Telegram Web Link
500 شهيد على الاقل جراء قصف مستشفى المعمداني في غزة. اللهم العن الصهاينة. اللهم العن الصهاينة. اللهم العن الصهاينة
Forwarded from ناصيتي بيدك
قاطعوا بودكاست فنجان ومنصة ثمانية على اليوتيوب وكل المواقع، قواموا بإلغاء كل الإشتراكات والإعجابات على كل الفيديوهات الخاصة بهم، هذا أقل القليل نصرة لنبيِّكم صلى الله عليه وسلم.
مثل هذه التصريحات صارت وسيلة لتشويق الناس لسماع المادة، فلا بد من طرح شيء مثير للجدل.

وقبَّح الله هذه الشهوة الخبيثة، مما لا يشك به أحد أن الرسوم المسيئة لو كانت موجهة لشخصية الملك أو ولي العهد فلن ينشرها، بل لو كانت الرسوم تسيء لامرأة مشهورة أو مغمورة لما قال هذا الكلام.

ولعن الله المهنية التي تكون فوق العقيدة.

قال الله تعالى: {وقد نَزَّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفَر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا} [النساء]

فما بالك بالسعي في نشر هذا الاستهزاء والإساءة وإيصاله لقوم ما بلغهم إياه.

وقال الخلال في السنة: "227- أخبرنا محمد بن علي، قال: ثنا صالح بن أحمد بن حنبل، أنه سأل أباه عن هذه الأشعار التي في كتاب المغازي، كتاب محمد بن إسحاق فيها أشعار تنقص للنبي ﷺ، مما قال له الكفار، في القصيدة البيت والبيتين، وأقل وأكثر، قال: «تمحى أشد المحو»".

أقول: علمًا أن قول المشركين في النبي ﷺ معروف مذكور في القرآن، إذ قالوا عنه شاعر ومجنون وساحر، ولكن أحمد راعى أن الأبيات الشعرية قالب حسن محبب إلى النفوس، وقد يحفظه المرء، فشدَّد في الأمر حتى لا تتعود النفس مرور مثل هذا عليها، وتتقبله فيذهب دينها.

وأمر الرسوم أشد من الشعر لو تأملت.

وقد كان من شأن ابن أبيرق المنافق أنه كان يقول شعرًا في سب الصحابة ثم ينسبه للمشركين ويُكثر من ذلك، وذلك لخبث نفسه وما يجد على الصحابة، فالتشبه به باسم المهنية يجعل المرء في محل تهمة.

وقد قال الله تعالى: {وبكفرِهِم وقولِهم على مريمَ بهتانًا عظيمًا} [النساء]

فما ذكر ألفاظهم الفاحشة وإنما أشار إشارةً يُعلَم بها المقال.

قال ابن المبارك في الزهد: "677- أخبرنا سفيان، عن سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: جاء رجل فقال: إن فلانا -أو قال: رجلا- قال لأمي: كذا وكذا، فسكت عنه، ثم قال الرجل: إنه قال لأمي: كذا وكذا، فقال عبد الله: وأنت قد قلته مرتين".

فكأنَّ ابن مسعود كره منه التكلم بالفحش في حق أمه مرتين وإن كان حاكيًا، ونشرُ الصور بمنزلة إعادة الكلام الفاحش تفصيليًّا.
‏قيل للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:

في زمن الفتنة:

ألم تر كيف انتصر الباطل على الحق؟؟
فقال أحمد:

كلا، مادامت القلوب ثابتةً فالحق هو المنتصر.

[المدخل٣٠٠/١]
قال التابعي الكبير الحارث بن قيس :

إذا هممت بخير ،

فعجّلهُ

وإذا أتاك الشيطان(في الصلاة)

فقال أنت ترائي

فزدها طولاً

[مصنف ابن أبي شيبة٨٤٤٣]
قال التابعي حسان بن عطية :

إِنَّ الرَّجُلَيْنِ لَيَكُونَانِ فِي صَلاَةٍ وَاحِدَةٍ

وَإِنَّ بَيْنَهُمَا مِنَ الْفَضْلِ ، لَكَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ

ثُمَّ فَسَّرَ ذَلِكَ

أَنَّ أَحَدَهُمَا يَكُونُ مُقْبِلاً عَلَى اللهِ بِقَلْبِهِ

وَالآخَرَ سَاهٍ غَافِلٌ.

[ الزهد لابن المبارك 96 ]
ما حكم من لايصلي ثم يقول: إن اللهَ غفورٌ رحيم؟

‏- فليعلم أنه كافر، والله غفورٌ رحيمٌ
‏للمسلمين، وليسَ للكافرين.

‏شرح كتاب التوحيد للإمام ابن باز صـ(٣٧٥)
هل نشفق عليه أم نغبطه إذ نفعه إيمانه؟

مشهد الرجل الذي يحتضن ابنته ويودِّعها بعد أن فارقت الحياة بفعل القصف الإجرامي المدعوم دولياً من دول أكثرت التشدق بحقوق الإنسان.

هذا المشهد شرق وغرب، نظر إليه أناس نظرة شفقة وآخرون نظرة إجلال، وآخرون تداخلت عندهم المشاعر.

وأما أنا فحمدت الله على نعمة الإيمان والسنة وغبطته شيئاً ما.

فقد ورد في السنة أخبار في فضل من فقد ولداً قبل أن يبلغ الحنث، وأخبار في فضل الشهيد، وأخبار في فضل الصبر على فقد الولد مطلقاً، وأخبار في فضل من عال بنتاً، فكيف بفضل من صبر على فقدها وقد رآها تقضي أمامه.

وهذا الرجل اجتمع له كل هذا، فنسأل الله عز وجل أن يثيبه ثواب كل هذا.

قال مسلم في صحيحه 6734- [106-2608]: "حدثنا قتيبة بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة، واللفظ لقتيبة، قالا: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تعدون الرقوب فيكم؟ قال قلنا: الذي لا يولد له، قال: ليس ذاك بالرقوب ولكنه الرجل الذي لم يقدم من ولده شيئا قال: فما تعدون الصرعة فيكم؟ قال قلنا: الذي لا يصرعه الرجال، قال: ليس بذلك، ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب".

قول النبي ﷺ: «ولكنه الرجل الذي لم يُقدِّم من ولده شيئاً»، يعني يسبقونه بالموت فيصبر على ذلك ويحتسبهم.

وقال مسلم في صحيحه 6794- [154-2635]: "حدثنا سويد بن سعيد، ومحمد بن عبد الأعلى، وتقاربا في اللفظ، قالا: حدثنا المعتمر، عن أبيه، عن أبي السليل، عن أبي حسان، قال: قلت لأبي هريرة: إنه قد مات لي ابنان، فما أنت محدثي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث تطيب به أنفسنا عن موتانا؟ قال: قال: نعم، صغارهم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه، أو قال أبويه، فيأخذ بثوبه، أو قال بيده، كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا، فلا يتناهى، أو قال فلا ينتهي، حتى يدخله الله وأباه الجنة".

وقال النسائي في سننه [2088]: "أخبرنا هارون بن زيد وهو ابن أبي الزرقاء، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا خالد بن ميسرة، قال: سمعت معاوية بن قرة، عن أبيه، قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس يجلس إليه نفر من أصحابه، وفيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره، فيقعده بين يديه، فهلك فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة لذكر ابنه، فحزن عليه، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «مالي لا أرى فلانا؟» قالوا: يا رسول الله، بنيه الذي رأيته هلك، فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن بنيه، فأخبره أنه هلك، فعزاه عليه، ثم قال: «يا فلان، أيما كان أحب إليك أن تمتع به عمرك، أو لا تأتي غدا إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك»، قال: يا نبي الله، بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لي لهو أحب إلي، قال: «فذاك لك»".

وهذا الحديث يدل على أن العدد لا مفهوم له في حديث أبي هريرة، يعني أن الفضل ثابت حتى بموت الواحد، ولكن مَن تكرر له الأمر فإن فضله آكد.

وهذا فيمن مات حتف أنفه فكيف بمن مات بقصف عدو كافر، وذلك حال شهادة فالشهادة ليست مختصة بالمعركة.

قال البخاري في صحيحه [1890]: "حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر رضي الله عنه قال: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم".

وقد استجيب دعاء عمر بإجماع إذ قتله أبو لؤلؤة المجوسي وهو يصلي، ولم يكن ذلك في أرض المعركة.

وقد ورد في خبر أبي الدرداء عند أبي داود: أن الشهيد يشفع لسبعين من أهله، وليس هذا مستغرباً في فضل الله عز وجل فقد قال تعالى: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء}، فهذا يدل على أن القرابة قد تنفع مع تحقُّق الإيمان والعمل في القريبين.
Forwarded from د.ليلى حمدان
أصلُ كلِّ إضاعةٍ: إضاعةُ القلبِ وإضاعةُ الوقتِ؛ فإضاعةُ القلبِ مِن إيثارِ الدُّنيا على الآخرةِ، وإضاعةُ الوقتِ مِن طولِ الأمَلِ.

[الفوائد (ص 162)]
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ أما بعد، فهذه قناة عظيمة النفع كثيرة الجمع لكتب القرون الأول فيها من العلوم الكثير ومن الفوائد الشيء الجليل أخذنا فكرة عملها من صوتية السواد الأعظم المنسي لشيخنا الجليل أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي والتزمنا فيها شرطه من عدم ذكر كتب الجهمية وأهل الرأي وإن كنا أتينا بمن عنده خفيف تشيع
مع عدم ذكر من ظهر بعد ظهور الأشعري وقيام مذهبه هذا وإن القناة من كثرة ما فيها من تصانيف جعلنا لها فهارس عدة
وهي :

١- فهرس الشخصيات

٢- فهرس كتب الاعتقاد

٣- فهرس كتب التفسير

٤- فهرس كتب علوم القرآن

٥- فهرس كتب الحديث الكبيرة

٦- فهرس كتب الحديث الصغيرة

٧- فهرس كتب علوم الحديث والسؤالات والعلل

٨- فهرس كتب الفقه الكبرى والصغرى وأصول الفقه

٩- فهرس كتب الزهد والرقائق والأدب والمواعظ والتذكير بالآخرة

١٠- فهرس لكتب ابن أبي الدنيا

١١- فهرس لكتب السيرة والشمائل والمناقب والفضائل

١٢- فهرس لكتب التاريخ والأنساب

١٣- فهرس لكتب التراجم والطبقات

١٤- فهرس لكتب الأدب والبلاغة

١٥- فهرس لكتب اللغة والنحو والغريب والمعاجم

١٦- فهرس لكتب السياسة والقضاء وعلوم أخرى

هذا ونسأل الله التوفيق والإخلاص في القول والعمل وأن تكون نافعة لنا ولسائر المسلمين
صحيح أنهم أحرص الناس على حياة،
لكنهم يحبون تقتيل الناس..

ومن عجيب ما قرأت من تدبرات، أن من فرط اقتران اسم هؤلاء بالقتل، فإنه عندما أخبرنا الوحي بقتل ابن آدم آخاه ، ولم يكن هناك بنو إسرائيل، قال رب العزة بعدها مباشرة ((( مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا)))
سبحان الله..

ومن أجل ذلك أقول لك لا تعول كثيرا على أن يتوقف القوم ، فوكأني بهم قد فتحت شهيتهم لقتل الناس جميعا، خاصة بعد أن رأوا رأي العين أنا هاهنا قاعدون، نتكلم عن انتصاراتنا وجثث إخواننا تحللت ولم تجد من يكرمها بدفن..
الخالة
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الشعوب الإسلامية على قلب واحد ومن يتصدرون ما هم الا حثالة من العلمانيين والوطنجيين والمداخلة المدعومين من الحكومات المتصهينة
قال الله تعالى: ﴿لِكَيلا تَأسَوا عَلى ما فاتَكُم وَلا تَفرَحوا بِما آتاكُم وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُختالٍ فَخورٍ﴾ [الحديد: ٢٣]

وأخبر الله عبادَه بذلك لأجل أن تتقرَّرَ هذه القاعدة عندهم، ويبنوا عليها ما أصابهم من الخير والشرِّ؛ فلا يأسَوْا، ويحزنوا على ما فاتهم، مما طَمِحَتْ له أنفسُهم وتشوَّفوا إليه؛ لعلمِهِم أنَّ ذلك مكتوبٌ في اللوح المحفوظ، لا بدَّ من نفوذه ووقوعه؛ فلا سبيل إلى دفعِهِ، ولا يفرحوا بما آتاهم الله فرحَ بَطَرٍ وأشَرٍ؛ لعلمهم أنَّهم ما أدركوه بحولهم وقوَّتهم، وإنَّما أدركوه بفضل الله ومنِّه، فيشتغلوا بشكر مَنْ أولى النِّعم ودفع النِّقم، ولهذا قال: ﴿واللهُ لا يحبُّ كلَّ مختالٍ فخورٍ﴾؛ أي: متكبِّر فظٍّ غليظٍ معجبٍ بنفسه فخورٍ بنعم الله ينسبها إلى نفسه وتُطغيه وتُلهيه؛ كما قال تعالى: ﴿وإذا أذَقْناه رحمةً منَّا قال إنَّما أوتيتُهُ على علم بَلْ هي فتنةٌ﴾.

- تفسير السعدي
من آثار "العلمنة" في النظر للأسرة؛ تعامل كثير من الزوجات، والأزواج أيضًا، بنفسية المُضحي .. الغريب أن هذا في الغالب ما يكون مبنيًا على خيالات وأحلام موهومة؛ بمنطق “لو كنت… لكان… لكني تركت هذا كله لأجل الزواج”، كأن الأسرة “مقبرة” دفنا فيها آمالنا العريضة!

هذه النفسية وهذا المنطق ناتج عن تمحور الإنسان حول ذاته وآماله وأحلامه.. وغياب فكرة الاستخلاف وحقيقة وجود الإنسان على الأرض، وضمور الغاية من وجوده وهي توحيد الله عز وجل وتعبيد الناس لرب العالمين.. فَقد البوصلة باختصار.

فيتصور المتوهم؛ أن الأسرة والإنجاب والذرية والتربية كلها أمور رغم أهميتها؛ لا توازي في قيمتها قيمة الشهادة العالية، أو المهنة العظيمة، أو الشهرة الكبيرة أو السفر والهجرة.. فترك ذلك كله لأجل الأسرة؛ “تضحية” تستحق التقدير والتعظيم ويُنتظر تثمينها!

مع أن الأصل عكس ذلك، فأعظم نعمة يمتن الله بها على الإنسان وتستلزم شكره عز وجل؛ بعد الإسلام هي الزواج!
تأمل كيف ختم تعالى قوله: "ومن آياته أن خلقَ لكم من أنفسكُم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة" بقوله: "إن في ذلك لآياتٍ لقوم يتفكرون".. قال المفسرون؛ من أجل ما في نظام الزواج من نِعم ودلائل تستلزم التوحيد لكن لا يُدركها إلا من تفكر وتدبر..

ومنه تُدرك لمَ كان الصحابة يُكثرون من الزواج والإنجاب، حتى أنك تجد صحابيًا واحدًا مثل أنس بن مالك رضي الله عنه له أكثر من مائة ولد، وصحابية واحدة مثل عاتكة بنت زيد رضي الله عنها تزوجت أربعة من كبار الصحابة، كلما مات أحدهم تزوجها آخر، وفي الجملة لا تكاد تجد صحابيًا واحدًا إلا وله أكثر من زوجة وزوجتين..

أحد أعظم معاني الشريعة وانعكاسات الدين في النفوس؛ “الاستخلاف”، وإذا كانت “ذات الإنسان” هي الفكرة المركزية في العلمانية، وغايتها إشباع اللذة؛ فإن "الطاعة" هي الفكرة المركزية في الشريعة وغايتها تحقيق الاستخلاف والعبودية والتوحيد.

شِرعة
﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَشۡتَرِی لَهۡوَ ٱلۡحَدِیثِ لِیُضِلَّ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ بِغَیۡرِ عِلۡمࣲ وَیَتَّخِذَهَا هُزُوًاۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عَذَابࣱ مُّهِینࣱ﴾ [لقمان ٦]

ولَمّا كانَ فَطْمُ النَّفْسِ عَنِ الشَّهَواتِ. أعْظَمَ هُدًى قائِدٍ إلى حُصُولِ المُراداتِ، وكانَ اتِّباعُها الشَّهَواتِ أعْظَمَ قاطِعٍ عَنِ الكَمالاتِ، وكانَ في خِتامِ الرُّومِ أنَّ مَن وقَفَ مَعَ المَوْهُوماتِ عَنْ طَلَبِ المَعْلُوماتِ مَطْبُوعٌ عَلى قَلْبِهِ، وكانَ ما دَعا إلَيْهِ الكِتابُ هو الحِكْمَةَ الَّتِي نَتِيجَتُها الفَوْزُ، وما دَعا إلَيْهِ اللَّهْوُ هو السَّفَهُ المُضادُّ لِلْحِكْمَةِ، بِوَضْعِ الأشْياءِ في غَيْرِ مَواضِعِها، المُثْمِرُ لِلْعَطَبِ، قالَ تَعالى مُعَجِّبًا مِمَّنْ يَتْرُكُ الجِدَّ إلى اللَّهْوِ، ويَعْدِلُ عَنْ جَوْهَرِ العِلْمِ إلى صِدْقِ السَّهْوِ، عاطِفًا عَلى ما تَقْدِيرُهُ: فَمِنَ النّاسِ مَن يَتَحَلّى بِهَذا الحالِ فَيَرْقى إلى حَلَبَةِ أهْلِ الكَمالِ: ﴿ومِنَ﴾ ويُمْكِنُ أنْ يَكُونَ حالًا مِن فاعِلِ الإشارَةِ. أيْ أُشِيرُ إلى آياتِ الكِتابِ الحَكِيمِ حالَ كَوْنِهِ هُدًى لِمَن ذَكَرَ والحالُ أنَّ مِن ﴿النّاسِ﴾ الَّذِينَ هم في أدْنى رُتْبَةِ الإحْساسِ، لَمْ يَصِلُوا إلى رُتْبَةِ أهْلِ الإيمانِ، فَضْلًا عَنْ مَقامِ أُولِي الإحْسانِ.

ولَمّا كانَ التَّقْدِيرُ: مَن يَسِيرُ بِغَيْرِ هَذا السَّيْرِ، فَيَقْطَعُ نَفْسَهُ عَنْ كُلِّ خَيْرٍ، عَبَّرَ عَنْهُ بِقَوْلِهِ: ﴿مَن يَشْتَرِي﴾ [أيْ] غَيْرَ مُهْتَدٍ بِالكِتابِ ولا مَرْحُومٍ بِهِ ﴿لَهْوَ الحَدِيثِ﴾ أيْ ما يُلْهِي مِنَ الأشْياءِ المُتَجَدِّدَةِ الَّتِي تَسْتَلِذُّ فَيَقْطَعُ بِها الزَّمانَ مِنَ الغَناءِ والمُضْحِكاتِ وكُلِّ شَيْءٍ لا اعْتِبارَ فِيهِ، فَيُوصِلُ النَّفْسَ بِما أوْصَلَها إلَيْهِ مِنَ اللَّذَّةِ إلى مُجَرَّدِ الطَّبْعِ البَهِيمِيِّ فَيَدْعُوها إلى العَبَثِ مِنَ اللَّعِبِ كالرَّقْصِ ونَحْوِهِ مُجْتَهِدًا في ذَلِكَ مُعْمِلًا الخَيْلَ في تَحْصِيلِهِ بِاشْتِراءِ سَبَبِهِ، مُعْرِضًا عَنِ اقْتِناصِ العُلُومِ وتَهْذِيبِ النَّفْسِ بِها عَنِ الهُمُومِ والغُمُومِ، فَيَنْزِلُ إلى أسْفَلِ سافِلِينَ كَما عَلا الَّذِي قَبْلَهُ بِالحِكْمَةِ إلى أعْلى عِلِّيِّينَ - قالَ ابْنُ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: نَزَلَتْ في رَجُلٍ اشْتَرى جارِيَةً تُغَنِّيهِ لَيْلًا ونَهارًا، وقالَ مُجاهِدٌ: في شِرى القِيانِ والمُغَنِّينَ والمُغَنَّياتِ، وقالَ ابْنُ مَسْعُودٍ اللَّهْوُ الغِناءُ، وكَذا قالَ ابْنُ عَبّاسٍ وغَيْرُهُ.

ولَمّا كانَ مِنَ المَعْلُومِ أنَّ عاقِبَةَ هَذِهِ المَلاهِي الضَّلالُ، بِانْهِماكِ النَّفْسِ في ذَلِكَ، لِما طُبِعَتْ عَلَيْهِ مِنَ الشَّهْوَةِ لِمُطْلَقِ البِطالَةِ، فَكَيْفَ مَعَ ما يُثِيرُ ذَلِكَ ويَدْعُو إلَيْهِ مِنَ اللَّذاذَةِ، فَتَصِيرُ أسِيرَةَ الغَفْلَةِ عَنِ الذِّكْرِ، وقَبِيلَةَ الإعْراضِ عَنِ الفِكْرِ، وكانَ المُخاطَبُ بِهَذا الكِتابِ قَوْمًا يَدَّعُونَ العُقُولَ الفائِقَةَ، والأذْهانَ الصّافِيَةَ الرّائِقَةَ قالَ تَعالى: ﴿لِيُضِلَّ﴾ مِنَ الضَّلالِ والإضْلالِ عَلى القِراءَتَيْنِ، ضِدَّ ما كانَ عَلَيْهِ المُحْسِنُونَ مِنَ الهُدى ﴿عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ أيِ الطَّرِيقِ الواضِحِ الواسِعِ المُوصِلِ إلى رِضى المَلِكِ الأعْلى المُسْتَجْمِعِ [لِصِفاتِ] الكَمالِ والجَلالِ والجَمالِ الَّتِي هم مُقِرُّونَ بِكَثِيرٍ مِنها، مُنَبِّهًا لَهم عَلى أنَّ هَذا مُضِلٌّ عَنِ السَّبِيلِ ولا بُدَّ، وأنَّ ذَلِكَ بِحَيْثُ لا يَخْفى عَلَيْهِمْ، فَإنْ كانَ مَقْصُودًا لَهم فَهو ما لا يَقْصِدُهُ مَن لَهُ عِدادٌ في البَشَرِ، وإلّا كانُوا مِنَ الغَفْلَةِ وسُوءِ النَّظَرِ وعَمى البَصِيرَةِ بِمَنزِلَةٍ هي دُونَ ذَلِكَ بِمَراحِلَ.

نظم الدرر للبقاعي — البقاعي (٨٨٥ هـ)
عن ابن حميد، قال: ثنا الحكم، قال: ثنا عمرو بن قيس، قال: كان لقمان عبدا أسود، غليظ الشفتين، مصفح القدمين، فأتاه رجل، وهو في مجلس أناس يحدّثهم، فقال له: ألست الذي كنت ترعى معي الغنم في مكان كذا وكذا؟ قال: نعم، قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: صدق الحديث، والصمت عما لا يعنيني.

مقتبس من تفسير الطبري
عن ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن أبي الأشهب، عن خالد الربعي، قال: كان لقمان عبدا حبشيا نجارا، فقال له مولاه: اذبح لنا هذه الشاة، فذبحها، قال: أخرج أطيب مضغتين فيها، فأخرج اللسان والقلب، ثم مكث ما شاء الله، ثم قال: اذبح لنا هذه الشاة، فذبحها، فقال: أخرج أخبث مضغتين فيها، فأخرج اللسان والقلب، فقال له مولاه: أمرتك أن تخرج أطيب مضغتين فيها فأخرجتهما، وأمرتك أن تخرج أخبث مضغتين فيها فأخرجتهما، فقال له لقمان: إنه ليس من شيء أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا.

مقتبس من تفسير الطبري
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ القتْبَاني، عَنْ عُمَر مَوْلَى غُفرَة قَالَ: وَقَفَ رَجُلٌ عَلَى لُقْمَانَ الْحَكِيمَ فَقَالَ: أَنْتَ لُقْمَانُ، أَنْتَ عَبْدُ بَنِي الْحِسْحَاسِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَنْتَ رَاعِي الْغَنَمِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَنْتَ الْأَسْوَدُ؟ قَالَ: أَمَا سَوَادِي فَظَاهِرٌ، فَمَا الَّذِي يُعْجِبُكَ مِنْ أَمْرِي؟ قَالَ: وَطءْ النَّاسِ بسَاطك، وغَشْيُهم بَابَكَ، وَرِضَاهُمْ بِقَوْلِكَ. قَالَ: يَا بْنَ أَخِي إِنْ صَغَيتَ إِلَى مَا أَقُولُ لَكَ كُنْتَ كَذَلِكَ. قَالَ لُقْمَانُ: غَضِّي بَصَرِي، وَكَفِّي لِسَانِي، وَعِفَّةُ طُعْمَتِي، وَحِفْظِي فَرَجِي، وَقَوْلِي بِصِدْقٍ، وَوَفَائِي بِعَهْدِي، وَتَكْرِمَتِي ضَيْفِي، وَحِفْظِي جَارِي، وَتَرْكِي مَا لَا يَعْنِينِي، فَذَاكَ الَّذِي صَيَّرَنِي إِلَى مَا تَرَى.

مقتبس من تفسير ابن الكثير
سورة لقمان
2024/12/27 12:44:31
Back to Top
HTML Embed Code: