره،
ولم يكن يعرف أن الفورمالين الذي يُحفظُ به الجثث من التعفن،
له رائحة نفَّاذة يؤدي تنشقه فترةً طويلة إلى تلفٍ في الرئتين!
وبعد مضي ثلاث سنوات تضررت رئتاه كثيراً،
وتم عزله في غرفة صغيرةٍ لثلاث سنواتٍ أيضاً،
لم يكن يستطيع فيها أن يذهب إلى الجامعة حتى تخرج زملاؤه،
وبقي هو حبيس غرفته!
اعتقد مصطفى محمود أنه منحوس إذ فاته التخرج،
وكان ممنوعاً من عمل شيءٍ سوى القراءة،
فقرأ في هذه الفترة ما يزيد على أربعة آلاف كتاب!
وبعد انقضاء هذه المِحنة، وزوال هذه الغُمَّة،
اكتشفَ أن هذه السنوات كانت أجمل ما حدثَ له،
كانت هي التي صنعته بأمر ربه!

يا صاحبي،
إن اللهَ يسوق لنا لطفه أحياناً على طبقٍ من الابتلاء!
لولا هذه العزلة لربما تخرج مصطفى محمود طبيباً عادياً،
ومات دون أن يدري به أحد،
ولكنَّ الله أراد أن يصنعَ صاحب برنامج العلم والإيمان على عينه!

يا صاحبي،
لولا السجن ما صار يوسف عليه السّلام عزيز مصر!
ولولا امتحان الذّبح ما صار إبراهيم عليه السّلام خليل الله!
ولولا امتحان الانجاب دون زوج ما كانت الصِّدِّيقة مريم تُقرأ قصتها في المصحف!
فسبحان من يبتليكَ ليُرقيكَ!

يا صاحبي،
ثِقْ بتدبير الله!
قتلُ الغلام كان قمة اللطف لأن الله سبحانه يبتلي بالصغيرة ليُنجي من الكبيرة،
ربما وأنتَ تقرأ في سيرة النبيِّﷺ اعتصرَ قلبُكَ ألماً عليه،
وهو على مشارف مكة يودعها والدموع في عينيه ليلة الهجرة،
ولكن لولا الهجرة ما كان ليكون للإسلام دولة،
ولولا دموع الفراق ما كانت عِزّة الفتح!

والسّلام لقلبكَ
قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرا} [النساء:75]

ويقول صلى الله عليه وسلم: «ما من امرئ يخذل امرءًا مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته» (رواه أحمد).

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة» (رواه البخاري [2310]). قال ابن حجر رحمه الله تعالى: "قوله: «لا يسلمه» أي لا يتركه مع من يؤذيه بل ينصره ويدفع عنه، وهذا أخص من ترك الظلم" (فتح الباري [5 / 97]).

ومعنى النُّصْرةِ لُغةً:
النُّصْرةُ: النَّصرُ والعَونُ، وهي اسمٌ مِن نَصَره على عَدُوِّه ينصُرُه نَصرًا، أي: أعانه وقوَّاه، والنَّصيرُ والنَّاصِرُ واحِدٌ .

أما معنى النُّصْرةِ اصطِلاحًا:
تلك الغَيرةُ الإيمانيَّةُ التي تدفَعُ المُسلِمَ لرَفعِ الظُّلمِ عن أخيه المُسلِمِ المُستضعَفِ .
وقال الدَّميريُّ: (النُّصْرةُ: ضِدُّ الخِذلانِ في الحَربِ وغَيرِها، وهي الإعانةُ فيما أهَمَّ) .

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#تكوين_وعي_المسلم
#نصرة_المظلوم
كيف نتخلص من الوهن؟

اليقين بالفرج:
مما يعين المسلم على العمل اليقين بأن نصر الله قريب وأن فرجه آت لا ريب فيه، وأن بعد الضيق سعة، وأن بعد العسر يسراً، وأن ما وعد الله به المؤمنين وما وعد به المبتلين من العوض والإخلاف لا بد أن يتحقق، فهذا اليقين جدير بأن يبدد ظلمة الوهن والقلق من النفس، ويطرد شبح اليأس من القلب، وأن يضيء الصدر بالأمل في الظفر، والثقة بالغد.
يقول الله تعالى: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرا ًإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً" (الشرح:6.5).

التحرر من عبودية غير الله:
الإنسان الذي يؤمن بأن الله هو المحيي والمميت، والنافع والضار، والمعطي والمانع، ويؤمن كذلك بأنه ليس للبشر مهما علا قدره وعظم شأنه أن يسوق إلى الإنسان ما أراد الله منعه أو يمنع عنه ما أراد الله أن يعطيه إياه مثل هذا الإنسان يتحرر من سيطرة الغير، قال تعالى: "وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً"(الفرقان: من الآية3).
فإيمان المسلم قوة عظمى يستعلي بها المؤمنين على كل قوى الأرض، وكل شهوات الدنيا، ويصبح حراً لا سلطان لأحدٍ عليه إلا لله، فلا يخاف إلا الله، ولا يذل إلا لله، ولا يطلب إلا من الله، ولا يأمل إلا في الله، ولا يتوكل إلا على الله، وإذا تعرضت حريته للخطر يدافع عنها ويستعد لأصعب المعارك لأجل الاحتفاظ بها.

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#تكوين_وعي_المسلم
#ولا_تهنوا
2024/11/15 07:45:06
Back to Top
HTML Embed Code: