(حقيقةٌ وسراب) ...

تأتين هاربةً من العدم
تجرّين خلفكِ سلسلةً من الذكريات،
محمّلةً بوعودٍ مشنوقة،
تَعبرينَ جسرَ الغياب وصولًا إلى رأسي،
و كـ أي عاشقٍ ساذجٍ .. أستقبلك.
أرمي كذبات نسيانكِ
التي لطالما عشتُ في وهمها،
و آتيكِ محتضنًا.
***
تظهر الذكريات من خلف طيفكِ خِلسةً،
يتعرى فيها وجه حبكِ الكاذب،
وعودكِ المُدنّسة بالزيف،
وكذبك المغطى بغلاف البراءة.
ثم يظهر منها الحب مشوّهًا
تمامًا كـ صورتك التي رُسِمَتْ بـ ألوانِ الخيبة.
***
الملاك الحزين تلاشى كسرابِ وهمٍ في الخيال
لم يبقَ سوى الحقيقة ..
أُسَخّرُ ما تبقّى من الخيال
لـ أرميكِ في هامشِ العمر،
و كـ قصةٍ وهميّة
تُحكى وتُنثر في فراغِ الذاكرة ..
أنساك.

أحمد القدسي.

‏لقد تورّطنا في تعاقب الأيام، وما مِن شيء يكبر فينا أكثر من الوحدة، والسراب.

🤍🤍.

أحاولُ أن أحلَّ الكون كمعادلةٍ رياضية
وكطالبٍ في الإعدادية استخدم (طريقة الحذف)
احذف منه الكثير من المتغيرات
استخرج منه عاملا مشتركا
اقسمه عليه
اضربه في معامل جديد
ولكن مجموعة الحل (فاي)..
أغيرُ الطريقةَ
أستخدم التعويض
أعوض الحب بالموسيقى
والأرقام بالقصائد
وعلامة الضرب أحيلها جمعا
ثم أفشل رغم كل هذا
فأصرخ من مؤخرة الصف:
فاي يا أستاذ
مجموعة الحل فاي
فيصرخ غاضبا:
"يدك يا حمار"
يضربني ويطردني من الحصة...

زنداني.

لم يعد بوسع الحياة أن تمنحك لحظة واحدة تجدد فيك شعور الدهشة والغرابة.
لا شيء سوى أنك وحيد ومنسي وغارق في رتابة الوقت وإعتيادية الأيام

ومشى الخوف بي ومشيتُ به حافياً ، محمود درويش.

ينتابني بدون أن أعرف لماذا، غمٌّ طارئ
ضبابٌ من مشاعر حزينة
يلمع تحت شمس هواجسي المتجددة
مثل النافذة الأولى التي يطرقها الصباح
ويلفّني كذكرى شخصٍ آخر
كان جزءًا منّي في الخفاء!

- بيسوا

‏أمّي صِراطٌ مستقيم
وكلّ الّذين أنعمتَ عليهم يا ربُّ أنا.

عدنان الدعدوش.

الثانية والنصف سجائراً بعد منتصف الليل،
لاشيءَ هُنا لم يَحترق
حَشوتُ العالمَ كُله في ورقةِ تبغٍ ،
أشعلتها ثُم سحبتهُ دُفعة واحدةً إلى صدري
الآن.. اواصل السُعال بلغاتٍ لا أفهمها ،
مُحاولاً اعادة الدول إلى الخريطة .

- عبدالله الاحيمر.

أكاد أعانق عينيكِ شوقًا
وأنتِ أمامي..
وبيني وبينكِ، دربٌ طويل
وخلف المسافات.. جرحٌ عميق.

فاروق جويدة.

هكذا ومثل كل مرّة
أخطُّكِ صليبًا
أعلق بأكتافه أيامي المشنوقة!

علي محمود خضير.

رسالة عابر ..

تضيعُ كثيرا إذا كنت تجهل دربك
في هذه الفترة الغائمة
و تقتلُ حلمك في الطرقات التي أرهقت عابريها
وغاصت بهم في المتاه الطويل
و ينداحُ حزنكَ كالمزنِ من ثغر غيمٍ كريم
و تنسى كثيرا بأنك جئت لتحيا
و ليس لكي تأكلَ الموت في كلِ قطعةِ خبزٍ و في كل شربةِ ماء
فهذا زمانك
لا شئ فيه سواك
تموتُ
و تحيا
و تبكي
و تضحك
و حدك لا شئ فيه سواك..
فإنْ شئتَ فاذهب إلى الموتِ
أو مُتْ كثيرا لتحيا
فقد أخبرتني الحقيقةُ
أنَّ الحياةَ من الموتِ تأتي
فمُت جيداً كي تكون بحجم الحياة


زنداني.

هذا ماتريدينه ..
أن أنتظر خلودك إلى السرير
لأتسلل بعدها إلى مطبخ أحلامك وأشرع بأعداد طبقك المفضل من الأكاذيب والتبريرات التي تلائم حميتك..
هذا ماتريدنه
أن أمسك سكيناً وأبدأ بتقطيع غضبي لشرائح صغيرة يسهل عليك فهمها ،
أن أعصر لك مشروباً ينعش مخاوفك ،
أقشر قلبي وأضعه في العصّارة مع ليمونتين حامضتين،
الليمون مهدئ مثالي لمن يفقدون ثقتهم سريعاً..
هذا ماتريدينه
أن أكسر رأسي على حافة مقلاتك
ليسيل منها صفار قصائدي وبياض حزني
هذا
ماتريدينه
بالضبط :
أن تستيقظي عند الظهيرة
فتجدي إلى جانبك في السرير
إفطاراً بارداً
و رجل تفوح منه رائحة احتراقه .

قيس عبد المغني.

‏يصل المرء لمرحلة يرفض فيها التّبرير، ومن شدّة تعبه يستريح في خطيئةٍ ليست له.

غرباء عُدنا وأصبحنا كأنّا لم نكن في الأمس شيئًا واحدًا يتكئ على بعضه،
قطعنا السنين سُكارى بخمرِ الحب المزيّن بكلماتٍ مزخرفةٍ و بضع نجماتٍ تضيئ لنا الطريق،
تَخرجُ الضحكاتُ من أفواهِنا فَرِحة وقلوبنا ترقصُ خَجلى، ونتبادل الأغاني والقُبلات.
سِرنا معًا،
حتى أفقنا وداهمتنا الصّحوة
وأصبحنا ندفعُ ضريبةَ سكرتنا كلّ ليلة بالدمع والغربة،
نسينا ليالي القرب وحطمنا قارب الأحلام
هدمنا البيت الخشبي وأحرقنا المزرعة،
دفنّا الأغاني ومزّقنا الكُتب،
و كلّ ما بَقيَ هو إشعارٌ قديم
و آخر ظهور منذُ زمنٍ بعيد ..


أحمد القدسي.

ثم في النهاية توقفنا فحسب
‏توقفنا عن الكلام
‏عن المحاولة
‏عن الاهتمام
‏الأمر الوحيد الذي لم نتوقف عنه هو
‏منع أحدنا الآخر من الرحيل.

سامانثا كينج.