Telegram Web Link
أنت ذاك الذى يمكن أن يُخطئ دون أن يستحيل شيطانًا بالضرورة، ويمكن أن يُحسن دون أن يكون ملاكًا على الدوام. ويمكن أن يجرح أو يؤلم أحدًا من حيث قصد أن يضمّد ويرأف بآخرين أو بنفسه. فتقبّل نفسك وضعفها، وواجه حياتك بقوة.
كم ممّن يظن أنه يفهم الوجود من حوله، وحقيقة الأمر أنه يعلم ولا يفهم! يعلم قواعد وقوانين ومعادلات علمًا تقريريًا مُصْمتًا، بلا إدراك مقتضاها ولا استشعار لحياتها أو إمكان الحياة بها.
إنّ كثيرًا من خِلال المرء الأصيلةِ وأخلاقه الكامنة فيه تُعلِن عن نفسها فى تفاصيل ولفتات؛ هى القرائن والدلائل التى تخبرك بحقائق الجوهر.
حريّة الإنسان ليست مرهونة بمشيئته بل بمشيئة الله تعالى؛ فهي ليست حرية مطلقة بل محدّدة بحدود ما أمْكَنَه الله من طاقات، وما جَعَل له فيه خيارًا.
بقدر وعي المرء بذاته ويقظته لدواخلها وقدرته على حوارها بصراحه وتسمية مشاعره وحاجاته باسمها، تعلو أو تنخفض قدرته على تمييز الأوهام من الحقائق وتزداد أو تقل فرص وقوعه فريسة سهلة لحبائل التعلق والإدمان.
المكاشفة الصادقة في حوار جادّ بين قلبين متألمين، خير ألف مرة من ادِّعاء صفاء وتمرير، تتراكم من ورائه الطوايا حتى تنفجر في تقارُع لاذع موجِع بين وحشين جريحين صارا متباغضين.
شتان بين مكاشفة صادقة في حوار قلبين متألمين، وبين تقارُع لاذع في تصارع وحشين جرحين. الأول يجلو النفس ويطهر القلب مهما كان موجعًا، والثاني يُخلِّف ندوبًا ويرسّب ضغائن حتى النهاية.
ممّا يزيد عُقَد النفس استعصاءً والطين بِلّة، أنّنا مهما ازدَدْنا علمًا بحبائل النّفْس وعواقب الانجرار ورائها، زدنا تسليمًا لها، تسليم خوفٍ من المواجهة، لا تسليم راضٍ حقيقةً وقانعٍ فعلًا بترْكِ الحبلِ على الغارب.
الخلافات تهيئ للعلّة الفرصة لتظهر، لكنها لا تخلُقها بداية. فمن كثرت خلافاته فليراجع علّة قلبه وكوامن نفسه، فإنما هي نذير بأن العلاقة ليست سليمة الجذور ولا سوية التربة، ولا يُصلحها مجرد إقامة ساقها الظاهرية.
إيّاك إياك أن تخلو عن مناجاة لـربّك في يومك، فـإنها رِيُّ الروح وسُقيا القلب. حدِّثه عن أمانيّ قلبك وآماله، وعن تَلصُّصه ومكائده الصغيرة! حدِّثه عن الاختلاسات والخوائن، والتطلعات والكوامن، والتقوى والعزائم! خَبِّره وهو بـكلّ ذلك عليم، وإنما أنتَ المحتاج لأن تُقِرَّ وتَبوح وتُواجه!
حدثني أحدهم عن #نظرية_الضفدع، التي تقوم على مبدأ أن الضفدع إذا وُضع في ماء حار مباشرة سيقفز فورًا خارجه دون إبطاء؛ أما إذا وضع في ماء معتدل وبدأ تسخينه ببطء، فإنه لن يقفز مباشرة بل وسيبقى في الماء دون أن يشعر بالخطر التدريجي الحاصل، إلى أن يغلي الماء آخر المطاف بمن فيه! ومن ثم، فالذي تسبب في موت الضفدع ليس الماء المغلي ذاته، بل استنزاف الضفدع لطاقته في محاولة التأقلم مع مناخ تزداد صعوبته مع الوقت، حتى لا تعود عنده طاقة لا للتأقلم ولا لقفزة النجاة الأخيرة!

وتشعّب بنا الكلام من بعد في أودية اتخاذ القرارات، فكيف نوازن بين ما يجب وما نحب؟ وهل كل ما يتراءى لنا الأحسن هو الأصلح؟ من نستشير ومتى نستخير ...

فكانت ثمرة ذلك النقاش جمع الجواب على تلك التساؤلات وغيرها في هذا الكتاب .. #نظرية_الضفدع، مع دار الحضارة للنشر والتوزيع وقريبًا في #معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب

https://daralhadarah.net/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%85%D8%B1/c190157322
2024/12/26 18:52:09
Back to Top
HTML Embed Code: