Telegram Web Link
ومن المداخل التربوية لصيانة النفس من الآفات التي تصيب الدعـــاة عادة وتنافي خلــوص نيّاتهم، أن يدرك الداعي ويجدد استحضــاره لحقيقة أنه المخاطب الأَوْلَى والمنتفع الأول بدعوته، وأن يجدد شعور الامتنان في نفسه أن يهيّئ الله تعالى لمِثْله فرصة الدلالة عليه سبحانه وتعريف خلقه به. وشتّان بين داعٍ من منظور التصدّر بين الناس والريادة عليهم، وداعٍ من منظور تذكرة النفس وواجب خدمة هذا الدين العظيم ومسؤولية الدلالة على الله تعالى ونفع خلقه... ورجاء بركات كل ذلك. فأي الاثنين أهدى سبيلًا وأقرب للرشاد ومرضاة الله تعالى؟!

وإنّ التفات الداعي لأن يكون أوّل المستفيدين من تذكرته، وأوّل المستجيبين لوَعْظــه، وأوّلَ المَلومين على تقصيره، يحفظه من آفات الكِبر والتعاظم بما عنده من علم، ويدفعه دفعًا لمحاسبة نفسه على مدة موافقة عمله لعلمه ودعوته، ويشغله عن الالتفات لمدى الأثر وعدّاد المتأثرين، ويوازن إقدامه أو إحجامه عن الدعوة في مختلف المقامات.

#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
ليس كل صراع داخلي بالضرورة مرضًا نفسيًّا أو حتى آفة مذمومة. بل إنّ قَدْرًا من الصراع سَوِيّ وصحيّ ومطلوب، حين يكون مبعثه اهتمام الإنسان بقيمة حيـاته ومعناهـا وجدارتهـا، وينشأ في وعيه التدافع بين ما ينبغي أن يكون وما هو كائن.
من كتاب # #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة #الأسئلة_الأربعة
كلّ مسلم يرجو أن يُصَلّى عليه عند موته، وأن يكثر شهود جنازته من الصالحين عسى أن يشفعوا فيه وينتفع بدعائهم وصلاتهم، لكن قد يُحال بين المسلم وهذه الفضيلة لأمر من الله وحكمة، فوقتها ما الذي يحدّد كرامات الموت وآثار حسن الخاتمة؟ وكيف يكون التطلّع الصحيح لطيب الذكر بعد الموت؟

https://mugtama.com/15/310108/
لا كلمة طيبة، ولا نصيحة صادقة، ولا قَولَة حقّ، تضيع عند الله تعالى. بل يتقبَّلُها الرحمن بيَمينِهِ، ويُرَبّيها لصاحبِها، حتى تكونَ مثلَ الجبَلِ ذُخرًا له حين يلقاه. وستَنبُت بأمر الله تعالى في أرضِ الله تعالى، ولو بعد حين. فعليك بـذل الجهد بصدق واعتدال، ورجاء القبول والتوفيق من الله تعالى.

#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
من عَلم أنه مأمور بفعل البلاغ فحسب، وأنّ جزاء ذلك عند الله تعالى وحده، لم يتأثر من تباين ردود أفعال العباد تجاه دعوته تأثرًا يدفعه للإخلال فيها، سواء بالامتناع الكلّي عنها (فيحرم نفسه أوّل ما يحرم من المثوبة وهو يظن أنه يزهد في التفضّل على غيره!) أو بالارتماء الكلي فيها دون مراعاة الضوابط والموازين والألويات (فيُهلك نفسه أوّل ما يهلك وهو يظن أنه يستميت في إنقاذ غيره!).

#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
تكتب في بحث "علمي" فيُقال لك اقتَصِر على ذكر أسماء الصحابة وأمهات المؤمنين دون ألقاب تفخيم سابقة أو دعاء لاحق، فيُكتب الصحابي فلان وزوجة النبي فلانة، وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو "النبي محمد" فحسب. لماذا؟ محاذاة "للمنهج العلمي" (الذي وضعه أهل العلم من غير المسلمين!).

تشارك في مؤتمر "دولي" عن "المرأة في الإسلام"، فيُطلب عدم الخوض في المسائل "الحساسة" كالحجاب والقوامة والميراث والتعدد والخِفاض، والالتزام بإطار "المتفق عليه" (وفق معايير الحساسية والاتفاق مما وضعها غير المسلمين)، كالجنة التي تحت أقدام الأمهات (وهذا النص ليس بحديث)، وتأكيد حق التعليم (مع أن التعليم في التصور الشرعي غيره في التصورات الأخرى)، واستقلال الذمة المالية للنساء (رغم أنف الرجال)!

هذه عيّنة من مظاهر لم تعد تدلّ على ابتغاء المسلمين العزة في غير الإسلام فحسب، بل على استحيائهم من الإسلام نفسه!

وفي المقابل، تجد أهل الباطل بلغت بهم العزّة بالإثم والفخر بوجاهة ما هم عليه (على ما هو عليه)، أن يقعّدوا القوانين والأعراف والمواثيق السارية على الإنسانية جمعاء (لا إنسانهم فحسب)، وان يُجَرِّموا ممارسة أو يُزيّنوها على ما تجري به أهواؤهم وأمزجتهم (فكان الشذوذ الجنسي مثلًا في زمن ما جريمة يعاقب عليها القانون بالقتل حرقًا أو صعقًا وهو اليوم ممارسة لها حُرْمَتها!)، وأن يطيشوا كيفما شاؤوا بالرسوم المسيئة والبيانات الجائرة والقوانين الإقصائية في حق "الغير" (وهم المسلمون بالأساس)، وأن يدعموا بعضهم بعضًا ولو خالفوا صراحة مواثيقهم الدولية التي وضعوها بأنفسهم، لأن ناسهم غير ناسنا، والذات عندهم أسبق على الغير.

ترى، متى نفيق من أوهام التصالح الإنساني والتعايش السلمي، الذي لم ينخدع به غيرنا ولن يجد طريقه للتحقق في ضمن منظومة موضوعة أصلًا لمنعه حقيقة وإن ادّعت غير ذلك ظاهرًا!

وكان من كلام سيدنا علي كرّم الله وجهه، في خطبته المشهورة: "فيا عَجَبًا من جِدّ هؤلاء القوم في باطلهم، وفشلكم عن حقكم! فقُبحًا لكم وتَرحًا، حين صرتم هدفًا يُرمى، وفَيئًا يُنتهب، يُغار عليكم ولا تُغيرون، وتُغزَون ولا تَغزُون، ويُعصَى الله وترضون!".
ولئن كان عليه الرضوان قد عجب من فشل أهل الحق عن القيام بحقه، فكيف لو شهد زماننا الذي صار فيه المسلم بحاجة لسؤال أخيه المسلم عن موقفه من الحق تجاه الأمة ومصاب المسلمين في أية بقعة من بقاع الأرض، ناهيك أن تكون من بين أقدسها!

وخير جواب على مثل تلك المواقف المخزية: {بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [البقرة: 93].

#هدهديات
#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
"قيل للإمام أحمد رضي الله عنه أيام المحنة: يا أبا عبد الله، ألا ترى الحق كيف ظهر عليه الباطل؟

فقال: كلا، إن ظهور الباطل على الحق أن تنتقل القلوب من الهدى إلى الضلالة، وقلوبنا بعد ملازمة للحق".

"مناقب الإمام أحمد"، لابن الجوزي.
الحلقة (1): لماذا لا يستجيب الله دعاءنا فورًا وقت الشدائد؟
سلسلة #إذا_سألتني
https://youtu.be/XV0mNNVvjew
https://soundcloud.com/hudhud0/duaa
اللين المقصود في الدعوة هو: التلطّف في منهج بيان الحق، لا التفنّن في إخفائه؛ والحكمة في كشف الباطل بجلاء، لا التستّر عليه بدهاء! فهذا الأخير هو الذي قال الله تعالى عنه لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم: 9].

#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
سلسلة #إذا_سألتني
(2) - أين حفظ الله تعالى عندما يتسلط الباطل ويُستَضْعف المسلمون؟

مرئية على اليوتيوب
https://www.youtube.com/playlist?list=PLOChe-liSFbARQDPfQuw1HyJLv85w_ay2

صوتية على الساوند
https://on.soundcloud.com/WCnMC
‏لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ
وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ
وَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ ‏ ‏أُحُدٍ ‏ ‏ذَهَبًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا قَبِلَهُ اللَّهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ
وَلَوْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا لَدَخَلْتَ النَّارَ

سنن أبي داود: كتاب السنة - باب في القدر - حديث رقم: 4699
يمكن للداعي أن يتّهم إن كان متهمًا جهده وأسلوبه ومنهجه في الدعوة، فيكون ذلك دافعًا له لتجويد أدائه من جهة العبد. لكنه يتوقف بأدب عند أمر الله تبارك وتعالى، وسننه ومشيئته في الهداية والإضلال، فلا يصل به التعاطف مع الخاطئين والإشفاق على الضالّين والأسى على سوء الخواتيم أن يتّهم الله تعالى من أيّ وجه إطلاقًا؛ إذ لا يبلغ عبد في اطّلاعه على أحوال العباد مبلغ انكشاف علم الرب أبدًا.

ثم الله تعالى لا يُساءَل أبدًا في تقديره لعباده وفعله فيهم، وهو سبحانه من يسائلهم عما فعلوا فيما آتاهم. والله تعالى أعدل العادلين وأفضل المتفضلين، وقد وصف نفسه سبحانه بأنه واسع المغفرة وكذلك بأنه شديد العقاب.

وتأمل في حديث: {إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ؛ وَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ} [البخاري ومسلم] ؛ وفي رواية أخرى: {إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ}.

وذكر ابن القيم في الفوائد: "وأمّا كون الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذِرَاع فيَسْبِقُ عليه الكتاب، فإن هذا عَمُل أهل الجنة فيما يظهر للناس ولو كان عملًا صالحًا مقبولًا للجنة قد أحبه الله تعالى ورضيه لم يبطله عليه. وقوله: (لم يَبْقَ بينه وبينها إلا ذراع): يعني لم يصبر هذا العامل على عمله حتى يتمّ له، بل كان فيه آفة كامنة [ودسيسة باطنة] خُذِل بها في آخر عمره، فخانته تلك الآفة والداهية الباطنة في وقت الحاجة، فرجع إلى موجبها، وعمل عملها. ولو لم يكن هناك غش وآفة لم يقلب الله إيمانه... والله يعلم من سائر العباد ما لا يعلمه بعضهم من بعض" ا. هـ .

ولا يكون عبد أرحم بالعباد من ربّهم الذي خلقهم!

#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
#إذا_سألتني
حلقة 3: كيف أتعامل مع الشعور بالقهر والعجز وقلة الحيلة أمام عِظَم مُصاب المسلمين المسضعفين؟
****
#if_you_ask_me (3): How can I deal with feeling defeated, hopeless and helpless in the face of the torments overpowered Muslims go through?
*****
https://youtu.be/yjrvBvuWuGU
https://soundcloud.com/hudhud0/helplessness
لا أنصاف حلول ولا مساحات رمادية بين الحق والباطل؛ ووسطية الطرح لا تعني تسطيح المضمون، ولا تدرّج العرض يعني بيان بعض الدين وترك بعض! والداعي إلى الإسلام مؤتمن عليه، ومسؤول يوم يبلّغه أن يبلّغه على وجهه الصحيح والمتكامل.

#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
ثقافة "الذوق الاجتماعي"، وتأليه مبدأ مسـايرة المجموع ولو على باطل، وخشية الانفراد ولو على حق، هُم أكبر دوافع تبنّي سياسة التجمّل والتجميل في بيان الحق، وَصَل للتدليس والتلبيس. فصرنا نتحرّج من قول الحق – وأحيانًا من اعتقاده - أكثر من مداهنتنا للباطل؛ ونتأذى ممن يجاهرون بالحقائق مباشرة، لأنّ في ذلك "قسوة" لا تتناسب وآذاننا الرهيفة التي تعودّت تغليف الحقيقة تغليفًا لا يخفّف وقعها على أسماعنا تبعًا، بل يصمّ أسماعنا عنها أصلًا!
مما يؤسَف له أن مظاهر حياة أهل الإسلام في غالبها لا تعبر عن شعور بالمسؤولية الفردية، سواء عن النفس أو الغير. ومن تلك المظاهر: عدم الحَضِّ على طعام المسكين بل الحضّ على البخل والإمساك، وعدم الحرص على تعهّد الجيران بالخير بل تعقّبهم بالأذى والغيبة، ورمي القمامة في الشوارع وإساءة استعمال الحمامات العامة وحمامات المساجد، وإطلاق الأطفال للعب المزعج في الشوارع في كل الأوقات، وترك الشباب في مجالس الطرقات دون تعليمهم آداب الطريق وحقه: {أَعْطُوا الطَّريقَ حَقَّهُ... غَضُّ الْبَصَر، وكَفُّ الأَذَى، ورَدُّ السَّلامِ، وَالأَمْرُ بالْمَعْروفِ والنَّهْيُ عنِ الْمُنْكَرِ} [متفق عليه].

#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
عجبًا ممن يتحجج وقت الذنب بأن إلمعصية كـتبت عليه فلَا يستحق ملَامة، لماذ لَا يتحجج وقت الطاعة بأن الهداية نعمة كـتبت له فلَا يستحق مثوبة؟!
#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
2024/11/05 18:50:16
Back to Top
HTML Embed Code: