Forwarded from أدهم شرقاوي
كلُّ عامٍ وغزَّة تعيد ترتيبَ العالم!
غداً يلفظُ العامُ أنفاسه الأخيرة، كان كان عاماً مليئاً بالعزَّة، وكانتِ الطريقُ من غزَّة إلى الجنّة مليئةً بالشُّهداء!
تربعتْ غزَّة على كرسيِّ أحداث العالم، هذه البقعة الجغرافيّة التي لا تبلغُ على الخارطة أكبر من رأس دبُّوس، ثَنَى العالم كلّه رُكبتيه أمامها وجلسَ كالتلميذِ يتعلَّمُ منها دروس التّضحية والشّهادة والشجاعة والإباء!
أعادتْ غزَّة صياغة الكثير من المفاهيم، أخبرتنا أن سرَّ الثبات والنّصر ليس في البندقيّة وإنما في اليد التي تحملها، وأنَّ حفنةً من المقاتلين الذين لا يتجاوز عددهم أصغر لواءٍ في أصغر جيشٍ نظاميِّ في هذا العالم بإمكانهم أن يُمرِّغوا أنف أعتى ترسانة عسكرية في المنطقة بتراب غزَّة! وأنّ النّاس هناك لا يُشبهون النّاس، عقائدهم، صبرهم، ثباتهم، كلُّ شيءٍ هناك لا ينتمي إلى هذا الكوكب القبيح الذي نعيش فيه!
وعرّتْ غزَّةُ هذا العالم الذي يدّعي الحضارة والتمدُّن، فكشفتْ لنا ازدواجيّة المعايير، وأخبرتنا أن النّاس في هذا العالم ينقسمون إلى قسمين: أولاد جارية وأولاد ست! وأننا نحن أولاد الجارية الذين يمكن أن يُقتلوا بدمٍ باردٍ ولا بواكيَ لهم!
يمكن أن يقصف الاحتلال المستشفى المعمدانيّ ويحيل في ثانيةٍ واحدة خمسمئة إنسان إلى خمسين ألف قطعة! دون أن يهتزَّ ضمير البشريّة، ولو قُتل خمسُ فقماتٍ في القطب الشّماليّ لذرفوا عليهنّ دموع التماسيح، وظهرت إنسانيتهم الباردة!
يمكن للاحتلال أن يُسوّي مساجد غزَّة وكنائسها بالأرض ولا يجرؤ أحدٌ أن يتلفّظ بكلمة نقدٍ، اللهم ما كان من استحياء العاجز، الذي نقده لا يُقدّم ولا يُؤخر! ولو خُدشَ باب كنيسٍ يهوديّ في أي مكانٍ في العالم لجاء مجلس الأمن صفاً، ومعه الانتربول قبيلاً، خوفاً من أن يُسجّل تقاعسهم هذا على أنه معاداةٌ للساميّة!
يمكن للاحتلال أن يُفتَّتَ أجساد نساء غزَّة، وتستمرُّ الحياة في هذا العالم كأنَّ شيئاً لم يكن! هذا العالم لا تعنيه نساؤنا إلا إذا كانت قضيتهنَّ خلع الحجاب، أما اللواتي ينمنَ بثياب الصلاة خوفاً من أن يبدو من عوراتهنَّ شيءٌ إذا ما تمَّ انتشالهُنَّ من تحت الأنقاض فلا يحفلُ العالم بهنَّ، ولا تتبنّى النّسويات قضاياهُنَّ!
يمكن للاحتلال أن يقتلَ أكثر من مئة صحفيّ في غزّة ثمّ لا يكون هناك شيء! مئة صحفيِّ في غزّة لا يُساوون صحفيا واحداً في صحيفة "تشارل إبدو"، أولئك شُقرٌ وعيونهم زُرق ويحضرُ كلُّ قادة العالم لتشيعهم!
يمكن للاحتلال أن يُحيل عشرة آلاف طفلٍ في غزّة إلى جثثٍ هامدة وهو يقصفهم بالفسفور الأبيض، ثم يقيمُ هذا العالم قمّة للمناخ في محاولة لتدارك مشكلة ثقب طبقة الأوزون، والانبعاث الحراري، وذوبان الجليد، والخطر المُحدق ببيض السلاحف! ويشارك في القمة رئيس دولة الاحتلال، ويقف خطيباً في قادة العالم، ويخبرهم أنه عليهم أن يعملوا بجدّ للحدّ من تفاقم مشكلات المناخ!
الشيء الوحيد الذي يجب أن نقلق بشأن تفاقمه برأيي هو العُهر، هذا العالم عاهرٌ بشكلٍ تخجل أكبر مومسٍ في التاريخ أن تكون مثله!
يمكنُ للاحتلال أن يقصف المدارس ولا تتحرك الأونيسكو، ويقتلَ موظفي الأمم المتحدة دون أن تكترث الأمم المتحدة، فهؤلاء الذين ماتوا عرب، الأجانب اتخذوا لهم مكاناً قصياً في رفح، وإذا سلموا فقد سلمت الأمم المتحدة!
يومٌ واحد يفصلنا عن نهاية العام، غداً سيُطلقُ الناس الألعاب النّارية في شتى بقاع الأرض، أما غزّة فستدخل إلى العام الجديد بكفنها الذي ترتديه منذ تسعين يوماً، لن يعرف الأطفال في غزّة أن العام الجديد قد دخل، صوت الصواريخ قبل الثانية عشرة ليلاً لن يختلف عمّا بعدها!
وحين يحتفلُ النّاسُ بأول قُبلة سنكون نحن بانتظار أن نزفَّ أوّلَ شهيد، غزَّة لا تُشبه هذا العالم في شيء، غزَّة طاهرة ونقيّة وهذا العالم عاهر!
أدهم شرقاوي / مدونة العرب
غداً يلفظُ العامُ أنفاسه الأخيرة، كان كان عاماً مليئاً بالعزَّة، وكانتِ الطريقُ من غزَّة إلى الجنّة مليئةً بالشُّهداء!
تربعتْ غزَّة على كرسيِّ أحداث العالم، هذه البقعة الجغرافيّة التي لا تبلغُ على الخارطة أكبر من رأس دبُّوس، ثَنَى العالم كلّه رُكبتيه أمامها وجلسَ كالتلميذِ يتعلَّمُ منها دروس التّضحية والشّهادة والشجاعة والإباء!
أعادتْ غزَّة صياغة الكثير من المفاهيم، أخبرتنا أن سرَّ الثبات والنّصر ليس في البندقيّة وإنما في اليد التي تحملها، وأنَّ حفنةً من المقاتلين الذين لا يتجاوز عددهم أصغر لواءٍ في أصغر جيشٍ نظاميِّ في هذا العالم بإمكانهم أن يُمرِّغوا أنف أعتى ترسانة عسكرية في المنطقة بتراب غزَّة! وأنّ النّاس هناك لا يُشبهون النّاس، عقائدهم، صبرهم، ثباتهم، كلُّ شيءٍ هناك لا ينتمي إلى هذا الكوكب القبيح الذي نعيش فيه!
وعرّتْ غزَّةُ هذا العالم الذي يدّعي الحضارة والتمدُّن، فكشفتْ لنا ازدواجيّة المعايير، وأخبرتنا أن النّاس في هذا العالم ينقسمون إلى قسمين: أولاد جارية وأولاد ست! وأننا نحن أولاد الجارية الذين يمكن أن يُقتلوا بدمٍ باردٍ ولا بواكيَ لهم!
يمكن أن يقصف الاحتلال المستشفى المعمدانيّ ويحيل في ثانيةٍ واحدة خمسمئة إنسان إلى خمسين ألف قطعة! دون أن يهتزَّ ضمير البشريّة، ولو قُتل خمسُ فقماتٍ في القطب الشّماليّ لذرفوا عليهنّ دموع التماسيح، وظهرت إنسانيتهم الباردة!
يمكن للاحتلال أن يُسوّي مساجد غزَّة وكنائسها بالأرض ولا يجرؤ أحدٌ أن يتلفّظ بكلمة نقدٍ، اللهم ما كان من استحياء العاجز، الذي نقده لا يُقدّم ولا يُؤخر! ولو خُدشَ باب كنيسٍ يهوديّ في أي مكانٍ في العالم لجاء مجلس الأمن صفاً، ومعه الانتربول قبيلاً، خوفاً من أن يُسجّل تقاعسهم هذا على أنه معاداةٌ للساميّة!
يمكن للاحتلال أن يُفتَّتَ أجساد نساء غزَّة، وتستمرُّ الحياة في هذا العالم كأنَّ شيئاً لم يكن! هذا العالم لا تعنيه نساؤنا إلا إذا كانت قضيتهنَّ خلع الحجاب، أما اللواتي ينمنَ بثياب الصلاة خوفاً من أن يبدو من عوراتهنَّ شيءٌ إذا ما تمَّ انتشالهُنَّ من تحت الأنقاض فلا يحفلُ العالم بهنَّ، ولا تتبنّى النّسويات قضاياهُنَّ!
يمكن للاحتلال أن يقتلَ أكثر من مئة صحفيّ في غزّة ثمّ لا يكون هناك شيء! مئة صحفيِّ في غزّة لا يُساوون صحفيا واحداً في صحيفة "تشارل إبدو"، أولئك شُقرٌ وعيونهم زُرق ويحضرُ كلُّ قادة العالم لتشيعهم!
يمكن للاحتلال أن يُحيل عشرة آلاف طفلٍ في غزّة إلى جثثٍ هامدة وهو يقصفهم بالفسفور الأبيض، ثم يقيمُ هذا العالم قمّة للمناخ في محاولة لتدارك مشكلة ثقب طبقة الأوزون، والانبعاث الحراري، وذوبان الجليد، والخطر المُحدق ببيض السلاحف! ويشارك في القمة رئيس دولة الاحتلال، ويقف خطيباً في قادة العالم، ويخبرهم أنه عليهم أن يعملوا بجدّ للحدّ من تفاقم مشكلات المناخ!
الشيء الوحيد الذي يجب أن نقلق بشأن تفاقمه برأيي هو العُهر، هذا العالم عاهرٌ بشكلٍ تخجل أكبر مومسٍ في التاريخ أن تكون مثله!
يمكنُ للاحتلال أن يقصف المدارس ولا تتحرك الأونيسكو، ويقتلَ موظفي الأمم المتحدة دون أن تكترث الأمم المتحدة، فهؤلاء الذين ماتوا عرب، الأجانب اتخذوا لهم مكاناً قصياً في رفح، وإذا سلموا فقد سلمت الأمم المتحدة!
يومٌ واحد يفصلنا عن نهاية العام، غداً سيُطلقُ الناس الألعاب النّارية في شتى بقاع الأرض، أما غزّة فستدخل إلى العام الجديد بكفنها الذي ترتديه منذ تسعين يوماً، لن يعرف الأطفال في غزّة أن العام الجديد قد دخل، صوت الصواريخ قبل الثانية عشرة ليلاً لن يختلف عمّا بعدها!
وحين يحتفلُ النّاسُ بأول قُبلة سنكون نحن بانتظار أن نزفَّ أوّلَ شهيد، غزَّة لا تُشبه هذا العالم في شيء، غزَّة طاهرة ونقيّة وهذا العالم عاهر!
أدهم شرقاوي / مدونة العرب
آثار الخذلان
من آثارِ ومَضارِّ الخِذْلانِ على الفَردِ والمجتَمَعِ:
1- انتِشارُ الأنانيَّةِ وحُبِّ الذَّاتِ.
2- يولِّدُ عددًا من الأخلاقِ المذمومةِ، كانعِدامِ الشَّهامةِ ونجدةِ الملهوفِ وإغاثةِ المنكوبِ، والجُبنِ واللَّامبالاةِ.
3- انقِطاعُ عُرى الأخُوَّةِ بَيْنَ المسلِمين.
4- الخِذْلانُ من أسبابِ الهزيمةِ.
5- الخِذْلانُ عارٌ يقَعُ على صاحِبِه.
6- الخِذْلانُ مُوغِرٌ للصَّدرِ ومُنفِّرٌ للقَلبِ وتقصيرٌ في حَقِّ الأخُوَّةِ؛ قال الغزاليُّ في الأسبابِ الجالبةِ للمَحبَّةِ: (الذَّبُّ عنه في غَيبتِه مهما قُصِد بسُوءٍ، أو تُعُرِّضَ لعِرضِه بكلامٍ صريحٍ أو تعريضٍ، فحَقُّ الأخُوَّةِ التَّشميرُ في الحمايةِ والنُّصرةِ، وتبكيتُ المتعَنِّتِ وتغليظُ القَولِ عليه. والسُّكوتُ عن ذلك موغِرٌ للصَّدرِ ومُنفِّرٌ للقَلبِ وتقصيرٌ في حَقِّ الأخُوَّةِ، وقد قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((المسلِمُ أخو المسلِمِ، لا يَظلِمُه ولا يَخذُلُه))، وهذا من الانثِلامِ والخِذْلانِ؛ فإنَّ إهمالَه لتمزيقِ عِرضِه كإهمالِه لتمزيقِ لَحمِه!) .
7- الخِذْلانُ يُؤَدِّي إلى ضياعِ الحُقوقِ وانتِهاكِ الحُرُماتِ.
8- من أسبابِ وقوعِ الإنسانِ في الحَسرةِ والنَّدامةِ.
9- وقوعُ الأمَّةِ في الفِتنةِ والفَسادِ؛ قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ [الأنفال: 72-73] .
10- استِحقاقُ المتخاذِلِ العُقوبةَ المترتِّبةَ على تخاذُلِه.
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#تكوين_وعي_المسلم
#لا_يخذله
من آثارِ ومَضارِّ الخِذْلانِ على الفَردِ والمجتَمَعِ:
1- انتِشارُ الأنانيَّةِ وحُبِّ الذَّاتِ.
2- يولِّدُ عددًا من الأخلاقِ المذمومةِ، كانعِدامِ الشَّهامةِ ونجدةِ الملهوفِ وإغاثةِ المنكوبِ، والجُبنِ واللَّامبالاةِ.
3- انقِطاعُ عُرى الأخُوَّةِ بَيْنَ المسلِمين.
4- الخِذْلانُ من أسبابِ الهزيمةِ.
5- الخِذْلانُ عارٌ يقَعُ على صاحِبِه.
6- الخِذْلانُ مُوغِرٌ للصَّدرِ ومُنفِّرٌ للقَلبِ وتقصيرٌ في حَقِّ الأخُوَّةِ؛ قال الغزاليُّ في الأسبابِ الجالبةِ للمَحبَّةِ: (الذَّبُّ عنه في غَيبتِه مهما قُصِد بسُوءٍ، أو تُعُرِّضَ لعِرضِه بكلامٍ صريحٍ أو تعريضٍ، فحَقُّ الأخُوَّةِ التَّشميرُ في الحمايةِ والنُّصرةِ، وتبكيتُ المتعَنِّتِ وتغليظُ القَولِ عليه. والسُّكوتُ عن ذلك موغِرٌ للصَّدرِ ومُنفِّرٌ للقَلبِ وتقصيرٌ في حَقِّ الأخُوَّةِ، وقد قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((المسلِمُ أخو المسلِمِ، لا يَظلِمُه ولا يَخذُلُه))، وهذا من الانثِلامِ والخِذْلانِ؛ فإنَّ إهمالَه لتمزيقِ عِرضِه كإهمالِه لتمزيقِ لَحمِه!) .
7- الخِذْلانُ يُؤَدِّي إلى ضياعِ الحُقوقِ وانتِهاكِ الحُرُماتِ.
8- من أسبابِ وقوعِ الإنسانِ في الحَسرةِ والنَّدامةِ.
9- وقوعُ الأمَّةِ في الفِتنةِ والفَسادِ؛ قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ [الأنفال: 72-73] .
10- استِحقاقُ المتخاذِلِ العُقوبةَ المترتِّبةَ على تخاذُلِه.
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#تكوين_وعي_المسلم
#لا_يخذله
بمرور السنين أدركت انه لا يوجد فرق بين 31 ديسمبر و 1 يناير..
الفرق الحقيقي يكون بين 30 شعبان و 1 رمضان، فرق في النفسية ونظام حياتك وتغيير في روتينك اليومي الممل وتزويدك بجرعة روحانيات تكفيك باقي العام.. فرق في يومك الذي يتحول من العشوائية المفرطة للنظام الدقيق.. فرق في التجمع الأسري على الطعام والذي قليلا ما يحدث في الأيام العادية.. فرق في التودد والمحبة والتراحم الذي يظهر بين الناس بشكل يفوق كل أوقات العام.. وفروق كثير وكثير تجعل 1 رمضان بمثابة المطر الذي يحيي الأرض بعد موتها..
فأللهم بلغنا رمضان واكتبنا من الصائمين وتقبله منا
منقـــول
الفرق الحقيقي يكون بين 30 شعبان و 1 رمضان، فرق في النفسية ونظام حياتك وتغيير في روتينك اليومي الممل وتزويدك بجرعة روحانيات تكفيك باقي العام.. فرق في يومك الذي يتحول من العشوائية المفرطة للنظام الدقيق.. فرق في التجمع الأسري على الطعام والذي قليلا ما يحدث في الأيام العادية.. فرق في التودد والمحبة والتراحم الذي يظهر بين الناس بشكل يفوق كل أوقات العام.. وفروق كثير وكثير تجعل 1 رمضان بمثابة المطر الذي يحيي الأرض بعد موتها..
فأللهم بلغنا رمضان واكتبنا من الصائمين وتقبله منا
منقـــول
Forwarded from أدهم شرقاوي
رسالة تركها صاحب بيتٍ في غزة لكتائب القسّام قبل نزوحه منه:
أحبائي رجال الله، تركنا البيت وعارفين انو بأمان طالما أنتو موجودين، وبفضلكم رح نرجع قريبًا..
الخزانة البنيّة بالمطبخ عبينالكم ياها معلبات، ألف صحة وهنا على قلوبكم، بغرفة القعدة فيه كنباية لونها بني وبيج بالزاوية، تحت القَعدة في مفتاح غرفة النوم، مجرد ما تفتحوها، في مصاري على التخت، إذا احتجتوهن اصرفوهن بالهنى، البيت إذا اتدمر فدا صراميكم، بس لي طلب وحيد، انتبهوا على حالكم وكونوا مناح. ❤️
أحبائي رجال الله، تركنا البيت وعارفين انو بأمان طالما أنتو موجودين، وبفضلكم رح نرجع قريبًا..
الخزانة البنيّة بالمطبخ عبينالكم ياها معلبات، ألف صحة وهنا على قلوبكم، بغرفة القعدة فيه كنباية لونها بني وبيج بالزاوية، تحت القَعدة في مفتاح غرفة النوم، مجرد ما تفتحوها، في مصاري على التخت، إذا احتجتوهن اصرفوهن بالهنى، البيت إذا اتدمر فدا صراميكم، بس لي طلب وحيد، انتبهوا على حالكم وكونوا مناح. ❤️
الوهن ومظاهره
إذا بحثت في مُختلف المعاجم العربيّة عن مفهوم الوهن فإنّك فستستنتج أنّه الضّعف النّفسي والعملي والاستسلام للواقع والرّضا بالذلّ والانحطاط والقبول بالدّنيّة في الحياة، وهذا المرض أصابنا في مُختلف المجالات وبسببه لم نُحدِث أيّ تغيير حضاري في الحاضر، بل مُنذ قرون عدّة، حيث نشهد تقهقرًا وانكماشًا مُتواصلًا للمُجتمعات المُسلمة في مُختلف بقاع العالم.
العقيدة هي اللّبنة الأساسيّة لبناء المُجتمعات القويّة والنّاجحة والتي يجتمع جميع الأفراد حولها، لتكون منهج حياتهم ومرجعيتهم الأساسيّة في وضع القوانين وتنظيم الحياة، وفي الأصل يكون الجميع موقنون بها، ومُتّفقون عليها.
خلّف الوهن العقائدي في الناس كثيرا من مظاهر الاضطرابات النفسيّة عند الأزمات، فتصِلُ بهم أحيانًا للانتحار بسبب الغفلة عن الحقيقة الكبرى بأنّ هذه الحياة دار ابتلاء مُسيّرة بأمر الله وقضاءه سبحانه وتعالى وتعلّقًا منهم بالحياة الماديّة ونتائجها التي هي بيد الله وحده أو اللّجوء للعُنف والطُغيان حفاظًا على مصالحه الدّنيويّة فقد يسرقُ المُسلم ويَقبل بالرّشوة ويُشارك في الفساد ويُدافع عنه ويكذب ويغشّ من أجل البقاء الموهوم والحفاظ على المظاهر الاجتماعيّة الزّائفة.
لقد أصابنا الوهن أيضا على المُستوى الشّخصي فكثير منهم أصبحوا ضعيفي الشّخصيّة، يخجل من دينه وإظهاره عمليًّا في سلوكه خوفًا من نظرة الآخرين المُنحرفين عن منهج الله المُتّبعين لأهوائهم البشريّة، بل أصبح مُطيعًا لهم شعوريًّا أو لا شعوريّا كطاعة العبد لسيّده فنتَج عن ذلك التّقليد الأعمى في المظهر باسم الموضة العالميّة والتّقليد الأجوف للسّلوكيّات باسم الحداثة والتحضّر، فأصبح الفرد فريسة سهلة تعصفُ به وساوس شياطين الجنّ والإنس بتزيين الشهوات والفواحش وتحسينها في نظره بدون مُقاومة نفسيّة منه مع العجز التّام للرّفض وانشاء حياة حرّة خاصّة به وفق المنهج الرّباني الذي يُؤمن به.
تطوّر هذا الاستسلام النّفسي حتى أصبحنا نرى المُنكر داخل مُجتمعاتنا فنلتزم الصّمت ونقبل به ونتعايش معه ولا نسعى لرفضه والتّوجيه للخير والمعروف الذي أمر به الشّرع، فنرى الظّلم ونستكين له ويُوالى أهله الطُغاة الذين يسوموننا أشدّ أنواع التّنكيل في هضم حقوق العامّة وحرمانهم من حياة كريمة عادلة وآمنة، ونرى في تعامُلاتنا اليوميّة اللاّمصداقيّة والانتهازيّة والأنانيّة فنقبل بذلك ولا نأخذ مواقف حازمة تحدّ من كلّ ذلك ولو بالكلمة، بل من شدّة ضُعف الشّخصيّة عندنا في حالة تعارض المصلحة الدّنيويّة مع أمر ديني وقيمة إسلاميّة فإنّنا نُسرعُ في التّنازل عن مبادئنا من أجل عرض دنيوي زائل.
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#تكوين_وعي_المسلم
#ولا_تهنوا
إذا بحثت في مُختلف المعاجم العربيّة عن مفهوم الوهن فإنّك فستستنتج أنّه الضّعف النّفسي والعملي والاستسلام للواقع والرّضا بالذلّ والانحطاط والقبول بالدّنيّة في الحياة، وهذا المرض أصابنا في مُختلف المجالات وبسببه لم نُحدِث أيّ تغيير حضاري في الحاضر، بل مُنذ قرون عدّة، حيث نشهد تقهقرًا وانكماشًا مُتواصلًا للمُجتمعات المُسلمة في مُختلف بقاع العالم.
العقيدة هي اللّبنة الأساسيّة لبناء المُجتمعات القويّة والنّاجحة والتي يجتمع جميع الأفراد حولها، لتكون منهج حياتهم ومرجعيتهم الأساسيّة في وضع القوانين وتنظيم الحياة، وفي الأصل يكون الجميع موقنون بها، ومُتّفقون عليها.
خلّف الوهن العقائدي في الناس كثيرا من مظاهر الاضطرابات النفسيّة عند الأزمات، فتصِلُ بهم أحيانًا للانتحار بسبب الغفلة عن الحقيقة الكبرى بأنّ هذه الحياة دار ابتلاء مُسيّرة بأمر الله وقضاءه سبحانه وتعالى وتعلّقًا منهم بالحياة الماديّة ونتائجها التي هي بيد الله وحده أو اللّجوء للعُنف والطُغيان حفاظًا على مصالحه الدّنيويّة فقد يسرقُ المُسلم ويَقبل بالرّشوة ويُشارك في الفساد ويُدافع عنه ويكذب ويغشّ من أجل البقاء الموهوم والحفاظ على المظاهر الاجتماعيّة الزّائفة.
لقد أصابنا الوهن أيضا على المُستوى الشّخصي فكثير منهم أصبحوا ضعيفي الشّخصيّة، يخجل من دينه وإظهاره عمليًّا في سلوكه خوفًا من نظرة الآخرين المُنحرفين عن منهج الله المُتّبعين لأهوائهم البشريّة، بل أصبح مُطيعًا لهم شعوريًّا أو لا شعوريّا كطاعة العبد لسيّده فنتَج عن ذلك التّقليد الأعمى في المظهر باسم الموضة العالميّة والتّقليد الأجوف للسّلوكيّات باسم الحداثة والتحضّر، فأصبح الفرد فريسة سهلة تعصفُ به وساوس شياطين الجنّ والإنس بتزيين الشهوات والفواحش وتحسينها في نظره بدون مُقاومة نفسيّة منه مع العجز التّام للرّفض وانشاء حياة حرّة خاصّة به وفق المنهج الرّباني الذي يُؤمن به.
تطوّر هذا الاستسلام النّفسي حتى أصبحنا نرى المُنكر داخل مُجتمعاتنا فنلتزم الصّمت ونقبل به ونتعايش معه ولا نسعى لرفضه والتّوجيه للخير والمعروف الذي أمر به الشّرع، فنرى الظّلم ونستكين له ويُوالى أهله الطُغاة الذين يسوموننا أشدّ أنواع التّنكيل في هضم حقوق العامّة وحرمانهم من حياة كريمة عادلة وآمنة، ونرى في تعامُلاتنا اليوميّة اللاّمصداقيّة والانتهازيّة والأنانيّة فنقبل بذلك ولا نأخذ مواقف حازمة تحدّ من كلّ ذلك ولو بالكلمة، بل من شدّة ضُعف الشّخصيّة عندنا في حالة تعارض المصلحة الدّنيويّة مع أمر ديني وقيمة إسلاميّة فإنّنا نُسرعُ في التّنازل عن مبادئنا من أجل عرض دنيوي زائل.
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#تكوين_وعي_المسلم
#ولا_تهنوا
Forwarded from أدهم شرقاوي
السّلام عليكَ يا صاحبي،
إني أُعيذكَ أن تستطيلَ البلاء فتتسخطَ،
أو أن تستبعدَ الفرجَ فتيأسَ،
فتكون كالذين يعبدون الله على حرفٍ،
إذا رأوا من الله ما يُحبون رضوا،
وإن رأوا ما يكرهون سخطوا!
يا صاحبي كُلّ شيءٍ يجري بقدر الله،
وبتوقيتٍ معلوم لا نُدرك حكمته،
لو استخرجَ اليتيمان كنزهما قبل أن يبلغا أشدهما،
لضاع المال وما انتفعا به!
في كل تأخيره خيرة نحن لا نعلمها!
هذه الدنيا دار امتحان يا صاحبي،
والله ناظرٌ إلى قلبكَ،
فإذا نزلَ بكَ ما تكره،
أو تأخر عنكَ ما تُحب،
فلا يكُن في قلبك إلا الرضا،
فلا شيء أبغض إلى الله من أن يرى سخطاً من عبده على قدره!
أحياناً تتأخر الأمنيات يا صاحبي،
لأنكَ لم تنضج بعد لتحافظ عليها،
وتتأخر لأن تسليماً في قلبكَ لم يكتمل بعد،
وتتأخر بذنبٍ أنت مقيم عليه، فيريدُ الله منكَ أن تعطيه أولاً ليعطيك ثانياً!
وتتأخر لأنكَ لم تأخذ بما يكفي من السبب،
وقد لا تأتي أبداً، لأن الخير في أن لا تأتي،
فأحسِنْ الظن بالله!
والسّلام لقلبكَ
إني أُعيذكَ أن تستطيلَ البلاء فتتسخطَ،
أو أن تستبعدَ الفرجَ فتيأسَ،
فتكون كالذين يعبدون الله على حرفٍ،
إذا رأوا من الله ما يُحبون رضوا،
وإن رأوا ما يكرهون سخطوا!
يا صاحبي كُلّ شيءٍ يجري بقدر الله،
وبتوقيتٍ معلوم لا نُدرك حكمته،
لو استخرجَ اليتيمان كنزهما قبل أن يبلغا أشدهما،
لضاع المال وما انتفعا به!
في كل تأخيره خيرة نحن لا نعلمها!
هذه الدنيا دار امتحان يا صاحبي،
والله ناظرٌ إلى قلبكَ،
فإذا نزلَ بكَ ما تكره،
أو تأخر عنكَ ما تُحب،
فلا يكُن في قلبك إلا الرضا،
فلا شيء أبغض إلى الله من أن يرى سخطاً من عبده على قدره!
أحياناً تتأخر الأمنيات يا صاحبي،
لأنكَ لم تنضج بعد لتحافظ عليها،
وتتأخر لأن تسليماً في قلبكَ لم يكتمل بعد،
وتتأخر بذنبٍ أنت مقيم عليه، فيريدُ الله منكَ أن تعطيه أولاً ليعطيك ثانياً!
وتتأخر لأنكَ لم تأخذ بما يكفي من السبب،
وقد لا تأتي أبداً، لأن الخير في أن لا تأتي،
فأحسِنْ الظن بالله!
والسّلام لقلبكَ
Forwarded from د. سامي عامري
تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ!
قفز إلى ذهني حال من قُبضوا شهداء في غزّة وغيرها من بلاد الإسلام، لمّا بلغ القارئ قول إخوة يوسف: "تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ".. ورغم اختلاف السياق، إلّا أنّ العبارة جددت في نفسي مقام الخاتمة في مسيرة مكابدة لأواء هذه الحياة، وأنّ الشهادة اصطفاء، وأنّ الرجل يُحرمها بالذنب يصيبه.. لقد آثرك الكريم، ولم نبلغ نحن مقامك لخطايانا!
اللهم وفّقنا إلى توبة، وأحسن ختامنا بفضلك يا كريم!
قفز إلى ذهني حال من قُبضوا شهداء في غزّة وغيرها من بلاد الإسلام، لمّا بلغ القارئ قول إخوة يوسف: "تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ".. ورغم اختلاف السياق، إلّا أنّ العبارة جددت في نفسي مقام الخاتمة في مسيرة مكابدة لأواء هذه الحياة، وأنّ الشهادة اصطفاء، وأنّ الرجل يُحرمها بالذنب يصيبه.. لقد آثرك الكريم، ولم نبلغ نحن مقامك لخطايانا!
اللهم وفّقنا إلى توبة، وأحسن ختامنا بفضلك يا كريم!
Forwarded from 🔻فاتحون🔻
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حللتم أهلا في رحاب دورة جديدة عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لشيخنا الحبيب "أحمد السيد" ولا يخفى على أحد من أهل الإسلام أهمية دراسة سيرة النبي صلى الله عليه فينهل الإنسان منها العبر والعظات ويتعلم الثبات والدعوة إلى الله تعالى ويتعرف بشكل واسع على رسولنا صلى الله عليه وقد كان العلماء قديما يوصون طالب العلم أن يبدأ بحفظ القرآن مع اهتمام بالسيرة النبوية المشرفة فإنه إذا جمع طالب العلم وهو يحفظ القرآن طرفا من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فهو الإكسير الناجع،
ونذكر أنفسنا وإياكم أن طلب العلم ورفع الجهل عن النفس من أعظم أبواب الخير فاستعينوا بالله على السير في هذه الدورة وشدوا رحالكم فإنه عند الصباح يحمد القوم السرى،
رابط قناة التيليجرام الخاص بالدورة
https://www.tg-me.com/siranabwiafathoon
رابط قناة فاتحون على التيليجرام
https://www.tg-me.com/fathoon
رابط إعلان الدورات التابعة لمجموعة فاتحون على التيليجرام
https://www.tg-me.com/fathoon33
حللتم أهلا في رحاب دورة جديدة عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لشيخنا الحبيب "أحمد السيد" ولا يخفى على أحد من أهل الإسلام أهمية دراسة سيرة النبي صلى الله عليه فينهل الإنسان منها العبر والعظات ويتعلم الثبات والدعوة إلى الله تعالى ويتعرف بشكل واسع على رسولنا صلى الله عليه وقد كان العلماء قديما يوصون طالب العلم أن يبدأ بحفظ القرآن مع اهتمام بالسيرة النبوية المشرفة فإنه إذا جمع طالب العلم وهو يحفظ القرآن طرفا من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فهو الإكسير الناجع،
ونذكر أنفسنا وإياكم أن طلب العلم ورفع الجهل عن النفس من أعظم أبواب الخير فاستعينوا بالله على السير في هذه الدورة وشدوا رحالكم فإنه عند الصباح يحمد القوم السرى،
رابط قناة التيليجرام الخاص بالدورة
https://www.tg-me.com/siranabwiafathoon
رابط قناة فاتحون على التيليجرام
https://www.tg-me.com/fathoon
رابط إعلان الدورات التابعة لمجموعة فاتحون على التيليجرام
https://www.tg-me.com/fathoon33
Forwarded from أدهم شرقاوي
لأَجلَكَ، لا لأَجلِ غزَّة!
بالإضافةِ لكونه كاتباً رائعاً، كان "إدواردو غليانو" يحفظُ آلافَ الحكاياتِ، وكان يجوبُ العالمَ قاصًّا حكاياته التي كانت حقيقيّة وبنت النَّاس! وفي مدينة "نابولي" احتشدَ الجمهورُ الإيطاليُّ ليسمعَ ما الذي سيرويه هذا القادم من "الأورغواي"!
حدَّثهم يومها عن رجلٍ أمريكيٍّ كان أثناءَ حربِ فيتنام يقفُ مساءَ كلِّ يومٍ وحده أمام البيت الأبيض حاملاً شمعةً مُضاءة، ويدعو لوقف العدوان الأمريكيِّ على فيتنام، منذ اليوم الأول للحرب وحتى نهايتها لم يتغيَّبْ أبداً!
وفي إحدى الليالي جاء صُحفيٌّ وقالَ له: سيدي، هل تعتقد أنَّ وقوفكَ هنا بشمعتك، واحتجاجك كلّ ليلة يمكنُ أن يُغيِّرَ شيئاً؟
فقالَ له: أنا لا أقفُ هنا كلَّ ليلةٍ لأُغيّرَ شيئاً، أنا أقفُ هنا حتى لا يُغيّروني هُم! لن أسمحَ لاندفاعهم المجنون أن يقتلَ إنسانيتي، سأبقى أعرفُ الحقيقةَ، وأقولُ الحقيقةَ، سأقومُ بدوري الصّغير هذا كلَّ يومٍ محاولاً البقاء إنساناً!
إنَّ وقوفك مع غزَّة اليوم، لن يحميها من الصواريخ التي تنزلُ عليها، ولكنه سيحميكَ أنتَ غداً من أن تقفَ أمامَ المرآةِ وتحتقرَ نفسكَ!
حين تقفُ مع غزَّة فأنتَ تقفُ مع نفسكَ!
وحين تُدافعُ عن غزَّة فأنتَ تُدافعُ عن إنسانيَّتكَ، وتُقاتلُ كي لا تُصبحَ مسخاً ليس لديه مبادىء، ولا تُحرِّكه مشاهد القتل والظلم!
وحين يعتصرُ قلبُكَ ألماً على مشاهدِ القتلِ والتَّدميرِ والنُّزوح، فأنتَ لن توقفَ شيئاً من هذه المعاناة، ولكنَّ ألمكَ هذا له ثمنُ الإيمان، والانتساب إلى هذه الأُمة، المشاعرُ في ديننا عبادة، ونحن كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الأعضاء بالحّمى والسّهر! فإيّاك أن تعتاد المشهدَ ولو تكرَّرَ كلَّ يومٍ ألف مرَّةٍ فإنَّ الاعتياد جريمة!
وإنَّ الذي يُراق دمٌ وليس ماءً، وإنَّ الذي يُقطعُ أطرافٌ لا أغصاناً، فمن أَلِفَ المشهدَ فقد خان، ومن اعتادَ المنظرَ فقد خذلَ!
اِبكِ شهداءهم كلَّ يومٍ، فهذا يُخبركَ أنَّكَ لم تمتْ بعد، الأموات ليسوا وحدهم الذين في القبور يا صاحبي، الكثير من الأحياء ماتوا من زمنٍ!
اُكتُبْ عنهم، أو على الأقل لا ترقصْ على جراحهم، تربينا أنّه من العيب أن يُقام العرس إذا كان في بيت الجيران مأتم!
قاطِعِ البضائعَ التي تدعم قاتلهم، لا تكُنْ شريكاً في الدّم، لا تنهش لحمهم، هم بالكاد يجدون قوتهم ولم يتعبوا، فلا تتعب أنتَ بمقاطعة منتجٍ له ألف بديل!
أَغِثْهُمْ، المالُ سلوى في الأزمات، وبه تبرأ إلى اللهِ من العجز والفُرجة، وكأنَّكَ به تقول لهم: إن لم أقاسمكم معاناتكم، فها أنا أُساهم في تخفيفها! وإن كان بالإمكان دعم مجاهديهم فقد بلغتَ المجدَ، وحاربتَ وأنتَ في بيتك، هذه المقاومة يجب أن تبقى واقفة على قدميها، هذه المقاومة شرفنا وعزُّنا ما نفعُ المال إن غدا الإنسان بلا شرفٍ؟!
اُدْعُ لهم، فلربما سدَّدَ اللهُ الرميَ بدعوةٍ، وصبَّر مكلوماً بدعوةٍ، وواسى فاقداً بدعوةٍ، الدُّعاء ليس آخر الحلول وأضعفها، الدُّعاء أولها وأقواها، وبينهما إنَّ في الحديد بأسٌ شديد!
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
بالإضافةِ لكونه كاتباً رائعاً، كان "إدواردو غليانو" يحفظُ آلافَ الحكاياتِ، وكان يجوبُ العالمَ قاصًّا حكاياته التي كانت حقيقيّة وبنت النَّاس! وفي مدينة "نابولي" احتشدَ الجمهورُ الإيطاليُّ ليسمعَ ما الذي سيرويه هذا القادم من "الأورغواي"!
حدَّثهم يومها عن رجلٍ أمريكيٍّ كان أثناءَ حربِ فيتنام يقفُ مساءَ كلِّ يومٍ وحده أمام البيت الأبيض حاملاً شمعةً مُضاءة، ويدعو لوقف العدوان الأمريكيِّ على فيتنام، منذ اليوم الأول للحرب وحتى نهايتها لم يتغيَّبْ أبداً!
وفي إحدى الليالي جاء صُحفيٌّ وقالَ له: سيدي، هل تعتقد أنَّ وقوفكَ هنا بشمعتك، واحتجاجك كلّ ليلة يمكنُ أن يُغيِّرَ شيئاً؟
فقالَ له: أنا لا أقفُ هنا كلَّ ليلةٍ لأُغيّرَ شيئاً، أنا أقفُ هنا حتى لا يُغيّروني هُم! لن أسمحَ لاندفاعهم المجنون أن يقتلَ إنسانيتي، سأبقى أعرفُ الحقيقةَ، وأقولُ الحقيقةَ، سأقومُ بدوري الصّغير هذا كلَّ يومٍ محاولاً البقاء إنساناً!
إنَّ وقوفك مع غزَّة اليوم، لن يحميها من الصواريخ التي تنزلُ عليها، ولكنه سيحميكَ أنتَ غداً من أن تقفَ أمامَ المرآةِ وتحتقرَ نفسكَ!
حين تقفُ مع غزَّة فأنتَ تقفُ مع نفسكَ!
وحين تُدافعُ عن غزَّة فأنتَ تُدافعُ عن إنسانيَّتكَ، وتُقاتلُ كي لا تُصبحَ مسخاً ليس لديه مبادىء، ولا تُحرِّكه مشاهد القتل والظلم!
وحين يعتصرُ قلبُكَ ألماً على مشاهدِ القتلِ والتَّدميرِ والنُّزوح، فأنتَ لن توقفَ شيئاً من هذه المعاناة، ولكنَّ ألمكَ هذا له ثمنُ الإيمان، والانتساب إلى هذه الأُمة، المشاعرُ في ديننا عبادة، ونحن كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الأعضاء بالحّمى والسّهر! فإيّاك أن تعتاد المشهدَ ولو تكرَّرَ كلَّ يومٍ ألف مرَّةٍ فإنَّ الاعتياد جريمة!
وإنَّ الذي يُراق دمٌ وليس ماءً، وإنَّ الذي يُقطعُ أطرافٌ لا أغصاناً، فمن أَلِفَ المشهدَ فقد خان، ومن اعتادَ المنظرَ فقد خذلَ!
اِبكِ شهداءهم كلَّ يومٍ، فهذا يُخبركَ أنَّكَ لم تمتْ بعد، الأموات ليسوا وحدهم الذين في القبور يا صاحبي، الكثير من الأحياء ماتوا من زمنٍ!
اُكتُبْ عنهم، أو على الأقل لا ترقصْ على جراحهم، تربينا أنّه من العيب أن يُقام العرس إذا كان في بيت الجيران مأتم!
قاطِعِ البضائعَ التي تدعم قاتلهم، لا تكُنْ شريكاً في الدّم، لا تنهش لحمهم، هم بالكاد يجدون قوتهم ولم يتعبوا، فلا تتعب أنتَ بمقاطعة منتجٍ له ألف بديل!
أَغِثْهُمْ، المالُ سلوى في الأزمات، وبه تبرأ إلى اللهِ من العجز والفُرجة، وكأنَّكَ به تقول لهم: إن لم أقاسمكم معاناتكم، فها أنا أُساهم في تخفيفها! وإن كان بالإمكان دعم مجاهديهم فقد بلغتَ المجدَ، وحاربتَ وأنتَ في بيتك، هذه المقاومة يجب أن تبقى واقفة على قدميها، هذه المقاومة شرفنا وعزُّنا ما نفعُ المال إن غدا الإنسان بلا شرفٍ؟!
اُدْعُ لهم، فلربما سدَّدَ اللهُ الرميَ بدعوةٍ، وصبَّر مكلوماً بدعوةٍ، وواسى فاقداً بدعوةٍ، الدُّعاء ليس آخر الحلول وأضعفها، الدُّعاء أولها وأقواها، وبينهما إنَّ في الحديد بأسٌ شديد!
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
تذكر كتب السِير أن إبراهيم بن أدهم رضي اللّه عنه قد حضرته الوفاة وهو مرابط مجاهد في حرب الروم، ولما شعر بدنو أجله قال لأصحابه: « أوتروا لي قوسي ». فأوتروه…
فقبض على القوس ومات وهو قابض عليها موجها إياها نحو العدو…
وذكروا أنه كان ليلة موته مريضا بداء البطن حتى أنه دخل الخلاء ليلتها أكثر من مائة مرة، في كل مرة يتوضأ بعدها!!
كأنه أراد أن يجمع بين الأجور جميعها ساعة لقيا ربّه..
مريض ومرابط على ثغور العدو، ثم لما أحس بقرب المنية قبض على القوس موجها وجهه وسهمه قِبل العدو!!
لا أدري لِمَ تداعت إلى ذهني نهاية إبراهيم بن أدهم رضي اللّه عنه لما رأيت مشهد الشهيد الساجد رحمة اللّه عليه..
كأنما ينظُمُ هذا النوع من الناس ناظم واحد..
كأنهم لم يشبعوا في الدنيا من صنيع الصالحات، رغم امتلاء صحائفهم بها حتى لم تعد فيها صفحة فارغة..
فتراهم وهم يطوون آخر الصفحات كأنما يتوجعون لفقد الحسنات لا لانتهاء الحياة!!
يريد أحدهم أن يلقى اللّه إن استطاع بألف ألف عمل، رغم أن واحدا منها فقط يكفيه ليكون مع النبيين في أعلى الدرجات!!
ذكروا أن صلة بن أشيم رضي اللّه عنه خرج للجهاد ومعه ولده… فلما اصطفوا للقاء العدو قال لولده:
تقدم يا بني لتقاتل وتثخن في العدو حتى تستشهد، فأحتسبك، ثم أتقدم بعدك فألقى اللّه شهيدا… فتم له ما تمنى…
استشهد الولد ثم تبعه الوالد بعد احتسابه!!
تماما كما فعل الشهيد الساجد… كان يحفظ القرآن ويحفظه للناس نهارا، ويرابط ليلا، ثم من اللّه عليه بجهاد عدوه حتى أصاب منهم وأصابوا منه ثم تحامل على نفسه حتى سجد ولقي اللّه كذلك!!
كأني به وبأمثاله المعنيون بقوله تعالى:
"والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون"
قدموا كل شيء… ويحسبون أنهم لم يقدموا شيئا…
كأنها نفوس جائعة لعمل الآخرة أيما جوع!!
ليت شعري كما ستفرق الآخرة غدا بين من كانوا يعيشون حتى في الزمان الواحد..
لأن بعضهم كان سريع الشبع من الطاعة، والآخر كان لا يشبع منها ولو نال الشهادة!!
واخجلة المرء من نفسه ثم من ربّه وهو يرى السابقين من أهل زمانه يلقون اللّه هرولة بينما يمشي أحدنا مشي السلحفاة وهو يمني نفسه بالدرجات العلا من الجنة!!
كم يرسل اللّه لنا الرسائل على هيئة أحداث… فيلتقطها ويتلقفها من فهمها على أنها وكأنها لم ترسل إلا له… بينما آخرون يظلون سادرين في غيهم متجاهلين رسائل اللّه لهم حتى تنتهي الأعمار …و أعمالهم فيها لا تشترى بدرهم أو دينار!!
رحم اللّٰه الشهيد الساجد… وأعاننا على قراءة رسالة اللّه لنا من خلاله.
خالد_حمدي
فقبض على القوس ومات وهو قابض عليها موجها إياها نحو العدو…
وذكروا أنه كان ليلة موته مريضا بداء البطن حتى أنه دخل الخلاء ليلتها أكثر من مائة مرة، في كل مرة يتوضأ بعدها!!
كأنه أراد أن يجمع بين الأجور جميعها ساعة لقيا ربّه..
مريض ومرابط على ثغور العدو، ثم لما أحس بقرب المنية قبض على القوس موجها وجهه وسهمه قِبل العدو!!
لا أدري لِمَ تداعت إلى ذهني نهاية إبراهيم بن أدهم رضي اللّه عنه لما رأيت مشهد الشهيد الساجد رحمة اللّه عليه..
كأنما ينظُمُ هذا النوع من الناس ناظم واحد..
كأنهم لم يشبعوا في الدنيا من صنيع الصالحات، رغم امتلاء صحائفهم بها حتى لم تعد فيها صفحة فارغة..
فتراهم وهم يطوون آخر الصفحات كأنما يتوجعون لفقد الحسنات لا لانتهاء الحياة!!
يريد أحدهم أن يلقى اللّه إن استطاع بألف ألف عمل، رغم أن واحدا منها فقط يكفيه ليكون مع النبيين في أعلى الدرجات!!
ذكروا أن صلة بن أشيم رضي اللّه عنه خرج للجهاد ومعه ولده… فلما اصطفوا للقاء العدو قال لولده:
تقدم يا بني لتقاتل وتثخن في العدو حتى تستشهد، فأحتسبك، ثم أتقدم بعدك فألقى اللّه شهيدا… فتم له ما تمنى…
استشهد الولد ثم تبعه الوالد بعد احتسابه!!
تماما كما فعل الشهيد الساجد… كان يحفظ القرآن ويحفظه للناس نهارا، ويرابط ليلا، ثم من اللّه عليه بجهاد عدوه حتى أصاب منهم وأصابوا منه ثم تحامل على نفسه حتى سجد ولقي اللّه كذلك!!
كأني به وبأمثاله المعنيون بقوله تعالى:
"والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون"
قدموا كل شيء… ويحسبون أنهم لم يقدموا شيئا…
كأنها نفوس جائعة لعمل الآخرة أيما جوع!!
ليت شعري كما ستفرق الآخرة غدا بين من كانوا يعيشون حتى في الزمان الواحد..
لأن بعضهم كان سريع الشبع من الطاعة، والآخر كان لا يشبع منها ولو نال الشهادة!!
واخجلة المرء من نفسه ثم من ربّه وهو يرى السابقين من أهل زمانه يلقون اللّه هرولة بينما يمشي أحدنا مشي السلحفاة وهو يمني نفسه بالدرجات العلا من الجنة!!
كم يرسل اللّه لنا الرسائل على هيئة أحداث… فيلتقطها ويتلقفها من فهمها على أنها وكأنها لم ترسل إلا له… بينما آخرون يظلون سادرين في غيهم متجاهلين رسائل اللّه لهم حتى تنتهي الأعمار …و أعمالهم فيها لا تشترى بدرهم أو دينار!!
رحم اللّٰه الشهيد الساجد… وأعاننا على قراءة رسالة اللّه لنا من خلاله.
خالد_حمدي
Forwarded from مشروع المنار الهادي
سلّم على البانِين صرحا أتلَدا
شادوا منارا كي يدُل على الهدى
فبنوا مراقيَ للعلوم مدارجا
لتكونَ للطلابِ نهجًا مُرشدا
▫️معاشر المبتغين بهذا العلم رضوان الله؛ حياكم الله وبيّاكم، ومد سنا آثاركم، وزادكم عزمًا وهمة، هذه أبواب التسجيل قد فتحت وشرعت، فدونكم الرابط:
https://binaamanhaji.com/
تضغطون على: "انضم إلينا" ثم تعبئون بياناتكم.
-
نأمل من كل المتابعين لنا في مشروع المنار الهادي أن يدخلوا هذا البرنامج الموفق إن كانوا يبحثون عن منبر موثوق -والله حسيب أهله-، وأن يحثوا غيرهم على الالتحاق به، فذا موطن من مواطن وأعدوا لهم.
بورك آل البناء وبوركت مساعيهم.
شادوا منارا كي يدُل على الهدى
فبنوا مراقيَ للعلوم مدارجا
لتكونَ للطلابِ نهجًا مُرشدا
▫️معاشر المبتغين بهذا العلم رضوان الله؛ حياكم الله وبيّاكم، ومد سنا آثاركم، وزادكم عزمًا وهمة، هذه أبواب التسجيل قد فتحت وشرعت، فدونكم الرابط:
https://binaamanhaji.com/
تضغطون على: "انضم إلينا" ثم تعبئون بياناتكم.
-
نأمل من كل المتابعين لنا في مشروع المنار الهادي أن يدخلوا هذا البرنامج الموفق إن كانوا يبحثون عن منبر موثوق -والله حسيب أهله-، وأن يحثوا غيرهم على الالتحاق به، فذا موطن من مواطن وأعدوا لهم.
بورك آل البناء وبوركت مساعيهم.