Telegram Web Link
إن رفض الارتباط بشخص على قدر من الدين والخلق ، لأسباب تؤدي لغلبة الظن على عدم القيام بحقوقه أو حقوقها بعد الزواج ، هو حقيقة أكثر تقوى من قبوله خشية رفس النعمة، ثم رفسها آخر المطاف بعد إتلافها!
كان قوام الدين أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق بن العباس الطوسي الملقب بــ"خواجة بزك"، والمعروف بـ"نظام الملك" قد دعا الإمام الغزالي رحمه الله في شبابه، للتدريس بمدرسته النظامية ببغداد، وبالفعل ذهب الغزالي ودرَّس بهذه المدرسة، وحصَل له جاه عريض هناك، ثم عاد أدراجَه إلى مسقط رأسه( مدينة طوس)

ثم دعاه مرةً ثانية للتدريس بها الوزير أحمد بن قوام الدين، بعد وفاة الإمام إلكيا الهرَّاسي، الذي كان قائما بأعباء التدريس بها.

فأرسَل الإمام الغزالي رسالةَ اعتذارٍ عظيمة إلى هذا الوزير، وهي تَفِيض صِدقًا وإخلاصا، وتدلُّ دلالة قاطعة على أن الغزالي نَمَطٌ صعبٌ من الناس، تسمع عنه ولا تراه، وتقرؤه في الكتب ولا تشاهده.
وهي رسالة طويلة، مَلأَى بالفوائد، وقد التقَطتُّ لكم منها هذا الجزء الخاص باعتذاره عن عدم القدوم للتدريس.

يقول:

" فَلْنَعُد إلى حديث مدرسة بغداد، وعُذري في التقاعُد عن امتثال إشارة الوزير في القدوم إليها.

وعُذري أنه لا يتيسَّر لي مفارقةُ الوطن إلا في طلبِ زيادة الدين، أو زيادة الدنيا.

- أمَّا زيادة الدنيا والإقبال لِطَلبِها فإنني بحمد الله تعالى قد تخلَّصَ قلبي منها، بحيثُ لو أتَوا ببغداد إلى طُوس، بدون إتعاب- وهُيِّئ لي الملكُ والمَملكة صافيةً مُسَلَّمة- لم يكن مني أيُّ حركةٍ ولا التفاتُ قَلْبٍ إليها.

- وأمَّا زيادة الدين فَلَعمْرِي تستحق الحركةَ والطَّلب، ولا شك أن إفاضة العلم ببغداد أيسَر، والأسباب أهيَأ، وطلبة العلم أكثَر، ولكن في مقابل هذه الزيادة فإنَّ لي أعذارا دينية، ومن العسير أن تَجْبُر هذه الزيادة تلك الأعذار:

العذر الأول: أنَّ هنا في طوس يَحضُر قريبٌ من مائة وخمسين طالبا، مُنشغِلين بالاستفادة، فَنَقْلُهم إلى تلك المدرسة في بغداد، وتهيئةُ أسباب سفرِهم مُتعذّر، وإهمالُهم والتفريط فيهم على أملِ الحصول على زيادة العدد غير جائز، إنَّ هذا يُشبِه حالةَ عشرةِ أيتام كانوا في كفالة شخص، فتركَهم ضائعين، لِيتعَهَّد عشرين آخرين من بلد آخر، والموت والبلاء من القَفَا.

والعذر الثاني: أنه حينما دعَاني الصدر الشهيد نظام المُلك قدَّس الله رُوحَه إلى بغداد، كنت وحيدا دون علائق، وبدونِ أهل ولا أولاد، واليوم لي علائق وأبناء، فلا رخصةَ في تركهم وانجراحِ قلوب الجميع لأي سببٍ كان.

والعذر الثالث: أنني لمَّا وقفتُ على تربة الخليل عليه السلام، في سنة 489 هــ ، وقد مرَّ إلى يومنا هذا خمس عشرة سنة، نذرتُ ثلاثة أمور:

- ألَّا أقبَل من أي سلطان أي مال.

- ألَّا أذهب للتسليم على أي سلطان.

- ألَّا أناظِر أحدا أبدا .

فإذا نقضتُّ هذه النذور شَوَّشتُ حالي ووقتي، ولا يتيسَّر لي بعد ذلك أي عمل من أمور الدنيا..."

ثم ختم الرسالة بقوله :
"
وفي الجملة فقد تقدَّم بي العُمر، وحان وقت الوداع والفراق، لا وقت السفر إلى العراق .. "

وبالفعل توفِّيَ رحمه الله بعد هذه الرسالة بعام واحد فقط.

للهِ أيُّ نفسِ رجلٍ هذه، وأيُّ جمالٍ وجلالٍ هذا، وأيُّ صِدق!.
للمهتمين بتعلم اللغات ذاتيا: كيفية وضع خطة منهجية؟
من قناة Tassneem AbdulRahman Alnimr
shorturl.at/jqv03
بسبب حرص الثقافة والإعلام على تأليه الإنسانية المجردة بذاتها وفصمها عن أي سياقات دينية، أسهم ذلك في إخماد حمية المؤمن الدينية التي تدفعه للحرص على هداية خلق الله تعالى، وغيرته على حق الخالق على خلقه أن يعبدوا غيره . فصارت "لكم دينكم ولي دين" شعارًا لترييح الرأس وإعفاء الضمير من مسؤوليته . وإنما نزلت الآية لمنع الإكراه على الدين أو فيه لا لإبطال الدعوة لله من المؤمن به أو إسقاط مسؤوليتها عنه . ومُنِع الإكراه في الدين لأن الله غني عن العالمين راغبهم قبل مُكرَهِهم، وإنما أحب الله تعالى من صنعته أن تعبده محبة. وإذ ذاك فالمشيئة الكونية لله تعالى في ترك الكفار كفارًا في الدنيا يمكن أن نفهمها من باب الاستغناء والعزة، لا الرضا والإقرار و(العادي) .
من أخطر وأسوأ آفات عادة الدوران العابث في وسائل التواصل والفرجة، التسلي بمتابعتها أثناء ذكر الله تعالى!

وبغض النظر عن الدوافع التي تدفع صاحبها للجمع بين ذكر الله تعالى والتسلي أثناءه، فهذان عملان لا يصحّ الجمع بينهما ويجب ألا يجتمعا؛ لأن قصد ذكر الله تعالى هو أن تتذكر تعظيم ربك وتسبيحه والاستعانة به فتذكره في مجلس مخصوص – ولو كان بضع دقائق – تخلّص نفسك فيها من زحمة الانشغال بأية ملهيات أخرى من مشاغل الحياة مهما كان خطرها. فإذا رحت تتلهى وقت الذكر لم يعدا ذكرًا، بل صار غفلة مقنّعة، فحالك أشبه بحال من لم يتذكر فلم يذكر! ثم تظنّ خطأ بأن الذّكر لا يثمر في قلبك وأنت لم تهيئ أرض قلبك لغرس صالح أصلًا!
حين نتحدث عن تربية الذات يبدأ التملّص من المسؤولية بأسطوانات وجع القلب وضيق الوقت وتقصير الوالدين في حق تربيتهما من قبل ، وكثير من الأسطوانات المشروخة ليس هنا مجال تفنيدها أو تأييدها . وإنما منشأ الخلل المشترك في كل ذلك يكمن في أننا نترك الظروف والحياة تسيّرنا ، ونرتاح إلى ما يُهدِيه لنا هذا الطبع المتخاذل الخائر من رفع للشعور بالمسؤولية أو إحساس بالذنب أو التقصير ؛ فضحية ظروفه لا يمكن بحال لَوْمه على ما آل إليه حاله ولو بقدر صغير! ولأن هذا الوضع في نفس الوقت غير مُرْضٍ ولا مُجزٍ لصاحبه نفسيًّا أو روحيًّا أو عقليًّا الذي يعي في قرارة نفسه أنه ما يزال مسؤولًا عن نفسه وعمله في عمره ، تكون ردة الفعل الوحيدة الباقية كثرة التذمر والشكوى والاكتئاب وكافة أشكال التفريغ العاطفي السلبي بين الحين والآخر .
وتظل ثمّة مأساة تتطلب حلًا ، وتقصير وتفريط لا بد لأحد ما عند مرحلة ما أن يتداركه . والحق أن هنالك ساعات مهدرة في اليوم يمكن الإفادة منها ، وأننا نُوجِد – حين نريد – الوقت لمتابعة مسلسل أو زيارة صديقة ، وأننا نركَن إلى المألوف من العادات الرتيبة ونخشى مسؤولية أكثر من "المتعارف عليها" ولو كنا سنحاسب عليها وقت لا ينفع قول {ربِّ ارْجِعُون}! والحق أن كل من بلغ سنَّ العقل والرشد مسؤول عن تربية نفسها وتهذيبها في عصر العلوم والمعارف والوسائل مفتوحة على مصراعيها تدعو السالكين ، وأنّ ثمّة تاريخ انتهاء صلاحية للوم الوالدين والظروف والمجتمع ، وأنّ كلُّ محرومٍ إذا لم يجتهد في رفع الحرمان عن نفسه بنفسه عند مرحلة معينة ينقلب هو الحارم لنفسه والمؤاخَذ بهذا ، ولا يغني عنه في ميزان الحساب أن يقول إنا وجدنا أقرانَنا كذلك يفعلون!
كلّنا في كَبَدٍ ، ولكلٍّ منا نصيبه ومكابدته ، فلا تحسبنَّ أحدًا في الدنيا مقيمًا في تعاسة ولا آخر مُخلَّدًا في سعادة . وحين تمدّ عينيك لتتمنى ما عند غيرك من نِعَم لم تُقسَم لك ، فاذكر أن تتمنى كذلك نصيبهم من الكَبَد والكَدَر الذي قُسِم لهم وخفي عنك!
ما منا إلا وتمنى أمنيات منها ما أُوتي بأمر الله ومنها ما حُجبت عنه بأمر الله كذلك ، وكلاهما مردّه لمشيئة الله تعالى المطلقة وحكمته البالغة . وليس كل ما يتمنى المرء يدركه في هذه الدنيا ، لكن الله تعالى يكفل له كل ما يحتاجه أثناءها ، ثم يعوضه خيرًا وأبقى عن كل ما أُوتي وما مُنِع فيها .
مما ينبغي أن يعزم عليه كل فرد مسلم، ويتفق عليه أهل كل بيت مسلم، وحضور كل مجموعة مسلمة، أن يُوقفوا أيّ شاغل يشغلهم فور سماع الأذان، ما أمكن. لا من باب اتباع سنّة الترديد وراء المؤذن فحسب، بل توقيرًا لذكر الله تعالى وندائه للعباد، وتصديقًا لما آمَنَ به كل مسلم بالله من أنّ "الله أكبر" .. من كل ما يشغلك ويهمّك، ومن ترجوه وتخافه.
كنت أعجب من وعد نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام، أنه من عزّى أخاه المؤمن في مصيبة كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة: لماذا كان ثواب التعزية كسوة؟ ولماذا كان الكساء الكرامة بالذات؟

ثم لمّا قضى الله تعالى بمصابي في حبيبي #أبي_عبد_الرحمن، وصلتني من التعازي ما شاء الله تعالى، ممن أعرف وممن لا أعرف، موافقة ومتأخرة، عابرة ومدروسة .. فلم أجد لها جميعًا في وقعها على القلب وأثرها في النفس ما يعبر عنهما خير تعبير سوى تلك الألفاظ المختارة في كلام سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام ..

إن في المصاب تعرية لقلب صاحبه ونفسه بأقدار، تٌذهله بدرجات حتى يمكن أن تُنسيه الاستتار بسترة الإيمان والاحتماء بحمى الولي الحق. فتأتي التعزية وما تنطوي عليها من تواصٍ بالحق والصبر، بمثابة كسوة معنوية يسبغها المؤمن على أخيه، فيواري بها ما يمكن أن يظهر من سوءات كسخط وجزع وحنق ويأس ... .

بهذا تكون التعزية من تطبيقات إكرام المسلم لأخيه المسلم، لا إكرام شعوره فحسب، بل إكرام دينه وإيمانه، فيجمع المعزّي أداء حق الأخوّة في الدين والدنيا. ولهذا استحق أن يكافئه الله تعالى بذلك الإكرام كرامة يكسوها هو سبحانه إياه. فالتعزية كسوة إلهية ربّانية رحمانية، في الدنيا وفي الآخرة.

ولذلك كان خير التعزية ما لَزِم نصّ الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام، واقتفى الهدي المشروع، فحقق المراد من كسوة عري ومداراة سوأة وتطييب نفس.
وإلا، فأين قول "البقية في حياتك" و"سلم رأسك" وما أشبه من مقولات خاوية الأثر فاسدة المعنى، من قول المصطفى عليه الصلاة والسلام لابنته في وفاة ابن لها:
"إن لله ما أعطى،
ولله ما أخذ،
وكل شيء عنده بمقدار،
فلتصبر، ولتحتسب"؛

وقوله عليه الصلاة والسلام في وفاة ابنه إبراهيم:
"إن العين لتدمع،
وإن القلب ليحزن،
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا،
وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون".

اللهم اجبر محزوننا،
وأغث مكروبنا،
واربط على قلب مكلومنا،
والطف بالذاهل منا،
واهد الحيران فينا،
ولا تجعل مصيبتنا في ديننا.
مهما عَصَفت بك وَحشَة، أو أحدقت بك وَحدَة، أو خُيّل لك أنّ كلّ منافذ الخلاص الأرضيّة سُدَّت في وجهك، اذكُـر دائمًا وأبدًا أنّ فوقك من السماء بابًا لا يُغلَق دونك: {فَإِنِّي قَرِيبٌ}
من كبرى مداخل الخلل التربوي التي تسبب الفجوة بين الناشئ المسلم ونشوئه السويّ والمنهجي والراسخ في الإسلام، أن الوالدين يهدران سنوات العمر التي تسبق سن التكليف في تعويد الناشئ على عادات ومفاهيم وطبائع غالبها مخالف ومعاكس لما سيقتضيه التكليف لاحقًا.

ولا خلاف في أن عصر اليوم حافل بالتحديات التربوية ومختلف أشكال المغريات والانحرافات التي تجعل التربية أشق والتركيز أثناءها أوجب والمصابرة فيها أدعى؛ لكنها تظل على لغطها بيادق يمكن ردعها إذا كان حصن الأسرة حصينًا بوالدين واعيين راعيين داعيين. أما عندما يكون الوالدان هما مبدأ التحدي التربوي فينشّئان الناشئ عمدًا أو يتركانه هملًا في بيئة معاكسة بل ومعاندة بكل تفاصيلها لما سيجب من تكاليف لاحقًا، فهذا بيت مُقام على شفا جرف هارٍ إلا أن يتغمد الله أهله برحمة وهدى.

خذ - مثلًا - الأم التي تعود بناتها - لأنهن بعد "صغيرات" لا فرق ولا لزوم للحشمة معهن - على ارتداء خِرَق تتعمد الكشف عما تحتها وما بينها، والأب الذي يشهد ذلك عن طيب نفس أو عدم مبالاة بدعوى أنه لا "يتدخل" في أزياء النساء - إن صحّ أن تسمى تلك الخِرَق زيًّا - ، وتتعود البنت منذ الصغر أن تتبرج وتتبهرج وتتغنج خارج البيت، وتتبذل وتتبهدل وتغلظ داخله، وينشأ في حسّها بالدلائل والإيماءات قبل التصريح والكلمات أن الأنوثة تعني إظهار مفاتن البدن للغير، وتنشأ في نفسها عقيدة استمداد قيمة ذاتها من نظرات الإعجاب والمديح والثناء بصفة عامة وما يتعلق بالجمال البدني بصفة ومعايير خاصة، وبالتالي تنشأ في نفسها عقدة الحاجة لتسقّط تلك الأمارات من الغريب قبل القريب، فتقع ظواهر ضغط الأقران وكراهة الذات والشراهة المرضية ... إلخ. مثل هذه النفس التي تعرضت لكل عوامل التعرية تلك، أنى تكون مهيأة لامتثال تكليف الله تعالى بالتحجب والستر الظاهري حين تبلغ سن التكليف، ناهيك عن إدراك العمق الباطن والسمت الكامن وراءه، وقد أُشرِبَت مفاهيم وتطبيقات التكشف والتعري ظاهرًا وباطنًا؟!

