Telegram Web Link
حالةُ التديُّن في تَدَنٍّ، ولا تدلُّ المَظاهرُ على التّدنّي؛ فالقضيّةُ في تَراجُع؛ والسببُ في انتشارِ مَوجةِ "المُروقِ النّاعِم" حملةُ الكتابات والمنشوراتِ والمقالاتِ التي تَدعو إلى حرّيّة المُعتَقَد، وأنّ الدخولَ في الدين والخُروجَ منه آمِنٌ، كأنّه نُزهَةٌ وسَفَر. لقَد أعان على انتشارِ هذه الشبهاتِ القاتلَةِ السياساتُ المُبالِغَة في التساهُل والانفتاح، ونشاطُ مُتطرِّفين عَلمانيّين ولادينيّينَ منتسبينَ إلى السياسَة والفلسفَةِ وحُقوق الإنسانِ ومؤسساتِ حُريّةِ الأديانِ، مع العلم أنّ الفلسفةَ والسياسَةَ والحُقوقَ من نزعاتهم بَراءٌ.
- منقول.
كلّ من يُذيع الإشاعات، والأخبار الكاذبة والمَطَّاخَة، إنْ قصدًا، وإنْ بغير قصد، ولا سيَّما أيّامٍ كهذه، فجزاؤه أن يؤُدَّب ويُبَكَّت، ولا أدنى من أن يُحظر، فنستريح من أخباره المقيتة والمُخاتلة !
من علم علم اليقين، من مبعَثٍ موثوق وصَدوق، فليُقتَبس منه وإلّا فليصمت وليرحم الأناسيَّ ومن يُحمَّل إليهم.
إنّ من تكلّم في كلّ شيءٍ لم يفلح، حقًّا، في أيّ شيء !
- مقتطف بتصرُّف.
ما زلْنا في حاجةٍ إلى أن نتعلَّمَ وإن زَعمْنا أننا مُعلِّمو الأجيال، فكَمْ من مُحاوِرٍ يستبدُّ بالكَلامِ وكأنه يُخاطبُ صخرةً بالوادي وكأنه يُعلِّمُك ما لَم تَكنْ تَعْلَمُ. تجدُه مُستوفِزاً مُحْتَفِزاً مُستعجلاً في كلِّ وقتٍ مُستعدّاً في كلِّ حين للانقضاضِ عليْك بالنقْد و"التوجيه" و"النُّصحِ" وإقحامِ الذّاتِ في كلِّ حديثٍ، يملأ الدُّنيا بصوتِه ويَشْغَلُها بذاتِه "الكَريمَة" المُحيطةِ علماً وفَهْماً. مَتَى نتعلمُ فَضيلةَ الاستماع، مَتى نَشعرُ بمَن حَولَنا ؟
- مقتَبس.
نحن -الدّهماء وسواد النّاس- عُمومًا، ندرك أيَّما إدراكٍ أنّنا نستطيع، وبكلِّ قوانا العقليَّة والفعليّة، العيش دُونَمَا الجميع، ولو كان من بين ضلوع هذا الجمع أمّنا، وذلك، كما أزعم، لا يجحده عقلُ خَلقيٍّ تخضَّب بالمنطِق، فالحياة، على سجيَّتها المغمومة، لا تتجمّد عند أحدٍ، ولا تتهادى، لكنّنا، وبوعيٍ منّا، نقول بلسانٍ مِنطِيقٍ ومتوارٍ في (حِرز!) بعض الإنس من الّذين نصبو إليهم بكُلِّنا: بَلى واللّه، إنّنا نقدِر على التّعايش دون حضوركم الدّافِئ، لكنّنا، ولو جاءنا الأزر من شظفٍ، لا نُريد ذلك؛ فإنّ الحياة ستمسي، من ورائكم، فظَّة ومدلَهمَّة، فكيف بها حالنا، إذن، إن لم تأتِها بدّة تعينها في دربها المتواصل بعدما أفل أحبابُها ؟
- استجابة إلى سؤال أحد الأشخاص قبل عامٍ.
فكرة الرأسمالية القائمة على جلب المال للفرد، بكلّ الطرق الممكنة، بالاحتكار والربا والغشّ والنهب... واحتلال الدول لتسويق المنتجات، ما دامت الدولة ستأخذ الضرائب فلا يهمّها من أين جلبت المال.
تقابلها فكرة الشيوعيّة التي تجعل الجميع سواسية، عملت أم لم تعمل، عملت بجهدٍ أم نمت في عملك، ستأخذ كفايتك فقط.

ثمّ تأتي الفكرة الإسلاميّة لتنحّي الفكرتين، اعمل وستجد مقابلًا لعملك، لكنّ عملك أيًّا كان له ضوابط، لا احتكار ولا ربا ولا غشّ... وستُخرج الزكاة طائعا، فهي أخذت مزايا الرأسمالية فحفّزت الناس على العمل وميّزت من يعمل على من لا يعمل، وتركت سلبيّاتها، وكذلك فعلت بالشيوعيّة.
- عمّار البَعجاوي.
الشعوب هكذا إذا روّضت على الذلّ، فاستمرأته، شقّ عليها نداء العزّة نداء الفطرة.
نحن بحاجة إلى تلقّط جميع الأحداث التاريخيّة التي سجّلت عزّة المسلمين، وظهورهم في جميع الأصعدة الحكومية، والمدنيّة، والعلميّة، والمحورية العالمية، وتكوين سرديّة مكثّفة مبهرة كفيلة بمزاحمة البث الوهمي للثّقافة الغربية التي استخفت بعقول المنهزمين، وخطفت أبصارهم كأنّهم فقراء لا غنى لهم؛ وذلك للتمكّن من زَيْح قبلة الانتماء لديهم نحو الإسلام والحضارة التي صنعها.
- نور الدّين قبها.
الفطام الفطام، عن الاكتفاء بالتفكير التعبوي.
مع أنه يلزم، (ويلزم أنْ يكون مستدام الأسس)، إلا أن التفكير النقدي لا غناء عنه؛ التفكير الذي يجرؤ على إعادة النظر في أسباب الهزيمة.
لدينا، باستمرار، تضحيات فردية، تُجهضها أرضيةُ أدغالٍ تلعب فيها الثعابين.
"إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ".
- أُسامة عُثمان.
وقد مرّ بنا زمن كنّا نحسب فيه أنّنا ننصر الدّين بأعمال، لسنا نستغفر الله اليوم من عمل أكثر منها.
وكنّا نعدّ أعمالا لنا من أرجى أعمالنا ونرجو بها ثقل موازيننا، فصرنا اليوم نرى الصّدقة بدرهمين وصلاة ركعتين بلا نيّة خيرا منها.
وكنّا نوقن بالإخلاص ونحن نشعر من أنفسنا أنّنا مراؤون، فصرنا نوقن بالرّياء ونحن نشعر من أنفسنا أنّنا مخلصون.
وكنّا نظنّ خير العمل قول الحقّ وأنّ النّفس جبانة عن قوله، فصرنا نوقن أنّ أعلى الجهاد الصّمت في سبيل الله وأنّ النّفس ساحبة للجعجعة بلا منفعة.
وكنّا نظنّ قبل ثلاثين حجّة أنّنا ما بقي لنا في العلم كبير شيء مع أنّنا متواضعون، فصرنا نقطع أنّنا نجهل كلّ شيء مع أنّنا جبّارون متكبّرون.
فالحمد للّه على سيّئات تهدي للرّشد، ونعوذ بالله من صورة الحسنات الّتي تردي في الهاوية!
- منقول.
التّوسّع في العَلاقاتِ يَفتَحُ أبواباً من الالتزاماتِ. فمثل التوسُّع المُطْلَق في العلاقاتِ كمَثَلِ التّوسُّعِ المطلقِ في الطَّعامِ والشرابِ والمَنامِ، قَد تفتح على الجسم ضُروباً من العلل والمُعاناةِ والمَفاسد التي تدبُّ إلى القلب شيئاً فشيئاً. وكذلكَ المجتمع؛ فهو ضروبٌ وأخلاطٌ، والإكثارُ من المَعارف المُختلطة التي لا تجمعها جوامعُ؛ كأخلاط الطعام التي تُفسد المعدة وتُنهكُ صاحبها. فلينظرْ أحدُكم من يُصادقُ ومن يخالط ومَن يُخالل.
- عبد الرحمن بودرع.
لا يحظى الحاكم، ولا السّائس، ولا العاهِل، بشأو القائد ومَقامِه، إلَّا بأن يُشعر الآناس، من خلافٍ وشكيمة، بأنَّه مغايرٌ لهم، مغايرةً لا لَبْس فيها ولا مِراء، ولا ثغرات تسمحُ بالتَّطاول، والغَطرفة، والتّنديد. ذلكم بعد اتصافه، مؤكّدًا، بالقدرات السِّياسيّة، والحُكْمية، والإداريّة.
أمَّا إذا توغّل فيما توغَّل فيها من الطَّمع والجشع، ففغَر فاه على هذه المفاسِد والمناقِص، بل إذا تجاوَزهم في الطّمع والتّهالك، فالذي يحميه، وقتئذٍ، ويذوذ عنه، هي القوّة، والوِلاية، والجبروت.
- مقتَطع بتصرُّف.
المبالغة في استضعاف العدو لا تنفع، وقد تضرّ؛ لأنها تؤشر إلى الإيهام بكفاية حققته من قدرات هي في الواقع، أقل من قدراته، في حين تقديرك الحقيقي لما حققته، يعطي مؤشرًا جديًّا للغاية التي تصبو إلى الوصول إليها، أو التي ينبغي أن تتضافر الجهود للوصول إليها.
الحرب المعنوية هنا ممكن أن تركِّز، مثلًا، على ضعف قدرة العدو على الاحتمال والصمود في الجبهة الداخلية، أو مدى شجاعة مقاتليه، أو ثباتهم.
- مقتَبس.
إن كان قول من تنقده باطلا فلا يلزم أنّ نقدك صحيح. ومجرّد وقوعك على خطأ لا يلزم عنه أنّه يصحّ لك أن تنقده، فضلا عن أن يصحّ نقدك في نفس الأمر.
ومهما كان القول الّذي تنقده باطلا أو مستشنعا فلن يبرّر ذلك بغيك بالحقّ فكيف لو كنت أنت الّذي على الباطل.
ومهما اجتمع عندك من أغلاط وأخطاء في قول مخالفك، فلا تغترّ، فلعلّ ذلك كلّه لا يساوي الذّر لو وزن بأخطائك.
- مقتطف.
لو كانَ الظّالمونَ مِمَّن يستمعونَ النَّصيحةَ، لَنَصَحتُهُمْ بواحدةٍ فَحَسبُ: لا تَسْتَخِفُّوا بعقولِ ضحاياكم؛ لأنّ الاستخفاف بعقول الضّحايا ظلمٌ أقبحُ من الظلمِ نفسِه، ولأنّ الضّحايا همُ العقلاءُ عادةً، وهؤلاء يوجعُهُمْ ويستفِزُّهُمُ الاستخفافُ بعقولهم.
لو كانوا يستمعونَ، لنَصَحتُ، ولكنّ "لو" حرفُ امتناع لامتناع. والأملُ في جنونِ العقلاء.
- منقول.
ليسَت العبرةُ في وَزن قيمةِ المَكتوبات والتدوينات والتغريدات، بعدد التنويهات، ولكن العبرةَ بقيمتها ولو قلَّ عددُ الواسِمين، فربّ تدوينةٍ لا فائدةَ تُرجى منها تَحصدُ عشراتِ الوُسوم، وربّ أخرى ذات فوائدَ كثيرةٍ قَلَّ عددُ زائريها. فليست العبرةُ بالكثرة؛ لأن منطق الكثرةِ لا يدلُّ على جودةٍ بالضرورة.
- عبد الرّحمن بودرع.
مُسْتَحيلان:
- أنْ تُقنِعَ مَن يُصفِّقُ لِوَلِيِّ النِّعمةِ أنّه إنّما يُصفِّق لِوَلِيِّ النّقمة.
- أنْ تُقنِعَ مَنْ يسكتُ لأجلِ لُقمةِ العيشِ أنّه إنّما يهوي في نقمةِ العيش.
وحدَهُمُ الشُّهداءُ حَظوا بتمام النّعمة، ولم تستعبدهم اللّقمة، فَنَجَوا بعَبَقِ جراحهم من أتون هذا الجحيم.
- مقتبس.
العربيةُ شامخةٌ تَسْتَعْصي على سهام الرُّماةِ المحلّيّين والأجنبيّين. وأشدّ العُتاة عداوةً المحلّيّون الذين خرجوا من ضِئْضئ مَن قبلَهُم وانتشروا متسلّلين من أصلابهم، ليُسدّدوا الضّربات للعربية وعقيدتها وكتابها، يسكتون عن القرآن ويسبّون المفسرين والفقهاء والأصوليين، يسكتون عن السّنّة ويسبّون مصادر الحديث الصحيحة، يسكتون عن الإيمان ويسبّون مصادره المُقرِّبَةَ منه.
يطعنون على الشعر الجاهليّ وكل شعرٍ فصيح، وهو مصدر من مصادر الأصالة والثراء عندما لمع نجمُ الأدب وازدهرت سوقُه واكتَمَلَت أدواتُ بناءِ القصيدة العربية، على نحو قلَّ أن تجد له نظيراً في الآداب والمعارف على ذلك الوقت.
كلما قرأتَ أشعارَ الأولين بصبرٍ وأناة استخْرَجْت الحكمةَ والمعرفة والعلم، ولا عجل أن تجد المعاجم وكتب النقد والبلاغة ومصادر الأدب تبني مادَّتها الناضجة من الشعر الجاهليّ والمعلقات وما والاه من آداب وفنون قول.
- عبد الرّحمن بودرع.
الغرب يلعب بأوكرانيا كما كان العرب يلعبون بفلسطين. البريطانيون يقولون إن على أوكرانيا أن تشن هجوما بغض النظر عن استعدادها لأن الدعم الغربي متوقف على هجومها. على الفلسطينيين أن يخلعوا شوكهم بأيديهم ويعقدوا سلاما مع إسرائيل وإلا سيتوقف الدعم عنهم هكذا قال العرب.
اليوم يطالب المنان الأوروبي من أوكرانيا أن تشكرهم على دعمهم، وغدا أن تأخذ بنصائحهم، وبعد غد أن تنفذ أوامرهم، ثم أن ترضى بتقسيم نفسها. يقولون إن أوكرانيا ستصبح إسرائيل الثانية والواقع أنها ستصبح فلسطين الثانية.
- د. عدوان عدوان.
المناقَشَة الزائدةُ التي تتصلُ بالأمورِ الشخصيّة مُرهقةٌ جدا، وحَسبُ المرءِ من التواصُل والتفاعُلِ أنْ يَسألَ في العلمِ والمعرفَة أو يُجيبَ أو يُنبِّه -مَشكوراً- على سهوٍ أو خطأ، أو ينشُرَ ما يَنفعُ ويمكثُ في الأرض، فلم يعدْ للمرءِ وهو ينوءُ بأوزارِ الحياةِ وتُثقلُ كاهلَه السنون وبياضُ الشيبِ، لم يعدْ له جَميلُ صبرٍ ولا كبيرُ تَحمُّلٍ لِما حادَ عن العلم ولم يكنْ من صُلبِه ولا من مُلَحِه.
- عبد الرّحمن بودرع.
الذائقة الفنية والجمالية حين تترسخ في أمة أو شعب فإنها تشكِّل أعرافًا عامّة، هي في فاعليتها ذاتية، ومحتفى بها جماعيًّا.
الغريب أنها عندنا ليست معدومة، لكنها لدى الكثيرين قاصرة، أو مقصورة بتشوهّات الأنانية، أو التمثّلات المادية.
- أُسامة عثمان.
2025/07/07 18:43:30
Back to Top
HTML Embed Code: