Telegram Web Link
الشُّمول الخطابي للنَّفس الإنسانيَّة في القرآن الكريم :

ومعنى ذلك أنَّ القرآن شَمِل في خطابه العَقْل والوجدان والعاطفة؛ لأنَّ القرآن الكريم حين يدعو إلى العقيدة الصحيحة في الله، وفي كلِّ ما جاء عنه، وحين يدعو إلى التزام تشريعٍ معيَّنٍ في عباداتنا أو معاملتنا أو نظُمِنا الاجتماعية، وحين يدعو إلى الخلق الكريم، والأدب الحميد، واتِّخاذ ذلك منهجًا لنا في سلوكنا الشخصيِّ مع الله ومع الناس... حين يدعو القرآنُ إلى هذا كلِّه، لا يدعو إليه دعوةً جافَّة خشنة، ليس فيها إلا مجرَّد الأمر الصارم، أو النَّهي العنيف، وإنَّما يدعو إليه دعوة الحِكْمة العاقلة، فيورده بأسلوب الأمر أو النهي، مقرونًا بوسائل الإقناع بصِدْقه، وصلاحيته، وحُسْنِ عاقبته.

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#صحة_القرآن
#سمات_الشريعة
#أسس_تربية_النبي صلى الله عليه وسلم

مِن هَدْي النَّبي صلى الله عليه وسلم في تصحيح الأخطاء الاكتفاءُ بالتلميح، دون التَّصريح أحيانًا؛ فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطانِي، ثم سألتُه فأعطاني، ثم سألتُه فأعطاني، ثم قال: ((يا حكيم، إنَّ هذا المال خضرة حلوة، فمَن أخذه بِسَخَاوَة نفس بورِكَ له فيه، ومَن أخذه بإشراف نفس لَمْ يبارَكْ له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع، اليدُ العليا خيرٌ منَ اليد السُّفلَى))، قال حكيم: فقلتُ: يا رسول الله، والذي بعثَكَ بالحق، لا أرزأ أحدًا بعدكَ شيئًا حتى أفارقَ الدنيا، فكان أبو بكر رضيَ الله عنه يدعو حكيمًا إلى العَطَاء، فيأبَى أن يقبَلَه منه، ثم إنَّ عمر رضي الله عنه دعاهُ لِيُعْطِيَه، فأبى أن يقبلَ منه شيئًا، فقال عمر: إنِّي أُشْهِدكم يا معشر المسلمين على حكيم، أنِّي أعْرضُ عليه حَقَّه مِن هذا الفَيء، فيأبَى أن يأخذَه، فلم يرزأ حكيم أحدًا منَ الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفِّي؛ رواه البخاري (1472)، ومسلم (1035).
فحينما كَرَّرَ حكيم المسألةَ، كَرِه له النَّبي صلى الله عليه وسلم ذلك، لا سِيَّما مع غِناه، فلَمْ يُصَرِّح له النبي صلى الله عليه وسلم بِكَراهة ذلك؛ بل رأى أنَّ التلميحَ كافٍ، فَلَمْ يَجْرح مشاعر حكيم بكلمة، وأَوْصَل ما يُريد إيصاله إليه؛ فلذا الْتَزَم حكيم بهذا التوجيه، ولم يأخُذْ حتى حَقَّه مِنَ العطاء.

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#كلكم_راع
#التربية_العقدية
غلط مشتهر في فقه البديل:


"قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوًا أحد"
قرأت منشورًا لرجل من أهل العلم يعلق على منع الجمارك لاستيراد شجرة الكريسمس، ثم تحدث أن المنع لا يكفي وأن الحل في إيجاد البديل والتوسع في الترفيه، هذا نص كلامه :
‏المنع وحده لا يكفي .
‏فقد منعوا كثيرا من مظاهر الفرح والسعادة في أعيادنا ، فبحث الناس عنها في أعياد غيرنا .
‏عليهم أن يعلموا أن تضييقهم سيبحث الناس عن ضده في مكان آخر .
‏الحل هو في إيجاد البديل وإبداع الأفكار والسماح للسعادة والفرح أن تكون من دين الله" انتهى كلامه .
تعليقي سيتلخص في نقطة محددة: وهي أن ربط صحة المنع بإيجاد البديل مسلك مغلوط، وكلام إنشائي لا يصمد على برهان، فليس كل ما نهي عنه شرعًا وجب إيجاد البديل عنه .
الحقيقة التي نبدأ منها هو أن بيع شجرة الكريسمس محرم شرعًا، وأن ما حرم اتخاذه في كل أحواله فهو محرم البيع والشراء وواجب على السلطة منعه؛ فعند ابن أبي شيبة وغيره قال صلى الله عليه وآله وسلم "إن الله إذا حرم شيئًا حرم ثمنه".
ثبت التحريم؛ فهل يجب إيجاد البديل ؟
‏الذي يتأمل نصوص الوحي يجد أن الشريعة لا تجعل نفسها نسخة من الأفكار الشائعة، نحن صوت لا صدى، لا يمكن أن يكون الفقيه نحاتًا يأتيه الناس بالمحرم ليصنع لهم بديلًا مقلدًا وهم وقوف .
كان الهدي النبوي متنوعًا مع رغبات النفوس، وهو ما يمكن تلخيصه بعض في حالات :
‏الحالة الأولى: المنع المجرد دون بديل . كما ترى في حديث "الأنواط"؛ ففي حديث أبي واقد الليثي ، رضي الله عنه : ( أنَّهُمْ خَرَجُوا عَنْ مَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْنٍ ، قَالَ وَكَانَ لِلْكُفَّارِ سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا وَيُعَلِّقُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُم ،ْ يُقَالُ لَهَا : ذَاتُ أَنْوَاطٍ ، قَالَ : فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ خَضْرَاءَ عَظِيمَةٍ ، قَالَ : فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْتُمْ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه ،ِ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى : اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ، إِنَّهَا لَسُنَنٌ لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ سُنَّةً سُنَّة) .
فلم يوجد بديلًا، والطريف أنه نهى هنا عن اتخاذ شجرة، والشيخ المعترض يطلب بديلًا عن شجرة هي رمز احتفالات محرمة، فأين الإلزام بالبديل في الحديث . لا شيء .

الحالة الثانية: المنع مع تصحيح المفاهيم:
‏كما ترى في قوله تعالى "ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا"
‏فمنع الربا، وصحح وهم التساوي بينه وبين البيع .

الحالة الثالثة : الموعظة والتثبيت بديل أحيانًا:
‏قال صلى الله عليه وآله وسلم "إنك لن تدع شيئًا اتقاء الله عز وجلّ إلا أعطاك الله خيرًا منه" رواه أحمد .
‏فالبديل قد يكون في العوض الرباني، وكلمة خير هنا نكرة في سياق الشرط فتعم؛ فربما يكون العوض في الدنيا بأي شكل، وربما في الآخرة.

الحالة الرابعة: المنع مع الدلالة على البديل من نفس جنسه:
‏قال صلى الله عليه وآله وسلم" كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى" النسائي

الحالة الخامسة : المنع مع الدلالة على بديل من غير جنسه:
‏كما ترى أن بديل الزواج عند عدم الاستطاعة هو الصوم، قال صلى الله عليه وآله وسلم :
‏"من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" البخاري.

الحالة السادسة: أحاديث عامة تبين فرق القيود بين المسلم والكافر:
‏قال صلى الله عليه وآله وسلم "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر" فقيود المؤمن وتفلت الكافر أمر متقرر .

الحاصل هنا؛ أن الشريعة حين تحرم أمرًا فقد يكون هناك بديل، وقد لا يكون هناك بديل، وقد يكون البديل من جنسه، وقد يكون من غيره، والانجرار حول تكلف البديل لكل محرم بوابة من بوابات الضلال المعاصر . ثم إن تضخيم فكرة الترفيه وجعلها بكل تفاصيلها من الضرورات هو تسرب رأسمالي، أما إذا كانت قضية الترفيه هذه تتعلق بشعائر الكفار فهو في أقل أحواله برود في قضايا التوحيد وخفوت لبريق تعظيم الله في النفوس .

تقرر أن اشتراط البديل عند كل محرم تهواه النفس البشرية مسلك مغلوط، وإهدار لمعاني العبودية والتسليم، هذا نظر شرعي؛ أما النظر له من باب الانهزام الثقافي فباب آخر طويل، والحديث عنه في قضية لها علاقة بالتوحيد كهذه تهوين وضعف .
صور من عظمة الخالق سبحانه في خلق الكون العظيم:

تَأمل حَال الشَّمْس وَالْقَمَر وَمَا اودعاه من النُّور والاضاءة وَكَيف جعل لَهما بروجا ومنازل ينزلانها مرحلة بعد مرحلة لإقامة دولة السّنة وَتَمام مصَالح حِسَاب الْعَالم الَّذِي لَا غناء لَهُم فِي مصالحهم عَنهُ فبذلك يعلم حِسَاب الأعمار والآجال المؤجلة للديون والإجارات والمعاملات وَالْعدَد وَغير ذَلِك فلولا حلوك الشَّمْس وَالْقَمَر فِي تِلْكَ الْمنَازل وتنقلهما فِيهَا منزلَة بعد منزلة لم يعلم شَيْء من ذَلِك وَقد نبه تَعَالَى على هَذَا فِي غير مَوضِع من كِتَابه كَقَوْلِه {هُوَ الَّذِي جعل الشَّمْس ضِيَاء وَالْقَمَر نورا وَقدره منَازِل لِتَعْلَمُوا عدد السنين والحساب مَا خلق الله ذَلِك الا بِالْحَقِّ يفصل الايات لقوم يعلمُونَ} وَقَالَ تَعَالَى {وَجَعَلنَا اللَّيْل وَالنَّهَار آيَتَيْنِ فمحونا آيَة اللَّيْل وَجَعَلنَا آيَة النَّهَار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكُم ولتعلموا عدد السنين والحساب}

(ابن القيم، مفتاح دار السعادة)

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#معرفة_الله
#عن_الله_أحدثك
 أسبابُ التثبيتِ على الحَقِّ وعلاج الانقلاب على المنهج:

2- نُصرةُ الدِّينِ بشَتَّى أنواعِ النُّصرةِ؛ بلِسانِه، أو قَلَمِه، أو يَدِه، والدَّفعُ عن الإسلامِ؛ فإنْ فاته شَرَفُ الجِهادِ في سبيلِ اللهِ تعالى بيَدِه، فلا يفوته شَرَفُ الأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المنكَرِ؛ فإنَّه من الجهادِ، وخيرُ وسيلةٍ للدِّفاعِ هي الهُجومُ، ومن كان ناصرًا لدينِ اللهِ تعالى فإنَّه يستحيي أن ينقَلِبَ عليه، واللهُ تعالى وعَدَ مَن نَصَر دينَه بالنَّصرِ، والمنصورُ يثبُتُ على الحَقِّ ولا ينقَلِبُ عليه. قال الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:40]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد:7].

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#الانقلاب_على_المنهج
سنة الله في المدافعة بين الحق والباطل:

التدافع بين الحق والباطل؛ أي: بين أصحابهما أمر لابد منه وحتمي، لأنهما ضدان، والضدان لا يجتمعان، ولأن تطبيق أحدهما يستلزم مزاحمة الآخر وطرده ودفعه وإزالته، أو في الأقل إضعافه ومنعه من أن يكون له تأثير في واقع الحياة، فلا يتصور إذن أن يعيش الحق مع الباطل في سلم من دون غلبة أحدهما على الآخر، إلا بضعف أصحابهما أو جهلهم بمعاني الحق والباطل، ومقتضيات ولوازم هذه المعاني [«السنن الإلهية»، د. عبد الكريم زيدان (ص 43) باختصار وتصرف يسير.]

والمدافعة تكون باليد والسنان، كما تكون بالقلم واللسان، مدعومة بالمال والنفقات، قال صلى الله عليه وسلم: «جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم
وألسنتكم»(صحيح أبي داود ١٢٦٢).

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#السنن_الإلهية
#فاعتبروا
ووسائل الإقناع في القرآن الكريم:

لقد سلَك القرآن الكريم في دعوته طرقاً ثلاثة للإقناع:
فتارةً يكون الإقناع عن طريق العقل، وتارةً يكون عن طريق الوجدان، وتارة ثالثة يكون عن طريق العاطفة.

1- خاطَبَ العقل:

لأنَّ مِن الناس من لا يؤمن إلاَّ بالدليل العقلي، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [المؤمنون: 91].

وقوله تعالى: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ﴾ [الأنبياء: 22].

وكِلْتا الآيتين دليل منطقيٌّ واضح يدركه من له إلمامٌ بأساليب المَناطِقَة في استدلالهم، ويدركه كلُّ من له عقلٌ يعي، ولو لم يكن على علمٍ بأسلوب المناطقة، ثم هناك آيات لله في السَّماوات وفي الأرض وفي أنفُسِنا، وكلها براهينُ عقليَّة، تشهد بوجود الله وربوبيَّتِه.

والقرآن الكريم - في أكثرَ مِن آية - يلفت أنظارنا إلى هذه الدلائل والبراهين؛ حتَّى تقوم الحجة لله على الناس.

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#صحة_القرآن
#إعجاز_القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم،
نفتتح التسجيل في برنامج البناء الفكري،
وهو برنامج معرفي منهجي يهتم بتعزيز الهوية الإسلامية ونقد ما يضادها من الأفكار والاتجاهات، ويهدف إلى تخريج متمكنين في المجال الفكري الإسلامي:
🔺للتسجيل في البرنامج من هنا

https://forms.gle/tRxP9yKhGTGogJAE8

🔺البرنامج الكتروني - مجاني - للجنسين - من عمر ١٧ فما فوق.
🔺مدة التسجيل ثلاثة أيام.
🔺ينتهي التسجيل يوم الخميس ١٧ جمادى الآخرة ١٤٤٣ هـ الموافق ٢٠ يناير ٢٠٢٢ .
🔺 لمعرفة تفاصيل البرنامج (زيادة على ما في الصورة المرفقة) يرجى مشاهدة المقطع التالي:

https://youtu.be/DzRfbkdctvU
#أسس_تربية_النبي صلى الله عليه وسلم

من مواقف النبي صلى الله عليه وسلم التي تُبَيِّن حسن تعامُله في مُعالَجة أخطاء الأهل، ما رواهُ أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نِسائِه، فأرسلتْ إحدى أمهات المؤمنين بصَحْفَة، فيها طعام، فضربتِ التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يدَ الخادم، فسقطتِ الصَحْفَة، فانفَلَقَتْ، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فِلَق الصَحْفَة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصَحْفَة، ويقول: ((غارت أمُّكم))، ثم حبس الخادم حتى أَتَى بصَحْفَة مِن عند التي هو في بيتها، فدفع الصَّحْفَة الصحيحة إلى التي كُسِرَت صحفتُها، وأمسك المكسورة في بيت التي كَسَرَتْ؛ رواه البخاري (5225).
عالَجَ النبي صلى الله عليه وسلم الموقفَ بالعدل، بعيدًا عَن الانفعالات والهَيَجَان، فلم يُحابِ عائشة حينما كسرتِ الصَّحفة، فضمَّنها الصَّحفة، وأعطى المرأة المكسورة صحفتُها صحفةَ عائشة السليمة، ولم يُؤاخِذ عائشة بما صدر منها؛ لأنَّ الغيراء في تلك الحالة يكون عقلها محجوبًا بشدَّة الغضب الذي أثارَتْه الغَيْرة؛ بلِ الْتَمَسَ لها العُذر، وأشارَ بِقَوْله: ((غارت أمُّكم)) إلى أصحابه، ألاَّ يُؤَثِّر هذا الموقف في قدرها عندكم، فهي وإن كسرتِ القصعة فهي أمُّكم، لها قَدْرُها ومنزلتُها، التي بَوَّأَها الله فلا تَبْخَسُوها قدرها - والله أعلم.

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#كلكم_راع
#التربية_العقدية
تَأمل الْحِكْمَة فِي طُلُوع الشَّمْس على الْعَالم كَيفَ قدره الْعَزِيز الْعَلِيم سُبْحَانَهُ فَإِنَّهَا لَو كَانَت تطلع فِي مَوضِع من السَّمَاء فتقف فِيهِ وَلَا تعدوه لما وصل شعاعها الى كثير من الْجِهَات لأن ظلّ اُحْدُ جَوَانِب كرة الأرض يحجبها عَن الْجَانِب الآخر وَكَانَ يكون اللَّيْل دَائِما سرمدا على من لم تطلع عَلَيْهِم وَالنَّهَار سرمدا على من هِيَ طالعة عَلَيْهِم فَيفْسد هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاء فاقتضت الْحِكْمَة الإلهية والعناية الربانية أن قدر طُلُوعهَا من أول النَّهَار من الْمشرق فتشرق على مَا قابلها من الأفق الغربي ثمَّ لَا تزَال تَدور وتغشى جِهَة بعد جِهَة حَتَّى تَنْتَهِي إلى الغرب فتشرق على مَا استتر عَنْهَا فِي أول النَّهَار فيختلف عِنْدهم اللَّيْل وَالنَّهَار فتنتظم مصالحهم.

(ابن القيم، مفتاح دار السعادة)

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#معرفة_الله
#عن_الله_أحدثك
عدم وجود الله يعني غياب الصواب والخطأ

يقول دوستويفسكي "إن لم يوجد الله، فكل شئ مباح".

ولكن دوستويفسكي أوضح أن الإنسان لا يمكنه أن يعيش هكذا. لا يمكنه أن يحيا كما لو أن للجنود الحق الكامل في ذبح الأطفال الأبرياء. وكما لو أن لديكتاتور، مثل بول بوت Pol Pot، الحق في إبادة الملايين من المواطنين. كان يصرخ من أعماق قلبه ووجدانه ليقول أن مثل تلك الأعمال خاطئة. ولكن، إن لم يكن هناك إله، فلن يستطيع الإنسان أن يتوقف عن هذا الشر. لذا، يقوم بقفزة إيمان ليؤكد تلك القيم. وحين يفعل ذلك، فهو يعلن أن عالمًا خالٍ من الله هو عالمٌ ناقصٌ.

في أحد البرامج الوثائقية يُسمّى "الإجتماع" بثّته قناة BBC التليفزيونية، يصور الفيلم اجتماع بعض الناجين من محرقة النازي "الهولوكوست" في أورشليم، حيث أعادوا اكتشاف صداقاتهم المفقودة وتبادلوا الخبرات فيما بينهم. تحدثت إحدى السجينات، التي كانت تعمل كطبيبة أمراض نساء في معسكر النازي في "أوشفتيز" وقد لاحظت أن الجنود كانوا يجمعون النساء الحوامل ويعهدون للدكتور مينجل Mengele بمهمة الإشراف عليهنَّ على أن يسكنَّ في نفس الثكنات العسكرية. ولاحظت أنه جاء وقت لم تعد ترَ أولئك النساء ثانية.

لذا أجرت تحقيقًا وتساءلت: "أين أولئك النساء اللواتي كن يسكُنَّ في هذه الثكنات؟" وجاءت الإجابة: "ألم تسمعي بالأمر بعد، لقد قام د. مينجل بتشريحهن". كما أخبرتها امرأة أخرى كيف قام د. مينجل بربط ثدييها حتى لا تُرضع طفلها. أراد هذا الطبيب أن يعرف كم من الزمن يمكن لطفل أن يعيش دون تغذية. أما المرأة فكانت تعطي لطفلها قطعة من الخبز وقد غمستها في القهوة كمحاولة يائسة منها لكي تحافظ على طفلها حيًا، ولكن دون جدوى.

كان الطفل يفقد وزنه يومًا بعد يومٍ، وكان د. مينجل يراقب الأمر بشغف. وذات يوم، جاءت إحدى الممرضات إلى تلك المرأة وقالت لها: "لقد دبّرت لك طريقة للهرب من هذا المكان، ولكنك لن تستطيعي أن تأخذي طفلك معك. وقد أحضرت حقنة من مخدر المورفين لتحقني بها طفلك لتُنهي حياته."

وأمام اعتراض الأم، أصرَّت الممرضة على رأيها: "انظري، إن طفلك سيموت لا محالة. فانقذي نفسك على الأقل" فقتلت المرأة طفلها. وحين علم د. مينجل بالأمر استشاط غضبًا، ذلك لأنه قد فقد إحدى عينات التجارب. فأخذ يبحث بين الموتى عله يجد جسد الطفل ليزنه للمرة الأخيرة. مثل هذه القصص تمزّق القلب.

إذًا، إن لم يوجد إله، يتحول عالمنا إلى أوشفيتز: لن يكون هناك حق مطلق أو باطل بل يصير كل شيء مباح، ولن يقدر ملحدٌ أو لا أدري أن يعيش متسقًا مع وجهة النظر هذه.

لقد أصاب الذعر العالم حين عرف أن النازي استخدم المساجين في معسكر داخاو Dachau لإجراء التجارب الطبية. ولما لا؟ فإن لم يكن هناك إله فلن يعترض أحد على استخدام البشر كحيوانات تجارب مثلهم مثل خنازير غينيا. وتؤدي هذه الرؤية إلى التحكم في البشر بحيث يُقتل الفرد الضعيف أو غير المرغوب فيه ليفسح المجال للفرد القوي. والسبيل الوحيد للاعتراض على هذه الرؤية، أن يكون هناك إله. فإن كان الله موجود، إذًا هناك معنى وهدف للحياة.

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#بين_الإسلام_والإلحاد
#هل_يستويان
من الحكم التي نلتمسها في سنة المدافعة:

أولا: حكمة الابتلاء والتمحيص وتمييز الخبيث من الطيب، التي لا تحصل إلا بصراع الحق مع الباطل، وقد مر بنا قول الله عز وجل: {وذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض} [محمد: 4].
وكذلك قوله في الحديث القدسي: «وإنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك »(صحيح مسلم).

وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى بعض الحكم والغايات التي كانت في موقعة غزوة أحد، التي ابتلي فيها المؤمنون بلاء عظيما، فقال:
ومنها: أن حكمة الله وسنته في رسله وأتباعهم جرت بأن يُدالوا مرة ويدال عليهم أخرى، لكن يكون لهم العاقبة، فإنهم لو انتصروا دائما دخل معهم المؤمنون وغيرهم، ولم يتميز الصادق من غيره، ولو انتصر عليهم دائما لم يحصل المقصود من البعثة والرسالة، فاقتضت حكمة الله أن جمع الأمرين، ليتميز من يتبعهم ويطيعهم للحق وما جاءوا به، ممن يتبعهم على الظهور والغلبة خاصة.
ومنها : أن يتميز المؤمن الصادق من المنافق الكاذب؛ فإن المسلمين لما أظهرهم الله على أعدائهم يوم بدر وطار لهم الصيت، دخل معهم في الإسلام ظاهرا من ليس معهم فيه باطنا، فاقتضت حكمة الله عز وجل أن سبب لعباده محنة ميزت بين المؤمن والمنافق، فأطلع المنافقون رءوسهم في هذه الغزوة، وتكلموا بما كان يكتمونه، وظهرت مخبأهم، وعاد تلویحُهم تصريحا، وانقسم الناس إلى كافر ومؤمن ومنافق انقساما ظاهرا، وعرف المؤمنون أن لهم عدوا في نفس دورهم وهم معهم لا يفارقونهم، فاستعدوا لهم وتحرزوا منهم»(زاد المعاد).

وهاهي الأحداث المعاصرة والنوازل المزلزلة في بلدان المسلمين في سوريا والعراق وأفغانستان وغيرهم كم كشفت من المنافقين والرافضة الباطنيين وعملاء الكافرين؛ حيث تساقطت الأقنعة عن وجوه هؤلاء، وأظهرت هذه الابتلاءات نفاقهم وزندقتهم وخبث طويتهم وعداءهم للإسلام وأهله، وتمييز الخبيث من الطيب، وفي ذلك خير ومصلحة عظيمة لم تكن لتتحقق لولا هذه الابتلاءات والنوازل، والمدافعات، وسبحان الله العليم الحكيم العزيز الرحيم!
(السنن الإلهية والوقفات التربوية، عبد العزيز الجليل)

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#السنن_الإلهية
#فاعتبروا
Forwarded from قناة المتخرجين من برنامج صناعة المحاور
ماذا بعد صناعة المحاور؟


📑 البرنامج التَّخصُّصي:
يأتي البرنامج التَّخصُّصي من صناعة المحاور ليكون درجةً جديدة في سلّم تعزيز اليقين بأصول الإسلام وثوابته، وخطوةً أبعد في تأهيل المحاورين المؤصَّلين في ميدان معالجة الشّبهات المثارة حول الإسلام.

وهو برنامج تخصصيٌّ موجَّه لخريجي البرنامج العامِّ من صناعة المحاور، يهدف إلى تعميق الأثر والفائدة المحصَّلة منه في سبعة تخصُّصات مهمَّة، تؤصِّل طلَّابها في مجالها، وتؤهِّلهم للبحث والحوار في مسائلها، بإشراف نخبةٍ علميَّة مميَّزة من المتخصِّصين.


🗓 مدة الدراسة:
ثمانية أشهر،
تزيد أو تنقص قليلًا حسب التَّخصُّص.


📥 التسجيل في الدُّفعة الخامسة:
فُتح باب التّسجيل في الدّفعة الخامسة في جميع التَّخصُّصات السَّبعة. ويغلق -بإذن الله تعالى- يوم الجمعة القادم (٢٥/٠٦/١٤٤٣ هـ) الموافق (28/01/2022 م) منتصف الليل بتوقيت مكَّة.

والتّسجيل متاح لخرِّيجي البرنامج العام على موقع الأكاديميَّة حتَّى موعد إغلاقه.

🔗 هنا: https://almohawer.org/mod/questionnaire/view.php?id=1501


* ملاحظة: عند دخول صفحة التسجيل، يرجى الضغط على (سجّلني في هذا المقرر) وهو ما سيأخذك إلى استمارة التسجيل مباشرة.
2025/07/09 14:29:04
Back to Top
HTML Embed Code: