Telegram Web Link
‏"أنا لا أطلب منكِ علاقة حُب، لا أُريد أن نتشابك الأيدي أمام الناس، ولا أن نضع صورنا على الإنترنت..كل ما أُريده هو حديثٍ طويلٍ معكِ، عن تلك الأغنية، عن ذلك الفيلم، عن هذه اللوحة، عن أشياء نُحبها..أريد منكِ أن تكوني موجودة كما أنتِ في أيام ليس لديّ القدرة فيها على تقبل أحد، حتى نفسي".
1
‏"قلبي عليلٌ
وليلي قصيرٌ
وأحلام حبي طويلة."

قاسم حداد/ ثلاثون بحرًا للغرق
‏"الفرقُ بيننا كبيرٌ، كبيرٌ جداً
ليس في بيتنا ثرياتُ كريستالٍ نخشى أن تتكسّر فيُعتم المكان
المكانُ الذي تدمَّر، كان مُعتماً أصلاً
لولا ضوءُ القذائفِ لما رأينا الطريق..".

تمام هنيدي/ كما لو أني نجوت
‏"الحب هو أن تُصلح لها العالم دون أن تخبرها من الفاعل"
"هناك ميزة تخص الحديث داخل سيارة أثناء السفر في طريق سريع ليلًا. لا تستطيع رؤية الآخر، ولذا يتقلص دافع الالتفات نحوه متحدثًا أو مستمعًا، ويكتسب الصوت/ الإنصات مع مرور الوقت قدرة تعبيرية أقوى، وكأنك تدرك ضمنيًا أنه أداة التواصل الوحيدة مع الآخر وتمنحه مساحة أكبر مما اعتدت…ولكن هنالك أيضًا أصوات غير صوته. أصوات سفر وترحال، تصير مثل الخلفية التي تنغّم إيقاعه وتمنحه بُعدًا خاصًا".

أحمد الكعبي متحدّثًا عن رواية " طرق ومدن" للروائي السعودي أحمد الحقيل
الله يلطف بحال أهل المغرب.
أضداد مفردة ( لُيُونَة) في قاموس المعاني:
إِسْتِغْلاقٌ , إِمتناعٌ , استبدادٌ , استعبادٌ , بَغْيٌ , جلافَةٌ , جَوْرٌ , خُشُونَةٌ , سماجَةٌ , شِدَّةٌ , صلابَةٌ , ظُلْمٌ , عُتُوٌّ , فَظَاظَةٌ , قساوَة , قَسْوَةٌ.

اللغة العربية رَحْبة بمفردتها ومعانيها.
"إنّ لعنة الأزمنة وتبدلاتها وتغيراتها الموحشة أقل حدة ومرارة من لعنة الأمكنة. فإذا كانت الأمكنة دماراً وخراباً أنّى ذهب الشاعر، كما يرى كفافيس، فإنّ الأزمنة أخفّ وطأة من تلك الأمكنة اليباب وأسلس في الانزلاق من مادية الأمكنة وخصائصها الدبقة، حيث يتأتّى للكائن أن يعيش تبدلات وتحولات الذات في أي لحظة زمنية، جذلة أو يائسة، مفعمة بالملهاة أو مترعة بالمأساة، أمّا الأمكنة فتبقى مغروسة في الخاصرة، لا تغادر إلا حين تمتقع الصورة أو تتبدد أو تنفجر، ذلك لأنّ الزمان ارتحال في الأصل، أمّا المكان فموطئ أقدام وسكنى، الزمان تحولات وتبدلات، أما المكان وشم ودمغة أبديتان".

الشاعر العماني صالح العامري
*مقالة قديمة ذكرني بها أحد القراء.

حظّك ليس لديكِ هموم!

قرأت مرة أن الروائي الياباني "كينزا بورو أوي" كرس حياته لابنه المعاق ذهنياً، هذا المصاب الجللّ والمعاناة الموجعة حوّلته إلى كاتب واستحال ابنه إلى بطل في رواياته.
تجربة ألمه الشخصي جعلت إحساساته عالية تجاه محسوسات الكون؛ لدرجة إدراكه العذاب الصامت الذي تعاني منه سمكة في الخطاف. فربط معاناتها بمعاناة ابنه.
استطاع من تطويع أزمته العائلية دون أن يركن للأسى كأب تعيس. تجربته كانت ملهمة فعلا على عدة أصعدة فأستحق بجدارة جائزة نوبل في الآداب. إنها الكتابة التي تأتي بصدق ووجع حين تصاحبها معاناة توازيها.

خلال قراءاتي المتنوعة للتجارب الكتابية لمعظم كتاب الصين الذين تفتقت معاناتهم في عهد الزعيم الذي وقعوا ضحايا سلطته المستبدة "ماو تسي تونغ" إبان الثورة الثقافية الصينية التطهيرية التي سعت إلى تخدير شعب وتوهيمه وإخضاعه لتجارب حياتية قاسية، فقام الصينيون الحكّاؤون في تحويل تلك المرحلة المؤلمة من تاريخهم إلى فن مؤثر، إلى روايات وقصص وسيّر أليمة وشمت ذاكرتهم لردح طويل من الزمن!
ولو ألقينا نظرة على تجارب معظم الكتّاب في العالم سنلاحظ أن أولى خطواتهم نحو أقدارهم الإبداعية بدأت حين انبثقت في حياتهم الشخصية معاناة توازي كثافة الإبداع.
من واقع تجربتي الشخصية ترك أبي -رحمه الله- حين رحل فراغاً شاسعاً وحزناً لا يشبه أي حزن تشعر به فتاة حين يموت والدها. هناك أحزان تأتي مرة واحدة، أحزان لا تتكرر، أحزان لا تشبه سوى نفسها، ووجعها لا يشبه الأوجاع الأخرى، حين يجف النبع الذي تفرعنا منه، حين تموت روح الشجرة الكبيرة تموت أوراقها أيضا، ولا شيء أبدًا يعود كما كان برحيل أحدهما أو برحيلهما معا!
لأنني أميل إلى طمس مشاعري مهما بلغت حدّيتها، وليس من طبعي الندّب، ولعلها المرة الأولى التي أعرض فيها عطباً من جروحي أمام الملأ، أشرعه اليوم أمامكم وسأخجل أمام نفسي لاحقا لأنني عريتني! ربما لحزني كبرياء، ربما لأنني أتعاطى مع أوجاعي بحميمية خاصة، وربما لأنه طبعٌ طفولي نما معي وصار جزءاً مني ومن شخصيتي.
بدأ وعيي بحزني أكثر بل ميلي إلى الكتمان عن أوجاعي مهما بدت كبيرة، صغيرة، ساذجة، تافهة، منطقية، حقيقية، وهمية. حين فاجأتني أيام المراهقة صديقة مقرّبة مني في المدرسة. بعد أن ظلت لساعات طويلة تشكي لي بؤس حالها كدأبها دائما وكنت أنا كالعادة المُنصِتة -المغلوب على أمرها- وكما في كل مرة أحاول مدّها بالصبر مع ابتسامات أطبعها على وجهي كنوع من المسايرة الإيجابية لرفع معنوياتها، لكن عبارتها تلك التي أطلقتها بخفة وكأنها أمر عادي :"حظّك ما عندك هموم"! كهربتّني لحظة وقعها عليّ!

في ذلك النهار تحديداً، في الصباح اليوم نفسه دون أن تعلم صديقتي أو أيّ كائن كان كنت قد خرجت من البيت بمشاعر مضطربة، حملت حقيبتي المدرسية ووضعتها على كتفي، دسست أحزاني في قلبي وغادرت. كان يوماً كئيباً، مررنا وقتها بظرف عائلتي صعب لا داعي لذكره اليوم. مضى كما مضت أوجاع كثيرة وهموم متكاثرة تنّدس في قلب تضاعف وزنه بمرور عبء الحياة من الثقل!

لكن ما لفت نظري حقاً في نهار ذلك اليوم وبعد عبارة صديقتي المقربة هي قدرتي الخارقة على إخفاء أوجاعي حتى لأقرب الناس لي دون أن أسعى لذلك، دون أن أدّعي ذلك. لقد اندهشتُ حقاً من استغلاقي الروحي، لم أكن أعلم أن وجهي أيضا يتقن التخفي وراء أعطابه. طالما اعتادت تقاطيعي على الابتسام حتى في أشدّ اللحظات بؤساً. حتى أنني أذكر جيداً عبارة ابنة أختي الصغيرة منذ أعوام، حين قالت لي مرة جملة أشعرتني لحظتها بالغبطة: "ارتاح حين أحدق في وجهك، تشعرني ابتسامك أن العالم بخير وآمن" أشعرتني عفويّتها بأني طاقة مشّعة في كل مكان أتواجد فيه.

لكن عبارة صديقتي حمل تنبيهًا واضحا لي؛ أدركت منذ يومها أنني أتعاطى مع أحزاني بحميمية. أركنها في زاوية غير مرئية من روحي. لا تفسير لدي ولا أعلم لماذا أفعل ذلك، لا أعلم حقا؟
لكن الأكيد أن بسبب كل تلك التراكمات الصامتة جاءت الكتابة إليّ. كانت الجدار الذي أفقص عليه بيضي دون مواربة وبلا خوف أو حتى محاولة ادّعاء شيء ما.

في عام وفاة أبي -رحمه الله- لم أفعل شيئاًّ سوى الكتابة، وبعد أن مضى عام ثقيل على رحيله، وجدتني أمام 360 صفحة وخاطبتني مذهولة: يا إلهي، ماذا سأفعل بكل هذه الصفحات؟
لم يكن ببالي مطلقاً مشروع كتاب، كنت أريد أن أشفى من حزني، كنت أريد أن أنسى، كنت أريد أن أتواصل مع من أحب بطريقة ما وكانت الكتابة هي الطريقة الوحيدة المتاحة أمامي.
صنعت كتاب "رسائل حب مفترضة بين هنري ميللر وأناييس نن" بحزن. كتبته لأبي، كانت روحه تحوم حولي والأفكار تلاحقني لتحتل السطور. حرستني حنيّته حتى وهو غائب.
وصلت ليقين بأن الشاعر أو السارد أو الحكّاء مهما كان الفن الذي يستكين فيه لا يحتاج إلى الشكوى والندب والنحيب، ولا أن يهوّل ظروفه الشخصية، ولا أن يخترع معاناة وهمية؛ لأن المعاناة الحقيقية تختبر مسارها، تبتكر سبل بوحها بطريقة ما بلا رتوش منمّقة. تفعل الضغوط النفسية بنا ما لا ندركه، ما لا نتوقعه!

يقال بأن الكاتب الأمريكي "بول أوستر" تحوّل من الشعر إلى السرد بسبب صدمة موت الأب؛ إنها المعاناة الحقيقية التي وجدت لنفسها سبيلاً.

ليلى عبدالله
"من عادات أبي أن يختفي. أو، بالأحرى، ألا يحضر إلا حين تستدعيه. كان حاضراً دائماً، ومتوارياً دائماً. كأنّ الأبوّة، بالنسبة له، لعبةٌ هي الأخرى، تتحرّك داخل مربّعات محدّدة ولا تحتلّ سائر المساحات". 

الكاتب الصحافي خالد صاغية👆
‏"ازدهر أدب الحرب. فاليوم ليس مطلوباً من الرواية أن تتنبّأ، ولا أن تُحرّض، ولا أن تحرّك عجلة التاريخ. المطلوب أن تروي فقط، ببساطة وبلا تكلّف. ازدهر أدب الحرب. وبعد حين سوف يُشكّل مجموع هذه الروايات صورتنا الأدبية للحرب".

سمير سكيني
يعني لما تقرأ أن الروائية " إيزابيل الليندي" تخصص عشر ساعات يومية للكتابة، وكان الطريق الذي تسلكه إلى مشغل الكتابة المتصل بالبيت يشعرها بالرهبة لاسيما في الأول من يناير تاريخها الزمني الشهير لبدء كتابة رواية واقعية سحرية جديدة. وأن الروائي " أورهان باموق " هو أيضا كان يقضي ساعات مماثلة من أجل الكتابة في شقة أنيقة مطلة على البوسفور، فباموق صاحب حساسية عالية في الكتابة لذا كان يُحرٍص أن يكون مكان كتابة الحكايات بعيدًا عن مكان سكنه، ليبدو الأمر وكأنه حين يخرج من بيته صباحا يذهب إلى مقر عمله. ( واحسرتا)😢 .
لا يختلف عن أجوائهما الكاتب " ألبرتو مورافيا " فحين تفيض مخيّلته بشخصيات ملحة، كان يقود سيارته مسرعًا إلى بيته الريفي النائي عن صخب المدينة، والمطل على البحر _ سمعت أن البيت لأحد أصدقائه _ وفي منظر طبيعي خلاب يفتتح حكايته.

بينما الروائي الأمريكي المثير للجدل " فيليب روث" تخيّر لنفسه معتزلا كتابيا في إحدى المناطق المثلجة في أمريكا أو شيء من هذا القبيل كما أذكر.. غيرهم وغيرهم .... فمن أين للكاتب العربي هذا الترف، ترف امتلاك شقة، مكان خاص للكتابة فحسب؟! 😟

إذا ما استثنينا المقاهي وغرف الفنادق، فقد واضبت الكاتبة " غادة السمان " الكتابة في غرف فندقية، لتفر من الضجة المتكالبة عليها ولمزيد من الخصوصية تسحب فيش التلفون، كان ذلك في زمن لم تكن فيه هواتف نقالة تزنّ على رأسك، هاتف نقال بمجرد ما تضعه في وضع طيران يوسوس لك الشيطان الرجيم بما لا يمكن تخيّله!

ليلى عبدالله

#مفيش_مجال_للمقارنة_أصلا
2025/07/13 13:02:51
Back to Top
HTML Embed Code: