Telegram Web Link
يَخطو على مَهلٍ
كَمَنْ يَبحثُ عن شيءٍ
ما عادَ يُدرِكُ ما يكون..

بسَّام حجَّار.
في قلبي
تركتُ سطر الوداع فارغًا
ومشيت.
أنا واحدٌ يمشي؛ غالبًا،
دون قلب،
أو وداع.
واحدٌ يشبهكَ تمامًا
وأنتَ تجتاز الحياة قلِقًا
وأنتَ تعبر العالم بخفة
لتنجو
أو لتنام مطمئنًا
دون وداع.
ليس القَدَر
بقدر ما هي خطوط رسمناها
لتتقاطع الطرق ونلتقي
غريبين في أغنية.
كفّارة الخُذلان الابتعاد بلا رجعة.
قلت لكِ البارحة :
سأفشل، لم أستطع أن أكتب نصًا كاملًا.
خمس ساعات وأنا أتودد للحرف أن يمنحني شيئًا يبعد عني زحمة الجفاف ولكن دون نتيجة،
تخيلي :أكثر من فكرة تسكن بي
وكل فكرة تظهر في السطور الأولى ولكنها لا تكتمل،
و حين شعرت وأنا اكتب بتشويه للأفكار التي تسكن بي توقفت فورًا.
تعلمين أن الأفكار المقيدة تحتاج ذهنًا صافيًا لتنطلق في مساحات قادرة على أن تحتويها، وأنا لا أملك هذا الذهن، فأنا مشوش تمامًا
لا أشعر أني بحالة استقرار وأسوأ شيء أن يكون هناك تعدد للمراحل في حياتي، فمرحلة تتمرد فيها الحياة ولا تبتسم لي وقتها أقول :
لماذا كل هذا يمر بي ؟
لتأتي مرحلة أخرى تتآخى الحياة فيها مع رغباتي لأصرخ حينها : يا الله كل هذا لي ؟
شيء متعب أن لا يكون هناك طريق واضح نسير من خلاله، هذا التعرج في خطواتنا مهلك، يفقدنا التركيز في كل شيء قادم.
لم أستطع الجلوس في مكان يحتضن فشلي، تركت كل شيء وخرجت، كان المطر يهطل بأناقة تجعله يسرقني من كل شيء، يكفي أن وقت حضوره تكون فيه الأمنيات شهية، وأنا مع المطر لا أريد سوى قبلة بطعم المطر وصوت قريب يقول : هات يدك سنستمتع .
حكايتنا غريبة مع المطر، نصلي لأجل أن يهطل وحين يهطل نختبئ منه ونراقبه بحذر نخاف أن يبلل ملابسنا ونسينا أن الروح تحتاج أن تبللها طهارة المطر، وحين يغادر تخرج لنحتفل ببقايا أثره.
نهرب من الغبار ونهرب من المطر ولا ندري ماذا نريد؟
حضور المطر يلغي الرتابة التي تشعر بها الأرض، لا تستطيع الأرض أن تستمر في تقبل الجفاف، ونحن نحتاج في حياتنا أشياء جديدة، ليس علينا أن نظل في حالة سكون دائم
وهذا ما أحتاجه هذه الأيام، من فترة و الشعور ثابت لا يحركه شيء، أريد أن تهتز الروح بمشاعر ولاء لصديق، لنزوة عابرة، أو حتى كُره لشخص دنيء، لاشيء يؤذينا سوى أن تبقى أيامنا بطعم واحد.
تذكرت صديق لي يقول : أنتظر أن تكون سعادتي نتيجة غلطة تفعلها الحياة، حاولت أن أسير بخطط منظمة للوصول للحد الأدنى من الرضا بكل لحظات حياتي ولكن اكتشفت أن عليّ الانتظار طويلًا حتى أصل لذلك الرضا.
كانت وصيتي له : اعبر بقوة نحو فرحك ولا تتوقف حتى لو كان زادك الذي يوصلك إليه هو الكذب، أحيانًا الصدق لا يمنحك تذكرة ثقة عند الآخرين، وقتها لن يحتفل أحد بصدقك وأنت غارق في حزنك.
جرب نسيان لحظاتك الحزينة الآن،
ارجع للذاكرة وفتش بداخلها، ستجد أشياء كثيرة تسرق انتباهك،
لحظاتنا الجميلة قد تغيب ولكن لا تموت، فخطواتنا في الحياة نحفظها بداخلنا، نثرثر بها حين يأخذنا الحنين لشيء ما في الماضي
تعرفين ..؟
البارحة كنت أفكر لماذا هناك لحظات وتفاصيل لم أعرفها عنك؟
لم أشعر بالضيق، كثيرة هي اللحظات التي نتمنى أن نقبض على تفاصيلها، لنعيش خفايا تلك التفاصيل
ولكن هكذا هي الحياة لا تمنحنا فرصة لنعرف كل شيء، تخبئ أشياء كثيرة لتمنحنا لحظة تفكير، قد تكون ممتعة، وقد تخلق إحساسًا سيئًا ينمو مع كل شيء يمر دون أن نعرف تفاصيله، مازلت أقول : أنك البارعة في إخفاء ملامح فرحك و العنيدة في تغطية حزنك بابتسامة هادئة، مؤمن تمامًا أن ليس هناك أحد باستطاعته أن يدرك تفاصيل الآخر، حتى لو كانت العلاقة بينهما عميقة جدًا، لابد وأن يترك الآخر شيئًا يخفيه عن صاحبه، إما ليجعل لذاته في هذه الحياة تفاصيل لا يعرفها إلا هو، أو ليجعل صاحبه يكتشف تلك التفاصيل الغائبة
ومع هذا أشعر أن الركض خلف تفاصيلك يزيد من الإيمان بك والبحث عن اكتشافك، و في نفس الوقت كل ما اكتشفنا الآخر والأشياء الجميلة به أصبحنا أكثر طمعًا فيه، وبالتأكيد أنا مستمتع بلعبة الحيرة معك .
حين عدت تمنيت لو أن الغرفة تعيد ترتيب نفسها، وتصنع حالة تغيير للمكان، ولكن الأشياء الجامدة لا تشعر برغباتنا، الرغبات التي تنمو بداخلنا بفرح وتموت حين لا تتحقق.
وحدها النوافذ المفتوحة التي تهتز وترفض الجمود، تمارس انتظار الريح لتحرك صمتها 
وقلوبنا الهادئة تنتظر من يمنحها ضجيجًا من الفرح، هذا الاحتياج يخلق بداخلنا صوت مخنوق .
فطعم الفرح الذي يصنعه الآخرون لا يشبه ذلك الذي نصنعه لأنفسنا
الفرح حين يأتي بسببهم يكون أكثر أناقة ودهشة، شيء سهل أن تتقاسم الفرح مع أحد ما،
لكن الصعوبة تكون في قدرتنا على أن يبقى ذلك الفرح كلما اقتربت منه وجعله يزداد أكثر وأكثر.
الفرح الحقيقي هو كيف نجعل الأشياء الجميلة التي بداخل الحياة قريبة منا 
حتى ونحن على بعد خطوة من زمن المغادرة.
لم تكن الغرفة صالحة لكتابة شيء، أو ربما أنا لست صالحًا لأي شيء.
وقتها شعرت أني بحاجة إلى ابتسامة 
بحثت عنها في وجهي ولم أجدها.
حاولت أن أتذكر أي شيء يصنع الضحك، 
لم تهبني الذاكرة سوى ذكريات مؤلمة ونكت سمجه،
عدت مرة أخرى إلى الشارع ربما وجدت من يحرضني على أن أبتسم،
وجدت كل الوجوه متعبة وعابسة، 
رجعت إلى غرفتي وقفت أمام المرآة وضعت أصابعي على خدي قمت بشدهما للأعلى لم يظهر سوى شكل ابتسامه بشعة، 
رسمت على ورقة وجه يبتسم 
لم أكتب شيئًا ونمت.
‏يؤلمني الشك في صِدق الذكريات تخيل أن تعيش أمورًا تؤمن بكل ما فيك أنها الأصدق و الأبقى لكنك و بعد مرور الأيام الموحشة و الغريبة عليك يُصيبك الشك في صدق كل الذي كان عمرًا كاملاً بالنسبة لك.
‏تاريخ طويل لمحاولة الإتزان على أيام تترنح
أنت تموت الآن
تموت بالتقسيط الممل
مثل شجرة وحيدة
يهزمها الظمأ
تقف وحيدًا
مبتسمًا للفأس
تاركًا وراءك
خزائن حسراتٍ هائلة
لن يعثر
عليها الحطاب.
يا رب
‏هكذا فقط
‏تعرفُ حاجتي
‏أنا عبدُك البارع
‏في الصمت.
لم نرسل أية رسائل لأحد
ورغم ذلك
نضيع دائما أعمارنا
في انتظار الرد.
في نهاية اليوم تستوعب أن الأيام المشحونة بالإنشغال تحفظك من خطيئة الإكتراث لتوافه الأمور.
حبيبي الله .. وأنت تعلم
أهدرت الكثير من قواي والكثير من عمري في مواجهة الحياة البائسة، كنت أنهض في كل مرةٍ أسقط فيها،
كنت طائشًا وحسب أعتقدت أن الانتصار يكمن في توجيه اللكمة القاضية في وجه الحياة .. لا بمداراتها مثلما كانت تقول أمي .
حبيبي الله صدري ممتلئ بالكثير من الفوضى لستُ بقادرِ على ترتيبه، وجسدي المتعب ممتلئ بغبار الذكرى لا أستطيع نفضه،
وأني أخاف من النهوض مجددًا في وجهي بعض ملامح أريد الحفاظ على وقارها ..
مدني بالقوة يالله .. وأنت ارحم الراحمين.
قد يُشعرك بالألفة المكان الذي
تضحك فيه بسهولة ، لكنه ليس
بيتك ما لم يتسع لحزنك أيضًا.
تفكر حين يلي نهارك ليل ثقيل
‏ماذا تفعلُ -وحيدًا-
‏بالسكينةِ التي تتقاسمها،
‏أنت والطاولةُ والجدران.

‏-بسام حجار.
ما أدونه ليس شعرًا
إنني أدون فقدي مع أول محاولة عودة
وأترك الشعر لأهله
فأنا لا أهل لي
إلا الذين حبسوا غربتي وأُشْرِبوا دمي
ماء الانتظار.
أشبه ماضي رجل
حيلته في الحياة كحيلتي،
لم أمُتْ
منذُ صِرتُ
أفضل وسيلة في يدي، أعيش بها فارًا
من نفسي كثيرًا،
أشبه رجلًا أسكنته الشجاعةُ
قبوَ الهزيمة،
يشبهني في ديدن الحُزن ومُتشدِق بعُرفِ القبيلة،
أفرُّ من يديّ كي أحرُسَ ليل المتعبين
أحملُ في فمي صُراخَ نَبي
تفردت به أفعال العصاة لكنه لم يمل
وعلى عنقي
التفاتة معطلة لصوفي
مدَ بناظريهِ لجُنُحِ الليل ودَهَنَ
ظهور العائدين من الشتات بنور الفجيعة.
أُريقُ دمي
لوجه صبحٍ
له أنفاسٌ لا تُظمِئ وجوم يدي،ْ
أنا ابن أبي
وحفيد حصير جدي المُقفىٰ
بِغلالِ
دكة مديدة،
أنا منفىٰ أناقة كاذبة
وأصابعي مصابة بطين المجازات
والكنية،
على مفرق رأسي مشت جحافل أسنان مشطي
وفي نهدتي
ربت تكسرات دمي.
لستُ دفئًا لأحد
أُريد أن أكون على منصة الأهل
أقول:
كنتُ باردًا حين حاولتم دلق انتظاركم
داخل حوض الحنين،
أقول:
كنتُ باردًا وندفات شوقي لا زالت متجمدة مثل قوالب ثلج شققتُ بها مرايا ليلكم
وهيأتُ للفجر وجوهكم الكالحة
وقصيدة تكفلها أصابعي كماشطة لأحزان قلوبكم.
أُفكر بالذين ماتت أمهاتهم وهم رُضع،
هل أصل وقد تحررت دموعهم من قيد المناغاة وضمة الرضاعة؟
أُفكر بي يومَ
(كنتُ حشودًا حزينة وأنا أقسو على نفسي
أمارس لعبة الشتات
ثم أخبئ
البلاد كلها في قُمْقُمِ الحربِ
وأنسىٰ بعدها أي مدينةٍ أضحت آمنة
ولم أنْسَ
أن الفرح الذي كان من المُفترض أن أعيشه
عبارة عن غريزة
روحي في النجاة
وفي احتفائها بي
وأنا أدفن بيديّ كل المدن التي قتلتها الحرب)*.
تركتُ الجميع
وأنا أعلم أنّ ثمة عيونًا تراقبني كلما أهال الحنين
ترابه فوقي،
تحاول الإمساك بي،
أن تصطادني وأنا أعْشَىٰ، أرُكُضُ بقلبٍ مُصاب بالصداع منذ صِرتُ أمشي من دون رأس،
ثمة عيون
كأنها مسدس حزن بيد العودة
وكلّما صوبتها نحوي وضغطت على الزناد أُصاب بالبكاء وأُبلل الطرق بالدمع.
كنتُ أظن أنّ العائدين مثلي
لا وجوه لهم حين يرممونها أمام مرايا العتمة المختبئة في قعرهم،
أنا الذي ركض في الفراغ يوم كان قاعي مزدحمًا
بالمنتظرين.
أفزع من يديَّ
كطفل جرتهُ صرخة المناغاة الصاخبة
إلى البكاء،
أغرس في دروب الركض
أضداد ماء
ربّا في دلو حيرتي
ثم تلوك أسناني
هشهشته المتثلجة كخلاط قديم لعجوز لم يمتنع عن مضغ القات.
أصيبُ الوقت بالعودة مبتلًا
كقارعة ضنكىٰ
من البكائين في الظُّلمات الغفيرة
فتناديني أحراش الطرق:
يا تارك الفرح
لا تتعمد الصعود على ظهر الحزن وحيدًا،
دع كل شيء يعود معك،
قصص قلبك الدفينة
وذكريات الأصدقاء ووسادتك
المبالغ قطنها في امتصاص زيت رأسك ولا يمتص نسغ الأرق جعلك مكتظًا بعودة باردة.
أتساءل:
من يُحيي ظلي؟،
لقد تفلت عني ولم يعد صاحبي في السفر،
وجدار صيفي
الذي أحيته غيمة ماطرة
كيف صار آيلًا للسقوط؟،
وحين شربتُ العطش
تركتُ فمي يلوك الماء بحذرٍ حتىّ لا تنزف
بئري المعطلة
وكي تتنزل ساعة الوصول
على دربي الشارد والخائب، أنا للآن لستُ خائب رجاء.
أدفن أسفل عودتي شعرًا لا يُطاق
وفي درك نفسي قوافٍ مخبوءة
وعلى بابي
مقابض ظنوني بما أدونه
أتساءل:
هل من ظن بالشعر والعودة أغضب الوصول؟
هل هكذا تتلقى روحي هزائم نفسي؟
واسأل أعمى المدينة:
ماذا لو أن الرضا عني لم يكن مبصرًا؟
فيرد:
كل عائد بصيرٌ بنفسه، تحصي الطريق خطواته
وقدماه عكاز قصيدته.
مشغولٌ جدًا
عينايَ تحاولُ إقناعَ الضوءِ
بأنْ يرجعَ -قبلَ غروبِ الشمسِ- من الشارع،
روحي ساجدةٌ في الملكوتِ،
وذهني منشغِلٌ بكتابٍ عن "أدبِ الحرب" يريدُ قراءتَهُ
والحربُ بلا أدبٍ تُزعجُني
منذُ النشأةِ لم تقرأ بيتًا إلا هدَّتْهُ على رأسِ ذويهِ،
يدايَ ترقَّعُ "ثقبَ الأوزونِ"
فمي -أمممم.. أتذكرُ كانَ معي
و "بروجِ البنتِ المجنونةِ" - ذاتَ لقاءٍ- ضاعَ،
وقلبي هذا القلبُ الوغدُ
وكم حذَّرتُكِ من أحزانِهْ
كلَّ صباحٍ أستيقظُ وهوَ بغيرِ مكانِهْ ..

بجواري "أحمدُ" لا أقصدُني
أحمدُ هذا صاحبيَ الثرثارُ سيثقبُ أذني
بحديثٍ كرَّرهُ سبعينَ مقيلًا،
عن تجربةِ الحبِّ الفاشلِ "عبرَ الواتسِ"
وكيف انكسرَ ولم يلتقيا بعدُ
صديقي -حتى اللحظةِ- لو دخلَ النَّتَ يحسُّ بمنفى،
يطلبُ منّي الآنَ علاجًا كي ينساها
أو يتخطى؛
ولكنَّي مشغولٌ جداً لا أدري ماذا قال !.

في صنعاءَ الملعونةِ هذي
وحدي ألعنُ تاريخي للجدَّ السابعِ،
بعد مكالمةٍ كانَ أبي يلعننُي فيها
مُكتئبًا - من سنتينِ-
وراتبُهُ يذهبُ دعماً للأعجابِ بمنشوراتِ "أبي سُفيان"
ومجهوداً في "حربِ الردَّة"،
لا أهتمُّ ليذهبْ هذا الكونُ لقَعرِ جهنَّم
ما يشغلُني أكبرُ من هذا الآن!
تشغلُني الأخطاءُ الإملائيَّةُ في تقريرِ "الأُممِ المُتحدة"،
ولماذا سوفَ يُجرجرُني من شَعرِ اسمي
حتى في اللعنِ أبي لم يلعنَّي يوماً باللغةِ الفُصحى .

النَّاسُ تُفكّرُ بالخبزِ لأنفُسِها،
هذا الشاعرُ مشغولٌ جداً
من أينَ يوفّرُ كسرةَ حرفٍ أو بيتًا غزليًّا
-بعدَ الثانيَ عشرةَ ليلاً- ليتامى الحبّ،
وكم يحتاجُ من الكلماتِ ليُسكتَ هذي الحرب!
وكيفَ سيبعثُ للقراءِ قصيدتَهُ
وهو ينامُ وهاتفُهُ من دونِ رصيد .


أحمد النجار.
في آخر النفق
عظام الذين صدقوا مثلك
أن ثمة ضوء
و فرصة للعبور..

زينب عبدالله
أنت لا تدرك معنى أن تتحوّل ردود فعل المرء تجاه ذات الأمر
‏من ثورة إلى هزّة رأس.
لا تَعُد فإن خلف الباب أحزان كُثُر ..
2025/02/22 15:33:45
Back to Top
HTML Embed Code: