Telegram Web Link
Forwarded from حَديث الأشجـار (مَريـم)
تسأل الطفلةُ أباها: كيفَ تكتُب؟
كانَ أعمى.
- أنظرُ في نفسي طويلًا إلى أن أرى ثقْبًا في الصفحة.
أضع على الثّقب كلمة. أنفخُ في الكلمة كي تكبر قليلًا.
هكذا أحصل أحيانًا على قصيدة.
- ثم ماذا؟
- لا شيءَ سوى أني قد أقعُ في الثّقبِ فلا أعود.



- آدم فتحي
https://engage.moc.gov.sa/saudi-criticism-lab/library-page/article-39/

تأثيرات الداء الفرنسي على الأدب العالمي.

أول مقالاتي في موقع مختبر السعودي للنقد..
كلمة تقولينها للناس في غزّة؟ 

ماذا يمكن أن نقول لغزة التي تموت كل يوم. دعني أستعير كلمات محمود درويش في نصّه لها "غزّة كل يوم":  
"غزّة تواصل انفجارها، لنقول لها شكرًا! 
وغزّة لا تواصل انقضاضها اليومي على الموت، لكي نكتب عنها قصيدة.  
وغزّة لا تجد متّسعاً من الوقت، لكي تقرأ تحياتنا. 
ولا بريد إلى غزّة، لأنها محاصرة بالأمل والأعداء.  
ورغم ذلك، نقف، وكل يوم، لكي نصلي لاسمها النادر بين الأسماء". 
Forwarded from Sun (ضُـحى)
كل صباح
تشرق الشمس.. وكذلك أنت.
مثل النباتات، المغطاة بالندى في حديقتك،
تمسكي بالفرصة الجديدة للحياة.
صباح الخير:
بالأمس انهار عالمك
إلا أنها فرصتك لبنائه من جديد.

في اللغة السنسكريتية
إحدى أقدم لغات العالم
لا يقول المرء
"صباح الخير"
وإنما
"شوبهارمب"
وترجمتها: "بداية مباركة"
لذا، لك سوف أقول:
شوبهارمب
أتمنى لك
ألف بداية مباركة سعيدة.
•بدايات جديدة - نيكيتا جيل
- ترجمة ضي رحمي
"لا يصنع الأعداء لنفسه من يشتغل في السياسة. بالعكس السياسي المحنك لا يصنع الا الأصدقاء لأنه كاذب رهيب. الذي يصنع الأعداء لنفسه هو الصادق، لأنه يقول للناس رأيه الصريح بهم، فكيف يحبونه؟".

مقطع من رواية (كنت أميرا)؛ لربيع جابر.
حفريات تأويلية لقصص "فهرس الملوك" للروائية العمانية ليلى عبد الله

لونيس بن علي
01

قصة ذواق الملك:
كان حلم رجل فقير أن يموت بداء الملوك. الموت شبعًا.
سيتقدم إلى وظيفة في بلاط الملك، والمتمثلة في تذوق أطعمة الملك حرصا على سلامته.
وصف الذهاب إلى القصر، رغم ذلك، بأنه كمن يلقي بنفسه في بحيرة عامرة بتماسيح جائعة.
تعريف السلطة - هنا - أنها مستنقع يعج بالتماسيح الجائعة.
أي جوع كانت تقصده الشخصية؟ أغلب الظن هو الجوع إلى السلطة.
سيتحول الطعام، الذي هو مصدر للحياة إلى مصدر لتهديد الحياة نفسها. تعجب الرجل، وهو يقف أمام مائدة الملك، من كثرة الأطعمة وتنوعها، لكنه لم يبال بالموت في الأخير. كان يأكل كل ما يُقدّم له بشراهة كبيرة. على الأقل سيموت وهو شبعان، وهذا الشعور المتدفق، كما قال، يدفعه إلى الموت منتصراً.
الانتصار على الموت، يكون بعدم الخوف منه، والاستسلام لقواعد اللعبة: كل حتى تموت. لكن هل الطعام هو الذي يقتل؟ أم هو السم الذي يُدس فيه؟
كيف يمكن لأحد أن يتسلل إلى مطبخ الملك بهذه السهولة ليضع فيه السم؟ لابد أنّ العدو يوجد داخل القصر، ولن يكون إلا أحد المقربين إلى الملك. سؤال كهذا يكشف عن دهاليز الحُكم. الخطر يأتي دائما من الداخل. لكن بدل البحث عن المُجرم، فكّر الملك، ويا له من حل في توظيف فقراء المملكة ليموتوا في مكانه. وقد عثر بسهولة على هؤلاء الأبطال المُعدمين. سؤال آخر يُطرح: هل كانت نية الرجل إنقاذ الملك من موت يترصده أم أراد فقط أن يملأ بطنه بطعام الملك؟
قالت الشخصية:
"وكان همّي أن أشبع قبل أن أشهد نهايتي على يد عدوّ خفيّ أجهله تماما ويجهلني، عدو لستُ غايته!" (ص11)
كان همه أن "يشبع" لا أن يكون "بطلا". لكن لماذا وصف الذي يتربص بالملك بعدوّه؟ هل فعلا هو "عدوّه"؟ هل للفقراء أعداء؟ إنه يضيف إلى ذلك بأنه "عدو يجهلان بعضهما بعضا.
الملاحظة مهمة: تطرح القصة في هذه الجزيئة فكرة " العدو الشبح"، أي العدو بالمُطلق، دون توصيف إضافي، لكن خطورته الفتاكة في أنه "لا يأتي". لا شيء يؤكد أنّ ذلك العدو موجود أصلا، قد لا يكون إلا مجرد صورة تخيلها الملك من كثرة الارتياب المرضي بأنه مستهدف.
يشبه هذا ما يقع في الواقع. لا يخلو خطاب حاكم من ذِكر عدوّ ما يتربص به. ولما نقول به أي بالأمة. لكن لا أحد من هؤلاء الحكام قدموا عرضا تفصيليا لهوية هذا العدو. بل لابد أن يظل غامضاً ليكون خطره أعظم.
ما أثارني في هذه القصة، هي بالذات شخصية "العدو" لا شخصية الملك ولا حتى شخصية هذا الفقير الذي جاء ليموت بدلا عن الملك.
لكن كيف انتهت القصة؟
لم يمت الرجل الفقير، بل زادت شراهته إلى مائدة الملك. أما هذا الأخير، فضعف جسده ثم قضى نحبه بسبب سوء التغذية.
كان يحمي نفسه من الشبع فإذا به يقتله الجوع.
لا يُمكن أن أنهي هذا النص الصغير إلا بالسؤال التالي: هل عرفتم الآن من هو عدوّ الملك؟
........
عدوه هو نفسه.
لقد مات بسبب أنّه لم يعد يثق في أحد، لا بطباخيه، ولا بوزرائه، ولا بمستشاريه. في الحقيقة، فإنّ التعبير المناسب لهذا الموت هو الانتحار.
الأنظمة تنتحر وهي تنتظر عدوّا متخيلا.
حفريات تأويلية في مجموعة "فهرس الملوك" للروائية ليلى عبد الله

الناقد المغربي لونيس بن علي
02
قصة تمثال الملك
تبدأ القصة، على غرار بقية القصص، بالجملة التالية: "في زمن غابر"؛ أي في زمن بعيد ومُطلق، زمن بلا هوية.
هو أسلوب الحدوتات الشعبية، والملاحم حيث الأحداث وقعت في زمن بعيد، أبعد مما نتصور.
لكن لا علينا.
ماذا حدث في ذلك الزمن البعيد؟
تروي القصة عن ملك قرّر أن يشيد تمثالا يُخلّده. والسبب هو رغبته في خلود صورته في ذاكرة شعبه.
لا يخاف الملوك من الموت فحسب، بل يخافون من النسيان. من هنا يأتي السؤال: ما هو الهدف من بناء تماثيل للملوك؟
إنها طريقة تضمن لهم الخلود في الذاكرة.
قرر الملك أن يرسل من يشيد له تمثالا في قرية من قرى مملكته. قرية غارقة في الفقر، لكن حرص الملك على خلود صورته جعله يفكّر في أن يقيم تمثالا له في تلك القرية.
يعني التمثال هنا استعارة لفكرة الحضور أيضاً. عبره يكون الملك دائم الحضور، مثل الصور الكبيرة للرؤساء التي توضع عند مداخل المؤسسات وفي مكاتب المسؤولين .
احذروا!
فالرئيس أو الملك في كل مكان. إنّ عينيه لا تنامان، تراقبان الجميع. أي أنّ التمثال هو طريقة أيضا لزرع فكرة أنّ الملك في كل مكان، يراقب الجميع ويحرس الجميع ويسهر على الجميع. (الأخ الأكبر في رواية 1984)
قال الساردُ: "كانت نساء القرية يقتربن من التمثال بحذر، ويحرصن على تغطية وجوههن حياء" (ص14)
يفرض التمثال سلطته على الجميع، خاصة نساء القرية، ومن فرط حضوره صرن يخجلن من الظهور أمامه دون تغطية وجوههن. الأمر لم يتوقف هنا، بل امتد إلى تقديم النذور والتبرك به. هنا ينتقل التمثال إلى مرتبة الصنم. الصنم هو تجسيد الإله في المخيال الجمعي.
أليس هذا ما يريده الملك، أي أن يتحول إلى إله؟
لكن، ومع ذلك كل تمثال أو صنم هو قابل للكسر.
تنتهي القصة بتحطيم هذا التمثال. لكن هل هذا كافي لتدمير صورة الطاغية؟
"بينما كان أهل القرية في ذهول يتساءلون: ما معنى طاغية؟!
في نظري، القصة لم تنته، بل فتحت قوسا كبيراً، وعبر هذا السؤال: ما معنى الطاغية؟ تريد أن تحذرنا لا من تماثيل الجبس والاسمنت المسلح، بل من الأصنام التي تتحول إلى أفكار وقناعات.
الملك في الأخير، فكرة.
رواية جديدة للروائي السوري خالد خليفة رحمه الله.

الخالد بيننا بكلماته💙
‏"رأيتُ كل مرايا العالم، ولا واحدة تَعْكِسُني"

*بورخيس
Forwarded from Hamsa in wonder land
منذ سبعة أعوام مضت
طلب مني أحدهم أن أصف له قلقي
ما استطعت قوله كله كان
"إنه عادةَ تشكيل الرصاصات في رأسي،
إنه الممارسة غير المرغوبة المتمثلة في معاملة
جسدي وكأنه مسدس ينتظر باستمرار من يضغط الزناد"

لو أملك طريقة أخرى للوصف
ستكون ببساطة "وضع الدفاع عن النفس"
كأن عقلي يعتقد باستمرار أني أتشاجر في حانة
أو في ساحة معركة
أو أعلى مبنى ما
يفعل - عقلي - كل ما في وسعه لحمايتي
المشكلة هي
أنه لم يتعلم الفرق بين الحماية
وتدمير الذات ونوبات الهلع
الأمر أشبه بجنود معركة "شبش" الذين
- عن طريق الخطأ -
أطلقوا النيران على أنفسهم
ودمروا جيشهم

إلى الأشخاص الذين رأوني أؤذي نفسي
الذين تابعوني بينما أكافح - مرة بعد مرة - وأنهزم
وسألوني: لماذا تفعلين هذا بنفسك؟
ما أستطيع قوله هو:
لو أعرف كيف أمنع هذا،
لو أعرف فعل أية شيء خلاف البقاء على قيد الحياة فحسب.
ألا تعتقدون أني لكنت فعلت منذ وقت طويل؟

.

الحرب اسمها القلق - نيكيتا جيل - ترجمة ضي رحمي
" يبدو النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في المجتمع الديني أو مجتمع من القرون الوسطى كأنه غير قابل للتغيير، ففي هذا المجتمع يعلق الفقراء والمقهورون معاناتهم على مشجب ما يعتبرونه أحداثا عرضية_ مثل قلة الحظ، الحالة الصحية السيئة، ظلم الحكام_ أو يعللونها بقضاء الله.، بحيث إن فكرة إمكانية تخفيف المعاناة وبلوغ السعادة بإرادة الإنسان، والتي غيرت بشكل جذري النظام الاجتماعي القائم، هي فكرة إلى القرن الثامن عشر".

زمن الغضب| بانكاج ميشرا
حفريات تأويلية في مجموعة "فهرس الملوك" لليلى عبد الله.

قراءة الناقد المغربي لونيس بن علي

3
قصة لوحة الملك الفحمية
في هذه القصة، سيقع أحد الملوك في مشكلة "قُبحه" الطبيعي. يتحول الوجه إلى مشكلة سياسية أيضا. وقد فشلت جميع محاولاته في العثور على رسّام يرسمه بهي الطلعة.
في هذه الحالة، كيف يتصرف الفن عندما يقع تحت قبضة السلطة؟ هل بإمكانه أن يُكسب القبح جمالاً ونظارة؟ لكن ألا يقع الفن هنا في تناقض مع وظيفته الحقيقية، وهي محاكاة الواقع ونقله بأمانة؟
الفن، بالنسبة لملك البحار، هو طريقة مثالية لتخليد صورته عبر التاريخ. لذا، لا يمكن له أن يحرم نفسه من لوحة فنية تُخلده.
قال السارد: " كان يريد أن يخلّد عبر التاريخ بلوحة، تجسد الصرامة والذكاء في عينيه والشموخ في أنفه والطموح في جبينه، دون إظهار ثآليل وجهه السوداء" (ص15)
يظل القبح عائقا أمام تحقيق أمنيته. يبدو أن مشكلته هي مع الطبيعة التي لم تنصفه، عكس أخيه الصغير الذي وُهب الجمال.
لقد أدرك بأنّ الناس ينفرون من مظهره، وعلى الفن أن يتدخل لترميم هذه الصورة المشوهة عنه، بالتركيز على إظهار جوهره.
نعترف بأنّه يمتلك نظرة خاصة للفن؛ إنّ الفن هو الذي يتجاوز السطوح المليئة بالثآليل السوداء، ويستظهر الخفي والمجرد الذي يسمى جوهراً.
لقد دافع عن المضمون ضد الشكل المشوه.
لكن القصة لا تخبرنا، خارج ما يعتقده الملك عن نفسه، كيف هو جوهره الحقيقي؟ هل كان ملكا عادلاً؟ قد تعوّض الأخلاق حظه السيء في الجمال، بل كانت هذه هي استراتيجيته.
سيضع مكافأة مالية لمن يستطيع رسم وجهه في لوحة ترضيه.
لقد رفع سقف التحدي عاليا. من هو هذا الفنان الذي يستطيع أن يرضيه؟
أكيد، يوجد دائما في مكان ما رسام محتال.
لماذا صفة الاحتيال في نظركم؟ الاحتيال يعني القدرة على إقناع أحدهم بما ليس فيه. لابد من ذكاء غير عادي لفعل ذلك.
سينجح الفنان المحتال الذي اُشتهر بالرسم باستعمال الفحم فقط، في إقناع الملك بأنه سيرسم له لوحة تخلدها الأجيال.
اقرأوا معي:
"وحين طلبوه للقاء الملك، نفخ صدره بجسارة واعدا بنبرة واثقة: إنّ صورة الملك التي سيرسمها ستبقى راسخة في أذهان الناس مدى السنين" (ص16)
هناك عبارة لم ينتبه لها الملك، ولو انتبه لها كان سيشنق الرسام، وهي: " إن الصورة التي سيرسمها ستبقى راسخة". أي أنّ الذي سيخلد في الأخير ليس الملك، بل لوحة الرسام.
أظن أنه حتى السارد لم يعر اهتماما لهذه العبارة، وإلا كان أنهى القصة بإعدام الرسام، وفي نظري، هذه هي النهاية اللائقة به. لكن لا أحد انتبه لهذا التفصيل الصغير. لكن بالنسبة لنا كقراء، ما قرأناه يمثل جوهر الفن.
الفن يُخلّد نفسه ولا يُخلّد أحد.
كيف انتهت القصة؟
سأتركها تكتشفونها لوحدكم.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
‏"حين تكون الشمس على وشك الغروب
⁠أشعر أنها تصغرُ وتدخل في جسدي
⁠أن ضوءها يتغلغل ويتدفق في أوردتي
⁠وأعيش للحظةٍ حلم يقظة شمسي.

أحيانا يساعدكَ تأمّل الغروب
⁠وأنت تقفُ على الشاطئِ وحيداً
⁠أن تنسى نهاراً مشحوناً بكلمات ميتة
⁠ووجوهاً تمرُّ فيه عاجزةً عن إضاءته".

- أسامة إسبر
2024/10/02 06:22:14
Back to Top
HTML Embed Code: