Telegram Web Link
رَحِم الله متكلِّمًا قال خيرًا فنفع أو سكتَ فسَلِم، وكان في كلّ الأحوال وقَّافًا عند حدود علمه.
من يناقش مسألة ما فينحّي الدين جانبًا يتبنى بالضرورة دينًا ما وفلسفة عقديّة أخرى، فالشأن هنا ليس هل يتتكلم من منطلق الدين أم لا، بل من منطلق أيّ دين يتكلم!
أحدث مؤلفات هدى النمر في معرض عمّان في الأردن
القاعة الرئيسية رواق الكويت-جناح c3
الكتب متاحة للشراء أونلاين عبر تطبيق Diwan World
*****
بقية المؤلفات في جناح دار المعرفة، قاعة القدس B2
إنك في قرارات الحياة بين صواب تحمد الله عليه وتبني فوقه، وخطأ تستغفر الله منه وتستعينه عليه لتصلح أو تتجاوز. هذه الخلاصة البسيطة التي نتعمّد تعقيدها بهواجسنا وبلبلاتنا النابعة من تشوّه تصوراتنا وضعف بِنيتنا الإيمانية.
لا تتمنَّ زمانًا غير زمانك، ولا حالًا غير حالك، ولو بدا لك ظاهرًا خيرًا مما أنت فيه، فإنك لا تدري ما كنت لتكون أنت فيه! واللهُ تعالى أعلم حيثُ وأنَّى يجعل خَلْقَه.
الدين ليس ببساطة "سَلّة" من "الأعمال الحَسَنة" تختـــار منها كيف تهوى متى هَوَيْت، وتفهم على أي وجه يتراءى لك، طالما كله عمل وكله حَسَن! بل هو شرع بدرجات أحكام ومراتب أولويات، يُفضي بعضها إلى بعض، وصولًا لمراد الله منك.
الأمراض النفسيّة لها صلة أكيدة بمدى صحّة تصور الإنسان عن ربه، فثَمّة تصور واحد فقط هو المتّسق مع طبيعة تركيب الوجود وخلقة مخلوقاته. وأيّة تصورات أخرى فيها ثغرات ووجوه خلل، يتأثر بها أصحابها حين يصلون لمنعطفات وجودية لا تُسعِفُهم فيها.
باسم الله تعالى وحمده، نشارككم مكتبة أ. هدى عبد الرحمن النمر حيث تتاح كتبها تباعًا للتحميل المباشر:
https://hudhud0.wordpress.com/library/
ليست العبرة بالسكوت أو الكلام بذاتهما، بل بمقصود كلٍّ. فلا تتكلم لأنه ينبغي أن تقول شيئا، بل لأن لديك شيئا تقوله. وهناك فرق بين الصمت خشية الكلام، والصمت لعدم وجود ما يستحق القول، أو يفيد إذا قيل.
تَعذُّر تغيير بعض الأخلاق لا ينفي إمكان تقويم البعض الآخر. كما أنه ليس المطلوب قلب الطباع كلها ولا التحوّل التام عنها جميعًا، بل غاية المطلوب بعض التهذيب، كما تُقَلَّم الأظافر ولا تُنزَع من اللحم!
ننسى في حُمّى عِمارتنا للدنيا أنها هي المسخّرة لنا لِنَعْمُرَ نفوسنا فيها، لا أن نُسخِّر لها نفوسنا فنَعْمُرَها بخرابنا! وعمارة الأرض تكون بالإيمان قبل البُنيان ، وبالصلاح قبل الإصلاح .
كل شعور ودافع إنساني مهما بدا ساميًا، فللذات فيه حظ ومصلحة بقدر. ولا يتمّ تجرّد على الحقيقة إلا بابتغاء وجه الله ورجاء ما عنده وحده، دون وجه الناس وما عندهم مهما قلّ.
العلم الراسخ – لا السطحي – بأركان مراد الله المُبيَّن لنا بالفعل، يوفّر علينا دوامة عمر كاملة نُضيعها في التخبط والتمزق سببها الأساسي الجهل بأحكام الله تعالى في مختلف مناحي الحياة!
إذا شئنا استرادا ملكات التفكر والاستبصار ، فلا بد أن نكون مستعدين بادئ ذي بدء للتمهل في حمّى السعي المادي والتخفف من ازحام الحياة بقوائم الأهداف وعدّاد الإنجازات .
من يبحث عن "الاقتناع" بأمر الله بعد ادّعاء الإيمان به ، لم يؤمن بالله أصلًا حق الإيمان . فنحن لا نعبد الله على شرط كشف حساب بحكمه في كل أمر وعند كل ناصية!
وحقيقة الإسلام الذي نَدين به أنه عهد استسلام وتسليم لله تعالى، ليس تسليم اللامكترث أو الذي جُبل على الطاعة لا يستطيع غيرها . بل تسليم ذي إرادة أيقن بالله يقينًا صادقًا ووثق به بالغيب ، فدفعه ذلك لتسليم أمره له ، مطمئنًا إليه.
التمادي في أية عاطفة مهما بَدَت حَسَنة، من شأنه أن يَستَنزِف صاحبها ويُزعِج مُستقبِلها في مرحلة ما. فالخير دائمًا في التوسط والاعتدال، فقد جعل لكل شيء قَدْرًا، وفي الناس أَبدَال وفي التّركِ راحةٌ!
من عجب أن يكثر على لسان المسلمين إعلان الانتساب إلى المرجعية الإنسانية، خاصة في معرض الكلام عن الأخلاق: فالرحمة بالمخلوقات من باب الإنسانية، والعدل بينهم من باب الإنسانية، والعطف والشفقة والعون والمروءة كلهم من باب الإنسانية! ووجه العجب أولًا أن الله تعالى هو الذي خلق الإنسانية وناسها، وهو الذي علّم الإنسان ما لم يكن يعلم، فمن أين يُنسَب للإنسانية بذاتها الفضل؟! ثم ذلك المسلم الذي يَنسِب نفسه للمرجعية الإنسانية، كيف يغفل عن نعمة أن الله تبارك وتعالى بمحض فضله اصطفاه من بين الناس كلهم لينتسب للتشريع الحق الذي يرسم للإنسانية معالم الحقانية والسمو البشري؟! أفيهدي الله تعالى إنسانًا صراطًا مستقيمًا، ثم هو يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟! فما مِن خلق حسن ولا محمود إلا وشرعه ربنا تبارك وتعالى أو وصّى به، مصداق قوله رسول الله صلى الله عليه وسلم: {بُعِثتُ لأُتَمِّمَ صالِحَ الأخْلاقِ} [أحمد]. وإذا كان إتمام المكارم بالتهذيب والتزكية وفق ما بيّن شرع الله تعالى وآدابه، فإنزالها بين الخلائق ابتداء كان كذلك من عنده تعالى، كما جاء في الحديث: {جعل اللهُ الرحمةَ مائةَ جُزءٍ، فأمسك عنده تسعةً وتسعين جزءًا، وأنزل في الأرضِ جزءًا واحدًا، فمِن ذلك الجزءِ تتراحمُ الخلقُ، حتى ترفعَ الفرُس حافرَها عن ولدِها خشيةَ أن تُصيبَه} [البخاري]. وكل التشريعات والقوانين والفلسفات التي تجرّم القتل – مثلًا - لن تبلغ وعيد الله تبارك وتعالى فيمن أصاب دمًا حرامًا: {أوَّلُ ما يُقْضَى بيْنَ النَّاسِ [يَومَ القِيامَةِ] في الدِّماء} [متفق عليه]. بل حتى ضد الأخلاق المحمودة هو من عند الله تعالى امتحانًا وابتلاء: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون} [الأنبياء: 35]، {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا(9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} [الشمس].

وإن من مِنّة الله تعالى على من دان بالإسلام حقًا أنّ رؤيته للكون تغدو أوضح وحركته فيه أصح، ولا يعود عليه اختراع فهم لهذا الوجود ولا سَنَّ قوانينه بنفسه. وإنما ينضبط تكليفه بالفهم عن خالقه مراده فيما خلق وشرع، ثم يشتغل بما يصلحه ويصلح له وفاقًا لذلك. وشتّان بين اشتغال العبد بفهم مرجعية مكتملة مهداة له، والتشتت في تلفيق وتوفيق مرجعية من البداية.

عندما تمتلئ نفسك بمعاني أسماء الله تعالى وصفاته، يملأ عينك النظر للوجود من المنظور الذي أرساه له الحق تبارك وتعالى، وتستمدّ باعتزاز وثبات من تشريعه وسنّة نبيه عليه الصلاة والسلام المرجعيةَ التي تَعمُر فكرك وقلبك، والبَوصلة التي توجِّه حركتك في الحياة.

من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة ، يتاح للتحميل المباشر بعد تنقيحه إن شاء الله تعالى
تشارك أ هدى عبد الرحمن النمر في تقديم جزء من دورة مع منصة Khadijah - خديجة لكل ما يهم المرأة المسلمة، للتفاصيل والاشتراك
https://forms.gle/QoXn5TjQNxPq9aS59
كافة الاستفسارات والتواصل مع منصة خديجة
https://www.facebook.com/KhadijahWoman
https://www.tg-me.com/KhadijahWoman
[email protected]
2024/09/30 14:25:43
Back to Top
HTML Embed Code: