Telegram Web Link
نظامُ التربية والتكوين، ما زالَ على حاله في الجُمود وعدم القُدرة على بناءِ نسق فكريّ متكامل وأساس من الأخلاق والقيم المُحصِّنَة، يدخل التلميذُ ثم يخرجُ كما دخَلَ وبين الدّخول والخروجِ تتكوَّن في نفسه فوضى وصراع قِيَم، وحرص على الانتقال بأقل الجُهد وأكثرِ الحِيَل والخُدَع، فانتظرْ مَن سيُدبِّرُ شؤونَ الأمّة، ومن سيحملُ الأمانةَ.

لا تُمكّنُ هذه المنظومَةُ الجامدةُ التلميذَ من التفكيرِ المنطقيّ السليم، ولا التعبيرِ السليم بلُغةِ العلمِ والفكرِ، ومَسالك المصطلحاتِ والمفاهيم في المدارس العموميّةِ خاصّةً، ثمّ نقولُ: لِمَ جُعِلَت مؤسساتُنا التعليميّةُ خارِجَ التصنيفِ العالَمي وكأنّها خارِجَ الوجود وخارِجَ الكونِ.
أخشى أن أقولَ: تُنتجُ المنظومةُ التعليميةُ إفلاساً حضارياً وتبعيةً قاتلةً.
- عبد الرّحمن بودرع.
كنا نعاني من التفاهة في العصر الحالي، كأن يشتهر شخص لمجرد أن يهز كرشه، ويسافر من دولة لدولة، وكل ما يفعله أن يهز كرشه حين يحضر الطعام.
اليوم أصبحت التفاهة لها قيمة بأن قام مقلد مصري بتقليد هزاز الكرش التركي، ولم يقلده فقط إنما أعجب به أيما إعجاب، لكن يا للعجب فإن هزاز الكرش المصري عمل بلوك للهزاز المصري، وكانه يقول له إن تقليد التفاهة تفاهة، وانت تعتدي على حقوق الملكية فأنا فنان التفاهة وملكها.
هزاز الكرش التركي اقتحم حياتي بتفاهته فكل ما أفتح على شيء يظهر لي وهو يهز كرشه البغيض حتى أوشكت أن أحبه.
- د. عدوان عدوان.
من الواضح أن الغرب، وفق التفكير السائد والمُكرَّس، لا يحكم على اختيارات المسلمين والعرب، بالنظر في تلك الاختيارات بحسب كل اختيار، وطبيعته، وإنما هناك نظرة مسبقة؛ أنَّ هؤلاء (نحن) لديهم قصور ودونية فكرية، تستوجب ترقيتهم إلى المستوى الغربي. فيما عرف بعبء الرجل الأبيض.
والآن، بات كثيرون من الأمريكيين يسخرون من إقرار قانون الإجهاض (الصارم) في ولاية تكساس؛ ويتساءلون:
متى سيتم غزو تكساس؛ لإنقاذ النساء هناك؟
- أسامة عثمان.
الانحطاط السياسي تابع للهزال الثقافي والفكري، لقد مضى زمن كان السياسي قبل أن يصير نائبا أو متحزبا ، حاصلا على مستوى عال في التعليم وكانت له مشاركة في التوجيه الفكري والمعرفي للبلد، أما الآن فما أكثر الأميين الذين يسوسون أو ينوبون، اعتزل المثقفون السياسة وتركوها لقوم فانهارت وأخذ الضعف والفساد يدبان في أوصال البلد.
- عبد الرّحمن بدورع.
أعتقد أن هناك قصورًا كبيرًا عند طرح أيٍ من قضايا العصر البارزة على الساحة الآن متنصلة من جذورها الفلسفية ومقتَطَعة من إرهاصات نشأتها وانتقالها لمجتمعاتنا الإسلامية.
والكثير من مواضع الخلل والانحراف الفكري أصلًا ظهرت بسبب إغفال هذا الأمر، فليّ القضايا الفكرية ذات جذور فلسفية غربية والتعامل معها على كون أصالتها من منبع إسلامي أو شرعي أو على الأقل مُسلَّم به، أدى إلى تأويل القرآن والسنة والكثير من الأحكام للتتوافق مع هذه الأفكار من جهة، وقراءة الواقع قراءة خاطئة لها امتداد ذهني أوروبي من جهة أخرى، لأنه تم التعامل معها بدايةً على كونها مُسلّمة دون النظر لأصولها وخلفياتها الفلسفية وطبيعة المجتمع التي انبثقت منه، وعدم النظر لا يعني الجهل بأصلها التاريخي، ولكن بطبيعة نشأتها ومنطلقاتها التي أدت إلى تطورها في بيئتها الخاصة التي ظهرت فيها.
-شيماء مصطفى.
القواعدُ والضَّوابطُ والأصولُ والمَقاييسُ والقُيودُ، نُظُمٌ لترتيبِ الفكرِ وتعديلِ مَسارِه وتحصينِه من شططِ المَيْل والانحرافِ عن استقامَةِ السيْرِ.

وإنّ قوماً يأنفون من حديثِ القواعد والأصولِ ويَعُدّونَها ضرباً من تقييد حريّةِ الفكرِ والحدّ من قُدرتِه على الإبداعِ والتَّفريع، وهذا المنزعُ يخرجُ بالفكر عن كل منهجٍ ويشقُّ عصا كلِّ نسَقٍ ويأبى التفكيرَ المنظَّمَ الذي يلتمسَ الطريقَ الموصلَ بأقلِّ جهدٍ وبأسرعٍ حركةٍ. ولكنّ مآلَ القائلينَ بهذه المقالةِ التشعُّبُ والضَّياعُ في كلّ وادٍ والتنقُّلُ من موضوعٍ إلى آخَر من غيرِ حصول قصد ولا فائدةٍ.
- عبد الرّحمن بودرع.
أكثرُ الشراكاتِ الجديدةِ في هذا الزّمانِ، رهينٌ بأنواع الشُّرَكاء، فإن كانوا أنداداً في "القوّة" كانت مواثيقُهم ملزمة، وكانوا كأنهم شُركاءُ خُصومٌ، لا يستطيع طرفٌ أن يتخلّى أو يتنصّل أو يُراوغَ، لأنه يعلم قوة شريكه وطُرُقَ شريكه في الاستجابة المُضرَّةِ. وإن لم يكونوا أنداداً استغلّ الأقوى الأضعَفَ واستفْرَدَ به اليومَ كما استفْرَدَ به أمسِ عندما كان يحتلُّ أرضَه ويأكل خيرَه. فقد طوَّرَ اليومَ طُرُقَه في ضمانِ الأفلاك الدّائرة حولَه تابعةً تَبَعاً مُطْلقاً، مُفْتخرةً بتبعيتها، مُباهيةً بها بين الأمم.
- عبد الرّحمن بودرع.
قلَّما تجد صاحب رأي، اليوم، وقد بنى رأيه، ومن ثم وِجْهته، بعد دراسة كافية ومتقصيّة، إنما تجد الكثيرين تحت تأثير انفعالاتٍ عاطفية وجَّهت نحو ما يشبه القاعدة التي تحكم آراءهم، والتي تحجب، وتستبعِد كلَّ ما لا يتوافق معها.
- أسامة عثمان.
السياسةُ والإساءَةُ وسوءُ الأخلاق الإساءَةُ أقربُ طريقٍ لإسقاطِ الخصمِ السياسيّ.
من آفاتنا أن الواحدَ منّا في مناسبة ما كمناسبة الحملات الانتخابيّة، إذا انتقَدَ غيرَه أطلقَ لسانَه في عِرْضِه وأغرقَه سَبّاً وشَتماً، ونشرَ عنه صوراً استهزائيةً مُنْكَرةً. وإذا أنكرْتَ عليه فِعْلَه جَمَعَك به واتَّهَمَك بأنّكَ تُواليه وتُناصرُه وأنّه يَستحقُّ أن يُعاقَبَ، فيجعلُ نفسَه حَكَما قاضياً بل ينصِّبُ نفسَه شعباً برُمّتِه، ويَقولُ: الشعبُ يُعاقبُه.
ما أصغَرَ عُقولَنا وما أبْعَدَنا عن المنطق وحُسن الخُلُق، وما أقْرَبَ تفكيرَنا إلى السطحيةِ والضَّحالَة، وما أقْبَحَ المرءَ يَرى القذاةَ في عينِ أخيه ولا يَرى الجِذْعَ في عينِه.
هل نحنُ ننتمي إلى وَطَن واحد فنُعَدَّ جسداً واحداً يحرُمُ على المرءِ إذاية أخيه ولو كانَ خصمَه، أم هلْ كلَّ واحدٍ منّا ينتسبُ إلى وَطنٍ مُعادٍ لوطنِ أخيه.

إذا كانت السياسةُ تُفرِّقُ كما تفرِّقُنا في البلَد الواحد والمدينة الواحدةِ فلا خيرَ فيها ولا فينا.
- عبدُ الرَّحمٰن بودرع.
مشكلة أحزابنا ـ بدون استثناءـ أنّ كل حزبِ يجعل من تصوّراته مقدساً لا يجوز المساس بها نقدًا، فيحرم على أحدٍ أن يمسّه ولو بكلمة، وبعد سنين عجاف نكتشف أنّه لم يكن مقدّساً، فتضيع أعمارٌ وجهودٌ نندبُ حظّنا على ضياعها، ربما لو لم نجعل هذه الظاهرة أو تلك مقدسة وسمحنا بانتقادها وبيان سلبياتها وإيجابياتها لربما تداركنا كثير من الجهود الضائعة، لكنّه التّقديس. ظاهرة المخيمات يجب أن تدرس بموضوعية وجدية وملاحظة ظروف الحاضنة الشعبيّة.
- د. صايل أمارة.
بدك ترفع من قيمة مهنة ما (في هذا العصر) وتجعل النّاس تحترمها، ادفع لها راتبا عاليا وبس.
مضيفة الطّيران تقوم بنفس أعمال الّذين يقدّمون المشروبات في المقاهي، لماذا النّظر لمهنة المضيف أرقى، بسبب الرّاتب.
لو المدرس يأخذ مرتبًا أعلى من الطبّيب مثلاً، لكان حلم كل طفل أن يصبح مدرسًا.
لا قيمة لكلّ خطابات التّكريم، والكلمات المنتقاة، والتّبجيل الكذاب، وصناعة التّماثيل في الوقت الذي تحتقر مهنة ما بالمرتب الذي يتلقاه من يمارسها.
- د. صايل أمارة.
التبعية السياسية، أو الوقوع في دائرة اللافعل، ليس دائمًا قرارًا اختياريًّا.
أحيانًا تكون التبعية حصيلة أوضاع موضوعية؛ من الضعف والتخلُّف، ولذلك فإن القيادة التي تعمل على تكثير عوامل القوة والبناء، يمكنها القول إنها تسعى إلى الانعتاق.
- أُسامة عُثْمان.
يُزاوِل، ذلك القوي، مفتول العضلات، على الهُوَيْنى، معتركًا (مفسبكًا) يبتغي بوَساطته إحماء الوجوه، وتأجيجَ جبهاتها المضرَّجة بالمسرّة، ولمّا أراد الإنجاز، لفظَ، بكلِّ ما أوتيَ من بأس واستطاعةٍ، قذائفَ متقصِّدةٍ و(ثرميتيَّة) من شفتين بقّاقتين لا تكفّان عن البُصاق. ولمّا تطلّع مخصيّ المروءَة إلى مواظبة النّزال، جهر (لنفسه!) برغبته العارمة في تجرِبة تسييب طَلَقاتٍ من الزّهزقات المتهكِّمة، والضّحكات المهيِّجة للاستفزاز والغثيان.
ثمّ استأنَف، مستبشِرًا، جدولته الذّريّة، ومشروعه السِّرّي بصددِ تكثير الإخصاب، وبلوغ النّسبة الضّروريّة من الجمل المُنضّبة، والّتي تُؤمِّن نتاج لَغْمٍ فيسبوكِّيٍّ ناسِف لا يبرح أرضه مذلولًا مهيضًا. يستهلُّ كلّ إشراق نديٍّ بمنشورٍ مُعبّأٍ (بالسّوكلونيت)، وقد توَّه العدو متنكِّرًا بـِ(لايك) من نوع حُبّ، واستدرجه من بعد استطاعته مراوغته، واجتلبه طوعًا -من غيرِ مضضٍ- إلى ساحة الإطلاق، فانقاص عليه لكمًا بالألفاظ المستعِرة، والملصقات المُسْتَلَبة، والتّعبيرات المعدَّة كما المأكولات المُعلّبة. وبعد قبضٍ وإرخاء، وكبسٍ ونكص، نفثه يَمنة ويَسرة بـ (بلوكٍ) متفجِّر لا يقوى على الفرار، ثمّ، من بعد استفحالٍ، (أناخ!)، يا للعجب، واضِعًا رجلًا على رجل ماجًّا سجائر الفخر؛ تبجيلًا لهذه الغلبة المدعّمة، وهذا الجبروت العظيم !!
ربِّ يسِّر وأعن.
ثمّ نصوصٌ، يا أيّها القارِئ الحاذق، لا تُشبِعُها ولا ترويها، مهما استحوذتَ على وجبةِ مطالعةٍ محشوَّةٍ بالحصافةِ واللُّغةِ والتّذوّق الزُّلال، قراءةٌ واحدة، إنْ عرضيَّةً، وإنْ متأمِّلةً، بل تحتاجُ، صدِّق أو ارتاب، إلى وجبات قراءات عدَّة بتأمُّل واستبصار كثيرين مستحكمين لا يتخلّلهما حنظل؛ ذلك لئلَّا تضطهدَ، بكلِّ فظاعة ودنيّة، ما في جوفها من نبوغٍ وعقلانيّة، وتضيع فروهة الكاتِب، وتعابيره الشّهيَّة والرّصينة، في يُهَمِ الانقماس.

ولتعلم، يا خدينَ القراءَة، أنّ حُفنةً من النّصوص لا تَسْمَن إلّا إن أطعمتها قلبك مزَبْرَجًا بتوابِل كِياستك.
بما أننا نعيش حالة الفرْض، فرض السياسات، وفرض الحكّام، وحتى محاولات فرض الذوق، فلا أقل من مقاطعة من بالإمكان مقاطعته.
فلا سلطة لوسائل إعلامية، أو إعلاميين باعوا أنفسهم، مرارًا، كمتابعة الناس لها، ولهم.
- أُسامة عُثْمان.
اتهام كل من يعارض بأنه يعمل وفق أجندات خارجية معناه أحد أمرين، إما أن المسوؤلين كاملون مكمَّلون، لا يخطئون، وغير قابلين للانحراف.
وإما أن الشعب دون مستوى أن يفرز أصواتًا ذاتية حقيقية تكون على غير وفاق مع أصحاب القرار.
- أسامة عثمان.
الإسلاميون كتكلات والمثقفون ثقافة دينية كأفراد هم من أكثر الناس قابلية للوقوع فريسة الانخداع، كم من حزب إسلامي تم استخدامه للوصول إلى غاية معينة ثم تم التنكيل به بعد ذلك، وكم من مثقف ثقافة دينية تم خداعه فاستعمل سلما لوصول بعض المرضى النفسيين إلى غاياتهم، من يظن أن الذين يبطنون نوايا سيئة سيفصحون عنها فهو واهم، إبليس لم يقل لآدم عليه السلام أريد منك أن تعصي خالقك، بل جاءه بصيغة الناصح الذي يريد له الخير (هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى).
هذا ليس حكما قدريا، وإنما هو نتاج طريقة التثقيف الديني ـ باعتقادي ـ فالإفراط في حسن النوايا إشكالية كبرى في هذه الحياة.
- مقتبس.
حينما يتحدث الشيخ صالح عن الضفة الغربية، بصفتها ساحة المواجهة الأهم مع الاحتلال، فهو يتحدث انطلاقاً من معايشة طويلة ودقيقة لواقعها، فهو ابنها، وابن المسار العسكري في تنظيمه ابتداءً، ثم هو العارف بخصائص عدوه وثغرات ضعفه، وقد عاش في أسره نداً صعباً لضباط مصلحة السجون وجهاز الشاباك.
ولذلك يتحدث الشيخ بلغة واقعية واثقة، ومنسجمة مع الفعل، ولافتة إلى ما تحتاجه ساحة المواجهة حتى تكون أكثر فاعلية وأقدر على الإنجاز.

هذا ليس كلام شعارات، بل خلاصات تجربة وتوجيهات مشروع كبير، ولذلك يصغي له العدو جيداً ويتوقف عند دلالاته طويلا.
- لمى خاطِر.
2025/07/07 07:49:04
Back to Top
HTML Embed Code: