إنِّ الكتابة، ولا استراب، ليست تفزيرًا لاحتِباسٍ لُغويٍّ، ولا بقبقةً لإتراعِ ما سحَّ عن العوز من الوقت.
إنّ الكتابة مداعبةٌ للشُّعلة والقَبس، واصطِراخٌ في ملمَح الإقلاق والفراغ، وإرغامُ الدَّيجُور على شدخِ أغلالِ الصَّباح، وقصدٌ رشيقٌ إلى رقش الشَّمس بالكلمات.
الأخ نور الدين \2020

ما دمتَ لا تطيق النّقاش ولا تقدر عليه وتتبرّم، فأنت بخيرٍ يا صاحبي، ولا تقلق من ذلك ولا تتأرّق، فما رأيتُ شخصًا يحتمل النّقاش والحجاج ويقدر عليه إلّا كان، في الرّاجح، عالمًا أو ممّن يمتلكُ علمًا وحكمة.
ربّ يسّر وأعن !!!

اللّهم احفظه بحفظِك، وكن له معينًا على الظّالمين والزّنمى، وعافي قلبه، وكن لأحزانه خير قاصِم.
اللّهم إنّي وضعته بين يدي رحمتك، فلا ترجعني خائبًا منكسرًا.

إنّ الخَرَعَ شنيع ومنكور، في حين أنّ تسويغ الخَرَع بتعييب الشّكيمة إنّما هو وضاعةٌ ومهانة.
وإنّما الشّحّ شائنٌ ودميم، لكنّ زركَشة الشّح بتشويه السّخاء واليمن حقارة ودناءة.
والإلحاد فظيع ومستهجن، لكنّ الدّجل والهتر وضاعةٌ ودناءة ومهانة ومعرّة وسُبّة ومطعنة وخرعٌ وقتر، بل هو أكثر من ذلكم، وإنّ الدّجال المنافق في قعر جهنّم تحت الملحد نفسه !!
ولربّما تجد، ولا عَجَب، كنودًا كفورًا صاحب أنفَة ومروءة، لكن لا جرم أنّ المروءة (تأنف!) من النّفاق وتنفثه !!!

يسألني: لقد رأيتك تجلب ذكر العز بن عبد السّلام، فما قولك فيه ؟

وهل تطلب من امرِئ مثلي أن يُعطيك رأيه بهذا الرّجل ؟
إنّ هذا لعيبٌ في حقّة وسُبّة وهَنّة ومجنة، فبارك اللّه عليه، وقبّح اللّه الحدّاديّة الّتي تطعن عليه وتُشنّر.
رضي اللّه عن قاصِم الزّعماء الجائرين والمتعسّفين، سلطان العلماء، صاحب الأنفة والشّكيمة والمروءة والشّجاعة، كهدل الإسلام، وبورك ثراه.
وإنّنا نبرأ إلى اللّه من أيّ خطأٍ قد اجترحه، ونتضرّع إلى اللّه أن يعفوَ عنه ويطلس سيّئاته.

(وقرن في بيوتكن)
الجزء الثّاني لكن على طريقة مختلفة.

إنّ النّسبة العُظمى من النّاس اليوم إذا كَرهت أحدًا وقلَأته أمست (لا تقبل!) منه رأيًا ألبتّة، وترى كلّ كلمةٍ تنبجسُ من بين شفتيه (وإن كانت صحًّا وعدلًا) خطأً، في حين أنّ الفكرة نفسها إذا انبثقت من أحدٍ تُحبّه وتُوقّره لاقتها (بالتّصفيق!) والتّصفير والابتهاج والتّقريظ، وإنّما هذا من شيات العقل المائق والببّة، فإنّك إن قابلت امرَأً ليس على مثل ذلك ويتّبع ضميره وحِجاه ويحذو حذو العزل بين المقت والحقيقة، وزكّى على فكرٍ خرجَ من أحدٍ يبغضه ويشنَف منه، (فقبِّل!) جبينه دون أن تفكّر في الحدث مرّتين، ثمّ حَوْلِق وتبتّل.
ربَّ يسّر وأعن.
الأخ الفاضل نور الدين \ 2020

Did you know my treasure ?

لقد كان فقيرًا فقرًا شديدًا، لقد كان مدقعًا ومفلسًا أيّما إفلاس… ليس عنده شيء غير النّقود !!!!!

لأن تلقى الله بسبعين ذنباً فيما بينك وبينه أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد.

- شيخ الإسلام سفيان الثّوري.

إنّك على قدر ما ستصعد بالعلم سيتبدّى لكَ أنّ معظم الخلاف إنّما هو لفظيٌّ في غيمة العلوم، وأنّ أكثر ما تُشاهده من جَوَرٍ وإلهادٍ وتعسّف وتطاول وقذعٍ وبذاءةٍ وتغلغلٍ في مهالك قاتلات إنّما هو شقاقٌ في العبارة، رفع فيه خنجر الهجران والتّبديع والتّفسيق والتّزنيق والتّكفير والتّشديد والتّزمّت، وعمّر له (كرنفال) الولاء والبراء صرفًا غير ملوّث.

(وقرن في بيوتكن)
الجزء الثّالث.
*
لقد أخذني التّفسير وسلوت وقلت غير منتبهٍ: ونساء المسلمين، لكنّها نساء المؤمنين.

أيْ عثمان الخميس، إنّني أسألك بربّ الكون كلّه أن تكفّ عن التّسويغ وتنزيل الذّرائع ونصب المطايا لعدم إعلان الجهاد، وأنّه ينبغي لنا الدّعاء والصّدقة، فبذلك، بزعمك، ننصرهم، فما نطقت إلّا وَاجتلَبتَ فضيحةً جديدة بخّسَت منك من غير أن تعلم، فاصمت يا رعاك اللّه، واستنكف؛ فإنّ الصّمت ها هنا خِصّيصَى إذا كان لعدم اجتراح (شطحات وهبدات) ليس بذلك السّوء والشّناءَة لو تدري، والصّمت لاجتناب تعرية العقل وفضحه حكمة.
يا عثمان، إنّي أعيذك ألّا تكون مطيّة لأفخاي.
#رُبّ امرئٍ (احترم) عقله فصمت.

ثمّ فُؤمٌ من النّاس لا ينضجون نتاج مضيّ الأيّام، بل نتاج مرور الزّنمى والوضيعين وأصحاب القلوب "المُخمّجة" والمذرة والسّقيمة !

يسأل: هل يصح الحلف بالقرآن، أم إنّ هذا يدخل في الحلف بغير اللّه ؟

الجواب: إنّ الحلف بغير اللّه (ابتداءً) إنّما هو شركٌ أصغر، ولا وجود لحلفٍ إلّا البغية فيه التّعظيم، وإذا ابتغى التّعظيم كمثل تعظيم اللّه أو زيادة فإنّما هو مخرجٌ من الملّة، أمّا إذا كان التّعظيم ما دون ذلك فإنّما هو شركٌ أصغر، وهو من كبائر الذّنوب.
أمّا الحلف بكتاب اللّه، فلا ضير فيه، فإنّ الحلف بصفاته سبحانه مُجوَّز، وإنّ النّور الفرقان إنّما هو كلام اللّه جلّ في علاه.
أمّا أن تقول: والنّبي، والكعبة، وشرف أمّي، وشرف مرتي، وشرف خالتي فوزيّة، وشرف عمتي حسنية، وعرض أختي، فإنّما هو شركٌ أصغر نستعيذ باللّه منه، هذا واللّه أعلم.
ولتعلم، يا صديقي، أنّ الأصل في المؤمن ألّا يُقسم على اللّه في كلّ شاردة وواردة، بيد أنّ ذلك من جادّة الورع لا من جادّة التّحريم، واللّه المستعان.

"إذا اللّه بسامح مين أنا من أجل ما أسامح ؟"

تشقّ السّياسة طريقها في مستهلّها بإقصاء ثمّ تحقير مكرُمة الإيثار، وتختم بنبذ واستهجان شميلة الصّدق والنّزاهة حتّى لا يظلّ فيها إلّا بلخٌ صِرف وعهرٌ بحت دون بَذْرَةٍ من بركة.

إنّ الأذان هو إخطار بدخول وقت الصّلاة، فيصحّ لك أن تصلّي وهو يؤذّن، ولكنّ الأقوم في صلاة الفجر ألّا تفعل ذلك، بل أن تنتظر ربع ساعة من بعد الأذان ثمّ تصلِّي تحرّزًا حتّى ترى شعاع الفجر؛ فإنّني أظنّ أنّ الأذان اليوم في بلادنا يتبع التّقويم وليس الرّؤية.

منذ سنوات، قبل اختراع الفيسبوك والتّيلجرام، كانت هناك مخلوقات غير حصيفةٍ ولا تُرقّش حكمًا ومواعظ، وليست محنّكةً ولا أريبةً ولا مميّزة.
كانت هناك، منذ سنين طويلات، مخلوقات لا تقتبس من رواياتٍ أو كتبٍ لم تقرأها.. مخلوقات لا تُرقّش رواياتٍ وهي تعرف بأنّها لا تمتلك مَكِنَةً على ذلك ولا تظفر بالموهبة.
كانت هناك مخلوقات تدرك أنّها لا تدرك السّياسة، وتفهم أنّها لا تفهم الفقه، وتعلم أنّها لا تعلم من غير أن تتكلّف أنّها تعلم، ولم تكن هناك لذّة كاوِية ولافحة لتضع عقلها على (صحن) للنّاس فتُعرّي عورته ومثلبته للكيّسين والنّحارير على رصيف شار(عٍ اسفلتيّ) أزرق مكتظٍّ بالوجوه.

إنّ الحقيقة والصّحة ليست لزَامًا أن تكون موجودةً في رأي المعظم، بل إنّ الحقّ أنّ أكثر النّاس للحقّ شانئون.
إنّ السّياسيّ في الدّمية الدّيمقراطيّة لا يستطيع أن يفلح إلّا بتجرير المعظم !!!