إن أغلب النشء اليوم يصلون سن التكليف وقد تَلَفَت نفوسهم وتحوّرت فطرتهم بحيث لا يشق عليها التكليف فحسب بل تبغضه صراحة وتتمرد عليه، أو تشعر حقيقة بأنها حاملة لبراءة من التكليف فلا يجب عليها إسلام أو الإسلام الذي تعرفه لا يوجب عليها شيئًا! وأغلب آباء وأمهات اليوم تفانيهم الأبوي والأمومي غير مسددولا متصل بأمانة التكليف اتصالًا واضح الغايات ومتدرج المنهج وجادّ المسؤولية، فإما أنهما غافلان عن مقتضيات إسلامهما في حق أبنائهما ومعنى تربية المسلم وخطر تلك الأمانة، وإما أن في نفسيهما ندّية تجرِّئهما على التشريع فوق تشريع الله تبارك وتعالى، فالتزام التكليف لا علاقة له بتحقق شروط التكليف الشرعية بل باقتناع الفرد وقتما يتبدى له أن يُسلِم حقًّا كما أسلم اسمًا!

وخلاصة غاية التربية الحقة وأمانة الوالدية الصالحة تكمن في ركنين:
- الأول كفالة الناشئ بختلف صور الرعاية البدنية والغذائية والمالية؛
- والثاني تهيئة الناشئ لحمل تكليف ربه، وتعبيد (أي تمهيد) السبيل المواتي لينضج في تعبّيد نفسه لله تعالى حين يبلغ سن التكليف والمسؤولية عن نفسه.

وقد خرّجت الرخاوة التربوية أجيالًا من العقد النفسية والتشوهّات الفكرية المتحركة، وفي المقابل خرّج التشدد التربوي أجيالًا غليظة الفهم والقلب. والوسط بينهما هو الجدية التربوية التي تعني التعليم عن علم، والتمثيل بالقدوة، والتدرج بصبر ورسوخ، والجمع بين اللين والحزم كل في موضعه، وصدق الاستعانة بالله تعالى في مباركة الذرية وتعبيدها له على ما يحب ويرضى. وإذا كانت البنوّة الصالحة شكرًا للوالدين على برّهما، فالوالدية الصالحة شكرٌ لله تعالى على هبته، ولذلك جعلها الله تعالى من العمل الذي لا ينقطع أثره لصاحبه.

هذا ولا يُنَشِّئُ عبدًا لله إلا عبدٌ لله.
كما أنّ الصاحب سَاحِب، فالمُجانَسَة بالمُجالَسة. لذلك حاذر مما تحيط به نفسك مما تسمع وتشاهد وتقرأ وتلعب وتشتغل به عامة، فإنه لا ريب مؤثّر على نفسيّتك ومزاجك وخيالاتك وحديث نفسك.
وإذا لم يكن ثَمَّة مَفرّ من أن نكون خطّائين، فلنكن إذن من خير الخطّائين : التوّابون.
لقاء حواري مع أ هدى عبد الرحمن النمر عن صنعة الأمومةـ في ضيافة د. آلاء نصيف ومنصة الأسرة المعرفية. البث المباشر الأربعاء 9 م بتوقيت السعودية على حساب الانستجرام:
https://www.instagram.com/knowledgefamily/
"إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له." [مسلم]

من بين المعاني المشروحة لهذا الحديث، معنى وقفت عليه بالذائقة بعد وفاة #أبي_عبد_الرحمن رحمه الله تعالى، وهو سبب اختصاص الولد بالذات من بين الأرحام والمعارف، لأنه أقرب الأرحام لوالديه وألصقهم به، وأولهم وأكثرهم انتفاعًا منهما إذ هو ربيب إحسانهما، فلوعته لهما من الصدق والحرارة بحيث يفيض منه الدعاء بحرقة لا تكلف فيها، ويتجدد ذكرهما في نفسه بتلقائية وطواعية لا حاجة لرقيب عليه فيها.

وإذا لم أكن وقفت على جهة تربية الأبناء بعد، فقد وقفت على جهة التربي والبنوة نفسيهما، وعايشت أثر الوالد حين يصلح في نفسه على صلاح أبنائه وعمق صلته بهم، في حياته وبعد وفاته. ولما تأملت في أثر وفاة أبي عليّ، وعلى صلتي المستمرة به بحمد الله تعالى، وجدت أنه ليس أعظم مصابًا في سياق الوالدية من والد أصيب في ولده (أي مات له ولد)، إلا والد أبتر الذكر على ما له من ولد (أي لا يذكره ولده بعد وفاته ولا يُحيي ذكره)...

https://hudhud0.wordpress.com/2022/08/22/parenthood-4/
من فوائد اللقاء الحواري على قناة الأسرة المعرفية مع أ هدى عبد الرحمن النمر ، بعنوان "الأمهات مصابيح البيوت":

- غالب الأنماط التربوية السائدة تعبد الناشئة للوالدين تحت دعوى البر والطاعة، أو لأهوائهم تحت دعوى الحرية والاستقلال.
- تربية المسلم تعني تعبيد الناشئ لله تعالى وحده، وهدف التربية في إيجاز تهيئة المكلف لحمل أمر ربه حين يحين سن التكليف.
- ميزان المؤسسة الزوجية وكل علاقة طيبة أن نعرف للفضل فضله وللواجب حده بحسب ميزان الشرع.
- الأمومة الصالحة من كبرى تجليات تحقيق الذات.
- لا يجب على المرأة الاشتغال بالاستقلال المالي إذا كانت متمتعة بالاستقرار المالي، لكن يلزم أن تكتسب من المهارات والطاقات التي يمكنها توظيفها لتحقيق عائد إذا احتاجت.
- تحقيق الذات يعني أن تسبغ من نفسك على ما يوقفك الله فيه من أدوار ما يجعلك تجوّد الأداء فيها تجويدًا يعبر عنك وعمن أنت وعما تعتقده في نفسك
- لا يفيض إناء خاوٍ، فإعمار الذات يسبق تحقيقها، وتحقيق الذات تطبيق لما عمرت به مسبقًا.

تسجيل اللقاء على قناة هدهديات على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/c/Hudhud0

#هدهديات #النسوية #قضايا_المرأة
قال ابنُ مسعود : إنَّ العبد ليهمُّ بالأمرِ من التجارة والإمارة حتى يُيسر له ، فينظر الله إليه فيقول للملائكة : اصرفوه عنه ، فإني إنْ يسرته له أدخلتُه النار ، فيصرفه الله عنه ، فيظلُّ يتطيَّرُ يقول : سبقني فلان ، دهاني فلان ، وما هو إلا فضل الله عز وجل .
عدم الحرص على معرفة الواجب لا يُسقِط وجوبه، وليس كل جاهل يُعذَر بجهله. ومن يملك اليوم مفاتح العلم وإجابة المسائل بضغطة زرّ، ليس كمن كان يقطع البوادي بالراوحل ليُحَصِّل حديثًا واحدًا! بل تتسع المسؤولية بما يفتح الله من سَعَة في أدواتها.
2024/09/30 12:16:33
Back to Top
HTML Embed Code: