ظاهرة وأد البنات التي صارت الوصمة الدامغة للمجتمع الجاهلي، كانت ممارسة واقعة بالفعل لكنها لم تكن ظاهرة سائدة بإطلاق ومنتشرة باكتساح وثابتة باضطراد على النحو الذي تصّوره الثقافة المغلوطة. وإلا لو أن العرب كافة كانوا مجتمعين على وأد المولودات الإناث لانقرضت أمّة العرب منذ زمن! ومعلوم أن أمّة العرب كانت من أكثر الأمم تكاثرًا في ذلك الزمان، وتعدّد الزوجات فيها كان قائمًا من قبل الإسلام فوق أربع، ولم يكن الانفتاح على العجم والتزاوج منهم وقتها كما صار بعد الفتوحات الإسلامية، فمن أين توافرت كل أولئك النسوة إذن؟!
ثم إن الإشارة للمَوْؤُدة بالذات في القرآن الكريم قد جاءت في سياق تغليظ إثم قتل النفس بغير حق عند الله تعالى، ولو كانت نَفْسًا واحدة (ذكرًا أو أنثى)، وتحريمه بعد مجيء الإسلام مع مختلف صور قتل النفس التي حرّم الله تعالى إلا بالحق. وهذه الإشارة تُثبِت وقوع الوأد في الجاهلية نعم، لكن ليس فيها إثبات أن الوأد كان بالضرورة ممارسة دائمة ومضطردة ومستتبّة في زمان الجاهلية. بل وردت آثار وأدلّة بمحاربة الوأد وعدم إقراره قبل الإسلام، كما ذكر القرطبي في تفسيره لقوله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} ...
هذا وممارسات الوأد حين وقعت لم تكن بدافع الحقد على جنس النساء وكراهته وازدرائه والحط منه، على الوجه والنفسية اللتين عانت منهما نساء الغرب وثٌرْنَ ضدّه كما سيأتي بيانه. هذه الرؤية وتلك النفسية لم تصبغا مجتمع العرب كما العجم، وظلّ للمرأة العربية اعتبار لم تُساميها فيها نظيرتها الأعجمية في مجتمعها في ذلك الزمان. وإنما المسألة هي أن العرب كانوا قومًا تغلب على حياتهم خشونة العيش، ويكثر بينهم الاقتتال والأسر والسَّبي، كما هو معلوم من تاريخهم. فلذلك كان الذكور أكثر نفعًا لآباءهم في شدّ الأزر، والبنات أكثر خطرًا عند الوقوع في الأَسْر. وبالتالي كانت كراهة ولادة البنت – عند من يَكره – بسبب ما تمثّله من مَعرَّة وثغرة محتملة، فجاءت ممارسة الوأد استباقًا لذلك الاحتمال، وتطبيقًا منحرفًا لصيانة العِرض ووأد الثغرة في مهدها، خشية ما قد يلحق بها من أذى مستقبلًا وما يلحق أهلها بعدها من عار إذ لم يدرؤوا عنها ما حاق بها. وورد في القرآن الكريم أن الفقر الحاضر أو خوف الافتقار المستقبلي كانا كذلك من دوافع قتل البنات ...
#النسوية #قضايا_المرأة
كتاب #ما_بال_النسوة يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
ثم إن الإشارة للمَوْؤُدة بالذات في القرآن الكريم قد جاءت في سياق تغليظ إثم قتل النفس بغير حق عند الله تعالى، ولو كانت نَفْسًا واحدة (ذكرًا أو أنثى)، وتحريمه بعد مجيء الإسلام مع مختلف صور قتل النفس التي حرّم الله تعالى إلا بالحق. وهذه الإشارة تُثبِت وقوع الوأد في الجاهلية نعم، لكن ليس فيها إثبات أن الوأد كان بالضرورة ممارسة دائمة ومضطردة ومستتبّة في زمان الجاهلية. بل وردت آثار وأدلّة بمحاربة الوأد وعدم إقراره قبل الإسلام، كما ذكر القرطبي في تفسيره لقوله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} ...
هذا وممارسات الوأد حين وقعت لم تكن بدافع الحقد على جنس النساء وكراهته وازدرائه والحط منه، على الوجه والنفسية اللتين عانت منهما نساء الغرب وثٌرْنَ ضدّه كما سيأتي بيانه. هذه الرؤية وتلك النفسية لم تصبغا مجتمع العرب كما العجم، وظلّ للمرأة العربية اعتبار لم تُساميها فيها نظيرتها الأعجمية في مجتمعها في ذلك الزمان. وإنما المسألة هي أن العرب كانوا قومًا تغلب على حياتهم خشونة العيش، ويكثر بينهم الاقتتال والأسر والسَّبي، كما هو معلوم من تاريخهم. فلذلك كان الذكور أكثر نفعًا لآباءهم في شدّ الأزر، والبنات أكثر خطرًا عند الوقوع في الأَسْر. وبالتالي كانت كراهة ولادة البنت – عند من يَكره – بسبب ما تمثّله من مَعرَّة وثغرة محتملة، فجاءت ممارسة الوأد استباقًا لذلك الاحتمال، وتطبيقًا منحرفًا لصيانة العِرض ووأد الثغرة في مهدها، خشية ما قد يلحق بها من أذى مستقبلًا وما يلحق أهلها بعدها من عار إذ لم يدرؤوا عنها ما حاق بها. وورد في القرآن الكريم أن الفقر الحاضر أو خوف الافتقار المستقبلي كانا كذلك من دوافع قتل البنات ...
#النسوية #قضايا_المرأة
كتاب #ما_بال_النسوة يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
❤4👍1
ليس القصد الانعزال عمّا حولنا من ثقافات، ولا ذلك حتى في الإمكان. إنّما الشأن كيفية الاستقبال عن الآخر وميزان الأخذ عنه ومرجعية تقييم وتقويم ما عنده. وإذ ذاك، فالسؤال المطروح هو كيف نتعامل مع علوم العجم وفكرهم؟ وكيف نأخذ عنهم الأخذ الصحيح؟
أول الجواب هو ترشيد جنون الترجمة لمجرد المباهاة بالنقل، والتوقف عن الاستيراد الأحمق لما عندهم، والافتتان الساذج بما يصلنا منهم، والتشرب الأعمى لما نأخذه عنهم، والترويج له بوفاء وإخلاص منقطع النظير حتى عند أهله! هذا النوع من الانبهار الأحمق من أكبر الآفات الفكرية، لأنه يطمس عَقلَ المنبهر عن عَقلِ ما يَرِدُ عليه، بمعنى فهمه على وجهه وتقييمه بحقه وغربلته بقَدره.
ثم لا بدّ من التمكّن من الذات والرسوخ في الهوية أولًا؛ فيُقبِل المسلم على تعلم الإسلام من موارد الإسلام المسلمة خالصة، دون أن يتشتت بتثقف أجنبي أو اطلاع جانبي، ويدع عنه الانجراف وراء خدعة اتساع الآفاق ومعرفة العالم، حتى يفرغ أولًا مما يقيم إسلامه في نفسه، وترسخ عنده مرجعيته التي ترشّد حركته الفكرية والوجدانية والفيزيائية. ثم يطالع بعد ذلك ما لدى الغير حال الحاجة أو الرغبة، بشرط اعتبار ما لديهم أدوات نوظّفها في مناهجنا، لا أنها بذاتها هي مناهجنا التي منها ننطلق وإليها ننتهي. فإمّا أن نتناول العلوم الأعجمية من منطلق منظورنا العربيّ المسلم، فنغترف منها غَرف يدٍ عُليا، تَعرِف ما تأخذ وما تَدَع، ولماذا تأخذ وتدع. أو نتقمّص – لا نتبنّى - مُنطلق أهلها الذي نبتت منه، لبحث دوافعهم الفكرية والنفسية مثلًا، أو غير ذلك من أغراض البحث العلمي والثقافة الجادّة التي لها منهجياتها الصحيحة.
أما البرجلة الفكرية والهرجلة العلمية وفوضى التناوليّة، على ما ذكرنا سابقًا، فليست من الحقّ على شيء، ناهيك أن تكون مدخلًا للحقّ!
#الأسئلة_الأربعة
#إضاءات
#ما_بال_النسوة
أول الجواب هو ترشيد جنون الترجمة لمجرد المباهاة بالنقل، والتوقف عن الاستيراد الأحمق لما عندهم، والافتتان الساذج بما يصلنا منهم، والتشرب الأعمى لما نأخذه عنهم، والترويج له بوفاء وإخلاص منقطع النظير حتى عند أهله! هذا النوع من الانبهار الأحمق من أكبر الآفات الفكرية، لأنه يطمس عَقلَ المنبهر عن عَقلِ ما يَرِدُ عليه، بمعنى فهمه على وجهه وتقييمه بحقه وغربلته بقَدره.
ثم لا بدّ من التمكّن من الذات والرسوخ في الهوية أولًا؛ فيُقبِل المسلم على تعلم الإسلام من موارد الإسلام المسلمة خالصة، دون أن يتشتت بتثقف أجنبي أو اطلاع جانبي، ويدع عنه الانجراف وراء خدعة اتساع الآفاق ومعرفة العالم، حتى يفرغ أولًا مما يقيم إسلامه في نفسه، وترسخ عنده مرجعيته التي ترشّد حركته الفكرية والوجدانية والفيزيائية. ثم يطالع بعد ذلك ما لدى الغير حال الحاجة أو الرغبة، بشرط اعتبار ما لديهم أدوات نوظّفها في مناهجنا، لا أنها بذاتها هي مناهجنا التي منها ننطلق وإليها ننتهي. فإمّا أن نتناول العلوم الأعجمية من منطلق منظورنا العربيّ المسلم، فنغترف منها غَرف يدٍ عُليا، تَعرِف ما تأخذ وما تَدَع، ولماذا تأخذ وتدع. أو نتقمّص – لا نتبنّى - مُنطلق أهلها الذي نبتت منه، لبحث دوافعهم الفكرية والنفسية مثلًا، أو غير ذلك من أغراض البحث العلمي والثقافة الجادّة التي لها منهجياتها الصحيحة.
أما البرجلة الفكرية والهرجلة العلمية وفوضى التناوليّة، على ما ذكرنا سابقًا، فليست من الحقّ على شيء، ناهيك أن تكون مدخلًا للحقّ!
#الأسئلة_الأربعة
#إضاءات
#ما_بال_النسوة
👍5
#أدبيات_هدى
"اسمي سَدِيم.. ويا له من اسم لفتاة!".. بهذه العبارة بدأتُ البثَّ التسجيليّ لأُولى مذكّراتي على جهاز "الهوموفون" اللَّوْحِي، الذي أَهْدَانِيه أبي الأسبوع الماضي، بمناسبة بلوغي الخامسة عشرة.
وأنا البنت الوسطى بين أخ يكبرني بخمسة أعوام اسمه "محمد"، وأخت تصغرني بسبعة أعوام اسمها "ليلى". انفردتُ من بين إخوتي بمحبتي لمجال أبي وعالمه، وشغفي بالعلوم الطبيعية والفَلَك، وهو ما كان مفاجأة مُستغرَبَة لأمي "عَلِيَّة" إذ لم يسبق أن استهوى ذلك المجال فتاة بين معارفنا وأقاربنا، ومفاجأة سعيدة لأبي "عبد الرحمن كارم" بعد أن أخفقتْ مَسَاعيه في توريث اهتمامه لابنه الأكبر، إذ فضّل أخي محمد الاشتغال بالعلوم العمليّة، وسافر لدراسة إدارة الأعمال.
جديد إصدارات #هدى_النمر: رواية خيال علمي لليافعين واليافعات بدءًا من سن 10 سنوات، بعنوان "سديم وسوار الزمن"
متوافرة مع عالم ديوان في نسخة ورقية وإلكترونية على تطبيق Diwan World
https://www.facebook.com/DiwanWorld
"اسمي سَدِيم.. ويا له من اسم لفتاة!".. بهذه العبارة بدأتُ البثَّ التسجيليّ لأُولى مذكّراتي على جهاز "الهوموفون" اللَّوْحِي، الذي أَهْدَانِيه أبي الأسبوع الماضي، بمناسبة بلوغي الخامسة عشرة.
وأنا البنت الوسطى بين أخ يكبرني بخمسة أعوام اسمه "محمد"، وأخت تصغرني بسبعة أعوام اسمها "ليلى". انفردتُ من بين إخوتي بمحبتي لمجال أبي وعالمه، وشغفي بالعلوم الطبيعية والفَلَك، وهو ما كان مفاجأة مُستغرَبَة لأمي "عَلِيَّة" إذ لم يسبق أن استهوى ذلك المجال فتاة بين معارفنا وأقاربنا، ومفاجأة سعيدة لأبي "عبد الرحمن كارم" بعد أن أخفقتْ مَسَاعيه في توريث اهتمامه لابنه الأكبر، إذ فضّل أخي محمد الاشتغال بالعلوم العمليّة، وسافر لدراسة إدارة الأعمال.
جديد إصدارات #هدى_النمر: رواية خيال علمي لليافعين واليافعات بدءًا من سن 10 سنوات، بعنوان "سديم وسوار الزمن"
متوافرة مع عالم ديوان في نسخة ورقية وإلكترونية على تطبيق Diwan World
https://www.facebook.com/DiwanWorld
❤2
غرّ الكثيرين استباحة حمى الديانة بدعوى أن "باب الاجتهاد مفتوح"؛ فصار لكل ذي رؤية أن يرى ما يرى كيف يرى طالما ألصق برؤيته بعض الآيات أو الأحاديث كيف فهمها! وصحيح أن الاجتهاد في الدين محمود بل ومطلوب، والإرث العلمي العظيم بين أيدينا اليوم هو ثمرة اجتهادات كبار أئمة الأئمة، لكن الاجتهاد – كأي علم آخر – له معايير وشروط وأصول لا بد أن يستوفيها صاحبها ليكون من أهله المعتبرين فيه ابتداء، وليس أمرًا هيّنًا كما جرى تسطيحه على ألسنة الناس وفي أذهانهم، وهو منظومة من العلوم التي لا بد من تحصيلها بأصول وضوابط تحفظ من الإفراط والتفريط، وهو كذلك مراتب ودرجات تَفنى في تحصيله أعمار وقد لا تدركه إلا أن يشاء الله تعالى.
وليس من سلامة المنطق ولا المنهج ولا العرف العلمي أن نوكل أمرًا إلى غير أهله لعدم وجود أهله، كما لا يمكن أن نكل جراحة في القلب – مثلًا – لغير متخصص في جراحة القلب ناهيك أن يكون غير جراح أصلًا، لأنه إن عملها هلك وأهلك! وندرة أهل العلم والإتقان في أي مجال حلّها أن نقول تأهلوا لا أن نقول لمن ليس أهلًا اقتحم ذلك!
أما ما يعرف باختلافات المجتهدين من أئمة علماء الأمة فلا تعني ببساطة "اختلاف وجهات نظر" كتلك التي يتبادلها قراء صحيفة الأخبار حول طاولة المقهى! بل اختلافاتهم اختلافات محدودة ومعدودة ومبنية على منهجية علمية سليمة وأدلة معتبرة شرعًا، لا على أهواء بحتة وتقديرات شخصية مجردة. وقد فصّل العلماء شروط والاعتبارات الاجتهاد ودرجات المجتهدين بما لا يدع مجالًا للخلط بين مبدأ الاجتهاد في الدين وانضباط أصوله وثبات كلياته ونزاهته من لوثات النسبية.
#ما_بال_النسوة
#الأسئلة_الأربعة
وليس من سلامة المنطق ولا المنهج ولا العرف العلمي أن نوكل أمرًا إلى غير أهله لعدم وجود أهله، كما لا يمكن أن نكل جراحة في القلب – مثلًا – لغير متخصص في جراحة القلب ناهيك أن يكون غير جراح أصلًا، لأنه إن عملها هلك وأهلك! وندرة أهل العلم والإتقان في أي مجال حلّها أن نقول تأهلوا لا أن نقول لمن ليس أهلًا اقتحم ذلك!
أما ما يعرف باختلافات المجتهدين من أئمة علماء الأمة فلا تعني ببساطة "اختلاف وجهات نظر" كتلك التي يتبادلها قراء صحيفة الأخبار حول طاولة المقهى! بل اختلافاتهم اختلافات محدودة ومعدودة ومبنية على منهجية علمية سليمة وأدلة معتبرة شرعًا، لا على أهواء بحتة وتقديرات شخصية مجردة. وقد فصّل العلماء شروط والاعتبارات الاجتهاد ودرجات المجتهدين بما لا يدع مجالًا للخلط بين مبدأ الاجتهاد في الدين وانضباط أصوله وثبات كلياته ونزاهته من لوثات النسبية.
#ما_بال_النسوة
#الأسئلة_الأربعة
👍2
#أدبيات_هدى
مجموعة قصصية تضم ثلاث عشرة (13) قصة قصيرة مترجمة ، مختارة من روائع الأدب العالمي لأعلام الأدباء ، مثل : ليو تولستوي وأنطون تشيخوف وأوسكار وايلد وراسكين بوند ، بالإضافة لمجموعة حكايات طريفة من تايلاند .
وتحمل المجموعة عنوان قصة "البعيد والقريب" للروائي الإنجليزي توماس وولف ، وهي قصة قصيرة المَبْنى عميقة المعنى ، تصور بعيني بطلها سائق القطار مدى اختلاف انطباع ما نراه عن بعد عمّا نعاينه عن قرب ..
"غادر السائق المحطة، ومضى يجوب شوارع المدينة. وكم كان عَجُبه إذ بدا كل شيء غريبًا عليه، كما لو أنه لم يمرّ بتلك المدينة من قبل قَط. وكلما أبعد فيها السير، زادت حيرته وتزايد ارتباكه. أكانت تلك هي نفسُها المدينة التي مرّ بها عشرة آلاف مرة؟ أكانت تلكم هي ذاتُها المنازل التي رآها من نوافذ مقطورته؟ لكم بدا كلُّ شيء غيرَ مألوف وغير مُطمئِن، كأنّما يَهِيم في حُلْم مرتعش المعالم.. وتبين لـه أنه لم يرَ ولم يعرف أبدًا تلك الأرض التي طالما بدت على مرمى حجر منه. وأيقن أن تلك الذكرى الخالدة التي كانت لها أَخْذةٌ كالسّحر، صارت الآن كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، وما عاد لها من قرار".
Diwan World
مجموعة قصصية تضم ثلاث عشرة (13) قصة قصيرة مترجمة ، مختارة من روائع الأدب العالمي لأعلام الأدباء ، مثل : ليو تولستوي وأنطون تشيخوف وأوسكار وايلد وراسكين بوند ، بالإضافة لمجموعة حكايات طريفة من تايلاند .
وتحمل المجموعة عنوان قصة "البعيد والقريب" للروائي الإنجليزي توماس وولف ، وهي قصة قصيرة المَبْنى عميقة المعنى ، تصور بعيني بطلها سائق القطار مدى اختلاف انطباع ما نراه عن بعد عمّا نعاينه عن قرب ..
"غادر السائق المحطة، ومضى يجوب شوارع المدينة. وكم كان عَجُبه إذ بدا كل شيء غريبًا عليه، كما لو أنه لم يمرّ بتلك المدينة من قبل قَط. وكلما أبعد فيها السير، زادت حيرته وتزايد ارتباكه. أكانت تلك هي نفسُها المدينة التي مرّ بها عشرة آلاف مرة؟ أكانت تلكم هي ذاتُها المنازل التي رآها من نوافذ مقطورته؟ لكم بدا كلُّ شيء غيرَ مألوف وغير مُطمئِن، كأنّما يَهِيم في حُلْم مرتعش المعالم.. وتبين لـه أنه لم يرَ ولم يعرف أبدًا تلك الأرض التي طالما بدت على مرمى حجر منه. وأيقن أن تلك الذكرى الخالدة التي كانت لها أَخْذةٌ كالسّحر، صارت الآن كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، وما عاد لها من قرار".
Diwan World
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#أدبيات_هدى
#سمكة_الأمنيات_الثلاثة
17 قصة للفتيان والفتيات بدءًا من سن 10 سنوات، بعربية فصيحة ومشكولة بالكامل
متاحة ورقية وإلكترونية مع Diwan World
#سمكة_الأمنيات_الثلاثة
17 قصة للفتيان والفتيات بدءًا من سن 10 سنوات، بعربية فصيحة ومشكولة بالكامل
متاحة ورقية وإلكترونية مع Diwan World
يفوتنا في إقبالنا المتحمس على مختلف العلوم العلميّة والإنسانية المستوردة من الثقافات الأجنبية، أنها ليست عربية الطابع والروح وإن تُرجِمَت للعربية وأضيفت لها "المسحة" المتأسلمة باقتباس آيات وأحاديث وقصص يتقاطع ظاهرها مع ظاهرهم! فتلك العلوم لن تكون مسلمة المنشأ والمقاصد وإن رُقّعَت باصطلاحات إسلاميّة. ولا تقوم في أصولها على مخاطبة المسلم مخصوصًا، بل على مخاطبة "الإنسان" عمومًا، وبتصوّرهم هم للإنسان في تكوينه الفكري والنفسي والبدني، وهو تصور مضطرب متلبك مرتبك. فتجد المسلم يُقبِل على معرفة الألوهية - مثلًا - من تصوّرات فلسفية بشرية تناقش "فكرة الإله"، وغالبها إمّا أنه مبنيّ على أساس الكفر بالألوهيّة أصلًا، أو على نفسيّة ندِّيَّة تجعل مقام الألوهية "خاضعًا" لتفلسف العقل البشري بإطلاق تام، أو على الشِّرك بالله في أحسن الأحوال! ومناهجهم الفكريّة وبُناهم المعرفية وأدواتهم العلمية كلها نابتة في بيئة تَنظُر للدين - حين تنظر - باعتباره "جانبًا" من جوانب الحياة المتعددة جدًّا، لا أنه منهج الحياة والتزامه هو مقصد الوجود. وبقدر تعدد جوانب الحياة يكون على المدى تعدد غايات الحياة، وتعدد آلهتها الصغيرة (المال والزواج والمهنة والذريّة والهوى والمزاج...) حول الإله الأكبر. وهكذا يتمدد التوحيد تلقائيًّا في شعور المسلم المتشرِّب لتلك الأجواء غير المسلمة في جذورهـا، ليَسَع مختلف صور الشرك بانسجام ووئام. فلا يعود يسشتعر بينه وبين غير المسلم فارقًا في تصوّر الحياة أو معاملتها، اللهم إلا في بعض "الشعائر" الدينية! والأدهى الذي يترتب على ذلك انحسار الشعور بخطر الكفر بالله تعالى وعِظَم خطيئة جحوده ونكرانه جلّ وعلا، لتصير المسألة ببساطة اختلافات ثقافية عادية كاختلاف نكهات قطع الحلوى!
#ما_بال_النسوة
#الأسئلة_الأربعة
#ما_بال_النسوة
#الأسئلة_الأربعة
سلسلة موجزة وعملية لترتيب نفسك في رمضان
https://hudhud0.wordpress.com/2019/05/30/ramadan-series/
https://hudhud0.wordpress.com/2019/05/30/ramadan-series/
هدى عبد الرحمن النمر
رمضانك ربيعك : سلسلة موجزة وعملية لترتيب نفسك في رمضان
ليكون رمضانك ربيع إيمانك
وقع ما وقع ، ومضى ما مضى ، فكيف العمل الآن لتدارك ما بقي؟
https://hudhud0.wordpress.com/2019/05/26/mindful-worship/
https://hudhud0.wordpress.com/2019/05/26/mindful-worship/
هدى عبد الرحمن النمر
مقترح لتدارك ما بقي من رمضان ومن العمر
– بإذن الله مع بداية رمضان أضبط نفسي . – بإذن الله بنهاية العشر الأول أكون دخلت في الأجواء وأضبط نفسي! – بإذن الله بحلول الأواسط أكون ضبطت نفسي!! – بإذن الله في العشر الأواخ…
كانت المرأة الأجنبية آنذاك ممنوعة من غالب الوظائف حتى تلك الصالحة لجنسها، كالتدريس والطب، وكان المجتمع ينظر بعين الشجب والإدانة لمن تجاهر بمهارات لا تمتّ للطبيعة المنزلية والتوقعات الاجتماعية من الأنثى كالتأليف وقرض الشعر؛ فلذلك اتجهت كثير من النساء لنشر مؤلفاتهن تحت أسماء رجالية مستعارة.
وحتى عندما بدأ تقبّل التأليف النسائي في القرن التاسع عشر، ارتبط الاسم النسائي بالروايات الرومانسية الخفيفة Light Romance، فاستمرت كثير من الأديبات والمؤلفات في استعارة اسم رجالي حتى يؤخذن بجديّة! وتجد – مثلًا - موديستا دي بوزو دي فورزي Modesta di Pozzo di Forzi وهي شاعرة وكاتبة من فينيسيا في القرن السادس عشر تنشر تحت اسم موديرتا فونتي Moderata Fonte؛ والإنجليزية ماري إيفانز Mary Evans تحت اسم جورج إليوت George Eliot في القرن التاسع عشر، والأخوات تشارلوت وإميلي وآن برونتي Brontëينشرن تحت أسماء كورار وإليس وآكتون بيل Currer, Ellis, and Acton Bell.
وفي المقابل، كانت نساء العرب والمسلمين آنذاك يتعلّمن ويعلّمن وينشرن ويؤلّفن بأسمائهنّ بلا حرج ولا تنديد، بل ويُشاد بهن ويُؤخذ عنهن بلا امتناع أو استكبار. وفي الوقت الذي كانت المرأة الأجنبية تنشر نتاجها تحت اسم ذكوري لتؤخذ بجدية، أو يُطمس نتاجها لصالح الرجل، نجد ذكر نسائنا ونشر نتاجهن على أيدي الرجال دون أي أثر لتلك العقد من قرون سابقة، فمن أوصاف النساء المُثبتة – مثلًا - في كتب السير والتراجم: "استكملت محاسن النساء في عصرها"، "جمعت أطراف الأدب"، "كانت زين النساء عقلًا ورأيًا"، "كانت من عالمات زمانها"، "تفرَّدت في الدنيا"، "مفخرة النساء وزين عصرها"... إلخ. وتأمل – مثلًا – ما أورده الإمام أحمد في مُسنَده نقلًا عن السندي في ذكر فاطمة بنت قيس: "قرشية فِهْرِيَّة، كانت من المهاجرات الأول، وكانت ذات جمال وعقل، وفي بيتها اجتمع أهل الشورى لمّا قُتِل عمر" ا. هـ. وقال الذهبيّ في "سير أعلام النبلاء" عن عَمْرَة بنت عبد الرحمن حفيدة الصحابي سعد بن زُرارة الأنصاري: "كانت عالمة، فقيهة، حُجَّة، كثيرة العلم، وحديثها كثير في دواوين الإسلام..." ا. هـ. وقال ابن خلكان في "وفيّات الأعيان" عن شُهدة بنت نصر الدينوري: "وكان لها المساع العالي ألحقَتْ فيه الأصاغر بالأكابر، واشتهر ذكرها وبَعُد صيتها" ا. هـ .
#النسوية #قضايا_المرأة
كتاب #ما_بال_النسوة يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
وحتى عندما بدأ تقبّل التأليف النسائي في القرن التاسع عشر، ارتبط الاسم النسائي بالروايات الرومانسية الخفيفة Light Romance، فاستمرت كثير من الأديبات والمؤلفات في استعارة اسم رجالي حتى يؤخذن بجديّة! وتجد – مثلًا - موديستا دي بوزو دي فورزي Modesta di Pozzo di Forzi وهي شاعرة وكاتبة من فينيسيا في القرن السادس عشر تنشر تحت اسم موديرتا فونتي Moderata Fonte؛ والإنجليزية ماري إيفانز Mary Evans تحت اسم جورج إليوت George Eliot في القرن التاسع عشر، والأخوات تشارلوت وإميلي وآن برونتي Brontëينشرن تحت أسماء كورار وإليس وآكتون بيل Currer, Ellis, and Acton Bell.
وفي المقابل، كانت نساء العرب والمسلمين آنذاك يتعلّمن ويعلّمن وينشرن ويؤلّفن بأسمائهنّ بلا حرج ولا تنديد، بل ويُشاد بهن ويُؤخذ عنهن بلا امتناع أو استكبار. وفي الوقت الذي كانت المرأة الأجنبية تنشر نتاجها تحت اسم ذكوري لتؤخذ بجدية، أو يُطمس نتاجها لصالح الرجل، نجد ذكر نسائنا ونشر نتاجهن على أيدي الرجال دون أي أثر لتلك العقد من قرون سابقة، فمن أوصاف النساء المُثبتة – مثلًا - في كتب السير والتراجم: "استكملت محاسن النساء في عصرها"، "جمعت أطراف الأدب"، "كانت زين النساء عقلًا ورأيًا"، "كانت من عالمات زمانها"، "تفرَّدت في الدنيا"، "مفخرة النساء وزين عصرها"... إلخ. وتأمل – مثلًا – ما أورده الإمام أحمد في مُسنَده نقلًا عن السندي في ذكر فاطمة بنت قيس: "قرشية فِهْرِيَّة، كانت من المهاجرات الأول، وكانت ذات جمال وعقل، وفي بيتها اجتمع أهل الشورى لمّا قُتِل عمر" ا. هـ. وقال الذهبيّ في "سير أعلام النبلاء" عن عَمْرَة بنت عبد الرحمن حفيدة الصحابي سعد بن زُرارة الأنصاري: "كانت عالمة، فقيهة، حُجَّة، كثيرة العلم، وحديثها كثير في دواوين الإسلام..." ا. هـ. وقال ابن خلكان في "وفيّات الأعيان" عن شُهدة بنت نصر الدينوري: "وكان لها المساع العالي ألحقَتْ فيه الأصاغر بالأكابر، واشتهر ذكرها وبَعُد صيتها" ا. هـ .
#النسوية #قضايا_المرأة
كتاب #ما_بال_النسوة يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
❤5
تطورت النسوية في موجتها الثانية في أوائل ستينيات القرن العشرين من حركة حقوقية متطلعة للمشاركة المجتمعية الطبيعية والتقدير اللائق من الدولة ماليًّا واجتماعيًّا، إلى تيار مناهض للسلطويّة الذكوريّة والتحكم الرجاليّ. وصارت ضغينة المرأة ضد الرجل بذاته لا نهج تشريعه فحسب، وصار هو بجنسه الملوم على ما آل إليه حال طبقة النساء المضطهدة وما يعانينه من جَور وتهميش وعدم تقدير لحقهن قبل الحروب العالمية، وتعلق بأذيالهنّ رغم تألُّقهنّ المجتمعي بعدها. وهذا يذكّرنا بالخلط التاريخي والثقافي الذي وقع عند الصراع ضد جبروت السلطة الكنسية Ecclesiastical Authority في عصور النهضة الأوروبية Renaissance، لينقلب الصراع على المدى لتيار عداء للدين نفسه من حيث هو دين، لا من حيث المُطبِّقين له أو المُتَمسِّحين باسمه فحسب!
وتبنّت النسوية في موجتها الثانية نظرية المؤامرة الكونية ضد النساء: فجنس النساء طبقة إنسانية مضّطهدة Oppressed Class، و"البطريركية" Patriarchy أو "النظام الأبوي" القائم على سيادة الذكر الأكبر في العشيرة أو الأسرة هو الهيكل الكوني المُكَرَّس لمعاداة المرأة من خلال مجموعة واسعة من النظم الحاكمة الثقافية والسياسية والفكرية، وبالتالي فمهمة النسوية السعي لتفكيك تلك الهياكل التي وَضَعتْ الرجال فوق النساء والتي وَضَعها الرجال فوق النساء. وبهذا يتضح سرّ غلبة التركيز في سجالات هذه المرحلة على الجانب الذكوري من معادلة التظلم أكثر من جوانب القهر والسلطوية، في مصطلحات مثل القهر الذكوري Male Oppression والسلطوية الذكورية Male Dominance، إذ صارت الذكورة بحد ذاتها مرادفة للقهر والسلطوية لا منفصلة عنهما، فكل رجل مُتجبِّر مُتَّهَم من حيث هو رجل، وكل امرأة ضحية مغلوبة من حيث هي امرأة. ومن أهم المصطلحات التي أنجبها وروّج لها ذلك الخطاب: "المركزية الذكورية Androcentrism" ومقابله "المركزية الأنثوية "Gynocentrism، و"المحاباة على أساس الجنس Sexism"، و"الميسوجينية Misogyny" أي كُره أو معاداة المرأة.
#النسوية #قضايا_المرأة
كتاب #ما_بال_النسوة يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
وتبنّت النسوية في موجتها الثانية نظرية المؤامرة الكونية ضد النساء: فجنس النساء طبقة إنسانية مضّطهدة Oppressed Class، و"البطريركية" Patriarchy أو "النظام الأبوي" القائم على سيادة الذكر الأكبر في العشيرة أو الأسرة هو الهيكل الكوني المُكَرَّس لمعاداة المرأة من خلال مجموعة واسعة من النظم الحاكمة الثقافية والسياسية والفكرية، وبالتالي فمهمة النسوية السعي لتفكيك تلك الهياكل التي وَضَعتْ الرجال فوق النساء والتي وَضَعها الرجال فوق النساء. وبهذا يتضح سرّ غلبة التركيز في سجالات هذه المرحلة على الجانب الذكوري من معادلة التظلم أكثر من جوانب القهر والسلطوية، في مصطلحات مثل القهر الذكوري Male Oppression والسلطوية الذكورية Male Dominance، إذ صارت الذكورة بحد ذاتها مرادفة للقهر والسلطوية لا منفصلة عنهما، فكل رجل مُتجبِّر مُتَّهَم من حيث هو رجل، وكل امرأة ضحية مغلوبة من حيث هي امرأة. ومن أهم المصطلحات التي أنجبها وروّج لها ذلك الخطاب: "المركزية الذكورية Androcentrism" ومقابله "المركزية الأنثوية "Gynocentrism، و"المحاباة على أساس الجنس Sexism"، و"الميسوجينية Misogyny" أي كُره أو معاداة المرأة.
#النسوية #قضايا_المرأة
كتاب #ما_بال_النسوة يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
تسجيل جديد لندوة من ندوات #هدى_النمر عن خواطر رمضانية:
يهلّ هلال رمضان كل عام .. وتهلّ معه مشاعر الحبور والسرور باستقبال شهر كريم ..
لكن الضيف مهما كان كريمًا قد يثقل علينا أحيانًا طول مكثه عندنا .. أو تكرار زيارته في موعد ثابت كل عام يتطلب منا تغييرات فورية وطارئة في نمط حياتنا المعتاد
ثلاثون يومًا في كل عام .. منا من ينتظرها بترقب أو يتفاجأ بها على حين غِرّة أو يتعجل ختامها لينطلق بعدها حرًّا
فما الذي نترقبه في رمضان؟
وما الذي يفاجئنا فيه؟
ولماذا نشعر بقيد خفي أثناءه؟
وإلى أي مدى نكون حقيقة أحرارًا بعده؟
هذه تساؤلات نتفكر في سببها لنقف على جوابها ..
عسى أن يعيننا هذا التفكر على حسن استضافة رمضان في نفوسنا قبل بيوتنا، وإكرامه في قلوبنا قبل موائدنا.
https://youtu.be/Kcc5pwNrVus
يهلّ هلال رمضان كل عام .. وتهلّ معه مشاعر الحبور والسرور باستقبال شهر كريم ..
لكن الضيف مهما كان كريمًا قد يثقل علينا أحيانًا طول مكثه عندنا .. أو تكرار زيارته في موعد ثابت كل عام يتطلب منا تغييرات فورية وطارئة في نمط حياتنا المعتاد
ثلاثون يومًا في كل عام .. منا من ينتظرها بترقب أو يتفاجأ بها على حين غِرّة أو يتعجل ختامها لينطلق بعدها حرًّا
فما الذي نترقبه في رمضان؟
وما الذي يفاجئنا فيه؟
ولماذا نشعر بقيد خفي أثناءه؟
وإلى أي مدى نكون حقيقة أحرارًا بعده؟
هذه تساؤلات نتفكر في سببها لنقف على جوابها ..
عسى أن يعيننا هذا التفكر على حسن استضافة رمضان في نفوسنا قبل بيوتنا، وإكرامه في قلوبنا قبل موائدنا.
https://youtu.be/Kcc5pwNrVus
YouTube
كيف نستضيف رمضان؟ (الندوة الكاملة) هدى عبد الرحمن النمر
يهلّ هلال رمضان كل عام .. وتهلّ معه مشاعر الحبور والسرور باستقبال شهر كريم ..
لكن الضيف مهما كان كريمًا قد يثقل علينا أحيانًا طول مكثه عندنا .. أو تكرار زيارته في موعد ثابت كل عام يتطلب منا تغييرات فورية وطارئة في نمط حياتنا المعتاد
ثلاثون يومًا في كل عام…
لكن الضيف مهما كان كريمًا قد يثقل علينا أحيانًا طول مكثه عندنا .. أو تكرار زيارته في موعد ثابت كل عام يتطلب منا تغييرات فورية وطارئة في نمط حياتنا المعتاد
ثلاثون يومًا في كل عام…
حين تخطّت النسوية النزعة المحافظة المدافعة عن جنس الأنثى والداعية لإفساح المجال له، "ارتقت" في نسختها الحديثة إلى اعتقاد ضرورة مناطحة الذكر في مختلف صور ذكوريته لإثبات عدم أحقيته بالاستعلاء على النساء، وفي المقابل "انحدرت" لتكريس عقدة النقص عند النساء! ذلك أنها اتخذّت الذكورية معيارًا لمدى قوة الذات الأنثوية وأهليّتها، فكلمـا شابهت المرأة الرجل وزاحمته كانت نسوية بحق! فتأمل التضارب واعجب من نسوية تسعى لإثبات الذكورية، وتدفع النساء تطبيقيًّا للاسترجال، وتضطهد الأنثوية في الأنثى من جديد لكن هذه المرة من جهة نفسها! وولّى زمان إقرار حقوق أساسية وأصيلة حُرِمت النساء منها ظلمًا وعدوانًا، والتطلع المعتدل للمشاركة الطبيعية في المجتمع جنبًا إلى جنب مع الرجل كلٌّ لوجهته، ليصير الشأن كل الشأن هو التكافؤ مع ذات الرجل والندية أمام جنسه، ومقاومة جميع أشكال التمييز بلا تمييز! فكل ما يفعله الرجل يمكن للمرأة فعله، حتى فيما يستحيل عقلًا وجِبِلّة أن تكافئه فيه مهما أرادت وسَعَت! ولذلك تجد – مثلًا - مسألة مثل العمل المهني تفاقمت من طلب إتاحة حق مشروع للمرأة بالعمل والتكسّب، لتصير مسألة شرف وميدان حرب لإثبات ذاتها بالعمل كالرجل والإنتاج كالرجل والتفكير كالرجل والإحساس كالرجل!
فتأمل تناقض المعادلة تفهم لماذا لم تنجح تيارات النسوية الأجنبية ونظيراتها العربية حتى الآن في تخليص النساء من العقد الذكورية، بل عمَّقتها وإن بلمسة نسائية هذه المرة، لأنها وقعت في نفس المنظور الخاطئ الذي كان ينظر به الرجال لقضيتها، وهو وضع المرأة والرجل موضع المقارنة واعتبار أحدهما منافسًا للآخر في أحقية الوجود وأدواره، لا معاملة كلِّ كيان بحَسَبه. وبهذا يتضح الفارق بين مفهوم "السلطوية الذكورية" الذي أعلنت النسوية في بداياتها أنها قامت لتحاربه وذاك الذي حاربته فعليًّا آخر المطاف، ويتضح كيف تمدّد تمرّد النسوية على الذكورية ليصير تمرّدًا على النسائية نفسها لا دفاعًا عنها، فتنقلب النسوية أشد عداوة للنساء من الذكورية التي قامت لتدرأ عداوتها!
#النسوية #قضايا_المرأة
كتاب #ما_بال_النسوة يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
فتأمل تناقض المعادلة تفهم لماذا لم تنجح تيارات النسوية الأجنبية ونظيراتها العربية حتى الآن في تخليص النساء من العقد الذكورية، بل عمَّقتها وإن بلمسة نسائية هذه المرة، لأنها وقعت في نفس المنظور الخاطئ الذي كان ينظر به الرجال لقضيتها، وهو وضع المرأة والرجل موضع المقارنة واعتبار أحدهما منافسًا للآخر في أحقية الوجود وأدواره، لا معاملة كلِّ كيان بحَسَبه. وبهذا يتضح الفارق بين مفهوم "السلطوية الذكورية" الذي أعلنت النسوية في بداياتها أنها قامت لتحاربه وذاك الذي حاربته فعليًّا آخر المطاف، ويتضح كيف تمدّد تمرّد النسوية على الذكورية ليصير تمرّدًا على النسائية نفسها لا دفاعًا عنها، فتنقلب النسوية أشد عداوة للنساء من الذكورية التي قامت لتدرأ عداوتها!
#النسوية #قضايا_المرأة
كتاب #ما_بال_النسوة يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
الاستيراد يعني إدخال شيء من الخارج محتفظًا بهيئته الأجنبية، فهذا دَخيل واضح الدَّخْلَة. أما الاستعراب فهو أشد خطرًا لأن الدخيل فيه يتشبّه بالعرب حتى يظهر كأنه منهم، وليس في حقيقته كذلك. وفي لسان العرب: "اسْتعْرَبَ: صَارَ دخيلا في العرب، وجعل نفسَه منهم ... عَرَبٌ عَارِبَةٌ وَعَرْبَاءُ: صُرَحَاءُ، وَمُتَعَرِّبَةٌ وَمُسْتَعْرِبَةٌ: دُخَلَاءُ لَيْسُوا بِخُلَّصٍ" ا. هـ .
وجوهر أزمة الفكر العربي الإسلامي اليوم تكمن في استعراب واردات الأجانب لا مجرد استيرادها منهم. فكل المذاهب الفكرية الأجنبية التي وردت إلينا أو استوردناها لم تظل على هيئتها الأجنبية بوصفها مادة معرفة ثقافية منفصلة عن ثقافتنا، بل تم تعربيها وعجنها عجنًا بالصبغة العربية اصطلاحًا وثقافة، فأورثتنا تصوّرات مشوهة وأفهامًا مغلوطة وتناقضات محيّرة على مدار أجيال، وبحر شبهات لا ساحل له، بل ولا شُبَهات فيه على الحقيقة لو أننا نقدر على فصل موردنا الصريح خالصًا عن الروافد الأجنبية الدخيلة عليه.
#النسوية #قضايا_المرأة
كتاب #ما_بال_النسوة يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
وجوهر أزمة الفكر العربي الإسلامي اليوم تكمن في استعراب واردات الأجانب لا مجرد استيرادها منهم. فكل المذاهب الفكرية الأجنبية التي وردت إلينا أو استوردناها لم تظل على هيئتها الأجنبية بوصفها مادة معرفة ثقافية منفصلة عن ثقافتنا، بل تم تعربيها وعجنها عجنًا بالصبغة العربية اصطلاحًا وثقافة، فأورثتنا تصوّرات مشوهة وأفهامًا مغلوطة وتناقضات محيّرة على مدار أجيال، وبحر شبهات لا ساحل له، بل ولا شُبَهات فيه على الحقيقة لو أننا نقدر على فصل موردنا الصريح خالصًا عن الروافد الأجنبية الدخيلة عليه.
#النسوية #قضايا_المرأة
كتاب #ما_بال_النسوة يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
❤2
إذا ذُكر توزيع الميراث ناح أولو المساواة على المرأة المظلومة التي الواحدة منها بنصف رجل (تأمل قُنبليّة التعبير!). فإذا جئتَ تنظر من منظور الشارع القائم على "العدل"، وجدتَ أن الرجل ضُوعف نصيبه وليس المرأة هي التي انتُقِص من نصيبها (وانظر دقة التعبير كيف تختلف به الدلالة) لأنه مُطالَب بأن يقوم على نفسه وغيره بالنفقة والسعي، وليست هي مُكلَّفة بذلك. وإذ ذاك، فمالُ الذي يقوم على غيره سيترقَّبُ فيه النقص بالضرورة (مال الرجل)، أما مال من يُنفق عليه غيره سيترقب فيه الزيادة (مال المرأة). فهل كان إلا عدلًا أن يُضاعَف نصيبُ مُترقِّبِ النقص على مترقب الزيادة، وأن تكون حصة القائم على غيره أكبر من حصة من يقوم عليه غيرُه؟! وهل كانت المساواة في هذا السياق إلا عين الغبن والظلم! وليست كل مساواة عدًلا لكن كل عدل سواء (أي وسطٌ وعلى سبيل مستقيم).
ثم إن قاعدة {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ} ليست عامة في كل قسمة بين جنس الذكور والإناث كما يشيع في الأفهام الخاطئة، بل هي مخصوصة بسياق الميراث في حال لم يكن ثَمّة ورثة غير الأبناء، أما إذا كان هنالك ورثة آخرون فستجد أنواع النساء والرجال الآخرين لهم حصص مختلفة، وقد يتساوى الرجل والمرأة كما في نصيب الوالدين: {وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ} [النساء: 11]. وخارج سياق الميراث، تجد – مثلًا – في شأن الهبة والعطيّة أن القسمة مبنية على التسوية بين الأبناء ذكورًا وإناثًا، ما لم تكن لبعض الأولاد حاجة خاصة تقتضي تفضيله على غيره، وفَصَّل العلماء في أشكال تلك التسوية وأحكامها بين الوجوب والاستحباب. فليس في مسألة القسمة كذلك وجه شبهة ولا تهمة ولا تحيز ضد جنس أو محاباة جنس، بل هذه الدَّعاوى الحمقاء أثر الجهل بأحكام الشرع وتصوّره الكلي، والاكتفاء بالمعرفة السطحية والجزئية والمغلوطة معًا!
#النسوية #قضايا_المرأة
كتاب #ما_بال_النسوة يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
ثم إن قاعدة {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ} ليست عامة في كل قسمة بين جنس الذكور والإناث كما يشيع في الأفهام الخاطئة، بل هي مخصوصة بسياق الميراث في حال لم يكن ثَمّة ورثة غير الأبناء، أما إذا كان هنالك ورثة آخرون فستجد أنواع النساء والرجال الآخرين لهم حصص مختلفة، وقد يتساوى الرجل والمرأة كما في نصيب الوالدين: {وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ} [النساء: 11]. وخارج سياق الميراث، تجد – مثلًا – في شأن الهبة والعطيّة أن القسمة مبنية على التسوية بين الأبناء ذكورًا وإناثًا، ما لم تكن لبعض الأولاد حاجة خاصة تقتضي تفضيله على غيره، وفَصَّل العلماء في أشكال تلك التسوية وأحكامها بين الوجوب والاستحباب. فليس في مسألة القسمة كذلك وجه شبهة ولا تهمة ولا تحيز ضد جنس أو محاباة جنس، بل هذه الدَّعاوى الحمقاء أثر الجهل بأحكام الشرع وتصوّره الكلي، والاكتفاء بالمعرفة السطحية والجزئية والمغلوطة معًا!
#النسوية #قضايا_المرأة
كتاب #ما_بال_النسوة يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
❤3
من النافع والسليم منهجيًّا إعادة قراءة التاريخ قراءة موضوعية بمنهج استدلال صحيح في ضوء أدوات ومذاهب العلم الحديث، كقراءة تاريخ النساء في ضوء علم الاجتماع أو النفس أو السياسة ...إلخ. أما إعادة صياغة التاريخ بسحب عقد نشأت في الحاضر على الماضي البريء منها، وحشر تلك العقد في زوايا التاريخ عنوة لإثبات تأصّلها منذ القِدَم، فشيء آخر تمامًا، وأبعد ما يكون عن السلامة المنهجية. ومعلوم أن النسوية الغربية تلبّست في تقلباتها بعُقَدٍ صبغت رؤيتها للعالم بمنظور صراعيّ، وتقسيم ثنائي حَدِّيٍّ يتمركز فيه الذكر على ذاته والأنثى على ذاتها. ثم أعادت قراءة بل صياغة تاريخ الحضارة البشرية بوصفه صراعًا بين الرجل والمرأة، ومحاولة من المرأة للتحرُّر من هيمنة الرجل منذ بدء الخليقة وخطيئة آدم بسب حوّاء! وهكذا شرعت النسوية تعيد صياغة العلوم وتأويل نصوص الكتب المقدّسة بذلك المنظور المُعقَّد والمُتعقِّد.
ثم عندما استورد المستوردون النسوية وعرّبوها، تأسّوا بنفس ذلك المنهج المختلّ، فعمدوا – مع زملائهم المستشرقين - إلى إعادة تفسير القرآن الكريم والسنة النبوية بالمنظور النسوي الكولونيالي القائم على إتهام الإسلام بمُعاداة المرأة، واختزلوا مختلف الممارسات تجاه مختلف النساء في كتلة "الممارسات الشرقية" أو "العادات الشرقية" ووصموها إجمالًا بالرجعية والقمعية، وتجرّؤوا على لَوْي تفاسير النصوص ومعاني الاصطلاحات الشرعية لإضفاء المشروعية على المفاهيم الثقافية الغربية ،كالعدالة والمساواة والحرية الشخصية والنموذج الأبوي والأمومي ... إلخ.
#النسوية #قضايا_المرأة
كتاب #ما_بال_النسوة يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
ثم عندما استورد المستوردون النسوية وعرّبوها، تأسّوا بنفس ذلك المنهج المختلّ، فعمدوا – مع زملائهم المستشرقين - إلى إعادة تفسير القرآن الكريم والسنة النبوية بالمنظور النسوي الكولونيالي القائم على إتهام الإسلام بمُعاداة المرأة، واختزلوا مختلف الممارسات تجاه مختلف النساء في كتلة "الممارسات الشرقية" أو "العادات الشرقية" ووصموها إجمالًا بالرجعية والقمعية، وتجرّؤوا على لَوْي تفاسير النصوص ومعاني الاصطلاحات الشرعية لإضفاء المشروعية على المفاهيم الثقافية الغربية ،كالعدالة والمساواة والحرية الشخصية والنموذج الأبوي والأمومي ... إلخ.
#النسوية #قضايا_المرأة
كتاب #ما_بال_النسوة يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
👍2
تنقسم الشهوة إلى قسمين بالأساس: شهوة البطن (الطعام) وشهوة الفرج (المتعة الجنسية). وتقوم على تفاعل شِقين: المعنوي والمادي؛ فالمرء يشتهي الحالة الشعورية التي ترافق السلوك الفيزيائي الذي تمارسه إحدى الحواس الخمس أو أكثر: نظرًا أو سماعًا أو تذوقًا أو شمًّا أو لمسًا، ويشتهي ممارسة السلوك الفيزيائي الذي يستثير فيه تلك الحالة الشعورية المرغوبة.
وتأمل في قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: "لم نرَ للمُتحابَّيْن مثل النكاح" [ابن ماجة]؛ وذلك لأن الحب لا يكتفي بالمعنى والمجرّد من حيث الأصل مهما بدا ذلك في البداية. بل إن امتناع الوصال الحسّي بمختلف درجاته من أشدّ ما يؤجج فتيل نار الشوق واللهفة والتباريح بين المتحابين المتباعدين في الغالب! فالحب يضمن تحقق مقاصد النكاح وتمام مُتعته ويعين على القيام بمسؤولياته طواعية؛ والزواج يقوّي أواصر الحب ويصونه بما يتيحه من إرواء حِسّي يحتاجه الشعور بالحب ويرنو إليه ليكتمل نموّه ويكمل حضوره.
#النسوية #قضايا_المرأة
كتاب #ما_بال_النسوة يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
وتأمل في قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: "لم نرَ للمُتحابَّيْن مثل النكاح" [ابن ماجة]؛ وذلك لأن الحب لا يكتفي بالمعنى والمجرّد من حيث الأصل مهما بدا ذلك في البداية. بل إن امتناع الوصال الحسّي بمختلف درجاته من أشدّ ما يؤجج فتيل نار الشوق واللهفة والتباريح بين المتحابين المتباعدين في الغالب! فالحب يضمن تحقق مقاصد النكاح وتمام مُتعته ويعين على القيام بمسؤولياته طواعية؛ والزواج يقوّي أواصر الحب ويصونه بما يتيحه من إرواء حِسّي يحتاجه الشعور بالحب ويرنو إليه ليكتمل نموّه ويكمل حضوره.
#النسوية #قضايا_المرأة
كتاب #ما_بال_النسوة يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
❤3
من آثار استعراب الفكر الأجنبي عمومًا والنسوية خصوصًا تشوّه مفاهيم وتطبيقات الذكورة والرجولة، والأنوثة والنسائية.
مثلًا، يُعرَّف الحياء في شخصية الأنثى في التصوّر العام بوصفه الخنوع والانكسار وضعف الشخصية، لا الامتناع عن القبائح وصون النفس عن السفاسف وامتثال الآداب الشرعية والعرفية المحمودة. ويتعارض في التصور "الملتزم" أدب المرأة مع إمكان الدّلال والغُنج منها في مواضعه المشروعة. وفي المقابل، يترادف عنفوان الشباب مع حزمة من الأخلاق السيئة في التصور العام كحدّة الطباع وسرعة الغضب والكسل والعبث واللهو واللامسؤولية. وتُؤَوَّل قوة الشخصية الرجولية بالعناد والعصبية وفرض الرأي على عِلّاته.
ومن حيث الظاهر العام، نجد اختزال مظاهر الأنوثة في كمّ المساحيق وبريق الحُليّ وبهرجة اللباس وطرقعة الكعوب، ومظاهر الرجولة في ماركات العطر وساعة اليد ومحفظة الجيب وحذاء القدم! وكثير من صور سلوك الشباب المجتمعية تقع ضمن خوارم المروءة وكواسر الحياء في تقدير الآداب الشرعية والأعراف الرصينة، بدءًا من فرقعة اللبان (العلكة) مرورًا بالقهقهة وليس انتهاء بالبذاءة اللسانية في الجدّ والمزاح!
#النسوية #قضايا_المرأة
كتاب #ما_بال_النسوة يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
مثلًا، يُعرَّف الحياء في شخصية الأنثى في التصوّر العام بوصفه الخنوع والانكسار وضعف الشخصية، لا الامتناع عن القبائح وصون النفس عن السفاسف وامتثال الآداب الشرعية والعرفية المحمودة. ويتعارض في التصور "الملتزم" أدب المرأة مع إمكان الدّلال والغُنج منها في مواضعه المشروعة. وفي المقابل، يترادف عنفوان الشباب مع حزمة من الأخلاق السيئة في التصور العام كحدّة الطباع وسرعة الغضب والكسل والعبث واللهو واللامسؤولية. وتُؤَوَّل قوة الشخصية الرجولية بالعناد والعصبية وفرض الرأي على عِلّاته.
ومن حيث الظاهر العام، نجد اختزال مظاهر الأنوثة في كمّ المساحيق وبريق الحُليّ وبهرجة اللباس وطرقعة الكعوب، ومظاهر الرجولة في ماركات العطر وساعة اليد ومحفظة الجيب وحذاء القدم! وكثير من صور سلوك الشباب المجتمعية تقع ضمن خوارم المروءة وكواسر الحياء في تقدير الآداب الشرعية والأعراف الرصينة، بدءًا من فرقعة اللبان (العلكة) مرورًا بالقهقهة وليس انتهاء بالبذاءة اللسانية في الجدّ والمزاح!
#النسوية #قضايا_المرأة
كتاب #ما_بال_النسوة يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
التطورات التي أدّت لانهيار لحمة الأسرة في المجتمعات الغريبة أثرت بالعكس على مجتمعاتنا، فدفعت التوجه المجتمعي وقوانينه للاستماتة في الحفاظ على "الشكل الأسري الشرقي" قائمًا بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى، فسُنَّت قوانين ووضعت أعراف لم تَحْمِ الأسر من التفكك حقيقة بقدر ما عسَّرت الانفصال المسالم على الزوجين، فأجبرتهما في كثير من الأحيان على الاستمرار معًا ولو على مضض، تلافيًا للوصم الاجتماعي أو التكاليف المادية والأدبية التي قد يحملها الطرفان أو أحدهما في حال إقدامه على الانفصال. وآثار ذلك ظاهرة بما لا يَخفى في أجيال خرَّجها التعايش على مضض والاستمرار الصوريّ على تصدّع! وبذلك لم نَجْنِ نحن من عُسْر هضم النسوية المستوردة غير جناية عُسر الطلاق بالإضافة لعسر الزواج من قبلها، وأهل النسوية الغربية نفسها عن الزواج والطلاق في غَنَاء!
#النسوية #قضايا_المرأة
كتاب #ما_بال_النسوة يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
#النسوية #قضايا_المرأة
كتاب #ما_بال_النسوة يصدر قريبًا إن شاء الله تعالى
👎1