Telegram Web Link
صور من عظمة الخالق سبحانه في خلق الكون العظيم:

تَأمل حَال الشَّمْس وَالْقَمَر فِي طلوعهما وغروبهما لاقامة دَوْلَتِي اللَّيْل وَالنَّهَار وَلَوْلَا طلوعهما لبطل امْر الْعَالم وَكَيف كَانَ النَّاس يسعون فِي معائشهم ويتصرفون فِي امورهم وَالدُّنْيَا مظْلمَة عَلَيْهِم وَكَيف كَانُوا يتهنون بالعيش مَعَ فقد النُّور ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة فِي غروبهما فَإِنَّهُ لَوْلَا غروبهما لم يكن للنَّاس هدوء وَلَا قَرَار مَعَ فرط الْحَاجة الى السبات وجموم الْحَواس وانبعاث القوى الْبَاطِنَة وَظُهُور سلطانها فِي النّوم الْمعِين على هضم الطَّعَام وتنفيذ الْغذَاء الى الاعضاء ثمَّ لَوْلَا الْغُرُوب لكَانَتْ الارض تَحْمِي بدوام شروق الشَّمْس واتصال طُلُوعهَا حَتَّى يَحْتَرِق كل مَا عَلَيْهَا من حَيَوَان ونبات فَصَارَت تطلع وقتا بِمَنْزِلَة السراج يرفع لاهل الْبَيْت ليقضوا حوائجهم ثمَّ تغيب عَنْهُم مثل ذَلِك ليقروا ويهدؤا وَصَارَ ضِيَاء النَّهَار مَعَ ظلام اللَّيْل وحر هَذَا مَعَ برد هَذَا مَعَ تضادهما متعاونين متظاهرين بهما تَمام مصَالح الْعَالم وَقد اشار تَعَالَى الى هَذَا الْمَعْنى وَنبهَ عباده عَلَيْهِ بقوله عز وَجل {قل أَرَأَيْتُم إِن جعل الله عَلَيْكُم اللَّيْل سرمدا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة من إِلَه غير الله يأتيكم بضياء أَفلا تَسْمَعُونَ قل أَرَأَيْتُم إِن جعل الله عَلَيْكُم النهار سرمدا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة من إِلَه غير الله يأتيكم بلَيْل تسكنون فِيهِ أَفلا تبصرون}

(ابن القيم، مفتاح دار السعادة)

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#معرفة_الله
#عن_الله_أحدثك
سنة الله في العصاة والمكذبين :

قد يشكك بعض الناس في هذه السنة، حينما يرى أن بعض الظالمين أو الكافرين قد مكن لهم في الأرض، يفسدون فيها، ويظلمون الناس، ثم هو لا يری عقوبة الله فيهم بالهلاك والدمار، بل قد يموت جيل بأكمله وهو لم ير تحقق مشيئة الله عز وجل في إهلاكهم.
وفي الجواب على هذه الشبهة يمكن أن يقال: إن السنة أثرها بعيد، وقد يطول الفارق والزمن الفاصل بين السبب والنتيجة، قد لا يدركه الإنسان في عمره المحدود، إنما يدركه الذين ينظرون إلى مساحة واسعة، ربما امتدت لزمن طويل من الظلم الذي يقع ومن عقوبته وربما امتدت إلى عمر جیل بأكمله، الله أعلم وأحكم في تقديره، فهو سبحانه مقدر الأقدار، وهو علام الغيوب.
وفي ذلك يقول د. السلمي: «والسنة الربانية قد تستغرق وقتا طويلا لكي ترى متحققة في حين أن عمر الفرد محدود، ولذلك قد لا يمكنه رؤية السنن متحققة في حياته، بينما يظهرها الله عز وجل في جيل آخر بعلمه وحكمته... فالسنة الربانية لا بد أن تقع، ولكن لما كان عمرها أطول من عمر الفرد -بل ربما أطول من أعمار أجيال- فإنها ترى متحققة من خلال التاريخ الذي يثبت أن سنة الله عز وجل ثابتة لا تتبدل».

(الوقفات التربوية في سورة الأنعام، عبد العزيز الجليل)

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#السنن_الإلهية
#فاعتبروا
في البرنامج التليفزيوني (Brain Games) على قناة (ناشيونال جيوجرافيك) تم عرض تجربة اجتماعية مثيرة بعنوان (غرفة الانتظار).
في هذه التجربة تكون السيدة موضع التجربة في غرفة مزدحمة، وعند صوت صافرة معينة يقوم كل من بالغرفة من مقعدهم. تراقب السيدة موضع التجربة هذا، وسرعان ما تشاركهم في ذلك حيث تقوم من مقعدها معهم عند كل مرة تدوي الصافرة دون أن تعلم لماذا تفعل ذلك!
بالتدريج ينسحب كل من بالغرفة رويدًا رويدًا حتى تصبح المرأة وحدها تمامًا، والغريب أنها استمرت في القيام من مقعدها مع كل صافرة تدوي، في النهاية أدخلوا المزيد من الأفراد إلى الغرفة ولم يكونوا يعلمون بما يحدث، ومع ذلك عند الصافرة قاموا معها أيضًا من مقعدهم باستثناء واحد فقط لم يقم.
عند سؤال المرأة بعد انتهاء التجربة عن سبب مشاركتها الجموع في هذا الفعل دون أن تعلم السبب أجابت أنها كان يجب عليها أن تتابعهم لأن الجميع كانوا يفعلون ذلك!
من وجهة نظر البروفيسور (Jonah Berger) فقد كانت هذه هي الطريقة التي نتعلم بها ونحن صغار، يكافئنا عقلنا في كل مرة نوافق الجموع فيها لأن هذه هي الطريقة التي يضمن بها الطفل أن يحصل على أكبر قدر ممكن من الحماية واجتناب الأخطاء. وكما يقول المثل الياباني: (المسمار الذي يبرز لأعلى سوف يُدق للأسفل)!

يقودنا ذلك مباشرة للتجربة الكلاسيكية الهامة التي قام بها في ١٩٣٥ عالم النفس الاجتماعي التركي الأمريكي (مظفر شريف) أحد مؤسسي علم النفس الاجتماعي الحديث.
تجربة (شريف) اعتمدت على وهم بصري، يدخل الممتَحَنون إلى غرفة مظلمة وأمامهم شاشة يُضاء عليها نقطة صغيرة من الضوء. النقطة لا تتحرك بتاتًا، ولكن يتم إيهامهم بسبب الظلام والخداع البصري بأنها تفعل.
في الجزء الأول من التجربة يدخل كل فرد إليها وحده، ويتم سؤاله: ما المسافة التي تحركتها نقطة الضوء؟
كانت إجابات الجميع تتراوح ما بين ٢٠ سم إلى ٨٠ سم، وجميع الإجابات خاطئة.
في الجزء الثاني المثير من التجربة قام (شريف) بإدخالهم في مجموعات ثلاثية، كل مجموعة تتكون من اثنين ممن أجابوا بإجابات قريبة من بعضهما البعض، وشخص ثالث إجابته بعيدة تمامًا عنهما. ثم تُعَاد التجربة على أن يجيبوا ثلاثتهم بصوت عال أمام بعضهم البعض، للغرابة كان الشخص الثالث صاحب الإجابة المختلفة يغير من إجابته ليوافق الشخصين الآخرين في الغالبية العظمى من الحالات!
لقد كانت موافقة المجموعة أولى وأهم لدى معظم الناس من التعبير عن القناعات الخاصة!

لم يحب (سولومون آش) عالم النفس البولندي الأمريكي نتائج تجربة (شريف)، كان يرى أنها تفتقر إلى شيء أساسي ومهم جدًا: أنه لا توجد إجابة صحيحة في الأساس، فكيف يمكننا قياس مدى القابلية للموافقة المجتمعية لدى البشر على حساب الصواب إن لم يكن هناك صواب من الأساس؟!
لذلك قام (آش) بتجاربه الخاصة، وفي ١٩٥١ قاد تجربة كلاسيكية شهيرة لقياس الضغط الاجتماعي للأغلبية الجماعية.

في تجربة (آش) كان الفرد موضع الاختبار يدخل إلى غرفة ومعه سبعة أشخاص آخرون. أخبرهم (آش) أن هذا اختبار نظر، حيث يجلسون في صف بالعرض وأمامهم على الحائط خط على اليسار وبجانبه على اليمين ثلاثة خطوط مختلفة في الطول. واحد فقط من هذه الخطوط بنفس طول الخط على اليسار. وعليهم أن يذكروا أي الخطوط الثلاثة مساو في الطول للخط على اليسار.
لقد كانت الإجابة في منتهى الوضوح، تعمد (آش) ذلك، حيث لا مجال للخطأ ولا وجهات النظر، هناك خط أقصر من اللازم، وآخر أطول من اللازم، وواحد فقط هو الصواب الذي لا صواب غيره مساو لطول الخط الآخر تمامًا!
ولكن الخدعة هنا أن (آش) كان قد اتفق مسبقًا مع الأشخاص السبعة أنهم سوف يجيبون بالإجابة الخاطئة عمدًا، وسوف يجيب الجميع قبل الشخص موضع الاختبار الذي يجيب في النهاية بعد أن يرى السبعة وقد أجمعوا على الإجابة الخاطئة دون أن يدري أنهم جزء من التجربة.

هنا، هل تظن أن الشخص سوف يجيب بشكل خاطئ ويكذب عينيه اللتين في رأسه لمجرد أن يوافق الأغلبية؟! في الحقيقة، نعم! لقد قام ٣٢% منهم بذلك!
في الواقع، هناك ما هو أغرب. فقد قام (آش) بهذه التجربة ١٢ مرة، ٧٥% منهم أجاب بشكل خاطئ حين ضللته الأغلبية مرة واحدة على الأقل، في مقابل أقل من ١% فقط من أجاب بشكل خاطئ دون أن تضلله الأغلبية.

حين تم سؤال الأشخاص موضع التجربة بعد ذلك عن السبب الذي دفعهم للجواب بشكل خاطئ أجاب معظمهم بأنهم لم يظنوا حقًا أن هذا الجواب صحيح ولكنهم خافوا أن ينظر إليهم بشكل سخيف من الآخرين الذين أجمعوا على تلك الإجابة.
بينما أجاب بعضهم أنه ظن بالفعل أن هذا الجواب صحيح لأنهم افترضوا أن الآخرين يعلمون ما هو أكثر منهم!
بحسب النظرية الحديثة في علم النفس الاجتماعي فهذان هما بالظبط أنواع التأثير الاجتماعي للأغلبية.
النوع الأول هو ما يعرف باسم (Normative Influence) في الحالة الأولى للأشخاص الذين خافوا أن يُنبَذوا من المجموع لو خالفوهم.
والنوع الثاني هو ما يعرف باسم (Informative Influence) في الحالة الثانية للأشخاص الذين تضللت معلوماتهم ذاتها بافتراضهم أنهم لا بد على صواب طالموا أجمعوا عليه.

في السنوات الخمسة التالية. وفي الفترة من ١٩٥٢ إلى ١٩٥٦، تابع آش تجاربه بعد ذلك واضعًا في الاعتبار بعض عناصر التأثير المثيرة الأخرى.
على سبيل المثال: العدد! هل يختلف الأمر لو كنت أواجه أغلبية مكونة من شخصين، أو خمسة؟
وجد آش في ١٩٥٦ أنه في حالة كان هناك شخص واحد غيري في الغرفة يجيب بالإجابة الخاطئة، كانت نسبة الإجابة بشكل خاطئ هي ٣%، وفي حالة كان هناك شخصان، كانت نسبة الإجابة بشكل خاطئ هي ١٣%، وفي حالة ثلاثة أشخاص كانت نسبة الإجابة بشكل خاطئ هي ٣٢%
وذات النتائج أكدتها لاحقًا تجارب (Brown & Byrne) في ١٩٩٧، ومن قبلهما (Hogg & Vaughan) في ١٩٩٥.

من الواضح إذن أننا نتأثر بالأغلبية كلما زاد عددهم وهذا منطقيّ ومفهوم تمامًا، ولكن الأكثر إثارة ما فعله (آش) في ذات السنة حين أعاد تجاربه مع تعديل: سوف يُدخل حليفًا (Ally) ليجيب معه بالإجابة الصحيحة، هل سيؤثر ذلك على التجربة؟!
في الحقيقة، وجد (آش) أنه حتى بإدخال (حليف) واحد يجيب إجابة صحيحة في مقابل (سبعة) يجيبون بإجابة خاطئة كان ذلك يخفض نسبة من يوافقون الأغلبية على حساب الصواب من ٣٢% إلى ٥%، أي انخفضت نسبتهم بنسبة ٨٠%..!
وفي ١٩٦٨ قام (Allen & Levine) بجعل هذا الحليف يلبس نظارة سميكة توحي بضعف بصره، وبرغم ذلك، وبرغم كون هذا الحليف من المفترض ألا تثق بإجاباته، انخفضت نسبة من وافق الأغلبية من ٩٧% إلى ٦٤% في تجاربهما.

ماذا يخبرنا كل ذلك عن العيب الخطير والخلل الكبير الذي هو متوطن ومتأصل في أدمغتنا؟ تلك الطريقة البدائية التي تعلمنا بها الصواب والخطأ حين كنا صغارًا نحبو قد تركت في أذهاننا أثرًا بالغ الخطورة قد يقودنا إلى تكذيب أعيننا حرفيًا لمجرد أن الآخرين قد قالوا ذلك!
وإذا أنزل الله من فوق سبع سماوات رسالة ختامية إلى البشر تبقى حتى قيام الساعة، فكم مرة برأيك سوف يذكرنا فيها بذلك؟!

الدين -ولأنه صواب من لدن الله عز وجل- كان يفطن لهذه الحقيقة حين أخبرك أن تكفر بالطاغوت قبل أن تؤمن بالله، ترفض الإلهة قبل أن تثبت الإله الواحد، وإذا قال لك أحدهم أنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون، تخبره أن: "أو لو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم"؟!

هذا الدين الذي يدعوك للثبات على ما أنت عليه من الحق فقط لأنه حق وليس لأنه يحب أي ثبات! يخبرك أن تبقى على الدين الصحيح لأنه صحيح وليس لأن أباك قد أخبرك بذلك! يخبرك أن تكون مع جموع المؤمنين لأنهم أولياء الله وليس حبًا في الجموع. وفي الآية يقول أبناء يعقوب: "نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون"، لم يعبدوه لأنه إلهه وإله آبائه ولكن لأنه إله واحد، حُق أن نكون له جميعًا مسلمين!

ذلك الدين الذي نصر الشباب، ونصره الشباب، حين دعانا ألا نتوقف أبدًا عن الاندهاش بالكون، عن الذهول بحقائق الوجود، عن السؤال عن كل شيء، عن الثورة على قيود الآباء، عن التمرد على ما هو سائد، عن الانعطاف نحو الصواب وإن خالف الجميع، عن الملة الحنيفية المائلة عن كل أكثريتهم الخاطئة، وأغلبيتهم المضللة! دينا قيما ملة أبينا إبراهيم، بذلك أُمِرنا ولو حتى كنا أول المسلمين!

(مهاب السعيد)
تم فتح التسجيل في دورة
(يا بُنَيَّ إِنِّي مُعَلِّمُكَ)

كيف تعلم ولدك ما يحتاجه من محكمات الإسلام؟

تقديم/ حسين عبد الرازق

استمارة التسجيل(ادخل القناة التي تظهر لك بعد ملء الاستمارة):
https://forms.gle/tGy5zTXgpH9XeQHZ6

رابط قناة المركز:
https://www.tg-me.com/TamayyuzCenter

أنشرها عند من تعلم حاجته لمثل هذه الدورات🍃
#أسس_تربية_النبي صلى الله عليه وسلم

مِنْ هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم: تصحيحُ الأخطاء، والتَّنبيه عليها، مِن غير ذِكْر مَن وَقَعَ فيها، فهذا مظنَّة الانتفاع أكثر، فلا يقع في نفس الشخص المُراد توجيهه شيءٌ، أو حَرَج، ولا يَتَعَرَّض لِقَدْح مِن بعضِ الناس، وكذلك الخِطاب يكون عامًّا لكُلِّ مَن وَقَع في الخَطَأ، فيظنُّ أنَّه المقصود بالخطاب، بِخِلاف لو حدد الشخص؛ فعنْ أنس: أنَّ نَفَرًا مِن أصحاب النَّبي صلى الله عليه وسلم سَأَلوا أزواج النَّبِي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر، فقال بعضهم: لا أَتَزَوَّج النِّساءَ، وقال بعضهم: لا آكُل اللَّحْم، وقال بعضهم: لا أنام على فِراش، فحَمِدَ الله، وأَثْنى عليه، وقال: ((ما بال أقوام قالوا: كذا وكذا؛ لكني أُصَلِّي وأنام، وأصوم وأفطر، وأَتَزَوَّج النساء؛ فَمَنْ رَغِب عنْ سُنَّتِي فليْسَ مني))؛ رواه البخاري (5063)، ومسلم (1401).
وهذا في كتاب ربِّنا كثيرٌ، ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ ﴾ [التوبة: 58]، ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [التوبة: 75].

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#كلكم_راع
#التربية_العقدية
Forwarded from رسائل..
من صميم معنى الإسلام لله أن يُوحد سبحانه بالخضوع والطاعة المطلقة، ولا يُجعل له ندٌ في حكمه وكون شرعه مصدر الأحكام على الأشياء ومرجع معرفة الصواب والخطأ، واستحقاقه للطاعة واختصاص أمره بالإلزام المطلق

ولا يتم هذا الإسلام لله بدون البراءة من ما ينازع هذا الإسلام ويزاحمه، قال تعالى: {ألا له الخلق والأمر} وقال تعالى :{إن الحكم إلا لله}، وقال :{أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}، وقال تعالى : {أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا}

ومَن فَقِه الشريعة وعرف كمالها علم أن اتخاذها مرجعا وحيدا مهيمنا كاف في كل حاجات البشرية لمعرفة الصواب وضبط السلوك وفصل النزاع على الوجه الذي يكون به صلاح الدنيا والآخرة

وقد دخل على كثير من الناس الخلل في هذا الباب مع عولمة الأنماط الغربية في الحياة وتصديرها للأمم، وانضاف لذلك جهل وتقصير في فهم الشريعة وإدراك عظمتها وشمولها، فظن البعض أن المجتمعات تحتاج لغيرها من فلسفة وأخلاقيات فلسفية، وروج بعضهم لذلك بحجة أن فيها ما لا يتعارض مع الشريعة، وهذه شبهة مبنية على ضبابية في الرؤية بهذه المجالات مع قصور في فهم دور الشرع، وسأبين شيئا من ذلك في كل منها:

أما الفلسفة، فهي عقليات ينطلق أصحابها من استبعاد مرجعية الوحي ودخول مجالات الدين بدون الدين! فيتكلمون في قضايا الوجود وطبيعة المعرفة الإنسانية برؤى متنوعة يجمعها جحد الوحي ومحاولة تشكيل الرؤى بعيدا عنه، وتجد عندهم كلاما في توصيف الأفكار وتطوراتها وتوصيف مناهج العلوم، يتضمن استعمالا لعقليات لا تختص بها الفلسفة بل هي مشترك إنساني، فلا معنى لتخصيص الفلسفة بها، وقل مثل ذلك في استعمال مناهج الاستقراء والتحليل والنقد وغيرها من المناهج

وأما الأخلاقيات فهي فرع عن الفلسفة، وتقحم نفسها أيضا في مجال الدين بالحكم على الصواب والخطأ مع استبعاد همينة الدين على ذلك، ومحاولة توظيف الفعل العقلي بصورة مرتبطة بالرؤى الفلسفية المسبقة، وربما تضمّن ذلك بعض ما يؤخذ من الدين، بشرط عدم إعطائه صفة الهيمنة والخضوع له

وفي هذه المجالات ونحوها، نلاحظ أن مرجعية الشريعة سلبت همينتها واستبدلت أو زوحمت بمرجعيات أخرى تنزل منزلة الشرع في أخذ التصورات والأحكام والهمينة، وهذا يتصادم مع مبدأ الإسلام لله وحده، ويكشف عن جهل بشمول الشريعة وكفايتها لمن استعمل العقل الفطري بصورة سليمة، وبذَل الجهد في فهم الواقع والشرع والمطابقة بينهما، وإنما يأتي الخلل من ضعف التسليم لله وضعف الثقة بشرعه مع الكسل والضعف عن خوض غمار الاجتهاد في تلبية حاجات الواقع انطلاقا من الشريعة

وقد خضت تجربة في معالجة إشكاليات الطب التي تتعلق بنهاية الحياة وإيقاف العلاج والامتناع عنه، ورأيت كيف تسيطر الأخلاقيات على المشهد الطبي مع تخبطها وإجمالها القاصر في المعالجات، وأخذت أتلمس كل ما يتصل بالمسائل من أصول الشرع وأحكامه وقواعده ومنهجياته وتصوراته، فأشهد بالله ما وجدت إشكالا إلا والشريعة فيه شافية كافية، غير أن تعقيد الوقائع وقصور المعالجات الفقهية السابقة عن تقديم ما يناسبها من جهد جعل الطريق صعبا، لكن ما وجدت في نهاية المطاف قصورا بالشرع ولا حاجة لغيره، بل وجدت ما يقابله من طرح أخلاقي هزيلا جدا، وأثبت ذلك بالنقد والموازنة ولله الفضل والمنة

فأجزم بالاعتقاد المطابق للتجربة أن الشريعة كافية شافية إذا أعطيت مكانها وحقها، في هذه المجالات وغيرها . والله المستعان

#دحض_الأباطيل
صور من عظمة الخالق سبحانه في خلق الكون العظيم:

تَأمل أحوال هَذِه الشَّمْس فِي انخفاضها وارتفاعها لإقامة هَذِه الأزمنة والفصول وَمَا فِيهَا من الْمصَالح وَالْحكم إِذْ لَو كَانَ الزَّمَان كُله فصلا وَاحِدًا لفاتت مصَالح الْفُصُول الْبَاقِيَة فِيهِ فَلَو كَانَ صيفا كُله لفاتت مَنَافِع مصَالح الشتَاء وَلَو كَانَ شتاء لفاتت مصَالح الصَّيف وَكَذَلِكَ لَو كَانَ ربيعا كُله اَوْ خَرِيفًا كُله فَفِي الشتَاء تغور الْحَرَارَة فِي الأجواف وبطون الارض وَالْجِبَال فتتولد مواد الثِّمَار وَغَيرهَا وتبرد الظَّوَاهِر ويستكثف فِيهِ الْهَوَاء فَيحصل السَّحَاب والمطر والثلج وَالْبرد الَّذِي بِهِ حَيَاة الارض وَأَهْلهَا واشتداد أبدان الْحَيَوَان وقوتها وتزايد القوى الطبيعية واستخلاف مَا حللته حرارة الصَّيف من الأبدان وَفِي الرّبيع تتحرك الطبائع وَتظهر الْموَاد المتولدة فِي الشتَاء فَيظْهر النَّبَات ويتنور الشّجر بالزهر ويتحرك الْحَيَوَان للتناسل وَفِي الصَّيف يحتد الْهَوَاء ويسخن جدا فتنضج الثِّمَار وتنحل فضلات الأبدان والأخلاط الَّتِي انْعَقَدت فِي الشتَاء وتغور الْبُرُودَة وتهرب إلى الأجواف وَلِهَذَا تبرد الْعُيُون والابار وَلَا تهضم الْمعدة الطَّعَام الَّتِي كَانَت تهضمه فِي الشتَاء من الأطعمة الغليظة لأنها كَانَت تهضمها بالحرارة الَّتِي سكنت فِي الْبُطُون فَلَمَّا جَاءَ الصَّيف خرجت الْحَرَارَة إلى ظَاهر الْجَسَد وَغَارَتْ الْبُرُودَة فِيهِ فَإِذا جَاءَ الخريف اعتدل الزَّمَان وَصفا الْهَوَاء وَبرد فانكسر ذَلِك السمُوم وَجعله الله بِحِكْمَتِهِ برزخا بَين سموم الصَّيف وَبرد الشتَاء لِئَلَّا يتنقل الْحَيَوَان وهلة وَاحِدَة من الْحر الشَّديد الى الْبرد الشَّديد فيجد أذاه ويعظم ضَرَره فَإِذا انْتقل اليه بتدريج وترتب لم يصعب عَلَيْهِ فَإِنَّهُ عِنْد كل جُزْء يستعد لقبُول مَا هُوَ أشد مِنْهُ حَتَّى تَأتي جَمْرَة الْبرد بعد استعداد وَقبُول حِكْمَة بَالِغَة وَآيَة باهرة وَكَذَلِكَ الرّبيع برزخ بَين الشتَاء والصيف ينْتَقل فِيهِ الْحَيَوَان من برد هَذَا الى حر هَذَا بتدريج وترتيب فَتَبَارَكَ الله رب الْعَالمين واحسن الْخَالِقِينَ.

(ابن القيم، مفتاح دار السعادة)

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#معرفة_الله
#عن_الله_أحدثك
 مجزرة الحجاج الأبرياء

خطط المستعمرون البرتغاليون للسيطرة على الأسواق التجارية في سواحل البحر المحيط إلا أنهم علموا أن العرب هم الذين يديرون هذه الأسواق التجارية للبضائع الصادرة عن أرض الهند والبلدان الشرقية. ولم يتمكن لهم الغش والغدر وإغلاء الثمن للبضائع الهندية، لأن العرب كانوا يستوردون البضائع الشرقية إلى الجزيرة العربية ومن هناك، إلى سواحل البحر المحيط. وكانوا يتمتعون بقيمٍ وأخلاقٍ تجاريةٍ عالمية، وعلاوة على هذا كان التجار العرب هم الذين يحددون التسعيرة للمنتجات الشرقية والخدمات التي تُوَفَّر في السواحل الهندية.
وقد أدركت القوة الاستعمارية البرتغالية أن نفوذها في السواحل الهندية لا يتم إلا بعد إجلاء التجار العرب عن السواحل الهندية، لأن وجود العرب يمنعها من إغلاء ثمن المنتجات الهندية في الأسواق الأوروبية؛ وذلك لأن العرب كانوا هم الهيئة المعتمدة في تسعيرة المنتجات الهندية والشرقية في سواحل البحر المحيط والسواحل الهندية. فنشبت العداوة في قلوب البرتغاليين ضد العرب والإسلام. وقد أيقنت القوة الاستعمارية أن المنافسة التجارية لا تنتهي إلا بذهاب التجار العرب عن السواحل الهندية، ولا تقع مقاليد التجارة وتصدير المنتجات الشرقية في أيديهم إلا بذهاب التجار العرب الذين يديرون التجارة العالمية في القرون الوسطى، فبدأت الخيانة والغدر والمقاتلة ضد التجار العرب في أراضي الهند وبحارها.
ومن أبشع الجرائم التي ارتكبتها القوة الاستعمارية البرتغالية في حق المسلمين في الهند، التي يعتبرها المؤرخون بداية إشهار العداوة بينها وبين المسلمين، هي مجزرة قامت بها القوة الاستعمارية الخبيثة في سطوح البحر العربي، حيث اعترضت القوة البرتغالية سفينة كانت راجعة من مكة تحمل على متنها حجاجاً أدَّوا مناسك الحج والعمرة، في شهر ذي الحجة الموافق لـ 2 أكتوبر سنة 1502م. وقد خططت القوة الاستعمارية لنهب هذه السفينة التي ترجع من مكة وهي تحمل البضائع والهدايا التي أرسلها ملك مصر إلى الملك ساموتري، وكان فيما بينهم السيد جاور بيغ (Javar Beg) ممثل ملك مصر. وكانت السفينة في مِلك السيد خاجا سعيد، وهو شقيق التاجر المشهور في كاليكوت السيد خاجا قاسم، وكانت السفينة تتجه إلى ميناء بانتالاياني (Pandalayani)، الميناء المشهور في السواحل الهندية في القرون الوسطى.
وقد علم واسكودي جاما (Vasco da Gama) بأن هذه السفينة تحمل المجوهرات والذهب والهدايا التي أرسلها ملك مصر إلى الملك ساموتيري، وكذا البضائع الثمينة والمنتجات العربية، فتعرضت القوة الاستعمارية لهذه السفينة في البحر العربي على بُعْد ستين ميلاً من السواحل الهندية. ومن المؤرخين من يقول بأن هذه المجزرة قد وقعت بقرب ميناء ماداي (Madayi) الشهير. وقد توسل الحجاج الأبرياء في السفينة أن يأخذ واسكودي جاما جميع الهدايا والمجوهرات والبضائع بشرط أن يخليهم ويخلي نساءهم وأطفالهم، إلا أن هذا السفاح البرتغالي لم يلتفت إلى هذه الشروط؛ بل نهبوها واغتصبوا النساء والفتيات فيها، ثم أمروا بإحراق جميع المسلمين في تلك السفينة التي كانت ترجع من مكة. وصفحات التاريخ تقول بأن الاغتصاب والاضطهاد قد استمر مدة أسبوع كامل وبعده أمر الفتاك البرتغالي بإحراق جميع من في السفينة أحياء. ومن جانب آخر أجرى ممثل ملك مصر السيد جاور بيغ (Javar Beg) مفاوضات مع القائد البرتغالي إلا أنه قد أصم أذنيه عن عويلٍ وبكاءٍ تعالى من الأطفال والنساء والفتيات.
هكذا تم إحراق قرابة 300 مسلم واغتصاب النساء والفتيات المسلمات على يد الجيش الاستعماري بقيادة رئيسهم الخبيث واسكودي جاما (Vasco da Gama)، في واحدة من أبشع الجرائم وأشنعها بحق المسلمين الهنود. وظلت هذه الواقعة قصة حالكة السواد في صفحات تاريخ الحجاج المسلمين في الديار الهندية.

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#صفحات_من_الاستخراب
سنة الله في المدافعة بين الحق والباطل:

جاء في لسان العرب: «الدفع الإزالة بقوة، والمدافعة: المزاحمة، والاندفاع المضي في الأمر، وجاء في المعجم الوسيط»: دفع الشيء إذا نحّاه وأزاله بقوة.
وفي القرآن الكريم:{ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض}
ودفع القول: رده بالحجة، ودفع فلانا إلى كذا: اضطره، دافع عنه: حامى عنه وانتصر له، ودافع: زاحمه، ويقال هو سيد قومه غير مدافع: أي: غير مزاحم وتدافع القوم: دفع بعضهم بعضا».
المقصود بالحق والباطل والتدافع بينهما: يراد بالحق هنا ما هو ثابت وصحيح وواجب فعله أو بقاؤه من اعتقاد أو قول أو فعل بحكم الشرع،
ويراد بالباطل نقيض الحق، أي: ما لا ثبات له ولا اعتبار، ولا يوصف بالصحة، ويستوجب الترك، ولا يستحق البقاء، بل يستوجب القلع والإزالة وكل ذلك بحكم الشرع، وعلى هذا فالحق يشمل كل ما أمر الله، والباطل يشمل كل ما نهى الله عنه، ويراد (بالتدافع بين الحق والباطل) تنحية أحدهما للآخر، أو إزالته ومحوه بالقوة عند الاقتضاء.
وقد قضت سنة الله تعالى في تدافع الحق والباطل: أن الغلبة للحق وأهله، وأن الاندحار والمحق للباطل وأهله، قال تعالى: {ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته}
وقال سبحانه: {وقل جاء الحق وزهق الباطل}

الوقفات التربوية في سورة الأنعام

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#السنن_الإلهية
#فاعتبروا
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لمـاذا يستحيل للملحد أن يثبت بعقله أن الكون وجـد بشكل عشوائي؟

يجيبكم الدكتور سعيد بن حسين القحطاني (حفظه الله) بقوله ...
عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- تَلَا قَوْلَ اللهِ -عز وجل- فِي إِبْرَاهِيمَ -صلى الله عليه وسلم-: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} [إبراهيم: 36] الآية، وقَوْلَ عِيسَى -صلى الله عليه وسلم-: {إِنْ تُعَذِّبْهُم فَإِنَّهُم عِبَادَكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُم فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [المائدة: 118] فَرَفَعَ يَدَيْهِ وقَالَ: «اللهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي» وبَكَى، فقالَ اللهُ -عز وجل-: «يا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ -ورَبُّكَ أَعْلَمُ- فَسَلْهُ مَا يُبْكِيهِ؟» فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَأَخْبَرْهُ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بما قَالَ -وهو أعلم- فقالَ اللهُ -تعالى-: «يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ».
(رواه مسلم)

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#صدق_نبوة_محمد
#من_كمثل_محمد
2025/07/10 04:44:24
Back to Top
HTML Embed Code: