Telegram Web Link
📌 إذا لم يوجد من يستحق زكاة الفطر

س: إذا لم يجد المسلم حوله من يستحق زكاة الفطر ليدفعها إليه فماذا يفعل؟ وما الحكم لو تركها إلى ما بعد صلاة العيد؟


ج: زكاة الفطر فرضها الله جل وعلا على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم على الرجال والنساء والصغير والكبير والحر والمملوك ،

وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تؤدى قبل خروج الناس إلى صلاة العيد ، فالذي لا يجد حوله فقراء يلزمه أن يقدمها إلى فقراء آخرين في القرى المجاورة ويسارع إلى إخراجها قبل صلاة العيد ، وليس له تأخيرها إلى ما بعد صلاة العيد ؛ لأن هذا خلاف ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم .

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تؤدى قبل خروج الناس ،

وقال : (من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات) ،

فالواجب عليك أيها السائل أن تعنى بهذا الأمر وأن تخرجها قبل صلاة العيد ولو قبل العيد بيوم أو يومين أو ثلاثة ، لا بأس في اليوم الثامن والعشرين والتاسع والعشرين والثلاثين .

وكان ابن عمر رضي الله عنهما يخرجها قبل العيد بيومين وربما أخرجها قبل العيد بثلاثة أيام رضي الله عنه ، وهكذا الصحابة .

والمقصود : أنه لا حرج في أن يبدأ إخراجها من اليوم الثامن والعشرين ويستمر إلى صلاة العيد ، فليس لك أن تؤخرها إلى ما بعد الصلاة ، وإذا كان مكانك ليس فيه فقراء فاطلب الفقراء في مكان آخر ولو بالسفر.

📌 الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

____________________


lnstagram | telegram | @jamalaleilm
📌 إخراج زكاة الفطر عن الأموات

زكاة الفطر واجبة على الذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين ، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم .

ولا تجب إلا على الحي الذي أدرك وقت وجوبها .

ووقت وجوب زكاة الفطر غروب الشمس من آخر يوم من رمضان .

لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماها صدقة الفطر ، والفطر من رمضان يتحقق بغروب الشمس ليلة العيد ، ولأنها جعلت طهرة للصائم من اللغو والرفث ، والصوم ينقضي بغروب الشمس .

فمن مات قبل أن يدرك وقت الوجوب فلا زكاة عليه .

ومن أدرك وقت الوجوب ثم مات قبل أن يخرجها أخرجت عنه من ماله لأنها استقرت في ذمته وصارت دينا عليه .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” ولو مات الإنسان قبل غروب الشمس ليلة العيد ، لم تجب فطرته أيضا ؛ لأنه مات قبل وجود سبب الوجوب ” انتهى .

والحاصل : أن الميت المسئول عنه إن كان قد مات بعد أن أدرك وقت الوجوب ، وهو غروب شمس ليلة الفطر ، وجب إخراج الزكاة عنه .

وإن كان مات قبل إدراك وقت الوجوب – وهو الظاهر من السؤال – فلا زكاة عليه .

وإذا أخرجت عنه صدقة من طعام أو نقود أو غير ذلك فهي صدقة عنه وليست زكاة فطر .

وقد ثبت في أكثر من حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الصدقة عن الميت تنفعه ، ويصله ثوابها.

📌 الإسلام سؤال وجواب

________________________


lnstagram | telegram | @jamalaleilm
📌 إخراج اللحم في زكاة الفطر

زكاة الفطر يجب أن تخرج مما يقتاته الناس من الطعام ؛

لما روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ( كنا نخرج في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفطر صاعا من طعام ، وقال أبو سعيد : وكان طعامنا الشعير والزبيب والأقط والتمر.

فإذا كان الناس في بلد يقتاتون فيه اللحم ، جاز إخراجه في زكاة الفطر .

قال ابن القيم: ” وهذه كانت غالب أقواتهم بالمدينة فأما أهل بلد أو محلة قوتهم غير ذلك فإنما عليهم صاع من قوتهم كمن قوتهم الذرة أو الأرز أو التين أو غير ذلك من الحبوب ، فإن كان قوتهم من غير الحبوب ، كاللبن واللحم والسمك أخرجوا فطرتهم من قوتهم كائنا ما كان ، هذا قول جمهور العلماء ، وهو الصواب الذي لا يقال بغيره ، إذ المقصود سد حاجة المساكين يوم العيد ومواساتهم من جنس ما يقتاته أهل بلدهم ، وعلى هذا فيجزئ إخراج الدقيق وإن لم يصح فيه الحديث ” انتهى .

وقال الشيخ ابن عثيمين : ” ولكن إذا كان قوت الناس ليس حبا ولا ثمرا ، بل لحما مثلا ، مثل أولئك الذين يقطنون القطب الشمالي ، فإن قوتهم وطعامهم في الغالب هو اللحم ، فالصحيح أنه يجزئ إخراجه ” انتهى بتصرف .

📌 الإسلام سؤال وجواب

________________________


lnstagram | telegram | @jamalaleilm
📌 هل يجب عليه إخراج زكاة الفطر عن اليتيم الذي يكفله؟

زكاة الفطر واجبة على كل مسلم ، سواء كان ذكرا أو أنثى صغيرا أو كبيرا ؛

لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل حر أو عبد ذكر أو أنثى من المسلمين) رواه البخاري ومسلم ،

واليتيم داخل في عموم الناس .

وعليه ، فإن كان اليتيم يملك مالا يخرج منه زكاة الفطر ، فالزكاة واجبة عليه في ماله ، ولا يلزم كافله إخراج زكاة الفطر عنه ؛ لغناه ، فإن تبرع كافله بالإخراج عنه أجزأه ذلك .

قال النووي: “اليتيم الذي له مال وجبت فطرته في ماله عندنا ، وبه قال الجمهور منهم مالك وأبو حنيفة وابن المنذر” انتهى
أما إن كان اليتيم لا يملك مالا ، فزكاة الفطر واجبة على من يلزمه شرعا النفقة على هذا اليتيم من أقاربه ، أما كافله فلا يلزم أن يزكي عنه ، لأنه متبرع بالنفقة عليه .

وهذا مذهب الجمهور (منهم الأئمة الثلاثة : أبو حنيفة ومالك والشافعي) ؛

لأنهم يقولون ؛ بأن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم وعلى من تلزمه مؤنتهم . وكافل اليتيم متبرع بالنفقة فلا تلزمه زكاة الفطر عن اليتيم .

ومذهب الإمام أحمد أن من أنفق على شخص شهر رمضان ولو على سبيل التبرع تلزمه زكاة الفطر عنه ، فقد نص الإمام أحمد على أن من ضم يتيمة إليه يؤدي زكاة الفطر عنها .

وقد اختار بعض الحنابلة ـ كابن قدامة ـ أنها لا تجب ، وحملوا قول الإمام أحمد السابق على الاستحباب .

والحاصل : أنه لا يجب على من تبرع بكفالة اليتيم أن يخرج زكاة الفطر عن اليتيم ، وإنما الزكاة واجبة في مال اليتيم إن كان له مال ، فإن لم يكن له مال فتجب الزكاة على قريبه الذي يلزمه شرعا أن ينفق عليه .

📌 الإسلام سؤال وجواب

________________________


lnstagram | telegram | @jamalaleilm
📌 زكاة الفطر تؤدى طعاما

س: ما رأيكم في زكاة الفطر نقودا؟

ج: اختلف أهل العلم في ذلك، والذي عليه جمهور أهل العلم أنها لا تؤدى نقودا وإنما تؤدى طعاما؛

لأن النبي ? وأصحابه أخرجوها طعاما، وأخبر النبي ? أن الله فرضها علينا صاعا من كذا وصاعا من كذا فلا تخرج نقودا،

فالنقود تختلف، والحبوب تختلف، منها الطيب والوسط وغير ذلك، فالنقود فيها خطر ولم يفعلها الرسول ? ولا أصحابه، ودعوى بعض الناس أنها أحب للفقراء ليس بشيء، بل إخراج ما أوجب الله هو المطلوب والفقراء موضع صرف.

الواجب أن يعطوا ما فرض الله على الإنسان من زكاة الفطر، من الطعام لا من النقود،

ولو كان بعض أهل العلم قال بذلك، لكنه قول ضعيف مرجوح، والصواب أنها تخرج طعاما لا نقودا صاعا من كل نوع، من البر، أو من الشعير، أو من التمر، أو من الإقط، أو الزبيب؛

لقول أبي سعيد الخدري : كنا نعطيها في زمن النبي ? صاعا من طعام أو صاعا من تمر أو صاعا من شعير، أو صاعا من زبيب أو صاعا من أقط . متفق على صحته.


📌 الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

________________________


lnstagram | telegram | @jamalaleilm
📌 باب فضل قيام ليلة القدر وبيان أرجى لياليها :

قَالَ الله تَعَالَى: {إنَّا أنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ} [القدر: 1] إِلَى آخرِ السورة.

قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ}، أي: القرآن، {فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}، أي: الفضل والشرف، وهي ليلة يقدِّر الله فيها أمر السنَّة في عباده وبلاده إلى السنة المقبلة.

قيل للحسين بن الفضل: أليس قد قدَّر لله المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض؟

قال: نعم،

قيل: فما معنى ليلة القدر؟

قال: سَوْقُ المقادير التي خلقها إلى المواقيت تنفيذ القضاء المقدَّر.

قال ابن عباس وغيره: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزَّة من السماء الدنيا،

ثم نزل مفصلًا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة.

{وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} تعظيم لشأنها.

{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}، أي: العمل فيها أفضل من عبادة ألف شهر.

{تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ}، أي: جبريل فيها.

{بِإِذْنِ رَبِّهِم} مع نزول البركة والرحمة.

{مِّن كُلِّ أَمْرٍ}، أي: لأجل كل أمر قُدِّر في تلك السنة.

{سَلامٌ هِيَ}، أي: ليلة القدر، سلام وخير من كلها ليس فيها شر.

وقال مجاهد: يعني أن ليلة القدر سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا ولا أن يحدث فيها أذى.

{حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}، أي: إلى مطلع الفجر.
وقال الشعبي: تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد حتى يطلع الفجر.

وقال تَعَالَى: {إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} الآياتِ [الدخان: 3].

وعن أَبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)). متفقٌ عَلَيْهِ.

في هذا الحديث: أن من قام ليلة القدر مؤمنًا بها ومحتسبًا العمل فيها، أنه يرجى له مغفرة ذنوبه.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ رِجالًا مِنْ أصْحَابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ في المَنَامِ في السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأتْ في السَّبْعِ الأوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا في السَّبْعِ الأَوَاخِرِ)). متفقٌ عَلَيْهِ.

قال الحافظ: في الحديث دلالة على عظم قدر الرؤيا، وجواز الاستناد إليها في الاستدلال على الأمور الوجودية، بشرط أن لا تخالف القواعد الشرعية.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، ويقول: ((تَحرَّوا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأواخرِ منْ رَمَضانَ)). متفقٌ عَلَيْهِ.

قوله: ((يجاور))، أي: يعتكف في العشر الأواخر يتحرى ليلة القدر فيها.

وعنها رضي الله عنها: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوَتْرِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ)). رواه البخاري.

قوله: ((في الوتر)) أي: الحادية والعشرين، والثالثة، والخامسة، والسابعة، والتاسعة.

قال الحافظ: ليلة القدر منحصرة في رمضان، ثم في العشر الأخير منه، ثم في أوتاره لا في ليلة بعينها، وهذا هو الذي يدل عليه مجموع الأخبار الواردة فيها.

وقال بعد ما ذكر الاختلاف فيها على ستة وأربعين قولًا: وأرجحها كلها أنها في وتر من العشر الأخير، وإنما تنتقل، وأرجاها عند الجمهور ليلة سبعة وعشرين.

وعنها رضي الله عنها قالت: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رَمَضَانَ، أحْيَا اللَّيْلَ، وَأيْقَظَ أهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئزَرَ. متفقٌ عَلَيْهِ.

في هذا الحديث: استحباب إحياء ليالي العشر بالصلاة والذكر والفكر وأنواع العابدات.

وفيه: استحباب إيقاظ الأهل، وبذل الجهد في الطاعة، واعتزال النساء في ليالي العشر ليتقوَّى على العبادة.

وعنها قالت: كَانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ في رَمَضَانَ مَا لا يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ، وَفِي العَشْرِ الأوَاخِرِ مِنْهُ مَا لا يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ. رواه مسلم.

فيه: دليل على استحباب زيادة الاجتهاد بالعمل في رمضان على غيره من الشهور، وفي العشر الأواخر منه على العشرين لكون ليلة القدر فيها.

وعنها قالت: قُلْتُ: يَا رسول الله، أَرَأَيْتَ إنْ عَلِمْتُ أيُّ لَيلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: ((قُولِي: اللَّهُمَّ إنَّكَ عَفُوٌ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنّي)). رواه الترمذي، وقال: (حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ).

فيه: إيماء إلى أن أهم المطالب، انفكاك الإنسان من تبعات الذنوب، وطهارته من دنس العيوب.

قال العلماء: الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد، وفي التماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها، كما تقدم نحوه في ساعة الجمعة.

lnstagram | telegram | @jamalaleilm
أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر

#حديث_صحيح

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :  كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَر  رواه البخاري (2024) ، ومسلم (1174)


#شرح_الحديث

الحديث دليل على أن للعشر الأواخر من رمضان مزية على غيرها بمزيد الطاعة والعبادة من صلاة وذكر وتلاوة قرآن ،

فقد وصفت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها نبينا وقدوتنا محمداً صلى الله عليه وسلم بأربع صفات :

الأولى : قولها ( أحيا الليل ) أي سهره فأحياه بالطاعة وأحيا نفسه بسهره فيه ؛ لأن النوم أخو الموت والمعنى أحياه كله بالقيام والتعبد لله رب العالمين وليال العشر معدودة ، وأما ما ورد من النهي عن قيام الليل كله الوارد في حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه فهو محمول على من داوم عليه جميع ليالي السنة .

الثانية : قولها ( وأيقظ أهله ) أي زوجاته الطاهرات أمهات المؤمنين ليشاركنه في اغتنام الخير والذكر والعبادة في هذه الأوقات المباركة .

الثالثة : قولها ( وجدَّ ) أي جدَّ واجتهد في العبادة ، وقيل : ( اعتزل النساء وهذا أظهر لعطفه على ما قبله ، ولحديث أنس رضي الله عنه ( وطوى فراشه واعتزل النساء ) وقد كان صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر ، والمعتكف ممنوع من النساء .

فلتحرص - أيها المسلم – على الاتصاف بهذه الصفات ، ولتحافظ على صلاة التهجد مع الإمام إضافة إلى صلاة التراويح ليزيد الاجتهاد في هذه العشر على عشريه الأولين ، وليحصل إحياء الليل بالصلاة .

وعليك أن تتحلى بالصبر على طاعة الله تعالى فإن صلاة التهجد شاقة لكن فضلها عظيم ، فهي والله فرصة العمر وغنيمة لمن وفقه الله تعالى ، وما يدري الإنسان لعله يدركه فيها نفحة من نفحات المولى فتكون سعادة له في الدنيا والآخرة .

وقد كان السلف الصالح من هذه الأمة يطيلون صلاة الليل تأسياً بنبيهم صلى الله عليه وسلم يقول السائب بن يزيد : " أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي ابن كعب وتميماً الداري رضي الله عنهما أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة قال : وقد كان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر " ،

وعن عبدالله بن أبي بكر قال : " سمعت أبي يقول : كنا ننصرف في رمضان فنستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر" ،

والمؤمن يجتمع له في رمضان جهادان لنفسه ، جهاد بالنهار على الصيام وجهاد بالليل على القيام ، فمن جمع بنيهما ووفى بحقوقهما فهو من الصابرين الذين يوفون أجرهم بغير حساب .

إن هذا العشر هو ختام الشهر ، والأعمال بخواتيمها ، ولعل الإنسان يدرك فيها ليلة القدر وهو قائم لرب العالمين فيغفر له ما تقدم من ذنبه .

وعلى الإنسان أن يحث أهله وينشطهم ويرغبهم في العبادة ، لاسيما في هذه المواسم العظيمة التي لا يفرط فيها إلا محروم ، وأعظم من ذلك أن يقضي الإنسان وقت صلاة الناس وتهجدهم في المجالس المحرمة والاجتماعات الآثمة فهذا هو الخسران المبين ، نسأل الله السلامة .

فالمبادرة المبادرة إلى اغتنام العمل فيما بقي من الشهر ، فعسى أن يستدرك به ما فات من ضياع العمر ، ومما يؤسف عليه أن ترى بعض الناس يقبل على الأعمال الصالحة في أول الشهر من الصلاة والقراءة ثم تظهر عليه أمارات الملل والسأم ، ولاسيما عند دخول العشر الأواخر التي لها مزية على أول الشهر ، فعلى الإنسان أن يواصل الجد والاجتهاد ويزيد في الطاعة إذا أخذ شهره في النقص ، فالأعمال بخواتيمها ، وما أحرى القبول إذا تحققت الشروط وانتفت الموانع ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .

اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم . 

📌 " أحاديث الصيام" للفوزان .

________________________

lnstagram | telegram | @jamalaleilm
قال الحافظ: ليلة القدر منحصرة في رمضان، ثم في العشر الأخير منه، ثم في أوتاره لا في ليلة بعينها، وهذا هو الذي يدل عليه مجموع الأخبار الواردة فيها. وقال بعد ما ذكر الاختلاف فيها على ستة وأربعين قولًا: وأرجحها كلها أنها في وتر من العشر الأخير، وإنما تنتقل، وأرجاها عند الجمهور ليلة سبعة وعشرين.
فيه: إيماء إلى أن أهم المطالب، انفكاك الإنسان من تبعات الذنوب، وطهارته من دنس العيوب.

قال العلماء: الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد، وفي التماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها، كما تقدم نحوه في ساعة الجمعة.
2024/10/07 12:33:49
Back to Top
HTML Embed Code: