سكة طويلة والبراري قفار
والدار تشكي من جفى الزوار
والليل عتمة والأماني قصار
تدفقت كلمات أغنية " سكة طويلة" للفنان " عبادي الحوهر" في رأسي طوال مشاهدتي لهذا الفيلم الياباني الآسر في تتبّع رحلة امرأة يابانية تعيش في العاصمة طوكيو لحضور مراسم جنازة والدها في منطقة تبعد 658 كيلو.
تجسد البطلة " يوكو" أنموذجًا لحالة الوحدة والعزلة التي يحياها المرء في زمن الذكاء الاصطناعي.
والدار تشكي من جفى الزوار
والليل عتمة والأماني قصار
تدفقت كلمات أغنية " سكة طويلة" للفنان " عبادي الحوهر" في رأسي طوال مشاهدتي لهذا الفيلم الياباني الآسر في تتبّع رحلة امرأة يابانية تعيش في العاصمة طوكيو لحضور مراسم جنازة والدها في منطقة تبعد 658 كيلو.
تجسد البطلة " يوكو" أنموذجًا لحالة الوحدة والعزلة التي يحياها المرء في زمن الذكاء الاصطناعي.
❤10🥰1
مكتباتي في بيت أمي. يا ريت لو عندي مارد يشحنهم لي على البساط السحري 😭
❤12🤩2👍1🤯1
*بمناسبة نزول الموسم الثاني من المسلسل الكوري الجنوبي المثير للجدل" لعبة الحبار" أعيد نشر هذه المقالة التي سبق ونشرتها منذ عامين في جريدة النهار العربي..
"لعبة الحبّار"... والتطهير الاجتماعي لشعوب شرق آسيا!
ليلى عبدالله
شاهدتُ قبل شهور مسلسلاً كوريَّا جنوبيًّا أحدث لحظة بثّه ضجة هائلة لدى رواد منصة نتفليكس وعنوانه "لعبة الحبّار".
يستعرض المسلسل مشاهد عنيفة ودموية، ضحاياها مجموعة من الناس تقلّبوا في حالات العوز والاستغلال وملاحقة الدائنين ما جعلهم طريدة سهلة من قبل جهة غامضة تغريهم بمبالغ ضخمة من الأموال ليكونوا جزءًا من لعبة تعتمد على ألغاز متوارية، يكونون بمثابة طرائد يستهدفهم قنّاصين منزوعي الرحمة يستهويهم رؤية دماء تطيش في كل الجهات.
خلفت كل مرحلة من مراحل هذه اللعبة- التي استمدت فكرتها من ألعابٍ كان يلعبها الصغار في كوريا الجنوبية- حشودًا من الجثث. تستشعر من هذا الاستدعاء لماضي الطفولة وكأنه يخبر الإنسان بأن حياته الفعلية تبدأ من تلك النطفة العتيقة المبثوثة في رحم الولادة مستطيلاً بعدها كنبتة طيبة أو ضارّة. الطفولة المشدوهة أبدًا بالطهر الخام وربق الاختلال في آن!
تلك الطفولة التي تتلاعب بخططه شاء أم أبى، يمنح الطفل كله لألعاب الطفولة، وحين يكبر تتفاوت قوانين اللعبة، ليكون هو نفسه ملعوبًا به من قبل الحياة.
في لعبة الحبار تجري القوانين على هذا النحو، تجعل الإنسان في مواجهة مع فرص عديدة، كأنّ هناك دائما فرصة ثانية، أو بمعنى أدق الفرصة النهائية. فكلّ جولة هي خوض حقيقي في معركة الموت، الحياة هنا تلاعب ولكن ألعابها جدية وصارمة ولا تقبل بأن تمنح الفرصة لأي انسان راضخ أو مستسلم، الفرص هنا مكلّفة!
فلحت "لعبة الحبار" في إقناع الجميع بوجود فرصة ثانية لتصحيح المسار إن أجاد تفعيلها بذكاء وسط منافسة شرسة بين أفراد لا يحاولون النجاة بأرواحهم المستهلكة سلفًا بكل متاعب الوجود فحسب بل في كسب الجائزة الكبرى التي تقدر بملايين الدولارات؛ حيث المال هو الحل لكل معضلات الحياة ومنتهى السعادة.
هذا المشهد يستدعي عبارة من عبارات الفيلسوف الفرنسي سارتر: "إن المغزى بوضوح هو المغزى في حياته، هذه الحياة التي باتت إلى الجميع سيئة البناء، سيئة العيشة، مستلبة، منهوبة، مخدوعة، مزيفة، لكن، حول هذه الحياة، في الوقت ذاته، يعرف من يعيشها جيّدًا أن ثمة شيء آخر" .
ماذا لو كانت حياتنا نحن البشر عبارة عن أحجيات علينا حلّها كي نضمن نجاتنا واستحقاقنا للعيش على سطح هذه الكرة الأرضية؟ هل كنا سنتلاعب منذ البدء بحيواتنا؟ هل كنا سنراهن بأنفسنا؟ أم أننا سنظل يقظين على الدوام ونحن نضع خططًا مُحكمة؟
في ما مضى كانت أحلام معظم الناس البسطاء تُختصر في أهداف محددة، أهمّها الحصول على وظيفة تدرّ دخلاً مشبّعًا، الوظيفة نفسها تكون كفيلة بتوفير متطلبات الحياة المألوفة كتكوين أسرة ومسكن وسيارة ومصاريف الأبناء، ومن كان يحقق هذه الأهداف المنشودة كانت حياته تمضي على وتيرة من الرضى والقناعة. ولكن هناك من كانت هذه الغايات المحددة في الحياة لا ترضيه، بل كان يطمح إلى التمتع بالرفاهية، فيسعى إلى تحقيق ذلك من خلال خوض تجارب عدة يحصل من خلالها على دخل أعلى.
فمنهم من يقترض أموالاً من البنوك، ويعيش على هذه الوتيرة طوال حياته، لتغدو حياته عبارة عن ماكنة تلفظ المال وتلتهمه في الوقت عينه، ومنهم من يخوض تجارب تشعره بأنه رجل أعمال، فيغامر برأس ماله في أسهم البورصة، وقد تحفل خطوته الجريئة بالنجاح أو يسقط مغشيًّا عليه بسكتة قلبية على خسارة فادحة. ومنهم من يخوض غمار القمار، فيجدها وسيلة مربحة تعتمد على الحظ، تجعله ثريًّا في لحظة أو مفلسًا في لحظات أخرى.
ومهما تباينت وسائل الحصول على دخل إضافي، فإنها في النهاية تظل غير مضمونة النتائج؛ كالحياة نفسها، مثل "لعبة الحبار". فأفرادها في كل مرحلة من مراحل اللعبة الخطرة يُستدرجون إلى دواخلهم، إلى اختبار مشاعرهم، في سبيل النجاة يبدون على تمام الاستعداد للقضاء على كل من يقف في طريقهم، يستحيلون إلى وحوش، كما ذهب " نيتشه" تماما في باب التحدث عن صراع المرء مع طواحينه "من يقاتل الوحوش عليه أن يحذر كي لا يتحول إلى واحد منهم" وهكذا دواليك تدفع الحياة بكل من يخوض في غمارها بلا استثناء إلى الهاوية!
تشويه المُثُل
ولأن المسلسل ذات خلفية آسيوية، كان لدى هذه الشعوب تحديدًا ما يسمى بتأنيب الذات، أو السعي الحثيث للخضوع إلى عمليات تطهير الاجتماعي كاليابان والصين وكوريا .
ولكن يبدو أنّ وتيرة الحياة المستهلكة المادية طعنت عاداتهم وشوهت حتى مُثلهم المقدسة، جعلت مشاعرهم متصلبة جلّ همّها هو نشل الذات من مستنقع الإفلاس والإنهاك حتى لو استدعى ذلك إلى طمس كل من ينذره بالخسارة.
"لعبة الحبّار"... والتطهير الاجتماعي لشعوب شرق آسيا!
ليلى عبدالله
شاهدتُ قبل شهور مسلسلاً كوريَّا جنوبيًّا أحدث لحظة بثّه ضجة هائلة لدى رواد منصة نتفليكس وعنوانه "لعبة الحبّار".
يستعرض المسلسل مشاهد عنيفة ودموية، ضحاياها مجموعة من الناس تقلّبوا في حالات العوز والاستغلال وملاحقة الدائنين ما جعلهم طريدة سهلة من قبل جهة غامضة تغريهم بمبالغ ضخمة من الأموال ليكونوا جزءًا من لعبة تعتمد على ألغاز متوارية، يكونون بمثابة طرائد يستهدفهم قنّاصين منزوعي الرحمة يستهويهم رؤية دماء تطيش في كل الجهات.
خلفت كل مرحلة من مراحل هذه اللعبة- التي استمدت فكرتها من ألعابٍ كان يلعبها الصغار في كوريا الجنوبية- حشودًا من الجثث. تستشعر من هذا الاستدعاء لماضي الطفولة وكأنه يخبر الإنسان بأن حياته الفعلية تبدأ من تلك النطفة العتيقة المبثوثة في رحم الولادة مستطيلاً بعدها كنبتة طيبة أو ضارّة. الطفولة المشدوهة أبدًا بالطهر الخام وربق الاختلال في آن!
تلك الطفولة التي تتلاعب بخططه شاء أم أبى، يمنح الطفل كله لألعاب الطفولة، وحين يكبر تتفاوت قوانين اللعبة، ليكون هو نفسه ملعوبًا به من قبل الحياة.
في لعبة الحبار تجري القوانين على هذا النحو، تجعل الإنسان في مواجهة مع فرص عديدة، كأنّ هناك دائما فرصة ثانية، أو بمعنى أدق الفرصة النهائية. فكلّ جولة هي خوض حقيقي في معركة الموت، الحياة هنا تلاعب ولكن ألعابها جدية وصارمة ولا تقبل بأن تمنح الفرصة لأي انسان راضخ أو مستسلم، الفرص هنا مكلّفة!
فلحت "لعبة الحبار" في إقناع الجميع بوجود فرصة ثانية لتصحيح المسار إن أجاد تفعيلها بذكاء وسط منافسة شرسة بين أفراد لا يحاولون النجاة بأرواحهم المستهلكة سلفًا بكل متاعب الوجود فحسب بل في كسب الجائزة الكبرى التي تقدر بملايين الدولارات؛ حيث المال هو الحل لكل معضلات الحياة ومنتهى السعادة.
هذا المشهد يستدعي عبارة من عبارات الفيلسوف الفرنسي سارتر: "إن المغزى بوضوح هو المغزى في حياته، هذه الحياة التي باتت إلى الجميع سيئة البناء، سيئة العيشة، مستلبة، منهوبة، مخدوعة، مزيفة، لكن، حول هذه الحياة، في الوقت ذاته، يعرف من يعيشها جيّدًا أن ثمة شيء آخر" .
ماذا لو كانت حياتنا نحن البشر عبارة عن أحجيات علينا حلّها كي نضمن نجاتنا واستحقاقنا للعيش على سطح هذه الكرة الأرضية؟ هل كنا سنتلاعب منذ البدء بحيواتنا؟ هل كنا سنراهن بأنفسنا؟ أم أننا سنظل يقظين على الدوام ونحن نضع خططًا مُحكمة؟
في ما مضى كانت أحلام معظم الناس البسطاء تُختصر في أهداف محددة، أهمّها الحصول على وظيفة تدرّ دخلاً مشبّعًا، الوظيفة نفسها تكون كفيلة بتوفير متطلبات الحياة المألوفة كتكوين أسرة ومسكن وسيارة ومصاريف الأبناء، ومن كان يحقق هذه الأهداف المنشودة كانت حياته تمضي على وتيرة من الرضى والقناعة. ولكن هناك من كانت هذه الغايات المحددة في الحياة لا ترضيه، بل كان يطمح إلى التمتع بالرفاهية، فيسعى إلى تحقيق ذلك من خلال خوض تجارب عدة يحصل من خلالها على دخل أعلى.
فمنهم من يقترض أموالاً من البنوك، ويعيش على هذه الوتيرة طوال حياته، لتغدو حياته عبارة عن ماكنة تلفظ المال وتلتهمه في الوقت عينه، ومنهم من يخوض تجارب تشعره بأنه رجل أعمال، فيغامر برأس ماله في أسهم البورصة، وقد تحفل خطوته الجريئة بالنجاح أو يسقط مغشيًّا عليه بسكتة قلبية على خسارة فادحة. ومنهم من يخوض غمار القمار، فيجدها وسيلة مربحة تعتمد على الحظ، تجعله ثريًّا في لحظة أو مفلسًا في لحظات أخرى.
ومهما تباينت وسائل الحصول على دخل إضافي، فإنها في النهاية تظل غير مضمونة النتائج؛ كالحياة نفسها، مثل "لعبة الحبار". فأفرادها في كل مرحلة من مراحل اللعبة الخطرة يُستدرجون إلى دواخلهم، إلى اختبار مشاعرهم، في سبيل النجاة يبدون على تمام الاستعداد للقضاء على كل من يقف في طريقهم، يستحيلون إلى وحوش، كما ذهب " نيتشه" تماما في باب التحدث عن صراع المرء مع طواحينه "من يقاتل الوحوش عليه أن يحذر كي لا يتحول إلى واحد منهم" وهكذا دواليك تدفع الحياة بكل من يخوض في غمارها بلا استثناء إلى الهاوية!
تشويه المُثُل
ولأن المسلسل ذات خلفية آسيوية، كان لدى هذه الشعوب تحديدًا ما يسمى بتأنيب الذات، أو السعي الحثيث للخضوع إلى عمليات تطهير الاجتماعي كاليابان والصين وكوريا .
ولكن يبدو أنّ وتيرة الحياة المستهلكة المادية طعنت عاداتهم وشوهت حتى مُثلهم المقدسة، جعلت مشاعرهم متصلبة جلّ همّها هو نشل الذات من مستنقع الإفلاس والإنهاك حتى لو استدعى ذلك إلى طمس كل من ينذره بالخسارة.
👏3❤2👍1