Telegram Web Link
الخوف من الإقدام على عمل جاد أو بدء الاشتغال بفكرة ما ليس على الدوام خوفًا من الفشل، بل في كثير من الأحيان خوفنا الحقيقي والدفين هو خوف من النجاح! لأنه لا يأتي هيّنًا سهلًا بل يحمل في طيّاته بذل الجهد والمثابرة والمصابرة.
نريد أن نختار الله والدار الآخرة، ثم نغرَق في الدنيا للدنيا كأنّها هي آخرتنا. إننا نريد أن نختار اختيارات لا نتحمل كُلفَتها ، فنهرب مما نختار ونختار ما لا نَصدُق مواجهته.. فعجبًا لنا من ضحايا لجنايتنا!
أكبر عقبتين نواجههما عند اتخاذ الخطوة الأولى:
1) الاستعظام:
فتبدو لك الخطوة الأولى مهولة وصعبة وتتطلب من التجهيز والاستعداد والتهيؤ ما يجعلك تؤجّلها وتسوّفها يومًا بعد يوم حتى تصير كالجبل المعنوي الجاثم على صدرك ، فلا أنت تركت نفسك حُرًّا من ذلك الالتزام الذي تهاب الخطو تجاهه ، ولا أنت خطوت تجاهه بالفعل لتفرغ منه! والحل البسيط المباشر لهذه العقبة أن تقرر البدء في ذلك العمل لمدة 5 دقائق فحسب ليس أكثر ، ثم تتركه بعدها فورًا! وفي الغالب ستجد أنك بدأت تندمج بعد تلك الدقائق ويتضح أن ما بدا لك جبلًا لم يكن إلا هضبة!
2) الاستصغار:
فتبدو لك الخطوة الأولى التي حددتها لنفسك ضئيلة وهيّنة لدرجة أنها لا تساوي شيئًا في جنب الهدف الكبير الذي تسعى له ، ولا تستحق بالتالي إجهاد نفسك واستنفارها لأجلها ، فتؤجل وتسوّف لحين تحشد طاقاتك لخطوة أكبر منها! والحل لتلك العقبة أن تخطو فورًا الخطوة الأولى بالقدر المتاح لك على حالك ، دون أي مزيد تسويف أو تأجيل أو انتظار لزمان أنسب وحال أيقظ ، مستحضرًا أن أية خطوة بأي قدر تعني أملًا في بلوغ الغاية على المدى مهما طال (طالما أنك مثابر مداوم) ، أما انعدام أية خطوة بأي قدر والاستنامة للتسويف والتأجيل فلا أمل من ورائهم في وصول أبدًا ، مهما امتد بك العمر .
ومن المفيد أن يستحضر المرء أن الجدية في حياة الحياة لن تكون بطعم الفراولة على الدوام ولا هي كذلك بطعم الليمون بالضرورة ، بل طعمها ببساطة انعكاس لعمق فهمك ومدى استشعارك لمسؤوليتك الشخصية عن حياتك وما ترتضيه لها وفيها . فقرّر واعيًا من تريد أن تكون أو لا تكون ، وماذا تريد أن تفعل أو لا تفعل ، ثم احترم نفسك والزم ما قررت؛ فإما أن يوافق عملك جِدّية تطلعاتك ، أو تفصّل تطلعاتك على مقاس جِدّية عملك؛ وليس بعد هذين بين بين! لكن لا جدوى أبدًا من جلد ذاتك وتمزيق نفسك معنويًّا بين تطلعات سامقة وهِمَّة خائرة ، ثم لا تزداد بعد ذلك التمزيق والجَلْد إلا لهوًا وعبثًا!
والموفق في هذا الجهاد المستعين بالله على الدوام ، ذو البال الطويل والصبر العنيد في تربية نفسه وإنضاجها على نار لا تنطفئ شعلتها تمامًا ، وإن تذبذبت أحيانًا بين الاتقاد والخفوت .

رابط المقالة على المدونة وتسجيلها الصوتي
https://hudhud0.wordpress.com/2021/09/03/first-step/

#هدهديات #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
طبيعة سبيل التزكّي والإصلاح أنه قائم على وزن المفاعلة: محاولة، مثابرة، مجاهدة، مصابرة، مكابدة. وهذا ليس من أوزان العسل في العربية. فمن يريد أن يَرُوض نفسه وهو مرتاح سيتعب، ومن يروم التعب في رياضة نفسه هو من سيرتاح.
ما كان ربك ليُضيع إيمانك مهما يكن قَدْرُه، وما وَدَّعَك ربك وما قلاك على ذنوبك مهما كثرت. وقد جَعَل سبحانه حتى للمُرْتَدّ توبة، وللكافر أَوْبَة، بلغ أَمَدُها حَدَّ الغرغرة!
من الناس من طلَّق نفسه طلاقًا بائًنا! فهجرها وهجرتها!
لكن لأنها نفسه مقيمة معه لا مفر ، فهو يهجرها في داخله ، فيعيش المرء منفصمًا كأنه يحمل روحين متناحرتين في ذات البدن!
والسؤال المطروح لمن يعيشون هذه الحالة النفسية ، ويستمرون فيها على شقائهم بها - لعجزهم أو خوفهم أو تخاذلهم - : كيف تحيا معدومًا سبيل الحياة؟
إن نفسك التي تناحرها هي معبرك ومطيتك في هذه الدنيا ، فإذا قتلتها وأنت راكبها فمن يحملك؟
ثم هل الحياة إلا لتشتغل بنفسك؟ لو أنك تعيش حياتك هاربا من نفسك أو مشتغلًا عنها أو لا وقت عندك لتربيتها وحوارها ومعالجتها وتزكيتها .. فعجبًا ما الذي تفعله إذن في الحياة؟
ماذا تفعل في حياة تَمتَحِن نفسَك وأنت لا وقت عندك لنفسك ولا متابعةَ لأجوبتها؟
أي نوع من الأشغال إذن له معنى أو قيمة إن لم يكن يصب في أجوبتك أو ينبع منها أو يخدمها؟
لمن تعيش؟ ولماذا تعيش؟
بمن أنت مشغول إذن؟!
بماذا أنت مشغول إذن؟!
لم يتعبدنا الله تعالى بالسخط والتعاسة والشقاء، ولا حتى بالحزن الدائم المثبّط المهمّد للروح عن كل خير، ولو كانت هذه المشاعر باسم الشعور بالذنب لتفريط أو تقصير. فالخطأ وارد من كل بني آدم مهما اجتهدوا ، وارتكاب الخطأ بحد ذاته ليس نهاية الخطأ ، فميدان الامتحان الأصعب هو تعاملك مع ما بعد ارتكاب الخطأ. فإذا توقفت عند مجرد التشنج والعصبية والغضب والإحباط واليأس والوحشة هذا ليس خيارًا مقبولًا ويجب ألا يكون خيارًا مطروحًا عند المؤمن أصلًا .

فالله تعالى بيّن للعباد ما يرضيه منهم ومنهجه لهم ، فمن صدق في طلب الله أخذ بما بيّن الله على ما بيّن ، وربّى نفسه على أدب الامتثال لربّه في كل أطواره . فلا يطيل أمد التشاحن والتحارب الداخلي ، بل يصرف ذلته وكسرته أولا لربه تعالى استغفار واستعفاء ، ثم يمسك بزمام نفسه ويفكر في كيفية التصحيح والتقويم ابتغاء مرضاة الله وتصديقا لتوبته ، وفق ما بيّنه ربه في مختلف أحوال الخطأ وأطراف علاقته ومن كان هذا نهجه تتربى نفسه ويشتد عود نفسيّته ومتانتها ، فيتجاوز الأخطاء تجاوزًا محمودًا بناء ، بغير عقد نفسية وحروب كونية وانفعالات جنونية .

أما من يتبع مزاج هواه وتقلبات نفسه وظنون فكره .. فهِجرته إلى ما هاجر إليه ، على شرط أن ينسب مأساة حاله لنفسه ونكد عيشته لمنهجه في المعيشة .

لذلك كان خير الخطائين التوابون .. لا الساخطون ولا الصائحون ولا الغاضبون ولا النائحون ولا الدراميّون ولا الجالدون للذات ... إلى آخر صور التفريغ الخاطئة في التعامل مع الخطأ ، والتي لا تخلو جميعًا من بذرة استكبار.

وما من ذنب إلا وجعل الله منه مخرجًا ما دامت حياة ، فمن الخطائين من يطلب المخرج من الذنب ، ومن الخطائين من يذنب بالخروج من الطلب .. والعاقبة للتوابين .

#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة #الأسئلة_الأربعة
الرثاء للذات ، الشفقة على النفس ، الإحباط من عدم الجدوى ، الإياس من تغير الحال ، ضمور تقدير الذات ، السخط على الذات ، الحنين للماضي والأنين من الحاضر ، العويل الوجداني والهمود الروحي … إلخ كل تلك واشتقاقاتها حالات لا حلول . وكأية حالة نفسيّة لها قدر طبيعي ودرجة سويّة ويذوق منها كل حيّ بالضرورة بمقدار . لكن الإغراق في الحالة يحيد بصاحبه قطعًا عن حدّ الاعتدال فيصرفه عن إبصار مكامن الحل . وأقصد بالحل هنا لا مجرد (الخروج من الحالة) والفكاك من أسرِها – وهو نوع الخلاص التي ينتظرها غالبية الأسرَى – ، وإنما حقيقة الحل ونور الفرج يكمن في (التحقق بالفهم) .
ومكمن الإشكال في الوجود أن نتخذ الوجود مشكلة ، ثم نتخذ وجودنا في الوجود المشكل مشكلة ثانية ، فنصير بذواتنا مشكلين داخل مشكلة ، وتتعقد في نظرنا كل أنواع الإجابات وكل سبل الحلول ، ونتخذ الإمعان في الاستشكال شغلًا بدل محاولة الفهم ، ونحتقر ذوى الرؤى الواضحة والعقول البسيطة التي لا تحسن التفلسف ولا يفتنها التعقيد والألغاز .. ويضيع امتحان الحياة في معضلة ميّتة .

وإن دوامة الحالة ورحلة الحل كلاهما يأكلان من العمر ، لكن الأولى تنقصه من أطرافه والثانية تزيد من ثرائه ، والمكابد في الحل كالمكابد لحالة ، كلاهما أي نعم في كبد لكن العبرة بالكبد الذي تحتسبه وترجوه عند الله تعالى

#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة #الأسئلة_الأربعة
ممّن أو ممّاذا تستمدّ شعورك بقيمتك في الحياة؟ ما معايير تقديرك لجودة أداءك لأدوارك المختلفة؟ ومن أين تستقي تلك المعايير؟ وما الركن الذي تأوي إليه حين تعصف بك حيرة أو يزل بك هوى؟ ما مكمن ثباتك في أمرك؟

ومع أن إجابات تلك التساؤلات ينبغي أن تكون واضحة في مرجعية المسلم ، إلا أن السائد اليوم هو تضارب وتناحر وتصارع الموارد التي يستمد منها المسلم تقديره ذاته وبالتالي يتذبذب في أرض نفسه ويسهل على من وما حوله تهديد كيانه وتكدير صفوه وزعزعة اطمئنانه . فتارة نستقي التقدير من أنفسنا (أي رضانا الذاتي) ، وتارة نستقيه من مدى رضا الناس عنا أو إعجابهم بنا . وحينًا نَقيسُه وفق مدى التزامنا بشعائر الدين ، وأحيانًا نستمده من مدى موافقتنا للأعراف السائدة حولنا .

#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة #الأسئلة_الأربعة
أول وأوجب شخص تقصده بالدعوة وتحرص على صلاحه هو نفسُك ، وهي أول من يُغفِله كثيرون ممن يستميتون على خدمة المجتمع ودعوة الناس والمسارعة لنفع الغير ، متخذين ذلك ذريعة ومبررا للتقصير في حق أنفسهم عليهم في التزام ذلك الخير والانتفاع بتلك الدعوة . وعجبًا بل أسفًا على من يوقف نفسه لدلالة غيره على الله تبارك وتعالى ثم نفسه ويده هو صفر من ذلك النور الهادي .

وهذه الحالة هي المقصودة في قول الله تبارك وتعالى : “أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ” [البقرة : 44] ، فالعتاب في الآية واللوم على نسيان النفس لا على الأمر بالبر ، والمطلوب بناء عليه أن تذكر نفسك مع استمرارك في الأمر بالبر ، وبذلك تكون الدعوة دافعا لك ومنطلقا للاشتغال بإصلاح نفسك ، لا شاغلًا عن صلاح نفسك .

ومن سوء فهم الآية وسوء تطبيقها اتخاذها حجة وذريعة للتوقف عن الأمر بالبر مع استمرار نسيان النفس ، فيجمع صاحبها على نفسه تقصيرين وذنبين . فأمر الناس بالبر والمعروف جهة ، وأمر النفس بهما جهة أخرى ، والمطلوب الموازنة بينهما ، وأول الموازنة البدء بعمران النفس بالعلوم الضرورية اللازمة لكل مسلم ليصح فهمه لدينه ويستقيم إسلامه في نفسه فيدعو بعد ذلك على بصيرة وعلم .

#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة #الأسئلة_الأربعة
فلينظر كل فرد فيما عليه من مسؤوليات كما ينظر فيما له من حقوق، وليحذر مما يلزم نفسه به في الحياة من اختيارات ومسارات وعواقبها، فمن تثقل عليه الحياة غالبًا ألزم نفسه من الإلزامات ما ليس مُلزِمًا له شرعًا ، ولا هو متفق معه عرفًا . وإذ ذاك فالذي يثقل علينا ليست الالتزامات ذاتها ، وإنما ضعف إيماننا بمسؤوليتنا عنها أو حاجتنا إليها . وإلا فكم من صاحب شغل يبذل فيه من طاقات نفسه فوق ما يُتصور فلا يُعيه ذلك بل يزيده حياة ، وكم من مقهور على أمر لا قناعة له به مهما صغر ينقطع نفسه عند كل حَبوة يحبوها كسلحفاة تتسلق جبلًا!
ثم المنشأ الثاني لثقل حياتك عليك هو تكليف نفسه ما ليس في نطاق وسعها أصلًا ، وشغلها بما لا سلطان لها عليه ، فتورثها الحسرة والكَمَد ، كالتوجس من النتائج والاغتمام بتصاريف القدر والقلق من تحصيل الرزق وتوهم ضمان المستقبل وقياس قيمة وجودك بهيلمان أثرك لا بجودة عملك وإخلاص نيتك .. وهكذا .
إن تعلم حدود تكليفك والوعي بقدر مرتبتك في الوجود والتأدب بمحدودية طاقتك يورثك التركيز الصادق والجاد فيما طُلب منك الاشتغال به ، ويوسّع عليك آفاق الأمل والرجاء في حسن العاقبة عندما تفوض القدرة لذي القدرة ، وتستعين على ضعفك بذي القوة ، وعلى تحوّلك بذي الحول ، سبحانه وتعالى .
#الأسئلة_الأربعة #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
ليس هناك إسلام وسطيّ وإسلام متطرّف وغير ذلك، بل الإسلام واحد والحقّ واحد، والأفهام هي التي تصيب فترشُد بِهَدْيِه أو تخطئ فتحيد عن هَدْيِه. والذي يوصف بالوسطية أو التشدد أو التطرّف وما أشبه هو خطاب الدعوة ومنهج الفهم ونهج التديّن، لا الدّين.
#الأسئلة_الأربعة #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
من عَلم أنه مأمور بفعل البلاغ فحسب، وأنّ جزاء ذلك عند الله تعالى وحده، لم يتأثر من تباين ردود أفعال العباد تجاه دعوته تأثرًا يدفعه للإخلال فيها، سواء بالامتناع الكلّي عنها (فيحرم نفسه أوّل ما يحرم من المثوبة وهو يظن أنه يزهد في التفضّل على غيره!) أو بالارتماء الكلي فيها دون مراعاة الضوابط والموازين والألويات (فيُهلك نفسه أوّل ما يهلك وهو يظن أنه يستميت في إنقاذ غيره!). وإنما يكون تعبّده في ذلك وَسَطًا بين الإفراط والتفريط، بقلب مطمئن إلى أنّ مولاه يُوَفِّيه ثوابَه ويهدي به من يشاء. ولا تتأثر همته أو حماسته من جهة أخرى بكثرة أو قلة الأتباع، لأنه يستمد حرارة دعوته من إيمانه هو بما يدعو إليه، ومن استحضاره أنه يخاطب رب الناس تعالى بقلبه قبل أن يخاطب الناس بكلامه.
#الأسئلة_الأربعة #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
يخلط كثير من المشتغلين بالدعوة عامة والمتفرّغين لها خاصة ، بين تجويد الأداء والحرص على الإتقان تعبّدًا ، والهَوَس بتطوير مهارات العرض وأساليب الإقناع اعتقادًا بتوقف "النجاح الدعوي" على مدى ذلك التطوير ؛ لذلك تجد أن منهاج الدعوة المعاصر حاد بالدعوة عن المقصد الأساسي وهو دلالة الخَلْق على خالقهم ، ليتحوّل إلى منصّة مسرح يهدف لتحقيق الذات وإثبات الجـدارات وتباري المهــارات وتنافس الفنّيات . وكَثُر الخوض في جدالات فكرية عن نظريات الدعوة ووتجديد الخطاب الإسلامي ورفع الواقع ... دون أثر حقيقي وصادق يوازي أو يقارب حتى ذلك الكمَّ التنظيري الفلسفي . وبرزت كذلك ظاهرة "الكارير الدعوي" : فإمّا أن يبرع الداعي في "امتهان الدعوة" و"تكتيكات الصنعة" و"اجتذاب الجماهير" حتى يذاع له على الساحة اسم لامع ؛ أو لا علاقة له بهذا المجال بالكليّة ، ولو تبليغ آية عرفها حقَّ المعرفة!

#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة #الأسئلة_الأربعة
كثير من الشكاوى التي يطلب أفرادها وصفة لاسترداد زمام حياتهم، مشكلتها أنهم لم يكونوا مالكي الزمام يومًا ليستردوه، بل هم في حاجة لاستنهاض مسؤولية ملك الزمام من البداية. ولأننا نتكاسل أشد الكسل عن البداية من البداية، نظل ندور حول البداية.. حتى النهاية!
#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
#الأسئلة_الأربعة
هل تفكرت يومًا في نِعمة عُظمى اسمها "طاقة النوم"؟ يظنّ الكثيرون أنّ النوم يعني فناء الطاقة، والحقّ أنّ النوم نفسه طاقة! ولا يَعي ذلك على الحقيقة إلا من ابتُلي في حياته بمرض أو ألمٍ حَرَمَه نومة هنيئة ولو خمس دقائق كاملة فحسب! مجرد أن تكون عندك القدرة على أن ترتمي على فراشك، وتزفر زفرة التمدد بعد تعب، وتتقلب يَمنة ويَسرَة وعلى ظهرك.. في كل حركة من أولئك – على سبيل المثال لا الحصر - نعمة عُظمى، لا يَعيها إلا: محروم منها، أو متفكر فيها! أو تفكرت في نعمة اسمها "طاقة حمل نفسك"؟ أن تكون قادرًا على مباشرة خصوصيات بدنك بنفسك، كالذهاب للخلاء مثلًا، دون الحاجة للانكشاف أمام جمهور من المعاونين؟ إن التفكر في النعم "البديهية" وتعداد "العاديات" الجاهزة بين يديك، له أكبر الأثر في تربية قلبك على الحمد ونفسيتك على العرفان.
#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
من الشائع حين تشير على مستشير أو محتار بالدعاء، أن يردّ عليك ردًّا فيه كلمة "فقط" أو "بس"، كأن يقول: "يعني أدعو بس كدا؟" أو "علي الدعاء فقط؟". والإشكال في السؤال ليس في قصد المُستَفهِم الطّالب لخطوات أخرى، بل في استعمال لفظتي "البسبسة" أو "الفقططة" في الاستفهام، وما تدلّان عليه من تهوين واستقلال، فدعاؤه مغشوش قبل أن يبدأ فيه! وسعيه متخبّط ولو أخذ بكل ما سيلي من الخطوات بعد الدعاء، لأنه متعلق بها أكثر منه، بل لولاها لربما ما فكر في الدعاء، فالدعاء عنده – إذا وُجد - عامل مساعد، لا يقوم بذاته مُنفردًا!

ومثل تلك الصيغة لا تكون من مؤمن بالله تعالى حقّ الإيمان أو مقدّر لجنابه تعالى تقديرًا جادًّا. وانتشار البسبسة والفقططة بين المؤمنين بالله تعالى كلما ذُكِّروا بالله تعالى، خير مقياس على حقيقة إيمان أمّة الإسلام اليوم، وأصدق عاكس لمدى ما وقر في القلب تجاه الرّب. فالدعاء هو رأس الأسباب وتاجها، وليس سلاح قليلي الحيلة أو ملاذ العاجزين عن الأخذ بالأسباب فحسب؛ بل إنّ دعاء الربّ مالك الأمر كلّه، هو رأس الفرج وأوسع الحيل وأعظم الأسباب مطلقًا. وإنه ليُخشَى على من يستوفي الأسباب الدنيوية بغير أن يستكمل أَوْجَها بالدعاء، أنْ يُوكَل إليها. ومن وَكَله الله تعالى لنفسه وأسبابه فعاقبته خُسران مهما عُجِّل له من ظاهر النجاح وزُخرف الفوز.

#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
{وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [رواه أحمد].
"إنَّ الطبيب الحكيم لا يجَاري العليل، ولكنَّه ينظر إلى العلَّة. وإنَّ الله تعالى سبحَانه - وله العزَّة - لا يبالي باصطلاح النَّاس، ولكنَّه ينظر مصلحتهُم حين يعطي ويمنع. فليسَ في الأرض فقير قَط إلا عند نَفسِه، ولو اطَّلع كلّ إنسان على الغيب لَمَا اختارَ إلا ما هو فيه"
مصطفى صادق الرافعي
"كانتِ العربُ في الجاهلية وهم لا يَرجون ثوابًا ولا يخشون عقابًا، يتحاضّون على الصبر ويعرفون فضله، ويُعيِّرون بالجَزَع أَهلَه، إيثارًا للحزم وتزيُّنًا بالحِلْم وطلبًا للمروءة، وفرارًا من الاستكانة إلى حسن العزاء".
أبو الحسن المدائني – "التعازي"
2024/12/24 03:25:56
Back to Top
HTML Embed Code: