Telegram Web Link
اصطلاح "دفع الثمن" ليس تهديدًا بالخسارة بل هو تقرير لواقع، كما ذكرنا سابقًا. فأيّ موازنة في الحياة لها مُعطىً ومردودٌ، ولا أحد تكتمل له المحاسن كلها أو تجتمع عليه المساوئ جميعها، وإنما الشأنُ في ارتضاء موازنة ما، وتحمّل مسؤولية مُعطياتها، والرضى بما قُسِم في مردودها.
إنك تَدفعُ مِن عمرك لعُمرانك، وتنفق من أنفاسك لنَفْسِك، وتُقدِّم من دنياك لأُخراك، وتُبعَث وحدك، وتُحاسَب وحدك. فواجِه نفسكَ بصدق في تعريف حياتك ومعاني حياتك، وفي الثمن الذي ستبذله جادًّا فيما تريد طلبه أو تركه فعلًا، وفي الكيفية التي ستوازن بها كفوف اهتماماتك ووجهات طاقاتك وأطوار طباعك، متنزّهًا عن أوهام انفصام الدين والدنيا، ومتحرّرًا من عقد المقارنات المحمومة والقوالب الجامدة والتصنيفات الجائرة للقمّة والقاع والنجاح والفشل والطموح والهمود... إلخ.
#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
إنّ مفتاح الحياة الهانئة ليس في النجاح ولا الترقي ولا الشهرة ولا كثرة المال والأولاد والأهل والأصحاب... إنما مفتاحها أن تكونَ صادقًا مع نفسك، مسؤولًا عن حياتك؛ وأن تَكُفَّ عن مَدِّ عينيك لحيوات الآخرين، وإرهاق نفسك بالمقارنة بموازينهم التي ارتضوها لأنفسهم أو اتّبعوها بأنفسهم، ولَسْعِ حياتك بزفرات الحسرة واللو والليت؛ وأن تُوقِن أولًّا وآخِرًا أن الهناءة تكمُن حقيقة في دوام اتصالك بربك، على كلّ حالك: من شدة ورخاء، وطاعة وتفريط، ووضوح وحيرة... والله تعالى وليّ المُتّقين.
#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
تأمل في التناسب الطردي بين رَوَاج سوق التنمية البشرية واتساع الفجوة بين الإنسان وتنمية نفسه، لتدرك أنه لا تنمية حقيقية يمكن أن تتم حتى يبدأ الإصلاح من الجذور أولًا، لا الترقيع فوقها ولا التلميع من حولها. وعلى أساس من المكابدة والمجاهدة والمصابرة على مدى رحلة العمر، لا مجرد محطة أو بضع خطوات في جدول تفرَغ بعدها من إصلاح نفسك لتعيش حياتك! بل إنّ تكليف حياتك هو إصلاح نفسك وعمرانها بالأساس، ثم يكون بعده تلقائيًا وتَبَعًا عمران ما تتصل به، مما حولك أو من حولك.

ولأنّ الناس تفزع من طلب العلم الحق وتتكاسل عن التطبيق الفعلي على كل حال، ترتمي في أحضان ذلك الخلّاط لتدور معه والسلام، فتجمع بذلك بين الحُسنَيين: تحصيل العذر ببذل جهد ما، والحفاظ على الراحة بعدم بذل جهد حقيقي!

#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
ومنذ متى كان الوقت وحده يغير أي شيء ناهيك أن يغير الإنسان نَفسَه! إن الإنسان مستعصٍ على أي تغيير خارجي ما لم يكن له منبع من الداخل وصدى في النفس.
#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
ليس لعبد عامة ولا لمؤمن بالله خاصة وجهٌ ولا حقٌّ ولا مسوّغ - مهما يكن من حاله أو فجع مَصابه - أن يتعدّى بلوم العناية الإلهية التي خذلته والسخط على المشيئة التي ابتلته والتهكم على الأقدار التي يراها جائرة فيلعن الدّهر ويشقّ الجيوب ويلطم الخدود... إلى آخر أشكال المحرّمات القولية أو الفعلية، التي هي انعكاس لفساد قلبي عقدي.
وقد سنّ لنا رسولنا عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة، فيها الجمع بين الشعور بالبشري بالوجع والحزن والأدب الإيماني بالقول والعمل، من ذلك مقاله في وفاة ابنه إبراهيم: "إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ" [البخاري]، وفي رواية [مسلم]: " تَدْمَعُ العَيْنُ وَيَحْزَنُ القَلْبُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا ما يَرْضَى رَبَّنَا، وَاللَّهِ يا إِبْرَاهِيمُ إنَّا بكَ لَمَحْزُونُونَ".
#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
النفس المطمئنة هي التي "تفزع" لذكر الله ، إليه أولًا تهرع وتسارع في كل شأنها
فهي ليست منيعة ضدر الحيرة والقلق والهواجس والحزن والسقم والألم
ولا محفوظة من الرياء والكِبر والخُيَلاء والبَطَر وشتّى الحظوظ ، بل هي تجابه كلّ ذلك بالله لا بنفسها .
والطمأنينة تَكمُن في أن تعبد وتطيع ، وتشفق وتخاف ،
فتدعو بالقبول وتطمئن أنه لا يُضيّعك : {إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا} [الإنسان : 10] ؛
وأن تحتار وتتعثر فتسجد متضرعًا
{يا معلم إبراهيم علمني ، يا مفهم سليمان فهمني} ،
وتوقن أنه هاديك
{وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الحج : 54]
وأن تَحَار وتُعييك السبل فتفزع إليه مستخيرًا مستغيثًا مسترشدًا ،
وتوقن أنه تعالى سيختار لك ويرضيك
{كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَنْ هَدَيْته، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ} [مسلم] ؛
وتطمئن أنّ عاقبة أمرك كله خير ما صبرت وشكرت .
#الأسئلة_الأربعة_لضبط_وصلتك_في_الحياة
سبحانه وتعالى حكيم في أفعاله عادل في أقضيته لا يقاس عدله بعدل العباد إذ العبد يتصور منه الظلم بتصرفه في ملك غيره. ولا يتصور الظلم من الله تعالى فإنه لا يصادف لغيره ملكا حتى يكون تصرفه فيه ظلما.

الإمام الغزالي - إحياء علوم الدين
* للسائلين عن كتاب #الأسئلة_الأربعة لضبط بوصلتك في الحياة، يتاح خلال هذا الشهر بعون الله تعالى للتحميل المباشر من مدوّنة المؤلفة هدى عبد الرحمن النمر
* كتاب "ما بال النسوة" قيد الإعداد، ويُعلن عنه عند نشره إن شاء الله تعالى.
* ولكل من بعثوا استشارات أو يطلبون التواصل مع أ هدى سنعلن عن لقاءات مفتوحة أونلاين للرد على كل الاستفسارات، وكذلك مجالس لنقاش الكتب إن شاء الله تعالى.
تابعونا على:

Facebook
https://www.facebook.com/Hudud0

Telegram
https://www.tg-me.com/hudhud_0

Soundcloud
https://soundcloud.com/hudhud0

Youtube
https://www.youtube.com/c/Hudhud0
مدوّنة هدهديات
https://hudhud0.wordpress.com/
والاستيفاءُ في الحقوق مُوحِش، والاستقصاء فيها مُنفِّر، ومن أراد كل حقه لم يصل إليه إلا بالمُنافرة والمُشاقَّة، ولم يقدِر عليه إلا بالمُخاشنة والمُشاحَّة.

وقد استقر في الطباع مقتُ من شاقَّها ونافرَها، وبُغضُ من شاحَّها ونازَعها، كما استقرَّ فيها حُبُّ مَن سامحَها وياسَرَها، فكان أليقَ بالمروءة استلطافُ النفوس بالمُياسَرة والمُسامَحة، وتألُّفها بالمُقارَبة والمُساهَلة.

- الماوردي-.
بحمد الله تعالى كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة متاح كاملًا في جزئين بالتنقيح النهائي، للتحميل المباشر من مدوّنة هدهديّات.

ملاحظة من المؤلفة: "أنصح بمراجعة هذه النسخة لمن قرأ الكتاب مسبقًا لما فيها من تصويبات وإضافات، وجزى الله خيرًا كل من عاون على إتمامه وإخراجه".

للتحميل اضغط على صورة الكتاب في الرابط التالي:
https://hudhud0.wordpress.com/library/
مقالة "التفاضل بين حقوق الرجال والنساء" في العدد 18 من مجلة رواء

لقراءة المقالة مباشرة
https://rawaamagazine.com/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%a7%d8%b6%d9%84-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d9%82%d9%88%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b3%d8%a7%d8%a1/

لتحميل العدد كاملًا (المقالة ص 43)
https://rawaamagazine.com/wp-content/uploads/2022/12/Rawaa18-2.pdf
اعلم أن الله - عز وجل- لم يَتعبَّد أحدًا بفهمِ أحد، ولكنه تعالى أرشَد مَن لم يَعلم إلى الاقتداء بمَن يَعلم، ولم يَجعل مُجردَ الإيمان به تعالى مُوجِبا للاتصاف بالعلم، بل ميَّز أهلَ العلم من المؤمنين على غيرهم بقوله" يَرْفَعِ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ".

وليس كل مَن ادَّعى العِلم معدودا من العلماء، ولا كل من اعترَف بالجهل معدودا من الجاهلين؛ إذ لا يخلو إنسان من علم وجهل... ولا يخلو امرؤ من حق أو ما يُشبه الحقَّ في الصورة، كما لا يخلو من باطل او ما يُشبه الباطل في الصورة.

فمن اتصف بالحق وما يشبه الباطل من الحق فهو العالم القدوة، ومن اتصف بالباطل وما يشبه الحق من الباطل فهو الجاهل الذي تجب مُجانبتُه.

والتمييز بين المُحِقّ والمُبطِل في غاية الصعوبة على أكثر الخلق؛ إذ الحق في كل شيء لا يعلمه على ما هو عليه إلا من تحقَّقت خشيتُه من الله، ودامت مراقبته له، وتحلَّى بمُوجِبات القُرب منه، فنوَّر بصيرتَه، وجَعل له فرقانا يَمِيز به بين الحق والباطل، ويَعلم الشيءَ على ما هو عليه عِلما لا تتطرَّق إليه الشُّبَه، ولا تُغيِّره الاحتمالات. كالأئمة الأربعة، ففَهمُهم صحيح، وبصيرتهم نافذة، فمن اقتدى بهم اهتدى، ومن قلَّدهم نجَا من موجبات الردى ...

- العلّامة الأمير تـــ1232هــ -
قال الفيلسوف المتطبب محمد بن زكريا الرازي:
التحاسد لا يكاد يكون إلا بين الأقرباء والمعاشرين والمعارف، فإنا نرى الرجل الغريب يملك أهل بلد ما ولا يكادون يجدون في أنفسهم كراهة لذلك، ثم يملكهم رجل من بلدهم فلا يكاد أن يتخلص ولا واحد منهم من كراهته لذلك، هذا على أنه ربما كان هذا الرجل المالك -أعني البلديَّ- أرأف بهم وأنظر إليهم من المالك الغريب، وإنما يؤتى الناس في هذا الباب من فرط محبتهم: لأنفسهم، وذلك أن كل واحد منهم من أجل حبه لنفسه يحب أن يكون سابقًا إلى المراتب المرغوب فيها غير مسبوق إليها، فإذا هم رأوا من كان بالأمس معهم اليوم سابقًا لهم مقدمًا عليهم اغتموا لذلك وصعب واشتد عليهم سبقه إياهم إليها، ولم يرضِهم منه تعطفه عليهم ولا إحسانه إليهم؛ لأن أنفسهم متعلقة بالغاية مما صار إليه هذا السابق لا غير، لا يرضهم سواه ولا يستريحون دونه!
وأما المالك الغريب فمن أجل أنهم لم يشاهدوا حالته الأولى لا يتصورون كمال سبقه لهم وفضله عليهم فيكون ذلك أقلَّ لغمهم وأسفهم. وقد ينبغي أن يرجع في مثل هذا إلى العقل ويتأمل في هذا الأمر. اهـ
حين تلتفتُ لأثرك على الناس، التفت له من حيث تقويم منهجيتك ومراجعة أسلوبك وصقل علمك وتجويد أدائك، وستجد وقتها أنك تستقبل النقد والتقويم بصدر رَحْب، بل تطلبهما طلبًا وتنتفع بهما حقيقة لا مجاملة. وستجد كذلك أنّ كل ثناء عليك يقع منك موقع الشكر والحمد لله تعالى، الذي منَّ عليك مرّة أخرى بتوفيقك لخدمة هذا الدين العظيم بعد أن منّ عليك باتباعه والانتماء له، والذي أكرمك بباب مثوبة ما كنتَ لتفتحه بمحض مجهودك.

وإياك أن تلتفت لأثرك على الناس من حيث اتخاذ عدّادات المتابعين وأرقام الجماهير هي ميزان نجاحك وعلامة فلاح دعوتك، فتعلو همتك بقدر تصاعد منحنى المتابعة وتخفت بقدر هبوطه! ولا يكن همّك رضا الناس عنك بل تبصيرهم بالحق، ولا استمالة القلوب لك أنت بل استمالتها للحق، ولا تعلّق الجماهير بفنّ خَطَابَتك بل بلبّ خطاب الحقّ. عندئذ فحسب، تكون قرّة عينك في ذلك الواحد: {واللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم} [متّفق عليه].

من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
متاح للتحميل من مدوّنة المؤلّفة، ويمنع نشر الكتاب على أية منصة أخرى لكن يشارك رابط صفحة التحميل:
https://hudhud0.wordpress.com/library/
2024/09/30 22:24:54
Back to Top
HTML Embed Code: