Telegram Web Link
فارق بين تعلّم أمر لخاصة نفسك، وتعلّمه لتعليم غيرك بما قد يتطلب منك إلمامًا أوسع مما تطلبه لنفسك؛ لذلك كما أنّ هناك موازنة بين حق دعوة النفس والغير، فهناك موازنة بين أهليّتك لمشاركة ما تَعلَم على قَدر عِلمِكَ أنت، وتأهلّك للتصدُّر في ثغرة تعليم على قَدْرِ مطلوبها هي من العلم. ويجب على كل مسلم الإلمام بقَدْر لازم من فقه الدعوة وأحكامها ومواضعها ضمن علوم الاضطرار، قبل الإقدام الحماسي عليها أو الإحجام التخاذلي عنها.

من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
متاح للتحميل من مدوّنة المؤلّفة، ويمنع نشر الكتاب على أية منصة أخرى لكن يشارك رابط صفحة التحميل:
https://hudhud0.wordpress.com/library/
العلوم الشرعية أشرف العلوم من حيث إيصالها لله الحق بالحق، لكن العلم النافع لا يقتصر عليها، بل كل علم يُستعان به وفق أمر الله تعالى على أمر الله تعالى علمٌ محمود ومطلوب. ثم نيّة المتعلم عامل أساسي في فوزه بالثواب ولو كان طالبًا لعلوم الدنيا طالما كان طلبه ابتغاء وجه الله تعالى وما أحلَّ من حظوظ النفس ومصالح المعاش، أو رجوعه بالخسران ولو كان طالبًا لعلوم الشرع إذا أراد بها ما لا يجوز كالرياء والسمعة وإيقاع الفتنة. وورد عن الشافعي رحمه الله تعالى أنه: "كان يتلهف على ما ضيّعه المسلمون من الطب، ويقول: ضيَّعوا ثُلَث العلم، ووُكِلوا إلى اليهود والنَّصارَى!"
[الذَّهَبي – "سير أعلام النبلاء"]

من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
متاح للتحميل من مدوّنة المؤلّفة، ويمنع نشر الكتاب على أية منصة أخرى لكن يشارك رابط صفحة التحميل:
https://hudhud0.wordpress.com/library/
وأما محاولات التمسّح تحت شعار "وسطية الخطاب" و"السماحة الدينية" و"نصف العمى خير من العمى كله" فلا تنطبق في سياق الحق والباطل، بل هي دعاوى فساد تحت مسمى الإصلاح. ولو كان أحد أولى بتطبيقها لمصلحة الدين لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال له المشركون: نعبد إلهك يومًا وتعبد إلهنا يومًا، فنزلت سورة الكافرون! :

جاء في "فتح القدير" للشوكاني، وتفسير الطبري وابن كثير وغيره لسورة "الكافرون": "أن قريشًا وعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالًا فيكون أغنى رجل بمكة, ويزّوجوه ما أراد من النساء، ويطئوا عقبه، فقالوا له: هذا لك عندنا يا محمد، وكفّ عن شتم آلهتنا، فلا تذكرها بسوء. فإن لم تفعل، فإنا نعرض عليك خصلة واحدة لك ولنا فيها صلاح. قال: "ما هي؟" قالوا: تعبد آلهتنا سنة: اللات والعزى، ونعبد إلهك سنة!" قال: "حتى أنْظُرَ ما يأْتي مِنْ عِنْدِ رَبّي، فجاء الوحي من اللوح المحفوظ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وأنـزل الله تعالى: قُلْ أَفَغَيْرَ الله تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ... إلى قوله: فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ" ا. ه .

لا أنصاف حلول ولا مساحات رمادية بين الحق والباطل؛ ووسطية الطرح لا تعني تسطيح المضمون، ولا تدرّج العرض يعني بيان بعض الدين وترك بعض! والداعي إلى الإسلام مؤتمن عليه، ومسؤول يوم يبلّغه أن يبلّغه على وجهه الصحيح والمتكامل.

من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
متاح للتحميل من مدوّنة المؤلّفة، ويمنع نشر الكتاب على أية منصة أخرى لكن يشارك رابط صفحة التحميل:
https://hudhud0.wordpress.com/library/
الاقتناع مرهون بعوامل كثيرة منها عقلية الآخر واستعداده النفسي، ولا يتوقف فحسب على مهارات المُقنِع. فلا تبالغ في تجويد المهارة مبالغة من يُعَوِّل عليها، ولا تَستَهِن استهانة تفريط فيها. واذكر أنّ أوجب ما عليك هو أن تكــون على بيّنة حقيقية من أمـرك أنت، لا أن تثبت ذلك للآخرين، وألا يَغُضّ من قوة الحق في نفسك ضعف أثره عند غيرك.
ولذلك يُرسي لنا القرآن الكريم قاعدة أن يكون إيمان المؤمن عن بيّنة وعلى علم مستقرٍّ عنده، ولا يكون ردّة فعل كورقة في مهبّ ريح يعصف بها كل متلاعب لشيء في نفسه هو: {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ} [هود: 17].

من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
متاح للتحميل من مدوّنة المؤلّفة، ويمنع نشر الكتاب على أية منصة أخرى لكن يشارك رابط صفحة التحميل:
https://hudhud0.wordpress.com/library/
عندما يكون الكلام على مبدأ الجدية في الحياة، تستحضر الأذهان غالبًا تصورات نموذجية مما ورد في مواد ما يسمّى التنمية البشرية وقصص "العظماء" و"الناجحين" ... إلخ، مثل الاستيقاظ مبكرًا والنوم مبكرًا، ممارسة الرياضة، النظام الغذائي الصحي، ساعات محددة لمشاهدة التلفاز أو اليوتيوب (إذا وجدت) ... إلخ، دوام النشاط والحيوية وغلبة العزم والمثابرة وندرة أو انعدام الخمول والكسل وعادات اللهو وتضييع الأوقات ... إلخ.

والحق أن المسألة أبسط من ذلك التصور .. وأعمق!

إن الجدية التي تعنيك – بوصفك مسلمًا – أن تدرك معنى المسؤولية، وهو الموقف أمام الله تعالى لتقديم الحساب عن عمرك فيم أفنيته وعن شبابك فيم أبليته وعن مالك من أين اكتسبته وفيم أنفقته وعن علمك ماذا عملت فيه. فالمطلوب من كل فرد مسؤول أن يصوغ لنفسه نمط الحياة التي يرتضي الحساب عليها والجواب بها أمام الله تعالى.

فإذا كنت ترتضي – مثلًا - أن تقيم الفرائض وتجتنب المحرمات ثم ترتمي فيما بينهما على الآرائك أمام التلفاز أو تقلب في وسائل التواصل .. فأنت وشأنك.

وإذا كان من أولوياتك في الحياة أن تكسب من المال ما يوفر لك مستوى معيشة رفاهي، وتكده لأجل ذلك في عدد من الوظائف أو ساعات عمل طويلة .. فأنت وشأنك.

وإذا كانت أولويتك في بذل أقل جهد ووقت ممكن لتوفير دخل معيشي يستر الحال ثم تنفق فاضل وقتك وعافيتك في أعمال خيرية أو أهواء شخصية .. فأنت وشأنك.

المهم في المسألة كلها أن تواجه نفسك مواجهة صادقة، فتقرر ما ترتضي ولا ترتضي ثم تتسق مع قرارك. المطلوب أن تحيا حياة ترضاها لنفسك وترتضي عاقبتها عند لقاء ربك تبارك وتعالى، بكل ما تفعل ولا تفعل فيها، وبكل من أنت ومن لست أنت فيها. فإما أن تفصّل تطلعاتك في حياتك على مقاس طاقاتك، أو تربي طاقاتك على قدر تطلعاتك في حياتك، أو تظل متنقّلًا بين هذا وذاك حتى تستقيم على طريق. أما أن تعيش حياتك هاربًا من من مواجهة نفسك وصوغ نمط معيشتك وترتيب أولوياتك، بل وتمد عينيك لحيوات غيرك متحسّرًا على ما يفعلون ولا تفعله أو ما لا يفعلون وتفعله .. فهذا عنوان الحياة البائسة وعين البؤس في الحياة!

إن الجدية في الحياة ليست هي المعضلة، والحياة الجادة لا تعني المثالية الخرافية، وليس ثمة شكل واحد قطعي لتحقيق المسؤولية عن الحياة وفيها. وإنما مكمن المعضلة الحقيقية هي أن كل امرئ على نفسه بصيرة لكنه يظل يتعامى .. حتى يعمى حقيقة!

من كتاب #هدهديات
يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
"إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له." [مسلم]
من بين المعاني المشروحة لهذا الحديث، معنى وقفت عليه بالذائقة بعد وفاة #أبي_عبد_الرحمن رحمه الله تعالى، وهو سبب اختصاص الولد بالذات من بين الأرحام والمعارف، لأنه أقرب الأرحام لوالديه وألصقهم به، وأولهم وأكثرهم انتفاعًا منهما إذ هو ربيب إحسانهما، فلوعته لهما من الصدق والحرارة بحيث يفيض منه الدعاء بحرقة لا تكلف فيها، ويتجدد ذكرهما في نفسه بتلقائية وطواعية لا حاجة لرقيب عليه فيها.
وإذا لم أكن وقفت على جهة تربية الأبناء بعد، فقد وقفت على جهة التربي والبنوة نفسيهما، وعايشت أثر الوالد حين يصلح في نفسه على صلاح أبنائه وعمق صلته بهم، في حياته وبعد وفاته. ولما تأملت في أثر وفاة أبي عليّ، وعلى صلتي المستمرة به بحمد الله تعالى، وجدت أنه ليس أعظم مصابًا في سياق الوالدية من والد أصيب في ولده (أي مات له ولد)، إلا والد أبتر الذكر على ما له من ولد (أي لا يذكره ولده بعد وفاته ولا يُحيي ذكره).
https://hudhud0.wordpress.com/2023/03/22/parenthood/
البحر .. تَجَلٍّ عظيم من تجليات الجمال والجلال في بديع صنع الله تبارك وتعالى.

هو ذلك المعلوم المجهول في آن، بما انبسط على سطحه من عالم شهادة أخَّاذ، وبما انطوى في أعماقه من عالم غيب مَهيب. ومع أنه لا ناظر يغتر ببراءة جمال ظاهره عن مكامن خطر باطنه، إلا أن اليقين بما خفي فيه لا يمنع من التمتع بما بان منه!

وهو صديق كل أحد وإن لم يرافق أحدًا.. ويفهم عن كل متكلم وإن لم ينبس بحرف .. ويجيب كل سائل وإن لم ينطق بكلام .. فلا ينظر له ناظر ولا يتأمل فيه متأمل إلا رأى فيه صورة نفسه أو تصوير ما يعتمل ما في نفسه ..
فيتأمله المحزون ليرى بعيني انكساره في لألأة انعكاس الأنوار على تموجاته دمعات تتحدّر في وضح النهار أو جوف الليل سيّان!

وينظر فيه المسرور فتُخيِّل له هناءته الموجَات تتهادى كعرائس سابحة في دلال، أو تتدافع حاملة كركرة أطفال لاعبين في حبور.

ويطالعه المُحِب العاشق فيَخال لُجَّته المنبسطة في الأفق ستارًا يواري شمس غادة حسناء، أربكها طول تحديقه فراحت تلملم على استحياء خيوط أشعتها، حتى إذا همّت بالتواري أومأت له إيماء ظريفًا وغطست في الموج فضحك بدوره وتلونت صفحاته بألون الشفق!

وينظر له المَشوق المُستهام فيهوّن من تباريحه مرأى تعانق أواخر أذيال الموج مع أولى أطراف السحاب في العنان، فكأنما تلاحم متحابان أخيرًا بعد طول لهفة وتطاول غياب.

ويستلهمه الأديب فتُصَوَّر له ضجعة الكون في حضن الموج رضيعًا وديعًا، نام على صدر أمّه الرَّؤوم بعد يَسِير هَدْهَدة.

وسبحان من ضرب بالبحر الذي خلقه مثلًا، فقال تبارك وتعالى: {قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَٰتِ رَبِّى لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَٰتُ رَبِّى وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِۦ مَدَدًا} [الكهف: 109]. فسبحان من وسع سمعه الأصوات، ووسع حِلمه الخطايا، ووسعت قدرته الخلائق، ووسع كل شيء رحمة وعلمًا. وسبحان من أحسن كل شيء خلقه، فلا ينفك عن مخلوق بديع صنعته، ولا تَبلى أخذة التأمل في إعجازه، ولا يتقادم أثر التفكر في دقائقه.

من كتاب #هدهديات يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
للسائلين عن جهة تبرع موثوقة لمختلف أعمال البر والصدقات الجارية (بناء مساجد، حفر آبار، إفطار صائمين، كسوة وتبرعات عينية ...) التواصل مع الدكتور كريم حسين
https://www.facebook.com/kareem.hussein.3139
إذا كان الأمر كله لله ورب العالمين واحد ، وكانت العبرة بما تحتسب وترجو عند ربك ، وكانت العاقبة للمتقين ، وكان الصدق مع الله وتقواه يستطيعهما كل أحد على حاله ، وكان لكل منا كفان ليرفعهما لنفس الرب في أي وقت وعلى أي حال ، ولكل منا عينان لتبكيا تضرُّعًا وخِيفة ، وجبهة لتتمرغ رَهَبًا ورَغَبًا ، ولسان ليستهدي الله ويدعوه خوفًا وطمعًا .. إذا كان كل ذلك كذلك .. فعلام يقتل أحدكم أخاه بحسد ويقتل قلبه بضغينة؟!

كلّنا في كَبَدٍ ، ولكلٍّ منا نصيبه ومكابدته ، فلا تحسبنَّ أحدًا في الدنيا مقيمًا في تعاسة ولا آخر مُخلَّدًا في سعادة . وحين تمدّ عينيك لتتمنى ما عند غيرك من نِعَم لم تُقسَم لك ، فاذكر أن تتمنى كذلك نصيبهم من الكَبَد والكَدَر الذي قُسِم لهم وخفي عنك!

من كتاب #هدهديات
يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
كثر الكلام في حاجة المقبلين على الزواج لدورات توجيه تربوي وأسري وزوجي ... إلخ، وهذا حق. لكني لمست على مدى أعوام من الوساطة بين اثنين أو من تجاربي الشخصية أن ثمة حاجة ملحّة لتوجيه تربوي أدبي في مسألتين يشتد الافتقار لهما:

الأولى للرجال: فيما يتعلق بأسلوب المفاتحة وأدب البيان عن نفسه وفن التقدم لطلب فتاة؛ فكم ممن يصد الوُدّ وهو يحسب أنه يخطبه!

الثانية للبنات: فيما يتعلق بأسلوب ردّ خاطب لا ترتضيه، إذ لا بد من الجمع بين أدب احترام المُخاطِب وتقدير مخاطبته، وحسم إنهاء الخطاب دون تلاعب أو علائق.

من كتاب #هدهديات يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
وتقولين في ثنايا حديثك "لمّا أحببتُ ذاتي أحببتُ الله" ..
وأنا لا أتفق مع هذا المنهج في التفكير ولا التطبيق، والانتكاس متوقع بسببه لاحقًا كما جرى معك
ذلك أن الإنسان لا يستطيع أن يحب نفسه إلا إذا فهمها، ولا يستطيع الإنسان أن يفهم نفسه على الوجه المراد - أي الموافق لخلقتها والمطلوب منها - حتى يبدأ بالتعرف إلى خالقه تعالى، فيحبّه ويجلّه ويستمد منه فهمه لنفسه ووجوده والوجود من حوله، على الوجه الصحيح الموافق لطبائع الخلقة.
ولو تم ذلك التسلسل تنتفي من البداية الإشكالات التي ذكرتيها، فلا يقع صاحبه في تضارب المفاهيم وتشوّه التصورات الذي يعاني منه عادة من يبدأ بمنهج حب ذاته على ما هي عليه بكل ما اصطبغت به، ووفق تصورات مغلوطة وتعريفات غير سوية لمفاهيم ظاهرها الحسن كالثقة بالنفس والاعتداد والجرأة والحياء والهمة ... إلخ.

من كتاب #هدهديات يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
كثيرا ما يلهمنا الله تعالى فعل خير أو يفتح لنا فرصة مغنم
وقد تهيأت فينا لها المؤهلات ، فنهم أن نبادر
ثم تعرقلنا هواجس الخوف من التوقف أو الملل ، ضيق الوقت ، كثرة الشواغل ..
وننسى أن حقيقة دورنا لا تتمثل إلا في العزم على الرشد ثم المضي فيه
وأما التوفيق والبركة وسعة الوقت واستيعاب الطاقة فهذه فتوحات ربانية بحتة
وهبة من الله خالصة ..
لمن صدق ثم سعى
فالذي هداك للطريق سيعينك حتما على السير فيه والثبات على أرشده
هذا يقين لا مراء فيه : "ما ودّعك ربك وما قَلَى"
وهنا تعلمنا سورة الكهف ..
لما قاموا ربط الله على قلوبهم
"وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا" (14)
لما اعتزلوا آواهم الله لرحمته
"وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا" (16)
أقدِم ولا تخش من ذي العرش إقلالا
فإنك بالله لا بنفسك!

من كتاب #هدهديات
ليس في الحياة محطات تغيير حقيقة لأن التغيير لا يصنعه خارج وإنما ينبع من الداخل
الخارج يوفر سياقات ليس إلا ، أما تفاعلنا معها بحسب ما يعمر نفوسنا هو الذي يسمو بنا درجات أو يهوي دركات
فما لم نلتفت لمفهوم عمران النفس بداية ، ونتيقظ لما نعمر به نفوسنا ، لن نجد لنا رصيدا يعين على استثمار المواقف والرشاد في التفاعل معها ، وإنما الذين اهتدوا زادهم هدى
فالوظيفة – مثلا - لا تخلق فيك الشعور بالمسؤولية ، وإنما شعورك بالمسؤولية هو الذي يعينك على العزم والجدية في التعامل مع هذا السياق
والزواج لا يخلق فيك جنة لم يكن لها في نفسك أسباب ، ولا يسبغ معنى على قلوب خاوية ، ولا يسجن نفسا هي في الأصل صغيرة أو يمنع الشمس عمن تعود أن يكون ظلا للغير ، بل هو اختيار واعٍ من موقف قوة لفردين في نفسيهما ناجحان فتكاملا باجتماعهما
والتربية ليست السياق "الطبيعي" أو البديهي لكل والد ووالدة لهما قدرة إنجاب ، فكل المخلوقات تلد وتطعم وتخدم ، وليس غير الإنسان يربي
وأقاويل الناس ونظرات المجتمع لم تكن أبدا أغلالا لمن تحرر من أغلال نفسه بتهذيبها وتزكيتها وتنميتها ، فقراراته اختيارات واعية على بصيرة ، وليست التزامات إجبارية لأنه لا يحسن غير مسايرة العرف
أنت تصنع نفسك بالمواقف حين تمر بها واعيا يقظا ولا تدعها هي تمر عليك مرور الكرام
وليست المواقف هي من تصنعك أو توجد لك نفسا ليست فيك
كن في نفسك شيئا أولا
ثم لتكن بعد ذلك في الناس وفي الحياة ما تكون.

من كتاب #هدهديات
ما من وهم نتعامل معه على أنه حقيقة كالهوى والغرام
وما من حقيقة نتعامل معها على أنها وهم كالموت
لذلك لا يستيقظ الناس حقيقة إلا حين تتسع مداركهم .. أو تنكسر قلوبهم
وقبل هذين فالكل في نومهم غارقون

من كتاب #هدهديات
يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
من المظاهر الاجتماعية النسائية في رمضان إقبال النساء على شهود التراويح وغيرها من الصلوات في المسجد، ويتزامن مع ذلك التساؤل أو الاحتجاج من طرف النساء اللواتي يمنعهنّ أزواجهن أو أولياؤهن من الخروج للمسجد.

فمرة تبعث فتاة شاكية: أبي لا يسمح لي بالخروج لصلاة التراويح في المسجد في رمضان، ولا حتى العشر الأواخر، مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بنفسه يوقظ أهله ويدفعهم للصلاة!

ومرة تبعث زوجة مستنكرة: زوجي يرفض خروجي لشهود صلاة التراويح في المسجد، ومعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم منع الرجال أن يمنعوا النساء في حديث “لا تمنعوا إماء الله مساجد الله”، فكيف الرد عليه وعلى كل من يتسلط على النساء باسم الدين فيمنعهن من حقهن في التعبد؟!

ومن مجموع النقاشات والردود كانت مادة هذه المقالة، الهادفة لرسم تصور متكامل يحلّ إشكالات أعمق وأكبر من ظاهر المشكلة المسؤول عنها:

https://hudhud0.wordpress.com/2023/04/09/women-prayer/
كم من ظواهر هادئة
تحمل بين جنبيها مِرجَلَا يلتهب ، وفي أعماقها فورة تَؤُج
ليس كل صمت عجز ، ولا كل سكون خمول
وإنما أهدأ صفحات السماء هي تلك التي تسبق الأنواء
ومن دياجير الدجى تشرق الأنوار!

من كتاب #هدهديات
يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
تقوم الثقافة التنموية على تجريم "العادي" و"الروتين" و"الواجب" و"المسؤولية" و"الرتابة" و"الجدية"، باعتبارهم كلهم سَلّة واحدة من السلبيات الخانقة، لتستبدل تلك القوالب بأخرى ظاهرها "الإيجابية" وباطنها نوع آخر من القولبة: الإبداع، الشغف، المرح، حب الحياة، حرية الإرادة، التمرّد على السائد، العملاق الكامن... إلى آخر المصطلحات هلامية التعريف والمعالم، التي تُشقي الناس بالسعي وراء سراب لا يتأتّى على الوجوه التي ترسمها ولا من تطبيق المنهجيات التي تُروِّج لها. فلا إبداع يخلو من عادة ورتابة، ولا إبداع بغير جدّية وانضباط ذاتي، ولا جدّية وانضباط بغير ذوق طعم المرارة كما الحلاوة. ثم حتى اتباع الهوى يمكن أن ينقلب روتينًا مكروهًا أو إدمانًا مريضًا. وحبّ الحياة ليس مرادفًا لللامسؤولية، ولا الاختلاف مطلوب لذاته خاصة إذا كان يعني معاندة السائد لمجرد المعاندة. وتحريرُ الناس من همّ البديهي والمعروف والواجب أسلمهم لهمّ الشغف والتميّز والجماهيرية...
وهكذا في حين تزعم تلك الثقافات أنها تحرر الناس من أسر قوالب صُنعت لهم، تخضعهم بدورها لأسر القوالب التي صنعتها هي لهم!

من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
متاح للتحميل من مدوّنة المؤلفة
https://hudhud0.wordpress.com/library/
2024/09/30 20:26:01
Back to Top
HTML Embed Code: