لقد دافع إياد القنيبي عن ابن حجر العسقلاني وأبو زكريّا النووي وقال إنّهما من أهل السّنة والجماعة، وأنّهم علماء كبار وأجلّاء، وهم منّا ونحن منهم، وأنّهم أخطؤوا في تأويل الصّفات، لكن تنزيهًا للّه، يعني قال مثل قولي، ومع ذلك لا تجد أتباع الفرقة السّلفيّة من يقرّعه مثلما يقرّعوني، فهذا ديدنهم ولا عجب، يُسوّغون للعالم الذي يحبّونه ولا يقولون إنّهم جاهل وضالٌّ ويضعون له المطايا والذّرائع، في حين يجلدون غير العالم ممن يمقتونهم ويُغلّظون عليهم وينسبون إليهم الجهالة والضلال مع أنّ خطأ العالم هنا أكبر بكثيرٍ من غيره، فهلّا أرحتنا من نهجهم يا ربّ وهديتهم إلى سبيلك سبيل الرّشاد ؟

ربّما أن من مؤخّرات النّصر (ومثلما قلت من قبل) قاعات الأعراس والرقص في ظلّ شلّالات الدّماء.
أعوذ باللّه من هذه النّساء، أعوذ باللّه ممن لا يمنعه إيمانه ولا ضميره من الرّقص والهز والطّنطنة في حرمة الدّماء والمسغبة، لكن ربّما أنّ الواحدة منهنّ تظنّ أنّها تمتلك صكّ غفران من عند الرّب، وللّه من بعد المشتكى، ولا حول ولا قوّة إلا باللّه.

لقد ذكرتُ الحجّة آنذاك في تسجيل صوتيّ، وإنّني واللّه بحثتُ عنه في الحافظة، ولم أجده، لكن يظهر أنّ الطالبين كثر، فهل تريدون أن أصعد في بثٍّ مباشر اليوم لدحض هذا الكلام ؟
وسأحاجّكم فيه.

إنّكم إذا شئتم فسأصعد خلال ساعة.

ثمّ أشخاص يطلبون الدّليل، وسيحضرون في البث، وسأقدّم البث المباشر هنا بعد عشر دقائق.

مثلما كان متوقّعًا، لم يستطع أحد دحض ما جئت به وتفييله وإسكاته، لكنّه كان حوارًا ليّنًا ودمثًا وذلقًا، فأسعدكم اللّه على خلقكم الحسن، وجعلنا وإيّاكم من أصحاب النّعيم الأخرويّ.

ولتعلم، يا هداك اللّه، أنّه لا يرتفع عنك الإثم إلّا بأرومتين غليظتين:
- قصد الحقّ.
- وبذل الجهد في الوصول إليه.

فإنّ كلّ شيء ابتغيتَ فيه الحقّ لا شيء غيره، وأعطيت وسعك في بلوغه، فإنّك قد فعلتَ ما هو واجبك وذهب تأثيمك وإن لم تبلغ إليه في الأمر نفسه.

إنّك إذا رأيتَني مخطِئًا قوّمني بأدبٍ وذلاقةٍ وخذ بيدي، ولا ضير في ذلك عندي ولا تبرّم، بل إنّني أشكر لكَ شكرًا ربيلًا، وأحاورك أيّما حوارٍ حتّى نفرغ حبورًا لعينيكَ وطيبًا بقلبك، ولن تجدني بشمًا من حوارك، لكن ثَمَّ بُوْن فسيحٌ بين أن تُقيم عليّ الحجّة ولا أستطيع الرّد عليها بحجّة أكثر جبروتًا واستحكامًا منها، وأرى الحقّ رأي العين وأعرض عنه عنادًا واختيالًا، ومعاذ اللّه أن نكون منهم، وبين أنّك تريد منّي القَبول والرّضوخ وأنت لم تفنّد قولًا ولم تدحض بيّنةً ولم تُقرِّع قرينةً ثمّ تقول حينما تراني غير مُسَلِّم لقولك إنّني من الكذابين الّذين لا يُحبّون من أحدٍ تقويمهم، وشتّان ما هما.

لستُ أعرف حقيقةً أين العقبولة أو المحظور شرعًا في أن (يُسَشور) الشّيخ أو المسلم الدّاعية لحيته وغيرهما من المسلمين ؟
إنّ الاستهزاء بأنّ ابن شمسٍ يُسشور لحيته ولا يتركها (منعفلة) لا يدلّ على فقهٍ دينيٍّ بل نزق وهتر، وإنّ المسلم ليس مطلوبًا منه (وإن كان داعيةً أو فقيهًا) أن تكون حالته المظهريّة غير مرتبّة، لكنّ صورة الداعية عندهم هو ذلك الملتحي صاحب اللّحية المكنفشة المملوءة بالأوساخ (والهسهِس) والقمّل، وذلك الّذي لا يعتني بنفسه، ومن كان على غير ذلك فليس فقيهًا ولا عالمًا ولا داعيةً، لكنّ هذا الظّنّ ليس من الدّين ألبتّة.

(وقرن في بيوتكم)
الاعتراض الكامل.
وثمّ في آخر دقيقة ونصف سُؤال أبتغي منكم الإجابة عنه دون مغلطة منطقيّة.
وإجابتكم عن هذا السّؤال ستقيم عليكم الحجّة الّتي أبتغيها، فركّزوا جيدًّا ولا تستعجلوا حتّى لا تسقطوا في الفخ، فهل تريدون مساعدةً أفضل من هذه ؟
****
محلوظة: هذا في من تلبس اللباس الشّرعي، أمّا المتبرّجة، فلا جرَم أنّه حرام خروجها، وأنّني لا أقصدها هي.

إنّ شرّ الغلطات المساريّة في الفرق والطّوائف الّتي لا تتأتّى إلّا من جهالةٍ أو نزقٍ أو بلهٍ أو مشيّدة من ذلكم كلّه إنّما هي احتكار المشترك.

يسأل: هل تنصح لنا بمتابعة معتزلي النّهج ؟

الجواب: هل تعرف اليوم أحدًا في هذا العصر ابتداءً من يُعزي نفسه إلى المُعتزلة ؟
إنّك إذا عرفت فأعلمني به تكرّمًا أكن لك من الشّاكرين.
أمّا القول بخلق القرآن فليس معناه أنّه من المعتزلة، فإنّ الإباضيّة قالوا، أيضًا، به، والجهميّة، وقليل من الأشاعرة وقليل من الأزارقة والنّجدات… وبعض من فرق الشّيعة ممّن تأخّر منهم، وربّما الرّوانديّة والباطنيّة والمعطّلة والمفروغيّة وقليل من الكسبيّة، وإنّ تبنّي فكرة من أفكار المعتزلة لا تعني أنّه صار معتزليًّا، ولا يقول ذلك إلّا من فيه تهتارٌ وبلادة.
أمّا متابعة المعتزليّ، إنّ كان معتزليًّا حقًّا، فلا تصح على من ليس محصًّا بابتداعته، فثمّ ابتداعات عديدة عندهم وضلالات نستعيذ باللّه منها، وإنّهم من الفرق الخطيرة، لكنّهم مسلمون، وهذا القول من أقوال أهل العلم الّذي أنا عليه، بيد أنّه ثمّ جماعة منهم من كفّرتهم.
أمّا من كان متحصّنًا وابتغى الاستفادة من علمه في قضايا الحقّ، فلا ضير في ذلك.
ربِّ يسّر وأعن.

يسأل: كيف نرد على من كذب وقال إنّ الصحابة اقتتلوا فيما بينهم وكيف نرد هذه الشبهة ؟

الجواب: من ذا الّذي قال إنّ هذا القول إنّما هو كذب وخرص ودجل وليس فيه من الحقيقة زبلةً ؟
إنّ من الصّحابة من رفع السّيف نتاج اختلافه، وإنّهم اقتتلوا فيما بينهم، ولكن من يعرف اليوم أين يصل الحسد بالإنسان مع الائتلاف قبل الخلاف، وما تنطوي عليه أنفسهم من حقدٍ وغيلة وشنآن ودمنة، ثمّ نظر نظرة العالم الكيّس إلى الّذي حصل بين الصّحابة الكرام، فقه حينئذٍ أنّهم بشر مثلنا، ولم يصلوا مرتبة الأنبياء أصلًا، لكنّنا نحن من جعلناهم على ذلك، لكن لا جرمَ أنّهم خير القرون، وشتّان بين اقتتلاتهم واقتتالات المتأسلمين في هذا العصر اللّبك.
لكنّ أبا بكرٍ ليس ممّن صدر عنه ذلك، ورضي اللّه عن أصحاب النّبيّ سادتنا وغفر لهم ذنوبهم.

اللّهم إنّني مذعورٌ من أولئك الأُلى يتدافعون على الخطوط الأولى في بيوت اللّه، ومراكِزُهم ملتزِقةٌ بالشّناءة والقلى والإحنة، وألسنتهم مسجورةٌ بالتّطاول والخيلاء وسوء الظّن والغِلظة والتّقلّب… مستاءٌ من أولئك الوعّاظ وطلبة العلم وهاجسهم كلّه (فرز) المسلمين إلى مؤمنٍ وزنديق ومارقٍ ومرتد، وتقسيمهم بين هذا إلى الفردوس وذاك في السّعير كأنّهما هما ميراث لهم يتصرّفون فيهما كيفما ابتغوا ورامُوا.
حائرٌ في هذا التّديّن المذّاع وهذا الالتزام الصّوريّ المتناقض… وفي أناسٍ جعلوا من دين اللّه مطيّة لهم لمرَاس تهتارهم ونزقهم وبلادتهم وتزمّتهم وتعنّتهم وبلَههم دونما محاسبةٍ أو مؤاخذة !!!!
الأخ الفاضل نور الدين \ 2020

فضح منهج الجماعة الّتي على الحقّ الّذي لا حقّ أكثر جلاءً منه وبَراحًا.
بعض الأسقام التي يجترحونها.

لا تبغض أحدًا ممن يطيع الله، وكن رحيماً للعامة والخاصة، ولا تقطع رحمك وإن قطعك، وتجاوز عمن ظلمك تكن رفيق الأنبياء والشهداء.

ـ شيخ الإسلام سفيان الثّوري رضي اللّه عنه.