Telegram Web Link
الهي..

قد تصدع قلب وليك لطول غيبته، وتصدعت قلوبنا.

الهي، قد تقرح قلبه وتقرحت قلوبنا.

الهي، قد سفحت دموعه، وسفحت دموعنا.

الهي، قد ضاق صدره، وضاقت صدورنا.

الهي، قد تألمت روحه، وتألمت أرواحنا.

الهي، قد تعب بدنه، وتعبت أبداننا.

الهي، اغضب، اغضب لوليك.

الهي، انتقم لوليك من أعدائه، وانتقم به من أعدائك.
في رواية عن فرات بن الأحنف، قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) ونحن نريد زيارة أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، فلما صرنا إلى الثوية نزل فصلى ركعتين، فقلت: يا سيدي، ما هذه الصلاة؟
قال: هذا موضع منبر القائم، أحببت أن أشكر الله في هذا الموضع.


تخيلوا الموقف معي، الامام الصادق عليه السلام يصلي ركعتين شكر لله تعالى لأن هذا المكان بعد كذا قرن سيصبح منبراً للقائم…!

أما نحن! فالقائم بدمه ولحمه معنا!
ما أعظمها وأجلها من نعمة لو كنا ندركها!
سيدي يا بقية الله.

أتدري كم قبر مهدوم ينتظرك؟
أتدري كم من ضلع مكسور يترقبك؟
أتدري كم من قلب مجروح ينتظر مسحة يدك؟
أتدري كم من جرح ينزف وينتظر دوائك؟
أتدري كم من قلب مكسور ينتظر جبرك؟
أتدري كم من ألم وهم وغم متكدس في الصدور، ويترقب طلعتك؟
سيدي يا بقية الله

لو تخيلنا ان هجوماً إرهابياً يستهدف الآن أحد قبور الأئمة ويؤدي الى هدمه وتسويته بالأرض، ثم نجلس متفرجين ولا نستطيع اعادة بناءه ولا الإنتقام من الجناة، ربما ستجد الكثيرين منا سيموتون كمداً وحزناً لثقل المصاب على قلوبهم، ومن لم يمت كمداً وحزناً، سيعيش مثقلاً بالهم والحزن ما بقيت الدنيا..!

هذا حال كل مؤمن غيور منا لو شاهد هكذا حادثة الآن..
فكيف بك وقد شاهدت بعينك هدم أربعة قبور من قبور آبائك 💔؟
أي حزن وأي هم وأي غم قد حل بك؟
كم غصة وغصة تجرعت وتحملت حينما تتذكر هذه المشاهد!
هل تدركون ماذا لو كان حاضراً بيننا؟


سنعيش في عالم لا يتسلط فيه أي ظالم وفاسد، عالم لا تحكمه أمريكا والإستكبار.

سنعيش في عالم ليس للظالم أي مكان فيه، بل المظلومين والمستضعفين هم قادته وسادته.

سنعيش في عالم لا فقر فيه، ولا ظلم، ولا حرمان، لأن مقدرات الأرض بيد سلطانه الحقيقي.

سنعيش في عالم لا هموم فيه ولا غموم ولا مصائب ولا بلايا، لأن طبيب القلوب حاضراً ناظراً لنا.

سنعيش في عالم لا تحيرون فيه في شيء، لأن وجه الله يعيش معكم.

سنعيش في عالم لا يعصى الله فيه، ولا تنتهك حرماته.

أنه العالم الذي وعدنا الله به قريباً..
سيدي يا بقية الله..

أترى القلوب المعتصرة ألماً لغيبتك؟
أترى الأرواح الذابلة لغيابك؟
أترى العيون الباكية شوقاْ لك؟
أترى الأبدان المهتضمة حزناً لغيابك؟
أترى الجروح المتراكمة لفراقك؟

أترى.. ؟
عذراً سيدي، نعم إنك ترى كل ذلك، وأنت الذي بيدك تمسح على كل هذه الجروح فتشفيها، والقلوب فتطيبها..
نحن الذين لا نرى جروحك، ونحن الذين لا نستشعر قلبك، ونحن الذين لا ندرك عينيك، وحالهما.
سيدي يا بقية الله.


ان كانت غيبتك مصيبة، فغيبتك عن قلوبنا مصيبة أعظم.

وان كان بعدك عن ديارنا بلية، فبعدك عن قلوبنا أشد بلية.

وان كان فقدنا لك مأساة، فنسيانك في قلوبنا أشد وأقسى.

وان كان فراقك مر، ففراقنا لذكرك أقسى وأمر.
إقبل يا ابن فاطمة، فإنا بحاجة إليك.
إقبل يا ابن فاطمة، فالرقاب طوع يديك.
إقبل يا ابن فاطمة، فالطاعة رهن شفتيك.
إقبل يا ابن فاطمة، فالأرواح قربان بين يديك.
إقبل يا ابن فاطمة، فالنفوس تائقة اليك.
إقبل يا ابن فاطمة، فالعيون متشوقة لسيفك.
إقبل يا ابن فاطمة، فلا شأن لنا بغيرك.
إقبل يا ابن فاطمة، فقد تحطمت الأرواح ترقباً لطلعتك.
إقبل يا ابن فاطمة، فقد تمزقت القلوب شوقاً لمقدمك.
إقبل إقبل، إقبل …  يا ابن فاطمة.
يا بقية الله.

تولمك ذنوبنا شفقة منك علينا.
وتسوؤك أعمالنا، رحمة منك بنا.

سيدي، ان الله معك ولا فاقة بك لغيره.
ونحن، لا أحد معنا ان تركتنا أو غضبت علينا!

سيدي، نرسل السكاكين تلو السكاكين الى قلبك بأعمالنا!
ثم تمسح بيدك على قلوبنا رأفة بنا!
حينما نرى يتيماً قد فقد أباه، أو مثكولة فقدت ابنها، ستتألم قلوبنا شفقة عليهم، سنتعاطف معهم ونحزن لحالهم، لأنهم فقدوا عزيزاً عليهم بعد أن كان بقربهم وبجوارهم دائماً.

لكن… ما حالنا نحن؟ وهل هنالك من يستحق الشفقة أكثر منا، وقد غاب عنا أعز مخلوق إمامنا الرؤوف منذ أكثر من ألف عام؟
لا طيب الله العيش في حياة غاب عنها المهدي..
يا بقية الله.

أنت الذي لطالما كنت معنا في أصعب الظروف.
أنت الذي أغثتنا في الشدائد.
أنت الذي أنقذتنا في المصاعب.
أنت الذي حضرت معنا في المحن..

يا بقية الله.
أنت الذي شاركتنا آلامنا وأحزاننا، ولم تشاركنا في ملذاتنا ونعمنا !!!!

أما أنا يا سيدي…! فأنا !
وعلمك بسوء حالي، يغني عن مقالي!
قد تمر في حياتنا الكثير من الأحداث والأمور التي نتحسر عليها ونحزن لها.
وقد تضيع منا أمور نراها مهمة فترهقنا الحسرة عليها.

لكن، أكثر وأشد وأعظم حسرة، والحسرة الحقيقية هي أن تضيع السنين من أعمارنا ونحن في البعد عن بقية الله صاحب زماننا.

لو كان معنا فحالنا لا يصبح أفضل، بل سينقلب من حال الى حال.
فحالنا الأن وحال قلوبنا كالأرض القاحلة التي أنقطع عنها الماء المعين، فاذا عاد سيدها عاد لها الماء المعين..

أترون ما أعظمها من حسرة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم.

هذه القناة خاصة بشرح وتدريس كتاب التوحيد للشيخ الصدوق رضوان الله عليه.


أسباب اختيار هذا الكتاب دون غيره:

1- ان الكتاب كما ذكرنا هو من أهم مصادر الشيعة العقائدية، حيث ان مؤلفه الشيخ الصدوق الذي ولد في الغيبة الصغرى من أجلة وكبار علمائنا.

2- الكتاب يتكون من روايات أهل البيت فقط، وكلها حول أهم موضوع في العقيدة وهو التوحيد، لذلك يمكن القول ان الكتاب يمتاز بالدقة والعمق العقائدي.

3- دراسة الكتاب ستعرف دارسه بالله تعالى بالمعرفة الصحيحة عن مصدرها الشرعي والصحيح أهل البيت عليهم السلام، بعيداً عن خرافات التصوف والعرفان والفلسفة.

4- سيتمكن دارسه من معرفة رواة الشيعة ومحدثيهم، حيث سنقرأ أسانيد الروايات ونبين حال الرواة، وحكم الرواية سنداً وكيف نتعامل معها.

5- دراسة الكتاب ستجعل المؤمن ذا عقيدة قوية وحصينة ان شاء الله، والتي هي صفة أساسية في أنصار الإمام الحجة.



طريقة التدريس:

الكتاب متوفر ورقي ومتوفر ألكتروني (وأعلان نسخة ألكترونية يمكنكم تحميلها).
فيمكن للجميع إقتناءه، وسيكون الشرح عن طريق بصمات صوتية هنا في التلكرام.

وسنقرأ سند كل رواية ونبين حاله، ثم نقرأ متن الرواية ونشرحه ونبين المطالب العقائدية فيه.

رغم ان حجم الكتاب كبير ودرسه سيستغرق وقتاً طويلاً، لكنه سيكون ذو فائدة عظيمة ان شاء الله.

وقت الدرس: كل يوم إثنين وخميس إن شاء الله.
سيدي يا بقية.

ترى كيف تكون حياة من فقد الشموس الطالعة؟ وغابت عنه الأقمار المنيرة، وأبتعدت الأنجم الزاهرة؟
هل يرى في حياته غير الظلام؟
هل يمكن أن يبصر النور في غيابك؟
لو جبنا الأرض طولاً وعرضاً، فهل نتخلص من الظلام ونحن قد فقدنا الشموس الطالعة والأقمار المنيرة والأنجم الزاهرة؟؟

متى سينتهي هذا الظلام سيدي؟
متى سترجع وتعيد النور الى حياتنا؟
متى تعود وتعود معك أرواحنا التي ذبلت وسط الظلام؟
سيدي يا بقية الله.

ألم ينهكك وينهكنا الغياب؟
ألم يتعبك ويتعبنا الفراق؟
ألم يؤذيك ويوذينا ذنوب العباد؟
ألم يرهقك ويرهقنا ظلم العباد؟

سيدي، ألم تتفطر القلوب لبعدك؟
ألم تتمزق الأحشاء جزعاً لغيبتك؟
ألم تحز الرقاب، وترض الضلوع، وتتمزق الأكباد في إنتظارك؟
كل صديق أو قريب أو شريك، لا بد أن يكون أحد النوعين:

النوع الأول الصديق الذي يشاركنا لحظات الفرح والرخاء والسعادة، ويهرب منا في لحظات الشدة والصعوبة والألم.
والنوع الثاني وهو الأفضل، الذي يكون معنا في لحظات الفرح والسعادة كما يكون معنا في لحظات الشدة والصعوبة والألم، وهذا هو الصديق الذي يمكن أن نعده صديقاً وفياً ومخلصاً.

أما أنت يا بقية الله، فانك تحضر معنا في لحظات الصعوبة والشدة والألم والمصاب، فتغيثنا وتطمئننا وتساعدنا وتنجينا.
لكن، لا شأن ولا حاجة لك بلحظات فرحنا ولذتنا وسعادتنا!
فأنت الوحيد يا أبن الحسن الذي يشاركنا ويحضرنا فقط في لحظات شدتنا وآلامنا ومصائبنا، وتستغني عن لحظات فرحنا ولذتنا!
عن أبان قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: يا معشر الأحداث! اتقوا الله ولا تأتوا الرؤساء وغيرهم حتى يصيروا أذنابا، لا تتخذوا الرجال ولائج من دون الله، انا - والله - خير لكم منهم، ثم ضرب بيده إلى صدره.


كل من والى زعيماً وتعصب له فقد اتخذ وليجة من دون المعصوم.
كل من والى سياسياً وتعصب له فقد اتخذ وليجة من دون المعصوم.
كل من والى رجل دين وتعصب له فقد اتخذ وليجة من دون المعصوم.
كل من والى رجلاً دون المعصوم وتعصب له فقد اتخذ وليجة من دون المعصوم.


الطاعة العمياء، والتعصب، والولاء المطلق، لا يكون الا للمعصوم. ✔️✔️

الفقيه -المرجع- نقلده في الأحكام الفقهية ونطيعه فيها، لكن بدون تعصب، بحيث نكفر من لا يقلد مرجعنا.  ✔️✔️

رجال الدين الذين نثق بهم يمكن الاستماع لهم وقبول ما يقولونه، لكن لا نتعصب لقولهم ونجعله غير قابل للنقاش ونهاجمه من يخالفه ومن يناقشه.

التعصب والطاعة العمياء لكلام المعصوم فقط✔️✔️
مهدي.
يا من غيبته حزن ينغص كل فرح.
ويا من وجوده أمل ينعش كل ألم.

مهدي.
يا من بذكره تفرج أقسى الهموم.
ومن بالغفلة عنه تتراكم الأحزان والهموم.

مهدي.
يا من يداه بلسم لجروح الثاكلين.
ومن رؤياه نور لكل التائهين.

مهدي.
يا من فقده يفجع قلوب المخلصين.
ومن ظهوره رجاء لكل المستضعفين.

مهدي، مهدي، مهدي.
لو أردنا فرز وترتيب أولوياتنا اليومية، سنكتب ان لدينا صباحاً العمل أو الدوام الكذائي، ولدينا الأمر الكذائي، ولدينا ولدينا… ، ولدينا إمام حي يرزق يعيش بيننا وينظر إلينا…
ولننظر حينها، ماذا وكم يجب أن نخصص له من وقتنا؟
اذا شخص عزيز على قلوبنا، وذهب لمكان يحتمل فيه الخطر عليه.
سيأخذنا القلق عليه والأضطراب بشأنه أشد مأخذ ونتواصل معه بين الحين والآخر للإطمئنان عليه.

أما إذا ذهب لمكان خطورته كبيرة، ربما لا ينام الليل لشدة قلقه وخوفه عليه، وكثرة تفقده لحاله وسؤاله عنه..!

لكن، اذا ذهب لمكان مجهول وانقطع التواصل معه وتأخر في رجوعه، ربما ستفقد حياته طعمها ويذهب لونها حزناً وأسفاً على غائبه الذي لا يعلم بحاله..!


أما أنت يا صاحبنا، فقد فقدناك وأبتعدنا عنك منذ أكثر من ألف سنة، ولا نعلم شيئاً عن حالك، ولا مكانك، ولا ندري ما حل بك..!
فكيف يجب أن تكون حياتنا وأنت أعز مفقود عندنا..!
2024/10/02 00:27:31
Back to Top
HTML Embed Code: